صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 19 من 19
 
  1. #11
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    وجوب الأذان على جماعة المسافرين:

    وقد ورد ما يدل على وجوبه على جماعة المسافرين، منها:
    1ـ قوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث : » إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما «(1).

    وجه الاستدلال بالأحاديث المتقدمة على الوجوب:
    ووجه الاستدلال بالأحاديث المتقدمة على وجوب الأذان على الجماعة في الحضر والسفر أنه أمر به فقال:
    1ـ » قم فنادِ «
    2ـ » أُمِر بلال «
    3ـ » اتخِذ مؤذناً «
    4ـ » أذِّنا وأقيما «
    وقد ثبت في الأصول أن الأمر المطلق المجرد عن قرينة صارفة يدل على الوجوب، قال العمريطي في نظم الورقات بعد أن ذكر حدَّ الأمر:
    بصيغة افعل فالوجوب حُققا
    حيث القرينة انتفت وأُطْلِقا
    ومن الأدلة على أن صيغة الأمر تقتضي الوجوب:
    أ ـ قوله تعالى:  فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (2).
    ووجه الاستدلال بالآية، أن الله حذّر المخالفين عن أمره أن تصيببهم فتنة أو عذاب أليم

    وهذا لا يكون إلا على ترك واجب فدل على أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المطلق يقتضي وجوب فعل المأمور به .

    ب ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كره تأخير الناس الحَلْق يوم الحديبية
    لعدم امتثالهم للأمر، حتى دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس(1).

    ج ـ قوله صلى الله عليه وسلم :» لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة «(2).
    ولولا: حرف امتناع يفيد امتناع الثاني لوجود الأول، فلولا المشقة التي خافها علينا صلى الله عليه وسلم لأَمَرَنا، ولو أمرنا لكان السواك واجباً بنفس الأمر .
    2ـ عن أبي ذر قال: » كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال له: » أبرد «، ثم أراد أن يؤذن، فقال له، » أبرد « ثم أراد أن يؤذن فقال له: » أبرد «، حتى ساوى الظلُّ التلول، فقال صلى الله عليه وسلم : » إن شدة الحر من فيح جهنم «(3).
    قال ابن حجر في الفتح تعليقاً على تبويب البخاري على هذا الحديث:
    ( باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعةً والإقامة ) .
    قال: قوله: إذا كانوا جماعةً، هو مقتضى الأحاديث التي أوردها، لكن ليس فيها ما يمنع أذان المنفرد(4).


    وجوب الأذان على المنفرد:
    وأما ما يدل على وجوبه على المنفرد في الحضر والسفر:
    1ـ ما رواه أبو داود(5)عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسيء في صلاته: » فتوضأ كما أمرك الله عز وجل، ثم تشهد فأقم، ثم كبر

    فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله « وقال فيه: » وإن انتقصت منه شيئاً انتقصت من صلاتك « . ووجه الاستدلال به: قوله : » ثم تشهد فأقم « فقوله: تشهد أي الأذان(1)، وكل ما جاء في حديث المسيء فهو واجب، قال ابن حجر العسقلاني: قال ابن دقيق العيد: تكرر من الفقهاء الاستدلال بهذا الحديث على وجوب ما ذكر فيه وعلى عدم وجوب ما لم يذكر، أما الوجوب فلتعلق الأمر به، وأما عدمه فليس لمجرد كون الأصل عدم الوجوب، بل لكون الموضع تعليم وبيان للجاهل، وذلك يقتضي انحصار الواجبات فيما ذكر .
    ثم قال: فكل موضع اختلف الفقهاء في وجوبه وكان مذكوراً في هذا الحديث فلنا أن نتمسك به في وجوبه(2).

    2ـ ما رواه البخاري(3)عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري رضي الله عنه:
    » إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك ـ أو باديتك ـ فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة « ال أبو سعيد رضي الله عنه: سمعته من رسول الله صل الله عليه وسلم.

    قال ابن حجر: قوله: (فارفع) فيه إشعار بأن أذان من أراد الصلاة كان مقرراً عندهم، لاقتصاره على الأمر بالرفع دون أصل التأذين(4).
    3ـ وقد أخرج النسائي في سننه ( باب الأذان لمن يصلي وحده ) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقول: » يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظيّة الجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله عزَّ وجلّ: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم للصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة « (5).






  2. #12
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    حكم الأذان والإقامة للنساء

    ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ليس على المرأة أذان ولا إقامة، مستدلين بأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: » ليس على النساء أذان ولا إقامة « رواه البيهقي، وهو ضعيف لأنه من رواية عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعبد الله ابن عمر هو العمري المكبّر، وهو ضعيف(1).
    وهو مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله(2).
    وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستحب لهن الإقامة دون الأذان، وهو قول في مذهب الشافعي رحمه الله(3). والقول الثاني
    في مذهب الشافعي رحمه الله أن الأذان والإقامة يستحبان للنساء(4).
    والصحيح الراجح أن عليهن أذان وإقامة إذا صلين وحدهن جماعةً، كجماعة النساء في البيت، أو صلت المرأة منفردة للأدلة التالية:
    1ـ عن عائشة رضي الله عنها: » أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقف وسطهن «(5).
    2ـ أنه يشملهن قوله صلى الله عليه وسلم للمسيء: » أسبغ الوضوء ثم تشهد فأقم « (6)لأن النساء شقائق الرجال .
    3ـ سئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل على النساء أذان ؟ فغضب وقال: » أنا أنهى عن ذكر الله «(7).

    فائدة:
    قال النووي:
    وإذا قلنا تؤذن، فلا ترفع الصوت فوق ما تُسمع صواحبها، اتفـق الأصحاب عليه، ونص عليه في الأم، فإن رفعت فوق ذلك حرم كما يحرم تكشفها بحضرة الرجال لأنه يفتتن بصوتها كما يفتتن بوجهها، وممن صرح بتحريمه: إمام الحرمين، والغزالي، والرافعي، وأشار إليه القاضي حسين، وقال السرخسي في الأمالي: رفع صوتها مكروه(1).

    بيان أن الأذان شعار الإسلام
    ومتى تواطأ قوم على تركه قوتلوا على ذلك
    أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً،لم يكن يغزو بنا حتى يُصبح وينظر، فإذا سمع أذاناً كفَّ عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم « قال: فخرجنا إلى خيبر، فانتهينا إليهم ليلاً، فلما أصبح ولم يسمع أذاناً ركب وركبت خلف أبي طلحة ، وإنّ قدمي لتمس قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: » اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ «(1).

    قال ابن المنيرّ: قصد البخاري بهذه الترجمة واللتين قبلها، استيفاء ثمرات الأذان، فالأولى فيها فضل التأذين لقصد الاجتماع للصلاة، والثانية فيها فضل أذان المنفرد لإيداع الشهادة له بذلك، والثالثة فيها حقن الدماء عند وجود الأذان(2).
    قال الخطابي: فيه أن الأذان شعار الإسلام، وإنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلد اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه(3). وقال صاحب كتاب رحمة الأمة في اختلاف الأئمة(4): وأجمعوا على أنه إذا اتفق أهل بلد على ترك الأذان والإقامة قوتلوا لأنه من شعائر الإسلام فلا يجوز تعطيله .
    قلت: وفي هذا رد على الذين يقولون عند إنكار الزيادة على الأذان المشروع: ( إذا كان إنكاركم يؤدي إلى الخلاف وتفريق الكلمة، فترك الأذان أولى لأنه سنة والاجتماع واجب ) .

    وفساد هذا القول ظاهر، وهو من السخافة بمكان، ذلك أن قائله لم يتأسس بالعلم الشرعي، ولم يتأصل بالقواعد الشرعية، ولو أنَّه كلما
    حنقت فرقة من الفرق المنحرفة عن السُّنَّة على سنة من السنن تركنا تلك السنة لأدى ذلك إلى تجريد الدين من سننٍ كثيرة هي من شعائر الإسلام .

    وقد أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الشبهة بقوله صلى الله عليه وسلم : » فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة «(1).
    فأمر باتباع سنته وترك الاختلاف عليها، لا ترك السنة والاجتماع بدونها !!

    وهذا بخلاف أن يترك المسلم سنةً أو مستحباً من المستحبات مرةً أو مرتين أو بعض المرات لتأليف القلوب، فهذا من باب تحديث الناس بما يعرفونه، فإذا كانوا لا يعرفون سُنَّةً معيَّنة وخاف أن ينفروا منه، أو ينحرفوا عنه إلى أهل البدعة فلا بأس أن يتدرج معهم بغية تفهيمهم، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات، لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا )(2).

    وقد أكد شيخ الإسلام أن أي طائفة من طوائف المسلمين اجتمعت على ترك شعيرة من شعائر الإسلام تقاتل عليها
    فقال: ( وأيما طائفة انتسبت إلى الإسلام، وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة، فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين، حتى يكون الدين كله لله)(3).

    وجوابنا هذا هو باعتبار الرد العام على مقولتهم الفاسدة
    وأما الرد الخاص، أي الذي هو بخصوص هذه المسألة بعينها، فيجب فيه تحقيق المناط في أمرين اثنين:

    الأول: هل الأذان سنة كما ذهبوا إليه وتساهلوا فيه هذا التساهل(1).
    الثاني: هل الزيادة على الأذان فعل أم ترك ؟
    أما جوابنا على السؤال الأول فقد سبق وبيّنا أن الأذان واجب بالأدلة الكثيرة، وإذا كان واجباً فلا يجوز تركه لا للتأليف ولا لغيره .
    قال الخطابي رحمه الله:

    الأذان شعار الإسلام، وأنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلدٍ اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه(2).
    وأما جوابنا على السؤال الثاني، فإن الزيادة على الأذان فعل مطلوب تركه، وفرق بين ما كان المطلوب فعله والمطلوب تركه، فقد يُتساهل في الأول إن كان سنةً أو مستحباً، فيترك تأليفاً للقلوب، أو لئلا يفهم الناس، كما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكما ترك رسول الله  إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم . وأما الثاني فلا يجوز التساهل فيه .

    والتعليل: أن الأول إن كان مستحباً فهو جائز الترك، وأما الثاني فبدعة محرم الفعل
    وفرق بين ما يجوز تركه فيترك لمصلحة التأليف ـ وليس دائماً كما أسلفنا ـ وبين ما يحرم فعله فلا يُفعل .





  3. #13
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    التثويب في أذان الفجر الأول


    تعريف التثويب: التثويب هو قول المؤذن بعد قوله حيَّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم، وذلك في أذان الفجر الأول .
    أخرج النسائي(1)في باب الأذان في السفر، من حديث أبي محذورة رضي الله عنه، وفيه قال: » الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح « .وعنه رضي الله عنه قال: » كنت أؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أقول في أذان الفجر الأول: حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله «(2).
    وأخرج البيهقي من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
    » كان الأذان الأول بعد حيّ على الصلاة، حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين «(3).

    قال الصنعاني:
    ليس الصلاة خير من النوم من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة، والإخبار بدخول وقتها، بل هو من الألفاظ التي شرعت
    لإيقاظ النائم، فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضاً عن الأذان الأول(4).

    وأما ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أن قول المؤذن:» الصلاة خير من النوم « في الأذان الذي ينادى فيه للصلاة، مستدلاً بأن الإقامة تسمّى أذاناً أيضاً، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » بين كل أذانين صلاة «(1)أي بين الأذان والإقامة، فالأذان الأول هو الأذان الذي يُنادى فيه للصلاة، والأذان الثاني: الإقامة .
    فجوابنا عنه: أن هذا الاستدلال يخالف ظاهر النص، فإنه من المتفق عليه عند العلماء أن النص متى ما احتمل معنى ظاهراً ومعنى آخر مؤولاً، فالحمل على الظاهر هو الأصل والواجب إلا بدليل .
    فالحمل على الظاهر هنا، يقتضي أن يُحمل على الأذان الأول الذي يُنادي به لإيقاظ النائم لأنه هو الأول في الفجر .
    فقد أخرج البخاري(2) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: » لا يمنعنَّ أحدكم ـ أو أحداً منكم ـ
    أذانُ بلال من سَحوره، فإنه يؤذن ـ أو يُنادي ـ بليل ليرجع قائمكم، ولينبِّهَ نائمكم، وليس أن يقول الفجر أو الصبح « .

    فائدة:
    وأما التسبيحات المبتدعة في هذه الأزمنة المتأخرة، قبل أذان الفجر، قال عنها ابن حجر:
    ادعى بعض الحنفية ـ كما حكاه السروجي منهم ـ أن النداء قبل الفجر لم يكن بألفاظ الأذان، وإنما كان تذكيراً أو تسحيراً كما يقع للناس اليوم، وهذا مردود، لكن الذي يصنعه الناس اليوم مُحْدَثٌ قطعاً، وقد تضافرت الطرق على التعبير بلفظ الأذان فحمله على معناه الشرعي مقدَّم، ولأن الأذان الأول لو كان بألفاظ مخصوصة لما التبس على السامعين، وسياق الخبر يقتضي أنه خشي عليهم الالتباس، وادعى ابن القطان أن ذلك كان في رمضان خاصة، وفيه نظر(3).





  4. #14
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    شروط الأذان
    الأذان عبادة من العبادات لأن الشرع رتب عليه الأجر والثواب، فلا بد لصحته من شروط،وهي:
    1ـ دخول الوقت، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم «(1) فدل على أنه لا يؤذن قبل حضور وقت الصلاة .
    2ـ أن يكون المؤذن مسلماً، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » فليؤذن لكم أحدكم «(2)فقوله: أحدكم يعني منكم، وغير المسلم ليس منا، فلا يعتد بأذانه لأنه من غير أهل العبادات .

    3ـ ذكراً، فلا يجوز أن تؤذن أنثى ـ أي في المساجد ـ لأنه يشرع فيه رفع الصوت، وليست من أهل ذلك(3).
    4ـ عدلاً في الظاهر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، وصف المؤذنين بالأمانة، فقال: » الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين «(4).
    5ـ عاقلاً، فلا يصح أذان مجنون، لأن الأذان عبادة وليس هو من أهلها .
    6ـ مميزاً، فلا يصح أذان الطفل، لأن الأذان عبادة يشترط لها القصد والطفل لا قصد له، وأما المميز فيصح لأن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما كان إمام قومه وعمره ثمانِ سنين، ومن صحت إمامته صح أذانه بلا شك .
    7ـ ناطقاً، لأنه لا يصح إلا بالنطق .

    8ـ عالماً بالوقت، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » إذا حضرت الصلاة « ودخول الوقت يحتاج إلى معرفة به .
    ويصح أذان الأعمى إن كان له من يخبره بدخول الوقت، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: » إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم « ثم قال: وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت، أصبحت(1).
    9ـ أميناً، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » أمناء الناس على صلاتهم وسحورهم المؤذنون «(2) .
    10ـ أن يكون الأذان بصوتٍ مرتفع، لأن المقصود إعلام الناس، لقوله صلى الله عليه وسلم، : » فليؤذن لكم « والأذان الإعلام . ولقوله صلى الله عليه وسلم، : » فإنه أندى صوتاً منك «(3).
    11ـ أن يكون الأذان مرتباً متوالياً عرفاً، لأنه شُرع كذلك، ولأنه لا يُعلم مع الإخلال بهما أنه أذان، ويجوز أن يتكلم كلاماً يسيراً لا يقطع الموالاة، قال البخاري: ( باب الكلام في الأذان ) وتكلم سليمان بن صُرَد في أذانه، وقال الحسن: لا بأس أن يضحك وهو يؤذن أو يقيم .
    12ـ أن يكون الأذان من واحد، فلا يصح أن يبني على أذان غيره، لأنه عبادة، قال في الإنصاف: لو أذن واحد بعضه، وكمله آخر لم يصح بلا خلاف أعلمه(4).





  5. #15
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    ما يستحب في الأذان
    ويستحب في الأذان والمؤذن أمور:

    1ـ أن يكون متطهراً، لأنه ذكر فيشرع له ما يشرع لسائر الذكر .
    قال البخاري(1): وقال إبراهيم: لا بأس أن يؤذن على غير وضوء(2)

    وقال عطاء: الوضوء حق وسنة(3)، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .

    وأما الجنب، فقال في الهداية: ويكره أن يؤذن وهو جنب رواية واحدة(4).
    والذي يبدو من صنيع البخاري رحمه الله أن الأذان يصح مع الجنابة لأنه لا يشترط له الطهارة وإن كانت تستحب، قال ابن حجر:

    وفي إيراد البخاري له هنا إشارة إلى اختيار قول النخعي، وهو قول مالك والكوفيين
    لأن الأذان من جملة الأذكار فلا يشترط فيه ما يشترط في الصلاة من الطهارة ولا من استقبال القبلة(5).
    قلت: ويدل عليه استدلاله بقول عائشة رضي الله عنها: » كان النبي صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه « .

    فائدة:
    وقد كره أهل العلم إقامة المحدث لأنه ليس بعد الإقامة إلا الدخول في الصلاة، لذلك قال مالك رحمه الله تعالى

    يؤذن على غير وضوء، ولا يقيم إلا على وضوء(1).

    2ـ أن يكون مستقبلاً للقبلة، قال ابن المنذر:
    أجمعوا على أن من السنة أن يستقبل القبلة في الأذان(2).

    3ـ أن يكون على مكان مرتفع، لأن بلالاً رضي الله عنه كان يؤذن من على سطح بيت امرأة من بني النجار، قال في التلخيص(3):وعند أبي داود من طريق عروة عن امرأة من بني النجار(4)قالت: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى(5)

    4ـ أن يضع المؤذن أصبُعيه في أذنيه، لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه
    قال: » رأيت بلالاً يؤذن وأتتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه « (6)وجزم النووي أنها المسبحة(7).

    5ـ أن يلتفت يميناً لحيّ على الصلاة وشمالاً لحي على الفلاح، لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه »
    أنه رأى بلالاً يؤذن، فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا بالأذان « (8).
    وعند أبي داود: » لوى عنقه يميناً وشمالاً ولم يستدر «(9).

    6ـ أن يؤذن قائماً، لحديث المرأة من بني النجار عند أبي داود(10)، وفيه:
    » فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطّى « .
    وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن على البعير ثم نزل فأقام(1).
    وهذا يدل على أن القيام ليس بواجب بل هو مستحب .
    قال ابن المنذر: ( أجمعوا على أن من السنة أن يؤذن المؤذن قائماً )(2).

    7ـ أن لا يلحن في أذانه، فإن لحن فيه بالتمطيط والتطريب كُره وصح أذانه

    قال البخاري: وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أذن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا(3).






  6. #16
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    إذا أذن قبل الوقت أعاد الأذان في الوقت

    عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم
    أن يرجع فينادي: » ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام «(1).

    وعن مؤذن لعمر رضي اله عنه يقال له: مسروح، » أذن قبل الصبح، فأمره عمر رضي الله عنه فذكر نحوه «(2).
    وقوله: ألا إن العبد نام: أي غفل عن الوقت بسبب النعاس . وفي هذه الروايات من الفوائد:

    1ـ أن الأذان للصبح لا يصح إلا بعد طلوع الفجر الصادق .
    2ـ مشروعية أن يقول المؤذن إذا أخطأ الوقت في الصبح: » ألا إن العبد نام « أي المؤذن .
    3ـ وجوب تنبيه الناس إذا أخطأ المؤذن، وذلك لما فيه من حل الصلاة قبل وقتها، أو تحريم الطعام على الصائم قبل دخول الفجر الصادق

    فاقتضى أن ينبههم ليمتنع من أراد صلاة الفريضة لعدم دخول وقتها، وليتمكن الصائم من تناول طعام سحوره أو متابعته قبل دخول الفجر الصادق .


    الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان
    والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان نوعان:
    النوع الأول: سنّة مؤكدة وهي لسامع المؤذن، فيستحب له أن يجيب المؤذن فيقول مثل ما يقول المؤذن ثم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل الله له الوسيلة .


    فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: » إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن « (1) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: » إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله أرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة «(2).

    وعن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: » من قال حين يسمع المؤذن » أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه «(3).
    إلا في الحيعلتين فيقول: » لا حول ولا قوة إلا بالله « (4).

    النوع الثاني: الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم موصولة بالأذان بحيث تكون كجزء منه، وهذه بدعة محرمة، لأن الأذان عبادة والأصل في العبادات التوقيف والمنع حتى يدل الدليل على المشروعية، :  أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ  ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد «(5)أي مردود عليه غير مقبول .

    وقد كان آخر الأذان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله، فعن بلال رضي الله عنه
    قال: » آخر الأذان: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله «(1).
    وعن الأسود قال: كان آخر أذان بلال، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله(2).


    وعن أبي محذورة رضي الله عنه » أن آخر الأذان: لا إله إلا الله «(3).
    قال ابن حجر: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست من الأذان لا لغة ولا شرعاً(4).
    وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ما أحدثه الناس من رفع الصوت بالتسبيح قبل الأذان، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعده، بدعة يجب على ولاة الأمور إنكارها حتى لا يدخل في الأذان ما ليس منه، وفيما شرعه الله غنية وكفاية عن المحدثات . فتنبّه(5).
    والذين يزيدون على الأذان يزعمون أن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم علامة على حبه ، ولذلك يتهمون المتمسكين بالسنة بأنهم لا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا كذب وافتراء، وقد :  وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى  (6)وقال تعالى: » من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال «(7).





  7. #17
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    خاتمة
    وبعد
    فهذه عجالة في بيان الأذان وما يتعلق به من أحكام تذكيراً للمسلمين بهذه العبادة العظيمة التي يصدع بها المؤذن خمس مراتٍ في اليوم

    فيجتمع المسلمون في المساجد والمصليات لأداء أعظم ركنٍ من الأركان العملية في الإسلام .
    وإن الالتزام بهذه العبادة العظيمة على وجهها المشروع مقدمة لالتزام سائر ما يتعلق بالصلاة من طهارة وأداء وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الميزان الأكبر الذي تعرض الأعمال التكليفية عليه، على هديه، وسيرته، وسنته، وقد : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  (1).
    فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن نكون ممن يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم بموافقتنا لهديه، واتباعنا لسنته، وأن يكشف الغشاوة عن بصائر أهل البدعة

    ليعلموا أنهم مخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإعراضهم عن هديه وتقديمهم على سنته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » فمن رغب عن سنتي فليس مني «(2).
    وصلى الله على سيدنا محمد







  8. #18
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الأذان لا ينقطع عن الكره الارضية ( 24 ) ساعة

    لقد توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة لمعادلة حسابية عبقرية تؤكد
    إعجاز الخالق عز و جل في إعلاء نداء الحق " صوت الأذان " طوال 24 ساعة يومياً وقال الباحث في
    دراسته : أن الأذان الذي هو دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبداً
    على مدار الساعة , فما أن ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!!
    وشرح الباحث " عبد الحميد الفاضل " فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم إلى 360 خطاً
    تحدد الزمن في كل منطقة منها , يفصل كل خط عن الخط الذي يليه أربع دقائق بالضبط ,
    والأصل في الأذان أن ينطلق في موعده المحدد , ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن .
    ولتقريب الصورة أكثر فإذا افترضنا أن الأذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط الطول واحد ,
    واستمر أربع دقائق , وانتهت الأربع دقائق فإنه سينطلق في المنطقة الواقعة عند الخط اثنين , وعندما
    ينتهي سينطلق في الخط الثالث ثم الرابع وهكذا لا ينقطع الأذان طوال اليوم الكامل من حياة أرضنا ,
    ويمكن التأكد بعملية حسابية صغيرة:
    4×360( خط طول ) = 1440 دقيقة
    1440 / 60( دقيقة ) = 24 ساعة

    المصدر : بحث للباحث عبد الحميد الفاضل





  9. #19
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    من تفسير ابن كثير ننقل ما يلي :

    يقول عزَّ وجلَّ: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه} أي دعا عباد اللّه إليه {وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}

    أي وهو في نفسه مهتد فنفعه لنفسه ولغيره، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشر
    وهذه عامة في كل من دعا إلى خير، وهو في نفسه مهتد، وقيل: المراد بها المؤذنون الصلحاء، كما ثبت في صحيح مسلم:
    "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة"

    وقال عمر رضي اللّه عنه: لو كنت مؤذناً لكمل أمري، وما باليت أن لا أنتصب لقيام الليل ولا لصيام النهار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر للمؤذنين" ثلاثاً، قال: فقلت: يا رسول اللّه تركتنا ونحن نجتلد على الأذان بالسيوف، قال صلى اللّه عليه وسلم: "كلا يا عمر، إنه سيأتي على الناس زمان يتركون الأذان على ضعفائهم، وتلك لحوم حرمها اللّه عزَّ وجلَّ على النار لحوم المؤذنين" (أخرجه ابن أبي حاتم).

    وقالت عائشة رضي اللّه عنها في قوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} قالت: فهو المؤذن إذا قال: حي على الصلاة فقد دعا إلى اللّه، وهكذا قال ابن عمر رضي اللّه عنهما وعكرمة: إنها نزلت في المؤذنين، والصَّحيح أن الآية عامة في المؤذنين وغيرهم، فأما حال نزول هذه الآية فإنه لم يكن الأذان مشروعاً بالكلية، لأنها مكية، والأذان إنما شرع بالمدينة بعد الهجرة، وقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} أي فرق عظيم بين هذه وبين هذه، {ادفع بالتي هي أحسن} أي من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر رضي اللّه عنه: ما عاقبت من عصى اللّه فيك بمثل أن تطيع اللّه فيه.





 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حكمه بعشرة الاف جنيه
    بواسطة ابوالسعودمحمود في المنتدى القصص والمواعظ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-10-01, 04:13 AM
  2. دورة مكثفة عن المخطوط المغربى : تاريخه و مناهج حفظه و تحقيقه ونشره
    بواسطة نجيبويه في المنتدى المخطوطات الإسلامية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2008-12-31, 01:22 AM
  3. الصمت حكمه ولكن
    بواسطة التوحيد في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2008-09-03, 01:20 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML