هلا رتبنا الأحداث كي لا يختلط عليك الأمر وبإيجاز شديد جدا :

سؤالك الأول هو :


هل الله انزل ادم عقابا على الارض؟
كيف عقاب والله قد تاب عليه ، يقول تعالى : " فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" البقرة ، فتوبة الله على سيدنا أدم كانت في الجنة التي أخرجه منها بسبب اكله من الشجرة التي نهي عنها ، فسبحانه وتعالى قد قبل توبة سيدنا أدم وأما نزوله الى الأرض فهو ما قدر له لأنه تعالى ما خلق ادم الا ليخلفه في الأرض يقول تعالى : "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" البقرة ، فسبحانه وتعالى قدر لأدم أن يكون خليفة في الارض قبل خلقه .

ام انه قدر له ان ينزل الى الارض حتى لو لم يأكل من الشجرة التي حرم الله عليها باكل منها؟
ليس هنا لو ! لأن الله لما قدر الأمر قد تحقق يقينا أما كونه لو لم يأكل من الشجرة هل كان سيخرج منها أم فهذا ليس موجود والسؤال عنه ليس في محله لأن سيدنا أدم أكل من الشجرة كما قدر الله له أن يفعل بعد أن أختبره وجعل أكله من الشجرة سبب ليس اكثر .

لماذا سمح الله للشيطان بوسوسة ادم ووقوعه في الخطيئة ولم يمنعه من ذلك؟
أولا لا يسئل الله عما يفعل وأنت أعلم مني بذلك ولكن الأمر ليس كذلك فالله تعالى لما لعن الشيطان تمنى عدو الله أمنية وهي أن يضل أدم وذريته ولو شاء الله أن لم يفعل ما فعل ابليس ولكن الله تركه ليميز الخبيث من الطيب .
فالله تعالى قد خلق الشيطان وخلق ادم فأما الشيطان فعصى أمر الله فطرده الله من رجمته وأجل له العذاب الى يوم القيامة واما ادم فأخطأ بحسب طبيعته ثم تاب فقبله الله وتاب عليه وترك للشيطان سلطانا عليه ليتم الإختبار وقوة الإيمان .
وترقبي قوله تعالى في سورة ص : ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 ) إلا عبادك منهم المخلصين ( 83 ) قال فالحق والحق أقول ( 84 ) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ( 85 ) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ( 86 ) إن هو إلا ذكر للعالمين ( 87 ) ولتعلمن نبأه بعد حين ( 88 )
فالله لم يترك الشيطان يوسس مع فتح المجال له ولكنه أعطى بني أدم أرادة يطرد بها وساوس الشيطان لو أراد أن يفعل .

والله أعلم ...