|
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
المترجمة والمؤلف وآحد الضحايا
«صديق الفلسطينيين» وملاحق من قوات الاحتلال
بالصورة.. الصحفي السويدي «بوسترم» يكشف جريمة الإسرائيليين في سرقة أعضاء الشهداء
كتب: تامر الصمادي
«ان شاء الله»، عنوان كتاب غربي أثار فضول المواطنة الأردنية أمل الكسواني التي تعيش في السويد منذ أكثر من 30 عاما.
قصة الكتاب بدأت فصول أحداثها عام 2004، عندما رأت الكسواني وبالصدفة أن هناك مكتبات في السويد تعرض كتابا لصحفي سويدي عنوانه «إن شاء الله»، وهي الكلمة ذات الدلالات الإسلامية عند المسلمين في شتى بقاع العالم.
ما أثار استغراب الكسواني كما تقول لـ«السبيل» هو عدم توقعها بأن هناك صحفيين غربيين مهتمون بالقضية الفلسطينية أكثر من العرب أنفسهم، فالكتاب يتطرق للصراع الفلسطيني - الصهيوني برؤية سويدية غير سلبية تجاه العرب والمسلمين، حيث جاءت هذه المرة لتعبر عن تعاطف وتأييد كبير مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وما يقع عليه من قهر وظلم يومي، على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني.
«إن شاء الله» الذي يحتوي على رؤى تضامنية لصحفيين سويديين حول ما يجري في فلسطين المحتلة، دفع بالكسواني للعمل على ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية كي توصل للعرب والمسلمين أن «هناك من يهتم بالقضية الفلسطينية ويمنحها أذنا صاغية، وعينا تلعن الظلم أكثر بكثير من بعض الطبقات العربية المثقفة، والتي من الواجب أن يكون لها دور أكبر كما تقول الكسواني في كشف الفضائح والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
الكسواني التي استغرقت في ترجمة الكتاب ثلاث سنوات متتالية، أكدت لـ«السبيل» أنها واصلت الليل بالنهار، ورجعت إلى العديد من القواميس والمراجع لتستعين بها في تفسير الكلمات السياسية والمعقدة، أملا منها في أن تقدم ولو شيئا بسيطا من الجهد خدمة للقضية الفلسطينية.
«السبيل» التقت محرر الكتاب الصحافي السويدي دونالد بوسترم المهدد بالتصفية الجسدية من قبل الكيان الصهيوني نتيجة تعاطفه الشديد مع قضية العرب والمسلمين المفصلية «القضية الفلسطينية»، حيث تحدث عن تجربته الطويلة في تأليف الكتاب، ومعاناته في التقاط مجموعة فريدة من الصور التي وضعت في الكتاب تجسيدا لحالة الصراع بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين الذين لا يملكون أسلحة مكافئة ليذودوا بها عن أنفسهم. كما ينقل دونالد بصوره عددا من الفضائح والجرائم اللاإنسانية التي ترتكب بحق الفلسطينيين، والتي كان من أبرزها صورة تكشف جريمة لم يتطرق لها الإعلام من قبل وهي اختطاف قوات الاحتلال لشبان فلسطينيين وقتلهم وسرقة أعضائهم البشرية في السر، وقيامهم بعد ذلك بخياطة أجسادهم بعد أن يشرّحوا في مشرحة «أبو كبير»، لينقلوا فيما بعد إلى مثواهم الأخير.
محاولات دونالد المتكررة لكشف جرائم الاحتلال المتمثلة بسرقة الأعضاء البشرية، والتي احضر خلالها احد الاطباء لاستخراج جثث الفلسطينيين من المدافن، حدت بـ«إسرائيل» إلى إغلاق منافذ المقابر لمدة ستة اشهر كي لا يتمكن الصحافي «المهووس بكشف الحقائق» من الوصول إليها.
الشهيد أحمد غنام الذي تعرض للتصفية الجسدية على أيدي قوات الاحتلال، والذي كان مطلوبا بتهمة إقلاق أمن وراحة «إسرائيل»، كان أحد الضحايا الذين تعرضوا لسرقة الأعضاء بحسب بوسترم، لكنه لم يكن الشخص الوحيد الذي يشطر بطنه حتى أسفل ذقنه، ويدفن في ساعات متأخرة من الليل وبحراسة صهيونية، وفي ذلك ينقل بوسترم تساؤلات لأهالي المغدورين بالقول: «لماذا تحتفظ الحكومة الإسرائيلية بجثث الشهداء خمسة أيام قبل أن تسمح بدفنها؟ ما الذي يحصل للجثة خلال الأيام المذكورة؟ لماذا يصار إلى تشريحها طالما أن سبب الوفاة واضح للعيان؟ لماذا يأتون بالجثث في وقت متأخر من الليل؟ ولماذا يتم إغلاق المنطقة وقطع التيار الكهربائي لحظة الدفن؟!».
ويقول في حديثه لـ«السبيل»: «أتيت أنا وعدد من زملائي للشرق الأوسط كمراسلين لفضائيات ومجلات وصحف، حيث كان هدفنا الرئيس تغير الانطباع السائد لدى السويديين فيما يتعلق بالصورة الموجودة لديهم وغير الصادقة عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي».
بوسترم الذي احتوى كتابه «إن شاء الله» على 200 صورة التقطها بكل براعة ومهنية، كان هدفه أن يري العالم الاوروبي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قهر واحتلال وحشي عن طريق الصورة كونها تؤثر أكثر من الكلمة بحسب رأيه، وهو ما دفع بعض أصدقائه للقول بأن صوره التي التقطها لها قدرة عجيبة تجعلها تحكي قصة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأنها تجعلهم يتوقعون من الشخصيات أن تخرج من الصور، وتنزل السلالم، وتقذف الحجارة، وتبكي، وتصرخ، وتتكلم.
حتى أن بعض أصدقاء الصحافي بوسترم ذهبوا إلى أبعد من ذلك بالقول: «على من يرغب في معرفة أي شيء عن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إغلاق وسائل الإعلام وإيقاف ضجيجها لبعض الوقت، وأن يستعاض عنها يقراءة إن شاء الله».
ويضيف محرر الكتاب قائلا: «بدأت مسيرتي الصحفية في الشرق الاوسط بسؤالي عن أوضاع اللاجئين، وعن الوضع السياسي، ودراسة المستعمرات والمستوطنين، كما تعرفت على القدس وما تعانيه، وراقبت الانتفاضة».
ويتابع: «لم نكن نعرف ان اسرائيل دولة محتلة وانها تخالف القوانين والشرعية الدولية، لم نكن نعرف ان هناك مستوطنين يعيشون بغير حق، لم نكن نعرف شيئا عن المجازر الاسرائيلية بحق الاطفال الفلسطينيين».
خطة بوسترم كما قال في مقابلته مع «السبيل» كانت تقتضي أن يذهب ويرى بنفسه ما يجري في فلسطين المحتلة غير آبه بالمخاطر التي سيواجهها نتيجة تغطيته للأحداث بكل حيادية وموضوعية، فالأيادي الصهيونية عملت جاهدة على وضع العقبات والعراقيل أمامه كي لا يقوم بعمله الصحفي على أكمل وجه، والمطاردات، والاعتقالات، والاعتداءات المتكررة بحقه، كانت وجبته اليومية التي يلقاها على أيدي قوات الاحتلال، لكن وضع فوهة البندقية الصهيونية في صدره، ومطاردته في بلده السويد، لم يثنه عن التقاط الصور التي تكشف جرائم الصهاينة حتى ولو التقطها سرا.
بوسترم الذي أظهر بصوره العديد من الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، تطرق للحديث عن الرصاص المطاطي الذي يوجه للشبان الفلسطينيين، والذي يعتبره الإسرائيليون غير قاتل، لكنه اكتشف بأن هذه الرصاصات تدخل إلى رؤوس المقاومين، وأن قطر كل واحدة منها يصل إلى 17مم، وأنها مصنوعة من الفولاذ ومغطاة بطبقة رقيقة من البلاستيك.
ومن الطريف ما يذكره الصحافي غير المسلم بوسترم «صديق الفلسطينيين» في كتابه، حيث يشير إلى أنه شارك في أحد الأشهر الرمضانية المسلمين في إحيائهم ليلة القدر داخل المسجد الأقصى، وأنه دخل في فصول مغامرة شيقة ومتعبة في نفس الوقت، كي يتمكن من الدخول للحرم الشريف برفقة كمرته الصحفية، خارجا بعد ذلك بشعور روحاني جميل لم يره في حياته وهو ما أكده لـ«السبيل».
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
جرائم الصهاينة لن تسقط بالتقادم
تل ابيب تستعد لمواجهة موجة من الدعاوي في اوروبا ضد ضباطها ووزرائها علي ارتكاب جرائم حرب في لبنان وفلسطين
طالبت المسؤولين بالكف عن الادلاء بتصريحات عدائية خشية استغلالها من قبل منظمات حقوق الانسان في الدعاوى المرتقبة
كشف النقاب في تل ابيب عن مذكرة اعدتها وزارة الخارجية موجهة للجيش الاسرائيلي وغيره من اجهزة الدولة حثت المسؤولين علي تجنب الادلاء بأي تصريحات عدائية يمكن ان تستخدم ضدهم في تأييد مزاعم عن تورطهم في استخدام مفرط للقوة في لبنان او غزة.
ووفق المراسل السياسي لصحيفة (معاريف) الاسرائيلية اوري يابلونكا، فان عشرات من ضباط الجيش وكذلك وزراء في الحكومة، قد يجدون انفسهم قريبا خلف القضبان اذا هبطوا قريبا في عدد من الدول الاوروبية. واضافت الصحيفة ان وزارة الخارجية والنيابة العامة حذرتا من موجة دعاوي قضائية قد تستانف قريبا ضد مسؤولين اسرائيليين اطلقوا تصريحات اثناء الحرب بشكل يشتبه بمخالفته للقانون الدولي المتعلق بجرائم الحرب. وبحسب التحذير، فان منظمات حقوق انسان اجنبية، بالاضافة الي اسرائيليين وفلسطينيين، يبلورون التماسات من شانها ان تؤدي الي اصدار اوامر اعتقال في خارج البلاد لمسؤولين اسرائيليين كبار. وبين التصريحات الاشكالية التي تتناولها التحذيرات: تطهير ، تنظيف ، استنزاف قري في جنوب لبنان.
واكدت مذكرة سرية اعدها المستشار القانوني لوزارة الخارجية ايهود كينان وقدمت مؤخرا الي مسؤولين كبار في الجيش، الي ان هناك مؤشرات علي اننا في بداية معركة قضائية اعلامية غير سهلة. في الاشهر الاخيرة بذلت جهود مضاعفة من محافل خاصة ومنظمات غير حكومية مختلفة تنشط في اوروبا لجمع وتوثيق معلومات ضد اسرائيليين عن تنفيذ جرائم حرب مزعومة. وهناك انباء عن نية ليست واضحة طبيعتها وحجمها بعد لمنظمات دولية، في بلجيكا، في فرنسا والمغرب، لرفع دعاوي، او علي الاقل اعداد ملفات ضد مسؤولين اسرائيليين كبار في المستويين السياسي والعسكري.
واشار مصدر في وزارة الخارجية الي ان المقصود هو اغلب الظن تصريحات الوزراء بمن فيهم ايلي يشاي، يعقوب بن يزري وحاييم رامون، الذي استقال مؤخرا من منصبه بعد اتهامه بالتحرش الجنسي .
وادلي عدد من الضباط في الجيش الاسرائيلي بأقوال مشابهة للمراسلين العسكريين، برغم ان معظم التصريحات لم تنسب للضباط بأسمائهم. واشار كينان في رسالته الي ان معظم المادة التي تجمعها منظمات مناهضة لاسرائيل تستند الي مقابلات في وسائل الاعلام. وعليه، اوضح ان علي الوزراء وضباط الجيش الكف عن استخدام التعابير التي من شأنها ان تورطهم في خارج اسرائيل.
وكشف كينان النقاب في رسالته عن ان فريقا من رجال القانون الاسرائيليين الكبار يبلور منذ الان سبل التصدي للمعركة القضائية المرتقبة. مصدر كبير في وزارة الخارجية قال ان مدير القسم الدولي في النيابة العامة للدولة، غيل لبرتوف، يترأس فريقا من الخبراء في هذه المسألة، ويجري منذ نهاية الحرب اتصالات وثيقة مع مستويات موازية في وزارات العدل لدول مختلفة في اوروبا، مثل السويد، بلجيكا وبريطانيا، في محاولة لبلورة حل متفق عليه للمشكلة.
ومضت الصحيفة قائلة ان وزارة الخارجية والنيابة العامة للدولة عقدتا اتفاقات مع مكاتب محامين جنائيين في ارجاء اوروبا لمعالجة مواضيع كبار المسؤولين الاسرائيليين، اذا ما اعتقلتهم السلطات القانونية في القارة. ونقلت عن مصدر سياسي كبير قوله: نحن علي اتصال هادئ مع الاوروبيين لايجاد مخرج قانوني مشترك. وفي بريطانيا ودول اخري غيرها لا يريدون مثل هذا التورط. المشكلة هي ان الحديث يدور عن قوانين تتيح تقديم مجرمي الحرب هناك الي المحاكمة، حتي وان كانت هذه الجرائم نفذت ظاهرا في دول اخري.
في سياق ذي صلة ذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) ان وزارة الخارجية الاسرائيلية استقدمت الي اسرائيل سرا خبيرة القانون الدولي البلجيكية ميشيل هيرش للمساعدة في مواجهة موجة اتهامات متوقعة للقادة الاسرائيليين ومن بينهم اولمرت وبيرتس ودان حالوتس وضباط عسكريون اخرون بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب علي لبنان. واضافت الصحيفة ان هذه ليست المرة الاولي التي تساعد فيها المحامية المشهورة هيرش اسرائيل حيث وقفت علي رأس طاقم الدفاع الذي تولي الدفاع عن ارييل شارون الذي اتهم امام المحكمة البلجيكية بارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا وكذلك تولت الدفاع عن الجنرال الاسرائيلي عاموس يارون الذي واجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال حرب لبنان الاولي ونجحت في الغاء الدعوي القضائية بعد صراع قضائي طويل.
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
فيلم جديد يفضح جرائم الجنود الصهاينة
القدس - خاص
درج جنود جيش الاحتلال الصهيوني الذين يعملون في قطاع غزة على كتابة علامة "x" على جسم البندقية الشخصية كعلامة على أنهم قتلوا فلسطينياً، وبعضهم يتباهى بعلامتين أو ثلاث من ذلك الشعار (x)، وذكرت مصادر صحفية صهيونية أن الشائعات عن عادة الإشارة على البنادق بدأت في مدة المكوث الطويل لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، حيث كان الجنود يؤشرون على أسلحتهم كتعبير عن عدد اللبنانيين الذين قتلوهم، ومنذ بداية الانتفاضة الحالية أصبحت الإشارات ظاهرة ملموسة يتبناها الجنود في قطاع غزة، وتعد الإشارة على السلاح رمزاً للمهنية، وكلما كانت هناك إشارات أكثر على سلاح الجندي يحظى بتقدير أكبر من رفاقه !
"هذا شرف عظيم أن يسير المرء مع هذه الإشارات".. هكذا يقول جندي صهيوني يخدم كقناص في قطاع غزة، وقتل في سياق عمله فلسطينيين اثنين، وأضاف: "ليس فقط في الجيش يفهمون معنى هذه الإشارات، فحتى عندما أخرج إلى البيت يعرف الناس أني قتلت"مخربين"، وأنا فخور بذلك".
وهذا غيض من فيض ممارسات جيش الاحتلال الصهيوني يبقى طي التعتيم الإعلامي المتعمد إلى أن يحظى بالتفاتة من صحافي جريء أو مخرج سينمائي
وتعليقاً على هذه الظاهرة قال (المؤرخ العسكري الصهيوني) مئير بعيل، الذي عمل كقائد كتيبة في لواء جولاني أن هذه عادة سطحية، وظاهرة أخرى تدل على الانحلال الذي طرأ لدينا في أعقاب الاحتلال المستمر، إذا كان ينبغي القتل، فليقتلوا، ولكن محظور تحويل هذا إلى رياضة !
*
فيلم وثائقي
"كوالدة جندي ترعرع في خضم الحرب مع الفلسطينيين يثير فضولي السؤال: كيف لنا، نحن ذوي الجنود الذين أرسلنا أولادنا وهم في العاشرة من عمرهم لتعلم الموسيقى، أن نرسلهم مع بلوغهم الثامنة عشرة (سن الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال) ليقتلوا الفلسطينيين.. أسأل نفسي كثيراً هل أنا والدة لجندي قاتل".. بهذه الكلمات تلخص المخرجة الصهيونية نوريت كيدار دوافع إخراجها فيلماً وثائقياً يحمل عنوان"وحيدة ومعزولة" يوثق ممارسات القناصة الصهاينة في فلسطين المحتلة، ويعرض إفادات تقشعر لها أبدان الناظر لكنها لا تؤرق مضاجع القتلة سوى بعضهم، الذي يعترف بأنه بعد سنوات على فعلته تلاحقه كوابيس ليرى في منامه ضحاياه.
وتحاول المخرجة أن تطلع المجتمع اليهودي الذي غاص إلى غياهب اللامبالاة على ممارسات الجيش في فلسطين المحتلة "وأن أظهر للجميع ماذا فعلنا، كمجتمع وكأهالي جنود، بأولادنا حين يطلب منهم أن يقرروا من يقتلون (من العرب). إنه عبء ثقيل على كاهلهم"، وبانتظار عرض الفيلم، لأول مرة مع نهاية شهر أغسطس الجاري، تناولت الصحافة الصهيونية ما أدلى به القناصة من إفادات لجنود معتدين بالذات ومحشوين بكم هائل من العداء والكراهية، لكل من هو مسلم وعربي وفلسطيني، يشفون غليلهم بقتل أكبر عدد منهم رافضين اعتبار أفعالهم جرائم تنم عن تبلد الحس، وتعنون إحدى الصحف الصهيونية تقريرها عن الفيلم بكلمتي: "بدم بارد" من دون أي علامة سؤال، وتضيف:"عندما يقتلون أحد الفلسطينيين يشعرون بأنهم فعلوا ما أمروا به.. وأحياناً لا يشعرون بشيء، يركزون على الأرواح، على قياس المدى بينهم وبين المستهدفين. لا يواجهون معضلات أخلاقية، إنهم في نهاية الأمر بمثابة آلة. هذا هو تعريفهم"، ويتباهى أحد القناصة - المدعو شلومو (22 عاماً) - على نحو لا يطاق بجريمته ويحكي قصته: "أثناء خدمتي في غزة رأيت بالمنظار الشخص.. وضعته في مركز الهدف، وضغطت على الزناد ورأيته يسقط.. نعم أسقطته.. إنه شعور رباني بأن تقصف حياة من لا يستحق الحياة!.. فأنا من يقرر من يعيش ومن يموت! إنه الشعور بالفحولة الرجولية!".
ويتابع شلومو واصفاً جريمته: "إنها متعة.. التحضير لإطلاق النار، قياس المسافة، والقتل ذاته إنه الادرينالين، متعة واكتفاء".. لا بل أفظع من ذلك حين يقول: إنه بعد أن قتل فتى فلسطينياً عمره 16 عاماً، أشعل سيجارته وجلس يستريح ثم تلذذ بل فتنته مشاهدة الجنازة في فضائية"الجزيرة"، وهل للسيجارة نكهة خاصة بعد قتل؟.. يجيب القناص شلومو من دون حياء: "إنها المتعة الحقة، إنه الانتشاء" مضيفا أنه لا ينظر إلى ضحيته كإنسان، إنما كـ"هدف متحرك".
ويصر قناص آخر يدعى يوتام (23 عاماً) على عدم إبداء الندم على أي من جرائمه "على الرغم من أنني أتساءل أحياناً من أين جاءت هذه الكراهية التي فينا للعرب. أحلم بما فعلته أحياناً لكن أحلامي تنصب كلها في الناحية المهنية لا الأخلاقية"، ويلازم شعور استقواء شعب أعزل وبلوغ جنود الاحتلال قمة الغلو والطغيان. قناصة آخرون يسردون تفاصيل جرائمهم، فهذا غاي المتدين الذي يسوغ ما قام بأنه "أمر من الله؛ لأننا شعب الله المختار!"، ثم يقول أنه يتذكر بدقة متناهية وجوه ضحاياه - من دون ذكر عددهم: "في رأسي صور جثث الذين قتلتهم، لا مشكلة عندي مع هذه الذاكرة.. بالنسبة لي فإن هذه الصور لا تختلف عن الصور المرسومة في ذهني لبحيرة طبريا حين كنت طفلاً"، لكن الرواية تتبدل بعض الشيء حين تلتقي الكاميرا قناصة مرت على جرائمهم سنوات طويلة، أحدهم ويدعى رون (44 عاماً) يستذكر أيام كان ينتفخ صدره تبجحاً حين يناديه رفاقه بـ"القاتل" وشعور النشوة بالنصر.."لكن بعد سنوات تدرك أن ما حصل هو جرح لا يندمل ولم يزل أثره". "عندما تنشئ عائلة"، يضيف، "وتتجه نحو حياة جديدة تفهم قيمة الحياة، تدرك أنك سلبت حياة من كان مفروضاً أن يكون أباً ورب عائلة، تفكر في ذلك.. تتكرر الأحلام وتستعيد في المنام ما حصل".
وهذا غيض من فيض ممارسات جيش الاحتلال الصهيوني يبقى طي التعتيم الإعلامي المتعمد إلى أن يحظى بالتفاتة من صحافي جريء أو مخرج سينمائي..أما الإفادات الواردة في الفيلم الوثائقي "وحيدة ومعزولة"، الذي حصد جوائز كثيرة في مهرجانات دولية في ألمانيا وبريطانيا ونيويورك، فستعرض على اليهود بعد إخضاعها للرقابة العسكرية .
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
"Merci à vous" UN, USA, Europe, France et le "gouvernement Arabe" !
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
سياسة الاغتيالات الصهيونية الحقيقة.. والدعاية!!
لم يعرف التاريخ كياناً يتربع على قمته مجموعة من مجرمي الحرب "كالكيان الصهيوني"، فيكاد المدقق لا يجد أحدا من قيادات هذا الكيان إلا وارتبط اسمه بعدد من جرائم الاغتيالات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة "وهو ما يقع في إطار جرائم الحرب" أو خارجها "وهو ما يقع تحت طائلة القانون الجنائي الدولي"، وليس غريبا أن هذه الجرائم قد امتدت على طول تاريخ الصراع, فهي لم تأت في إطار ردود الأفعال الثأرية، كما تحاول آلة الإعلام الصهيونية دائما أن تبديها، وهي لا تتخذ كإجراء وقائي في حالات طارئة، بل هي سياسة ثابتة لها أجهزتها وأسلحتها التي تنفذها، ولها أهدافها الاستراتيجية والتكتيكية التي يقوم علي تنفيذها ووضع خططها متخصصون في أجهزة الكيان الصهيوني الرسمية، وتتخذ قراراتها على أعلى مستوى في سلطته السياسية، وتقوم على أسس عقدية، وتدعمها دولياً رؤى عنصرية تسود المؤسسات الغربية والدولية لتفلت مرتكبي جرائمها من الصهاينة من طائلة القانون الدولي.
يقول السيد :خالد يوسف:
لم يعرف التاريخ كياناً يتربع على قمته مجموعة من مجرمي الحرب "كالكيان الصهيوني"، فيكاد المدقق لا يجد أحدا من قيادات هذا الكيان إلا وارتبط اسمه بعدد من جرائم الاغتيالات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة
إن جريمة الاغتيال التي استشهد على إثرها الشيخ أحمد ياسين هي جريمة حرب بكل المعايير، واعترف بها الجناة علانية، ولم يفلتوا من العقاب فحسب، بل كرموا دولياً في أكثر من محفل.
هل تقع الاغتيالات الصهيونية تحت طائلة جرائم الحرب؟!
النصوص الواضحة "المجمدة في حالة الكيان الصهيوني" للقوانين الدولية لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحرب، والتي تدين من يخالفها باعتباره "مجرم حرب" لا تحتاج إلى جهد كثير، سواء للتوصل إلى مصادرها أو فهمها.
ففي بروتوكول جنيف الأول المكمل لاتفاقات جنيف الأربع المبرمة عام 1949م نص واضح "لا يجوز للمحاكم المختصة التابعة لدولة الاحتلال إصدار أي حكم إلا إذا سبقته محاكمة عادلة، ويتم دون إبطاء إبلاغ أي متهم تحاكمه دولة الاحتلال كتابة وبلغة يفهمها بتفاصيل الاتهامات الموجهة إليه، وينظر في الدعوى بأسرع ما يمكن..".وكذلك ينص البروتوكول المكمل للاتفاقيات الموقع عام 1977م في المادة (75) على.."لا يجوز إصدار أي حكم أو توقيع أية عقوبة حيال شخص تثبت إدانته في جريمة مرتبطة بالنزاع المسلح إلا بناء على حكم صادر من محكمة محايدة تشكل هيئتها تشكيلاً قانونياً، وتلتزم بالمبادئ المرعية.."، وهي:
• إعلان المتهم بتفاصيل الجريمة المنسوبة إليه.
• لا يدان أي شخص بجريمة إلا على أساس المسؤولية الجنائية الفردية.
• يعد المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته.
• يحق لكل متهم بجريمة أن يحاكم حضورياً.
وفي وثيقة المجلس الاقتصادي والاجتماعي لكفالة حقوق من يواجهون عقوبة الإعدام المرقمة (50/1984) في مايو 1984م تنص على "لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام إلا بموجب حكم نهائي صادر عن محكمة مختصة بعد إجراءات قانونية توفر كل الضمانات لتأمين محاكمة عادلة"، فجرائم الاغتيالات التي ترتكبها سلطة الكيان الصهيوني إذن هي جرائم إرهابية تخضع لتأثيم القوانين الدولية والمعاهدات الدولية الموثقة واتفاقات حقوق الإنسان العالمية.. هي جرائم تندرج استناداً لأحكام وقواعد القانون الدولي العام، ومبادىء المنع والتقصي لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون، ضمن الجرائم الجنائية التي ترتب المسؤولية الجنائية لمرتكبيها، ولا تسقط عنهم لوجود أمر من الغير للقيام بها، وهي تندرج وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني ضمن نطاق جرائم الحرب.. وهي جرائم كاملة الأركان اعترف بها مقترفوها، بل وأعلنوا سبق إصرارهم على القيام بها وترصدهم لمغدوريهم، وسلاحها معروف تنطبق هذه الأوصاف على جرائم الاغتيالات والتصفية الجسدية للقادة والمجاهدين الفلسطينيين منذ بداية الاحتلال الصهيوني وحتى اليوم.
الاغتيالات في الأيديولوجية الصهيونية:
إن متابعة الأدبيات السياسية والأيديولوجية الصهيونية قبل وبعد احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين توضح أن الاغتيالات والتصفيات الجسدية هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية إرهابية لم تتوقف لا التنظيمات الإرهابية الصهيونية السرية، ولا الكيان الصهيوني ومؤسساته عن ممارستها، ويعود تاريخها إلى بدايات القرن الماضي، وقد قام عليها كبار المنظرين والمفكرين الصهاينة لإرهاب الشعب الفلسطيني، وتدمير مقوماته، وكذلك إرهاب كل من يقف إلى جوار الحق الفلسطيني، فالعصابة الصهيونية التي اغتالت الكونت " برنادوت" المبعوث الدولي في عام 1948م تلك الجريمة التي اقترفتها عصابة "شتيرن" الصهيونية الإرهابية بزعامة "إسحق شامير" وعصابة "الاتسل" التي عقدت صفقة مع بريطانيا لاغتيال الحاج أمين الحسيني عام 1941م، هذه العصابات لم تأت جرائمها من فراغ، ولكن كانت تقودها أدبيات سياسية تشرع الاغتيالات، وكذلك مساندة من دوائر "القضاء" في الكيان الصهيوني.
فقد صرح باراك بأنه "يحي من قاموا بعمليات الاغتيال للقادة الفلسطينيين، حيث إنها تندرج في إطار سياسة الدولة لمكافحة الإرهاب".
وأعلن (نائب رئيس الدفاع في حكومة باراك) "افريم سنيه".. أن الجيش سيواصل ضرب الفلسطينيين، وأن التصفية الجسدية للفلسطينيين تشكل الوسيلة الأكثر فعالية ودقة وصواباً.
وأكدت أجهزة أمن الكيان الصهيوني.. أنها ستواصل سياسة الاغتيالات في المرحلة القادمة.
وقال (رئيس الكيان الصهيوني) موشيه كتساب: إن اغتيال الكوادر الفلسطينية هو دفاع عن النفس.
وفي 3/7/2001م قرر"المجلس الوزاري المصغر".. مواصلة سياسة الاغتيالات والتصفيات ضد الناشطين الفلسطينيين.
وفي 1/8/2001م المجلس "الوزاري الأمني المصغر" قرر المجلس مواصلة سياسة الاغتيالات ضد الناشطين الفلسطينيين، وأوضح أن لا أحد من الفلسطينيين محصن أمام الاغتيالات، ولعل هذه كانت إشارة واضحة بأن المستوى المستهدف بالاغتيال سوف يصل إلى القادة، بل إن المعني كان يتضمن قيادات السلطة الفلسطينية أيضاً، وعلى رأسهم عرفات، ولكي لا تلتبس المفاهيم ويعتقد البعض أن هذه الجرائم ليست جزءاً من أيديولوجية الكيان الصهيوني بمؤسساته وأفراده على حد سواء، فقد أوضح 75% من عينة استقصاء أجرى على الصهاينة في فلسطين المحتلة أنهم يؤيدون استمرار سلطات الكيان الصهيوني في سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين..
وقد أنشأ الكيان الصهيوني تشكيلات دائمة لهذه المهمة الثابتة "المستعربين"، تتكون من أربع وحدات دربت عناصرها ليصبحوا قتلة محترفين، وقد قامت هذه الوحدات بمئات جرائم التصفيات الجسدية في الانتفاضة الأولى والثانية، ففي الأولى تشير التقارير إلى قيام المستعربين ب 250 جريمة تصفية للفلسطينيين 40 % منهم من المطلوبين، و18 % من كتبة الشعارات على الجدران، والباقين من نشطاء الانتفاضة خاصة الملثمين، كما تشير تقارير صهيونية إلى انتشار وحدات المستعربين في جميع المناطق الفلسطينية منذ العام 1948 م، سواء في الأراضي التي احتلت في الثمانية والأربعين، أو الضفة وقطاع غزة "صحيفة معاريف"، وتقول صحيفة "يدوعوت احرونوت": إن وحدات المستعربين نفذت بالمتوسط 150 عملية سنوياً ضد كوادر ونشطاء فلسطينيين على مدار سنوات 94 – 2000 م،
الأهداف الصهيونية من جرائم الاغتيال:
في أجواء التعمية الإعلامية، وحملات التشويش الصهيونية.. قد يكون من المفيد مراجعة أقوال قادة العصابات الصهيونية عن حرب التصفيات الإرهابية، لمعرفة الأهداف التي يرجونها من جرائمهم المستمرة.. فماذا يقولون ؟!
باراك.. إن هذه المعركة هي الأخيرة في الحرب من أجل أرض إسرائيل، وحدودها إسرائيل في هذه المعركة هي حيث يجرى وضع آخر وتد استيطاني، وفي هذه الحرب يجب ضرب القيادات الفلسطينية بقوة.
بنيامين بن إليعازر.. (وزير الدفاع): " إن ما يجرى مع الفلسطينيين لهو حرب من نواح كثيرة موشيه يعلون (نائب رئيس أركان الجيش الصهيوني): "إن المجابهات الجارية مع الفلسطينيين هي المعركة الأخيرة الأكثر حسماً منذ عام1948م".
إريل شارون.. إن سياسة الاغتيالات في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية هي الأفضل التي تلبى احتياجات إسرائيل الأمنية.
وتقول التقارير الصادرة عن العدو الصهيوني: إن الأهداف المرجوة من عمليات الاغتيالات، هي:
- أنها تمثل عقاب بمواجهة الأشخاص الجاري اتهامهم بارتكاب أفعال ضارة بأمن الاحتلال ورعاياه، أو عقوبة بمواجهة الأشخاص المخططين لهذه الأفعال، أو من أمر الغير بتنفيذها في مواجهة قوات الاحتلال أو المستوطنين.
- هي نمط من أنماط التدابير الاحترازية، في مواجهة الأشخاص الخطرين المطلوب القبض عليهم، وقد تلجأ قوات الاحتلال لتصفيتهم كإجراء وقائي.
- إنها وسيلة لتحقيق الردع والإرهاب في مواجهة السكان، والتأثير على الروح المعنوية، لحملهم على تجنب المشاركة في المقاومة، وغيرها من أعمال ومظاهر الاحتجاج.
- استخدام الاغتيالات بشكل ثأري، كرد على عمليات المقاومة، باستهداف قيادات وكوادر الفصائل الفلسطينية، لترسيخ القناعة لدى هذه الفصائل بأن العمليات الموجهة ضد الكيان الصهيوني ستواجه بالثأر من قياداتها .
إنها جرائم تستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني إذن، إما بالتصفية أو الإخضاع وكسر روح المقاومة، وطمس الهوية والانتماء.. وهي مقدمات تستهدف الوصول بالشعب الفلسطيني إلى القبول بالهزيمة، وإسقاط الحق، وترك الأرض.. فالفلسطيني الطيب في الأدبيات الصهيونية هو الفلسطيني الميت، وفي سبيل هذه الغايات استخدمت فرق القتل كل الوسائل من التليفون المفخخ والسم إلى طائرات الأباتشى والقصف الصاروخي.
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
مشاهدات من مجزرة جنين.. الاهالي يتحدثون عن انتهاكات الاحتلال وصمود المقاومة
جنين ـ مراسل نداء القدس
لم تسلم المساجد والمدارس ورياض الاطفال من العدوان الصهيوني الذي استهدف مخيم جنين في مجزرة نيسان , وطائرات ودبابات الاحتلال قصفت جميع المواقع بما فيها مقار تابعة للامم المتحدة كما قصفت شبكات الكهرباء والهاتف والمياه ودمرتها.
واللاجئة خولة خالد دمج 30 عاما والتي كانت تعمل في روضة الانصار تحدث لمراسلنا عما مارسه الجنود من اعمال في تلك الروضة والمسجد المحاذي لها خلال المجزرة التي اصيب فيها احد اشقاءه برصاص جنود الاحتلال الذين اعتقلوا ايضا ثلاثة من اشقائها ,
وتقول خولة مهما مرت الايام والسنين لا يمكن ان ننسى ما ارتكبه الاحتلال بحقنا من عدوان وارهاب في شهر نيسان , فمع القصف الشديد الذي طال المنازل بدا الاهالي يبحثون عن الملاذ الامن فلجات عائلة الشهيد ناصر ابو غريب لمنزلنا بعدما قتل الجنود ابنهم ناصر الذي بقيت جثته في المنزل وتعفنت حتى انتهت المجزرة وتقول لم تتوقف اطفاله وزوجته عن البكاء من هول المنظر وعشنا لحظات تعيسه .
خراب ودمار
وتتذكر خولة ان قوات الاحتلال هاجمت المخيم بوحشية وبعد محاصرة شباب المقاومة في حي الحواشين بدات البلدوزرات الضخمة بهدم المنازل حتى لم يبقى بيت في المنطقة التي اقتحمها مئات الجنود وشرعوا في احتلال المنازل ومداهمة المساجد وتقول احتلوا روضة الانصار والمسجد المحاذي وامضوا فيهما 12 يوما قاموا خلال بتحطيم كل محتوياتهما لم يسلم شيء من الاذى وكان التدمير كان متعمد حتى اصبحت الروضة التي يدرس فيها الفقراء من ابناء المخيم خراب ودمار .
انتهكوا حرمة المسجد
المواطنة ام فتحي الدمج كانت شاهد حي على ما ارتكبه جنود الاحتلال الذين انتهكوا حرمة المسجد الواقع في حارة الدمج وتقول حول الجنود المسجد لثكنة عسكرية ومارسوا فيه كل الاعمال الغير قانونية والغير اخلاقية وعندما غادروه صدمنا من هول ما شاهدناه كان الدمار والقاذورات في كل مكان فاضافة لتحطيم سماعات المسجد ومحتوياته من اثاث وكتب قاموا بتمزيق المصاحف الشريفة وتحطيم جهاز الستيريو وشاهدنا المصاحف ملقاة على الارض والواضح انهم كانوا يدوسون عليها باقدامهم القذرة لعنهم الله كما قاموا بالتبويل داخل المسجد وتضيف كل شيء دمار الخزاين مرمية في الشوارع البرادي كله مخلعينه فش اشي فيه و لا احترام .
صور من المعركة
وتتذكر ام فتحي صور مختلفة عن المعركة في نيسان فتقول كانت المقاومة عنيفة وشاهدت المقاتلين يستبسلون في التصدي للاحتلال رغم القصف الذي لم يتوقف ليل نهار وتقول كانت متوزعين في حارة الدمج ويشتبكون مع الاحتلال حتى عندما بدات الجرافات بهدم المخيم رفضوا الاستسلام كانت معنوياتهم عالية جدا وشاهدت البطل محمود طوالبة و كان معه بعض الشباب دوما يقاتلون ويرفعون معنوياتنا لم يقبل التراجع هو ورفاقه ويتهمون بنا ويسعون لحمايتنا و يشجعنا و يمشي معانا و ظل معانا لاخر لحظة كلهم كانوا هون وكانت نساء الحي تعمل وتجهز لهم ما يمكن ان نوفره من طعام لانهم ابطال رفعوا رؤوسنا واستشهدوا في المعركة الله يرحمهم و يجعل ماوهم الجنة على قد ما قاوموا و قد ما تعبوا
طوالبة بطل
وتضيف لن انسى محمود طوالبه فلا يوجد احد مثله و لا أي واحد في الدنيا عمل عمايله كان يساعد الناس و يوزع اكل على الناس و ينادي الشباب يقدموا مساعدات على قدر ما يقدروا اول ما فاتوا علينا اجى الشباب و قالوا في 25 جندي في دارك ( دار طوالبه ) و الله يا ربي يطلعوا ما يلحقوا يلبسوا السترة يلبس يد و في اليد الثانية سلاحه و الايد الثانية مدندله حاصروا الجنود داخل المنزل و همي يقولوا له طنيب على الله يا شيخ طنيب عليك يا شيخ جاوبهم طوالبه ليش انتوا بتعرفوا الله احنا شعب زيكم احنا شعب زيك طنيب على الله يا شيخ احنا ما بدناش اياك ما بدناش نقتلك وقاتلهم ببطوله الله اعلم قديش قتل منهم .
القصف والاعتقال
استمر القصف تقول ام فتحي والصواريخ تنزل في كل مكان مما اثار من الخوف والقلق لدينا وخاصة على المقاومين وتتذكر اول صاروخ نزل على المخيم نزل علينا و الصغار كل ما يسمعوا صوت يقولوا يا ستي بنزل علينا و اقول لهم يا ستي تخافوش احنا الله معنا و نشجع بعضنا البعض تضيف خلال ذلك اقتحم اكثر من 20 جندي منزلنا قاموا بتفتيشه وتحطيم محتوياته ثم جمعوا ابنائي فتحي وغازي و علي و فتحي امام الصغار وقاموا باعتقالهم دون ذنب او سبب ونقلهم لجهة مجهولة .
اغلقت الروضة
من اشد المناظر حزنا والما تقول ام فتحي وضع روضة الانصار عندما تركها الجنود فما قاموا به عمل مجرمين لان المناظر الي عملوها مناظر فظيعة مش بعقل بتصورها المناظر الي عملوها ما خلوا و لا اشي مكسرين العاب الاولاد الصغار حتى خزانة السجلات مكسرة و مرمية عند الجيران فلوس الروضة حتى بضاعة للمقصف مدعسين عليها كلها حرموا الاطفال من الروضة حتى الاطفال اجوا يتفرجوا صفنوا يطلعوا و يسالوا بعض شو شو هذا مناظر ما مرت عليهم قبل هيك واستمر اغلاق الروضة حتى اصلاحها مؤخرا حيث عاد اليها الاطفال ولكن اثار الرصاص لا زالت تذكرهم بالاحتلال وما ارتكبوه داخل المخيم من مجازر .
المصدر : خاص نداء القدس
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
هكذا تحدثوا عن أهوال مجزرة جنين
مخيم جنين ذلك المكان الذي زاره إعصار الحقد, ووطئته أقدام الجاهلية فخلفته أكواما من الركام وأعمدة من الدخان ومن تحت الأنقاض تنبعث مع روائح الأجساد المتفسخة آهات أرواح مظلومة لأطفال ونساء وشيوخ وهي تستصرخ جميع الضمائر الحية في العالم... لتحكي قصة المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها جحافل الصهاينة البربرية في ساحات مخيم جنين. في عرصات هذا الركام يخطوا أحدهم بخطوات متعثرة ووئيدة يلفه الحزن ويلجمه هول المأساة، شيخ فلسطيني في السبعين من عمره يدعى احمد حسين فراج، يجهل فراج أين أصبحت زوجته كما لا يجد أثراً لجثة ابنه الذي قال له الجيران انه استشهد, ومن فرط حزنه وانفعاله يعجز عن تحديد مكان المنزل الذي كان فيه، والذي تحول إلى كومه من الحجارة، في مخيم جنين المستباح.
لقد فقد الرجل السبعيني صلته بالحياة بفقدان أغلى ما يربطه بها وبات يشعر بأنه كالميت، ويصعد احمد حسين فراج بصعوبة بضع درجات تقود إلى شقه أحد معارفه الذي لم ينل ما ناله غيره من الدمار الهائل خلال الهجوم الصهيوني الغادر.
ويروي الرجل المسن معتمرا كوفيته الفلسطينية وهو ينحني فوق قضيب يستخدمه كعصا يتكئ عليها حافي القدمين يروي ما حدث له بعد أن اقتحم الجيش الوحشي منطقة جنين شمال الضفة الغربية.
ويقول الرجل الذي كان عاملا ويملك منزلا في وسط المخيم انه اختبأ في بداية الهجوم الصهيوني مع زوجته وبناته الثلاث وأبنائه الاربعة في غرفة النوم لاعتقاده إنها محمية اكثر من غيرها من قصف الصواريخ ورجم الدبابات. وبعد ثلاثة أيام أمر احمد حسين فراج عائلته بالمغادرة، يجهش باكيا, قلت لهم ارحلوا من هنا، كان كل همي إنقاذهم، أنا بقيت لأرى ما يستجد. وذهبت بناته إلى أقرباء لهن، ورحلت زوجته وولداه الصغيران اللذان لا يتجاوز عمرهما الثالثة عشر دون إن يأخذا معهما شيئا. ومنذ ذلك الحين لم يسمع عنهم شيئا، هل رحلوا مع مئات آخرين إلى أطراف مدينه جنين أم إلى أطراف المخيم. انتظر الرجل ليلة ونهارا وقرر هو أيضا الرحيل. وقال رأيت الجرافات تقترب من بيتي فخرجت مسرعا ومنذ ذلك الحين وأنا أبيت عند معارفي . وقال إن الجنود الصهاينة لم يكلفوا أنفسهم عناء تفقد ما إذا كان هناك أحد في المنزل ولو لم اكن منتبها لقتلوني.
خلال الهجوم الصهيوني قام الجيش بتدمير ساحة الحواشين وسط المخيم حيث وقعت اعنف عمليات القصف، ومعها جرفوا منزل احمد حسين فراج ومنذ ذلك الحين وهو ينتظر. ولم ترده أخبار، وقد أخبر إن ابنه عبد الرحمن استشهد. رأى أحدهم جثته لكنه لا يعرف شيئا آخر. ويقول الرجل المسن إن ابنه الأكبر هذا ذهب مع المجاهدين كما نقل إليه إن ابنه الثاني يحيى خرج من بين الأنقاض حيا, هذا ما نقله الناس..
وكان احمد حسين فراج ينتظر رحيل الدوريات الصهيونية ليبدأ البحث عن زوجته وجثة ابنه سأسأل الناس أين رأوها لآخر مره, وأين رأوا جثة ولدي. وسئل العجوز عما كان يعتزم إعادة بناء بيته, فقال كيف ابني بيتي وليس معي أي شي من المال, لقد فقدت كل شي. ويتابع العجوز والأسى يلفه إنني كالميت غير انه يستدرك القول ويقول لا تزال هناك بناتي وأنا لا زلت مسؤولا عنهن.
ويقترب عجوز فلسطيني آخر من الساحة ببطء، هو الآخر رأى بيته تجرفه الجرافات هو الآخر يتملكه الذهول ولا يعرف شيئا عن أسرته . واخذ العجوز يردد أبناء الصهاينة يذهبون إلى المدارس يلعبون ويسبحون إما نحن فهذا بحرنا ومسبحنا وهو يشير بذراعه إلى أكوام الدمار الهائلة التي تحولت إليها ساحات جنين التي تبدو وكان زلزالا عنيفا ضربها فأحالها إلى ركام.
ويضيف العجوز بحرقه كل النزاعات لها حل إلا قضيتنا نسأل الله أن لا يتخلى عنا.
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
الحركة الصهيونية بين الآمال والمآل
د. عبد الوهاب المسيري**
مخلفات الصهيونية.. الاحتلال
شهدت الحركة الصهيونية تغيرًا في إطار من الثبات، وأزعم أن جوهر الحركة الصهيونية هو "الذَّيْليَّة" للحضارة الغربية، سواء على مستوى الفكر أم على مستوى الممارسة، فعلى مستوى الممارسة نرى أنه ما كان للمشروع الصهيوني أن ينفذ بدون إمكانات الإمبريالية الغربية التي قامت بنقل المستوطنين وبحمايتهم من خلال الانتداب البريطاني كما قامت أيضًا بدعمهم بالأسلحة، وهكذا فإن كل هذه المساعدات كانت جزءًا من العملية الإمبريالية، ولم يكن للمشروع الصهيوني أن يتم إلا من خلال مساعدة الدول الرأسمالية الغربية الإمبريالية التي قامت بغزو العالم بأسره؛ فالصهيونية من هذا المنظور -وهو الممارسة- حركة ذيلية مائة في المائة.
إسرائيل دولة وظيفية
يقال إن الصهيونية -على مستوى الفكر- حركة يهودية، ولكنني أرفض هذا القول، وأزعم أن الحركة الصهيونية هي أيضًا "ذيلية" على مستوى الفكر؛ حيث إن الفكر الصهيوني كان في جوهره وبدايته ذا نزعة بروتستانتية، ومن ثم كانت له "ديباجات" بروتستانتية ثم أصبحت له ديباجات علمانية غربية، وصار جزءًا من المنظومة الغربية، وقد رفضه اليهود حتى نهاية القرن التاسع عشر حين تفاقمت أزمة المسألة اليهودية في بلاد شرق أوربا، وازداد خوف كثير من اليهود في وسط أوربا وغربها من فيض المهاجرين اليهود من شرق أوربا -كما هو الحال الآن حيث تخاف أوربا من هجمة شعوب شرق أوربا- مما أدى إلى وضع الصيغة الصهيونية وظهورها بين اليهود وتبنيهم لها، بمعنى أن الصيغة الصهيونية بدأت في الأوساط البروتستانتية الحرفية ثم أصبحت جزءًا من المشروع العلماني الإمبريالي الغربي، ولم يتبنها اليهود إلا في مرحلة لاحقة، وهكذا فإن الصهيونية تصبح حركة ذيلية على مستوى الفكر وعلى مستوى الممارسة أيضًا.
إن الحركة الصهيونية سواء ذات الديباجات المسيحية أم ذات الديباجات اليهودية أدركت منذ بداياتها أن العنصر اليهودي الذي سينقل إلى فلسطين ليس مهما في حد ذاته، وإنما هو ذيلي للحضارة الغربية يقوم على خدمتها نظير أن تقوم هي بحمايته، أي أن اليهود هنا يُنظر إليهم باعتبار أنهم "وظيفة" فحسب، وهنا يمكن لنا أن نطرح فكرة "التغير داخل الثبات"؛ حيث إن "مضمون" الوظيفة يتغير "لكن الوضع الوظائفي" يبقى كما هو ولا يتغير. فالدولة اليهودية دولة وظيفية أسسها الاستعمار الغربي لتقوم على وظيفة، فبدأت أولاً بوظيفة الهجوم على الاشتراكية العربية والقومية العربية، وبعد تساقط هذا المضمون أصبحت وظيفة الدولة اليهودية، الهجوم على الإسلام، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وبدايات ما يسمونه الخوف من الأصولية الإسلامية، حيث غيرت (إسرائيل) من مضمون وظيفتها وقامت بوظيفة جديدة، ففي إطار الحرب الباردة كانت (إسرائيل) تقوم بوظيفة التصدي للاتحاد السوفييتي والنظم القومية العربية، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي لا تزال تقوم بوظيفة، وهذا هو العنصر الثابت، أما المتغير فهو مضمون الوظيفة. وهكذا فإن ما يطرأ على الفكر الصهيوني من تغيرات هي تغيرات ثانوية للغاية؛ فالفكر الصهيوني عبارة عن "ديباجات" وهو في نهاية الأمر يقوم على خدمة الغرب، وقد تم نقل المستوطنين اليهود إلى فلسطين لكي يقوموا بوظيفة لخدمة الغرب، هذا هو الأساس، فالفكر الصهيوني يفرز ديباجات مثل "لقد عدنا إلى أرض الميعاد بناء على ما جاء في التوراة والتلمود"... إلخ، ومن حقهم أن يقولوا ذلك فالنهاية عبارة عن "ديباجات"، والبنية الأساسية هي أن اليهودي تم نقله إلى فلسطين بوظيفة، فهو عنصر وظائفي لا أكثر ولا أقل، ومن ثَمَّ فإن التغيرات على مستوى الفكر ليست مهمة.
تحولات مستقبلية
يبقى أن نشير إلى التغير الذي سوف يحدث قريبًا، وهو أن الدولة اليهودية -في تصوري- سوف تقلل من حدة النبرة اليهودية وتتبنى نبرة أكثر ليونة ومرونة، في إطار النظام العالمي الجديد وفي إطار التصدي للأصولية الإسلامية حتى يمكن للنخب العربية أن تتعامل معها أمام شعوبها، و(إسرائيل) تعلم في نهاية الأمر أنها لو أصرَّت على لونها اليهودي "الفاقع" -وسوف نُصِرُّ نحن على لوننا المسلم الفاقع أيضًا- فذلك من قبيل محاولة الاختراق ومن قبيل محاولتها القيام بوظيفتها على أكمل وجه، إذن سوف تقلل من نبرتها اليهودية في أدبياتها وادعاءاتها، بحيث يستطيع المسافر الإسرائيلي أن يتحرك في البلاد العربية بسهولة ويُسْر باعتبار أنه رجل يود البيع والشراء ولا يحمل أية أوهام يهودية، ولا علاقة لما يحمله من توجهات يهودية بالتعامل الاقتصادي، وهذه هي سياسة النظام العالمي الجديد، حيث لا توجد هوية ولا توجد أخلاقيات ولا يوجد دين، إنما توجد المصالح الاقتصادية فقط.
وأنا أرى -على عكس الكثيرين- أنه لا يوجد "شيء" يسمى اليهود بشكل مستقل، ولا توجد حركة صهيونية بشكل مستقل عن الحضارة الغربية، سواء على مستوى الفكر أو على مستوى الممارسة، كما أن جوهر الإستراتيجية الصهيونية هو أن تظل قادرة على الاضطلاع بوظيفتها، وعلى اقتناع الغرب أن لها وظيفة هامة وحيوية بالنسبة له؛ لأن الغرب لو شعر في لحظة من اللحظات أن (إسرائيل) ليس لها وظيفة فسوف يتركها للعرب ولمصيرها الأسود، فلا بد لـ(إسرائيل) باستمرار أن تُظهر للغرب أنها تقوم بوظيفتها، وقد أشرنا آنفًا إلى ما حدث مؤخرًا من تغير في التوجه ضد القومية العربية وأصبح التوجه ضد الإسلام، وهذا دليل على الذكاء الصهيوني في هذا المجال، حيث غَيَّر بسرعة وظيفته، وما حدث في حرب الخليج يؤكد ذلك، حيث طلب من (إسرائيل) ألا تحارب وأن تتحمل الصواريخ؛ لأنها لو حاربت إلى جانب قوات التحالف لتسبب ذلك في إيذائها كثيرا، و(إسرائيل) أدركت هذا ومن ثَمَّ فقد قبلت أن تتلقى الصواريخ العراقية والباتريوت الأمريكي للدفاع عنها، وهذا الموقف كان "فضيحة" للإسرائيليين أمام أنفسهم؛ لأنه أظهر لهم وظيفتهم وأنهم في نهاية الأمر "قطع غيار".
الصهيونية بين التآكل والتغيير
مع تصاعد إدراك الإسرائيليين "لوظيفتهم" فإن الفكر الصهيوني أصبح في حالة "ضمور" شديدة على عكس ما يتصوره الكثيرون، حيث إن المؤتمر الصهيوني الأخير لم يحضره جماهير لتنتخب، ولم تحدث أية انتخابات، ومن ثم بقي الأعضاء كما هُم، مما يدل على الانصراف الكامل عن هذا المؤتمر، وعندما ذهبوا إلى "إسرائيل" لم تكتب الصحافة الإسرائيلية كلمة واحدة عن المؤتمر؛ لأن الحركة الصهيونية لم تَعُد تدفع لـ"إسرائيل" أموالاً، ولأن اليهود يحتفظون بأموالهم، بالإضافة إلى أن حجم المساعدات الغربية لـ"إسرائيل" أصبح من الضخامة بحيث إن ما يدفعه اليهود من "ملاليم" أصبحت غير ذات قيمة، فمساعدات يهود العالم لـ"إسرائيل" عند بداية الدولة اليهودية كانت تبلغ 60% من إجمالي المساعدات والآن لا تتجاوز 5% فقط، كما أن عدد المهاجرين اليهود قد تناقص والحركة الصهيونية لا تستطيع أن تستقدم مهاجرين إلى (إسرائيل)، إضافة إلى أن معظم القيادات الصهيونية لا تهاجر مما أحدث "ضمورًا" للحركة الصهيونية، ترددت معه في السنوات الأخيرة -مع انعقاد كل مؤتمر صهيوني- مقولة "هل انفض المولد الصهيوني".
بالنظر إلى وظيفة الدولة اليهودية فإننا يجب أن ندرك أن الدولة اليهودية تمارس وظيفتها في حالة دينامية مستمرة؛ لأنها تغير وظيفتها ورؤيتها لنفسها باستمرار، فعلى سبيل المثال إستراتيجية التوسع الصهيوني التي كانت إحدى ثوابت الإستراتيجية الصهيونية لم تعد مهمة، ومسألة ضم السكان والأرض لم تعد مهمة؛ ولذلك فأنا أتوقع أنهم سوف يسمحون بإنشاء دولة فلسطينية في مرحلة قادمة، حيث إن الدولة الفلسطينية لا تعدو أن تكون علمًا فلسطينيًّا ونشيدًا وطنيًّا، وهذا لا يغير كثيرًا من الأمور، ودولة فلسطينية بلا سيادة لا تعني شيئًا، حيث تعمد (إسرائيل) خلال العامين القادمين إلى تكبيل الدولة الفلسطينية المستقلة باتفاقيات اقتصادية وهيمنة على الموارد والمياه وتخلق داخلها "لوبي"، عندئذ سوف تصبح الدولة عبارة عن مجموعة من "الدراجات النارية" التي تسير أمام رئيس الجمهورية، حيث لن يكون لها حق الدفاع عن سيادتها أو تكوين جيش وغير ذلك، ومن هنا تأتي أهمية إدراكنا لعدو في حالة دينامية؛ لأنه بالفعل دينامي في فكره، فلم تَعُد مسألة الحدود تزعجه حيث إنه يستطيع أن يعمل علاقات اقتصادية مع السعودية وقطر وعُمان تقدر ببلايين الدولارات، وهو لا يريد توسعًا أرضيًّا، فماذا يستفيد من مائة فدان في الأردن؟ وقد بدأت (إسرائيل) الآن عمليات تعاون عسكري مع الدول العربية، فلم تعد بحاجة إلى التوسع، وسوف تسقط التوسعية الصهيونية ويتغير كثير من ثوابت الفكر الصهيوني.
ملامح مرحلة جديدة
نحن الآن دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة تمامًا، فأنا أرى أنه في الماضي كان الصراع بين "السفارد" و"الإشكناز" (الشرقيين والغربيين) مهمًّا للغاية، وفي المرحلة القادمة لا أدري هل سيبقى هذا الصراع مهمًّا أم لا؟ حيث يمكن في المرحلة الحالية أن يصبح السفارد وسطاء بين الكيان الصهيوني والعالم العربي، ومن ثَمَّ سوف يحققون حراكًا اجتماعيًّا قويًّا للغاية، وأعتقد أننا مقبلون على مرحلة جديدة تُقَسَّم فيها المشكلات التي نواجهها، وعلينا أن ندرك طبيعة هذا التوجه الجديد.
وفي نهاية الأمر فإن الأمور تتوقف على مدى قدرة العالم الإسلامي على التجمع والقيام بحركة جهاد مناهضة لهذا الزحف، وإن لم ننجح فإننا مقبلون على مرحلة تُقَدَّم فيها دويلات وإثنيات وعرقيات مختلفة، وستصبح (إسرائيل) القائد و"المايسترو" الأعظم في هذا الإطار، ولعل اندفاع مصر -منذ سنوات قليلة- نحو المغرب يبين هذه الصورة الكئيبة، حيث تجري مصر "أم الدنيا" إلى المغرب ترجوه أن يسمح لها بالانضمام إلى اتحاد المغرب العربي؛ لأنها أدركت بعد توقيع سلسلة من الاتفاقيات أنه ليس لها مكان، وأن "سنغافورة العربية" التي تتكون من فلسطين و(إسرائيل) والأردن سوف تهيمن على الخليج، والسودان في حالة عراك مع مصر، وليبيا تحت الحظر، وليس من المستبعد أن تجري مصر بعد قليل إلى قبرص أو موزمبيق، فنحن مُفْتقِدون للرؤية، وسوف يظل الوضع هكذا إلا إذا قررنا أن نصبح أمة مرة أخرى.
أستاذ النقد في جامعة عين شمس وصاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 14,900
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 1
- مشكور
- مرة 4
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 32
الاطار النظري
المرجعية النهائية، المتجاوزة والكامنة
كلمة «مرجع» من «رجع» بمعنى «عاد». يُقال «رجع فلان من سفره» أي «عاد منه»، و«المرجع» هو «محل الرجوع» وهو «الأصل». وفي التنزيل العزيز "إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون" (المائدة 105 ) . ومن هنا كلمة «مرجعية» التي تعني الفكرة الجوهرية التي تشكل أساس كل الأفكار في نموذج معين والركيزة النهائية الثابتة له التي لا يمكن أن تقوم رؤية العالم دونها (فهي ميتافيزيقا النموذج). والمبدأ الواحد الذي تُردّ إليه كل الأشياء وتُنسَب إليه ولا يُردّ هو أو يُنسَب إليها. ومن هنا، يمكن القول بأن المرجعية هي المطلق المكتفي بذاته الذي يتجاوز كل الأفراد والأشياء والظواهر وهو الذي يمنح العالم تماسكه ونظامه ومعناه ويحدد حلاله وحرامه. وعادةً ما نتحدث عن المرجعية النهائية باعتبار أنها أعلى مستويات التجريد، تتجاوز كل شيء ولا يتجاوزها شيء. ويمكننا الحديث عن مرجعيتين: مرجعية نهائية متجاوزة ومرجعية نهائية كامنة.
1 ـ المرجعية النهائية المتجاوزة:
المرجعية النهائية يمكن أن تكون نقطة خارج عالم الطبيعة متجاوزة لها وهي ما نسميها «المرجعية المتجاوزة» (للطبيعة والتاريخ والإنسان). هذه النقطة المرجعية المتجاوزة، في النظم التوحيدية، هي الإله الواحد المنزَّه عن الطبيعية والتاريخ، الذي يحركهما ولا يحل فيهما ولا يمكن أن يُردَّ إليهما. ووجوده هو ضمان أن المسافة التي تفصل الإنسان عن الطبيعة لن تُختَزل ولن تُلغى. فالإنسان قد خلقه الله ونفخ فيه من روحه وكرَّمه واستأمنه على العالم واستخلفه فيه، أي أن الإنسان أصبح في مركز الكون بعد أن حمل عبء الأمانة والاستخلاف. كل هذا يعني أن الإنسان يحوي داخله بشكل مطلق الرغبة في التجاوز ورفض الذوبان في الطبيعة، ولذا فهو يظل مقولة مستقلة داخل النظام الطبيعي. كما أنه يعني أن إنسانية الإنسان وجوهره الإنساني مرتبط تمام الارتباط بالعنصر الرباني فيه. ومع هذا فبإمكان النظم الإنسانية الهيومانية (التي لا تعترف بالضرورة بوجود الإله) أن تجعل الإنسان مركز الكون المستقل القادر على تجاوزه ومن ثم تصبح له أسبقية على الطبيعة/المادة.
2 ـ المرجعية النهائية الكامنة:
يمكن أن تكون المرجعية النهائية كامنة في العالم (الطبيعة أو الإنسان)، ومن هنا تسميتنا لها بالمرجعية الكامنة. وفي إطار المرجعية الكامنة، يُنْظر للعالم باعتبار أنه يحوي داخله ما يكفي لتفسيره دون حاجة إلى اللجوء إلى أي شيء خارج النظام الطبيعي. ولذا، لابد أن تسيطر الواحدية (المادية)، وإن ظهرت ثنائيات فهي مؤقتة يتم محوها في نهاية الأمر وفي التحليل الأخير، ففي إطار المرجعية الكامنة لا يوجد سوى جوهر واحد في الكون، مادة واحدة يتكون منها كل شيء، وضمن ذلك المركز الكامن نفسه (ومن هنا إشارتنا أحياناً إلى «المرجعية النهائية الكامنة» باعتبارها «المرجعية الكامنة المادية» أو «المرجعية الواحدية المادية»). ونحن نذهب إلى أن كل النظم المادية تدور في إطار المرجعية الكامنة، ومن هنا إشـارتنا إلى المادية باعتبارها وحدة الوجود المادية.
وفي إطار المرجعية المادية الكامنة، فإن الإنسان كائن طبيعي وليس مقولة مستقلة داخل النظام الطبيعي، وإنما هو مُستوعَب تماماً فيه، ويسقط تماماً في قبضة الصيرورة، فتسقط المرجعية الإنسانية وتصبح الطبيعة/المادة هي المرجعية الوحيدة النهائية.
ويذهب دعاة المرجعية المادية الكامنة إلى أن رغبة الإنسان في التجاوز رغبة غير طبيعية، ومن ثم غير إنسانية (باعتبار أن الطبيعي والإنساني مترادفان)، وإلى أن الأجدر بالإنسان أن يذوب في الكل الطبيعي بحيث يظهر الإنسان الطبيعي. وبهذا المعنى، فإن المرجعية الكمونية المادية تشكل هجوماً على الإنسان ككيان حر مستقل عن الطبيعة/المادة وعلى مركزيته في الكون.
وقد وُصفت الوثنية بأنها محاولة إنزال الآلهة من السماء إلى الأرض (وإدخالها في نطاق المرجعية المادية الكامنة) بحيث تخضع لقوانين الأرض الطبيعية/المادية، ومن ثم يخضع الإنسان هو الآخر لهذه القوانين، إذ كيف يمكنه تجاوزها إذا كانت الآلهة نفسها خاضعة لها؛ مستوعَبة تماماً في الواحدية المادية الكونية؟ (والنزعة الوثنية لا تختلف في هذا عن النزعات العلمانية المادية الطبيعية التي ترجع كل شيء إلى الطبيعة/المادة وتنكر أي إمكانية للتجاوز الإنساني). أما الديانات التوحيدية، فهي نوع من محاولة الصعود بالإنسان إلى الإله في السماء (وإدخاله في نطاق المرجعية المتجاوزة). فالإنسان، بما فيه من رغبة في التجاوز، له قانون خاص ووجود مستقل عن المادة وعن الطبيعة. ومن ثم تُطرح أمام الإنسان إمكانية أن يعبِّر عما بداخله من طاقات غير مادية (ربانية إن شئت)، وأن يتجاوز قوانين الطبيعة والمادة ويحقق القانون الإلهي (أو الجوهر الإنساني) المختلف عن القانون المادي الطبيعي.
موسوعة المسيري
|
|
المفضلات