هذا رد الاستاذ فادى المسيحى المهتم بدراسة الدين المسيحى
أهلا بك مجددا أيها العزيز هاني
كنت أتمنى لو أنك بدأت رسالتك الأخيرة باسلوب ألطف بعض الشيء، ولكن لا بأس فالوصول الى الحق هو غايتنا لذلك لن اتوقف عند ذلك.
أرجو من الرب ان يقودني في ردي على حججك العديدة التي أثرتها في رسالتك الاولى. ولكن قبل أن أبدأ بذلك أحب ان أوضح لك انني كمسيحي، مؤمن، إنجيلي لا ابني أي عقيدة من العقائد التي أؤمن بها الا على الكتاب المقدس وحده بعهديه القديم والجديد وليس أي مرجع آخر كان، وكل عقيدة لا تنسجم مع الكتاب المقدس هي مرفوضة قطعا، وانا أؤمن بعصمة الكتاب المقدس وانه موحى به حرفيا من الله بلغته الأصلية ولا يُقصد بالوحي الحرفي الوحي الاملائي.
1- والآن فيما يتعلق بالحجة الأولى التي ذكرت فانا أوافقك ان الكتاب المقدس يتكلم عن ان الله واحد ولا مثل له وكل الشواهد التي تتكلم عن ان الله واحد هي جليّة في الكتاب المقدس، الا ان ما ذكرته عن الرب يسوع ليس صحيحا، لقد قلت في رسالتك ان المسيح نفى عن نفسه الألوهة وهذا ينم عن عدم معرفة منك لكامل الكتاب المقدس أو رفضك للآيات التي تشير الى ذلك مع أنها واضحة وضوح الشمس : فقول المسيح : أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ (يو10: 30) لا يحتمل تفسيرات عديدة ، لقد جعل نفسه معادلا للآب. ولن أعيد ما كتبته في الرسالة السابقة عن الآيات التي تتكلم عن ألوهية المسيح اذ يمكنك العودة اليها وارجو منك ان تقرأها بكل تجرّد اذ هي وا ضحة لا تقبل التأويل ولا الاجتهادات. ثم ان العهد القديم يتنبأ عن ولادة المسيح من عذراء وانه سيدعى عمانوئيل : وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».(أش7:14) الذي تفسيره "الله معنا" كما نجد في انجيل متى : هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت1: 23)
ثم نجد في مواضع عديدة في العهد الجديد ان الرب يسوع يتمتع بصفات الألوهة فهو يغفر الخطايا : مرقس 5 واليهود في ذلك الموضع استاؤوا جدا منه لانهم كانوا يعلمون جيدا انه لا أحد يستطيع ان يغفر الخطايا الا الله وحده. وما وَصْف الرب يسوع نفسه بابن الله الا تعبيرا آخر عن معادلته لله وهذا ما فهمه اليهود منه وأرادوا ان يرجموه بسبب ذلك. اضافة الى ذلك هناك العديد من الشواهد الكتابية في العهدين القديم والجديد والتي تتكلم عن مساواة الآب بالابن لكن اكتفي بهذا الشاهد الأخير الوارد في الرسالة الى العبرانيين : اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ... الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، (عب1:1- 3) ولا اظن ان هذه الصفات التي يتمتع بها الرب يسوع بحسب هذه الآية هي أقل من صفات الألوهة، فهو بهاء مجد الله وله نفس جوهره وكلي القدرة.
وكما سردت امامك آيات عديدة تتكلم عن ألوهية المسيح هناك أيضا العديد من الآيات التي تتكلم عن شخص الروح القدس كإله : فهو أزلي وخالق(تك1) وهو ليس قوة ما بل هو شخص إذ يعزي (يو16) ويحزن (أف4) أيضا ويتكلم (أع13) ويبكت (يو16) .
وتلخيصا لما سبق أقول ان الكتاب المقدس يتكلم عن كلٍّ من الآب والابن والروح القدس كإله والامر الوحيد الذي يفسر هذا المفهوم هو عقيدة الثالوث التي لا يمكننا ادراكها الا بالايمان . وتمسكي بهذه العقيدة ليس مردّه الا ما يعّلمه الكتاب المقدس لانه التفسير الوحيد المقبول للاشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الوهية الآب والابن والروح القدس التي بامكاني ان ارسل اليك عنها باسهاب فيما بعد لو احببت لكنني اكتفيت بهذا العدد القليل منها الآن لأن تناولها عبر الكتاب المقدس بكامله يحتاج الى صفحات عديدة، واعيد تأكيدي لاستعدادي في ارسال تلك الدراسة لو احببت.
2-3 ان ما سبق وبنيت عليه مفهومك عن النصرانية المرتكزة على عقيدة الخطيئة الاصلية يعود الى ما تعلّمه الكنيسة الكاثوليكية (والذي في نواح عديدة لا ينسجم مع الكتاب المقدس) وان المسيح مات على الصليب لكي يخلصنا من الخطيئة الأصلية. وبالطبع الخطأ ليس نابع منك بل من ذلك التعليم نفسه. دعني أوضح لك مجددا ما يعلمه الكتاب المقدس عن هذا الأمر، ان الطبيعة البشرية ساقطة بسبب العصيان الاول والانسان خاطئ شئنا ذلك ام ابينا فلا وجود لانسان معصوم عن الخطأ و الكتاب المقدس يوافق على ذلك بعهديه القديم والجديد :
اَللهُ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ كُلُّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا مَعاً فَسَدُوا لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. (مز53: 2-3) كما نقرأ في العهد الجديد أيضا : لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل . وما سبق وقلته في رسالتك ان العهد القديم في سفر التثنية يتكلم ان الانسان بذنبه يموت هو صحيح فنحن لا نؤمن اننا سنقدم حسابا عن غيرنا (آدم مثلا) بل سنقدم حسابا عن خطايانا الذاتية وما الخطايا التي سقط فيها الانبياء وأتى على ذكرها العهد القديم الا دليلا قاطعا واشارة واضحة من الرب لنا ان كل انسان حتى الانبياء أيضا هم خطاة بحاجة للخلاص من هذا الواقع المرير الذي وصفه داود في كتاباته : هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. (مز51: 5) وبالطبع هو لا يتكلم هنا عن ان الزواج هو خطية بل ان كل من يولد من أب وام يرث هذه الطبيعة المعرضة للوقوع في الخطية عندما يبدأ الانسان بالتمييز بين الخير والشر، وكما قلنا لا يوجد اي انسان يعرف ان يميز بين الخير والشر غير خاطئ. ولأن "اجرة الخطية هي موت" (رو6: 23) ولانه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22) أسس الله مفهوم الذبيحة الدموية في العهد القديم لكي يعلم الانسان ان عدالنه تتطلب دفع اجرة الخطية ، وقد اسس ذلك بداية مع آدم ثم قدم الناموس بموسى وفيه تفصيل لشريعة الله والوصايا والفرائض والذبائح العديدة وكلها كانت ترمز الى الذبيحة الكاملة التي قدمها المسيح على الصليب والتي سبق فأنبأ عنها أشعيا النبي في الاصحاح 53 من سفر أشعياء العهد القديم (يمكنك العودة الى هذا الاصحاح بكامله اذ يتكلم بالتفصيل العجيب عن ذبيحة المسيح الكفارية). وانسجاما مع هذه العقيدة نجد في العهد الجديد سفرا بكامله موجها الى العبرانيين الذين يُعتبرون خبراء في تعليم العهد القديم والناموس نجد كيف ان كلمة الله تفصّل بالتدقيق تفوّق المسيح على الملائكة والانبياء وكل من سبقه وتعلن ان المسيح اتم كل رموز العهد القديم اذ نقرأ : وَأَمَّا هَذَا (أي المسيح) فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. (عب10: 12-14)
أنا اوافقك الرأي على ما قلته ان الله سوف يفصل بين الأشرار والأبرار لأن الكتاب المقدس يعلن ذلك، لكن الاساس الذي عليه يتبرر الانسان هو عمل المسيح والايمان فيه كما تقوله بوضوح الآيات التالية :" متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3: 24) وأيضا :" فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو5: 1) اما أعمال الانسان الصالحة لا تخوله المثول امام قداسة الله وقد عرف أشعياء النبي ذلك تماما فكتب يقول :" وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل اعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا" (أش64: 6) ان التبرير نناله بواسطة الايمان بعمل الرب لأنه دفع اجرة خطيتنا أما الأعمال الصالحة التي نقوم بها بعد الايمان هونتيجة طبيعية للايمان بالرب يسوع وتُحسب لنا كمكافأة في الحياة الأبدية.
4- أعود واقول لك ان ما تعرفه من معلومات عن المسيحية هو مشوّه وغير دقيق فقولك ان الذين أتوا قبل المسيح لم يستفيدوا من عمل المسيح على الصليب هو غير صحيح. فكلمة الله في الرسالة الى العبرانيين والاصحاح الحادي عشر تأتي بوضوح على ذكر تلك القافلة الكبيرة من انبياء الله في العهد القديم والذين تبرروا بالايمان بكلمة الله وبوعوده:" في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض. فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع. ولكن الآن يبتغون وطنا افضل اي سماويا.لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعدّ لهم مدينة" (عب 11: 12-16) وعود الله في العهد القديم كانت كلها تنصب على انه سوف يرسل المسيا المخلّص وهذه الوعود بدأت في الجنة حين وعد الله في تك3: 15 ان نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية وهذه نبوة عن المسيح الذي عندما تجسد اتى ليس من نسل رجل بل من الروح القدس بواسطة امرأة وانتصر على ابليس الحية القديمة بموته وقيامته. ثم نجد ان الرب يعد ابراهيم ان من نسله تتبارك جميع قبائل الأرض وذلك اشارة الى ولادة المسيح من نسل ابراهيم وهذا ما يبدأ به متى انجيله فيبينه لنا. ثم نجد ان الرب يعد موسى : " يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون" (تث18: 15) .... كل هؤلاء المؤمنين من العهد القديم الذين آمنوا بالله وبوعوده كانوا يتوقعون بالايمان خلاص الله لهم لذلك موت المسيح الكقاري يشملهم أيضا اذ يطال مؤمني العهد القديم والعهد الجديد، لقد قال الرب يسوع لليهود في انجيل يوحنا 8: 56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح.
5- وبالرغم من ان امورا كثيرة سبق وقلتها في الأسطر السابقة وتتطال هذه الحجة، الا انني سوف اعود لافصلها لك : أكرر ان المسيح لم يمت على الصليب تكفيرا عن الخطية الاصلية بل عن خطية كل انسان يؤمن به لذلك فان موت المسيح يطال هؤلاء الذين اخطأوا في العهد القديم أيضا. وأحب ان أوضح لك امرا هاما ان الله قدوس ويكره الخطية وعيناه اطهر من ان تنظرا الى الشر وكل خطية، صغيرة كانت ام كبيرة، هي خاطئة جدا في نظره ومن يخطئ بأمر واحد اصبح مجرما في باقي الوصايا :" لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل" (يع2: 10) لذلك فان خطية آدم ليست اقل من باقي الخطايا الأخرى التي ذكرتها. وتأكيدا على ذلك نجد ان الرب يسوع في موعظته على جبل الزيتون يقول ان الزنا الحقيقي ليس بذات الفعل فقط بل ان كل من نظر الى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه (مت5: 28) ان اصغر خطية يقع فيها الانسان هي كافية له لكي يستحق الموت الأبدي لان : اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا(رو6: 23) ثم دعني اكرر لك انه صحيح ان الكتاب المقدس يذكر عن خطايا الانبياء لكن ذلك ليس لانه يوافق عليها بل لعدة اسباب اخرى اذ يريدنا ان نتّعظ من حياتهم فلا نقع بأخطائهم ويريد ايضا ان يُظهر لنا ان : الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رو3: 23)
6- ردا على هذه الحجة اقول مجددا ان الرب يسوع لم يذهب الى الصليب رغما عنه بل هو اختار ان يضع نفسه : لهذا يحبني الآب لاني اضع نفسي لآخذها ايضا. ليس احد يأخذها مني بل اضعها انا من ذاتي.لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها ايضا (يو10: 17-18) اما الذين نفذوا عمل الصلب فقد غفر لهم الرب ما قاموا به اذ قال : فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 24)
7- ان قول الله : يوم تأكل منها موتا تموت قد تحقق يا صديقي والا فاننا ننسب لله عدم النزاهة. اما كيف تحقق ذلك فدعني اقول لك ان تنبيه الله لآدم من الموت كان له شقّان : الاول روحي والثاني جسدي . والموت الروحي هو البُعد عن الله وفقدان الشركة معه وهذا ما حصل فعليا في اليوم عينه الذي عصى فيه آدم وصية الله، اما الشق الجسدي فقد حصل لاحقا إذ دخل الموت الى الطبيعة البشرية.
8-9 ان موت المسيح هو في الجسد أي الناسوت كما قلت في -9- لكن ما فاتك اننا لا نؤمن انه يجب ان يموت إله على الصليب لكي تتحقق غاية التكفير لان الذبيحة الكاملة والفداء يحتاجان الى انسان كامل لم يعرف خطية (وهذا ما كان يُرمز اليه في الذبائح التي كانت تُقدم في العهد القديم والتي أوصى الله ان تكون صحيحة لا عيب فيها : ان كان قربانه محرقة من البقر فذكرا صحيحا يقرّبه -كبشا صحيحا - تعملون يوم ترديدكم الحزمة خروفا صحيحا حوليّا محرقة للرب (لاويين – عدد – تثنية ) والرب يسوع في طبيعته البشرية وتجسده من مريم العذراء من دون زرع بشري لم يعرف خطية ولا وجد في فمه مكر لذلك موته في الجسد كان كافيا مرة والى الأبد لكي يصنع الفداء للجنس البشري لأنه: له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أع10: 43)
اما الآلام التي مر بها فقد كانت في الجسد وهو قد اختار طوعا ان يخوضها بدلا عنا لم يرغمه أحد على ذلك بل اختار طوعا ان يقوم بذلك : الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 6-8) – وهذه الآلام كانت تهدف لأمرين الاول اظهار بشاعة الخطية والآلام التي كان يجب ان نتحملها نحن كبشر أجرة لخطايانا، والشق الثاني هو لكي يرثي لضعفاتنا كما تقول الآية : لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية (عب 4: 15) وأيضا " لانه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين (عب2: 18) . ان الإله بالطبع لا يموت بل ما مات هو جسده الطاهر لكي :" لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس" (عب2: 14) ومن ثم يقوم في اليوم الثالث في جسد ممجّد لا يعرف الموت أبدا وهذا الجسد هو صورة عن الأجساد الممجدة التي سينالها المؤمنون في يوم القيامة ومجيء الرب يسوع ثانية :" ايها الاحباء الآن نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون.ولكن نعلم انه اذا أظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو" (1يو3: 2)
10- في هذه الحجة ما زلت تركّز على فكرة اننا نؤمن اننا يجب ان ندفع جزاء خطية آدم لذلك اتى الرب يسوع ليخلصنا من هذا الامر وانه لا يد لنا في سقوط آدم. اعود واكرر لك اننا مسؤولون عن خطايانا الذاتية امام الله وان الله قد خلقنا أحرارا نملك حرية الاختيار بين الخير والشر ولم يخلقنا لا ارادة لنا ولا حرية لكنه اوصانا ان نختار طاعته لا العصيان عليه : أشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. (تث 19: 30) وهذا الامر ليس لانه يريد ان يوقعنا في فخ بل لانه يريد ان يخلق انسانا حرا يختار طوعا ان يعبده ويطيعه ، ولكن الله كان يعلم ان الانسان سيقع في الخيار الخاطئ لذلك رتّبت رحمته للانسان طريقا للخلاص من عبودية الخطية، وهذا الطريق هو أيضا يحترم حرية الانسان في الاختيار، فكل من يختار طريق الله الذي رتبه للخلاص بشخص المسيح ينال العتق من عبودية الخطية والدينونة ويحيا الى الأبد مع الله، وكل من يرفض عمل المسيح على الصليب يختار طوعا ان يبقى عبدا لابليس وليس للرب. ان الشيطان ملاك ساقط مهزوم مصيره في العذاب الابدي وحاشا ان يكون له اي قدرة وسلطة على الله. وما رتبه الله من خطة لخلاص الانسان هو بانسجام تام مع غفران الله وعدالته ورحمته. صحيح ان الله اله غفور رحوم لكنه اله عادل أيضا ولا يمكن ان يتغاضى عن صفة من صفاته على حساب صفة أخرى. هو عادل يريد ان يقاصص الخطية لكنه في الوقت نفسه هو رحوم غفور والطريق الوحيد الذي يجمع بين هذه الصفات الالهية هوالصليب الذي أظهر عدالة الله فيما يختص باجرة الخطية وفي الوقت نفسه فتح الباب امام الرحمة الحقيقية والغفران بالمسيح: " ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة." (2كو5: 19) وأيضا :" لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." (يو3: 16)
11- تعود وتشدد على ان " اى عقل يقبل ان يقتل احد بدلا من الاخر " واعود واقول لك اننا (كل انسان) مسؤولون عن خطايانا الذاتية وليس خطايا الآخرين ( الا اذا كنت تعرف عن شخص ما بار لم يعرف خطية في حياته !) اما خطة الفداء ومفهوم الفداء فليس من صنع أي انسان بل من الله اذا يقول بولس في رسالته الى أهل أفسس : الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته (أف 1: 7) ومفهوم الفداء ليس ارضاء لابليس حاشا بل ارضاء لعدالة الله التي حكمت ان اجرة الخطية هي موت وحتى لا يموت الانسان بذنبه الى الأبد رتب الله خطة فداء البشرية التي ارضت عدالته وحكمه على الخطية. الفداء هو خاص فقط للانسان وليس لأي ملاك ساقط مهما كان لان مصير ابليس وملائكته الساقطين هو في جهنم والله لا يُسرّ أبدا بموت الشرير: هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب.ألا برجوعه عن طرقه فيحيا (حزقيال 18: 23) اما كل من يرفض عمل الله الخلاصي فهو يختار طوعا ان يكون مع ابليس في جهنم والعذاب الأبدي فالله يحترم حرية وخيار الانسان ولا يجبره على امر ما .
12- اما القول :" وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا" (1يو2: 2) يحتاج مني ان أشرح لك قليلا معنى وعمل الكفارة . واسمح لي ان اضمن تفسيري هذا مقالة كنت قد كتبتها سابقا عن هذا الموضوع وفيها تجد ردا على هذه الآية في سياق تفسير كامل لها :
الكفارة في الكتاب المقدس
لقد كان موت المسيح و ما يزال محط العديد من الهجمات الهادفة الى تغيير معالمه ، فالبعض يظن أنه كان حادثا غير متوقعا اذ لم تكن الجلجثة من ضمن ما خططه الله لابنه. و البعض الآخر يرى في موت المسيح حادثة استشهاد أحد المصلحين في سبيل نشر مبادئه السامية و المقدسة عن الحق، هذا بالاضافة أيضا الى غيرها من النظريات الفلسفية الفكرية التي حاولت اعطاء مفهوما مغلوطا عن موت المسيح ، أما الكتاب المقدس فهو يصف موت المسيح على أنه: 1- فدية (مت20 :28-1بط1: 18) – 2-كفارة (رو3: 25) – 3-مصالحة (رو5: 10) -4-موتا بديليا (ابط2: 24). وفيما يلي محاولة لالقاء الضوء بشكل مركز على الناحية الكفارية فقط لموت المسيح, وذلك من خلال تعريفها و نطاق عملها.
1- تعريف الكفارة :
أ-الكفارة في العهد القديم:
نجد في العهد القديم أن الموت هو عقاب حتمي للخطية (حز 18: 20) . ولكن الله بنعمته سمح بالذبائح البديلية لتحل مكان الخاطئ المستحق الموت . لقد كانت الكفارة على نطاقين :فردي و جماعي. فالاول تصفه لنا الآيات الواردة في (لا6 :2،7) اذ نرى الكاهن يكفر بالذبيحة عن الخاطئ أمام الرب للصفح عنه .و أما الثاني فنجده في (لا16: 32،34) حيث كان الكاهن ، مرة واحدة في كل سنة (يوم الكفارة) يقدم الذبيحة الكفارية عن نفسه و عن بيته ثم عن باقي الشعب. و الكلمة المستخدمة في الاصل العبري Kaphar كانت تعني الستر على الشيء حتى يغطيه بالكامل ، و هكذا كان مفعول الذبيحة الكفارية فهي تستر على خطايا الشعب حتى لايراها الله فيسكب غضبه و دينونته عليهم. و سنة بعد سنة كانت هذه الكفارة تؤجل حكم عدالة الله الى اليوم الذي تمت فيه الكفارة الحقيقية على صليب الجلجثة حيث أدان الله الخطية بوضعها على المسيح الذي مات بسببها.
ب-في العهد الجديد:
ان الكفارة في العهد الجديد هي ما اتمه موت المسيح على الصليب ارضاءا لمتطلبات عدالة الله و تهدئة غضبه بستر خطايانا و تحمّله وحده عقاب الخطية .فعدالة الله تلزمه بمعاقبة الخطية، أما رحمته العاملة مع عدالته و الساعية لايجاد بابا لخلاص الخطاة ، فقد دفعته لارسال ابنه ليموت عوضا عنا ليتمم متطلبات العدالة الالهية :"... وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السموات." (كو1 : 20)
2-نطاق عملها :
لقد تعددت الآراء حول نطاق كفارة المسيح . فالبعض يرى فيها كفارة فقط من أجل المؤمنين اذ لا يمكن أن يكون موت المسيح الا من أجل المختارين،أي كفارة محدودة، و البعض الآخر يرى فيها كفارة من أجل كل العالم ، أي كفارة غير محدودة .لكن ماذا يجاوب الكتاب على ذلك ؟
اذا ما عدنا الى مفهوم الكفارة في العهد القديم فاننا نجد أن الرب كان يرحم الفرد و يرضى عنه من خلال العلاقة الشخصية معه بواسطة الذبيحة (لا 1: 4) ، كما أنه كان يرحم أيضا الجماعة أي الشعب كله و ذلك من خلال الكفارة السنوية (لاويين 16). ان موت المسيح يجمع بين هاتين الصورتين, الفردية و الجماعية في الوقت عينه . إنه كفارة جماعية، بمعنى أن موت المسيح الكفاري هو موجود أمام كل العالم ليستفيدوا منه :"لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية."(يو3: 16) و بما أن الباب مايزال مفتوحا ، فان غضب الله على الخطية الذي سينسكب بالدينونة هو مؤجّل حاليا الى ذلك اليوم (يوم الدينونة) . ان دم المسيح حاليا يحجب عن العالم غضب الله المعلن من السماء و يشكل غطاء على خطايا كل العالم."وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا"(1يو2: 2).
أما الصورة الفردية لكفارة المسيح فهي من خلال العلاقة الفردية التي تولد من جراء قبول الانسان عمل المسيح على الصليب وبالتوبة والولادة الجديدة. وهذا الامر يحجب عنه غضب الله الى الابد، اذ أن المسيح كفّر عنه وأرضى عدالة الله بموته البديلي عنه . وعندما يُغلق باب الاستفادة الفردية ويصل يوم الدينونة, فان الكفارة تكون فعالة فقط فرديا بمعنى أن المؤمنين فقط سيعتقون من قصاص الموت, و اما الآخرون فسينالون العقاب الحتمي للخطية الذي هو الموت الابدي." الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36). ننتهي الى القول اذا أن الكفارة هي لأجل كل العالم في الوقت الحالي, و الذي يستفيد منها الآن بشكل فردي تكون عنده فعالة الى الابد. و أما الذي يهملها، فسيتحمل العواقب الحتمية لاحقا:"فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا."(عب2 :3) (انتهت المقالة)
13- اما لماذا هناك عهد قديم وعهد جديد فهذه ليست الا تسمية فقط بالنسبة للكتاب المقدس الذي نؤمن بوحدته التي لا تتجزأ من سفر التكوين حتى سفر الرؤيا وهذا الكتاب يبين لنا اعلان الله المتدرج لبني البشر عبر العصور عن شخصه وصفاته وعدالته وخطته الخلاصية لبني البشر، فالعهد القديم كان عهد الناموس والفرائض التي من خلالها اراد الله ان يعلم الانسان انه خاطئ وخطيته تستوجب العقاب لانه : باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.لان بالناموس معرفة الخطية (رو3: 20) واما العهد الجديد فهو عهد اعلان الله لنا انه يوجد لنا مخرج من هذا الواقع المرير بشخص الرب يسوع هو عهد النعمة الالهية، وكما سبق وذكرت فان مؤمني العهد القديم مشمولون بهذا الخلاص أيضا بناء على ايمانهم (عب 11) وليس صحيحا ان العهد القديم لا يتكلم عن المسيح وعن الخلاص الالهي فالرسل الأوائل عندما جالوا مبشرين بالكلمة كانوا يرتكزون على كتب العهد القديم في البشارة والرب يسوع نفسه يشهد ان أسفار العهد القديم تشهد له : فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي (يو5: 39) وكل من يتهم العهد االقديم انه لا يتكلم عن الرب يسوع ومجيئه انما يظهر عن جهله للمحتوى الغني لهذه الكتب .
14- انت تتكلم في هذه الحجة وكأن الصالحين الذين انقذهم الله من الهلاك هم ابرار لم يعرفوا خطية أبدا. اريد ان اذكرك ان نوح ولوط وغيرهم من الاتقياء الذين انقذهم الله من الهلاك والدينونة الارضية التي امر بها انما وصفهم بالابرار لانهم استمعوا لصوت الرب وآمنوا به وليس لانهم أبرار لم يعرفوا خطية، فاذا صح ان الله عاقب البشر على ايام نوح لانهم اشرار وخلص نوح لانه كان بارا، فما بالك بما قام به نوح بعد الطوفان لما أخطأ عندما سكر ؟ وكيف دفع اجرة خطيته؟ ولوط الذي انقذه الرب من هلاك سدوم من دفع اجرة خطيته مع بناته بعدما سكر؟ دعني اجيبك على هذا التساؤل، اذ انه كما يقول الكتاب لا يوجد اي انسان لم يعرف خطية ابدا، لكن كل من قبل وعود الله وكلمته في العهد القديم هو مشمول بعمل المسيح الفدائي. وما الفلك الذي صنعه نوح لخلاص عائلته من غضب الله الا صورة رمزية لشخص المسيح الذي يخلص كل من يلجأ اليه من غضب الله في يوم الدينونة الأخير.
15 – نعم لقد اجاب المسيح ابليس في التجربة انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد، فلا يجوز السجود الا للرب وحده. ولكن نجد في اماكن اخرى ان الرب يسوع يقبل السجود من البشر، فلو لم يكن هو الله الابن لما قبل السجود من احد اذا لا يمكن ان يعلم امر ويطبق عكسه :
- ولما رأوه سجدوا له (مت28: 17)
- فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني (مر5: 6-7)
- وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. (لو24: 51-52)
اما فيما يختص بباقي هذه الحجة فقد سبق واجبت عنه في سياق ردي على ألوهة الرب يسوع في هذه الرسالة والرسالة السابقة فلن أعود اليه.
16- اما ما أتيت على ذكره في هذه الحجة فدعني أقول لك يا عزيزي ان اتهامك ان بعض النصوص الموجودة في الاناجيل هي مقتبسة من الكتب الوثنية هو خطير فيما يخص ايمانك كمسلم أكثر مما هو خطير بالنسبة لي، فانا أومن ان الكتاب المقدس هو من وحي الله المعصوم عن الخطأ وهذا الله هو كلي القدرة وقادر ان يحافظ على كلمته التي أوحى بها من أي خطأ، اما كل تشابه مع صور ومقاطع وثنية فما هو الا من عمل ابليس على مر العصور الذي حاول جاهدا تشويه كلمة الله والنيل منها من خلال تأسيس عبادات وأديان وثنية تضل الانسان وتاتي بمعتقدات مشابهة احيانا لكن مشوهة لكي تضرب كلمة الحق، وذلك كله لان ابليس غير قادر ان يغيّر حرفا واحدا من كلمة الله المحفوظة بكلمة قدرته والتي هي ثابتة الى الابد. لقد حاول ابليس على مر العصور تأسيس ملكوت مشابه لملكوت الله لانه اراد ان يرتفع فوق العلي لكنه بالرغم من انه نجح في خداع العديد من البشر في السير ورائه الا انه لم يقدر ان يغير ابدا في ملكوت الله لانه مهزوم الى الأبد.
اما خطورة الموضوع بالنسبة لك هو انك تتهم الكتاب المقدس باحتوائه على نصوص محرّفة ومزادة من الوثنية وفي الوقت عينه كتابك ( القرآن) يأمرك بأن تؤمنوا بالتوراة والانجيل! فاذا قلت ان الكتاب المقدس لم يكن محرّفا في ذلك الوقت الذي نزل به القرآن بل كان صحيحا، فدعني أقول لك انه يوجد بين ايدينا اليوم مخطوطات للكتاب المقدس تعود لما قبل العام 600 م وهي مطابقة للنصوص الموجودة التي تؤلف كتابنا المقدس، ويكون كتابك بذلك يشهد على صحة الكتاب المقدس. اما اذا قلت ان التحريف حصل بعد انزال القرآن فانت تنسب لله جهالة اذ امركم ان تؤمنوا بكتب غير ثابتة ويعلم انها سوف تحرّف بعد فترة من الزمن، وهذا بحد ذاته مناف لصدق الله ونزاهته وعلمه الكامل.
اما تحدّيك لي ان اجد النسخة الاصلية للكتاب المقدس فهو تحدّ في غير موقعه لانك تفتح على نفسك الباب ذاته في ايجاد النسخة الأصلية للقرآن و المعروف تاريخيا ان النسخة الاصلية قد حرقها عثمان بن عفان واعاد جمعها من صدور المؤمنين !!!! فلا تفتح بابا على نفسك لا تستطيع ان تغلقه سيما وان القرآن نفسه يحتوي على أخطاء لغوية عديدة (يمكنني ان ارسل لك لائحة بها اذا شئت) وذلك بشهادة أديبكم طه حسين الذي قال انه حتى القرآن لم يسلم من خط قلمه الأحمر، فاذا كان الانزال من قبل الله يحتوي على أخطاء لغوية فهذا مرده امر وحيد ان الله اخطأ في معرفته للغة العربية !!! فأين الاعجاز اذا.
يا صديقي العزيز انا اقدر لك جدا بحثك عن الحق الالهي وانا واثق ان الله سوف ينير لك الطريق. ولكن اذا اردت متابعة الحوار فيما بعد فانا افضل ان يكون مركزا فقط على الموضوع الاهم الا وهو: اي كتاب هو كتاب الله هل الكتاب المقدس ام القرآن ؟ فالله لا يمكن ان يكون عنده اكثر من اعلان واحد. وكل مناقشة من الآن فصاعدا لا تنصب في تحديد المرجع الالهي الصحيح الذي يجب ان نركن اليه هو مضيعة للوقت لانني انا لا أومن بكتابك وانت لا تؤمن بكتابي وتصبح المحاورة شد حبال لا أقل ولا أكثر.
ارجو ان تتقبل ردي بكل رحابة صدر وتفهم والرب يباركك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
هذا رد الاستاذ الفاضل هانى المسلم المهتم بدراسة مقارنة الاديان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعه الى يوم القيامة ............
(و هذه هى الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك و يسوع المسيح الذى ارسلته) يوحنا ح17ع3
اهلا بيك اخى فادى
اعتذر كثيرا عن تأخرى فى الرد لانه كان ايميلى مغلق لعدة ايام ثم اجريت بعض التعديلات فى شقتى فشغلتنى كثيرا و لكنى الان عدت ادراجى و ارجو ان نستكمل كلامنا المثمر و يجب ان انوه الى عدة امور حتى نتمكن من البدء :
اولا : اشعر باعتزاز كبير لان لى صديق مهذب عاقل رشيد يدرك ان الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية فاذا كنت قد سمحت لنفسى بان اتكلم صراحة مع اخى فادى فليس مرجع ذلك الا رغبتى فى توصيل مالدى لك باكبر قدر من الوضوح و الدقة و كذلك يقينى باننى اتعامل مع صديق يقدر ان الجدل فى المسائل الدينية من مستلزمات توجيه النقد و النقد على اى حال امر ثقيل و قد يفسد الكثير من العلاقات و لكنى اعلم من الوهلة الاولى اننى اتحدث مع رجل دين و كلى ثقة ان رجال الدين اناس متجردون لا هم لهم الا الوصول للحقائق
و عزائى فيما اقول ما ورد بقول الله تعالى بالقرآن عن النصارى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدي ) المائدة:82 - 83
تلك هى نظرتنا لاخواننا النصارى كلها حب و قرب و بل و اعينهم تفيض من الدمع حين سمعوا كلام النبى (ص) حين حضروا لملاقاته و ليس هذا اموضوعنا و كما اننى اؤكد على اننى لا ادعوك الى الاسلام و لكن اردت فقط ان اوضح نظرتنا كمسلمين لاخواننا النصارى
ثانيا : يجب ان نضع نحن الاثنان فى الاعتبار ان الله سبحانه و تعالى قد جمعنا بغير اتفاق بيننا لحكمة لا يعلمها الا هو و لكن اقل شئ يمكن للعقل ان يدركه من هذه الحكمة هو ان هذه المحاورات بينى و بينك هى حجة لنا او علينا نحن الاثنين فاحدنا مصح و الاخر مخطئ احدنا سيفوز بالخلاص و النعيم الابدى و الاخر للاسف سوف ينال جزاء له جهنم الابدية و سيضيع حياته الابدية التى تتلخص فى المعرفة الصحيحة للرب علما بان اى حال من الاثنتين هى ابدية على سبيل الخلود
ثالثا : لذلك هيا ندعوالرب جل و علا معا ان يجعل هذه المحاورات سبيلا لهداية المخطئ منا سواء كنت انا او انت آمين
رابعا: فى سبيل ذلك يجب ان نتجرد فى بحثنا المقدس بان نخرج العواطف تماما و العقيدة السابقة من القلب فنحن فى مجال بحث علم مقارنة الاديان و هو علم متجرد تماما و الا ادى لنتائج باطلة ( هذا الكلام موجه لكلينا )
و الان هيا بنا ننطلق معا لنتناول ما قد اورته فى ايميلك السابق فقد اثرت عدة امور بل يمكن القول انك اثرت القضايا كلها لذلك سوف ارد عليك على اجزاء و لك الحق طبعا فى مقاطعتى للرد على ما اقول متى بدا لك منى ما يعن لك سواء تلفيق نصوص اوكذب او تناقض او سوء رأى او تفسير او تأويل ..............الخ
و لكن يعيب ما اوردته فى ايميلك السابق انك لازلت لم تجيبنى عن ادلتى الواضحة القاطعة بصورة مثلية و كل ما تفعله هو انك تلقى وراء ظهرك الالفاظ الواضحة الجلية متجها بكل عاطفة متأججة نحو الالفاظ و العبارات المبهمة التى تحتمل العديد من التفسيرات او التأويلات و التى ينبغى عليك على سبيل الجزم الا تأولها الا اتفاقا مع الالفاظ الصحيحة لا ان تبتكر لها معنى بعيد كل البعد عن المعنى المراد و الذى تؤيده الالفاظ الواضحة البينة و هذا ما تعيبه عليكم الامم قاطبة انكم تلجأون الى الفاظ متشابهة مربكة و تحملونها اكثر مما تحتمل و اذا وقفنا عند هذا الحد ربما التمست شخصيا لكم بعض العذر و لكن الاشكال الخطير هو انكم فوق ذلك تخالفون الالفاظ الصريحة الجازمة ( سواء الواردة فى التوراة او فى نفس الانجيل ) التى تخالف تأويلكم المبتكر و لن اطيل عليك فقد منحتى سلطة توجيه ضربات قاضية لما اوردته من ادلة
فالالفاظ لها معان حددت لتدل على ما تقصده و ذلك متى جاءت فى موضعها الذى وضعت له اما خارج هذا الاطار فانها تفقد معناها الحقيقى لتنتقل الى المجاز فمثلا اذا قلت لك كلمة اسد فانها تعنى فورا ذلك الحيوان المفترس المهاجم الشرس .........الخ هذا هو المعنى الحقيقى
ففى اى جملة تاتى هذه الكلمة تفسر على معناها المقصود متى كانت فى موضعها المحدد لها لغة
اما اذا جاءت خارج هذا الاطار وجب اعتبارها مجازا فمثلا اذا قلت لك مثلا ان ( عماد اسد ) فلن يتقبل العقل و لا اللغة هذه الالفاظ اذا اخذت على معناها الحقيقى لانه من المستحيل ان يكون اسدا للفارف و بالتالى نلجأ الى المجاز فاذا وجدنا معنى ينطبق و العقل اعتمدنا الجملة فهنل فى المثال نستطيع ان نستنتج بطريق المجاز ان عماد شجاع او مهاجم او شرس
واما اذا لم يتسق المعنى رغم ذلك فليس امامنا الا البحث فى مصادر مرتبطة لا تقبل التجزئة موثوق فيها تحدد و بوضوح المقصود و هنا نحاول الوصول الى المعنى المقصود من هذه الجملة الغريبة من خلال الربط و الدراسة الدقيقة الصادقة بين المصدر محل البحث و المصادر المرتبطة
فاذا ما ادت بنا المصادر المرتبطة لنتائح واضحة جليه اعتمدناها و طبقناها على مصدرنا محل البحث
و الا حكمنا على النص بالبطلان او التلاعب او الالحاق به ما ليس فيه
فالعبرة دائما بالمقاصد و المعانى لا بالالفاظ و المبانى
و لذلك ان كنت انا احاول توجيه الحوار ليستمد النور من الالفاظ القاطعة الدلالة فانك تظل متمسكا بالفاظكم المبهمة المؤلة الى ما يخالف معناها الحقيقى الذى وضعت له و تحاول ان تقودنى فى هذا الاتجاه و و لذلك فطالما تصر على ذلك فقد رايت ان افضل الوسائل هى ان نضبط معا المصطلحات و الالفاظ التى تتمسكون بها من امثال الآب و الابن و الروح القدس و الرب و عمانويل و اله و غير ذلك من الفاظ البستم بها حتى على انفسكم الحقيقة فجاءت النتائج مخالفة لكل الاديان الا الوثنيات فهيا بنا
اولا لفظ الابن و الآب
تعتبرون ان السيح المسيح عليه السلام اله ابن اله بسبب ورود لفظى الابن و الآب بشانه و قد يدخل معها الفاظ اخرى مثل الاب فى و انا فيه و هكذلك لذلك ادحض قولك بلآتى :
فلفظ الابن قيل لغير المسيح كما ان لفظ الاب قيل لغير المسيح ايضا بما يدل على احد امرين و هو اما ان الجميع ابناء الله على الحقيقة (مولودين لله ) و اما ان يكونوا جميعا و معهم السيد المسيح عليه السلام ابناء على وجه المجاز لا الحقيقة اى تشريفا لهم و تعظيما بنسبتهم الى الله تعالى فبس امامكم امام هذا الوضوح السافر الا ان تقبلوا الكل او ترفضوا الكل و اليك الامثلة :
و هذا نظير قوله لإسرائيل : أنت ابني بكري - في سفر الخروج من التوراة (4/ 22 ـ 23) يقول الله تعالى لموسى عليه السلام: " فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابـنـي البـكـر، فقلت لك أطلق ابـنـي ليعبدني فأبيت أن تطلقه. ها أنذا أقـتل ابنك البكر"
و في سفر صموئيل الثاني، يقول الرب لعبده داوود: "متى كملت أيامك و اضطجعت مع آبائك أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته. هو يبني بيتا لاسمي و أنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبا و هو يكون لي ابنا " صموئيل الثاني: 7/12ـ14.
و في سفر إرميا، يقول الله تعالى: " لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري " إرميا: 31/9.
و جاء في سفر مزامير داود عليه السلام، قول الله تعالى لعبده داود: " و أَجعلُ على البحر يده و الأنهار يمينه. و هو يدعوني أبي أنت. إلـهي و صخرة خلاصي. و أنا أيضا أجعله بكراً على من ملوك الأرض " المزامير: 89/ 25ـ 27. .و الاوضح قال لداود : ابني و حبيبي – مزمور ( 89 : 26 . 27 ) – (( قَالَ لِي الرَّبُّ: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ )) . (مزمور 2: 7) و في سفر المزامير (الزبور) لداود عليه السلام: " أنا قلت إنكم آلهة، و بني العلـيِّ كلكم. لكن مثل الناس تموتون و كأحد الناس تسقطون " المزامير 82 / 6 ـ7. وخاطبهم داود قائلاً: "قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجداً وعزّاً" (المزمور 29/1)
ومثله قوله: "لأنه من في السماء يعادل الرب. من يشبه الرب بين أبناء الله" ( المزمور 89/6). وكذا داود "هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً". (المزمور 89/26-27).
و قال على لسان موسى النبي في التوراة مخاطباً بني إسرائيل : أليس هو أباك و مقتنيك ، هو عملك وأنشأك . سفر التثنية ( 32 : 6 ) .
في سفر التثنية من التوراة خطاباً لبني إسرائيل: " أنتم أولاد للرب إلـهكم " تثنية: 14/1.
و في نفس السفر: " فرأى الرب و رذل من الغيظ بنيه و بناته" تثنية: 32/19
و في سفر إشعيا يقول الرب عن بني إسرائيل: " ربيت بنين و نشَّأْتهم. أما هم فعصوا علي " إشعيا: 1/2.
و فيه أيضا: "و قد قال حقا إنهم شعبي، بـنـون لا يخونون " إشعيا: 63/8.
و في سفر هوشع: " لكن يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن أن يقال لهم لستم شعبي يقال لهم أبناء الله الحي" هوشع: 1/ 10.
و في نفس السفر أيضا: " لما كان إسرائيل غلاما أحببته و من مصر دعوت ابني" هوشع: 11 / 1.
وسليمان فقد جاء في سفر الأيام "هو يبني لي بيتاً …أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً" (الأيام (1)17/12-13).
وفي سفر أيوب: "كان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب "(أيوب 1/6).
كما يطلق هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى ولا غيرهم الألوهية الحقيقية "أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات.فاتّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.... إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولاداً. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم" (التكوين 6/2).
في سفر إرميا، يقول الله تعالى : (( لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري )) [ إرميا 31 : 9 ] ومن المعروف أن البكر أولى وأفضل عند أبيه من غير البكر ، فالبكر أجل قدراً عند والده من غير البكر على مالا يخفى ، والكتاب المقدس يشهد بأن للولد الأكبر سهمين في الميراث ولغيره سهم واحد [ تثنية 21 : 15 ، 17 ] .
و لئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل "و بنو العلي كلكم" (مزمور 82/6).
و فى العهد الجديد كذلك تكررت كلمة الابن و نسبتها الى الله كثيرا جدا جدا ليس لشخص المسيح و انما لاشخاص غيره و اليك الامثلة
وكذا تلاميذ المسيح فهم أيضاً بنو العلي" أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي" (لوقا 6/35).
-وفي الإنجيل: "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناءُ الله يُدْعَوْنَ" متّى (5/9).
-وفي الإنجيل: "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات" متّى (5 / 44 ـ 45).
-"وأما الذين قبلوه (أي قبلوا السيد المسيح)، وهم الذين يؤمنون باسمه، فقد مكَّنهم أن يصيروا أبناء الله" يوحنا 1 / 12.
(كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله )( 1 يو 5:1)( و سوف تنناول ايضا لفظ المسيح بالبيان ان شاء الله ) و مثله ( فكل من يحب فقد ولد من الله ) ( 1يو 4:7 ) و المعنى طبعا ينتمى الى الله و ليس اله و الا صار كل من يحب اله
لم يكن عيسى يعتبر الله تعالى أباه لوحده فقط، بل كان يعتبره أيضاً أبَ جميع المؤمنين أيضاً، فإذا أطلق على الله تعالى عبارة "أبي"، فقد أطلق مراراً كذلك عبارة: "وأبيكم"، بلا أي فرق، -" قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي لإخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبـيكم وإلـهي وإلـهكم" يوحنا (20/17).
بل علَّم المؤمنين أن يبدؤا صلاتهم اليومية بقولهم: "أبانا الذي في السموات ليتقـدَّس اسمك.. الخ".
وفي لوقا الملائكة هي ابناء الله
20: 36 (اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة و هم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة)
وفي الإصحاح السادس فقط من إنجيل متى، يتكرر لفظ الأب مضافاً للمؤمنين إثنا عشر مرة! فلو كانت أبوَّة الله لشخص تفيد إلـهيته للزم -حسب هذه النصوص الإنجيلية- أن يكون كل المؤمنين آلهة! فإذا بطل هذا اللازم بطل ملزومه.
فالبنوة لله تعني الانقياد لله والعمل بمشيئته و قد حدد الانجيل على سبيل الجزم معنى هذه الكلمة (( لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولـئك هم أبناء الله. )) [ رو 8 : 14 ] فتكون عبارة " الابن الوحيد " للمسيح هي كناية عن شدة قرب المسيح لله من بين قومه وذلك لطاعته وانقياده له وهو المبلغ عنه. وقوله :" أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه" (متى 6/11)، فكان يوحنا يقول: " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله." (يوحنا(1) 3/1) بل واليهود كما في قول المسيح لليهود: "أنتم تعملون أعمال أبيكم.فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله" (يوحنا 8/41). ومثل هذا الاستخدام وقع من يوحنا حين تحدث عن أولاد الله فقال:"وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا : أولاد الله. أي المؤمنين باسمه" (يوحنا 1/12).و ( و كل من يحب فقد ولد من الله ) يوحنا الرسالة الاولى 4 – 7 و فى رومية 8-14 ( لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله )
و فى رسالة بولس الى اهل فيليبى الاصحاح الثانى ( افعلوا كل شئ بلا دمدمة و لا مجادلة 15 لكى تكونوا بلا لوم و بسطاء اولاد الله بلا عيب )
ساكتفى بهذه الامثلة بالواضحة الجليه و التى تدل على ان لفظ الابن و الآب متى نسب الى الله وجب اخذه بمعناه المجازى اى معرفة الله او القرب من الله ...........الخ و الا اعتبرنا ان كل هؤلاء ابناء الله على الحقيقة لا المسيح وحده
و ما ننتهى اليه كان امرا معلوما لدى الموجودين آنذاك و لم يحرف عن معناه الا لخدمة من تعدوا على انجيلنا و مسيحيتنا الفاضلة النضرة التى اكن لها كل ايمان بل الا اكذب عليك اخى فادى و اقسم بالله بالعظيم و يشهد الله اننى صرت اردد الفاظ العهدين القديم و الجديد فى يومى و صلاتى و لكن ليس بالمعنى الذى تريدونه و انما بالمعنى الذى انشرح القلب له و حاولت توصيله لك الان
و لاؤكد لك ان هذا المعنى كان هو السائد آنذاك انظر للآية التاسعة و الثلاثونمن الاصحاح الخامس عشر من انجيل مرقس ( و لما راى قائد المائة الواقف مقابله انه صرح هكذا و اسلم الروح قال حقا كان هذا الانسان ابن الله ) ثم حدد لنا لوقا معنى هذا اللفظ قطعيا فقال عن نفس الحادثة ناقلا قول القائد ( بالحقيقه كان هذا الانسان بارا ) 23-47
بل ان اسم ابناء هذا قد يطلق على الرب كما رأينا بالمعنى المجازى و قد يطلق على كذلك على الشيطان ليدل على الاثم و السوء انظر :
فى الاصحاح الثامن من انجيل يوحنا فى المكالمة التى وقعت بين اليهود و المسيح عليه السلام هكذا ( 41 انتم تعملون اعمال ابيكم فقالوا له اننا لم نولد من زنا لنا اب واحد هو الله 42 فقاله لهم يسوع لو كان اباكم لكنتم تحبوننى الخ 44 انتم من اب هو ابليس و شهوات ابيكم تريدون ان تعملوا ذاك ) فتبين ان لفظ الابن و الاب متى جاءت لغير البشر كانت لمعان مجازية محضة
و فى الاصحاح الثالث من الرسالة الاولى ليوحنا هكذا (9 كل من مولود من الله لا يفعل خطيئة لان زرعه يثبت فيه و لا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله 10 بهذا اولاد الله ظاهرون و اولاد ابليس )
و قدتطلق على شئ له مناسبة بمعناها مثل ابناء جهنم و ابناء الدهر على اهل الدنيا و ابناء القيامة على اهل الجنة فى الاصحاح 20 من لوقا وفقا لقول المسيح عليه السلام و فى الاصحاح 5 الاية 5 الى اهل تسالونيقى جاء اطلاق ابناء النور وابناء النهار على اهل تسالونيقى
اعلم انك للاسف بعد كل ذلك سوف تحاول التملص بمثل او ) انا و الاب واحد من رآنى فقد راى الله ) يو 10:30 او ( ان الاب فى و انا فيه ) الرد بسيط و لن استند للعهد القديم حتى لا تستطيع التعلل باى حجة فساجيب من العهد الجديد و على لسان المسيح عليه السلام نفسه فقد وقع مثل هذا اللفظ بالنسبة للحواريين و غيرهم فهل صاروا جميعا آلهة لم يقل احد منكم او فى العالم ذلك انظر يوحنا ح17 ع 20 - 23 ( ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب فى و انا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العلم انك ارسلتنى ............ انا فيهم و انت فى ليكونوا مكملين الى واحد ) و يوحنا ح17 ع 25-26 ( اما انا فعرفتك و هؤلاء عرفوا انك انت ارسلتنى و عرفتهم اسمك و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى احببتنى به و اكون انا فيهم )
و كذلك ( فى ذلك اليوم تعلمون انى انا فى ابى و انتم فى و انا فيكم ) يو 14 : 20 و فى افسس 4: 6 ( اله و اب واحد للكل الذى على الكل و بالكل و فى كلكم ) اذا لقد صاروا آلهة وفقا لادعائكم !!!!!!
و كذلك لصار اهل كورنيثوس الهة انظر كو 6 : 19 ( ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله و انكم لستم لانفسكم )
و لكى تتأكد مما اقول اورد لك توضيح ظاهر البيان اورده يوحنا برسالته الاولى يبين بها معنى تلك الالفاظ و يكشف الامر برمته انظر :
ح 2 ع 4-5 قول يوحنا فى الله ( من قال قد عرفته و هو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب و ليس الحق فيه و اما من حفظ كلمته فى هذا اكتملت محبة الله بهذا نعرف اننا فيه )
و ح2 ع 24 ( ان ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء فانتم ايضا تثبتون فى الابن و فى الآب )
و ح4ع13 ( بهذا تعرف اننا نثبت فيه و هو فينا )
و الظرفية ( فى ) ليست على حقيقتها و انما هى مجاز معبر ليدل على ان معرفة الرب و اتباع اوامره و البعد عن نواهية يؤدى الى ثبوت المحبة و الرضا و القداسة
فالاتحاد بالله عبارة عن ليس على الحقيقة و انما هو اطاعة احكامه و العمل بالاعمال الصالحة انظر ( وحل علىّ روح الرب ) حز ح11ع5 و ( فحل عليهما الروح ) عدد ح11 ع 5 و هذا الوقل فى الداد و ميداد و كذلك ( الروح الذى حل فينا يشتاق الى الغيرة ) رسالة يعقوب ح 4 ع5 و ( لان روح المجد و الله يحل عليكم ) رسالة بطرس الاولى ح 4 ع 14 فاذا كانت روح الله حلت على حزقيال و الداد و ميداد و تحل على النصارى و فيهم و لم يقل احد بان واحد من هؤلاء متحد مع الله او انه الله فلماذا القول بذلك فى المسيح لمجرد الاخذ بظاهر كلمة متشابهة ملبسة دون اجراء تأويلها كما تفعلون دائما مع مثل هذه الكلمات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
و لذلك فلما كان الضد اقرب خطورة الى الذهن عند ذكر ضده اى يبينه و يظهره قول المسيح فى ابليس مفسرا للمعنى السابق ايضاحه منا انظر :
( لم يثبت فى الحق لانه ليس فيه حق ) يو ح8 ع 44 و كذلك نفس الامر فى متى ح13 ع39 اعمال الرسل ح10 ع38 و رسالة يوحنا الاولى ح3 ع 8
فالامر كما اقول لاخى فادى انت و انا واحد دليل على وحدة توجهنا هدفا و طريقا و هو معرفة الرب و الخضوع له فمتى فعلنا صرنا نحن و هو واحد
و كذلك اذا قلت لاخى فادى انت فى و انا فيك ليس معناها اننا قد حللنا فى بعضنا على الحقيقة و انما اتحاد فى المحبة و التوجه
(اما مقولة من رآنى فقد رأى الله ) فهذه لا يمكنكم الاحتجاج بها و الا اصطدمت باصول و اسس دينكم من عهد قديم و جديد و يتضح ذلك فيما يلى :
ان رؤية الله معدومة فى الدنيا فلا يجوز رؤيته تبارك و تعالى لاننا عالم مادة فانى و الله ابدى ازلى لا يفنى كما ان عالم المادة محدود زامنا و مكانا و لا يجوز تنزيها للرب جل و علا ان تحده حدود زمنية او مكانية يؤكد ذلك ما ورد بالعهد القديم :
- خروج 23-20 يقول الرب لموسى ( و قال لا تقدر ان ترى وجهى لان الانسان لا يرانى و يعيش )
-تثنية 23-26( ليس مثل الله )
-اشعيا 46-9 ( انى انا الله و ليس غيرى الها و ليس لى شبيه )
حبقوق 1-12 ( يارب اله قدوس و لا تموت )
-اشعيا 44-6 ( انا الاول و انا الاخر و ليس اله يرى )
و كذلك العهد الجديد انظر :
يوحنا 6-18 ( الله لم يره احد ) و رسالة بولس الى تيموثاوس 6-16 ( الله لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه ) و الرسالة الاولى الى تيموثاوس 1-7 ( و ملك الدهور الذى لا يفنى لا يرى الاله الحكيم وحده ) و رسالة يوحنا الاولى 11-12 ( و الله لم ينظره احد قط)
و يوحنا ح5 ع 37 ( و الاب نفسه الذى ارسلنى يشهد لى لم تسمعوا صوته قط و لا ابصرتم هيئته )
يوحنا ح4 ع 20 ( ان قال احد انى احب الله و ابغض اخاه فهو كاذب لان من لا يحب اخاه الذى ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذى لم يبصره )
و كذلك رسالة بولس الاولى الى تيموثاوس ح 6 ع 16 ( الذى وحده له عدم الموت ساكنا فى نور لا يدنى منه الذى لم يره احد و لا يقدر ان يراه )
اذا امام هذا السيل اللانهائى من النصوص التى تؤكد استحالة رؤية الله فى الدنيا ليس امامنا الا اما اعتبار النص الحاقى تحريفى ( و انا لن اقول ذلك لان النص واضح الجمال و الدلالة ) و اما ان نفسره على المعنى المراد و هو وحدة التوجه و الهدف فالمسيح ( كما نتفق جميعا مع اختلاف فى صفته ) هو مرسل من عند الله برسالة حملها له الله و بالتالى فهو يمثله و لا يقول او يفعل الا ما اوجبه عليه الله و بالتالى فمن ينظر اليه كمن ينظر الى الله طبعا
و بالاضافة لما سبق اؤكد انه من الناحية المنطقية البحتة لا نستطيع ان نقبل تأويلكم الغريب هذا لنص يشع جمالا و تعبيرا اسمح لى اخى فادى بلا غضب منى و لا حساسية ان اقول انكم قد افسدتم جمال النص بتأويلكم المبالغ فيه اما النواحى العقلية فهى :
1- ان الله مكون من ثلاثة اقانيم فالاب هو الوجود و الابن هو العلم ( العقل ) و الروح القدس هو القدرة او الحياة على اختلاف بينكم و بالتالى هناك اختلاف بين الثلاث اختلافا بينا و من ثم فان رؤية احدهما لا تغنى عن رؤية الاخر بسبب هذا الاختلاف لان كل واحد من الاقانيم ليس هو الاخر و لكن ( كما تدعون ) الله اجتماع الثلاثة فى الوحدة
2- ان اللاهوت ( الكلمة ) حل بالناسوت ( الجسد الانسانى ) و سواء اعتبرتم انهما مختلاطين اختلاطا تاما او ناقصا فما نراه هو جسد فقط او جسد مختلط بلاهوت و بالتالى فاننا لم نر الله لان رؤية اللاهوت وحده مستحيلة و الا ما تجسد فى ناسوت و ان افترضنا جدلا امكان وجود اللاهوت بلا ناسوت فلن نراه لاختلاف طبيعتنا عن طبيعته و الا فحولنا ملائكة و جن فى كل شبر و لا نراها الا اذا تجسدت فى هيئة مادة كما يوضح ذلك العهد الجديد نفسه فى كثير من المواضع
3- اذا قلنا باننا ان رأينا الابن كأننا رأينا الله فهنا يسقط احد اعمدة الثالوث اذ يسقط الروح القدس هنا من المعادلة لانك لو اعتبرت المسيح بلا روح قدس كان الآب و روح القدس المتبقيين اقنومين لا واحد و بالتالى لن يتساويا مع اقنوم المسيح الواحد ( الكلمة او العلم ) و ان قلت ان الروح القدس متجسد فى ناسوت المسيح فانك تؤكد على ان المرئى ليس مساويا للآب فالآب اقنوم فى حين فى هذه الحالة نكون اما اقنومين لا واحد فكيف يتساويان و فى جميع الاحوال اذا فان الله دائما وفقا لمعادلتكم ينقصه ( و حاش الله ) اقنوم دائما فيكون المرئى مختلف عن الله حقيقة
انتهيت تقريبا من الفاظ الاب و الابن و سوف اختتم ببعض الايات التى تؤكد اختلاف الابن عن الاب فالابن بشر و الاب هو الاله الكامل دون حاجة للابن هذه الايات التى اكد بها المسيح عليه السلام دائما على ان القدرة بيد الاب و ليس بيده شئ و لا بيد الروح القدس شئ ( كما تدعون) انظر :
إنجيل يوحنا 5/19 ( لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل (
إنجيل يوحنا 5/30) ( أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيئاً)
3- إنجيل يوحنا 6/38 ( وقد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني)
و فى متى ح 20 ع 21-23 حين طلبت منه السيدة ان يجلس ابنيها احدهما عن يمينه و الاخر عن يساره فى الملكوت فاجاب اجابة بالغة قاطعة ارجو ان تمس قلبك كما مست قلبى ( الجلوس عن يمينى و عن يسارى فليس لى ان اعطيه الا للذين اُعِدَ لهم من ابى )
و فى متى ح19 (16 و اذا واحد تقدم و قال ايها المعلم الصالح اى صلاح اعمل لتكون لى الحياة الابدية 17 فقال له لماذا تدعونى صالحا ليس احد صالحا الا واحد هو الله ) هذا القول يقلع معتقدكم من اساسه لانه ما رضى تواضعا لله ان يقال عليه صالحا و لو كان الهااا لما كان لقوله معنى و لكان عليه ان يبين انه لا صالح الا الاب و انا و روح القدس
و يؤكد عجز السيد المسيح ايضا امام الله و انه ليس الا بشرا مقولته حال صلبه ( كما تدعون ) بل ان تلك المقلوة تنفى فكرة الصلب و الفداء من اساسها و هى ليست ايضا موضوعنا لان لهال وقتا لا ينبغى ان نقفز نحوه و ساكتفى بان اورد النص للدلالة على العجز و التسليم التام انظر ( و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصةت عظيم قائلا : ايلى ايلى لما شبقتنى ؟ اى الهى الهى لماذا تركتنى ؟ فصرخ يسوع بصوت عظيم و اسلم الروح ) متى 27 : 46 – 50
لا استطيع امام هذا الوضوح الا ان اتساءل الم يكن المسيح يعلم انه على الارض ليقتل فداء عن الخطيئة الاولى ؟ لماذا يصرخ و يستنجد ؟ لماذا يتهم الله بانه تخلى عنه ؟ اليس هناك اتفاق و ارادة قديمة مسبقه ؟و اين قدرته الم يكن باستطاعته بدلا من هذا النواح ان يخلص نفسه ان كان لا يعلم بحقيقة الوقف او ان يقول مثلا لقد تم ما كان و قد اديت مهمتى لا هذه الاستغاثة المضنية ؟ ام ان هدفه اضلال الناس ؟ ماذا تقولون يا اخوانى النصارى ؟ من اين اتيتم بما تقولون و تعتقدون ؟
انا اعرف اصل العقيدة و سوف اوردها نصا المرة القادمة ان شاء الله
و يؤكد على انه رسول مرسل من رب العالمينو على انه بشر و لم يقل قط انه اقنومين انظر :
إنجيل يوحنا 8/40 ( وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله (
2- إنجيل يوحنا 14/24 ( الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني )
4- يوحنا 8/26-27 ( لكن الذي أرسلني هو حق أنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم)
(( الحق الحق أقول لكم : ما كان الخادم أعظم من سيده ولا كان الرسول أعظم من مرسله) يوحنا 13 : 16 ]
و المفاجأة المسيح يؤكد انه ليس اقنوم العلم او الكلمة كما تدعون انظر :
إنجيل مر قس 13/32 ( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب )
اليس الابن هو العلم او الكلمة كما تقولون فاين علمه اليس حرى به ( عليه السلام ) ان يعرف كل شئ باعتباره علم الله ام كيف تقيسون الامور؟
سوف اتوقف هنا على ان اكمل المرة القادمة ضبط مصطلحات اخرى تتمسكون بها و تأولونها تأويلا متجاوزا الحقيقة
( قولوا امنا بالله و ما انزل الينا و ما انزل الى ابراهيم و اسماعيا و اسحق و يعقوب و الاسباط و ما اوتى موسى و عيسى و ما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون ) البقرة 136
الى اللقاء
هانى
وتكملة لرد الاستاذ هانى
بسم الله الرحمن الرحيم
(و هذه هى الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك و يسوع المسيح الذى ارسلته )يوحنا 17 :3
2-روح القدس
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعه الى يوم القيامة ثم اما بعد
مرحبا بك اخى فادى اتمنى ان تكون فى خير حال و اتم صحة و اسرتك العزيزة
سنتناول اليوم ان شاء الله روح القدس و لكن لى عندك طلب باعتبارنا اخوة و ليس بيننا ضغينة او اى سوء ارجو منك متى اردت منى ان اتوقف عن ارسال خطاباتى اليك ان تعبر عن ذلك و بوضوح لاننى لا اريد ان افرض عليك امرا لا تريد سماعه او معرفته
و دافعى الى هذا الطلب هو اننى لاحظت ان صديقتى ماريا و التى اعتز بها كثيرا تجاهلتنى حين كنت على الماسنجر و لا ادرى لم فعلت ذلك و لم يكن لى من تبرير الا انها بدأت تأخذ محادثاتنا بحساسية و لاشك انها اصبحت تنظر اليها على انها مسألة شخصية فضلا عن انها تعتبرها تحد او فوز و هزيمة
و يعلم الرب جل و علا بل و اقسم بالله ان الامر بالنسبة لى لا يعدو ان يكون سعيا و بحثا عن الحقيقة و اعلامكم بما قد يكون لم يصل اليكم من اوجه نقد اما لبعدكم عن مصادر هذا النقد لاى سبب من الاسباب او لتباعدكم عمدا عنها لذلك ارجو الا نأخذ الامر على انه مسألة شخصية او تحد دينى و انما يجب ان نتجرد لعل اى منا يأخذ بيد الاخر الى طريق الرب
و الان ندخل فى موضوع الروح القدس فاقول و الله المستعان :
تعتبرون ان الروح القدس احد اركان الثالوث المسيحى فالآب اقنوم و الابن اقنوم ثان و روح القدس اقنوم ثالث و الاب عندكم هو الوجود و الابن هو الكلمة او العلم اما روح القدس فهو الحياة
كما تقولون ان الابن مكون من جسد (ناسوت ) و جانب الهى ( لاهوت ) هذا الجانب الالهى هو حلول روح القدس بالجسد على اختلاف بينكم فى الوحدة او الثنائية فى الطبيعة و ما يهمنى هنا هو انكم تعتبرون ان الجانب الالهى فى المسيح مكون من شقين هما الكلمة او العلم و روح القدس او حياة الرب
و انا شخصيا ارفض ما انتهيتم اليه للاسباب الاتية :
اولا : ان احدا من الانبياء السابقين لم يقل بذلك فلم نسع مثلا عن داود او اشعياء او غيرهم يقول ان الله مكون من ثلاثة اقانيم هى الاب و الابن و روح القدس و ان الابن سوف يتجسد و تحل به روح القدس فيصبح الاله اكرر هذا لم يقل به احد من الانبياء ابدا مع اهمية ان يتناول العهد القديم ذلك بالذكر لانه صميم العقيدة و لا يجوز اغفاله او تجهيله ان هذا الامر بصفة خاصة يحتاج الى بيان و بيان و بيان و بمنتهى الوضوح و القول بغير ذلك معناه ان الله يضلل عباده و لا يهديهم الى ما يريدهم ان يؤمنوا به و لا يجوز لنا ان نقول على الله ذلك او نتهم انبياءه الكرام به
ثانيا : ان نصوص العهد القديم و الجديد على السواء تتحدث عن حلول روح القدس بالانبياء و الصالحين و تعتبر ان روح القدس ما هو الا مخلوق من مخلوقات الله يؤيد به عباده الصالحين اى انه قوة او طاقة يؤيد بها الرب عباده انظر :
داود يقول ( و روحك القدوس لا تنزعه منى ) مزمور 51 : 11 و ( اين اذهب من روحك ) مز 129 : 7 فهذا نص واضح صريح فى ان روح القدس متملك على داوود و حل عليه بقوة و لا يريد النبى العظيم ان ينزعه الله منه و لا يدل هذا النص بالطبع على ان روح الله حل بداوود على الحقيقة و الا اصبح داود الها هو الاخر و لكن المقصود تأييده و نصره و القوة التى وهبها الله له
اشعيا ( روح السيد الرب على لان الرب مسحنى لابشر المساكين ارسلنى لاجبر منكسرى القلب ) 61: 1 هذا نص واضح ايضا ان روح الرب هى تأييد الرب لاشعياء و منحه القوة و الامكانية للتبشير و جبر القلوب و ( و يحل عليه روح الرب ) اشعيا 11 : 1و يقول الرب ( وضعت روحى عليه ) اشعيا 42 : 1 و ( روحى الذى عليك و كلامى الذى وضعته فى فمك) اش 59 : 21 لا اظن هنا ان قصده انه وضع روحه الحقيقية اى حياته فى اشعياء و الا اصبح اله هو الاخر و انما يقصد بالطبع تأييده و نصرته و لا يقصد كذلك انه وضع السيد المسيح ( الابن )باعتباره كلمة الله فى فم اشعياء حقيقة و انما يقصد وحيه !!!!!! و يخاطب الرب يعقوب قائلا ( اسكب روحى على نسلك ) اش 44: 3 و معناه طبعا اضع مواهبى و رحمتى على نسلك
لكنهم تمردوا وأحزنوا روحه القدس". إشعياء (63 : 10 ) ( و أين من أقام روحه القدس فى وسطنا). إشعياء (63 : 12)
و فى حزقيال مخاطبا بنى اسرائيل ( و اجعل روحى فى داخلكم ) حز 36 : 27 فهل صاروا كلهم الهة
و اليشع فى سفر الملوك الثانى يقول ( فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك على ) ح2: 9 هنا نلاحظ ان روح الاله قد جاوزت العدد المسموح به و هو كونه روح واحدة فها يحمل الله روحين فاكثر ام ان المعنى الحقيقى للنص ( ليكن نصيب اثنين من فيوضاتك و توجيهاتك و بركاتك و نفحاتك القدسية يا رب ) فهو لا يقصد الا مضاعفة تأييد الرب له
و كذلك ورد بسفر القضاة عن يفتاح الجلعادى ( فكان روح الرب على يفتاح ) القضاة 11 :39
و فى العدد ( اذا جعل الرب روحه عليهم ) 11: 29
و اليك نص قاطع حاسم يحدد معنى و طبيعة روح القدس انظر ( و يخرج قضيب من جزع يسى و ينبت غصن من اصوله و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب ) اشعياء 11 : 1- 2
اذا روح القدس هو روح الحكمة و الفهم و القوة و المعرفة و مخافة الرب هذا هو بدقة تعريف الروح القدس
هذه القوة و الطاقة يمنحها الله لانبيائه و عباده الاتقياء الصالحين و هذا ما عبر عنه سفر العدد بوضوح تام و قاطع انظر ( ياليت كل شعب الرب كانوا انبياء اذ جعل الرب روحه عليهم ) ع 11 : 26 – 29
و يؤكد ذلك ما فعله الرب حين منح من الروح القدس على السبعين رجلا فنالوا احدى صفات الانبياء و هى التنبوء انظر ( فنزل الرب فى سحابة و تكلم معه و اخذ من الروح الذى عليه و جعل على السبعين رجلا الشيوخ فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ) العدد 25
و انظر للتأكيد ( فى سفر حجى ح2 ع 5 قول الله خطابا لبنى اسرائيل ( حسب الكلام الذى عاهدتكم به عند خروجكم من مصر و روحى قائم فى وسطكم فلا تخافوا )
و فى ايام النكبات يسكب الرب روحه على الجميع انظر ( و يكون بعد ذلك ان اسكب روحى على كل بشر ) يوئيل 2: 28 و كذلك ( و على العبيد ايضا و على الاماء اسكب روحى فى تلك الايام ) يوئيل 2 : 29
و كذلك( لبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف امام الشعب و قال لهم هكذا يقول الله .............. الخ )
ساكتفى بهذا القدر من العهد القديم
ثالثا : و العهد الجديد يسير على نفس المنوال فهو لا يقصد الا تأييد الله بالقوة و الفهم و مخافته و الحكمة و الفهم بل ان الامثلة بالعهد الجديد اكثر و اخصب و اليك الادلة :
هاهو يوحنا المعمدان يمتلئ بروح القدس و هو فى بطن امه و هو ما لم يحدث للمسيح نفسه و هو فى بطن امه و هذا دليل قاطع على خطأ قولكم و نظرتكم انظر ( و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس ) لوقا 1: 15
( و امتلأ زكريا ابوه من الروح القدس ) لوقا 8 : 67 عن زكريا ابو يوحنا المعمدان
و الياصبات امه كذلك ( و امتلأت الياصبات من الروح القدس ) لوقا 1 : 41
و بطرس ( و امتلأ بطرس من الروح القدس ) اع 4 : 8
و بولس ( و اما شاول الذى هو بولس ايضا فامتلأ من الروح القدس ) اع 13 : 9
و برنابا ( فارسلوا برنابا لكى يجتاز الى انطاكية الذى لما اتى و رأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع ان يثبتوا فى الرب يعزم القلب لانه كان رجلا صالحا و ممتلئا من الروح القدس و الايمان ) اعمل الرسل 11: 22-24
و استفانوس ( فاختاروا استفانوس رجلا مملوء من الايمان و الروح القدس ) اع 6 : 5
فهل كل هؤلاء الهة ايضا ؟
بل ان الجميع وفقا لمنطقكم اصبحوا الهة انظر ( و امتلأ الجميع من الروح القدس ) اع 4 : 31 و كذلك ( و لما وصلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه و امتلأ الجميع من الروح القدس ) اع 4: 31
و اهل افسس كلهم ايضا ( بل امتلؤوا بالروح القدس ) 5 : 18 فى خطاب بولس لاهل افسس
و اما عن لفظ حلول روح القدس فهو فى العهد الجديد ايضا ليس مما اختص به المسيح حتى تدعوا انه اله انظر :
( الروح الذى حل فينا يشتاق الى الغيرة ) رسالة يعقوب 4 : 5
( فبينما بطرس يتكلم هذه الامور حل روح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنبأون ) اع 19 : 6
و حدث نفس الشئ مع بولس انظر اع 19 : 6
و كذلك قول بطرس ( فلما ابتدأت اتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا ايضا فى البداءة ) اع 11 : 15
و على السيدة مريم ( الروح القدس يحل عليكى ) قول الملاك للسيدة مريم لوقا 1 : 35
و قول المسيح لاتباعه ( لكنكم ستنالون قوة منى حل الروح القدس عليكم ) اع 1: 8
و بالاضافة الى ذلك :
( سكنت روح القدس غير المسيح فى العهد الجديد ايضا ( و اما انتم فلستم فى الجسد بل فى الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم ) رسالة بولس الى رومية 8 : 9
و ايضا ( انتم ايضا مينيون معا سكنا لله ) بولس الى افسس 2 : 22
و ايضا ( احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا ) بولس الى تيموثاوس 1 : 14
و اضف الى ذلك لفظ اعطى الروح القدس لم تكن للمسيح وحده انظر عن الله ( انه قد اعطانا من روحه ) اى من الروح القدس رسالة يوحنا الاولى 4 : 13
( بل الله الذى اعطانا روحه القدس ) بولس الى تسالونيكى الاولى 4: 8
( الاب الذى من السماء يعطى الروح القدس الذين يسألونه ) لوقا 1 : 13
( و الله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا ) و هذا خطاب للامم كلها اع 15 : 8
و ( لان محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا ) بولس لرومية 5 : 5
و ( اذا من يرذل انسانا بل الله الذى اعطانا ايضا روحه القدس ) بولس الى تسالونيكى الاولى 4 : 8
سوف اكتفى بهذا القدر
اذن روح القدس ليس المقصود به الاقنوم الثالث و لا كونه الها و لا كون حلوله بالمسيح جعله الها و انما هو قوة او تأييد من الله لعباده الصالحين و من بينهم المسيح عليه السلام حتى يتمكنوا من تأيدة دورهم المنوط بهم و هو توصيل رساله الله و دعوة الناس اليه و بالتالى الى الخلاص
و انتم امام اختيار من اثنين وفقا للنصوص السابقة اما ان يكون الجميع الهة او الا يكون ايهم اله و الا كلتم بمكيالين
و تجدر الاشارة الى ان لفظ الروح قد ورد بعدة معان فقد كان دائرا كثيرا على الالسنة قبيل عهد المسيح و اكثر منه بعده و كان حديث اليهود اذ كان يروق لذوقهم التعبير بهذا اللفظ عند كل شئ فتراهم يقولون قاصدين بها :
الانبياء انظر ( ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هى من الله ؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم ) يوحنا الرسالة الاولى 4: 1
و قد تأتى بمعنى الموهبة القدسية و الرحمة الالهية ( و روحا مستقيما جدد فى داخلى ) مز 51 : 10
( و اعطيهم قلبا واحدا و اجعل فى داخلهم روحا جديدا و انزع قلب الحجر من لحمهم و اعطيهم قلب لحم ) حزقيال 11 : 19
و ( من حيث ان روحا فاضلة و معرفة و فطنة فى تعبير الاحلام و تبيين الالغاز و حل عقد وجدت فى دانيال ) دانيال 5 : 12
و قد يقصد بلفظ الروح التعاليم الموحى بها لان التعاليم هى النور و الطاقة التى نعيش و نرى بها انظر ( لا تعطوا القدس للكلاب ) متى 6 : 6
و المراد بالروح القدس هنا التعاليم الموحى بها
و قد تعنى خلاصة الشئ المترتبة عليه و الناتجة منه :
( ماذا تريدون ابعصا آتى اليكم ام بالمحبة و روح الوداعة ) و هذا قول بولس فى رسالة كورنثوس 4: 21
( ايها الاخوة ان انسيق انسان فاخذ فى زلة ما فاصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ) غلاطية 6 : 1
( و بما ان لنا روح الايمان عينه ) بولس الثانية الى كورنثوس 4 : 13
و ( و تتجددوا بروح ذهنكم ) افسس 4 : 23
و قد تقال على الشيطان
( ابنى به روح اخرس و حيثما ادركه يمزقه ) 9 : 17 مرقص
( لانهم قالوا ان معهم روحا نجسة ) مرقص 3 : 30
( فانتهر يسوع الروح النجس ) لوقا 9 : 42
( فانهم ارواح شياطين ) رؤيا يوحنا 16 : 14 و ( و كان فى الجمع رجل به روح شيطان ) لوقا 4 : 33
و هناك تصنيف اخر فهناك الروح النجس :
( و محرسا لكل روح نجس ) رؤيا يو 18 : 3
( و اذ خرج الروح النجس من الانسان ) متى 12 : 42
( فصرعه الروح النجس ) مرقص 1 : 26
( يايها الروح النجس ) مرقص 5 : 28
و هناك روح الخير و روح الضلال :
( روح الحق الذى لا يستطيع العالم ان يقبله ) يو 14 : 17
( من هذا تعرف روح الحق وروح الضلال ) رسالة يوحنا الاولى 4 : 6
( تابعين ارواحا مضلة ) تيموثاوس 4 : 1
و قد تعنى الروح الصالح و الردئ :
( روحك الصالح يهدينى ) مز 51 : 10
( و اعطيهم روحك الصالح لتعليمهم ) نحميا 9 : 20
( و بروح منتدبة اعضدنى ) مز 51 : 12
( و ارسل الرب روحا رديئا بين ابيمالك و اهل شكيم ) قضاة 9 : 23
( و الان هو ذا قد جعل الرب روح كذب فى افواه انبيائك هؤلاء ) اخبار ايام الثانى 18 : 22
( لان الله لم يعطنا روح الفشل ) بولس الاولى الى تيمو 1 : 7
و هناك الروح الهادئ و الروح المضل :
( روح الصالح يهدينى ) مز 143 : 10
( تابعين ارواحا مضلة ) بولس الاولى الى تيمو 4: 1
و غير ذلك الكثير و الكثير من استخدامات للفظ الروح تلك هى لغة بنى اسرائيل انذاك و ليس المقصود بخا باى حال من الاحوال الحياة على حقيقتها
و جدير بالذكر ان اضافة الشئ الى الله ليس معناه اضافة حقيقية و انما على سبيل التعظيم فقد اعتاد العبرانيون ان ينسبوا الى الله ما يريدون تعظيمه انظر :
( عدلك مثل جبال الله ) مز 36 : 6 اى مثل جبال عظيمة
( لان سبات الرب وقع عليهم ) صمو الاولى 26 : 12 اى وقع عليهم نوم ثقيل عميق
( اغصانها ارز الله ) مز 80 : 10 اى ارز كبير الحجم
( روح( مصارعات الله قد صارعته ) تكوين 30 : 8 عن راحيل اى مصارعات شديدة عظيمة
ى الذى عليك ) اش 59 : 21 اى روح عظيم
( روحك القدوس لا تنزعه منى ) مز 51 : 11 اى الروح الفاضل الجيد لا تنزعه
( اذا جعل الرب روحه عليهم ) عدد 11 : 29 اى روحا فاضلة ملهمة
و قد كانت الاضافة الى الله من السيد المسيح لذلت الغرض و لغرض اخر هام هو الاحتراز عما يقوله اليهود فيه اذ كانوا يلقبونه ( المسيح ) بانه ( بلعزبول ) اى شيطان فرد عليهم بانه روح من الله مثل :
( بل روح ابيكم الذى يتكلم فيكم ) متى 10 : 20
( نحن من الله ( رسالة يو الاولى 44 : 5
( و لكن جميع الاشياء هى من الله ) بولس الاولى الى كورنثوس 11: 12
فى النهاية ارجو ان اكون قد وصلت ما اردت بصورة واضحة و لا يتبقى الا تعليق واحد على الروح القدس هذا التعليق يجعلنى دائما ارفض فكرة الوهية الروح القدس
ذلك ان الوهية الروح القدس تبطل فكرة عقيدتكم من اساسها لانه اذا كان الاب مساويا للابن و كل منهما اقنوم و اذا كان روح القدس هو الاقنوم الثالث فى ثالوث الاله و اذا كان ايضا حلول الروح القدس بالابن قد كمله و جعله الها فانه هذا مقتضاه الا يكون الابن مساويا للاب بل على العكس فان الابن هنا يتجاوز الاب و يزيد عليه باقنوم الروح القدس الحال فيه و بالتالى يكون الابن اقنومين لا اقنوم واحد و لا يساوى الاب لانه يكون منطويا على الكلمة او العلم بالاضافى الى الحياة
و ان لم يكن الروح القدس حال فى الابن ( و هذا ما لا يقوله اى طائفة فيكم) فانه سيكون حال بالاب و بالتالى لا تساوى ايضا بينهما
و من جهة اخيرة فقلت قلت لى فى مقالتك الاخيرة انك تعتبر الروح القدس شخص انظر لما قلته لى (وكما سردت امامك آيات عديدة تتكلم عن ألوهية المسيح هناك أيضا العديد من الآيات التي تتكلم عن شخص الروح القدس كإله : فهو أزلي وخالق(تك1) وهو ليس قوة ما بل هو شخص إذ يعزي (يو16) ويحزن (أف4) أيضا ويتكلم (أع13) ويبكت (يو16) .)
انا حقا اشكرك على ذلك لقد قلت و قولك الحق ان روح القدس شخصا و انا اوافقك تماما و اتفق معك فى الاساس الذى تبنى عليه ذلك بالاضافة الى ما قدمته لانه يبكت و يحزن و يعزى ...........الخ
لان هذه كلها ليست علامات الاله فالاله مصون عن مثل افعال الشخوص فالشخوص يستطيعون الدخول فى عالمنا المادى الفاسد و المنتهى عالم الباطل عالم اللاشئ اما الاله فليس له ذلك لالن الاله حق دائم باق
ان الشخوص تحدها الازمنة و الامكنة و لكن الاله لا يحده الزمان و المكان لانه لو حده زمان و مكان فسد كل شئ و احيط بالاله و الاله لا يحاط به بل هو الذى يحيط بكل شئ
ان اكبر دليل على ان الاله ليس كالانسان و لا يجوز له ان يتجسد فى و يتشخص فى عالمنا هو انكم احتجتم لكى تبلغوا المسيح مرتبة الالوهية الى شئ من خارج العالم له طبيعة مخالفة لطبيعة عالمنا فاحتجتم الى عنصر اللاهوت ليتحد بالناسوت و الا لكان كافيا لكم ان تقولوا ان المسيح بجسده اله الا ان ذلك لا يقبله العقل لان الجسد فان له قدرات محدودة و لا تستطيعوا ان تجادلوا فى هذا لذلك لجأتم الى الروح القدس باعتباره مغايرا فيمنح معادلتكم صبغة الاعجاز و الالوهية
و لكن للاسف لم تتمكنوا من استكمال الامر بصورة مقنعه حيث اضطررتم فى سبيل الوصول الى نظريتكم فى الاله الى ادخال الروح القدس الالهى الى حيز العالم الفاسد مرة اخرى ليتحد بجسد بالمسيح و فاتكم او تناسيتم ان ذلك يغير من طبيعته كاله و يحوله الى مجرد كائن مادى و الا ما كان له ان يكون موجودا فى حيز العالم المادى
فانتم تصطدمون بامرين كلاهما مر اما ان المسيح بجسده يكفى ان يقال عنه انه اله و هذا ما لن يقنع العقول و اما ان تلجأوا لشئ لا مادى فتدخلوه فى الحيز المادى و لكن هذا للاسف يفقده صفة تنزيهه و مغايرته و قدسيته فيؤدى هذا الى التسلسل غير الجائز
و لى سؤال اخير اذا كان روح القدس باعتباره حياة الله كما تدعون قد حل فى المسيح فما هو حال الاب هل كان بلا حياة و من كان يحكم الدنيا ليس هو بالطبع السيد المسيح الحال به روح الله الذى كان له شأن اخر مطارد معذب ملعون مصلوب فلم يكن باى حال لديه من الوقت ما يسمح له بحكم العالم و الخلق و توزيع الارزاق بالاضافة للمهام الاخرى للاله
اخى فادى اعتقد انى اطلت عليك سوف اكتفى الان على ان يكون لنا لقاء اخر قريب
صديقك
هانىhg[.x hgehge gp,hv ltpl ghn lsdpn ( lkh/vm ;jhfdm )
المفضلات