_ رابعًا:
مشروعية الصلاة عليهم

وذلك عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة،
وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ...
فقد جاء في هذا عدة نصوص؛

كقوله تعالى:
{ إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب: 56]

وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؛ قال:
( قولوا:اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت
على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد،كما
باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم ) ([1])

فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛
لأن ذلك مما تقرُّ به عينه
ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.

وقد ألف ابن القيم رحمه الله كتابًا مستقلاً
في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سماه:
«جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام
على محمد خير الأنام»

وقد بين فيه أن الصلاة على آل البيت حق لهم دون سائر الأمة،بغير خلاف بين الأئمة ([2]) .

لكن قد يورد البعض مسألتين:
الأولى:
أن أهل السنة كثيرًا ما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر (الآل)
فيقولون: صلى الله عليه وسلم.

والثانية:
أن أهل السنة إذا صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم
في بداية الكلام يضيفون مع الآل الأصحاب،
فيقولون: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

والجواب عن المسألة الأولى أن يقال:
الأمر في ذلك واسع؛فقد أمر الله في القرآن
بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الآل؛
كما قال سبحانه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب: 56]

فإن ذكر الآل فأمر حسن،وإن لم يُذكروا فالأمر فيه سعة.
وأما الجواب عن المسألة الثانية:
فإن الله أمر نبيه بالصلاة على أصحابه في قوله:
{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ }[التوبة: 103]،

ونحن مأمورون بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم ،
فذكرهم في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه سعة
وهو من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .


=================
([1]) مسلم: كتاب الصلاة،
باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/305) رقم (405).
وقد وردت الصلاة الإبراهيمية بعدة روايات بينها بعض الاختلافات اليسيرة.
انظر المصدر التالي.
([2])جلاء الأفهام (1/224).