صفحة 62 من 64 الأولىالأولى ... 325258596061626364 الأخيرةالأخيرة
النتائج 611 إلى 620 من 634
 
  1. #611
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5291 - ( كلوا ، ولا تكسروا عظماً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 457 :
    $منكر$
    أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 324) : حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر - إملاءً وقراءة - قال : حدثنا عبدالرحمن بن حماد قال : حدثنا أبو برة محمد بن أبي هاشم - مولى بني هاشم - بمكة قال : أبو كعب البداح بن سهل الأنصاري عن أبيه سهل بن عبدالرحمن عن أبيه عبدالرحمن بن كعب بن مالك قال :
    أتى جابر بن عبدالله رسول الله صلي الله عليه وسلم فسلم عليه ، فرد السلام ، قال : فرأيت وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم متغيراً ، وما أحسب وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم تغير إلا من جوع ، فأتيت منزلي ، فقلت للمرأة : ويحك ! لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فسلمت عليه ، فرد علي السلام ووجهه متغير ، وما أحسب وجهه تغير إلا من الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ قالت : والله ! ما لنا إلا هذا لك أن نذبح الداجن وتضعين ما كان عندك ، ثم نحمله إلى رسول الله ؟ قالت : أفعل من ذلك ما أحببت . قال : فذبحت الداجن ، وصنعت ما كان عندها ، وطحنت وخبزت وطبخت ، ثم ثردنا في جفنة لنا ، فوضعت الداجن ، ثم حملتها إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فوضعتها بين يديه ، فقال :
    "ما هذا يا جابر !" ، قلت : يا رسول الله ! أتيتك ، فسلمت عليك ، فرأيت وجهك متغيراً ، فظننت أن وجهك لم يتغير إلا من الجوع ، فذبحت داجناً كانت لنا ، ثم حملتها إليك . قال :
    "يا جابر ! اذهب ، فاجمع لي قومك" ، قال : فأتيت أحياء العرب ، فلم أزل أجمعهم ، فأتيته بهم . فقال :
    "أدخلهم علي أرسالاً" . فكانوا يأكلون منها ، فإذا شبع قوم خرجوا ودخل آخرون ، حتى أكلوا جميعاً ، وفضل في الجفنة شبه ما كان فيها ، وكان يقول : ... (فذكره) .
    ثم إن رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع العظام في وسط الجفنة ، فوضع يده عليها ، ثم تكلم بكلام لم أسمعه ؛ إلا أني شفتيه تتحركان ، فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها ، فقال لي :
    "خذ شاتك يا جابر ! بارك الله لك فيها" .
    فأخذتها ومضيت وإنها لتنازعني أذنها ؛ حتى أتيت بها البيت ، فقالت لي المرأة : ما هذه يا جابر ؟! قلت : والله ! شاتنا التي ذبحناها لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، دعا الله فأحياها . قالت : أنا أشهد أنه لرسول الله ، أنا أشهد أنه لرسول الله ، أنا أشهد أنه لرسول الله .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ سهل بن عبدالرحمن ، وابنه البداح ، ومحمد بن أبي هاشم لم أجد لهم ترجمة في شيء من كتب التراجم التي عندي .
    وأما عبدالرحمن بن حماد ؛ فالظاهر أنه أبو سلمة الشعيثي ، له ترجمة في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 225-226) ، وقال :
    "سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي ، كدت أن أدركه .
    وسئل أبو زرعة عنه ؟ فقال : بصري لا بأس به" .
    وأما عبدالله بن محمد بن جعفر ؛ فهو الحافظ المشهور بأبي الشيخ ابن حيان ؛ وهو ثقة ؛ يكثر عنه أبو نعيم ، توفي سنة (369) .
    وقد ظن الدكتور محمد خليل هراس - رحمه الله - في تعليقه على "الخصائص الكبرى" للسيوطي (2/ 283) أنه غيره ؛ فقال مبيناً حاله :
    "قال في "الميزان" : قال ابن المقرىء : رأيتهم يضعفونه وينكرون عليه أشياء . وقال الحاكم عن الدارقطني : كذاب ، ألف كتاب "سنن الشافعي" وفيها نحو مئتي حديث لم يحدث بها الشافعي" !!
    قلت : وهذا إنما قاله الذهبي في ترجمة عبدالله بن محمد بن جعفر أبي القاسم القزويني القاضي ، وذكر أنه توفي سنة خمس عشرة وثلاث مئة ، وهو قطعاً ليس شيخ أبي نعيم في هذا الحديث ؛ لأن أبا نعيم لم يدركه ؛ فإنه ولد سنة (336) ؛ أي : بعد وفاة القزويني بإحدى وعشرين سنة ! فلم يبق إلا أنه أبو الشيخ ابن حيان ؛ كما ذكرنا .
    ولا غرابة في أن يقع الدكتور الهراس - رحمه الله - في هذا الخطأ ؛ فإنه ليس من العلماء في هذا الشأن ، وإنما الغريب أن يقع فيه م له معرفة به ؛ ألا وهو ابن عراق في "تنزيه الشريعة" ؛ كما كنت بينت ذلك في حديث آخر تقدم برقم (265) .
    ونحو ذلك ؛ قول الحافظ ابن حجر في رسالة "من عاش بعد الموت" (ق 18/ 2) :
    "وهذا الإسناد لا بأس به ، وهو أصرح ما رأيته في هذا الباب" !
    مع أنه قد قال - قبل ذلك مباشرة - :
    "أصل هذا الحديث في "الصحيح" باختصار ، وليس فيه قصة إحياء الشاة" .
    قلت : فإذا كان كذلك ؛ أفلا تكون القصة منكرة ، أو على الأقل شاذة ؛ لمخالفتها لما رواه الثقات الذين لم يذكروها في حديث جابر ؟!
    وقد أخرجه البخاري في "مغازي الصحيح" ، وغيره ؛ كالفريابي في "دلائل النبوة" ، والبيهقي أيضاً (1/ 1/ 131/ 1-136/ 2) ، وأحمد (3/ 377) من طرق عن جابر ؛ دون ذكر إحياء الشاة .
    ومن هذا التخريج والتحقيق ؛ يتبين لك خطأ الشيخ حسن مرزوق الميداني (والظاهر أنه المعروف بحبنكة) في تقويته للقصة بقوله :
    "وقد ثبت في حديث جابر : أن النبي صلي الله عليه وسلم جمع عظام الداجن بعد الأكل ، فوضع يده عليها ، فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها" !
    (/1)


    5293 - ( تعلموا العلم ؛ فإن تعليمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء ؛ يرفع الله به أقواماً ؛ فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ؛ يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ؛ هو إمام العمل والعمل تابعه ، ويلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 461 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 54-55) من طريق موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال : حدثنا عبدالرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ، وله آفتان :
    الأولى : عبدالرحيم بن زيد العمي ؛ فإنه متروك .
    والأخرى : ابن عطاء القرشي هذا : هو الدمياطي البلقاوي المقدسي ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "أحد التلفى" . وقال في "المغني" :
    "كذاب ، متهم" . وقال ابن حبان وغيره :
    "كان يضع الحديث" . وقال ابن عدي :
    "كان يسرق الحديث" .
    قلت : وقد رواه المسيب بن شريك عن حميد عن أنس مرفوعاً به .
    أخرجه الدواليبي في "فضل العلم" (رقم 3 - نسختي) بإسناده إلى الحسن ابن علي المكتب عن المسيب به .
    والحسن بن علي المكتب لم أعرفه .
    لكن الآفة من شيخه المسيب ؛ فإنه متروك ! ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه . وقال الساجي وغيره :
    "متروك الحديث" . ونقل الفلاس الإجماع على ذلك .
    قلت : فلا يبعد أن يكون البلقاوي سرقه منه ؛ وركب له إسناداً آخر إلى معاذ .
    على أن الحسن لم يسمع منه ؛ ولوائح الوضع والتركيب ظاهرة على الحديث .
    وأما قول ابن عبدالبر عقبه :
    "وهو حديث حسن جداً ؛ ولكن ليس له إسناد قوي ، ورويناه من طرق شتى موقوفاً" !!
    قلت : ثم ساق إسناد أحدها ، وفيه أبو عصمة نوح بن أبي مريم ، وهو وضاع ! وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 54) عقبه :
    "كذا قال - رحمه الله - ! ورفعه غريب جداً" .
    (/1)


    5294 - ( إن للصلاة المكتوبة عند الله وزناً ؛ من انتقص منها شيئاً حوسب به فيها على ما انتقص ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 463 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (4/ 475) من طريق سليمان بن محمد عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي سبرة عن عبدالأعلى بن عبدالله بن أبي فروة عن محمد بن عبدالرحمن الأسدي عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته أبو بكر هذا ؛ قال أحمد وغيره :
    "كان يضع الحديث" . وقال الحاكم :
    "يروي الموضوعات عن الأثبات - مثل هشام بن عروة وغيره -" .
    (/1)


    5295 - ( من قرأ عشر آيات في ليلة ؛ كتب من المصلين ، ولم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية ؛ كتب من الحافظين ، ومن قرأ مئة آية ؛ كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاث مئة آية ؛ لم يحاجه القرآن في تلك الليلة ، ويقول ربك عز وجل : لقد نصب عبدي في ، ومن قرأ ألف آية ؛ كان له قنطار ؛ القيراط منه خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة ؛ قيل له : اقرأ وارق ، فكلما قرأ آية ؛ صعد درجة حتى ينتهي إلى ما معه ، يقول الله عز وجل له : اقبض بيمينك على الخلد ، وبشمالك على النعيم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 464 :
    $منكر$
    رواه ابن عساكر (15/ 75/ 1) عن أحمد بن المعلى : حدثنا محمد بن تمام (الأصل : ابن خليل) : حدثنا ابن عياش عن يحيى بن الحارث : حدثني القاسم أبو عبدالرحمن عن فضالة بن عبيد وتميم الداري مرفوعاً .
    قال : وحدثني محمد بن تمام اللخمي : حدثني منبه عن صدقة - وهو ابن عبدالله - عن يحيى بن الحارث عن القاسم به .
    أورده في ترجمة محمد بن تمام اللخمي هذا ؛ وقال فيه :
    "من أهل دمشق ، حدث عن منبه بن عثمان . روى عنه ابن المعلى وعلي بن محمد ومحمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال . قال أبو عبدالله بن منده : مات محمد بن تمام بعد الستين ؛ يعني : ومئتين" .
    ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    قلت : فهو من المستورين الذين يستشهد بهم في المتابعات ، ولا يحتج بهم استقلالاً لجهالة حالهم ؛ لا سيما عند المخالفة .
    وهنا قد خالفه محمد بن بكير الحضرمي فقال : أخبرنا إسماعيل بن عياش به مختصراً بلفظ :
    "من قرأ عشر آيات في ليلة ؛ كتب له قنطار من الأجر ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة ..." والباقي مثله .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 63/ 1) و "الأوسط" (1/ 62/ 2 - مجمع البحرين) ، وقال :
    "لا يروى عن فضالة وتميم إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إسماعيل" .
    قلت : وهذا إسناد حسن ؛ فإن إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبوله ؛ كما قال المنذري (2/ 221-222) وتبعه الهيثمي (2/ 267) ، وهذه منها .
    ومحمد بن بكير الحضرمي - وهو ابن بكير بن واصل - وثقه يعقوب بن شيبة وغيره ؛ كما في "تاريخ بغداد" (2/ 95-96) ، فروايته مقدمة على رواية ابن تمام .
    (/1)


    5296 - ( من قال إذا أصبح : سبحان الله وبحمده ألف مرة ؛ فقد اشترى نفسه من الله ، وكان في آخر يومه عتيق الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 465 :
    $ضعيف$
    أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 831/ 918) ، والطبراني في "الأوسط" (ص 435 - مجمع البحرين ، مصورة الجامعة الإسلامية) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق 79/ 2) عن الحارث بن أبي الزبير المدني : حدثني أبو يزيد اليمامي عن طاوس بن عبدالله بن طاوس عن أبيه عن جده عن عبدالله بن عباس مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن طاوس إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو إسناد مظلم ؛ فإن طاوس بن عبدالله لم أجد له ترجمة ، مع أن الحافظ المزي قد ذكره في الرواة عن أبيه عبدالله !
    ومثله أبو يزيد اليمامي .
    وأما الحارث بن أبي الزبير ؛ فقال الأزدي :
    "ذهب علمه" .
    قلت : لكن روى عنه أبو زرعة ، وهو لا يروي إلا عن ثقة ؛ فقد قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 75) :
    "حدثنا عنه الحسن بن عرفة وأبو زرعة . سألت أبي عنه ؟ فقال : هو شيخ ؛ بقي حتى أدركه أبو زرعة وأصحابنا وكتبوا عنه" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    قلت : فعلة الحديث من اللذين فوقه أو أحدهما .
    وقد أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله (10/ 114) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفيه من لم أعرفه" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري (1/ 231) إلى تضعيف الحديث ؛ وعزاه للخرائطي أيضاً .
    ولم يعزه السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 806) إلا إليه ! وقيده بـ "مكارم الأخلاق" !
    واعلم أن هذا العدد (الألف) هو أكثر ما وقفت عليه مما روي في الذكر ، وثمة حديث آخر جاء في التهليل ألف مرة ، ولكنه منكر ، والمحفوظ :
    "مئة مرة إذا أصبح ، ومئة مرة إذا أمسى" .
    كما هو مبين في "الصحيحة" (2762) .
    وأما أكثر من ذلك ؛ فهو من مبتدعات الصوفيين والطرقيين !
    وأما حديث : "من قال : لا إله إلا الله سبعين ألفاً ؛ فقد اشترى نفسه من الله تعالى" !
    فقد قال الحافظ ابن حجر - وقد سئل عنه - :
    "ليس بصحيح ولا حسن ولا ضعيف ، بل هو باطل موضوع ، لا تحل روايته إلا مقروناً ببيان حاله" .
    نقله الشيخ محمد بن أحمد نجم الدين الغيطي في "الابتهاج في الكلام على الإسراء والمعراج" (5/ 1) ، ثم علق عليه بقوله :
    "لكن ينبغي للشخص أن يفعلها اقتداءً بالسلف (!) ، وامتثالاً لقول من أوصى بها ، وتبركاً بأفعالهم" (!)
    كذا قال ! ويعني بـ (السلف) هنا : مشايخ الصوفية ، وبـ (من أوصى بها) : ابن عربي - النكرة - ، كما ذكر هو نفسه قبيل الحديث .
    فانظر أيها المسلم ! كيف جعل كلام هؤلاء وفعلهم بمنزلة كلام الله تعالى ، وكلام رسول الله صلي الله عليه وسلم وفعله ؟! والله عز وجل يقول : (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدينا ما لم يأذن به الله" .
    وأما ما رواه إبراهيم بن الحكم : حدثني أبي : حدثنا أبان بن أبي عياش ، قال :
    من قال : لا إله إلا الله مئتي مرة ؛ بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر .
    أخرجه الأصبهاني (ق 256/ 2) !
    فهو مع كونه مقطوعاً موقوفاً على أبان بن أبي عياش ؛ فهو نفسه متروك .
    وإبراهيم بن الحكم ضعيف .
    وأبوه خير منه .
    (/1)


    5297 - ( من قال حين يصبح - ثلاث مرات - : اللهم ! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، آمنت بك مخلصاً لك ديني ، إني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت ، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة .
    وإن قال حين يمسي - ثلاث مرات - : اللهم ! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت ، فمات في تلك الليلة دخل الجنة .
    ثم كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحلف على غيره ، يقول : والله ! ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم ؛ إلا دخل الجنة ، وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة ؛ دخل الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 468 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 438) : حدثنا بكر : حدثنا عمرو بن هاشم : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور : حدثني يحيى بن حارث الذماري عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . ثم قال :
    "لم يروه عن يحيى إلا محمد بن شعيب ، تفرد به عمرو بن هاشم" .
    قلت : وهو البيروتي ، وهو صدوق يخطىء ؛ كما في "التقريب" .
    والراوي عنه - بكر - هو ابن سهل الدمياطي ؛ ضعفه النسائي .
    وعلي بن يزيد - وهو الألهاني الدمشقي - مثله في الضعف أو أسوأ .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال (10/ 114) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ، وفيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو ضعيف" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري (1/ 231) إلى تضعيف الحديث .
    (/1)


    5298 - ( جاءني جبريل بدعوات فقال : إذا نزل بك أمر من أمر دنياك ؛ فقدمهن ، ثم سل حاجتك :
    يا بديع السماوات والأرض ! يا ذا الجلال والإكرام ! يا صريخ المستصرخين ! يا غياث المستغيثين ! يا كاشف السوء ! يا أرحم الراحمين ! يا مجيب دعوة المضطرين ! يا إله العالمين ! بك أنزل حاجتي ، وأنت أعلم ؛ فاقضها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 469 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (3/ 327) من طريق محمد ابن زكريا البصري : أخبرنا الحكم بن أسلم : أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي الحصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن زكريا هذا - وهو الغلابي - ؛ قال الدارقطني :
    "يضع الحديث" .
    والحكم بن أسلم صدوق ؛ كما في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 114) .
    ومن فوقه من رجال البخاري ؛ على ضعف في أبي بكر بن عياش .
    (تنبيه) : قال المنذري في تخريج الحديث (1/ 244) :
    "رواه الأصبهاني ، وفي إسناده إسماعيل بن عياش ، وله شواهد كثيرة" !
    قلت : فوهم في أمرين :
    الأول : أنه أعله بإسماعيل بن عياش ! وإنما هو أبو بكر بن عياش .
    والآخر : أنه خفي عليه علته الحقيقية القادحة ؛ وهي الغلابي .
    وأما قوله : "وله شواهد كثيرة" .
    فالظاهر أنه يشير إلى حديث أنس عند الأصبهاني أيضاً بلفظ آخر ؛ ذكره هو قبل هذا بحديث ، وقد سبق تخريجه برقم (5287) ، وإلى حديث ابن أبي أوفى الذي ذكره قبل حديث أنس ، وهو حديث ضعيف جداً ؛ فيه فائد بن عبدالرحمن ابن أبي الورقاء ؛ وهو متروك ؛ كما قال المنذري نفسه .
    (/1)


    5299 - ( الساعة التي في يوم الجمعة ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 470 :
    $منكر$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 453) عن هانىء بن خالد قال : حدثنا أبو جعفر الرازي عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ، أورده في ترجمة هانىء هذا ؛ وقال :
    "بصري . حديثه غير محفوظ ، وليس بمعروف بالنقل ، ولا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به" .
    قلت : وشيخه والليث فوقه ؛ كلاهما ضعيف أيضاً .
    (تنبيه) : هكذا وقع الحديث في نسخة "الضعفاء" :
    "إلى غروب الشمس" . وفي "اللسان" نقلاً عنه بلفظ :
    "إلى طلوع الشمس" .
    وهذا أقرب إلى الصواب ، ولكني لا أستبعد صحة لفظ النسخة مع سقط في المتن ؛ فقد ذكر المنذري في "الترغيب" (1/ 251-252) عن أبي هريرة أنه قال :
    إن ساعة الجمعة : هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس .
    هكذا ذكره موقوفاً ، ولعله أصل هذا الحديث ؛ وهم أحد رواته في رفعه . والله أعلم .
    وأكثر الأحاديث في ساعة الإجابة : أنها في آخر ساعة بعد صلاة العصر ، وما يخالف ذلك من الأحاديث فلا يصح منها شيء . فراجع إن شئت "صحيح الترغيب" (700-703) ، و "ضعيف الترغيب" (428-431) .
    (/1)

    5300 - ( جهزوا صاحبكم ؛ فإن الفرق فلق كبده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 471 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "الخوف" ، ومن طريقه الحاكم (2/ 494) وعن هذا : البيهقي في "الشعب" (1/ 530/ 936) : حدثني محمد ابن إسحاق بن حمزة البخاري : حدثنا أبي : حدثنا عبدالله بن المبارك : أنبأنا محمد بن مطرف عن أبي حازم أظنه عن سهل بن سعد :
    أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار ، فكان يبكي عند ذكر النار ، حتى حبسه ذلك في البيت ، فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم ، فجاءه في البيت ، فلما دخل عليه ؛ اعتنقه الفتى وخر ميتاً ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
    "هذا البخاري وأبوه ؛ لا يدرى من هما ؟! والخبر شبه موضوع" !
    وتعقبه الحافظ ابن حجر في "اللسان" بقوله :
    "قلت : بل إسحاق ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" ، فقال : إسحاق بن حمزة بن يوسف بن فروخ أبو محمد - من أهل بخارى - : روى عن أبي حمزة السكري وغنجار . روى عنه أبو بكر بن حريث وأهل بلده . وذكره الخليلي في "الإرشاد" وقال : كان من المكثرين من أصحاب غنجار . روى عنه البخاري ، وإسحاق بن إبراهيم بن عمار ، وعلي بن الحسين البخاريان" .
    وأعاده في موضع آخر ، فقال :
    "إسحاق بن حمزة الحافظ البخاري ، الراوي عن غنجار . رضيه محمد بن إسماعيل البخاري ، وأثنى عليه ؛ لكنه لم يخرجه في تصانيفه" .
    قلت : فالعلة - إذن - من ابنه محمد .
    وقد وجدت له طريقاً أخرى عند الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ص 132 - الجامعة الإسلامية) من طريق ابن أبي الدنيا عن خازم بن جبلة بن أبي نضرة العبدي عن أبي سنان عن الحسن عن حذيفة رضي الله عنه قال : ... فذكره ، وزاد :
    "والذي نفسي بيده ! لقد أعاذه الله عز وجل منها . من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف شيئاً هرب منه" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ خازم بن جبلة أورده الحافظ في "اللسان" بروايته عن خارجة بن مصعب ، وقال :
    "قال محمد بن مخلد الدوري : لا يكتب حديثه" .
    وشيخه أبو سنان ؛ الظاهر أنه عيسى بن سنان القسملي ، وهو لين الحديث ؛ كما في "التقريب" .
    (/1)





  2. #612
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5301 - ( يا أمة الله ! أسفري ؛ فإن الإسفار من الإسلام ، وإن النقاب من الفجور ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 473 :
    $منكر$
    أخرجه ابن منده في "المعرفة" (2/ 346/ 2) : أخبرنا محمد بن محمد يعقوب - في كتابه إلينا - : أخبرنا عبدالله بن محمد الوراق البغدادي : أخبرنا يحيى بن أيوب المقابري : حدثني شيخ لبقية بـ (باب الشام) - يقال له : سعيد ابن حميد - عن قريبة بنت منيعة عن أمها :
    أنها جاءت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! النار النار . فقال : "ما نجواك !" ، فأخبرته بأمرها وهي منتقبة . فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا متن منكر ، وإسناد مظلم ؛ قريبة هذه لم أجد أحداً ترجمها .
    بل إن أمها (منيعة) لا تعرف إلا من طريقها ، ولعله لذلك لم يوردها ابن عبدالبر في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ، ولا الحافظ في "الإصابة" .
    وإنما أوردها ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 549-550) من رواية ابن منده - هذه - وأبي نعيم ! وبمثل هذا الإسناد لا تثبت الصحبة ، كما لا يخفى على أهل العلم .
    وسعيد بن حميد ؛ الظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين ، وقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 41) ، فقال :
    "... الأسدي . روى عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبي اليسر عن النبي صلي الله عليه وسلم : من أنظر معسراً ... روى عنه عيسى بن يونس" .
    قلت : فالظاهر أنه هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال .
    وأما عبدالله بن محمد الوراق البغدادي ؛ فأورده الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 107) برواية ابن المنادي عنه في "كتاب الملاحم" ، ولم يزد ! فهو مجهول أيضاً .
    وأما محمد بن محمد بن يعقوب ؛ فالظاهر أنه أبو الحسين النيسابوري المعروف بـ (الحجاجي) ، وهو حافظ ثقة ثبت ، له ترجمة جيدة عند الخطيب (3/ 223-224) .
    هذا حال الحديث من حيث إسناده .
    وأما متنه ؛ فهو منكر ؛ لأنه مخالف لظاهر قوله صلي الله عليه وسلم :


    "لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القفازين" . رواه البخاري وغيره ؛ فإنه يدل على إقرار تنقب المرأة غير المحرمة ، وهذا ما كان عليه كثير من الصحابيات الفاضلات ؛ فإنهن كن ينتقبن ، ويسترن وجوههن في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، كما شرحت ذلك قديماً في فصل خاص كنت عقدته في كتابي "حجاب المرأة المسلمة
    " تحت عنوان : "مشروعية ستر الوجه" ؛ فليراجعه من شاء الاطلاع على الآثار الواردة في ذلك (ص 47-51) .
    (/1)

    5302 - ( إن جهنم لما سيق إليها أهلها ؛ تلقتهم [بعنق] ؛ فلفحتهم لفحة ، فلم تدع لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 475 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 473) ، والبيهقي في "البعث" (ص 97- مصورة الجامعة 503) من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبدالله بن الهذيل عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال الطبراني :
    "تفرد به محمد بن سليمان" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (10/ 389) وغيره .
    وقد خالفه محمد بن فضيل ، وسفيان الثوري ؛ فروياه عن أبي سنان به موقوفاً على أبي هريرة ؛ ولم يذكر سفيان أبا هريرة مطلقاً .
    ولذلك ؛ قال المنذري في "الترغيب" (4/ 240) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، والبيهقي مرفوعاً ، ورواه غيرهما موقوفاً عليه ؛ وهو أصح" .

    (/1)
    5303 - ( الشهيد يغفر له في أول دفقة من دمه ، ويزوج حوراوين ، ويشفع في سبعين من أهل بيته .
    والمرابط إذا مات في رباطه ؛ كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة ، وغدي عليه وريح برزقه ، ويزوج سبعين حوراء ، وقيل له : قف ؛ فاشفع إلى يفرغ من الحساب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 476 :
    $ضعيف$

    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 188/ 1 و 2/ 227 - مجمع البحرين) : حدثنا بكر بن سهل :أخبرنا عبدالرحمن بن أبي جعفر الدمياطي : حدثنا عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هرية مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن جريج إلا عبدالمجيد ، تفرد به عبدالرحمن" .
    قلت : ولم أجد له ترجمة .
    وشيخه - عبدالمجيد - تكلموا فيه من قبل حفظه ، وقد مضى له حديث برقم (975) .
    وبكر بن سهل ؛ قال الذهبي :
    "مقارب الحال ، قال النسائي : ضعيف" .
    وبه أعله الهيثمي (5/ 293) ؛ فقصر !
    وإنما خرجت الحديث في هذا الكتاب من أجل قوله في آخره :
    "وقيل له : قف فاشفع ، إلى أن يفرغ من الحساب" .
    وإلا ؛ فسائره ثابت في أحاديث أخرى .
    أما الشطر الثاني منه ؛ فقد روي من طريق أخرى عن أبي هريرة نفسه ، وقد مضى تخريجه تحت الحديث المتقدم (4661) .
    وأما الشطر الأول ؛ فله شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب ، مخرج في "أحكام الجنائز" (ص 50) .
    (/1)


    5304 - ( إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يكون قلبه مع لسانه سواءً ، ويكون لسانه مع قلبه سواءً ، ولا يخالف قوله عمله ، ويأمن جاره بوائقه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 477 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1/ 9/ 1) من طريق أبي عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطان الكوفي : أخبرنا سعيد بن أبي الربيع البصري : أخبرني حماد بن بشر بن عبدالله بن جابر العبدي : أخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد فيه نظر ؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (1/ 78) ، ولعل وجه ذلك : جهالة حماد بن بشر !
    كذا في مسودتي بخط أحد الطلبة في الجامعة الإسلامية ؛ الذي كان يكتب بعض الأحاديث التي أمليها عليه من كتاب الأصبهاني ، فلا أدري أهكذا هو في الأصل ، أم هو خطأ من الكاتب ؟! والأصل لا يمكن الرجوع إليه الآن ؛ فإنه في المدينة ، وأنا في دمشق !
    أقول هذا ؛ لأنني لم أجد في الرواة حماد بن بشر ، وإنما حماد بن بشير ، أورده ابن أبي حاتم ، فقال (1/ 2/ 133) :
    "... الربعي . بصري ، روى عن عمرو بن عبيد عن الحسن . روى عنه سعيد ابن أبي أيوب ، وحيوة بن شريح" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك صنع البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 21) ؛ إلا أنه لم يذكر بينه وبين الحسن : عمرو بن عبيد .
    وكذلك صنع ابن حبان في "الثقات" (6/ 221) .
    قلت : فأنا أظن أنه هو راوي هذا الحديث ؛ فإنه من هذه الطبقة تقريباً ؛ ثم هو بصري كما رأيت ، وكذلك من دونه كلاهما بصري :
    أما سعيد بن أبي الربيع البصري ؛ فهو سعيد بن الربيع ، وأداة الكنية : (أبي) مقحمة من الناسخ ؛ فقد ذكره هكذا البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ؛ وهو أبو زيد الهروي البصري ؛ قال أحمد :
    "شيخ ثقة ؛ لم أسمع منه شيئاً ، هو بصري" . وقال أبو حاتم :
    "أبو زيد الهروي صدوق" . وقال العجلي :
    "بصري ثقة" .
    وأما موسى بن يوسف بن موسى القطان الكوفي أبو عوانة ؛ فترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 167) برواية ثلاثة من الثقات ، وقال :
    "سمعت منه ، وكان صدوقاً" .
    وجملة القول : أن علة هذا الإسناد من حماد بن بشر ؛ فإنه إن كان ابن بشير الربعي ؛ فهو غير مشهور ، وتوثيق ابن حبان إياه غير موثوق ؛ لما عرف به تساهله في التوثيق ، وفي سماعه حينئذ من أنس نظر .
    وإن كان غيره ؛ فهو غير معروف . والله أعلم .

    (/1)

    5305 - ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة : لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم ، بيد كل واحد صحفتان ، واحدة من ذهب ، والآخرى من فضة ، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله ، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها ، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها ، ثم يكون ذلك كريح المسك الأذفر ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون ، إخواناً على سرر متقابلين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 479 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 480) حدثنا محمد بن موسى الإصطخري : حدثنا الحسن بن كثير : حدثنا يحيى بن سعيد : حدثنا نصر بن يحيى : حدثنا أبي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ محمد بن موسى الإصطخري روى له الطبراني في "الصغير" أيضاً ، ومن المحتمل أنه الذي في "اللسان" :
    "محمد بن موسى بن إبراهيم الإصطخري . شيخ مجهول ، روى عن شعيب ابن عمران العسكري خبراً موضوعاً ، كتبته في ترجمة الراوي عنه محمد بن أحمد ابن محمد بن إدريس البكراوي" .
    والبكراوي - هذا - لم أجده عنده في "اللسان" . والله أعلم !
    والحسن بن كثير لم أعرفه ! وفي "اللسان" ثلاثة كلهم يسمى الحسن بن كثير ، وليس فيهم موثق ، مع احتمال أن يكون ثالثهم هو المقصود هنا - وهو الحسن ابن كثير بن يحيى بن أبي كثير - ، وهو ضعيف .
    ثم تأكدت أنه هو في تخريج حديث آخر له يأتي برقم (6900) .
    ونصر بن يحيى لم أجده فيما عندي من المصادر .
    وأبوه يحيى يحتمل أنه يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني ؛ فقد ذكروا له رواية عن أنس ؛ ولم يذكر الحافظ المزي ابنه نصراً هذا في جملة الرواة عنه .
    ثم رأيته منسوباً في الحديث المشار إليه هكذا : (نصر بن يحيى بن أبي كثير) ؛ فليس بالأنصاري ، وإنما اليمامي ؛ كما في حديث آخر ، ولم أعرفه .
    فلا أدري وجه قول المنذري الدنيا ، (4/ 250) :
    "رواه ابن أبيوالطبراني - واللفظ له - ، ورواته ثقات" ؟!
    وتبعه الهيثمي - كعادته - ، فقال (10/ 401) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات !" !
    ولعل الحافظ وثق بتوثيقهما هذا ؛ فقال في "الفتح" (6/ 324) :
    "أخرجه الطبراني بإسناد قوي" !
    وقد أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1530) من طريق صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس به دون قوله :
    "إخواناً ..." .
    ولعل ابن أبي


    الدنيا أخرجه من هذه الطريق ؛ فإن ابن القيم عزاه إليه في "حادي الأرواح" (2/ 36) ، وهي ضعيفة أيضاً ؛ فإن كلاً من الرقاشي والمري ضعيف .
    ثم رأيته في "صفة الجنة" لابن أبي الدنيا (69/ 206) ؛ لكن دون قوله :
    "بيد كل واحد صحفتان ..." إلخ ، ومن الطريق الذي ظننته ، وقد سقط من الإسناد أوله ، مع تحريف في اسم والد (صالح المري) .
    ومن طريقه وبتمامه : أخرجه الحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (536/ 1530) .
    وقد صح الطرف الأول منه موقوفاً ؛ يرويه سعيد بن أبي عروبة - في قول الله سبحانه وتعالى : (يطاف عليهم بصحاف من ذهب) - قال قتادة عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو قال :
    ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام ، [كل] غلام على عمل ليس عليه صاحبه .
    أخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" أيضاً (1580) ، والبيهقي في "البعث" (207/ 412) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (29/ 136) ؛ وإسناده صحيح .
    وأبو أيوب : هو الأزدي .
    (تنبيه) : عزاه المعلق على "البعث" لابن المبارك بالرقم المذكور ‍‍‍! وهو خطأ ، يقع فيه الناقل بسبب العجلة ، أو الجهل بالفرق بين الأصل - "زهد ابن المبارك" - والزيادة عليه ، وهما زيادتان :
    إحداهما : لحسين المروزي ، وهذا يقع فيه الخطأ أكثر ؛ لأنه في تضاعيف أحاديث أصله ، ولا يتنبه له إلا بالنظر في السند .
    والآخر : لنعيم بن حماد ، وهو متميز عن الأصل ؛ لأنه ملحق بآخره .
    ولعله من الخطأ أيضاً عزو العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (10/ 541) إياه للحاكم في "المستدرك" وصححه ؛ فإني لم أره فيه . والله أعلم .

    (/1)


    5306 - ( فخذ عبدالله بن خراش في جهنم مثل أحد ، وضرسه مثل البيضاء . قال أبو هريرة : ولم ذاك يا رسول الله ؟! قال : كان عاقاً لوالديه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 482 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7/ 438-439/ 6853) : حدثنا محمد بن ياسر الحذاء الدمشقي الجبيلي : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غنيم الكلاعي عن أبي غسان الضبي قال :
    خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة ، فلقيني أبو هريرة فقال : من هذا ؟ قلت : أبي . قال : لا تمش بين يدي أبيك ، ولكن امش خلفه وإلى جنبه ، ولا تدع أحداً يحول بينك وبينه ، ولا تمش فوق إجار أبوك تحته ، ولا تأكل عرقاً أبوك قد نظر إليه ؛ لعله قد اشتهاه . ثم قال : أتعرف عبدالله بن خراش ؟ قلت : لا . قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "فخذه ..." الحديث ، وقال :
    "لم يروه عن أبي غسان إلا أبو غنم ، تفرد به الوليد" .
    قلت : الوليد بن مسلم يخشى منه تدليس التسوية ، ولم يصرح بالتحديث بين شيخه أبي غنم الكلاعي وأبي غسان الضبي .
    وهذان ممن لم أجد من ترجم لهما .
    وهشام بن عمار كان إذا لقن ؛ تلقن .
    ومحمد بن ياسر الحذاء الدمشقي ؛ لم أجد له ترجمة ، فلعله في "تاريخ ابن عساكر" .
    من أجل ذلك ؛ قال المنذري (4/ 239) :
    "رواه الطبراني بإسناد لا يحضرني" . وأما الهيثمي ؛ فقال (8/ 148) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وأبو غسان وأبو غنم - الراوي عنه - لم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات" !

    (/1)


    5307 - ( ليس منا من حلف بالأمانة ، وليس منا من خان امرأ مسلماً في أهله وخادمه . ومن قال حين يمسي وحين يصبح : اللهم ! إني أشهدك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أبوء بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ؛ فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ؛ فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح فمات من ليلته ؛ مات شهيداً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 483 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في "الترغيب" (1/ 71) من طريق محمد بن عقبة بن علقمة قال : قال عباد : حدثني ليث بن أبي سليم عن سليمان عن عبدالله بن بريدة الأسلمي عن أبيه عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه علل :
    الأولى : ليث بن أبي سليم ؛ وهو حمصي ضعيف ؛ كان اختلط .
    الثانية : عباد - وهو ابن كثير الرملي الفلسطيني - ؛ وهو ضعيف .
    الثالثة : الراوي عنه - محمد بن عقبة بن علقمة - ؛ قال أبو حاتم وابنه فيه :
    "صدوق" . لكن قال ابن حبان في ترجمة أبيه :
    "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد عنه ؛ لأن محمداً كان يدخل عليه الحديث ويكذب فيه" .
    واعتمد هذا الحافظ في "التقريب" ؛ فقال في ترجمة عقبة :
    "صدوق ، لكن كان ابنه محمد يدخل عليه ما ليس من حديثه" .
    قلت : ثم إن قول محمد بن عقبة في الإسناد : "قال عباد" صيغته صيغة انقطاع ، وهو لم يدرك عباداً ، وإنما يروي عنه أبوه عقبة ، كم ذكروا في ترجمة عباد ، فإما أن يكون سقط من الإسناد قوله : "قال أبي" ، أو أنه هو أسقط الواسطة بينه وبين عباد ، أو أنه بلغه عنه دون أن يكون له إسناد إليه . والله أعلم .

    (/1)


    5308 - ( إن الله عز وجل ليدرأ بالصدقة سبعين [باباً من] ميتة السوء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 484 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (رقم 277 - نسختي) : قال : أخبرنا سفيان عن محرز عن يزيد عن أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وسلم به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : يزيد - وهو ابن أبان الرقاشي - ، وهو ضعيف .
    والأخرى : محرز - بسكون المهملة وكسر الراء - ، وهو ابن عبدالله الجزري أبو رجاء ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يدلس" .
    قلت : وقد عنعنه ؛ كما ترى .
    ولذلك ؛ جزم الحافظ العراقي (1/ 225) بضعف سنده .
    وقد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس ، وفيه مدلس أيضاً ، وآخر ضعيف ، وهو مخرج في "الإرواء" (885) ، وهو تحت الطبع ، يسر الله تمامه .

    (/1)


    5309 - ( ما خلق الله من صباح يعلم ملك في السماء ولا في الأرض ما يصنع الله في ذلك اليوم ، وإن العبد له رزقه ؛ فلو اجتمع عليه الثقلان - الجن والأنس - على أن يصدوا عنه شيئاً من ذلك ؛ ما استطاعوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 485 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/ 285-286) من طريق بقية بن الوليد : حدثني أبو صالح القرشي عن صفوان بن سليم عن حكيم بن عثمان عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل أبي صالح القرشي ؛ فإني لم أجد من ترجمه ، والظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين الذين أشار إليهم ابن معين حين سئل عن بقية ؟ فقال :
    "ثقة إذا حدث عن المعروفين ، ولكن له مشايخ لا يدرى من هم ؟!" .
    هذه هي علة الحديث ، وقد ذهل عنها الهيثمي ؛ فقال (4/ 72) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه بقية ، وهو لين الحديث" !
    أقول : وبقية لين إذا عنعن في السند ، وهنا قد صرح بالتحديث ؛ كما ترى ، فالعلة من شيخه كما ذكرنا . ولعله لذلك قال المنذري (3/ 8) :
    "رواه الطبراني بإسناد لين ، ويشبه أن يكون موقوفاً" .

    (/1)


    5310 - ( من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه ، فإن عجزتم عن مجازاته ؛ فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد شكرتم ؛ فإن الله شاكر يحب الشاكرين ) .
    قال الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 486 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/ 261) : حدثنا أحمد ابن عبدالوهاب بن نجدة : حدثنا عبدالوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عباد عن عرفطة عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالوهاب بن الضحاك ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، كذبه أبو حاتم" .
    وبه أعله الهيثمي (8/ 181) .
    والوليد بن عباد وعرفطة ؛ قال ابن عدي (351) :
    "ليسا بمعروفين" .
    ذكر ذلك في ترجمة الوليد . وقال فيه :
    "لا يحدث عنه غير إسماعيل بن عياش ، ليس بمستقيم" .
    والحديث صحيح من رواية أخرى أتم منه بلفظ :
    "... حتى تعلموا أن قد كافأتموه" ؛ دون ما بعده .
    وهو مخرج في الكتاب الآخر (254) ، وغيره .





  3. #613
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5311 - ( من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس ؛ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 487 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 448) : حدثنا مطلب بن شعيب : حدثنا عبدالله بن صالح : حدثنا الليث عن أبي إسحاق الهمداني عن معاوية ابن أبي سفيان . وقال :
    "لم يروه عن أبي إسحاق عن معاوية إلا الليث" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : أبو إسحاق الهمداني : هو عمرو بن عبدالله السبيعي ، والسبيع من همدان ، وهو وإن كان ثقة ؛ فقد كان اختلط ، كما كان يدلس ، وقد عنعنه كما ترى .
    والأخرى : عبدالله بن صالح - وهو كاتب الليث - فيه ضعف ؛ كما تقدم مراراً .
    ومما سبق تعلم أن قول المنذري في "الترغيب" (2/ 274) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" بإسناد حسن" !
    أقول : فهو غير حسن ؛ وإن تبعه الهيثمي (10/ 157) ؛ فإن ذلك من تساهلهما الذي عرفا به ؛ نسأله تعالى الهداية والتوفيق !
    ثم رأيت الحديث في "المعجم الكبير" (19/ 361/ 849) و "الدعاء" (2/ 838/ 125) بإسناده في "الأوسط" ، وقد طبع هذا فيما بعد ، وهو فيه (9/ 288/ 8629) .
    كما رأيت المعلقين الثلاثة على "الترغيب" في طبعتهم الجديدة البراقة ! قد حسنوا الحديث ؛ تقليداً لمؤلفه وللهيثمي ، مؤكدين بذلك أنهم (إمعة) ؛ لا بحث عندهم ولا تحقيق ؛ إلا مجرد الدعوى والنقيق !

    (/1)


    5312 - ( من فرج على مسلم كربة ؛ جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط ؛ يستضيء بضوئهما عالم يحصيهم إلا رب العزة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 488 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 259) قال : حدثنا عبدالله ابن أحمد بن أسيد الأصبهاني : أخبرنا العلاء بن مسلمة بن عثمان : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . وقال :
    "لم يروه عن الأوزاعي إلا محمد ، تفرد به العلاء" .
    قلت : قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 185) :
    "يروي عن العراقيين المقلوبات ، وعن الثقات الموضوعات ، لا يحل الاحتجاج به بحال" . وقال ابن طاهر :
    "كان يضع الحديث" .
    وشيخه القرقساني ضعيف .
    وشيخ الطبراني ؛ له ترجمة في "أخبار أصبهان" لأبي نعيم ، توفي سنة (310) ، وساق له أحاديث هذا أحدها . وقال المنذري (2/ 36) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وهو غريب" !
    وهذا جرح لين ، وتساهل بين ! ونحوه قول الهيثمي (8/ 193) :
    "رواه ... وفيه العلاء بن مسلمة (الأصل : سلمة) بن عثمان ، وهو ضعيف" !
    فإنه متهم بالوضع كما سبق !
    ثم رأيت الحافظ الذهبي قد ذكر هذا الحديث في ترجمة الحسين بن الفضل ابن عمير البجلي الكوفي - من رواية الحاكم ؛ أي : في "تاريخ نيسابور" - ، وقال الذهبي :
    "حديث باطل ، رواه عن محمد بن مصعب ..." !
    وإنما رواه الحسين بن الفضل عن العلاء بن مسلمة عن محمد بن مصعب ، كما في رواية الطبراني هذه ؛ فإني أستبعد أن يكون الحسين سمعه من محمد بن مصعب مباشرة ؛ والله أعلم . وانظر الحديث الآتي (6153) .

    (/1)


    5313 - ( من قال حين يتحرك من الليل : باسم الله - عشر مرات - ، وسبحان الله عشراً - ، آمنت بالله وكفرت بالطاغوت - عشراً - ؛ وقي كل شيء يتخوفه ، ولم ينبغي لذنب أن يدركه إلى مثلها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 490 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/ 9/ 9013) : حدثنا المقدام ابن داود : حدثنا عثمان بن صالح : حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف المقدام بن داود .
    وبه أعله الهيثمي (10/ 125) ! وهو قصور ؛ فإن فوقع ابن لهيعة كما ترى ، وهو ضعيف أيضاً ؛ لسوء حفظه .
    والحديث ؛ أشار المنذري (1/ 213) إلى تضعيفه ، ووقع فيه :
    "كل ذنب" مكان : "كل شيء" ! وهو خطأ غفل عنه المعلقون الثلاثة عليه ؛ لعجزهم عن التحقيق ، مع أنهم رجعوا إلى "مجمع الزوائد" كما يأتي ؛ وهو فيه على الصواب !
    قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 125) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه (المقدام بن داود) ، وهو ضعيف ، وقال ابن دقيق العيد : "وثق" ، فعلى هذا يكون الحديث حسناً" !
    قلت : وفيه ما يلي :
    أولاً : ما بناه على قوله : "وثق" ؛ فهو على شفا جرف هار ؛ لأن هذا التوثيق لين ، كما يشير إلى ذلك بالفعل المبني للمجهول ، ولم يوثقه أحد من الأئمة المعروفين ، سوى مسلمة بن قاسم القرطبي بقوله :
    "رواياته لا بأس بها" .
    ومسلمة هذا نفسه ضعيف ؛ فلا قيمة لتوثيقه ، ولا سيما مع مخالفته للمضعفين له ، ومنهم النسائي الذي قال :
    "المقدام ليس بثقة" .
    ثانياً : لو سلمنا بما تقدم من البناء ؛ فهو سينهار من جهة أخرى ؛ وهي إغضاؤه الطرف عن ضعف ابن لهيعة .
    هذا هو التحقيق الذي يعجز عنه المعلقون المشار إليهم .
    وإن مما يدل على ذلك ؛ أنهم نقلوا كلام الهيثمي المتقدم دون قوله : "وقال ابن دقيق العيد ..." إلخ ؛ لأنه ينافي تضعيفهم للحديث ؛ تقليداً منهم لمن ضعفه !!
    ورواه الخرائطي في "المكارم" (2/ 914/ 1017) من طريق آخر عن ابن لهيعة موقوفاً .

    (/1)


    5314 - ( من قال بعد صلاة الصبح - وهو ثان رجله قبل أن يتكلم - : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير - عشر مرات - ؛ كتب له بكل مرة عشر حسنات ، ومحي عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكن في يومه ذلك حرزاً من كل مكروه ، وحرزاً من الشيطان الرجيم ، وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد إسماعيل ، عن كل رقبة اثنا عشر ألفاً ، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله .
    ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب ؛ كان له مثل ذلك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 492 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 450 - مجمع البحرين) ، و "مسند الشاميين" (ص 5 - مصورة الجامعة) من طريق موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي : حدثنا هانىء بن عبدالرحمن ورديح بن عطية أنهما سمعا إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت أم الدرداء : سمعت أبا الدرداء يقول : ... فذكره مرفوعاً ، وقال :
    "لم يروه عن إبراهيم إلا هانىء ، ورديح تفرد به موسى" .
    قلت : قال الذهبي :
    "أحد التلفى . كذبه أبو زرعة وأبو حاتم . وقال النسائي : ليس ثقة" . وقال الدارقطني وغيره :
    "متروك" . وقال العقيلي في "الضعفاء" :
    "يحدث عن الثقات بالبواطيل والموضوعات" . وقال الهيثمي (10/ 108) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي ؛ وهو متروك" .
    وأما المنذري ؛ فسكت عنه ! أورده عقب حديث آخر في الباب جود إسناده ، ولكنه يختلف عن هذا في اللفظ والمعنى ، وذلك من عيوب كتابه ! والحديث المشار إليه ؛ خرجته في "الصحيحة" (2664) .

    (/1)


    5315 - ( من مشى في حاجة أخيه المسلم ؛ أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ، ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ ، فإذا فرغ ؛ كتب الله له حجة وعمرة . ومن عاد مريضاً ؛ أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك ، لا يرفع قدماً إلا كتب له حسنة ، ولا يضع قدماً إلا حطت عنه سيئة ، ورفع له بها درجة ، حتى يقعد في مقعده ، فإذا قعد غمرته الرحمة ، ولا يزال كذلك حتى إذا أقبل حيث ينتهي إلى منزله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 493 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 201/ 4393 - ط) : حدثنا عبدالله بن محمد بن عزيز الموصلي : حدثنا غسان بن الربيع : حدثنا جعفر بن ميسرة عن أبيه عن عبدالله بن عمر وأبي هريرة قالا : ... فذكره موقوفاً عليهما ، وقال :
    "لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ آفته جعفر بن ميسرة - وهو الأشجعي - ؛ قال البخاري :
    "ضعيف . منكر الحديث" . وقال أبو حاتم :
    "منكر الحديث جداً" .
    وغسان بن الربيع - وهو الأزدي الموصلي - ؛ قال الذهبي :
    "كان صالحاً ورعاً ؛ ليس بحجة في الحديث . قال الدارقطني : ضعيف . وقال مرة : صالح" . وقال الحافظ في "اللسان" :
    "وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال : كان نبيلاً فاضلاً ورعاً . وأخرج حديثه في "صحيحه" عن أبي يعلى عنه" .
    قلت : فالعلة من شيخه جعفر كما سبق ، وبه أعله الهيثمي (2/ 299) . وأشار المنذري (4/ 163) إلى تضعيف الحديث ، وقال :
    "وليس في أصلي رفعه" .
    قلت : وقد رفعه أبو الشيخ ابن حيان ؛ كما ذكر المنذري في مكان آخر (3/ 251) .

    (/1)


    5316 - ( لا تعجلن إلى شيء تظن أنك إن استعجلت إليه أنك مدركه ، وإن كان الله لم يقدر ذلك ، ولا تستأخرن عن شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مرفوع عنك ، وإن كان الله [قد] قدره عليك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 494 :
    $ضعيف جداً$
    أورده - هكذا بهذا التمام - المنذري في "الترغيب" (3/ 8) من رواية الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وأشار إلى ضعفه .
    وتبعه على ذلك الهيثمي (4/ 71) ، وقال :
    "وفيه عبدالوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف" .
    قلت : وقد أورده في "مجمع البحرين" أيضاً (3/ 286) من رواية "الأوسط" من طريق عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعاً به مختصراً بلفظ :
    "لا تعجلن إلى شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مرفوع عنك ، إن كان الله قد قدره عليك" . وقال :
    "كذا وقع مختصراً" .
    قلت : وهو فاسد المعنى كما يدل عليه السياق الأول ! ولعل ذلك من عبدالوهاب ابن مجاهد نفسه ؛ فإنه ضعيف جداً ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 146) :
    "كان يروي عن أبيه ولم يره ، ويجيب في كل ما يسأل وإن لم يحفظ ، فاستحق الترك ، كان الثوري يرميه بالكذب" . ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، وكذبه الثوري" .
    ومما ذكره ابن حبان وغيره ؛ يتبين أن في الإسناد علة أخرى ، ألا وهي الانقطاع بين عبدالوهاب وأبيه مجاهد ، ولعل الهيثمي لم يشر إليها ؛ لأنها دون العلة الأولى في الجرح ! والله أعلم .
    ثم وقفت على الحديث في "المعجم الأوسط" للطبراني ، فرأيت الحديث فيه (1/ 193/ 1) بالنص الذي نقلته عن "الترغيب" دون قوله :
    "وإن كان الله لم يقدر ذلك" ، وزيادة : "قد" فيه .وقال :
    "لم يرو هذا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا معاوية ، ولا يروى عن معاوية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عبدالوهاب" .

    (/1)


    5317 - ( يجيء الظالم يوم القيامة ، حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة ؛ لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به ، فما يبرح الذين ظلموا يقتصون من الذين ظلموا ؛ حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات ، فإن لم يكن لهم حسنات ؛ رد عليهم من سيئاتهم ، حتى يوردوا الدرك الأسفل من النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 496 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 466) : حدثنا محمد بن علي الأحمر الناقد : حدثنا عمار بن طالوت : حدثنا محمد بن أبي عدي عن حسين المعلم عن أيوب عن الجهم بن فضالة الباهلي عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن أيوب إلا حسين ، تفرد به محمد بن أبي عدي" .
    قلت : وهو ثقة ؛ وكذا من فوقه ؛ إلا الجهم بن فضالة الباهلي ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان ، فأورده في "الثقات" (4/ 113) من روايته عن أبي أمامة ، وقال :
    "روى قزعة بن سويد عن أبيه عنه" .
    وأورده ابن أبي حاتم (1/ 1/ 521) من رواية أيوب وسويد بن حجير عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو مجهول الحال .
    فالحديث ضعيف ، لا سيما وفي متنه زيادات لم ترد في الحديث الصحيح بلفظ :
    "أتدرون ما المفلس ؟ ..." . وهو مخرج في الكتاب الآخر برقم (847) . وأما قول المنذري (4/ 202) في الحديث :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ ورواته مختلف فيهم" !
    فليس بدقيق ؛ لأنه ليس فيهم من هو مختلف فيه ، أي : في توثيقه ، بل كلهم ثقات ؛ إلا من وثقه ابن حبان . وقد أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله (10/ 354) :
    ".. ورجاله وثقوا" .
    وأما قول المعلقين الثلاثة على "الترغيب" (4/ 307) :
    "حسن بشواهده" !
    فهو من جهلهم وغفلتهم ؛ لأن التفصيل الوارد فيه ليس له ولا شاهد واحد ، بل هو مخالف للحديث الصحيح الذي أشرت إليه آنفاً .

    (/1)


    5318 - ( يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة . فقالت أم سلمة : يا رسول الله ! وا سوأتاه ! ينظر بعضنا إلى بعض ؟! فقال : شغل الناس . قلت : ما شغلهم ؟ قال : نشر الصحائف ؛ فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 497 :
    $منكر$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (237/ 233) - : حدثنا عمر بن شبة - ، والطبراني في "الأوسط" (4/ 462) - : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني - قالا : حدثنا سعيد بن سليمان عن عبدالحميد بن سليمان عن محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سعيد" .
    ورواه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 236-237/ 747) : قال لنا سعيد ابن سليمان به .
    قلت : وهو الواسطي ، وهو ثقة حافظ من رجال الشيخين .
    لكن شيخه عبدالحميد بن سليمان - وهو الخزاعي الضرير أخو فليح - اتفقوا على تضعيفه ؛ إلا أحمد ؛ فإنه قال :
    "ما كان أرى به بأساً" ! ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" . ولم يذكر الذهبي في ترجمته من "الميزان" إلا أقوال من جرحه ، ومنها : قول أبي داود فيه :
    "غير ثقة" . إلا أن هذه العبارة تحرفت في طبعة الخانجي ؛ فصارت هكذا :
    "وقال أبو داود وغيره : ثقة" !! وقال الذهبي في "المغني" :
    "ضعفوه جداً" .
    ومن هذا التحقيق ؛ تعلم خطأ الحافظ المنذري في قوله في هذا الحديث (4/ 193) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد صحيح" !
    وقلده السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 317) !
    ومثله قول الهيثمي في "المجمع" (10/ 333) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ غير محمد بن موسى بن أبي عياش ؛ وهو ثقة" !!
    وقد زاد هذا في الوهم شيئين :
    الأول : أنه جعل عبدالحميد بن سليمان من رجال "الصحيح" ، وليس كذلك ؛ فإنه لم يرو غير الترمذي وابن ماجه .
    والآخر : أنه قال : "محمد بن موسى بن أبي عياش" ! وإنما هو : "محمد ابن أبي موسى" كما تقدم في إسناد "الأوسط" ؛ وكذلك أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 84) إلا أنه قال :
    "ويقال : ابن أبي عياش . روى عن عطاء بن يسار . روى عنه عبدالحميد بن سليمان ، وأبو أويس" .
    ثم إنني لم أره في "مسند أم سلمة" من "المعجم الكبير" . والله سبحانه وتعالى أعلم .
    وقد خولف (عبدالحميد) في إسناده ومتنه ؛ كما حققته في الكتاب الآخر : "الصحيحة" (3469) ، وبينت أن الحديث حسن لغيره ؛ دون قوله في آخره :
    "قلت : ما شغلهم ؟ ..." إلخ .

    (/1)


    5319 - ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 499 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (7141) وفي "مسند الشاميين" (ص 85) : حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالسلام البيروتي - مكحول - : حدثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي قال : سمعت أبي يحدث عن ثور بن يزيد وغالب بن عبدالله عن مكحول عن ابن غنم عن شداد بن أوس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذه الطريق ليس فيها أبو بكر بن أبي مريم الضعيف الذي في إسناد أحمد (4/ 124) ، والترمذي (2577) ، والحاكم (1/ 77 و 4/ 325) . ولم يتنبه لذلك صاحبنا السلفي فقال : "رواه أحمد ..." إلخ !
    ومن طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس . أخرجه الطبراني أيضاً (7143) .
    فلعل قول السلفي المذكور كان في الأصل على هذه الطريق ؛ فطبع سهواً على الطريق الأولى ! لكن يعكر عليه أنها تبقى حينئذ بدون تعليق . فتأمل !
    وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فالسكوت عن هذه الطريق غير لائق ؛ لأنه قد يوهم من لا علم عنده أنه من الممكن أن يقوى بها طريق ابن أبي مريم ! وليس كذلك ؛ لأن فيها من هو شر منه ؛ ألا وهو إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ؛ قال الدارقطني :
    "متروك" . وقال ابن حبان :
    "يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة ، وأبوه أيضاً لا شيء" .
    تحريف خطير في حديث ضعيف ، واستغلال غير شريف !!

    (/1)


    5320 - ( كان في عماء ، فوقه هواء ، وما تحته هواء ، ثم خلق العرش علىالماء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 500 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطيالسي في "مسنده" (رقم 1093) : حدثا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن أبي رزين قال :
    كان النبي صلي الله عليه وسلم يكره أن يسأل ، فإذا سأله أبو رزين أعجبه ، قال : قلت : يا رسول الله ! أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ فقال : ... فذكره .
    قلت : ومن طريق الطيالسي : أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 376) .
    وتابعه جمع عن حماد به .
    أخرجه الترمذي (3108) ، وابن ماجه (1/ 77-78) ، وأحمد في "المسند" (4/ 11 و12) وابنه في "السنة" (ص 46) ، والبيهقي أيضاً (ص 406) كلهم عن حماد به إلا أن البيهقي قال :
    "ثم خلق العرش ، ثم استوى عليه" . و قال الترمذي :
    "حديث حسن" .
    قلت : وهذا أولى من قول الذهبي في "العلو" (ص 11 - طبع المنار) :
    "رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وإسناده حسن" !
    إذ كيف يكون حسن الإسناد وفيه وكيع بن حدس هذا ، وقال البيهقي عقبه :
    "تفرد به يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس" .
    والذهبي نفسه لما أورده في "الميزان" ؛ قال :
    "لا يعرف ، تفرد عنه يعلى بن عطاء" .
    قلت : فهو مجهول العين ، وليس مجهول الحال ؛ كما قال ابن القطان فيما نقل عنه في "التهذيب" ، ولا مجهول الصفة ؛ كما زعم الكوثري في تعليقه على "الأسماء" وفي تعليقه على "السيف الصقيل" (ص 96) !
    وأما قوله فيه :
    "في سنده حماد بن سلمة ؛ مختلط" !
    فهو من عدائه للسة وأهلها ، وحماد بن سلمة من أئمتها ، وممن احتج بهم مسلم في "صحيحه" ؛ فضلاً عن أصحاب "السنن" وغيرهم ، وما أحد من الأئمة رماه بالاختلاط ؛ وإنما قال بعضهم : إنه تغير .
    فرحم الله ابن المديني حين قال : "من تكلم في حماد بن سلمة ؛ فاتهموه في الدين" .
    فالعلة ممن فوقه كما عرفت .
    ومنه تعلم خطأ ابن العربي في "العارضة" في قوله :
    "إن الحديث صحيح سنداً ومتناً" ! كما نقله عنه الأستاذ الدعاس في تعليقه على "الترمذي" وأقره كما هي عامة عادته في النقل !
    أما خطؤه في صحيح السد ؛ فواضح مما تقدم .
    وأما تصحيحه لمتنه ؛ فموضع نظر ، وإن حسنه الترمذي كما سبق ! وذلك ؛ لأنني لم أجد له شاهداً إلا قوله :
    "وكا عرشه على الماء" ؛ فإنه من القرآن ، وفي حديث عمران بن حصين عند البخاري وغيره :
    "وكان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء" .
    وأما سوى ذلك ؛ فلم أجد له شاهداً ، لا سيما وقد اختلفوا في تفسيره ، فلو أنه صح إسناده لوجب التسليم به ؛ كسائر أحاديث الصفات .
    (تنبيه) : أورد الحافظ الذهبي هذا الحديث في كتابه "العلو" (ص 98 - طبع الهند ، وص 11 - طبعة المنار) بإسناده إلى حماد بن سلمة ؛ وزاد :
    "ثم استوى عليه" .
    إلا أنه تحرف لفظه في طبعة المنار ؛ فوقع فيه :
    "استولى عليه" !!
    وما في الهندية هو الصواب ؛ لأنه موافق لمخطوطة الظاهرية (ق 7/ 1) ، ولأنه مفسر في "العلو" نفسه منرواية إسحاق بن راهويه بلفظ :
    "ثم كان العرش ، فارتفع عليه" .
    وقد استغل هذا التحريف - جهلاً أو تجاهلاً - أحد جهمية الأزهريين من السوريين في كتاب له - زعم - "هذه عقيدة السلف والخلف في ذات الله تعالى ..." ؛ عقد فيه فصلاً (ص 78) بعنوان :
    "التأويل والرسول عليه الصلاة والسلام ..." ؛ ذهب فيه إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم أول الاستواء على العرش بالاستيلاء (!) وأنه أشار بذلك إلى أمته باقتفاء أثره بتأويل كل ما يوهم ظاهره التجسيم ، وقال :
    "والسؤال هنا : هل يوجد دليل على ما قلته ؟ نعم ؛ ها هو الدليل ، جاء في كتاب "العلو" للذهبي ..." ثم ساق الحديث بنصه المحرف ؛ ثم قال :
    "فأنت ترى أن النبي صلي الله عليه وسلم قد أول قوله تعالى : (.... استوى) بقوله : (استولى عليه)" ! قال :
    "وبهذا يكون المؤولون قد اقتفوا أثر الرسول عليه الصلاة والسلام بصرف كل لفظ عن ظاهره - يفهم منه التجسيم - إلى لفظ آخر ينفي عنه ذلك" !!!
    قلت : وبذلك أعطى سلاحاً للمعتزلة الذي ينكرون كثيراً من صفات الله تعالى - كالسمع والبصر ، وكرؤيته تعالى - بالتأويل الذي يؤدي إلى التعطيل ، قال المؤلف نفسه عنهم (ص 123) :
    "بادعاء أن رؤية الله مستحيلة ، فهي تقتضي الجسمية ، والجسمية والجهة عندهم كفر" .
    قلت : وهذا ما يصرح به هذا المؤلف الأنوك ! في كثير من المواضع ، فإذن المعتزلة على حق عنده ، بل هو منهم ؛ ولو تظاهر بأنه من أهل السنة والجماعة ! فهو ينكر علو الله على خلقه ، وأن القرآن كلام الله حقيقة ؛ بحجة أن ذلك تجسيم وتشبيه !! ويتظاهر بأنه يؤمن برؤية الله في الآخرة تبعاً للأشاعرة ، ويتجاهل أن ذلك يستلزم التجسيم على مذهبه ؛ وكذا الجهة .
    ولكن ذاك السلاح غير ماض ؛ لأنه قائم على حديث لا وجود له إلا في ذهنه ضعيف السند ، فيبادر إلى الإجابة عن ذلك بقوله :
    "وسواء أكان الحديث صحيحاً أو ضعيفاً ؛ فلا أقل من أن يحمل على التفسير" !!

    (/1)
    ما هذا الكلام أيها الأنوك الأحمق ؟!! فما هو الذي يقابل التفسير الذي ينبغي أن يحمل الحديث عليه إذا صح ؟!
    وبعبارة أخرى : فالحديث صحيح أو ضعيف ، فإذا كان صحيحاً ، فماذا ؟ وإذا كان ضعيفاً ؛ فماذا ؟!
    أليس في كل من الحالين يحمل الحديث على التفسير ؟! ولكن في حالة كونه ضعيفاً ؛ ما قيمة هذا التفسير الذي لم يثبت عنه صلي الله عليه وسلم ؟!
    وجملة القول : أن هذا الكلام ركيك جداً ، يدل على عجمة هذا الجهمي ، وليس ذلك في لسانه فقط ، بل وفي تفكيره أيضاً ؛ لأنه في الوقت الذي يقطع بأن هناك دليلاً على أن الرسول أول كما تقدم ، ويكرر ذلك في مواضع أخر ؛ فيقول (ص 80) :
    "فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد فسر الاستواء بالاستيلاء ؛ فهذا هو التأويل بعينه" ! إذ إنه يقول هذا الكلام الذي لا يشعر أنه به يهدم ما بنى ؛ لجهله بكون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً ، فكيف وقد صرح جازماً بضعفه في مكان ثالث ، فقال (ص 103) :
    "وقدمت لك أن الرسول عليه الصلاة والسلام فسر الاستواء بالاستيلاء ؛ حتى وإن كان أثراً ضعيفاً ؛ فيستأنس به في التأويل" !!
    إذن ؛ هو ليس بدليل ؛ لأن الدليل لا يستأنس به فقط ، بل ويحتج به ، فكيف جاز له أن يتقول على رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول : "إنه فسر الاستواء بالاستيلاء" ؟! فليتبوأ - إذن - مقعده من النار !
    ثم ما فائدة هذا التأويل الذي ذهب إليه الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعطلة - مع بطلانه في نفسه عندنا - ما داموا هم أنفسهم لا يأخذون به إلا مع تأويله أيضاً ؟! ، ذلك لأنهم قد أورد عليهم أهل السنة حقاً أن تأويل الاستواء بالاستيلاء ؛ معناه : أنه لم يكن مستولياً عليه من قبل ، لا سيما بملاحظة الآية التي فيها : (ثم استوى على العرش) ؛ فإن (ثم) تفيد التراخي كما هو معلوم ، وهذا التأويل مما لا يقول به مسلم ؛ لأنه صريح في أن الله لم يكن مستولياً عليه سابقاً ؛ بل كان مغلوباً على أمره ، ثم استولى عليه ! لا سيما وهم يستشهدون بذاك الشعر :
    قد استوى بشر على العراق
    بغير سيف ولا دم مهراق !
    تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً !
    فلما أورد هذا عليهم ؛ انفكوا عنه ؛ فقال بعض متأخريهم - كما نقله هذا الأزهري (ص 25) - :
    "ولكن لا يخفى عليك الفرق بين استيلاء المخلوق واستيلاء الخالق" !
    وقالالكوثري في تعليقه على "الأسماء" (ص 406،410) :
    "ومن حمله على معنى الاستيلاء ؛ حمله عليه بتجريده من معنى المغالبة" !
    فأقول : إذا جردتم "الاستيلاء" من معنى المغالبة ؛ فقد أبطلتم تأويلكم من أصله ؛ لأن الاستيلاء يلازمه المغالبة عادة كما تدل عليه البيت المشار إليه ، فإذا كان لا بد من التجريد تمسكاً بالتنزيه ؛ فهلا قلتم كما قال السلف : "استوى : استعلى" ؛ ثم جردتم الاستعلاء من كل ما لا يليق بالله تعالى ؛ كالمكان ، والاستقرار ، ونحو ذلك ، لا سيما وذلك غير لازم من الاستعلاء حتى في المخلوق ؛ فالسماء فوق الأرض ومستعلية عليها ، ومع ذلك فهي غير مستقرة عليها ، ولا هي بحاجة إليها ، فالله تعالى أولى بأن لا يلزم من استعلائه على المخلوقات كلها استقراره عليها ، أو حاجته إليها سبحانه ، وهو الغني عن العالمين .
    ومن مثل هذا ؛ يتبين للقارىء اللبيب أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم ، وليس العكس ؛ خلافاً لما اشتهر عند المتأخرين من علماء الكلام .

    (/2)





  4. #614
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5321 - ( تكبيرات ، وتسبيحات ، وتحميدات مئة ؛ حين تريدان أن تناما ، فتبيتان على ألف حسنة ، ومثلها حين تصبحان ، فتقومان على ألف حسنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 507 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 69) ، وكذا أبو داود (2/ 323) - إلا أنه لم يسق لفظه - كلاهما من طريق يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن كعب القرظي عن شبث بن ربعي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
    قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم بسبي ، فقال علي لفاطمة : ائتي أباك ؛ فسليه خادماً نتقي به العمل ، فأتت أباها حين أمست ، فقال لها :
    "ما لك يا بنية ؟!" قالت : لا شيء ، جئت لأسلم عليك ، واستحيت أن تسأله شيئاً ، فلما رجعت قال لها علي : ما فعلت ؟ قالت : لم أسأله شيئاً واستحييت منه .
    حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها : ائتي أباك فسليه خادماً تتقين به العمل ، فأتت أباها ، فاستحيت أن تسأله شيئاً .
    حتى إذا كانت الليلة الثالثة مساءً ؛ خرجنا جميعاً حتى أتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
    "ما أتى بكما ؟!" . فقال علي : يا رسول الله ! شق علينا العمل ، فأردنا أن تعطينا خادماً نتقي به العمل ! فقال لهما رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم ؟" قال علي : يا رسول الله ! نعم . قال : ... فذكره .
    فقال علي : فما فاتتني منذ سمعتها من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا ليلة صفين ؛ فإني نسيتها ، حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها .
    قلت : وهذا إساد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير شبث بن ربعي ؛ ذكره البخاري في "الضعفاء" ، وقال :
    "روى عنه محمد بن كعب ، لا يصح ، ولا نعلمه سمع من شبث" .
    ولم يذكروا عنه راوياً آخر سوى سليمان التيمي ؛ فهو غير مشهور .
    وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ ولكنه وصفه بأنه يخطىء .
    وهذا أدق وأصح من قول أبي حاتم فيه (2/ 1/ 388) :
    "حديثه مستقيم ، لا أعلم به بأساً" !
    وذلك لأنه - مع قلة حديثه - قد روى هذا الحديث عن علي ، وقد رواه عنه جمع من الثقات ، فلم يذكروا فيه قوله :
    "ومثلها حين تصبحان ..." ؛ فهي زيادة منكرة .
    وقد خالفهم في مواطن أخرى ؛ منها قوله :
    فأتت أباها حين أمست ، فقال لها ... إلى قوله :
    ثم أخرجنا جميعاً حتى أتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "ما أتى بكما ..." ؛ فإنه مخالف لرواية "الصحيحين" من طريق ابن أبي ليلى عن علي بلفظ :
    فأتت النبي صلي الله عليه وسلم تسأله خادماً ، فلم تجده ، فذكرت ذلك لعائشة ، فلما جاء أخبرته ، قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت أقوم فقال : "مكانك" . فجلس بيننا ؛ حتى وجدت برد قدميه على صدري ، فقال :
    "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟!" .
    ومنها قوله : "حمر النعم" ؛ فإنه خلاف رواية "الصحيحين" كما ترى !
    وقد تكلم الحافظ على الحديث وجمع طرقه وألفاظه - كما هي عادته - ، وذكر رواية شبث هذه مشيراً إلى ما فيها من المخالفة ؛ وقال (11/ 101) :
    "فيحتمل أن تكون قصة أخرى" !!
    قلت : هذا احتمال بعيد ! ثم إنه إنما يصار إلى مثله فيما ثبت سنده ، وليس الأمر كذلك هنا ؛ لما عرفت من حال شبث هذا ، وأما دعمه لذلك بقوله :
    "فقد أخرج أبو داود من طريق أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير ؛ أي : ابن عبدالمطلب قالت :
    أصاب رسول الله صلي الله عليه وسلم سبياً ، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم نشكو إليه ما نحن فيه ، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي ، فقال :
    "سبقكن يتامى بدر ..." . فذكر قصة التسبيح إثر كل صلاة ، ولم يذكر قصة التسبيح عند النوم ، فلعله علم فاطمة في كل مرة أحد الذكرين" !!
    قلت : هذه غير تلك قطعاً ، مع ثبوت سندها ؛ فإن فيها ذهاب فاطمة مع أم الحكم - وهي بنت الزبير بن عبدالمطلب ، وقيل : هي ضباعة نفسها - أو مع ضباعة . وفي تلك أنها ذهبت مع علي . وفيها ذكر التسبيح إثر الصلاة ؛ دون التسبيح عند النوم . فتأمل !
    ثم إن شبثاً هذا قد قيل في ترجمته أقوال عجيبة ، يدل مجموعها على أنه كان مضطرب البال ، لا يكاد يستقر على حال ، تارة إلى اليمين ، وتارة إلى الشمال ، وقد لخص تلك الأقوال الحافظ ابن حجر في "التقريب" ؛ فقال :
    "... مخضرم.
    1- كان مؤذ سجاح ثم أسلم .
    2- ثم كان ممن أعان على عثمان .
    3- ثم صحب علياً .
    4- ثم صار من الخوارج عليه .
    5- ثم تاب فحضر قتل الحسين .
    6- ثم كان ممن طلب بدم الحسين مع المختار .
    7- ثم ولي شرطة الكوفة .
    8- ثم حضر قتل المختار ، ومات بالكوفة في حدود الثمانين" !
    ولم يذكر الحافظ رأيه فيه ومرتبته في الرواية ، وكأن ذلك لهذا الاضطراب الذي شرحه بإيجاز ، والذي يدل على عدم استقرار ذهنه ، وسلامة فكره . والله أعلم .

    (/1)
    ومثل حديثه هذا في النكارة : ما أورده الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (ص 85) من رواية عبد بن حميد - في مسند علي - من "مسنده" : أخبرنا يزيد بن هارون : أخبرنا مسلم بن عبيد عن أبي عبدالله عن أبي جعفر مولى علي بن أبي طالب أن علياً قال في يوم : قال نبي الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة :
    "سبحي حين تنامين ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي ثلاثاً وثلاثين ، وكبري أربعاً وثلاثين ، فهذه مئة ، وهي ألف حسنة ؛ من قالها كل ليلة حين ينام ؛ فهي خير له من أن يعتق رقبة كل ليلة ، وكل عرق في جسده يمحى به عنه سيئة ، ويكتب له حسنة" .
    قال علي : فما تركتهن منذ سمعت فاطمة قالتها لي ، ولا يوم صفين .
    قال الحافظ الناجي :
    "وهذا منكر إسناداً ومتناً ، ولا أعرف أبا جعفر مولى علي ، ولا أبا عبدالله الراوي عنه ، إن لم يكونا مصحفين ، والعلم عند الله" .
    حديث الكروبيين .
    (/2)
    5322 - ( ينزل أهل السماء الدنيا - وهم أكثر من أهل الأرض ، ومن الجن والإنس - ، فيقول أهل الأرض : أفيكم ربنا ؟ فيقولون : لا ، وسيأتي ، ثم تشقق السماء الثانية ... (وساق الحديث إلى السماء السابعة ، قال :) فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيقولون : لا ، وسيأتي ، ثم يأتي الرب تبارك وتعالى في الكروبيين ، وهو أكثر من أهل السماوات والأرض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 512 :
    $منكر موقوف$
    أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 43) - وهذا السياق له - ، وابن جرير (19/ 5) ، والحاكم (4/ 569-570) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية : (يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً) ؛ قال : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "رواة هذا الحديث - عن آخرهم - محتج بهم ؛ غير علي بن زيد بن جدعان القرشي ، وهو - وإن كان موقوفاً على ابن عباس - ؛ فإنه عجيب بمرة" .
    وأما الذهبي ؛ فعلى خلاف عادته قال :
    "قلت : إسناده قوي" !

    (/1)
    5323 - ( إن الله تعالى لا يؤخر نفساً إذا جاء أجلها ، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة يرزقها العبد ، فيدعون له من بعده ، فيلحقه دعاؤهم في قبره ، فذلك زيادة العمر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 512 :
    $منكر$
    أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" من طريق الوليد بن عبدالملك ابن عبيدالله بن مسرح : حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبدالله عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
    ذكرنا [زيادة العمر] عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ فقال : ... فذكره .
    نقلته من "تفسير ابن كثير" (7/ 54) ، ووقع فيه أخطاء كثيرة في رجال إسناده ، صححتها من كتب الرجال ، ويبدو لي أن في أول متنه سقطاً لعله قولهم :
    قوله تعالى : (وما يعمر من معمر ...) الآية ، أو نحوه .
    ثم تحققت من ذلك كما يأتي .
    وسكت عن إسناده ابن كثير ، وهو إسناد ضعيف مظلم مسلسل بالمجهولين :
    1- أبو مشجعة هذا ؛ لم يذكروا له راوياً غير ابن أخيه مسلمة بن عبدالله ؛ وقال الحافظ :
    "مقبول" ؛ يعني : عند المتابعة ، وإلا ؛ فهو لين الحديث .
    2- مسلمة بن عبدالله الجهني ؛ قال دحيم :
    "لم يرو عنه أحد نعرفه غير الشعيثي" . وقال الحافظ أيضاً :
    "مقبول" .
    3- سليمان بن عطاء - وهو ابن قيس القرشي - متفق على تضعيفه ، بل قال ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" (1/ 329) :
    "روى عن مسلمة بن عبدالله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات ، فلست أدري ؛ التخليط فيها منه أو من مسلمة ابن عبدالله ؟!" .
    وأما الوليد بن عبدالملك ؛ فقال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 10) عن أبيه :
    "صدوق" .
    وذكر أنه روى عنه أبوه ، وكذا أبو زرعة ، ورواية هذا عنه توثيق منه له ؛ كما هو معروف عنه .
    فآفة الحديث ممن فوقه .
    وقد أخرجه من طريقه أيضاً : ابن حبان ، وابن عدي (ق 160/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 190/ 2 - مصورة الجامعة) ؛ وفي روايتهم ما أشرت إليه من السقط في "تفسير ابن كثير" .
    وهذا الحديث مما فات السيوطي ؛ فلم يورده في "الجامع الكبير" ، بل ولا في "الدرالمنثور" في تفسير الآية : (وما يعمر من معمر ...) ! وإنما أورد فيها الحديث الآتي بعده ، ولم يورده أيضاً في آخر سورة (المنافقون) في قوله تعالى : (ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) . وهو بها أليق وألصق ، وهي بمعنى الطرف الأول من الحديث .
    وأما سائره ؛ فمنكر لا شاهد له ، بل هو مخالف لبعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بأن هناك أسباباً شرعية لإطالة العمر ؛ كقوله صلي الله عليه وسلم :
    "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره (وفي رواية : أجله) ؛ فليصل رحمه" ؛ أخرجه الشيخان من حديث أنس ، وله شواهد خرجت بعضها في "صحيح أبي داود" (1486) . وكقوله صلي الله عليه وسلم :
    "حسن الخلق وحسن الجوار ؛ يعمران الديار ، ويزيدان في الأعمار" . أخرجه أحمد بسند صحيح ؛ كما تراه مبيناً في "الصحيحة" (519) .
    وقد يظن بعض الناس أن هذه الأحاديث تخالف الآية السابقة : (ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ...) ، وغيرها من الآيات والأحاديث التي في معناها !
    والحقيقة ؛ أنه لا مخالفة ؛ لأن الأحاديث المذكورة آنفاً إنما تتحدث عن مبدأ الأخذ بالأسباب ، ولا تتحدث عما سبق في علم الله الأزلي من الآجال المحددة ؛ فإن علم الله تعالى لا يتغير ولا يتبدل ؛ تماماً كما هو الشأن في الأعمال الصالحة والطالحة ، والسعادة والشقاوة ، فالآيات والأحاديث التي تأمر بالإيمان والعمل الصالح ، وتنهى عن نقيضهما لا تكاد تحصى ، وفي بعضها يقول الله تعالى : (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) ، وقد ذكر العلماء المحققون أن الباء في هذه الآية ؛ إنما هي باء السببية ، فذلك كله لا ينافي ما سبق في علم الله تعالى من السعادة والشقاوة ، بل إنما هما أمران متلازمان : السعادة مع العمل الصالح ، والشقاوة مع العمل الطالح . وهذا صريح في قوله صلي الله عليه وسلم :
    "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخلها" . أخرجه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في "تخريج السنة" (175-176) .
    فانظر كيف أن نهاية الأمر كان مقروناً بالعمل دخول الجنة والنار .
    فكما أنه لا يقال : إن العمل ليس سبباً للدخول ؛ فكذلك لا يقال : إن صلة الرحم وغيرها ليست سبباً لطول العمر بحجة أن العمر محدود ؛ فإن الدخول أيضاً محدود : (فريق في الجنة وفريق في السعير) .
    وما أحسن وأجمل جواب النبي صلي الله عليه وسلم لما حدث أصحابه بقوله :
    "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة" . فقالوا : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟! فقال صلي الله عليه وسلم :

    (/1)
    "اعملوا ؛ فكل ميسر لما خلق له : أما من كان من أهل السعادة ؛ فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة ؛ فييسر لعمل أهل الشقاوة" . ثم قرأ : (فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى) ، إلى قوله : (فسنيسره للعسرى) . أخرجه الشيخان .
    وجملة القول : أن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء سبباً ، فالعمل الصالح سبب لدخول الجنة ، والعمل السيىء لدخول النار ، فكذلك جعل بعض الأخلاق الصالحة سبباً لطول العمر . فكما أنه لا منافاة بين العمل وما كتب لصاحبه عند ربه ؛ فكذلك لا منافاة بين الأخلاق الصالحة وما كتب لصاحبها عند ربه ، بل كل ميسر لما خلق له .
    وأنت إذا تأملت هذا ؛ نجوت من الاضطراب الذي خاض فيه كثير من العلماء ؛ مما لا يكاد الباحث يخلص منه بنتيجة ظاهرة سوى قيل وقال ، والأمر واضح على ما شرحنا والحمد لله ، وإن شئت أن تقف على كلماتهم في ذلك ؛ فراجع "روح المعاني" للعلامة الآلوسي (7/ 169-170) .

    (/2)
    5324 - ( من قرأ : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ؛ عدلت بربع القرآن ... ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 516 :
    $موضوع$
    رواه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 113 - الأثرية) من طريق عمر بن رياح : سمعت يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وله عنده تتمة حذفتها ؛ لثبوتها في أحاديث أخرى .
    وهذا القدر منه موضوع ؛ لتفرد عمر بن رياح به ؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 156/ 2009) :
    "قال عمرو بن علي : هو دجال" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 86) :
    "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" .
    ويزيد الرقاشي ضعيف ؛ كما تقدم مراراً .

    (/1)
    5325 - ( كنت ردف رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ وأعرابي معه ابنة له حسناء ، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ رجاء أن يتزوجها . قال : فجعلت ألتفت إليها ، وجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يأخذ برأسي فيلويه ... ) الحديث .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 517 :
    $منكر بهذا السياق$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 97/ 6731) من طريق قبيصة بن عقبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ظاهرة الصحة ، وقد جرى على ذلك الحافظ ابن حجر ؛ فقال في "الفتح" (4/ 58 - بولاق) :
    "رواه أبو يعلى بإسناد قوي" !
    قلت : وهو في نقدي معلول ، فعزمت على بيان ذلك ؛ أداءً للأمانة العلمية ، ولكي لا يغتر به بعض الطلبة ممن لا معرفة عندهم بعلل الحديث ، كما وقع ذلك لبعض الطلاب المعاصرين ممن كتب في حجاب المرأة ، وللمعلق على "مسند أبي يعلى" (12/ 97) ! فأقول :
    فيه ثلاث علل :
    الأولى : أبو إسحاق - وهو عمرو بن عبدالله السبيعي - ؛ فإنه مع كونه من رجال الشيخين ؛ فإنه مدلس ، وكان اختلط في آخره . قال الحافظ ابن حجر في مقدمة "الفتح" (ص 431) :
    "أحد الأعلام الأثبات قبل اختلاطه" .
    وقد أورده ابن الصلاح وغيره في جملة المختلطين ، وحكمهم : الاحتجاج بهم بما حدثوا به قبل اختلاطهم ، بخلاف ما حدثوا به بعد اختلاطهم ؛ فلا يحتج به ، ومثله ما لم يتبين أحدث به قبل الاختلاط أم بعده ؟ كما هو الشأن في هذا الحديث ؛ فإني لم أجد من صرح بأن ابنه يونس بن أبي إسحاق سمع منه قبل الاختلاط .
    ثم هو - إلى ذلك - قد عنعنه .
    الثانية : يونس بن أبي إسحاق ، وإن كان قد احتج به مسلم ؛ فلعل ذلك منه على سبيل الاختيار والانتقاء من حديثه ؛ فقد قال الحافظ فيه في كتابه "تقريب التهذيب" :
    "صدوق يهم قليلاً" .
    قلت : وقد خالفه في متنه ابنه إسرائيل - كما يأتي - ؛ وهو أوثق منه .
    الثالثة : قبيصة بن عقبة ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ربما خالف" .
    واعلم أنه مما لا يخفى علي - والحمد لله - أن مثل هذا الجرح والذي قبله مما لا يسقط صاحبه من مرتبة الاحتجاج بحديثه مطلقاً ! كلا ، ولكن قل من يعلم من المشتغلين بهذا العلم أن مثله مما يعرض صاحبه لنقد حديثه عند مخالفته لمن هو أوثق منه ، فيصير بسبب ذلك حديثه شاذاً ، أو منكراً .
    وهذا هو الواقع في هذا الحديث ؛ فقد جاء من طرق دون قوله :
    (فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها) !
    بل جاء كذلك من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به .
    أخرجه أحمد (1/ 213) قال : حدثنا حجين بن المثنى وأبو أحمد (يعني : الزبيري) - المعنى - قالا : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق به ؛ دون الزيادة .
    أما الطريق الثانية ؛ فهي من رواية الحكم بن عتيبة عن ابن عباس به .
    أخرجه أحمد أيضاً (1/ 113) ؛ ورجاله ثقات كالذي قبله .
    قلت : فاتفاق هذه الطرق الثلاث على خلاف رواية يونس ؛ لدليل واضح على شذوذ ما تفرد به دونهم ، بل وعلى نكارته ؛ فإنه يحتمل أن يكون ذلك من أبي إسحاق نفسه ، حدث به في حالة اختلاطه ؛ فذكرها تارة ، فسمعها منه يونس ،ولم يذكرها تارة ، فلم يذكرها إسرائيل في حديثه عنه ؛ وهذا هو الصواب ؛ لموافقته للطرق الأخرى .
    ويؤيده : أن سليمان بن يسار رواه أيضاً عن ابن عباس مثله دون الزيادة ؛ لكنه جعله من مسند ابن عباس ، وذكر أن السائل إنما هي المرأة الخثعمية ، وأنها هي التي كان ينظر الفضل إليها ، وأنها قالت : يا رسول الله ! إن فريضة الله الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً .. .
    فتأول الحافظ قولها : "أبي" بأنها لعلها أرادت به جدها ؛ لأن أباها كان معها !
    وهذا التأويل لو كان للتوفيق بين حديث "الصحيحين" من جهة وحديث الترجمة من جهة أخرى ؛ لكان لا وجه له عندي ؛ لم ذكرته من المخالفة فيها ، ولك لما كانت الطرق الثلاث متفقة على أن أباها كان معها ؛ كان لا بد من التأويل المذكور . والله أعلم .
    ويؤيده أيضاً : أن الحديث قد جاء من حديث علي رضي الله عنه مطولاً ، وفيه قصة الفضل مع الخثعمية ، وليس فيها تلك الزيادة ؛ فثبت أنها منكرة .
    (تنبيه) : كان في آخر الحديث :
    وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة .
    فحذفته مشيراً إلى ذلك بالنقط (...) ، وبقولي : (الحديث) ؛ لأن هذا القدر منه صحيح ، رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في "الإرواء" (رقم 1098) .

    (/1)
    5326 - ( زينوا أصواتكم بالقرآن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 521 :
    $منكر مقلوب$
    تفرد بروايته - هكذا - الخطابي في "معالم السنن" (2/ 138) من طريق الدبري عن عبدالرزاق : أخبرنا معمر عن منصور عن طلحة عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وهو إسناد ضعيف ، ومتن منكر مقلوب ، ولولا أن الخطابي - عفا الله عنا وعنه - أورده مصححاً إياه ، ومحتجاً به على أن اللفظ الذي في "سنن أبي داود" وغيره من طريق الأعمش عن طلحة بلفظ :
    "زينوا القرآن بأصواتكم" ، مقلوب عنده ! لولا ذلك لما تكلفت مؤنة الرد عليه ، وبيان خطأ ما ذهب إليه رواية ومعنى .
    أما الرواية : فالرد عليه من وجوه :
    الأول : أن الإسناد الذي ساقه لا تقوم به حجة ؛ لأنه من رواية الدبري عن عبدالرزاق ؛ فإن الدبري - مع أنه قد تكلم بعضهم فيه ؛ فإنه - ممن سمع من عبدالرزاق بعد اختلاطه ؛ قال ابن الصلاح :
    "وجدت فيما روى الطبراني عن الدبري عنه أحاديث استنكرتها جداً ، فأحلت أمرها على ذلك" .
    الثاني : أنه خالفه الإمام الحجة ، الإمام أحمد - إسناداً ومتناً - ؛ فقال في "مسنده" (4/ 296) : حدثنا عبدالرزاق : أنبأنا سفيان عن منصور والأعمش عن طلحة بلفظ أبي داود .
    فهذا هو المحفوظ عن عبدالرزاق بهذا الإسناد الصحيح عن منصور .
    وأحمد ممن سمع من عبدالرزاق قبل اختلاطه .
    وقد تابعه عبيدالله بن موسى عن سفيان به .
    أخرجه ابن حبان (660 - موارد) ، والدارمي (2/ 274) .
    وقد تابع سفيان - وهو الثوري - إبراهيم بن طهمان عن منصور والحكم عن طلحة بن مصرف به .
    أخرجه الحاكم (1/ 575) .
    وعنده (1/ 571-572) طرق أخرى عن منصور وحده .
    الثالث : أن منصوراً قد تابعه الأعمش والحكم كما رأيت .
    وتابعهم شعبة عن طلحة به .
    أخرجه الطيالسي (738) ، وأحمد (4/ 304) ، والحاكم (1/ 573) .
    ولهم عنده متابعون آخرون كثيرون ، وفيما ذكرنا كفاية .
    الرابع : أن طلحة - وهو ابن مصرف - قد تابعه جماعة :
    منهم زبيد بن الحارث عن عبدالرحمن بن عوسجة به .
    أخرجه الحاكم (1/ 575) ، والخطيب (4/ 261) .
    الخامس : أن عبدالرحمن بن عوسجة قد تابعه عن البراء : زاذان أبو عمر ، وعدي بن ثابت ، وأوس بن ضمعج .
    أخرج أحاديثهم الحاكم باللفظ المحفوظ ؛ إلا أن زاذان زاد فقال :
    ".. فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً" .
    وأخرجه الدارمي (2/ 274) أيضاً ، وتمام في "الفوائد" .
    وسنده جيد ؛ كما بينته في "صحيح أبي داود" (1320) وفي الكتاب الآخر (771) .
    السادس : أن البراء تابعه جمع من الصحابة باللفظ المحفوظ ، منهم : عائشة وأبو هريرة ، وعبدالله بن مسعود ، وقد خرجت أحاديثهم في "الصحيح" تحت الرقم المذكور آنفاً .
    أقول : ففي هذه الطرق والمتابعات والشواهد دلالة قاطعة على أن حديث الترجمة منكر مقلوب ؛ لمخالفة راويه هذه الروايات ، والنكارة تثبت بأقل من ذلك ؛ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف .
    فإن قيل : لم يتفرد الدبري بالحديث ؛ فقد قال الحاكم (1/ 572) : حدثنا عبدالله بن سعد : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي : حدثنا عبدالرحمن بن بشر : حدثنا عبدالرزاق : أنبأ معمر والثوري عن الأعمش بإسناده المتقدم بلفظ :
    "زينوا أصواتكم بالقرآن" .
    فأقول : رجال إسناده ثقات معروفون ؛ غير عبدالله بن سعد ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما لدي من المصادر الآن ، فإن كان ثقة كالذين فوقه ؛ فيكون الوهم من عبدالرزاق نفسه ؛ لاختلاطه كما تقدم ، ولأننا لا ندري أسمع من عبدالرزاق قبل الاختلاط أم بعده ؟ والثاني هو الأقرب ؛ لأن عبدالرزاق مات سنة (211) ، وابن بشر سنة (260) أو (262) ، فبين وفاتيهما قرابة خمسين سنة ، ومعنى هذا أنه سمع منه في آخر حياته ! والله أعلم .
    وجملة القول : أن حديث الترجمة هو المقلوب يقيناً ، وهو إما منكر أو شاذ في اصطلاحهم .
    هذا من حيث الرواية .
    وأما المعنى : فقال الخطابي - في الحديث المحفوظ : "زينوا القرآن بأصواتكم" - :
    "معناه : زينوا أصواتكم بالقرآن ! من باب المقلوب كما قالوا : عرضت الناقة على الحوض ؛ أي : عرضت الحوض على الناقة . وكقولهم : إذا طلعت الشعرى واستوى العود على الحرباء ؛ أي : استوى الحرباء على العود" .
    ثم روى بإسناده الصحيح عن شعبة قال : نهاني أيوب أن أحدث : "زينوا القرآن بأصواتكم" . ثم قال :
    "قلت : ورواه معمر عن منصور عن طلحة ، فقدم الأصوات على القرآن ، وهو الصحيح" ، ثم ساق إسناده إلى الدبري بسنده المتقدم . ثم قال :
    "والمعنى : اشغلوا أصواتكم بالقرآن ، والهجوا بقراءته ، واتخذوه شعاراً وزينة" .
    والجواب من وجوه :
    أولاً : أن القلب المدعى خلاف الأصل ؛ فالواجب التمسك بالأصل ما دام ممكناً ، وهو كذلك هنا عند الجمهور ؛ كما سيأتي .

    (/1)
    ثانياً : ما رواه عن شعبة أن أيوب نهاه أن يحدث بحديث : "زينوا القرآن ..." ؛ ليس لأنه حديث مقلوب كما يدعي الخطابي ، وإنما خشية أن يتأوله المبتدعة بما يخالفون به السنة ؛ فقد رواه أبو عبيد القاسم بن سلام أيضاً بإسناده الصحيح عن شعبة به ، وقال عقبه :
    "وإنما كره أيوب - فيما نرى - أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلي الله عليه وسلم في الألحان المبتدعة ، فلهذا نهاه أن يحدث به" .
    ذكره ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص 56) ، ثم قال عقبه :
    "قلت : ثم إن شعبة رحمه الله روى الحديث متوكلاً على الله كما روي له ، ولو ترك كل حديث يتأوله مبطل ؛ لترك من السنة شيء كثير ، بل قد تطرقوا إلى تأويل آيات كثيرة من القرآن ، وحملوها على غير محاملها الشرعية المرادة ، وبالله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله" .
    ثالثاً : ما عزاه لغير واحد من أئمة الحديث من أن المعنى : "زينوا أصواتكم بالقرآن" ! فهو - مع أنه لم يسنده إليهم ، ولا سمى واحداً منهم - ؛ فهو مردود بما في "غريب ابن الأثير" ؛ فإنه ذكر هذا المعنى المقلوب (!) ولم يعزه لأحد ، ثم أتبعه بقوله :
    "وقيل : أراد بـ (القرآن) : القراءة ، فهو مصدر (قرأ يقرأ قراءة وقرآناً) ؛ أي : زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم ، ويشهد لصحة هذا - وأن القلب لا وجه له - : حديث أبي موسى : أن النبي صلي الله عليه وسلم استمع إلى قراءته فقال : "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" ، فقال : لو علمت أنك تستمع ؛ لحبرته لك تحبيراً ؛ أي : حسنت قراءته وزينتها ، ويؤيد ذلك - تأييداً لا شبهة فيه - حديث ابن عباس : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "لكل شيء حلية ، وحلية القرآن حسن الصوت" . والله أعلم" .
    قلت : حديث ابن عباس هذا ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة ، كما تقدم بيانه برقم (4322) ، فالأولى الاستدلال بالزيادة المتقدمة في بعض طرق حديث البراء المحفوظ بلفظ :
    "فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً" .
    ويشهد أيضاً لصحة ما تقدم حديث : "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" ؛ فإن المراد به وبأمثاله تحسين الصوت ، وبذلك فسره جماعة من السلف ؛ منهم ابن أبي مليكة ، والراوي عنه بهذا الحديث - وهو عبدالجبار بن الورد - ؛ فإنه قال عقب الحديث :
    فقلت لابن أبي مليكة : يا أبا محمد ! أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت ؟ قال : يحسنه ما استطاع .
    أخرجه أبو داود ، وهو في "صحيحه" برقم (1322،1323) . قال ابن كثير عقبه :
    "فقد فهم من هذا أن السلف رضي الله عنهم إنما فهموا من التغني بالقرآن إنما هو تحسين الصوت به وتحزينه ؛ كما قال الأئمة رحمهم الله" .
    ويشهد له أيضاً حديث أبي هريرة مرفوعاً :
    "ما أذن الله بشيء ما أذن (وفي لفظ : كأذنه) لنبي [حسن الصوت (وفي لفظ : حسن الترنم)] ، يتغنى بالقرآن [يجهر به]" .
    قال الحافظ في "الفتح" بعد أن ذكر الخلاف في تفسير التغني لغة (9/ 63) :
    "ظواهر الأخبار ترجح أن المراد : تحسين الصوت ، ويؤيده قوله : "يجهر به" ؛ فإنها إن كات مرفوعة قامت الحجة به ، وإن كانت غير مرفوعة ؛ فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره ؛ لا سيما إذا كان فقيهاً . ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم ؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب ، وإجراء الدمع ، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان ، أما تحسين لصوت ، وتقديم حسن الصوت على غيره ؛ فلا نزاع في ذلك ... ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه ، فلو تغير ؛ قال النووي في "التبيان" : أجمعوا على تحريمه . ولفظه : أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ؛ ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط ، فإن خرج حتى زاد حرفاً أو أخفاه ؛ حرم" .
    ثم ذكر (9/ 80) أن ابن أبي داود أخرج من طريق ابن أبي مشجعة قال : كان عمر يقدم الشاب الحسن الصوت ؛ لحسن صوته بين يدي القوم .
    ومن طريق أبي عثمان النهدي قال : دخلت دار أبي موسى الأشعري ، فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوته . وقال الحافظ :
    "سنده صحيح ؛ وهو في "الحلية" لأبي نعيم [1/ 258] .
    و(الصنج) - بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم - : هو آلة تتخذ من نحاس ، كالطبقين ، يضرب أحدهما بالآخر .
    و(البربط) - بالموحدتين بينهما راء ساكنة ثم طاء مهملة ، بوزن جعفر - : هو آلة تشبه العود ، فارسي معرب .
    و(الناي) - بنون بغير همز - : هو المزمار" .
    وجملة القول : أن الخطابي أخطأ خطأ فاحشاً في تصحيحه لحديث الترجمة ، وترجيحه إياه على اللفظ الصحيح المخالف له ، مع كثرة طرقه وشواهده ، وتفرد أحد الرواة برواية معارضه ، كما أخطأ في ادعائه أن معنى الحديث على القلب ، والكمال لله تعالى وحده .
    فإن قيل : فإن لحديث الترجمة شاهداً من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
    "زينوا أصواتكم بالقرآن ..." ؛ مثل حديث الترجمة . وفي رواية :
    "أحسنوا الأصوات بالقرآن" .

    (/2)
    أوردهما الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 170) ، وقال :
    "رواه الطبراني بإسنادين ، وفي إحدهما عبدالله بن خراش ، وثقه ابن حبان وقال : "ربما أخطأ" ، ووثقه البخاري وغيره ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !
    فأقول : كلا الإسنادين ضعيف جداً ؛ فلا يفرح بهما ولا يستشهد بهما مطلقاً ؛ لشدة ضعف رواتهما ؛ فكيف مع المخالفة لأحاديث الثقات ، كما هو الشأن هنا ؟! وإليك البيان :
    أما الأول : فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 110/ 1) من طريق عبدالله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس ... باللفظ الأول .
    وهذا إسناد ضعيف ؛ آفته ابن خراش هذا ؛ فإنه مجمع على تضعيفه . ولا ينافي ذلك أن ابن حبان أورده في "الثقات" ، وذلك لأمرين :
    الأول : ما عرف عند المحققين في هذا الفن أن ابن حبان متساهل في التوثيق ، ولا سيما وقد قال فيه هو نفسه :
    "ربما أخطأ" .
    والآخر : أنه معارض لكل من تكلم فيه ، وكلهم جرحوه ، والجرح مقدم على التعديل ، لا سيما إذا كان من الأئمة المشهورين بالنقد والمعرفة بهذا العلم ، كالإمام البخاري وغيره كما يأتي ؛ بخاصة إذا كان المعدل متساهلاً كابن حبان ، وإليك ما قالوا فيه :
    1- الإمام البخاري : "منكر الحديث" . قاله في "التاريخ الصغير" (ص 194) و "الكبير" (5/ 80) ، ونقله عنه جمع كما يأتي .
    2- أبو حاتم الرازي : "منكر الحديث ، ذاهب الحديث ، ضعيف الحديث" .
    3- أبو زرعة : "ليس بشيء ، ضعيف الحديث" . رواه والذي قبله : ابن أبي حاتم (2/ 2/ 46) .
    4- النسائي : "ليس بثقة" ؛ قاله في كتابه "الضعفاء والمتروكون" (ص 18) .
    5- قال الساجي : "ضعيف الحديث جداً ، ليس بشيء ، كان يضع الحديث" .
    6- وقال محمد بن عمار الموصلي : "كذاب" . كما في "التهذيب" وغيره .
    7- وأورده العقيلي في "الضعفاء" (201-202) ، وساق له أحاديث منكرة ، وقال عقبها :
    "كلها غير محفوظة ، ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله" .
    8- وقال الحافظ العسقلاني في "التقريب" :
    "ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب" .
    قلت : فهذا يبين لك إجماع الأئمة الموثوق بنقدهم على تضعيفه ، ولم ينقل الحافظ أو غيره توثيقه عن أحد من الحفاظ سوى ابن حبان ، وقد عرفت الجواب عنه .
    ولذلك ؛ فإني أعتقد أن قول الهيثمي المتقدم فيه :
    "ووثقه البخاري وغيره" وهم فاحش ؛ لاسيما بالنسبة للبخاري ؛ فإنه قد جرحه جرحاً شديداً كما يشعر بذلك قوله السابق : "منكر الحديث" ، وقد ذكره في كتابيه المتقدمين ، ورواه عنه العقيلي ، وذكره الحافظ وغيره .
    وأما الإسناد الآخر ؛ فقال الطبراني (3/ 170/ 2) : حدثنا أبو يزيد القراطيسي : أخبرنا نعيم بن حماد : أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد أبي سعد البقال عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس ... باللفظ الآخر .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالضعفاء والعلل :
    الأولى : الانقطاع بين الضحاك وابن عباس ؛ فإنه لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة ؛ كما في "التهذيب" ، بل إنه لم يلق ابن عباس .
    الثانية و الثالثة : ضعف وتدليس سعيد - وهو ابن المرزبان البقال - ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف مدلس" .
    الرابعة : نعيم بن حماد ؛ تكلموا فيه ، وقال الحافظ :
    "صدوق يخطىء كثيراً" .
    لكن هذا لم يتفرد به ؛ فقد تابعه أبو سعيد الأشج : حدثنا عبدة بن سليمان به ، وتابع هذا : مرجى بن رجاء عن سعيد البقال به .
    أخرجهما ابن عدي (ق 156/ 1) في ترجمة البقال ، مشيراً إلى أنه هو علة الحديث .
    (/3)


    5327 - ( ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة ، يدخلهم الدرجات العلى ) .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 531 :


    $ضعيف$


    أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2319 - موارد) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 309) من طريقين عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .


    وقال الهيثمي (10/ 78) :


    "رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن" !


    قلت : وهذا من تساهله ؛ فإن دراجاً هذا ضعفه الجمهور ، وله ما لا يتابع عليه . فقال أحمد :


    "أحاديثه مناكير" ، ولينه . وقال فضلك الرازي :


    "ما هو بثقة ولا كرامة" . وقال النسائي :


    "منكر الحديث" . و "ليس بالقوي" . وقال أبو حاتم :


    "ضعيف" . وكذا قال الدارقطني . وقال مرة :


    "متروك" .


    ووثقه ابن معين ، وابن المديني . وقال أبو داود :


    "مستقيم ؛ إلا عن أبي الهيثم" . وقد ساق له ابن عدي أحاديث ، وقال :


    "عامتها لا يتابع عليها" . وقال الحافظ في "التقريب" :


    "صدوق ؛ في حديثه عن أبي الهيثم ضعف" .



    (/1)



    5328 - ( إذا رأيتم من يجهر بالقراءة في النهار ؛ فارموه بالبعر ) .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 532 :


    $لا أصل له بهذا اللفظ$


    وقد أورده الشيرازي في "المهذب" (2/ 389) من حديث أبي هريرة مرفوعاً ؛ وزاد عقبه :


    "ويقول : إن صلاة النهار عجماء" .


    وهذا الطرف منه تعقبه النووي بأنه باطل ، وقد سبق نص كلامه فيه حين أوردناه برقم (1014) .


    وأما هذا الطرف الذي ذكرته هنا ؛ فلم يتكلم عليه بشيء !


    وقد روى معناه : ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 365) عن يحيى بن أبي كثير قال :


    قالوا : يا رسول الله ! إن ههنا قوماً يجهرون بالقراءة بالنهار ؟ فقال :


    "ارموهم بالبعر" .


    وهذا إسناد معضل ؛ فإن يحيى بن أبي كثير يروي عن أبي هريرة وغيره بالواسطة ، فقد سقط من الإسناد رجلان .


    وقد ذكر ابن أبي شيبة في الباب آثاراً كثيرة ، ليس فيها شيء مرفوع ، وأصحها وأصرحها : ما رواه بسند صحيح عن ابن عمر :


    أنه رأى رجلاً يجهر بالقراءة نهاراً ، فدعاه ، فقال :


    إن صلاة النهار لا يجهر فيها ؛ فأسر قراءتك .


    وهذا الأثر مما ينبغي الأخذ به ؛ لمطابقته للسنة الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم في غير ما حديث ، تجد بعضه في "صفة الصلاة" ؛ إلا ما استثني من الصلوات التي جهر فيها صلي الله عليه وسلم ؛ كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الحديث المتقدم .



    (/1)



    5329 - ( يا جبريل ! ما منعك أن لا تأخذ بيدي ؟ قال : إنك أخذت بيد يهودي ؛ فكرهت أن تمس يدي يداً مستها يد كافر ) .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 533 :


    $موضوع$


    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 158/ 1-2) من طريق عمر بن أبي عمر العبدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده :


    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم استقبل جبريل عليه السلام ، فناوله يده ، فأبى أن يتناولها ، فدعا رسول الله صلي الله عليه وسلم بماء فتوضأ ، ثم ناوله يده ، فتناولها ، فقال : ... فذكره . وقال الطبراني :


    "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا عمر" .


    قلت : وهو عمر بن رياح العبدي أبو حفص البصري الضرير ، وهو مجمع على ضعفه ؛ كما قال الهيثمي ، بل هو متهم ؛ فقد قال ابن حبان :


    "يروي الموضوعات عن الثقات ، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب" . وقال عمرو بن علي الفلاس :


    "كان دجالاً" . وقال الساجي :


    "يحدث ببواطيل ومناكير" . وقال الذهبي في "الميزان" - بعد أن نقل قول الفلاس وغيره فيه - :


    "وله خبر باطل ..." ، ثم ساق هذا .



    (/1)



    5330 - ( أتؤمن بشجرة المسك وتجدها في كتابكم ؟ قال : نعم . قال : فإن البول والجنابة عرق يسيل من ذوائبهم إلى أقدامهم كالمسك ) .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 534 :


    $موضوع بهذا اللفظ$


    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 200/ 5010) و "الأوسط" أيضاً (2/ 189/ 2) عن يحيى بن راشد : حدثنا عبدالنور ابن عبدالله بن سنان عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة قال : سمعت زيد ابن أرقم قال :


    كنت جالساً عند النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال له رجل من اليهود [يقال له : ثعلبة بن الحارث] : أتزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "نعم" . فقال اليهودي : إنا نجدها طيبة مطيبة ؟ فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . والزيادة لـ "الأوسط" ، وقال :


    "تفرد به عبدالنور بن عبدالله" .


    قلت : وهو كذاب ، وقد مضى له حديث آخر من موضوعاته برقم (1845) ، فراجعه .


    والحديث ؛ قد رواه الأعمش عن ثمامة بن عقبة به نحوه .


    أخرجه أحمد والطبراني وغيرهما .


    وليس في هذه الرواية ذكر الذوائب ، ولا اسم اليهودي ، ولا قوله صلي الله عليه وسلم له : "أتؤمن ..." ؛ فراجع - إن شئت - سياقها في "الترغيب" (4/ 258 - المنيرية) ، وهو في "صحيح الترغيب" برقم (3739) .



    (/1)








  5. #615
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5331 - ( ندمت أن لا أكون طلبت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فيجعل الحسن والحسين مؤذنين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 535 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 118/ 1) من طريق نهشل بن سعيد الترمذي عن الضحاك بن مزاحم عن الحارث الأعور عن علي قال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو ضعيف جداً ، إن لم يكن موضوعاً ؛ آفته نهشل هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه" .
    والحارث الأعور ضعيف .
    وبه وحده أعله الهيثمي (1/ 326) فقصر ! ومن أجل ذلك خرجته .

    (/1)
    5332 - ( لا صلاة لمن لا تشهد له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 536 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 118/ 1) بإسناد الحديث الذي قبله ، وقال فيه ما قال في ذاك ، وقد عرفت أنه ضعيف جداً ، وأن الهيثمي تساهل فيه ، وكذلك فعل في هذا .
    لكنه قد روي من حديث ابن مسعود مرفوعاً بلفظ :
    "تعلموا ؛ فإنه لا صلاة إلا بتشهد" .
    أخرجه الطبراني أيضاً (2/ 149/ 865 - مجمع البحرين - ط) ، وكذا في "الكبير" (3/ 55/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 203/ 1) من طريق صغدي بن سنان عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال :
    كان النبي صلي الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من
    القرآن ، ويقول : ... فذكره . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن أبي حمزة إلا صغدي" .
    قلت : وهو - كما قال ابن عدي - : "يتبين على حديثه الضعف" .
    لكنه قد توبع ؛ فقال البزار في "مسنده" (ص 64 - زوائده) : حدثنا محمد ابن مرداس : حدثنا محبوب بن الحسن : حدثنا أبو حمزة به .
    قلت : وهذه متابعة لا بأس بها ؛ فإن محبوباً هذا : هو محمد بن الحسن بن هلال ، مختلف فيه . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق ، فيه لين" .
    والراوي عنه : محمد بن مرداس - وهو الأنصاري البصري - ؛ روى عنه جمع من الثقات والأئمة ، منهم البخاري في "جزء القراءة" ، وذكره ابن حبان في "الثقات" . وأما أبو حاتم ؛ فقال :
    "مجهول" !
    قلت : فالأولى إعلال الحديث بشيخ صغدي ، وهو أبو حمزة - وهو ميمون القصاب الأعور الكوفي - ؛ كما أشار عبدالحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (ق 55/ 2) ؛ وقال :
    "وهو ضعيف عندهم" . وقال في "زوائد البزار" :
    "أبو حمزة : هو ميمون الأعور ، واه" .
    قلت : ولعل أصل الحديث موقوف على ابن مسعود ، فرفعه هذا الأعور ؛ لقلة ضبطه وسوء حفظه ؛ فقد ذكره البيهقي (2/ 139) موقوفاً عليه ، فقال :
    "وروينا عن ابن مسعود : لا صلاة إلا بتشهد" .
    ولم أعرف الآن إسناده .
    نعم ؛ أخرج هو ، وعبدالرزاق في "المصنف" (2/ 206/ 3080) ، والبخاري في "التاريخ" (3/ 131/ 443) عن حملة بن عبدالرحمن سمع عمر بن الخطاب قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
    لكن
    الحملة هذا ؛ لم يذكر فيه البخاري - وكذا ابن أبي حاتم (1/ 2/ 316) - جرحاً ولا تعديلاً .

    (/1)
    5333 - ( الدنيا خضرة حلوة ، من اكتسب فيها مالاً من حله ، وأنفقه في حقه ؛ أثابه الله عليه ، وأورده جنته ، ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله ، وأنفقه في غير حقه ؛ أحله الله دار الهوان ، ورب متخوض في مال الله ورسوله ؛ له النار يوم القيامة ، يقول الله : (كلما خبت زدناهم سعيراً) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 538 :
    $ضعيف$
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 141/ 1) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات ؛ غير يحيى هذا ؛ فإنه ضعيف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 14-15) إلى تضعيف الحديث .

    (/1)
    5334 - ( إن رجلاً كان فيمن قبلكم حمل خمراً ، ثم جعل في كل زق نصفاً ماءً ، ثم باعه ، فلما جمع الثمن ؛ جاء ثعلب فأخذ الكيس ، وصعد الدقل ، فجعل يأخذ ديناراً فيرمي به في السفينة ، ويأخذ ديناراً فيرمي به في الماء ؛ حتى فرغ ما في الكيس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 538 :
    $منكر بهذا اللفظ$
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 110/ 2) و (4/ 333/ 5309 - ط) من طريق أحمد بن ملاعب بن حيان : حدثنا صالح بن إسحاق : حدثنا يحيى بن كثير الباهلي - قال صالح : وكان ثقة ، وكان لا بأس به - : حدثنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ صالح بن إسحاق هذا ؛ الظاهر أنه العجلي البصري ، روى عن عبدالوارث بن سعيد ؛ قال الأزدي :
    "متروك" ؛ كما في "الميزان" ؛ زاد الحافظ :
    "وبقية كلامه : "يتكلمون فيه ..." وساق له حديثاً منكراً . وفي "الثقات" لابن حبان : "صالح بن إسحاق الجرمي ؛ يروي عن يزيد بن زريع والبصريين . روى عنه أحمد بن حيان بن ملاعب" (!) . فالظاهر أنه هو" .
    قلت : وتوثيقه لشيخه يحيى بن كثير الباهلي مما لا يوثق به ؛ لأمرين :
    الأول : أنه - على ضعفه في نفسه - ليس معروفاً بنقد الرجال .
    والآخر : أنه مخالف لجميع من تكلم فيه من الأئمة ، كابن معين وأبي حاتم وغيرهم كثير ؛ فقد أجمعوا على تضعيف يحيى هذا - وهو أبو النضر من أهل البصرة - ، وتجد كلماتهم فيه في "التهذيب" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 130) :
    "شيخ يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" .
    قلت : فكيف به إذا خالف ؛ كما هو الشأن في هذا الحديث ؟! فإنه قد صح من طريق أخرى عن أبي هريرة به نحوه لكن بلفظ :
    "قرد" بدل : "ثعلب" .
    رواه أحمد والبيهقي وغيرهما ، وهو مخرج عندي في "أحاديث بيوع الموسوعة" .
    وله طريق أخرى عن أبي هريرة باللفظ المحفوظ ، وزاد في أوله :
    "لا تشربوا اللبن بالماء" .
    أخرجه ابن عدي في ترجمة سليمان بن أرقم (ق 154/ 2) ، ومن طريقه البيهقي عن الحسن عن أبي هريرة .
    وسليمان هذا ضعيف .

    (/1)
    5335 - ( أهل المدائن حبس في سبيل الله ؛ فلا تحتكروا عليهم الطعام ، ولا تغلوا عليهم الأسعار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 540 :
    $منكر$
    أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 131/ 1) من طريق الوليد بن مسلم : حدثني أبو يزيد الدمشقي : حدثني شيخ كان يجلس في المقصورة قال : سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يحدث عن أبي أمامة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ لجهالة الشيخ الذي لم يسم .
    وكذلك الراوي عنه أبو يزيد الدمشقي ؛ فإني لم أعرفه ، بل إن ابن عساكر نفسه لم يعرفه ؛ فإنه لم يترجم له بشيء مطلقاً ؛ سوى أنه ساق له هذا الحديث !
    والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" (3/ 27) من حديث أبي أمامة بزيادة :
    "فإن من احتكر عليهم طعاماً أربعين يوماً ثم تصدق به ؛ لم تكن له كفارة" . وقال :
    "ذكره رزين أيضاً ، ولم أجده ، وفيه كارة ظاهرة" .
    فأقول : هذه الزيادة قد رويت من حديث معاذ وغيره بإسنادين ، في كل واحد منهما متهم بالكذب ، وقد سبق تخريجهما برقم (858،859) ، فكأن رزيناً لفق من حديث معاذ هذا وحديث الترجمة حديثاً آخر ، وعزاه لحديث أبي أمامة ، وهذا ليس بجيد كما لا يخفى ، وهو يفعل ذلك - مع الأسف - كثيراً ، ومن ذلك الحديث الآتي بعده .
    ثم رأيت الطبراني قد أخرج الحديث في "المعجم الكبير" (8/ 116/ 7487) من طريق حماد بن عبدالرحمن : حدثنا خالد بن الزبرقان عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي به .
    وهذا إسناد ضعيف جداً :
    1- حماد بن عبدالرحمن : هو الكلبي ؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
    "شيخ مجهول ، منكر الحديث ، ضعيف الحديث" . وقال أبو زرعة :
    "له أحاديث مناكير" .
    وبه أعله الهيثمي (4/ 81) . وقلده المعلقون الثلاثة على طبعتهم الجديدة لكتاب المنذري "الترغيب" (2/ 568) ! وخفيت عليهم جميعاً العلة التالية :
    2- خالد بن الزبرقان ؛ قال ابن أبي حاتم :
    "سمعت أبي يقول : هو منكر الحديث ، وغيري يحكي عن أبي أنه قال : صالح الحديث" .
    وقد جاء الحديث مختصراً جداً من طريق عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم عن أبي أمامة قال :
    نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يحتكر الطعام .
    أخرجه الروياني في "مسنده" (2/ 278/ 1199) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 524/ 11212) ، وأشار إليه في "السنن" (6/ 30) .
    قلت : وهذا إسناد حسن ، وفي القاسم كلام لا يضر ، وهو ابن عبدالرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة ، وقد ذكروا في ترجمته أنه يقال فيه : إنه كان مولى لجويرية بنت أبي سفيان ، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه ، فلذلك يقال : مولى بني يزيد بن معاوية .
    وقد وقع في "الشعب" : ".. القاسم بن يزيد" كذا ! فلعله قد سقط منه قوله : (مولى) بين القاسم ويزيد . والله أعلم .

    (/1)
    5336 - ( يحشر الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة واحدة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 542 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 44/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (17/ 229/ 1) عن مهنى بن يحيى السامي : حدثنا بقية عن سعيد ابن عبدالعزيز عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن عدي :
    "لا أعلم رواه عن سعيد بن عبدالعزيز غير بقية ، ولا عن بقية غير مهنى بن يحيى" .
    قلت : مهنى ثقة نبيل ؛ كما قال الدارقطني .
    وإنما العلة من شيخه بقية ؛ فإنه كان مدلساً ، وقد عنعنه ؛ كما ترى .
    على أن سعيد بن عبدالعزيز - وإن كان ثقة جليلاً - ؛ فقد اختلط آخر عمره ، ولا أدري أسمع منه بقية قبل اختلاطه أم بعده ؟
    والحديث ؛ أورده المنذري بزيادة :
    "ومن دخل في شيء من سعر المسلمين يغليه عليهم ؛ كان حقاً على الله أن يعذبه في معظم النار يوم
    القيامة" . وقال :
    "ذكره رزين أيضاً ، وهو مما انفرد به مهنى بن يحيى عن بقية بن الوليد عن سعيد بن عبدالعزيز عن مكحول عن أبي هريرة ، وفي الحديث نكارة ظاهرة" !
    هكذا أورده دون أن يعزوه لأحد من المخرجين وبالزيادة المذكورة ، وهي في حديث آخر أيضاً عند أحمد وغيره عن معقل بن يسار ، وهو في "الترغيب" ؛ وأعله بالجهالة ! وكذلك فعل الهيثمي (4/ 101) !
    وإنما علته من الحسن البصري ؛ فإنه لم يصرح بالتحديث ، ولبيان ذلك خرجته فيما سيأتي رقم (6646) .

    (/1)
    5337 - ( أقل من الذنوب ، يهن عليك الموت ، وأقل من الدين ؛ تعش حراً ، [وانظر في أي نصاب تضع ولدك ؛ فإن العرق دساس] ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 543 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 298/ 1) - والزيادة له - ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 145/ 2) عن عبيدالله بن العباس ابن الربيع الحارثي - من أهل نجران اليمن - : حدثني محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً .
    أورده ابن عدي في جملة ما أنكر على محمد بن عبدالرحمن هذا . وقال البيهقي :
    "في إسناده ضعف" ! وأشار المنذري (3/ 32) إلى ضعفه !
    قلت : بل هو شر من ذلك ؛ فإن ابن البيلماني متهم بالوضع ، وقد مضى له بعض الأحاديث ، فانظر مثلاً (54،820) .

    (/1)
    5338 - ( يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة ؛ حتى يوقف بين يديه ، فيقال : يا ابن آدم ! فيما أخذت هذا الدين ؟ وفيم ضيعت حقوق الناس ؟! فيقول : يا رب ! إنك تعلم أني أخذته ؛ فلم آكل ، ولم أشرب ، ولم ألبس ، ولم أضيع ، ولكن أتى على يدي إما حرق وإما سرق وإما وضيعة ، فيقول الله عز وجل : صدق عبدي : أنا أحق من قضى عنك اليوم . فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه ، فترجح حسناته على سيئاته ، فيدخل الجنة بفضل رحمته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 544 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1326) ، وعنه ابن عساكر (8/ 36) - عن صدقة بن موسى - ، وأحمد (1/ 197-198) - عن عبدالصمد - ، وهو والبزار (1332 - كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 141) ، وابن عساكر أيضاً - عن يزيد بن هارون - ، وأبو نعيم أيضاً من طريق الطبراني - عن مسلم بن إبراهيم - كلهم قالوا : عن صدقة بن موسى : حدثنا أبو عمران : حدثني قيس بن زيد عن قاضي المصرين [هو شريح ، والمصران : البصرة والكوفة] عن عبدالرحمن بن أبي بكر مرفوعاً . وقال البزار :
    "لا نعلمه عن عبدالرحمن مرفوعاً إلا بهذا الإسناد" . وقال أبو نعيم :
    "غريب من حديث شريح ، تفرد به صدقة عن أبي عمران" .
    قلت : صدقة - وهو الدقيقي - فيه ضعف ؛ كما يشعر بذلك قول الحافظ :
    "صدوق له أوهام" .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال (4/ 133) :
    "رواه أحمد ، والبزار والطبراني في "الكبير" ، وفيه صدقة الدقيقي ، وثقه مسلم بن إبراهيم ، وضعفه جماعة" !
    قلت : وهذا يوهم أنه ليس فيه غيره ممن يعل به الحديث ! وليس كذلك ؛ فإن قيس بن زيد أورده الذهبي في "الميزان" ، وقال :
    "قال الأزدي : ضعيف" .
    وأقره هو والحافظ في "اللسان" ؛ إلا أن هذا زاد فقال :
    "روى عنه أبو عمران الجوني ، وأورد له أبو نعيم في "الصحابة" حديثاً مرسلاً ، وقال : هو مجهول ، ولا تصح له صحبة ولا رؤية" .
    انظر "المعرفة" (2/ 149/ 2) .
    قلت : وأما ابن حبان ، فأورده في "الثقات" (3/ 220) على قاعدته في توثيق المجهولين ، ولم يذكر عنه راوياً غير الجوني !
    والظاهر أنه خفيت هذه العلة على المنذري أيضاً ؛ فحسن إسناد الحديث ، مع إيهام خلاف الواقع ، فقال في "الترغيب" (3/ 36) :
    "رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني ، وأبو نعيم ، وأحد أسانيدهم حسن" !
    أما الإيهام ؛ فما أظنه يخفى على من تأمل هذا التخريج والتحقيق ؛ فإنه أوهم أن للحديث أكثر من إسناد واحد ! وليس كذلك ؛ فإن مداره على الدقيقي بإسناده عن قيس بن زيد . فتنبه !
    ومن هذه الطريق : أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (117) .

    (/1)
    5339 - ( أشكر الناس لله عز وجل : أشكرهم للناس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 546 :
    $ضعيف$
    وقد روي من حديث الأشعث بن قيس ، وأسامة بن زيد ، وعبدالله ابن مسعود .
    1- أما حديث الأشعث ؛ فيرويه عبدالله بن شريك العامري عن عبدالرحمن ابن عدي الكندي عنه .
    أخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص 141 برقم 1048) ، وأحمد (5/ 212) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (رقم 648) ، والطبري (مسند عمر - 73/ 120) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة عبدالرحمن بن عدي الكندي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "مجهول" .
    قلت : وأما ابن حبان ؛ فذكره على قاعدته في توثيق المجهولين في كتابه "الثقات" (3/ 160) ؛ إلا أنه وقع عنده : (ابن عثمان) مكان : (ابن عدي) ! وهو خطأ قديم ؛ فإنه كذلك وقع في مخطوطة الظاهرية منه .
    وأما قول المنذري في "الترغيب" (2/ 56) - والهيثمي في "المجمع" (8/ 180) - :
    "رواه أحمد ، ورجاله ثقات" !
    فمن الظاهر أنهما اعتمدا في ذلك على توثيق ابن حبان المذكور ، وقد عرفت ما فيه .
    وأزيد على ما تقدم فأقول :
    إنه مع جهالة الكندي الراوي عن الأشعث ؛ فقد خالفه في متنه : أبو معشر زياد بن كليب ؛ فقال : عن الأشعث به مرفوعاً بلفظ :
    "لا يشكر الله من لا يشكر
    الناس" .
    أخرجه أحمد (5/ 211،212) بإسنادين صحيحين عنه - أعني : أبا معشراً - .
    إلا أنه منقطع بينه وبين الأشعث ؛ فإن بين وفاتيهما نحو ثمانين سنة .
    لكن لهذا اللفظ شاهد قوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، كنت خرجته في "الصحيحة" برقم (416) ، فهو المحفوظ عن النبي صلي الله عليه وسلم .
    2- وأما حديث أسامة ؛ فيرويه عبدالمنعم بن نعيم : حدثنا الجريري عن أبي عثمان النهدي عنه به .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (425) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن نعيم هذا ؛ قال الحافظ :
    "متروك" . وهذا أصح وأدق من قول الهيثمي فيه :
    "ضعيف" ؛ فإنه ضعيف جداً ؛ كما يدلك على ذلك قول الحافظ هذا ، وهو تابع في ذلك للإمام الدارقطني . ونحوه قول النسائي :
    "ليس بثقة" . وأشد من ذلك قول الإمام البخاري :
    "منكر الحديث" .
    وكذا قال أبو حاتم .
    ومما ذكرنا ؛ تعلم تساهل الذهبي في قوله في "المغني في الضعفاء والمتروكين" :
    "ضعفه الدارقطني وغيره" !
    (تنبيه) : حديث أسامة هذا ؛ عزاه السيوطي في "الجامع" للطبراني ، والبيهقي في "شعب الإيمان" ؛ فقال المناوي في شرحه :
    "وفيه عندهما أبو نعيم ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال : ضعفه الدارقطني وغيره . ا هـ ؛ وبه أعل الهيثمي خبر الطبراني" !
    فقوله : "أبو نعيم" خطأ ! والصواب : (ابن نعيم) ، أو (عبدالمنعم بن نعيم) .
    3- وأما حديث ابن مسعود ؛ فعزاه السيوطي لابن عدي ، ولم يتكلم المناوي عليه بشيء ، ولا وقفت عليه الآن لننظر فيه ، ثم قال المناوي :
    "رمز المصنف لصحته ، ولعله من الصحيح لغيره" !
    قلت : بل هو ضعيف ؛ والصحيح اللفظ الآخر كما تقدم بيانه .

    (/1)
    5340 - ( أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافاً بحقه يعدل ذلك - يعني : الجهاد - ، وقليل منكن من يفعله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 548 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار في "مسنده" (رقم 1474 - كشف الأستار عن زوائد البزار) من طريق مندل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال :
    جاءت امرأة إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ! أنا وافدة النساء إليك ، هذا
    الجهاد كتبه الله على الرجال ؛ فإن نصبوا أجروا ، وإن قتلوا كانوا أحياءً عند ربهم يرزقون ، ونحن معشر النساء نقوم عليهم ، فما لنا من ذلك ؟ قال : فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
    "لا نعلمه يروى عن النبي صلي الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، ورشدين حدث عنه جماعة" !
    قلت : وما فائدة ذلك ، وهو ممن أجمعوا على ضعفه ؟! بل قال فيه البخاري في "التاريخ الصغير" (ص 163) :
    "منكر الحديث" . وحكاه عنه في "التهذيب" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 302) :
    "كثير المناكير ، يروي عن أبيه أشياء ليس تشبه حديث الأثبات عنه ، كان الغالب عليه الوهم والخطأ ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به" .
    ثم ساق له هذا الحديث من طريق جبارة بن مغلس : حدثنا مندل بن علي به أتم منه .
    ولذلك ؛ جزم الهيثمي في "المجمع" (4/ 305،306) بأنه ضعيف ، وكذا الحافظ في "التقريب" .
    ومندل ضعيف أيضاً .
    فاقتصار الهيثمي في إعلال الحديث عليه قصور ، وبخاصة في الموضع الثاني المشار إليه ؛ فإنه ذكره فيه من رواية الطبراني ، وهذا قد أخرجه في "المعجم الكبير" (3/ 149/ 2-150/ 1) من طريق يحيى بن العلاء عن رشدين بن كريب به مطولاً مثل رواية ابن حبان .
    ويحيى بن العلاء وضاع ؛ كما تقدم غير مرة ، فالسكوت عنه غير جيد .
    وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى عن ابن عباس ، وشاهداً من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن .
    أما الطريق ؛ فيرويه هشام بن يوسف - وهو الصنعاني - عن القاسم بن فياض عن خلاد بن عبدالرحمن بن جبيرة عن سعيد بن المسيب : سمع ابن عباس قال : ... فذكره مختصراً جداً ، ولفظه :
    قالت امرأة : يا رسول الله ! ما جزاء غزو
    المرأة ؟ قال :
    "طاعة الزوج ، واعتراف بحقه" .
    أخرجه الطبراني (3/ 93/ 2) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته القاسم بن فياض ؛ لم تثبت عدالته . وقال ابن المديني :
    "مجهول ، ولم يرو عنه غير هشام" .
    وضعفه آخرون .
    ووثقه أبو داود فقط .
    وتناقض فيه ابن حبان ، فذكره في "الثقات" ! ثم ذكره في "الضعفاء" (2/ 213) ، وقال :
    "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، فلما كثر ذلك في روايته ؛ بطل الاحتجاج بخبره" ! ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه :
    "ليس بشيء" .
    وهذه الطريق مما فات الهيثمي ؛ فلم يتعرض لها بذكر ؛ مع أنها على شرطه !
    وأما الشاهد ؛ فيرويه العباس بن وليد بن مزيد قال : حدثنا أبو سعيد الساحلي - وهو عبدالله بن سعيد بن مسلم بن عبيد ؛ وهو أبو نصيرة - عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت :
    أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه ، فقلت : يا رسول الله ! إني وافدة النساء إليك ، إنه ليس من امرأة سمعت بمخرجي إليك إلا وهي على مثل رأيي ، وإن الله تبارك وتعالى بعثك إلى الرجال والنساء ؛ فآمنا بك وبالهدى الذي جئت به ، وإن الله قد فضلكم علينا - معشر الرجال - بالجماعة والجمعة ، وعيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وأفضل من ذلك
    الجهاد في سبيل الله ، وإن أحدكم إذا خرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً ؛ حفظنا أموالكم ، وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، وإنا - معشر النساء - مقصورات محصورات قواعد بيوتكم (أفما نشارككم في هذا الأجر) ؟ فأقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم على أصحابه بوجهه كله فقال :
    "سمعتم بمثل مقالة هذه
    المرأة ؟" ، قالوا : ما ظننا أن أحداً من النساء تهتدي إلى مثل ما اهتدت إليه هذه المرأة ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "اعلمي - وأعلمي من وراءك من النساء - أن حسن تبعل
    المرأة لزوجها ، واتباعها موفقته ومرضاته ؛ يعدل ذلك كله" .
    فانطلقت تهلل وتكبر وتحمد الله عز وجل استبشاراً .
    أخرجه أسلم بن سهل الواسطي المعروف بـ (بحشل) في "تاريخ واسط" (ص 83-84) تحت باب "من روى عن أسماء بنت يزيد بن السكن" قال : حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي : حدثنا العباس ...

    (/1)
    قلت : ومن هذا الباب استشعرت بصواب ما سبق إلى وهلي أول ما اطلعت على إسناده ، وهو أن فيه سقطاً بين أبي سعيد الساحلي وأسماء بنت يزيد ، ذلك ؛ لأنه لا يمكن للساحلي - وقد سمع منه العباس بن الوليد المتوفى سنة (269) - أن يكون روى عن أسماء هذه ، فلا بد أن يكون بينه وبينها واسطة ؛ إذا فرضنا سلامة الإسناد من الانقطاع ، فتابعت البحث ، فتأكدت من ذلك حين وجدت ابن الأثير في "أسد الغابة" قد أورد الحديث في ترجمة أسماء من رواية مسلم بن عبيد عنها ، وهذا الرجل موجود في إسناد (بحشل) ، فغلب على ظني أن ما وقع في "تاريخه" : "... بن مسلم بن عبيد" خطأ مطبعي صوابه : "... عن مسلم بن عبيد" ، فيكون هو المعني بـ (الباب) .
    ثم تيقنت ذلك بالرجوع إلى "تاريخ دمشق" للحافظ ابن عساكر ، فبدأت بترجمة أبي سعيد الساحلي ، فرأيته يقول فيها (19/ 33/ 2) ما لفظه :
    "اسمه أخطل بن المؤمل ، ويقال : عبدالله بن سعيد . تقدم ذكره في حرف الألف" .
    ثم رجعت إلى هناك ، وإذا به يقول (2/ 305/ 2) :
    "أخطل بن المؤمل أبو سعيد الجبيلي ، حدث عن مسلم بن عبيد ، روى عنه العباس بن الوليد البيروتي" .
    ثم ساق الحديث بإسناده إلى محمد بن يعقوب : أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (الأصل : يزيد ! وهو خطأ) : أخبرني أبو سعيد الساحلي - واسمه الأخطل بن المؤمل الجبيلي - : أخبرنا مسلم بن عبيد عن أسماء بنت يزيد الأنصارية - من بني عبد الأشهل - : أنها أتت النبي صلي الله عليه وسلم ... الحديث بطوله . ثم قال :
    "قال ابن منده : رواه أبو حاتم الرازاي عن العباس بن الوليد بن مزيد ، وفرق ابن منده بين أسماء هذه وبين أسماء بنت يزيد بن السكن" .
    قلت : وخطؤوه في ذلك ، كما بينه ابن الأثير ، والحافظ في "الإصابة" .
    ورواية بحشل هذه صريحة في أنها ابنة يزيد بن السكن .
    ثم قال ابن عساكر :
    "غريب ، لم نكتبه إلا من حديث العباس" .
    ثم رواه بإسناد آخر عن العباس به ؛ إلا أنه قال : "حدثني أبو سعيد الأخطل ابن المؤمل الساحلي من أهل جبيل ، وكان من أصحاب الحديث" !
    ثم لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    قلت : فهو من المستورين .
    فما ذكره أبو العباس بن أبي الغنائم عقب الحديث قال : قال عبداللطيف بن يورنداز :
    "هذا حديث حسن الإسناد" !
    ينافيه استغراب ابن عساكر إياه ، وهو الأقرب لحال الساحلي هذا .
    ومن طريقه : رواه ابن عساكر أيضاً في مكان آخر من "التاريخ" (9/ 182/ 2) ، والحافظ ابن حجر في "المسلسلات" (ق 64/ 2-65/ 1) .

    (/2)





  6. #616
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5341 - ( إن المرأة إذا خرجت من بيتها ؛ وزوجها كاره لذلك ؛ لعنها كل ملك في السماء ، وكل شيء مرت عليه - غير الجن والإنس - حتى ترجع ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 554 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 170/ 1-2 مجمع البحرين) من طريق سويد بن عبدالعزيز عن محمد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن عمرو إلا محمد ، تفرد به سويد" .
    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ قال أحمد :
    "متروك الحديث" . وقال ابن معين ، والنسائي :
    "ليس بثقة" .
    وضعفه غيرهم ؛ منهم ابن حبان ؛ إلا أنه اضطرب كلامه فيه ، فضعفه جداً في أول ترجمته ، ثم لينه في آخرها ، فقال في "الضعفاء" (1/ 350-351) :
    "كان كثير الخطأ ، فاحش الوهم ، يجيء في أخباره من المقلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنها علمت عمداً" . ثم قال :
    "والذي عندي في سويد : تنكب ما خالف الثقات من حديثه ، والاعتبار بما روى مما لم يخالف الأثبات ، والاحتجاج بما وافق الثقات ، وهو ممن أستخير الله فيه ؛ لأنه يقرب من الثقات" !
    وقد أشار الذهبي في "الميزان" إلى هذا التناقض ؛ ورد تليينه إياه ؛ فقال :
    "وقد هرت (أي : طعن) ابن حبان سويداً ، ثم آخر شيء قال : "وهو ممن أستخير الله فيه ؛ لأنه يقرب من الثقات" . قلت : لا ، ولا كرامة ، بل هو واه جداً" .
    ولخص الحافظ في "التهذيب" كلام ابن حبان بفقرتيه ، فظهر فيه التناقض دون أن يشير أنه من ابن حبان ، فقال :
    "وضعفه ابن حبان جداً ، وأورد له أحاديث مناكير ، ثم قال : وهو ممن أستخير الله فيه ؛ لأنه يقرب من الثقات" !
    والحديث ؛ قال الهيثمي (4/ 313) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سويد بن عبدالعزيز ، وهو متروك ، وقد وثقه دحيم وغيره ، وبقية رجاله ثقات" . وقال المنذري (3/ 79/ 35) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات ؛ إلا سويد بن عبدالعزيز" .
    وترجمه في آخر الكتاب بتضعيف الجمهور إياه وتوثيق (دحيم) ، ولم يقل : "وغيره" ؛ فأصاب .

    (/1)
    5342 - ( من كفل يتيماً - له - ذو قرابة ، أو لا قرابة له ؛ فأنا وهو في الجنة كهاتين - وضم إصبعيه - ، ومن سعى على ثلاث بنات ؛ فهو في الجنة ، وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائماً قائماً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 556 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار في "مسنده" (1909،1912 - كشف الأستار) : حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي : حدثنا بيان بن حمران : حدثنا المفضل بن فضالة - أخو مبارك بن فضالة - عن ليث عن أبي رزين عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال :
    "لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، والمفضل بصري مشهور ، وهم إخوة ثلاثة" !
    قلت : وهو إسناد ضعيف مظلم ، مسلسل بالمجهولين والضعفاء ، وإليك البيان :
    1- إسحاق بن سليمان البغدادي ؛ أورده الخطيب (6/ 365) من رواية البزار وحده عنه ، وساق له حديثاً آخر من طريق البزار ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول العين .
    2- بيان بن حمران ؛ ذكره الخطيب أيضاً بحديث آخر ، ثم روى (7/ 111) عن الدارقطني أنه قال :
    "بيان بن حمران المدائني ؛ روى عن مفضل بن فضالة البصري - أخي مبارك - ، وعمر بن موسى الوجيهي . روى عنه ابنه محمد بن بيان ، ورزق الله بن مهران ، وإسحاق بن إسماعيل السقطي" ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال .
    3- المفضل بن فضالة ؛ ضعفه ابن معين وجمع .
    وشذ ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ولذلك ؛ جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ضعيف .
    4- ليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ أجمعوا على تضعيفه أو كادوا . وقال الحافظ :
    "صدوق ، اختلط أخيراً ، ولم يتميز حديثه ، فترك" .
    وبه - فقط - أعل المنذري الحديث في "الترغيب" (3/ 84) ؛ فقصر !
    وتبعه على ذلك - الهيثمي - كعادته ؛ إلا أنه وصف ابن أبي سليم بما ليس فيه ؛ فقال (8/ 157،162) :
    "رواه البزار ، وفيه ليث بن أبي سليم ، وهو مدلس" !
    وأقره على ذلك الشيخ حبيب الأعظمي - كعادته - في تعليقه على "الكشف" (2/ 384،386) !
    وقد رأيت الشيخ الهيثمي يكرر هذا الوصف كثيراً في "مجمعه" ، وكنت أتعجب منه وأتساءل في نفسي : هل وجد الشيخ هذا الوصف
    منقولاً في بعض الكتب التي لم نطلع عليها ، أم هو الوهم ؟! وكان ذلك يمنعني من الجزم بوهمه ، حتى رأيت الحافظ ابن حجر قد تعقبه في "زوائد البزار" - له - ؛ فقد نقل فيه (ص 297) عنه أنه قال في حديث آخر في فضل التسبيح :
    "وليث بن أبي سليم ثقة ، ولكنه مدلس" ! فتعقبه الحافظ فقال :
    "قلت : ما علمت أحداً صرح بأنه ثقة ، ولا من وصفه بالتدليس قبل الشيخ" .
    وراجع "مجمع الزوائد" (10/ 93-94) مع التعليق عليه ؛ فإن المعلق غير كلام الهيثمي ، فجعل مكان قوله "مدلس" : "اختلط" ، غير منتبه أن ذلك تكرر من الهيثمي ، بحيث إن هذا التغيير لا يطابق المعهود منه ! والله أعلم .
    (تنبيه) : قوله : "ذو قرابة" كذا وقع في "كشف الأستار" في الموضعين منه ؛ برفع "ذو" ، وكذلك نقله المنذري ثم الهيثمي عن البزار .
    وتوهم المعلق عليه - الشيخ الأعظمي - أن ذلك خطأ من حيث الإعراب ، فجعله منصوباً : "ذا" !
    والرفع له وجه معروف في اللغة ؛ وذلك بتقدير : "هو ذو" ، وما كان كذلك لم يجز تغييره ، بل يثبت كما هو في الأصل ، ثم يعلق عليه بما يراه المعلق صواباً أو خطأ ، كما هو مبين في علم المصطلح .
    ثم إن الطرف الأول من الحديث صحيح ، جاء من طريق أخرى عن أبي هريرة ، سبق تخريجه في "الصحيحة" ، وله شاهد خرجته تحته ، وآخر خرجته هناك برقم (800) .
    هذا ؛ ولليث فيه إسناد آخر ، بلفظ آخر أشبه بالصواب ؛ رواه عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "أنا وكافل اليتيم في
    الجنة كهاتين - وجمع بي السبابة والوسطى - ، والساعي على اليتيم والأرملة والمسكين ؛ كالمجاهد في سبيل الله والصائم القائم لا يفتر" .
    أخرجه أبو يعلى (3/ 1191) ، والطبراني أيضاً في "الأوسط" - كما في "المجمع" (8/ 160) - وقال :
    "وفيه ليث بن أبي سليم ، وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات" !
    كذا قال ! وقد عرفت مما تقدم أن ليثاً ليس بمدلس ، وإنما هو مختلط ؛ إلا أن حديثه هذا له شاهد بالشطر الثاني من حديث أبي هريرة في "الصحيحين" ، و "المسند" (2/ 361) ؛ لكن ليس فيه ذكر اليتيم ، وصححه الترمذي (1/ 356) .
    وأما الشطر الأول ؛ فسبقت الإشارة إلى صحته وموضع تخريجه آنفاً .

    (/1)
    5343 - ( من كفل يتيماً له أو لغيره ؛ وجبت له الجنة ؛ إلا أن يكون عمل عملاً لا يغفر ، ومن ذهبت كريمتاه ؛ وجبت له الجنة ؛ إلا أن يكون عمل عملاً لا يغفر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 559 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 136/ 2) عن إسماعيل ابن عيسى العطار : أخبرنا داود بن الزبرقان عن أبي سفيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
    "أبو سفيان : هو - عندي - سعيد بن مسروق . والله أعلم" .
    قلت : يعني : والد سفيان الثوري ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
    لكن الراوي عنه - داود بن الزبرقان - ضعيف جداً ؛ قال الحافظ :
    "متروك ؛ كذبه الأزدي" .
    وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 162) :
    "رواه الطبراني ، وفيه داود بن الزبرقان ، وهو متروك" .
    وتابعه على الشطر الأول منه : حنش عن عكرمة بلفظ :
    "من قبض يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه ؛ أدخله الله
    الجنة ألبتة ؛ إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر له" .
    أخرجه الترمذي (1/ 349) ، والحارث بن أبي أسامة في "زوائده" (108/ 1) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 655/ 702) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 125/ 2) . وقال الترمذي :
    "حنش : هو حسين بن قيس ؛ وهو أبو علي الرحبي ، وهو ضعيف عند أهل الحديث" .
    قلت : وهو متروك ؛ كما في "التقريب" .
    (تنبيه) : ذكر المنذري في "الترغيب" (3/ 230) هذا الحديث من رواية الترمذي وحده ؛ وقال :
    "وقال : حديث حسن صحيح" !
    وهذا من أوهامه رحمه الله ؛ فإنما قال الترمذي هذا التصحيح في حديث سهل بن سعد في فضل كافل اليتيم ، وهو أول حديث في الباب عند المنذري ؛ فاقتضى التنبيه .
    ثم وجدت للحديث شاهداً ، ولكنه واه ؛ من رواية المسيب بن شريك قال : حدثنا الهيثم بن سعيد قال : حدثنا عبدالله بن تميم بن طرفة عن أبيه عن عدي مرفوعاً ؛ دون الاستثناء .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 26/ 5477) ، وقال :
    "لم يسند عبدالله بن تميم بن طرفة حديثاً غير هذا ، ولا يروى هذا الحديث عن عدي بن حاتم إلا بهذا الإسناد ، تفرد به القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك" .
    قلت : كذا وقع في الأصل هنا ، وفي الإسناد أيضاً : "القاسم بن سعيد بن المسيب ..." ؛ ولم أجد للقاسم هذا ترجمة ! لكني رأيت الحافظ الهيثمي قال في "المجمع" - عقب الحديث (8/ 162) - :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه المسيب بن شريك ، وهو متروك" .
    قلت : ففيه إشعار بأن نسختنا من "الأوسط" تحرف فيها : "عن المسيب .." إلى : "ابن المسيب" .
    والمسيب هذا ؛ له ترجمة سيئة في "الميزان" ، و "اللسان" ؛ حتى قال فيه الفلاس :
    "متروك الحديث ، قد أجمع أهل العلم على ترك حديثه" .
    وعبدالله بن تميم ؛ وكذا وقع أيضاً في الأصل :
    "عبدالله" مكبراً ! ووقع في الرواة عن تميم بن طرفة من "تهذيب المزي" : "عبيدالله" مصغراً .
    ولم أجد له ترجمة ؛ لا مكبراً ولا مصغراً ، ويبدو أنه مجهول قليل الرواية ، ليس له إلا هذا الحديث كما تقدم عن الطبراني . وفي كلام المزي إشارة إلى ذلك ، حيث قال - بعدما ذكر روايته عن أبيه تميم - :
    "إن كان محفوظاً" . والله أعلم .

    (/1)
    5344 - ( إن يوم الجمعة يوم عيد [وذكر] ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ، [ولكن اجعلوه يوم ذكر] ؛ إلا أن تصوموا قبله أو بعده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 562 :
    $منكر$
    أخرجه الطحاوي (1/ 339) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (رقم 2163،2166) ، والحاكم (1/ 437) ، وأحمد (2/ 303،532) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 406/ 2 - مخطوطة الظاهرية وص 429-430 - مطبوعة المجمع - حرف العين) من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد ؛ إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه ، وليس ببيان بن بشر ، وبجعفر بن أبي وحشية" ! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : أبو بشر مجهول" .
    قلت : ولم يورده في "الميزان" ، وهو من رجال "التهذيب" ؛ خلافاً لما كنت أشرت إليه في "الإرواء" (4/ 117) ! وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مقبول" .
    وذكر ابن عساكر - والزيادتان له - في ترجمة عامر أنه أبو بشر القنسريني ! ثم أفرده بالترجمة في "الكنى" ، فقال (ق 80/ 1 - مصورة باريس) :
    "يقال : إنه من أهل قنسرين ، حدث عن عامر بن لدين الأشعري ، ومكحول ، وعمر بن عبدالعزيز . روى عنه معاوية بن صالح الحمصي ؛ وراشد بن سعد ، وسعيد بن عبدالعزيز . مات سنة ثلاثين ومئة في خلافة مروان بن محمد" .
    وإنما حكمت على الحديث بالنكارة ؛ لأن ما فيه من النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم قد صح من طرق عن أبي هريرة ، كنت أشرت إليها في تخريج حديثه هذا - الصحيح - في "إرواء الغليل" (رقم 959) ؛ وليس في شيء منها ما رواه أبو بشر هذا من العيد والذكر ، أضف إلى ذلك جهالته . والله أعلم .
    (تنبيه) : قد أخرج الحديث : البزار في "مسنده" (1069 - كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى : حدثنا معاوية بن صالح به ؛ إلا أنه قال : عن عامر بن لدي الأشعري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    فأسقط منه أبا هريرة ، فصار السماع لابن لدين منه صلي الله عليه وسلم !
    وقد جزم الحافظ وغيره بأنه خطأ ، وأن الصواب رواية الجماعة ، وأنه من مسند أبي هريرة .
    وأنا أظن أن الخطأ من أسد بن موسى ؛ لأنه خالف الجماعة ، ولأن فيه بعض الكلام ؛ كما تراه في "التهذيب" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يغرب ؛ وفيه نصب" .
    ولم يتنبه لهذا : البزار ، ولا المنذري ، ولا الهيثمي وغيرهم ! فقال البزار عقبه :
    "لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا" !
    وانطلى الأمر على المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ، فنقل عن الهيثمي قوله في "مجمع الزوائد" (3/ 199) :
    "رواه البزار ، وإسناده حسن" !
    وسكت عليه كما هو شأنه في كل ما ينقله عنه في تعليقه على هذا الكتاب !
    والهيثمي قلد في ذلك الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 87) ، وهكذا يتتابع
    الناس في الخطأ .
    وزاد في ذلك المنذري ؛ فإنه أورده من رواية ابن خزيمة المتقدمة عقب حديث أبي هريرة الصحيح المشار إليه آنفاً ، فأوهم صحتها ، ثم بعد حديثين ساقه من رواية ابن لدين المسندة إلى النبي صلي الله عليه وسلم وقال :
    "رواه البزار بإسناد حسن" !
    فأوهم أنها رواية أخرى غير رواية ابن خزيمة ، وأنها تزداد بها قوة على قوة ! وهما في
    الحقيقة رواية واحدة وضعيفة من أصلها كما سلف بيانه . والله المستعان .
    وقد تعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" بما ذكرنا من السقط .
    وقد نقلت كلامه في تعليقي على "ضعيف الترغيب" (637) ؛ وهو تحت الطبع مع مقابله : "صحيح الترغيب" يسر الله تمام طبعهما .
    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن أبي هريرة دون جملة الذكر ، فتأكدت من نكارتها ؛ يرويه عبدالملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب - يقال له : أبو الأوبر - قال :
    كنت قاعداً عند أبي هريرة ؛ إذ جاءه رجل فقال : إنك نهيت
    الناس عن الصيام يوم الجمعة ؟ قال : ما نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة ، ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "لا تصوموا يوم الجمعة ؛ فإنه يوم عيد ؛ إلا أن تصلوه بأيام" .
    أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3601 - الإحسان) من طريق جرير عن عبدالملك بن عمير به .
    وهذا إسناد ظاهره
    الصحة ، لكن جرير - وهو ابن عبدالحميد - تكلم في حفظه في آخر عمره .
    وقد خالفه شعبة ؛ فقال الطيالسي في "مسنده" (2595) : حدثنا شعبة عن عبدالملك به ؛ إلا أنه لم يذكر :
    "فإنه يوم عيد" .
    وكذلك أخرجه أحمد (2/ 458) : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة به .
    وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 339) من طريق أخرى عن شعبة به .
    وتابعه شريك - وهو ابن عبدالله - : عند الطحاوي ، وأحمد (2/ 526) .
    وأبو عوانة : عند أحمد (2/ 422) .

    (/1)
    قلت : فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة - على مخالفة جرير في هذه الزيادة - دليل واضح على أنها غير محفوظة ؛ فهي شاذة . ويؤكد ذلك عدم ورودها في الطرق التي سبقت الإشارة إليها آنفاً عن أبي هريرة .
    (/2)
    5345 - ( من مشى في حاجة أخيه ؛ كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين ، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله ؛ جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق ، كل خندق أبعد ما بين الخافقين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 566 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 191/ 1 - مصورة الجامعة الإسلامية ، ورقم 7462 - نسختي وترقيمي) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 424/ 3965) من طريق أحمد بن خالد الخلال : أخبرنا الحسن بن بشر قال : وجدت في كتاب أبي : حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    ومن هذا الوجه : أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 89-90) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 126-127) ، وقال :
    "غريب ؛ لا أعلم رواه عن عطاء غير ابن أبي رواد" !
    قلت : وهذا يشعر بأن من دونه قد توبع ! وليس كذلك كما يفيده قول الطبراني عقبه :
    "لم يرو هذا الحديث عن عبدالعزيز بن أبي رواد إلا بشر بن سلم البجلي ، تفرد به ابنه" .
    قلت : ابنه - الحسن بن بشر - من شيوخ البخاري ، وقد تكلم في حفظه ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء" .
    لكن العلة من أبيه بشر ؛ فقد قال فيه ابن أبي حاتم (1/ 1/ 358) عن أبيه :
    "منكر الحديث" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" .
    قلت : ومما يدل على ذلك : ما عند أبي نعيم والخطيب في أول هذا الحديث بلفظ :
    عن ابن عباس أنه كان معتكفاً في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فأتاه رجل ، فسلم عليه ، ثم جلس ، فقال له ابن عباس : يا فلان ! أراك مكتئباً حزيناً . قال : نعم ؛ يا ابن عم رسول الله ! لفلان علي حق ولاء ، وحرمة صحب هذا القبر ؛ ما أقدر عليه ! قال ابن عباس : أفلا أكلمه [لك] ؟ قال : إن أحببت ! فانتعل ابن عباس ، ثم خرج من
    المسجد ، فقال له الرجل : أنسيت ما كنت فيه ؟ قال : لا ، ولكني سمعت صاحب هذا القبر - والعهد به قريب ؛ فدمعت عيناه - وهو يقول : ... فذكره .
    وبهذا اللفظ والتمام : أورده المنذري في "الترغيب" (2/ 99) من رواية البيهقي .
    وموضع النكارة فيه ؛ قول
    الرجل :
    وحرمة صاحب هذا القبر ! فإن فيه الحلف بغير الله عز وجل ، وهو شرك ؛ كما جاء في الأحاديث الصحيحة .
    ولئن جوزنا خفاء ذلك على
    الرجل ؛ فليس بجائز أن يخفى على ابن عباس ، وإذا كان كذلك ؛ فكيف يعقل أن يسكت ابن عباس عن هذا المنكر ولا ينهاه عنه ؟!
    نعم ؛ قد روي الحديث من طريق أخرى عن عبدالعزيز بن أبي رواد ، بلفظ آخر يختلف عن لفظ بشر بن مسلم ؛ فقد رواه الوليد بن صالح عن أبي محمد الخراساني عن عبدالعزيز بن أبي رواد ؛ بلفظ :
    "من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه في الله ؛ جعل الله بينه وبين النار يوم
    القيامة سبعة خنادق ، [بين الخندق] والخندق كما بين السماء والأرض" .
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص 79-80 - مجموعة الرسائل) - والزيادة له - ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 200) - والسياق له - ، وقال :
    "غريب من حديث عبدالعزيز ، لم نكتبه إلا من حديث الوليد بن صالح" .
    قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين .
    لكن شيخه - أبو محمد الخراساني - ليس كذلك ؛ فقد قال فيه ابن حجر في (كنى) "اللسان" - تبعاً لابن أبي حاتم عن أبيه - :
    "مجهول" .
    فهو علة هذا اللفظ .
    وقد روي بلفظ ثالث من طريق أخرى عن ابن عباس في حديث طويل فيه :
    ".. ولأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته ؛ أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين" ؛ وأشار بإصبعيه .
    أخرجه الحاكم (4/ 269-270) عن محمد بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني - قال : وأثنى عليه خيراً - عن محمد بن كعب القرظي قال : قال ابن عباس ...
    ثم ساقه من طريق أبي المقدام هشام بن زياد : حدثنا محمد بن كعب القرظي به نحوه . ثم قال الحاكم :
    "قد اتفق هشام بن زياد النصري ، ومصادف بن زياد المديني على روايته عن محمد بن كعب القرظي . والله أعلم" !
    فتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : هشام متروك ، ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث" .
    قلت : وهذه الطريق مع أنها أضعف الطرق ؛ فإن لفظه له شاهد نحوه من حديث ابن عمر ؛ خرجته في "الصحيحة" (906) .
    وجملة القول : أن الحديث ضعيف ؛ لضعف في بعض رواته ، وجهالة في غيرهم ، واضطرابهم في متنه ، والنكارة التي فيه .
    وقد ضعفه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 185) .
    وخالفه تلميذه الهيثمي ، فقال (8/ 192) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وإسناده جيد" !
    وكأنه لم يستحضر حال بشر بن سلم ، وإلا ؛ لما جاز له أن يجود إسناده . والله أعلم .

    (/1)
    5346 - ( دخلت الجنة ؛ فسمعت فيها خشفة بين يدي ، فقلت : ما هذا ؟ قال : بلال . قال : فمضيت ؛ فإذا أكثر أهل الجة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ، ولم أر أحداً أقل من الأغنياء والنساء . قيل لي : أما الأغنياء ؛ فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون . وأما النساء ؛ فألهاهن الأحمران : الذهب والحرير . قال : ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية ، فلما كنت عند الباب ؛ أتيت بكفة فوضعت فيها ، ووضعت أمتي في كفة ؛ فرجحت بها ، ثم أتي بأبي بكر رضي الله عنه ، فوضع في كفة ، وجيء بجميع أمتي في كفة فوضعوا ، فرجح أبو بكر رضي الله عنه ، وجيء بعمر فوضع في كفة ، وجيء بجميع أمتي فوضعوا ؛ فرجح عمر رضي الله عنه . وعرضت أمتي رجلاً رجلاً ، فجعلوا يمرون ، فاستبطأت عبدالرحمن بن عوف ، ثم جاء بعد الإياس ، فقلت : عبدالرحمن ! فقال : بأبي وأمي يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق ! ما خلصت إليك حتى ظنت أني لا أنظر إليك أبداً إلا بعد المشيبات ! قال : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي ؛ أحاسب وأمحص ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 570 :
    $منكر جداً$
    أخرجه أحمد (5/ 259) : حدثنا الهذيل بن ميمون الكوفي الجعفي - كان يجلس في مسجد المدينة ، يعني : مدينة أبي جعفر ، قال عبدالله : هذا شيخ قديم كوفي - عن مطرح بن يزيد عن عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بمن ليس بثقة ؛ سوى القاسم - وهو ابن عبدالرحمن أبو عبدالرحمن الدمشقي - ؛ فقد وثق . وغلا فيه ابن حبان - فقال (2/ 212) :
    "كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم المعضلات ، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات ؛ حتى يسبق إلى
    القلب أنه كان المتعمد لها" !!
    ووثقه غيره . وذكر البخاري أن ما ينكر من حديثه ؛ إنما هو من الرواة الضعفاء عنه .
    والمتقرر فيه : أنه حسن الحديث ؛ فالعلة هنا ممن دونه :
    أولاً : علي بن يزيد - وهو الألهاني - ضعيف .
    ثانياً : عبيدالله بن زحر مثله في الضعف ، أو ذاك شر منه ، وقال ابن حبان فيه (2/ 62) :
    "منكر الحديث جداً ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبدالرحمن ؛ لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم ، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة ، بل التنكب عن رواية عبيدالله بن زحر على الأحوال أولى" .
    ثالثاً : مطرح بن يزيد ضعيف اتفاقاً .
    رابعاً : الهذيل بن ميمون الكوفي غير معروف فيما يبدو إلا في هذه الرواية ؛ فإن الحافظ لما أورده في "التعجيل" ؛ لم يزد في ترجمته على قول عبدالله بن أحمد المذكور في الإسناد ، ولعله الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 113) :
    "هذيل بن ميمون . روى عن الأحوص بن حكيم . روى عنه يحيى بن أيوب البغدادي المعروف بـ (الزاهد) . سألت أبي عنه ؟ فقال : لا أعرفه ، لا أعلمه روى عنه غير يحيى بن أيوب الزاهد" .
    قلت : وهو المقابري ؛ وهو من شيوخ أحمد ، وبين وفاتيهما سبع سنوات ، فلا أستبعد أن يكون هذا الذي سمع منه يحيى : هو الكوفي الذي سمع منه الإمام أحمد ، فيكون مجهول الحال . والله أعلم .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (9/ 59) :
    "رواه أحمد ؛ والطبراني بنحوه باختصار ، وفيهما مطرح بن يزيد ، وعلي بن يزيد الألهاني ، وكلاهما مجمع على ضعفه . ومما يدلك على ضعف هذا أن عبدالرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر ، والحديبية ، وأحد العشرة ، وهو أفضل الصحابة والحمد لله" .
    ولم يستحضر المنذري أن الحديث في "المسند" ، و"الطبراني" ! فقد ذكر طرفه الأول في كتاب "اللباس" من "الترغيب والترهيب" (3/ 105) ؛ ثم قال :
    "رواه أبو الشيخ ابن حيان وغيره من طريق عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه" !
    قلت : وصدره بلفظة : (عن) ؛ فلم يصب ؛ لما فيه من إيهام قوته ؛ كما بينته في مقدمة "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" !!

    (/1)
    5347 - ( ما أنعم الله على عبد نعمة ، فعلم أنها من عند الله ؛ إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها . وما أذنب عبد ذنباً ، فندم عليه ؛ إلا كتب الله له مغفرة قبل أن يستغفره . وما اشترى عبد ثوباً بدينار أو نصف دينار ، فلبسه ، فحمد الله عليه ؛ إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 573 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الحاكم (1/ 514) من طريق محمد بن جامع العطار : حدثنا السكن بن أبي السكن البرجمي : حدثنا الوليد بن أبي هشام عن القاسم ابن محمد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
    "هذا حديث لا أعلم في إسناده أحداً ذكر بجرح" !
    كذا قال ! وقد ردوه عليه تلويحاً وتصريحاً :
    فقال المنذري في "الترغيب" (3/ 101) :
    "رواه ابن أبي
    الدنيا ، والحاكم ، والبيهقي . وقال الحاكم : "رواته ؛ لا أعلم فيهم مجروحاً" ! كذا قال" . وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" :
    "قلت : بلى ؛ قال ابن عدي : محمد بن جامع العطار لا يتابع على أحاديثه" .
    قلت : وقد اتفقوا على تضعيفه ، بل قال ابن عبدالبر :
    "متروك الحديث" .
    ونحوه قول أبي زرعة ؛ فقال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 223) :
    "سئل أبو زرعة عنه ؟ فقال : ليس بصدوق ، ما حدثت عنه شيئاً ، ولم يقرأ علينا حديثه" .
    وشذ ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
    قلت : والوليد بن أبي هشام ؛ قال الحافظ :
    "مستور" .
    لكنه عند ابن أبي
    الدنيا في "الشكر" (ص 12) ، وكذا البيهقي في "الشعب" (4/ 92/ 4379-4380) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن محمد به .
    بيد أن هشاماً هذا - وهو أبو المقدام - متروك ؛ كما هو في "التقريب" .

    (/1)
    5348 - ( عليكم بقيام الليل ؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة لكم إلى الله عز وجل ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ، ومطردة للداء عن الجسد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 574 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 317/ 6154) من طريق عبدالرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن الأعمش عن أبي العلاء عن سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : جهالة أبي العلاء هذا ؛ قال الذهبي في ترجمة ابن أبي الجون :
    "لا أعرفه" .
    وأشار إلى ذلك الحافظ في ترجمته من (كنى) "اللسان" .
    والأخرى : ابن أبي الجون هذا ، وهو مختلف فيه ؛ كما تراه في "التهذيب" ، و "مجمع الزوائد" (2/ 251) .
    وأشار إلى ذلك المنذري في "الترغيب" (1/ 216) ، وأكد ذلك بقوله في ترجمته في آخر كتابه :
    "صويلح" .
    وفاته - هو والهيثمي - العلة الأولى ، وإعلاله به أولى .
    والحديث ؛ أخرجه ابن عدي وابن عساكر ؛ كما في "الإرواء" ، فراجعه .
    وقد جاء من طريق أخرى دون قوله :
    "ومطردة للداء عن الجسد" .
    وهو أقوى من هذا ، وله بعض الشواهد مذكورة هناك .

    (/1)
    5349 - ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى : اللهم ! أنت خلقتني ، وأنت تهديني ، وأنت تطعمني وتسقيني ، وأنت تميتني وأنت تحييني ؛ لم يسأل إلا أعطاه الله إياه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 575 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 1003 - نسختي) : حدثنا أحمد قال : أخبرنا عبدالرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم قال : أخبرنا محمد بن حمران قال : أخبرنا أبو روح عن الحسن قال : قال سمرة بن جندب :
    ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم مراراً ، ومن أبي بكر مراراً ، ومن عمر مراراً ؟! قلت : بلى . قال : ... فذكره . قال :
    فلقيت عبدالله بن سلام ، فقلت : ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم مراراً ، ومن أبي بكر مراراً ، ومن عمر مراراً ؟! قال : بلى . فحدثته بهذا الحديث ، فقال : بأبي وأمي رسول الله صلي الله عليه وسلم ! هؤلاء الكلمات كان الله عز وجل أعطاهن موسى عليه السلام ، فكان يدعو بهن في كل يوم سبع مرات ، فلا يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه إياه .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات .
    وأبو روح ؛ الظاهر أنه سلام بن مسكين البصري ؛ فإنهم ذكروه في الرواة عن الحسن البصري .
    وأما أحمد - شيخ الطبراني - ؛ فالظاهر أنه الذي قبله بأحاديث ، ابتداءً من الحديث (978) ؛ فإنه قال فيه : حدثنا أبو عبدالله أحمد بن صباح الأيلي بمصر ... ثم ساق له أحاديث كثيرة يقول في أول كل واحد منها : "حدثنا أحمد ..." لا ينسبه ، وكذلك يفعل في شيوخه الآخرين ، ينسبه في حديثه الأول ، ثم يقتصر على اسمه فقط دون أبيه في سائر أحاديثه اختصاراً .
    و (الأيلي) مهملة في الأصل ، فإن كان الباء الموحدة (الأبلي) فهو بضمها وتشديد اللام ؛ ونسبة إلى (أبلة) : بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة ، وهي اليوم من البصرة ، قاله ابن الجزري في "اللباب" ، وإن كان بالمثناة من تحت : (الأيلي) ؛ فهو بفتح الألف وسكون المثناة ؛ نسبة إلى (أيلة) : بلدة على ساحل بحر القلزم (الأحمر) مما يلي ديار مصر ؛ ولعلها المعروفة اليوم بـ (إيلات) ، التي احتلها اليهود من خليج العقبة .
    وسواءً كان هذا أو ذاك ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال !
    ومن شيوخ الطبراني في "المعجم الصغير" : أحمد بن محمد الصباح أبو عبدالله البصري ، روى له بإسناده حديثاً آخر عن النعمان بن بشير مرفوعاً :
    "إن الله كتب كتاباً ؛ فهو عنده على العرش .." الحديث (رقم 886 - الروض النضير) ، فيحتمل أن يكون هو هذا ، ولكني لم أجده أيضاً ، فإن ثبت أنه ثقة ضابط ؛ فالحديث ثابت ، وإلا ؛ فلا ، وأما قول المنذري في "الترغيب" (1/ 232) - وتبعه الهيثمي - كعادته - في "المجمع" (10/ 118) - :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن" !
    فالظاهر أنه قائم على إغماض النظر عن شيخ الطبراني ، وهو أمر نعرفه عن الهيثمي ، وقد رأيته صرح في بعض المواطن - ولا يحضرني الآن مكانه - أن شيوخ الطبراني الذين لم يوردهم الذهبي في "الميزان" على الستر أو العدالة ، أو كما قال !
    وهذا مذهب فيه تساهل كبير ، كما لا يخفى على من تشبع بأقوال أهل هذا العلم ونقاده .
    ثم استدركت فقلت : الحسن : هو البصري كما تقدم ؛ وهو مدلس ، ولم يصرح بالتحديث !

    (/1)
    5350 - ( إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيأتها لصلاة العصر حين تغرب من مغربها ؛ فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات ؛ كتب له أجر ذلك اليوم - وحسبته قال - ؛ وكفر عنه خطيئته وإثمه - وأحسبه قال - ، فإن مات من يومه دخل الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 577 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 226/ 7790) من طريقين عن ميمون بن زيد عن ليث بن أبي سليم عن ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : ضعف ليث واختلاطه ؛ كما تقدم مراراً .
    والأخرى : ميمون بن زيد ؛ أورده الذهبي في "ديوان الضعفاء" ، وقال :
    "قال الأزدي : فيه ضعف" . وأما في "الميزان" و "المغني" ؛ فقال :
    "لينه أبو حاتم" .
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 226) - بعد أن عزاه لـ "المعجم" - :
    "وفيه ميمون بن زيد ؛ قال الذهبي : "لينه أبو حاتم" . وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال : "يخطىء" . وبقية رجاله موثقون ؛ إلا أن فيهم ليث بن أبي سليم ؛ وفيه كلام" !
    قلت : لقد ألان القول في ليث ؛ بحيث أشعر أنه قد وثق ، ولعله تبع في ذلك المنذري ؛ فإنه قال في "الترغيب" (1/ 237) :
    "رواه الطبراني ، وإسناده مقارب ، وليس في رواته من ترك حديثه ، ولا أجمع على ضعفه" !
    قلت : وهذا من تساهله الذي غلب عليه في الكتاب المذكور ، ولذلك صدر هذا الحديث بلفظة : (عن) ؛ المشعر بعدم ضعفه عنده !
    فإن الحديث ضعيف لا يشترط فيه أن يكون فيه من أجمع على ضعفه ؛ بل يكفي - عند المحققين - أن يكون الراجح فيه الضعف لسبب من الأسباب الجارحة ؛ وما أكثرها ! ولذلك قالوا : الجرح مقدم على التعديل ؛ على التفصيل المعروف .
    وليث ؛ سبب جرحه سوء حفظه واختلاطه .
    على أن الإجماع الذي زعمه معارض بإجماع قبله ؛ كما كنت علقته على "ضعيف الترغيب والترهيب" (1/ 167) رداً لقول المنذري المذكور ، فليراجعه من شاء .

    (/1)





  7. #617
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5351 - ( يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ، ووارى عورتك ، وإن كان لك بيت يظلك ؛ فذاك ، وإن كانت لك دابة ؛ فبخ ! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 579 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 9497 - مصورتي) من طريق الحسن بن عمارة عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال :
    قلت : يا رسول الله ! ما يكفيني من الدنيا ؟ فقال :
    "ما سد جوعتك ..." الحديث . وقال :
    "لم يروه عن عدي بن ثابت إلا الحسن بن عمارة" .
    قلت : وهو متروك ؛ كما قال الهيثمي (10/ 254) بعد أن عزاه لـ "أوسط الطبراني" .
    وأشار المنذري (3/ 111) لتضعيف الحديث ؛ إلا أنه أطلق العزو للطبراني ، فأوهم أنه في "المعجم الكبير" ؛ وليس فيه !


    (/1)


    5352 - ( ما من أحد يلبس ثوباً ليباهي به ؛ لينظر الناس إليه ؛ إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 580 :
    $ضعيف جداً$
    رواه الطبراني (23/ 283/ 618) ، والسلفي في "معجم السفر" (ق 85/ 2) ، وابن عساكر (13/ 211/ 2) عن عبدالخالق بن زيد ابن واقد عن أبيه عن محمد بن عبدالملك بن مروان عن أبيه عن أم سلمة مرفوعاً .
    قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ آفته عبدالخالق بن زيد ؛ قال النسائي :
    "ليس بثقة" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" . وضعفه غيرهما .
    وقال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (2/ 149) :
    "يروي المناكير عن المشاهير ؛ التي إذا سمعها المستمع شهد أنها مقلوبة أو معمولة ، لا يجوز الاحتجاج به" .
    والحديث ؛ أشار المنذري (3/ 111) إلى تضعيفه !
    وأعله الهيثمي (5/ 135) بابن زيد هذا .


    (/1)


    5353 - ( ألا أحدثكم عن الخضر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل ؛ أبصره رجل مكاتب . فقال : تصدق علي بارك الله فيك ! فقال الخضر : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله ! لما تصدقت علي ؛ فإني نظرت السيماء ( وفي رواية : سيماء الخير) في وجهك ، ورجوت البركة عندك ! فقال الخضر : آمنت بالله ، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتتبيعني ! فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟! قال : نعم ، الحق أقول ؛ لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي ؛ يعني ! قال : فقدم إلى السوق فباعه بأربع مئة درهم ، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل ؟ قال : أكره أن أشق عليك ؛ إنك شيخ كبير . قال : ليس يشق علي . قال : فقم وانقل هذه الحجارة ، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم . فخرج الرجل لبعض حاجته ؛ ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ! قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أميناً ، فاخلفني في أهلي خلافة حسة . قال : فأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمضى الرجل لسفره . [قال :] فرجع الرجل وقد شيد بناءه ! فقال : أسألك بوجه الله ! ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا ؟ أنا الخضر الذي سمعت به ؛ سألني [رجل] مسكين صدقة ، فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله ، فأمكنته من رقبتي ، فباعني . وأخبرك أنه من سئل بوجه الله ، فرد سائله وهو يقدر ؛ وقف يوم القيامة [ليس على وجهه] جلد ولا لحم ؛ إلا عظم يتقعقع . فقال الرجل : آمنت بالله ، شققت عليك يا نبي الله ! ولم أعلم . قال : لا بأس ؛ أحسنت وأبقيت . فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ! احكم في أهلي ومالي بما أراك الله ، أو أخيرك ؛ فأخلي سبيلك ؟ فقال : أحب أن تخلي سبيلي ؛ فأعبد ربي . فخلى سبيله . فقال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ؛ ثم نجاني منها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 582 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 357) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 132-134/ 7530) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 287) من طريق سليمان بن عبيدالله الحطاب : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأصحابه : ... فذكره .
    والطبراي أيضاً ، وفي "مسند الشاميين" (ص 163) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 319/ 2) عن محمد بن الفضل بن عمران الكندي : حدثنا بقية عن محمد بن زياد الألهاني به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف من الطريقين عن بقية :
    أما الأولى ؛ فلضعف سليمان بن عبيدالله ؛ قال النسائي :
    "ليس بالقوي" . وقال ابن معين :
    "ليس بشيء" .
    وذكره العقيلي في "الضعفاء" .
    ولا ينافي ضعفه قول أبي حاتم فيه :
    "صدوق ، ما رأيت إلا خيراً" !
    لاحتمال أنه يعني أنه ليس بمتهم ، وذلك لا ينافي الضعف الناشىء من سوء الحفظ ، والذي يستلزم النظر في حديثه ، بل هذا ما صرح به ابنه في مقدمة "الجرح والتعديل" (1/ 37) ، فراجعه إن شئت .
    وأما توثيق ابن حبان ؛ فقد عرف تساهله في التوثيق ؛ فلا إشكال . ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" - ملخصاً للأقوال المتقدمة فيه - :
    "صدوق ، ليس بالقوي" .
    قلت : فمثله لا يحتج به ؛ فلا يقبل منه تصريح بقية بالتحديث فيه . وعلى ذلك جرى من قبلنا من النقاد ؛ فقال الذهبي في ترجمة بقية من "الميزان" :
    "ومن مناكير بقية : حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة مرفوعاً : بينما الخضر يمشي في سوق لبني إسرائيل ... الحديث بطوله . هذا الحديث قال ابن جوصا : سألت محمد بن عوف عنه ؟ فقال : هذا موضوع . فسألت أبا زرعة عنه ؟ فقال : حديث منكر . قال ابن عدي : لا أعلم رواه عن بقية غير سليمان بن عبيدالله الرقي ، وقد ادعاه عبدالوهاب بن ضحاك العرضي ، وهو متهم ، وأما سليمان ؛ فقال فيه ابن معين : ليس بشيء . فسلم عنه بقية" .
    قلت : وقد فاته الطريق الأخرى عند الطبراني ؛ أعني : محمد بن الفضل بن عمران الكندي ، ولكني لم أجد له ترجمة ، مع أنه لم يذكر تحديث بقية ، وكذلك سليمان الرقي لم يذكر ذلك عند الطبراني ، فكأنه أحال بها على رواية الكندي ، ومن أجل ذلك لم يتعرض لذكر التحديث من تكلم على رواية الطبراني ، فقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 103) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، ورجاله موثقون ؛ إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ؛ ولكنه ثقة" . وأعاده بنحوه في مكان آخر (8/ 213) . وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 18) :


    (/1)


    "رواه الطبراني وغير الطبراني ، وحسن بعض مشايخنا إسناده ، وفيه بعد . والله أعلم" .
    قلت : وصدره بلفظة : (روي) إشارة منه إلى ضعف الحديث المطابق لاستبعاده تحسين بعض مشايخه إياه ؛ فأجاد كما قال الحافظ الناجي في "عجالة الإملاء" (114-115) ، وإن كان العهد به تصديره لأحاديث بقية بلفظة : (عن) كما حققته في مقدمتي لكتابي "صحيح الترغيب والترهيب" وفي "ضعيفه" أيضاً ، فلعل ذلك لضعف سليمان ، وجهالة ابن عمران الكندي .
    وقد أشار إليها الحافظ ابن كثير في "البداية" ؛ فإنه ساق الحديث بطوله من رواية أبي نعيم الأصبهاني : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ... فساقه من الطريقين المتقدمين ، ثم قال (1/ 330) :
    "وهذا حديث رفعه خطأ ، والأشبه أن يكون موقوفاً ، وفي رجاله من لا يعرف . والله أعلم" .
    وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة (الخضر) من "الإصابة" - بعد أن ساقه من رواية الطبراني أيضاً - :
    "قلت : وسند الحديث حسن ؛ لولا عنعنة بقية ، ولو ثبت لكان نصاً أن الخضر نبي لحكاية النبي صلي الله عليه وسلم قول الرجل : "يا نبي الله !" ، وتقريره على ذلك" .
    قلت : وهذا صريح في أن الحافظ لم يقف على تحديث بقية المتقدم ، وإلا ؛ لجزم بحسنه .
    والحق أنه ضعيف ؛ لما عرفت من حال المصرح بالتحديث . والله أعلم .
    ونبوة الخضر ليست بحاجة في إثباتها إلى مثل هذا الحديث ؛ بعد قوله تعالى في القرآ حكاية عن الخضر : (وما فعلته عن أمري) ، وغير ذلك من الأدلة المعروفة .


    (/2)


    5354 - ( إن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى ؛ فتنحت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 585 :
    $منكر$
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 288) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 107/ 203) من طريقين عن قتادة : أن الملائكة ... الحديث .
    قلت : إسناد مرسل ؛ فإن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس رضي الله عنه .
    والمحفوظ عن عمران أن الملائكة كانت تسلم عليه . فقد روى مطرف عنه أنه قال :
    كان يسلم علي حتى اكتويت ؛ فتركت ، ثم تركت الكي ؛ فعاد .
    أخرجه مسلم (4/ 48) - واللفظ له - ، وابن سعد (4/ 289 و 7/ 11) ، والحاكم (3/ 472) ؛ ولفظهما - والسياق لابن سعد - :
    قال مطرف : أرسل إلي عمران بن حصين في مرضه فقال :
    إنه كانت تسلم علي - يعني : الملائكة - ؛ فإن عشت فاكتم علي ، وإن مت ؛ فحدث به إن شئت .
    وإسناده صحيح .

    (/1)


    5355 - ( فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره : مئة ألف صلاة ، وفي مسجدي : ألف صلاة ، وفي مسجد بيت المقدس : خمس مئة صلاة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 586 :
    $ضعيف بطرفه الأخير$
    أخرجه البزار في "مسنده" (422 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 248) من طريق سعيد بن سالم القداح عن سعيد بن بشير عن إسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال البزار :
    "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ كما يأتي بيانه .
    وقد عزا الحافظ المنذري إليه أنه حسن إسناده ، فقال في "الترغيب" (2/ 137) :
    "رواه البزار ، وقال : "إسناده حسن" . كذا قال !" !
    فلا أدري أهو وهم من المنذري ، أم أسقط ذكره من قلم الهيثمي في "كشف الأستار" ؛ كما سقط منه عزوه في "مجمع الزوائد" (4/ 7) إلى البزار ؟! وإنما عزاه للطبراني في "الكبير" بنحوه . وقد عزاه إليه المنذري أيضاً . ثم قال الهيثمي :
    "ورجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام ، وهو حديث حسن" !
    قلت : بل هو حديث منكر ؛ فإن آخره مخالف لحديث أبي ذر الصحيح بلفظ :
    "صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه" ؛ يعني : بيت المقدس .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8395 - مصورتي) ، والحاكم (4/ 509) . وقال :
    "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن قتادة إلا الحجاج وسعيد بن بشير ؛ تفرد به عن الحجاج : إبراهيم ابن طهمان ، وتفرد به عن سعيد : محمد بن سليمان بن أبي داود" !
    قلت : بل تابعه الوليد بن مسلم : حدثا سعيد بن بشير به .
    أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 248) .
    قلت : فهذا الحديث الصحيح يفيد أن الصلاة في بيت المقدس بمئتي صلاة وخمسين صلاة ؛ لأن الصلاة في مسجده صلي الله عليه وسلم بألف صلاة كما في غير ما حديث ، وهذا خلاف ما في هذا الحديث الضعيف .
    وعلته : ضعف سعيد بن سالم القداح وشيخه ، وكأنه لذلك أشار المنذري فيما تقدم إلى رده لتحسين البزار لإسناده . وأيده في ذلك الحافظ إبراهيم الناجي الحلبي في كتابه "عجالة الإملاء" بقوله (135/ 1) :
    "وهو كما قال المصنف ؛ إذ فيه سعيد بن سالم القداح ، وقد ضعفوه ، ورواه عن سعيد بن بشير ، وله ترجمة في آخر هذا الكتاب "الترغيب" في الرواة المختلف فيهم" .
    قلت : وقال شيخه الحافظ ابن حجر فيه - أعني : ابن بشير هذا - :
    "ضعيف" .
    فمن غرائب المنذري التي جرى عليها في "ترغيبه" : أن يصدر الأحاديث الضعيفة بلفظ : "عن" المشعر بأنه غير ضعيف ، بل أنه صحيح أو حسن أو قريب منهما ! ومن ذلك هذا الحديث ؛ فقد صدره بـ : (عن) مع انتقاده لقول البزار فيه : "حسن" ؛ كما تقدم !
    فإن قيل : لعله فعل ذلك لشاهده الذي ذكره بعد أربعة أحاديث من حديث جابر مرفوعاً به مطولاً ، لكن ليس فيه موضع الشاهد منه ، وقال :
    "رواه البيهقي ، ورواه أيضاً هو وغيره من حديث ابن عمر بنحوه" !
    فقد أورده السيوطي أيضاً في "الجامع الكبير" دون الشاهد ، وقال :
    "رواه البيهقي في "الشعب" - وضعفه - ، وابن عساكر عن ابن عمر" .
    ولم يعزه للبيهقي عن جابر بهذا اللفظ ، وإنما أورده قبل ذلك بأحاديث بلفظ :
    "صلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة ..." الحديث بلفظ حديث الترجمة تماماً . وقال في تخريجه :
    "رواه البيهقي في "الشعب" ، والخطيب في "المتفق والمفترق" عن جابر ، وفيه إبراهيم بن أبي حية ؛ واه" .
    يعي : أنه ضعيف جداً ، وعليه ؛ فلا يصلح شاهداً ؛ كما هو معلوم من علم المصطلح . وأنا أظن أن المنذري لما عزاه من حديث جابر للبيهقي ؛ يعني : هذا اللفظ : وأما اللفظ الذي ساقه هو ؛ فإنما هو لفظ حديث ابن عمر ؛ فقد وجدته كذلك في "أخبار أصبهان" لأبي نعيم ، وإسناده ضعيف جداً ؛ كما تقدم بيانه برقم (831) .
    وأنكر من حديث الترجمة : ما أخرجه ابن ماجه في حديث لأنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
    ".. وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة" !
    فصارت الصلاة في الأقصى أفضل من الصلاة في المسجد النبوي ! وقد صدره المنذري أيضاً بـ : (عن) ! مع قوله في تخريجه (1/ 136) :
    "رواه ابن ماجه ، ورواته ثقات ؛ إلا أن أبا الخطاب الدمشقي لا تحضرني الآن ترجمته ..." !
    والحقيقة أنه مجهول ؛ كما صرح بذلك الحافظ في "التقريب" .
    ونحوه قول الذهبي في "الميزان" :
    "ليس بالمشهور" ، ثم ساق له هذا الحديث ، وقال :
    "هذا منكر جداً" .
    ونقل الناجي (134/ 2) مثله عن العلائي وغيره .
    وقريب منه : حديث ميمونة بنت سعد مرفوعاً :
    "إن الصلاة في المسجد الأقصى كألف صلاة فيما سواه" .
    أخرجه ابن ماجه وغيره .
    وهو منكر جداً ؛ كما قال الذهبي أيضاً ، وبيانه في كتابي "ضعيف أبي داود" رقم (68) ، وفي تعليقي على "الأحكام الوسطى" لعبدالحق الإشبيلي رقم (832) .


    (/1)


    واعلم أنه كان من الممكن الجمع بين هذه الأحاديث المتناقضة في فضل الصلاة في المسجد الأقصى : بأن يؤخذ بالزائد فالزائد . وعلى ذلك جرى الإمام الطحاوي ! ولكن هذا إنما يصار إليه حينما تكون الأحاديث كلها من قسم المقبول ، وليس الأمر كذلك ؛ كما تبين لك من هذا التخريج ، والله تعالى هو الحق لا رب سواه .

    (/2)


    5356 - ( إن هذه الآية : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية) ؛ نزلت في النفقات على الخيل في سبيل الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 590 :
    $موضوع$
    آفته سعيد بن سنان الحمصي ؛ كما سيأتي في الحديث الآتي .
    وغفل عنه الهيثمي هنا - كما غفل عنه هناك - ؛ فقد أورده في تفسير (البقرة) ، وقال (6/ 324) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، ويزيد بن عبدالله وأبوه لا يعرفان" !
    والحديث ؛ أورده الذهبي فيما أنكر على سعيد بن سنان .

    (/1)


    5357 - ( إن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة ، وأبوالها وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 590 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" في ترجمة أحمد بن عبدالرحمن بن عقال الحراني ، فقال (رقم 1058 - مصورتي) : حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو جعفر (النفيلي) قال : أخبرنا سعيد بن سنان عن يزيد بن عبدالله بن عريب عن أبيه عن جده قال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سعيد بن سنان" .
    قلت : وهو أبو مهدي الحمصي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع" .
    قلت : ولست أشك أن قوله في آخر الحديث :
    "من مسك الجنة" إنما هو من وضعه ، وإلا ؛ فسائر الحديث ثابت صحيح من حديث غير واحد من الصحابة ، تراها في "الترغيب والترهيب" (2/ 160-161) . وقد أشار إلى ذلك المنذري بقوله :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه نكارة" .
    وإن من غرائب الحافظ الهيثمي قوله في إعلال الحديث (5/ 259) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه" !
    يشير إلى يزيد بن عبدالله وأبيه ؛ فإنهما لا ذكر لهما في شيء من كتب الرجال .
    فخفي عليه حال سعيد بن سنان ، أو فاته إعلال الحديث به ، و هو آفته !
    ثم إن شيخ الطبراني ضعيف أيضاً ؛ قال أبو عروبة :
    "ليس بمؤتمن على دينه" . وقال ابن عدي :
    "هو ممن يكتب حديثه" .


    (/1)


    5358 - ( من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاماً ولا مقيلاً ؛ فليسلم إذا دخل بيته ، وليسم على طعامه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 592 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 294/ 6102) في أحاديث ساقها بإسناد واحد من طريق خلف بن عبدالحميد السرخسي : حدثنا أبو الصباح عبدالغفور بن سعيد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان مرفوعاً به .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالغفور هذا ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" :
    "كان ممن يضع الحديث على الثقات : كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا ذكره إلا على جهة التعجب" .
    وأشار إلى هذا المعنى الإمام البخاري بقوله :
    "تركوه" . وقال في "التاريخ الصغير" :
    "سكتوا عنه" .
    وبه أعله الهيثمي (8/ 38) .
    والراوي عنه مجهول ؛ قال أحمد :
    "لا أعرفه" .
    والحديث ؛ اقتصر المنذري في "الترغيب" (3/ 116) على الإشارة إلى تضعيفه ، وهو قصور ظاهر .
    والذي صح عنه صلي الله عليه وسلم في هذا الباب : إنما هو ذكر الله عند دخول البيت وعند الطعام ، وواضح أن المراد التسمية في كل منهما ؛ انظر "الترغيب والترهيب" حديث جابر عند مسلم وغيره .
    وفي السلام عند دخول البيت حديث آخر ، تراه مخرجاً في "المشكاة" (727) و "الترغيب" (2/ 262) .

    (/1)


    5359 - ( الحمد لله الذي جعلك يا بنية شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ؛ فإنها كانت إذا رزقها الله شيئاً وسئلت عنه ؟ قالت : (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 593 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى من طريق عبدالله بن صالح : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أقام أياماً لم يطعم طعاماً ، حتى شق ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه ، فلم يجد عند واحدة منهن شيئاً ! فأتى فاطمة فقال :
    "يا بنية ! هل عندك شيء آكله ؛ فإني جائع ؟" .
    قالت : لا والله - بأبي أنت وأمي - ! فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها ، فوضعته في جفنة لها ، وقالت :
    والله ! لأوثرن بهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرجع إليها ، فقالت : بأبي أنت وأمي ؛ قد أتى الله بشيء فخبأته لك . قال :
    "هلمي يا بنية !" .
    قالت : فأتيته بالجفنة ، فكشفت عنها ؛ فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً ، فلما نظرت إليها بهت وعرفت أنها بركة من الله ، فحمدت الله ، وصليت على نبيه ، وقدمته إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلما رآه حمد الله ، وقال :
    "من أين لك هذا يا بنية ؟!" .
    قالت : يا أبت ! (هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب) ! فحمد الله ، وقال : ... فذكر الحديث .
    فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى علي ، ثم آكل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأكل علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، وجميع أزواج النبي صلي الله عليه وسلم ، وأهل بيته حتى شبعوا جميعاً ، قالت : وبقيت الجفنة كما هي . قالت : فأوسعت ببقيتها على جميع الجيران ؛ وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً .
    ذكره ابن كثير في "التفسير" (1/ 360) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، سكت عنه ابن كثير ؛ لأنه ساق إسناده ، وهذه عادته وعادة المحدثين : إذا ساقوا إسناد الحديث ؛ فقد برئت ذمتهم وارتفعت المسؤولية عنهم إذا كان الحديث إسناده ضعيفاً أو موضوعاً .
    وقد غفل عن هذه الحقيقة العلمية من قام باختصار "تفسير ابن كثير" وغيرهم ، فيتوهمون أن سكوت ابن كثير عن الحديث معناه أن الحديث ثابت عنده ! وليس كذلك ؛ وبخاصة إذا ساق إسناده ؛ كما بينت ذلك في غير ما موضع .
    وهذا الحديث من هذا القبيل ؛ فإن في إسناده عبدالله بن صالح عن عبدالله ابن لهيعة ، وكلاهما ضعيف .
    ولجهل الشيخ الصابوني بهذا العلم الشريف ، وبتلك الحقيقة العلمية ؛ فقد أورد هذا الحديث مصححاً له في "مختصره" (1/ 280) ، ثم نقل عزو الحافظ ابن كثير لأبي يعلى من "تفسير ابن كثير" إلى حاشية "مختصره" ؛ موهماً القراء أنه من تخريجه ! فما أحراه بقول النبي صلي الله عليه وسلم :
    "المتشبع بما لم يعط ؛ كلابس ثوبي زور" !
    ثم إن الحديث - مع ضعف إسناده - ؛ ففي متنه نكارة في نقدي ؛ مثل قوله : "فإني جائع" ؛ لأنه غير معروف مثله عنه صلي الله عليه وسلم فيما أذكر !
    ومن ذلك قول فاطمة رضي الله عنها لأبيها مرتين :
    بأبي أنت وأمي !
    فإنه ممجوج مرفوض ؛ كما هو ظاهر لا يحتاج إلى بيان !
    ونحوه قولها بعد أن حمدت الله :
    وصليت على نبيه .
    فإنه ليس معهوداً أيضاً قرن الصلاة على النبي مع حمد الله تعالى في مثل هذه المناسبة ! والله أعلم .


    (/1)


    5360 - ( نعم السواك الزيتون ؛ من شجرة مباركة ، يطيب الفم ، ويذهب بالحفر ، هو سواكي ، وسواك الأنبياء قبلي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 595 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 670 - مصورتي) : حدثنا أحمد قال : أخبرنا معلل قال : أخبرنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري عن معاذ بن جبل مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن إبراهيم إلا محمد" .
    قلت : وهو العكاشي ؛ نسب إلى جده الأعلى ؛ فإنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي ؛ كذبوه ؛ كما في "التقريب" . وقال الذهبي :
    "ليس بثقة ، قال الدارقطني : متروك يضع" .
    قلت : فهو علة هذا الحديث .
    وخفي ذلك على الهيثمي ؛ فأعله بالذي دونه ، فقال (2/ 100) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه معلل بن محمد ؛ ولم أجد من ذكره" !
    قلت : كذا قال ! وتبعه الشيخ محمد بن سليمان المغربي في "جمع الفوائد" (1/ 91) ؛ ثم المعلق عليه ، دون أن ينتبهوا إلى ما فيه من الوهم :
    أولاً : الغفلة عن آفته الحقيقية ؛ وهي العكاشي كما ذكرنا . وقد تنبه لها الهيثمي في حديث آخر ، أخرجه الطبراني قبيل هذا بالسند نفسه ، وهو حديث :
    "اتخذوا الديك الأبيض ..." . فقال الهيثمي (5/ 117) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن محصن العكاشي ، وهو كذاب" ، وقد مضى برقم (1695) . ولم أره في "كتاب الطب" من "جمع الفوائد" للمغربي ، وهو مؤخر فيه عن موضعه في "مجمع الهيثمي" ، فلا أدري أسقط من قلمه ، أم أودعه في كتاب آخر عنده ؟! والله أعلم .
    ثانياً : قوله : "معلل بن محمد" خطأ ! والصواب : "معلل بن نفيل" ؛ كذلك وقع في إسناد حديث آخر ساقه قبل هذا الحديث بحديث ، وكذلك وقع في حديث آخر عنده (632) وفي أحاديث أخرى بعده (652-655) ، ونسبه في الأول منها فقال : "الحراني" .
    وبعد كتابة ما سبق ؛ رجعت إلى "مجمع البحرين" للهيثمي (1/ 34/ 2) ، فوجدته قد ساق الحديث بالإسناد المذكور تحته ؛ إلا أنه وقع فيه : ".. معلل بن محمد بن محصن عن إبراهيم ... لم يروه عن إبراهيم إلا محمد" !
    فانكشف لي سبب الوهمين السابقين من الهيثمي . وبيانه : أنه لما نقل الحديث من "المعجم الأوسط" ، أدخل راوياً في آخر ، فبدل أن يكتب : "معلل : أخبرنا محمد بن محصن" كتب : "معلل بن محمد بن محصن" !
    ولما نقل الحديث من "مجمع البحرين" إلى "مجمع الفوائد" وتكلم على إسناده ؛ وقع منه ما وقع من الوهمين المشار إليهما ! والمعصوم من عصمه الله .





  8. #618
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5361 - ( من فصل في سبيل الله ، فمات أو قتل ؛ فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره ، أو لدغته هامة ، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله ؛ فإنه شهيد ، وإن له الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 597 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو داود (1/ 391) : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة : حدثنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان عن أبيه يرد إلى مكحول إلى عبدالرحمن بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    وتابعه عبيد بن شريك : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة به .
    أخرجه البيهقي في "السنن" (9/ 166) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ؛ إلا أن مكحولاً رمي بالتدليس .
    أما بقية ؛ فهو مشهور بذلك ، وقد قال غير واحد من الأئمة :
    "كان يدلس عن المتروكين" .
    ولذلك ؛ فهو من الثقات الذين لا يحتج بحديثهم ما عنعن ، وهذا منه .
    نعم ؛ قد خالف أبا داود وعبيد بن شريك : محمد بن محمد بن سليمان ، فقال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان به .
    فصرح بتحديث بقية .
    أخرجه الحاكم (2/ 78) ، وقال :
    "صحيح على شرط مسلم" !
    فتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : ابن ثوبان لم يحتج به مسلم ؛ وليس بذاك ، وبقية ثقة ، وعبدالرحمن ابن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن" !
    قلت : بين وفاتيهما قرابة أربعين سنة ؛ لأن ابن غنم توفي سنة (78) ، ومكحول توفي سنة (112) في قول ، وسنة (118) في قول آخر ، ولم يذكروا سنة ولادته ، حتى يمكن القول بمعاصرته إياه ، ولكن ثبوت المعاصرة إنما تفيد في الراوي الذي لم يعرف بتدليس ، ومكحول ليس كذلك ؛ كما سبق .
    وابن ثوبان - وإن كان فيه كلام - فالراجح أنه حسن الحديث .
    وأما بقية ؛ فقد عرفت حاله ، وإنما وثقه الذهبي لتصريحه بالتحديث في رواية الحاكم ، وهو الذي غرني قديماً حينما خرجت الحديث في "أحكام الجنائز" (ص 37) ، وقلت عقبه :
    "وصححه الحاكم ، وإنما هو حسن فقط" .
    فلم يتنبه الذهبي - كما لم أتنبه أنا يومئذ - لكون التصريح بتحديث بقية شاذ - بل منكر - ؛ لأمرين :
    الأول : مخالفة محمد بن محمد بن سليمان لأبي داود وعبيد بن شريك كما سبق ؛ فإنهما عنعناه عنه .
    والآخر : أن محمداً هذا - وهو الباغندي - مع كونه من الحفاظ ؛ فقد تكلم فيه بعضهم كلاماً سيئاً حتى اتهم بالكذب ! والذهبي نفسه قال في ترجمته من "الميزان" :
    "كان مدلساً ، وفيه شيء . قال ابن عدي : أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب . وقال الإسماعيلي : لا أتهمه ، ولكنه خبيث التدليس" .
    قلت : فمثله لا يحتج به عند التفرد ، فكيف مع المخالفة ؟!
    ثم وجدت له مخالفاً ثالثاً ثقة : فقال الطبراني في "الكبير" (1/ 167/ 1) : حدثنا خير بن عرفة المصري : أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان به .

    (/1)


    5362 - ( يا عائشة ! اتخذت الدنيا بطنك ؟! أكثر من أكلة كل يوم سرف ، والله لا يحب المسرفين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 600 :
    $موضوع$
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 161/ 2) من طريق العلاء بن مسلمة الرواس (الأصل : سلمة الروامي) : حدثني خالد بن نجيح المصري : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت :
    رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا آكل في يوم مرتين فقال : ... فذكره . وقال :
    "في إسناده ضعف" !
    كذا قال ! وأقره العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 78) !
    وفيه تساهل كبير ؛ فإنما يصح مثل هذا القول فيما لو كان السند إلى ابن لهيعة ثابتاً ، وأنى له ذلك ؟! وفيه آفتان :
    الأولى : خالد بن نجيح المصري ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 355) عن أبيه :
    "هو كذاب ، كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح ، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح ؛ يتوهم أنها من فعله" .
    الأخرى : العلاء بن مسلمة الرواس ؛ قال ابن حبان (2/ 185) :
    "يروي عن العراقيين المقلوبات ، وعن الثقات الموضوعات" . وقال ابن طاهر :
    "كان يضع الحديث" .
    نعم ؛ قد رواه البيهقي (2/ 158/ 1-2) بإسناد آخر عن ابن لهيعة نحوه ؛ هو خير من هذا :
    أخرجه من طريق يحيى بن عثمان المصري : حدثني أبي عن ابن لهيعة ... فذكره بلفظ :
    "يا عائشة ! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك ؟! الأكل في اليوم مرتين من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين" .
    (تنبيه) : كنت خرجت هذا الحديث فيما تقدم برقم (257) نقلاً عن "الإحياء" و "تخريجه" ، وعن "الترغيب" للمنذري ، وكان ذلك قبل أن نطلع على إسناده في "شعب البيهقي" ، فلما وقفت عليه فيه ؛ بادرت إلى تخريجه ،وبيان الفرق بين إسناديه ولفظيه ، فتبين الآن أنه ليس عند البيهقي لفظ : "إياك والسرف" ، الذي جاء في "الإحياء" ، وعزاه العراقي للبيهقي ، فاقتضى التنبيه .

    (/1)

    5363 - ( ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب والمركوب ، والراكبة والمركوبة ، والإمام الجائر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 601 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 3256) : حدثنا بكر : قال : أخبرنا أبو عطاء بلال بن عمرو عن صالح بن أبي صالح عن عمر بن راشد عن عبدالرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن حرملة إلا عمر بن راشد ، ولا عن عمر إلا صالح بن أبي صالح ، تفرد به أبو عطاء" .
    قلت : ولم أجد من ترجمه ، ولم يذكره الدولابي في "الكنى" .
    ومثله صالح بن أبي صالح ، وفي "التهذيب" بهذا الاسم جمع ، ولكنهم من التابعين ، وهو دونهم كما ترى .
    وأما عمر بن راشد ؛ فهو المدني الجاري ، يروي عن مالك وابن عجلان وطبقتهما . قال أبو حاتم :
    "وجدت حديثه كذباً وزوراً" . وقال الحاكم ، وأبو نعيم :
    "يروي عن مالك أحاديث موضوعة" .
    وبه أعل الحديث الهيثمي ، فقال في "المجمع" (4/ 282) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمر بن راشد المدني الجاري ؛ وهو كذاب" .
    وأما المنذري ؛ فقد اكتفى بالإشارة إلى ضعفه (3/ 138) ‍‍!
    وهذا من تساهله الذي شرحت القول عنه في مقدمة "صحيح الترغيب" و "ضعيفه" ، وهو تحت الطبع .
    (/1)

    5364 - ( من ولي أمة من أمتي - قلت أو كثرت - ، فلم يعدل فيهم ؛ كبه الله على وجهه في النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 602 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 6773 - مصورتي) من طريق هشام بن عمار : حدثنا عبدالعزيز بن الحصين عن عمار الدهني : حدثني إبراهيم بن [يزيد] معقل بن يسار عن أبيها معقل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وقال :
    "لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلا عبدالعزيز بن الحصين ، تفرد به هشام" .
    قلت : عبدالعزيز هذا واه ؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (3/ 139) .
    وقد خولف في إسناده ؛ فقال عبيدالله بن موسى : حدثنا إسرائيل عن عامر الدهني عن أبيه عن أم معقل عن أبيها قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أخرجه الحاكم (4/ 90-91) ، وقال :
    "هذه أم معقل بنت معقل بن سنان الأشجعي ، وهو صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : لم أر من ذكر أم معقل هذه ، وأخشى أن يكون محرفاً من (ابنة معقل) كما في الإسناد الأول ، وليس اعتمادي عليه فيما ذهبت إليه فحسب ؛ فقد روى الإمام أحمد (4/ 25) : حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت إسماعيل البصري يحدث عن ابنة معقل بن يسار عن أبيها معقل قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "ليس من والي أمة - قلت أو كثرت - لا يعدل فيها ؛ إلا كبه الله تبارك وتعالى على وجهه في النار" .
    لكني لم أعرف إسماعيل البصري ! وفي طبقته جماعة ؛ فيهم الثقة والضعيف والمجهول . وذكر الحافظ في ترجمة (ابنة معقل) من "التعجيل" أنه روى عنها إسماعيل الأودي ، ولم يذكره السمعاني في هذه النسبة (الأودي) ، وقد رواه عنه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 221/ 514) ، ونسبه في رواية ثانية (517) فقال : (الكندي) ، وفي أخرى (518) : (الأزرق) .
    ومثله ابنة معقل هذه ؛ فإن الحافظ لم يذكر راوياً عنها غير إسماعيل المذكور .
    وقد تابعها أخوها عبدالرحمن بن معقل بن يسار عن أبيه بلفظ :
    "أيما وال ولي شيئاً من أمر المسلمين ، فلم ينصح لهم كنصحه لنفسه ؛ كبه الله على وجهه يوم القيامة في النار" .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 94) بإسناد جيد عنه ؛ كما بينته في "الروض النضير" (رقم 868) .
    وأما عبدالرحمن هذا ؛ فقد قلت هناك : إني لم أجد من ذكره ! وأقول الآن :
    لعله عبدالرحمن بن عبدالله بن معقل بن يسار ؛ فقد ذكره هكذا ابن أبي حاتم (2/ 2/ 252) ، وكذا ابن حبان في "الثقات" (3/ 154 - طبع الهند) ، وذكرا أنه روى عن عمر أو ابن عمر . وروى عنه قرة بن خالد السدوسي .
    وعليه ؛ يكون قد نسب في هذه الرواية إلى جده معقل ، فهو تابعي مستور .
    وجملة القول : أن الحديث لم يثبت عندي بهذا اللفظ ؛ لاضطراب الرواة في الراوي عن معقل ؛ هل هو عبدالرحمن أو ابنة معقل ؟ وسواء كان هذا أو ذاك فكلاهما مجهول .
    ولو أن الحديث جاء بإسنادين ثابتين عنهما ؛ لكان احتمال تقوية الحديث بمجموع روايتيهما وارداً ، فكيف وقد جاء من طرق أخرى عن معقل رضي الله عنه في "الصحيحين" وغيرهما بغير هذا اللفظ ، فراجعها إن شئت في "الأحاديث الصحيحة" (1754،2631) .

    (/1)



    5365 - ( لا تنكحوا القرابة القريبة ؛ فإن الولد يخلق ضاوياً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 605 :
    $لا أصل له مرفوعاً$
    وقد اشتهر اليوم عند متفقهة هذا الزمن ودكاترته ، الذين لا يتقون الله في طلابهم ، فيلقون عليهم من الأقوال والآراء ما لا حجة عليه ولا برهان ، ومن الأحاديث ما لا سنام له ولا خطام ، وما لا أصل له من كلامه عليه الصلاة والسلام ، كهذا الحديث ؛ فإني سئلت عنه مراراً من بعض طلابهم ؟ فقد قال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" (ق 118/ 1) :
    "غريب . قال ابن الصلاح : لم أجد له أصلاً" .
    ولعله غرهم أن ابن الأثير أورده في "النهاية" في مادة (ضوا) ، جاهلين أنه لا يتقيد فيه بما ثبت من الحديث ؛ لأن غرضه شرح الغريب منه ، ثبت أو لم يثبت ، وكم من حديث فيه لا يعرف له أصل في كتب الحديث ؛ فضلاً عن الأحاديث الضعيفة ! مثله في ذلك مثل الغزالي في "الإحياء" ، بل هذا أهل لينتقد أكثر من ذاك ؛ لأن كتابه كتاب هداية وتربية وتوجيه ، فلا يجوز إيراد الأحاديث الضعيفة فيه والواهية ، ولذلك ؛ بالغ العلماء في انتقاده والرد عليه ، ولعله هو عمدة ابن الأثير في حديث الترجمة ؛ فقد أورده الغزالي في "إحيائه" (2/ 38) في جملة أحاديث صرح بنسبتها إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وكلها منكرة ! بين ذلك العراقي في "تخريجه" إياه ، فقال - بعد أن نقل عن ابن الصلاح أنه لا أصل له ، وأقره - :
    "قلت : إنما يعرف من قول عمر أنه قال لآل السائب : قد أضويتم ؛ فانكحوا في النوابغ .
    وراه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" وقال : معناه : تزوجوا الغرائب . قال : ويقال : أغربوا ولا تضووا" .
    قلت : فهذا صريح من الحافظ الحربي أن الجملة الأخيرة : "أغربوا ولا تضووا" ليس حديثاً ، فلا تغتر بإيهام ابن الأثير أنه حديث !

    (/1)

    5366 - ( نعم ؛ ما لم تقم على باب سدة ، أو تأتي أميراً تسأله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 606 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 2769) - بإسناد صحيح - عن خالد بن حارث قال : حدثني طريف بن عيسى العنبري قال : أخبرنا يوسف بن عبدالحميد قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم فحدثنا :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دعا لأهله ، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما . فقلت : يا رسول الله ! من أهل البيت أنا ؟ قال : ... فذكره . وقال :
    "لم يرو هذا الحديث ن طريف إلا خالد" .
    قلت : وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين .
    وإنما العلة ممن فوقه ؛ فإن طريفاً هذا وشيخه يوسف ليسا بمعروفين ؛ فقد أوردهما ابن أبي حاتم (2/ 1/ 494) و (4/ 2/ 226) بهذه الرواية ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك فعل البخاري في "التاريخ" ، وابن حبان في "الثقات" ؛ فإنه أورد يوسف هذا في طبقة التابعين من كتابه "الثقات" (3/ 296) بهذه الرواية أيضاً .
    والظن به أنه أورد طريفاً أيضاً في طبقة أتباع التابعين منهم ، ولكن المجلد الخاص بها ما علمنا أنه طبع بعد ، ومخطوطة الظاهرية منه محجوزة الآن في قسم التصوير من المجمع العلمي بدمشق لتصويره ، فلعلنا نتمكن من مراجعته بعد إن شاء الله تعالى .
    وإن مما يؤيد ظني المذكور ؛ قول المنذري في "الترغيب" (3/ 151) - وتبعه الهيثمي في "المجمع" (9/ 173) - :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات" !
    قلت : وهذا من تساهلهما الذي عرفا به ؛ إذ إنهما جريا في كتابيهما على الاعتداد بما تفرد ابن حبان بتوثيقه من الرواة ، مع تساهله في ذلك عند المحققين من العلماء ؛ كما سبق التنبيه على ذلك مراراً .
    ثم رأيت طريفاً المذكور في "الثقات" (8/ 327) من رواية خالد بن الحارث عنه ؛ فهو مجهول كشيخه يوسف .

    (/1)

    5367 - ( من مشى مع ظالم ليعينه - وهو يعلم أنه ظالم - ؛ فقد خرج من الإسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 607 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 32/ 2) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرنا عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل - أحد بني المجمع - حدثه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم :
    أولاً : أوس بن شرحبيل ؛ قيل : له صحبة : وأنكر ذلك ابن حبان كما يأتي .
    وقيل فيه : شرحبيل بن أوس ، على القلب . أورده البخاري في "التاريخ" هكذا (2/ 2/ 250) . وقال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 337) :
    "وهو أشبه ، له صحبة" .
    وجوز ابن شاهين أنهما اثنان . وقال البغوي :
    "والأصح عندي : شرحبيل" .
    ورجح الحافظ المغايرة .
    ثانياً : أبو الحسن نمران بن مخمر ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 497) برواية جمع عنه ؛ أحدهم حريز بن عثمان عنه .
    وجاء في "تعجيل المنفعة" أنه ذكره ابن حبان في "الثقات" . ولم أره في "التابعين" منه ، فلعله أورده في "أتباعهم" ؛ ولا تطوله الآن يدي .
    ثالثاً : عياش بن مؤنس . أورده ابن أبي حاتم (3/ 2/ 5) فقال :
    "عياش بن مؤنس أبو معاذ . روى عن شداد بن شرحبيل الأنصاري . وسمع منه (!) نمران بن مخمر ، وروى عنه حبيب بن صالح" !
    هكذا قال ! جعله تابعياً يروي عنه نمران بن مخمر ، وظاهر كلامه في ترجمة نمران أنه تابعي أيضاً .
    وقد عكس ذلك ابن حبان فأصاب ؛ فقال في "الثقات" في (التابعين) أيضاً (3/ 207) :
    "عياش بن مؤنس ، يروي عن نمران بن مخمر عن شرحبيل بن أوس - ويقال : إن له صحبة ، وما أراه بمحفوظ - . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
    وهكذا أورده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 47) :
    "عياش بن مؤنس ، سمع نمران . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
    قلت : ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك صنع ابن أبي حاتم كما رأيت ؛ فهو مجهول العين ، أو مجهول الحال ؛ إن صح أنه سمع منه حبيب بن صالح أيضاً .
    وأما عمرو بن إسحاق - شيخ الطبراني - ؛ فلم أقف له على ترجمة ، ولا في "تاريخ دمشق" لابن عساكر !
    وأما أبوه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ؛ فضعيف ، بل كذبه بعضهم .
    لكن قال البخاري في ترجمة شرحبيل : "وقال عمرو بن الحارث ..." فذكره ، فلا أدري إذا كان عنده من طريق أخرى عن عمرو أم لا .
    وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فالعلة من عياش بن مؤنس ؛ لجهالته كما علمت . ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 153) إلى تضعيف الحديث ، وقال :
    "وهو حديث غريب" . وقال الهيثمي في "المجمع" :
    ".. وفيه عياش بن مؤنس ، ولم أجد من ترجمة (!) ؛ وبقية رجاله وثقوا" !

    (/1)

    5368 - ( لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته ، وردد لعنته على واحد منهم ثلاثاً ، ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه ، قال :
    ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط .
    ملعون من ذبح لغير الله .
    ملعون من أتى شيئاً من البهائم .
    ملعون من عق والديه .
    ملعون من جمع بين المرأة وابنتها .
    ملعون من غير حدود الأرض .
    ملعون من ادعى إلى غير مواليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 610 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8492 - ط) ، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (73/ 254/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 341/ 1) من طرق عن أبي مصعب الزهري : حدثني محرر بن هارون - رجل من قريش - عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً .
    وتابعه عبدالله بن عمر بن الرماح - عند ابن عدي - ، وبشر بن الحكم بن حبيب بن مهران - عند البيهقي في "الشعب" (2/ 132/ 2) - ؛ كلاهما عن محرر بن هارون به .
    وخالف أبو عتبة أحمد بن الفرج فقال : حدثنا ابن أبي فديك : حدثنا هارون التيمي عن الأعرج به .
    أخرجه الحاكم (4/ 356) ، وسكت عنه ! وتعقبه الذهبي ، فقال :
    "قلت : هارون ضعفوه" .
    قلت : هو هارون بن هارون بن عبدالله بن محرر بن الهدير القرشي التيمي ، فهو أخو محرر بن هارون ، وكلاهما ضعيف جداً .
    لكن أبو عتبة أحمد بن الفرج ضعيف ، فلا يحتج به عند التفرد ، فكيف عند المخالفة ؟
    ولم يتنبه لهذا المنذري ؛ فقال (3/ 198) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ إلا محرز بن هارون التيمي ، ويقال : (محرر) بالإهمال .
    ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر ، وقال : "صحيح الإسناد" . وكلاهما واه ؛ ولكن محرز قد حسن له الترمذي ، ومشاه بعضهم ، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون" !
    قلت : إن كان لا بد من المفاضلة بينهما ؛ فالعكس هو الصواب ، كما يشير إلى ذلك قول الحافظ ابن حجر في الأول :
    "محرر - براءين ؛ وزن محمد ؛ على الصحيح - ابن هارون بن عبدالله التيمي - متروك" .
    وقال في أخيه :
    "ضعيف" .
    ولكني أرى أنهما في شدة الضعف سواء ؛ فالأول قد قال فيه البخاري وغيره :
    "منكر الحديث" . وقال ابن حبان (3/ 20) :
    "كان ممن يروي عن الأعرج ما ليس من حديثه ، وعن غيره ما ليس من حديث الأثبات ، لا تحل الرواية عنه ، ولا الاحتجاج به" .
    وقال في أخيه هارون (3/ 94) :
    "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط" .
    وضعفه غيره .
    لكن الحديث قد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ آخر ، وفيه ذكر السبعة غير :
    ".. ملعون من جمع بين امرأة وابنتها" ، وذكر مكانه :
    "لعن الله من كمه أعمى عن الطريق" .
    وهو مخرج في "الصحيحة" (3462) .

    (/1)

    5369 - ( يا معشر المسلمين ! اتقوا الله وصلوا أرحامكم ؛ فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم . وإياكم والبغي ؛ فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي . وإياكم وعقوق الوالدين ؛ فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ، والله ! لا يجدها عاق ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جار إزاره خيلاء ، إنما الكبرياء لرب العالمين . والكذب كله إثم ؛ إلا ما نفعت به مؤمناً ، ودفعت به عن دين . وإن في الجنة لسوقاً ما يباع فيها ولا يشترى ، ليس فيها إلا الصور ، فمن أحب صورة من رجل أو امرأة ؛ دخل فيها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 613 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 5794) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (2/ 42/ 195) : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن كثير الكوفي قال : أخبرنا جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر بن عبدالله قال :
    خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن مجتمعون ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أحمد بن محمد ابن طريف" .
    قلت : ولم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ؛ وقد ذكره في "التهذيب" في الرواة عن أبيه محمد بن طريف ، وكناه بأبي زيد ، وكنية أبيه : أبو جعفر الكوفي ، وهو من شيوخ مسلم الثقات .
    لكن محمد بن كثير الكوفي متهم ؛ قال البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 217) :
    "منكر الحديث" . وقال ابن حبان (2/ 287) :
    "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات ، التي إذا سمعها من الحديث صناعته ؛ علم أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحتج به بحال" . وفي "ميزان الذهبي" :
    "قال أحمد : خرقنا حديثه . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال ابن المديني : كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه . ومشاه ابن معين" .
    قلت : وساق له ابن عدي في "الكامل" (6/ 255-256) أحاديث منكرة جداً ، تدل على سوء حاله ، وقال :
    "وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه ، والبلاء منه" .
    ومن هذه الأحاديث : ما أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 76) بلفظ :
    "من عطس أو تجشأ ، أو سمع عطسة أو جشاءً ، فقال : الحمد لله على كل حال من الأحوال ؛ صرف الله عنه سبعين داءً ، أهونها الجذام" .
    ولعله يأتي إن شاء الله تعالى .
    قلت : وبه أعل الهيثمي حديث الترجمة ، فقال (5/ 125) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن كثير الكوفي ، وهو ضعيف جداً" .
    وفيه علة ثالثة ، وهي جابر الجعفي ؛ فإنه ضعيف ، بل قد كذبه بعضهم .
    وقد أعله به أيضاً الهيثمي في مكان آخر ، فقال (8/ 149) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن كثير عن جابر الجعفي ، وكلاهما ضعيف جداً" .
    وأشار المنذري في "الترغيب" إلى تضعيف الحديث في موضعين منه بقوله في أوله :
    "وروي عن جابر .." (3/ 99،221-222) .
    والحديث ؛ أورده السيوطي في "الجامع الكبير" بتقديم وتأخير ، وقال :
    "رواه ابن عساكر [6/ 223] عن محمد بن الفرات الجرمي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي . ومحمد كذبه أحمد وغيره ، وقال (د) : روى أحاديث موضوعة" .
    واعلم أنه قد صح من الحديث ما يتعلق بثواب صلة الرحم ، وعقوبة البغي وقطيعة الرحم ، روي ذلك من طرق ؛ خرجتها في "الصحيحة" (978) .
    والفقرة الأخيرة منه في سوق الجنة ؛ قد روي بإسناد خير من هذا ؛ ولكنه ضعيف لا يصح ؛ كما سبق بيانه برقم (1982) في المجلد الرابع .

    (/1)

    5370 - ( أربعة يصبحون في غضب الله ، ويسمون في سخط الله . قلت : ومن هم يا رسول الله ؟! قال : المتشبهون من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، والذي يأتي البهيمة ، والذي تأتيه الرجال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 615 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 110) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 306/ 1) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (2/ 121/ 1) و (4/ 356/ 5385) ، والطبراني في "الأوسط" (رقم 7001) من طريق دحيم : حدثنا ابن أبي فديك عن محمد بن سلام الخزاعي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
    أورده البخاري في ترجمة ابن سلام الخزاعي هذا ، وقال :
    "لا يتابع عليه" . وقال ابن عدي :
    "وهذا الذي أنكره البخاري لا أعلم رواه عن محمد بن سلام غير ابن أبي فديك" .
    وكذا قال الطبراني أن ابن أبي فديك تفرد به عن ابن سلام . وقال أبو حاتم :
    "مجهول" . وقال الذهبي :
    "لا يعرف" .
    قلت : وأما أبوه سلام الخزاعي ؛ فلعله سلام بن أبي مطيع - واسمه سعد - الخزاعي ؛ المترجم في "التهذيب" برواية الشيخين عنه . وبروايته هو عن قتادة وهشام ابن عروة ؛ وغيرهما . فإن يكن هو ؛ فمعنى ذلك أن في الإسناد انقطاعاً ؛ لأنه من أتباع التابعين ، ولذلك ؛ لم يذكروا له رواية عن الصحابة . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ثقة صاحب سنة ، في روايته عن قتادة ضعف ، من السابعة ، مات سنة أربع وستين (ومئة) ، وقيل بعدها" .
    (/1)





  9. #619
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5371 - ( يا أيها الناس ! قتيل قتل وأنا فيكم ولا يعلم من قتله ؟! لو اجمتع أهل السماء والأرض على قتل امرىء ؛ لعذبهم الله ؛ إلا أن يفعل ما يشاء . وفي رواية : إلا أن لا يشاء ذلك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 616 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 258/ 1) ، والبيهقي في "السنن" (8/ 32) وفي "الشعب" (4/ 347/ 5351) من طرق عن عطاء بن مسلم الخفاف عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال :
    قتل قتيل على عهد النبي صلي الله عليه وسلم لم يعلم من قتله ؟ فصعد النبي صلي الله عليه وسلم المنبر فقال : ... فذكره . والسياق لـ "الشعب" ، والرواية الأخرى لابن عدي . وقال :
    "عطاء بن مسلم ؛ في أحاديثه بعض ما ينكر عليه" .
    قلت : وقد بين سبب ذلك ابن أبي حاتم ، فقال (3/ 1/ 336) عن أبيه :
    "كان شيخاً صالحاً يشبه بيوسف بن أسباط ، وكان دفن كتبه ، وليس بقوي ؛ فلا يثبت حديثه" . ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء كثيراً" .
    قلت : ومما يدل على ضعفه : اضطرابه في متن هذا الحديث ؛ فهو تارة يذكر الزيادة التي في آخره :
    "إلا أن لا يشاء ذلك" ؛ وهي من رواية الحسن بن حماد الحضرمي وإبراهيم ابن موسى الرازي - وكلاهما ثقة - .
    وتارة لا يذكرها ؛ كما في رواية للبيهقي من طريق علي بن قادم عنه - وهو ثقة أيضاً - ، وتابعه محمد بن مهران الجمال - وهو ثقة حافظ - ، فرواه عنه بدونها أيضاً ؛ إلا أنه قال :
    "بلا عدد ولا حساب" .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 172/ 2) .
    ويؤكد نكارة هذه الزيادة أمور :
    أولاً : أن الحديث قد جاء عن جمع من الصحابة بأسانيد قوية بألفاظ متقاربة ، ليس في شيء منها هذه الزيادة ، وقد خرجت بعضها في "الروض النضير" تحت الحديث (925) ، وأخرج الكثير منها الحافظ المنذري في "الترغيب" (3/ 202) ؛ فليراجعه من شاء الوقوف عليها ، أو في كتابي "صحيح الترغيب والترهيب" .
    ثانياً : أن الحديث قد روي بهذه القصة عن أبي سعيد الخدري قال :
    قتل قتيل على عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، فصعد المنبر ... الحديث نحوه دون الزيادة .
    أخرجه البزار (ص 236 - زوائده) ، والحاكم (4/ 352) من طريق داود ابن عبدالحميد : حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عنه ، وزاد :
    "والذي نفسي بيده ! لا يبغضنا - أهل البيت - أحد ؛ إلا كبه الله في النار" . وقال البزار :
    "أحاديث داود عن عمرو ؛ لا نعلم أحداً تابعه عليها ، وهو ضعيف ، وعطية كذلك" .
    وسكت عنه الحاكم ! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : خبر واه" . وقال الهيثمي (5/ 296) :
    "رواه البزار ، وفيه داود بن عبدالحميد ، وغير من الضعفاء" .
    لكن أخرجه الترمذي (1/ 262) من طريق يزيد الرقاشي : حدثنا أبو الحكم البجلي قال : سمعت أبا سعيد الخدري وأبا هريرة يذكران عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكر الحديث دون الزيادة . وقال :
    "حديث غريب" .
    قلت : أي : ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي .
    وقد تابعه أبو حمزة الأعور عن أبي الحكم البجلي عن أبي هريرة وحده .
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 117/ 2) .
    وأبو حمزة هذا ؛ اسمه ميمون القصاب ، وهو ضعيف أيضاً .
    لكن العله يتقوى أحدهما بالآخر ؛ فيكون الحديث حسناً بهما ، وهو صحيح قطعاً بالشواهد التي سبقت الإشارة إليها .
    ثالثاً : أن الحديث لو كان عند ابن عباس بهذه الزيادة ؛ لم يذهب - إن شاء الله - إلى أن القاتل لا توبة له ، وقد صح هذا عنه من طرق ؛ كما تراه مخرجاً في "الصحيحة" برقم (2697) .
    من أجل ما سبق من البيان والتحقيق ؛ لم يحسن المنذري صنعاً حين أورد حديث الترجمة في "الترغيب" (3/ 202) من رواية البيهقي ساكتاً عليه ! والله المستعان .

    (/1)


    5372 - ( من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ؛ فليتق الله ، وليصل رحمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 619 :
    $ضعيف بهذا التمام$
    أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 143) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 224/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (3165) ، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 132/ 1) ، والحاكم (4/ 160) ، والضياء في "المختارة" (1/ 188-189) من طريق معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط ، ومعمر ليس ممن روى عنه قبل الاختلاط ، ثم - هو إلى اختلاطه - مدلس ، وقد عنعنه عند جميع من خرجه .
    وكذلك رواه أبو حفص الأبار عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم به .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7024) .
    نعم ؛ إنه قد توبع ؛ فقد أخرجه البزار في "مسنده" (1879) من طريق عبدالحميد بن عبدالعزيز بن أبي رواد : حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة به ، دون قوله :
    "ويدفع عنه ميتة السوء" . وقال البزار :
    "قد روي هذا مرفوعاً من وجوه ، وأعلى من روى ذلك علي ، وقد روي عن علي من طريق آخر ، ولا أحسب ابن جريج سمع هذا من حبيب ، ولا رواه غيره" .
    قلت : فلا غناء في هذه المتابعة ، وذلك ؛ لوجوه :
    الأول : ما أشار إليه البزار من الانقطاع بين ابن جريج وحبيب ، وليس ذلك لأنه لم يعاصره ؛ فإن بين وفاتيهما نحو ثلاثين سنة فقط ، ويوم مات ابن جريج كان قد جاوز السبعين ، وإنما لأنه كان يدلس ، وهو معروف بذلك .
    الثاني : الانقطاع أيضاً بين حبيب بن أبي ثابت وعاصم بن ضمرة ؛ فإنه موصوف بالتدليس أيضاً ، وقد عنعنه ، ولعله لذلك قال أبو داود :
    "ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شيء يصح" .
    الثالث : ضعف عبدالمجيد بن عبدالعزيز ؛ مع كونه من رجال مسلم ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء ، وكان مرجئاً ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
    الرابع : أنه ليس في هذه المتابعة تلك الزيادة :
    ".. ميتة السوء" ! وإنما خرجت الحديث هنا من أجلها ، وإلا ؛ فالحديث بدونها صحيح ؛ قد جاء عن جمع من الصحابة ؛ كما أشار إلى ذلك البزار فيما تقدم عنه ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (276) ، وفي "صحيح أبي داود" (1486) .
    ومما سبق من التحقيق ؛ تعلم ما في قول المنذري من التساهل والإجمال ؛ إذ قال (3/ 223) :
    "رواه عبدالله بن أحمد في "زوائده" ، والبزار بإسناد جيد ، والحاكم" !
    ومثله قول الهيثمي (8/ 153) - وأقره الأعظمي في تعليقه على "كشف الأستار" - :
    "رواه عبدالله بن أحمد ، والبزار ، والطبراني في "الأوسط" ، ورجال البزار رجال "الصحيح" ؛ غير عاصم بن ضمرة ، وهو ثقة" ! وما ذكرته من التساهل والإجمال ظاهر ؛ لأنه لو سلمنا بجودة إسناد البزار وثقة رجاله كلهم ؛ لم يفد ذلك في حديث الترجمة شيئاً ؛ لما ذكرنا أن فيه الزيادة ، وهي ليست عند البزار !
    وقد وجدت لها شاهداً ؛ ولكنه مما لا غناء فيه أيضاً ؛ لما فيه من الضعف الشديد ، وهو ما أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1014) من طريق صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
    "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بها في العمر ، ويدفع بها ميتة السوء ، ويدفع الله بها المكروه والمحذور" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :
    الأولى : صالح المري - وهو ابن بشير الزاهد - ضعيف جداً ؛ قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 372) :
    "كان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن على التوهم ، فيجعله عن أنس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات ، فاستحق الترك" .
    ولذلك ؛ قال البخاري وغيره :
    "منكر الحديث" . وقال النسائي :
    "متروك" .
    وضعفه الآخرون . وبه أعله الهيثمي ، فقال (8/ 151) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه صالح المري ، وهو ضعيف" .
    والأخرى : الرقاشي ؛ وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
    وقد تركه بعضهم ، فهو قريب من صالح المري ، فانظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 223-224) إلى تضعيف الحديث .
    وفي (أن الصدقة تمنع ميتة السوء) طريق أخرى عن الرقاشي ، وأحاديث أخرى شديدة الضعف أيضاً ، وهي مخرجة في "إرواء الغليل" برقم (885) .
    (/1)


    5373 - ( ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم ؛ فيقرب قصعتهم شيطان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 623 :
    $موضوع$
    أخرجه الحارث بن أبي أسامة (ق 108/ 2 - زوائد مسنده) ، و الطبراني في "الأوسط" (7307) عن يزيد بن هارون : حدثنا الحسن بن واصل : حدثني الأسود بن عبدالرحمن العدوي عن هصان بن كاهل عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به يزيد بن هارون" .
    ومن هذا الوجه : أخرجه الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/ 16) في ترجمة الحسن بن واصل . وقال :
    "وهو الحسن بن دينار" .
    قلت : وهو متروك ؛ كذبه غير واحد ؛ قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 232) .
    "يحدث الموضوعات عن الأثبات ، ويخالف الثقات في الروايات ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لها ، تركه ابن المبارك ووكيع ، وأما أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ؛ فكانا يكذبانه .." ؛ ثم ساق له أحاديث ؛ هذا أحدها ، وقال :
    "باطل لا أصل له" .
    ولذلك ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (آخر الصدقات) .
    وقعقع حوله السيوطي في "اللآلي" ؛ فلم يصنع شيئاً كغالب عادته ! وقد أقره في "الجامع الكبير" .
    وتساهل بعضهم فحسنه ! فقال المنذري (3/ 230) :
    "حديث غريب ، رواه الطبراني في "الأوسط" ، والأصبهاني ؛ كلاهما من رواية الحسن بن واصل ، وكان شيخنا أبو الحسن رحمه الله يقول : هو حديث حسن" !
    قلت : ولعله أراد (حسن) لغة لا اصطلاحاً .
    وقلده الهيثمي ؛ بل زاد عليه ضغثاً على إبالة ؛ فقال (8/ 160) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفيه الحسن بن واصل ، وهو الحسن بن دينار ، وهو ضعيف لسوء حفظه ، وهو حديث حسن" !

    (/1)


    5374 - ( أنا أول من يفتح باب الجنة ؛ إلا أني تأتي امرأة تبادرني ، فأقول لها : ما لك ، ومن أنت ؟! فتقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 624 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1569-1570) عن عبدالسلام بن عجلان الهجيمي : أخبرنا أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير عبدالسلام هذا ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "قال أبو حاتم : يكتب حديثه . وتوقف غيره في الاحتجاج به" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ولكنه قال :
    "يخطىء ويخالف" .
    قلت : ومن كان كذلك ؛ فحري أن لا يحتج به ، ولا سيما ولم يوثقه أحد غيره ، فقول المنذري (3/ 231) :
    "رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن" !
    غير حسن .
    ومن طريقه عبدالسلام المذكور : أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 71) ؛ لكن وقع فيه : "عن أبي يزيد المدني" مكان : "أخبرنا أبو عثمان النهدي" ! ولعله من سوء حفظ عبدالسلام نفسه . والله أعلم .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (8/ 162) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه عبدالسلام بن عجلان ، وثقه أبو حاتم (كذا) ، وابن حبان ، وقال : يخطىء ويخالف . وبقية رجاله ثقات" !!
    قلت : فقوله : "وثقه أبو حاتم" خطأ ؛ لأن أبا حاتم إنما قال فيه :
    "شيخ يكتب حديثه" .
    وهذا ليس يعني أنه ثقة عنده ، بل هو دونه ؛ كما في "درجات رواة الحديث" عنده (1/ 37) ، أي : في المرتبة الثالثة ؛ قال :
    "وإذا قيل : "شيخ" ؛ فهو بالمنزلة الثالثة ، يكتب حديثه وينظر فيه ؛ إلا أنه دون الثانية" .
    ولذلك ؛ قال الذهبي في "الميزان" (2/ 385) :
    "قوله : "هو شيخ" ؛ ليس هو عبارة جرح ، ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : "يكتب حديثه" ؛ أي : ليس هو بحجة" .
    ولذلك ؛ رأيت الحافظ لما ترجم في "التهذيب" لـ (العباس بن الفضل المدني) بسماع أبي حاتم منه وقوله : "شيخ" ، وبذكر ابن حبان إياه في "الثقات" [8/ 511] ؛ لم يوثقه في "التقريب" ، بل قال فيه :
    "مقبول" . فخذها فائدة قد لا تراها في مكان آخر .
    وإن مما يدل على ضعف عبدالسلام هذا ، وأنه لا يحتج به : اضطرابه في إسناده ومتنه :
    أما الإسناد ؛ فقد جعل (أبا يزيد المدني) مكان (أبي عثمان النهدي) عند الخرائطي ، كما تقدم .
    وأما المتن ؛ فلفظه عنده :
    "حرم الله على كل آدمي الجنة يدخلها قبلي ؛ غير أني أنظر عن يميني ؛ فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة ، فأقول : ما لهذه تبادرني ؟ فيقال لي : يا محمد ! هذه امرأة كانت حسناء جملاء ، وكان عليها يتامى لها ، فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ ، فشكر الله لها ذلك" . (2/ 646 - "المكارم" - الطبعة الجديدة) .
    إذا عرفت هذا ؛ فمن الخطأ - الناشىء من قلة التحقيق - قول المعلق على "مسند أبي يعلى" (12/ 7) :
    "إسناده جيد" !
    لا سيما وقد نقل عن البوصيري أنه ضعف إسناده بـ (عبدالسلام) هذا في "إتحاف الخيرة" (2/ 139) !
    وما نقله من توثيق ابن شاهين إياه ؛ ففيه نظر ؛ لمخالفته لقول أبي حاتم ، ونسبة ابن حبان - على تساهله - إياه إلى الخطأ والمخالفة .
    يضاف إلى ذلك أننا قد لمسنا في توثيقات ابن شاهين من التساهل ما عرف به غيره ، وإذا رجعت إلى ترجمته في "التذكرة" و "السير" ؛ رأيت فيه كلاماً كم حيث معرفته بالرجال ، فراجع لكي تتحقق مما نقول ، ولا تكن ممن يعرف الحق بالرجال !

    (/1)


    5375 - ( إن الله تعالى يقول : يا عبادي ! كلكم مذنب إلا من عافيت ؛ فاستغفروني أغفر لكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيت ، إني جواد ماجد واجد ؛ أفعل ما أشاء ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ؛ إذا أردت شيئاً فإنما أقول له : كن فيكون ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 627 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (5/ 177) من طريق شهر عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ شهر - وهو ابن حوشب - ، وقال في "التقريب" :
    "صدوق ، كثير الإرسال والأوهام" .
    وقد كان الداعي إلى تخريجه : أنني سافرت سفرة اضطرارية إلى الإمارات العربية ، فكنت في دعوة غداء عند بعض المحبين في الله في (أبو ظبي) يوم الجمعة 9 محرم سنة 1402 هـ ، وفي المجلس شاب يماني سلفي يدعى بـ (عبدالماجد) ، فسأل أحد الحاضرين : هل (الماجد) من أسماء الله تعالى ؟ فقلت : لا أعلمه إلا في رواية الترمذي للحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة :
    "إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مئة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة" ، فزاد الترمذي فيه سرد الأسماء ، وفيها هذا الاسم (الماجد) ! لكن العلماء ضعفوا هذه الزيادة ، وهي في "المشكاة" (2288) ، مع بيان ضعفها .
    فذكر أحد الحاضرين أنه رأى هذا الاسم في حديث آخر في "مختصر تفسير ابن كثير" للشيخ الصابوني ، فطلبته ، فرأيته قد ساقه محذوف السند كعادته ، غير مشير إلى ضعفه ؛ لأنه من الجمهور الذي لا علم عنده بالصناعة هذه ؛ بل هو يستكثر بما ليس عنده ؛ فإن الحديث يكون في الأصل "تفسير ابن كثير" مخرجاً معزواً لبعض أصحاب الحديث المؤلفين ، فيختصر التخريج من "مختصره" ، ويجعله في أسفل حاشيته ، يوهم القراء أن التخريج له ، وليس له منه إلا التزوير ، كما يشير إلى ذلك قوله صلي الله عليه وسلم :
    "من تشبع بما لم يعط ؛ فهو كلابس ثوبي زور" .
    ولو أنه فعل ذلك مرة أو مرتين لما تعرضنا له بذكر ، ولكنه جعل ذلك ديدنة ومنهاجاً ؛ فإنه جعل كل التخريجات التي في الأصل في حاشية "مختصره" ! والله تعالى هو المستعان .
    ثم إن الحديث في "المسند" بأتم مما ذكر أعلاه تبعاً للمختصر . وأصله في "صحيح مسلم" من طريق أخرى عن أبي ذر بلفظ :
    "قال الله تعالى : يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي ..." الحديث بطوله ، وليس فيه مما في حديث الترجمة إلا الاستغفار .
    أخرجه مسلم (8/ 17) . وهو رواية أحمد (5/ 160) .

    (/1)


    5376 - ( لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله أبداً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 629 :
    $ضعيف$
    رواه ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة : حدثنا منجاب بن الحارث : أنبأنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : في قوله تعالى : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؛ قال : ... فذكره .
    كذا في "مجموع الفتاوى" (16/ 438-439) ؛ وسكت عن إسناده .
    وهو ظاهر الوهن ؛ لضعف عطية وبشر بن عمارة . بل قال ابن تيمية :
    "له شواهد ، مثل ما في "الصحاح" في تفسير قوله تعالى : (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) ؛ قال ابن عباس :
    ما السماوات السبع ومن فيهن في يد الرحمن ؛ إلا كخردلة في يد أحدكم .
    ومعلوم أن العرش لا يبلغ هذا ؛ فإن له حملة وله حول ، : (الذين يحملون العرش ومن حوله)" !

    (/1)


    5377 - ( إن أول هذه الأمة خيارهم ، وآخرهم شرارهم ؛ مختلفين متفرقين ، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 630 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10517) : حدثنا عبدان ابن أحمد : حدثنا خليفة بن خياط وماهر بن نوح قالا : حدثنا المفضل بن معروف : حدثنا عون بن أبي راشد عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون ؛ غير المفضل هذا ، فقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 184) :
    ".. ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : وحق له أن لا يعرفه ؛ فإنه محرف من (الفضل) ؛ فإنه هكذا على الصواب أورده المزي في الرواة عن عون بن أبي راشد من "التهذيب" ، وكذلك السمعاني في نسبة (القطعي) : بضم القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين ، وقال :
    "يروي عن بشر بن حرب الندبي" . وقد أورده العقيلي في "الضعفاء" ، وقال :
    "كان قليل الضبط ، يخالف في حديثه" ؛ ثم ساق له هذا الحديث .
    ثم ساقه من رواية زيد بن وهب ومن رواية الشعبي ؛ كلاهما عن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو . ثم قال :
    "هذه الرواية أولى" . قال الحافظ في "اللسان" :
    "والحديث من طريق الأعمش عن زيد : في "مسلم" بطوله ، وعند (د،س) ، وطريق الشعبي أيضاً عند مسلم" !
    قلت : هو عنده في أول "الإمارة" ، وليس فيه الشطر الأول من المتن ، وقال : "فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ؛ فلتأته منيته وهو يؤمن بالله ..." ، الحديث نحوه . وهو مخرج في الكتاب الآخر : "الصحيحة" (241) .
    وجملة القول : أن الطرف الأول من الحديث منكر ؛ لمخالفة الفضل بن معروف في لفظه لرواية زيد بن وهب والشعبي عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة : إسناداً ومتناً . والله أعلم .

    (/1)


    5378 - ( كان يقول - بعد التكبير وبعد أن يقول : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً - : اللهم! لك الحمد ، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، أنت الحق ... ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 631 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (10993) عن جنادة بن سلم عن عبيدالله بن عمر عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته جنادة هذا ؛ ضعفه أبو زرعة . وقال أبو حاتم :
    "ما أقربه أن يترك ؛ عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة ؛ فحدث بها عن عبيدالله بن عمر" .
    وأما ابن حبان ؛ فوثقه ! فلا يلتفت إليه . ولذلك ؛ قال الذهبي في "الكاشف" :
    "ضعف" .
    وإن مما يدل على ضعفه : أن الحديث رواه مالك عن أبي الزبير به دون ذكر دعاء التوجه في أوله .
    ومن طريق مالك : أخرجه مسلم (2/ 184) .
    وتابعه سليمان الأحول ، وقيس بن سعد : عند مسلم ، والطبراني (10987،11012) وغيرهما .
    وكذلك هو في "صحيح البخاري" (رقم 582 - مختصره) .
    ولم يتنبه للفرق بين رواية جنادة - هذه الضعيفة - ورواية الشيخين وغيرها - المخالفة لها - : صاحبنا الشيخ حمدي السلفي ، فلم يعلق عليها بشيء يبين ضعفها ، بل إنه أوهم صحتها بإحالته بها على رواية الشيخين المتقدمة ! ولذلك ؛ رأينا بيان ذلك .
    (/1)


    5379 - ( كان [صلي الله عليه وسلم] إذا استفتح الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً ، وما أنا من المشركين .
    سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك .
    إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا من المسلمين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 632 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو محمد الجوهري في "مجلسان من الأمالي" (ق 68/ 2) ، والطبراني في "المعجم الكبير" رقم (13324) عن عبدالله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمر قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته الأسلمي هذا ؛ ضعفه أحمد وجماعة . وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (2/ 107) ، وقال :
    "هو ضعيف" .
    وكذا قال الحافظ في "التقريب" .
    وساق له الذهبي هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه .
    (/1)


    5380 - ( قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) ؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    إن شاء الله أن يخرج أناساً من الذين شقوا من النار ، فيدخلهم الجنة ؛ فعل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 633 :
    $موضوع$
    قال ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 179) :
    "وقال ابن مردويه في "تفسيره" : حدثنا سليمان بن أحمد : حدثنا جبير ابن عرفة : حدثنا يزيد بن مروان الخلال : حدثنا أبو خليد : حدثنا سفيان - يعني : الثوري - عن عمرو بن دينار عن جابر قال : ... فذكره" .
    وسكت عنه ، وتبعه الصنعاني في "رفع الأستار" (ص 85) ، ولكنه لم يسق إسناده ؛ فما أحسن !
    ولذلك ؛ رأيت أنه لا بد من أن أكشف عن حاله ؛ فأقول :
    إن إسناده هالك ، والمتهم به الخلال هذا ؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان" ، وقال :
    "قال يحيى بن معين : كذاب . وقال عثمان الدارمي : قد أدركته ، وهو ضعيف قريب مما قال يحيى" .
    وشيخه أبو خليد : اسمه عتبة بن حماد الدمشقي ، وهو صدوق ؛ كما في "التقريب" .
    وأما شيخ الطبراني سليمان بن أحمد : جبير بن عرفة ؛ فلم أجد له ترجمة الآن .

    (/1)





  10. #620
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5381 - ( إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها ، وهو في الباب الأول من جهنم ، لا تسود وجوههم ولا تزرق عيونهم ، ولا يغلون بالأغلال ، ولا يقرنون مع الشياطين ، ولا يضربون بالمقامع ، ولا يطرحون في الأدراك ، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج ، وأطولهم مكثاً فيها : مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت ، وذلك سبعة آلاف سنة ... وذكر بقية الحديث ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 634 :
    $موضوع$
    أورده السيوطي في أول رسالة : "الكشف عن مجازة هذه الأمة الألف" ، فقال :
    قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد : حدثنا يعلى (كذا) ابن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وسكت عنه السيوطي ، وتبعه العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني في رسالته القيمة : "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" (ص 6 مخطوطة المكتب الإسلامي) ؛ وأنا في صدد تحقيقها إن شاء الله تعالى ، ولذلك ؛ وجدتني مندفعاً إلى تحقيق القول فيه ، وشكر الله للحافظ السيوطي حيث ساق إسناده من "النوادر" الذي لا نعرف له وجوداً في عالم المخطوطات ؛ بله المطبوعات ، وإذا كان ذلك يبرر له أن يسكت عنه - كما جرى عليه عرف المحدثين - ؛ فما عذر العلامة الصنعاني في السكوت عليه ، وفيه ما يأتي بيانه ؟!
    أول ما يبدو لنا من الضعف في هذا الإسناد ؛ إنما هو في شخص ليث - وهو ابن أبي سليم الحمصي الكوفي - ، وهو معروف بالضعف عند جماهير العلماء قديماً وحديثاً ، فمثله لا يخفى حاله على الإمام الصنعاني ! فالظاهر أنه لم يقف على إسناده ؛ لكن كا عليه أن يشعر القارىء بذلك ؛ كما هو منصوص عليه في علم المصطلح ، لكي لا يغتر أحد بسكوته عليه .
    لكن قد بدا لي - بعد إمعان النظر في هذا الإسناد والمتن - أنه موضوع من الناحيتين :
    أما الإسناد ؛ فلأنه لا يوجد في الرواة من اسمه يعلى بن هلال ، وتذكرت أن فيهم المعلى بن هلال ، وفيه كلام ، فرجعت إلى "الميزان" للذهبي ، فوجدته قد نقل تكذيبه عن غير واحد من الأئمة ، وساق له أحاديث تدل على حاله ؛ منها حديث :
    "التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء" ، يرويه المعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد ، وقد كنت خرجته فيما تقدم (916) ، فتيقنت أنه هو صاحب هذا الحديث ، وأن اسمه تحرف إلى (يعلى) على السيوطي أو غيره .
    وأما المتن ؛ فلقوله فيه : "لا تسود وجوههم" ؛ فإنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها : "أن الله يقول لملائكته : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ؛ فيخرجون منها قد اسودوا ..." الحديث .
    أخرجه الشيخان ، وابن أبي عاصم في "السنة" (842 - بتحقيقي) ، وابن حبان (2599) بنحوه .

    (/1)


    5382 - ( الحقب الواحد : ثلاثون ألف سنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 636 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7957) من طريق جعفر ابن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا بثين فيها أحقاباً) : "الحقب ..." .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته جعفر هذا ؛ فإنه متهم بالوضع ، وقال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك الحديث" .
    قلت : وقد سبق له بعض الموضوعات كالحديث (345،607) .
    وبه أعل هذا الحديث الهيثمي في "المجمع" (7/ 133) ؛ لكنه سهل القول فيه ، فقال :
    "هو ضعيف" !
    وهو متردد الرأي فيه ؛ فتارة يقتصر على تضعيفه ، وتارة يكذبه ، وتارة يتركه .
    والحديث ؛ أورده ابن كثير في تفسير الآية المذكورة ؛ من رواية ابن أبي حاتم من الوجه المذكور ؛ لكن بلفظ :
    "ألف ألف سنة" !
    كذا وقع فيه "ألف ألف" مكررة ، فلا أدري أهكذا رواية ابن أبي حاتم ، أم هو خطأ من الناسخ أو الطابع لابن كثير ، فليراجع له "الدر المنثور" للترجيح . ثم قال ابن كثير :
    "وهذا حديث منكر جداً ، والقاسم والراوي عنه جعفر بن الزبير كلاهما متروك" .
    كذا قال ! ولا دخل للقاسم في هذا الحديث ؛ فإن المعتمد فيه أنه حسن الحديث إذا كان الراوي عنه ثقة .
    (تنبيه) : كان الداعي إلى تخريج هذا الحديث : أنني لما أقمت مضطراً في بيروت أواخر سنة 1401 منفياً من عمان إلى دمشق بتاريخ 19 شوال من السنة المذكورة ؛ قضيت وقت غربتي في تحقيق كتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للعلامة الصنعاني ؛ فرأيت فيه هذا الحديث منقولاً عن "حادي الأرواح" لابن القيم (2/ 216) بلفظ :
    "الحقب : خمسون ألف سنة" ! وقال الصنعاني مفسراً :
    "و (الأحقاب) جمع ، وأقله ثلاثة ، يعني : مئة ألف سنة وخمسين ألف سنة" .
    فتبينت منه أن الذي في "الحادي" المطبوع ليس خطأ من الطابع ؛ وإنما هو من ابن القيم نفسه ، أو من نسخته التي نقل عنها من "المعجم" ؛ بدليل نقل الصنعاني عنه وتفسيره إياه !
    هذا من جهة .
    ومن جهة أخرى ؛ لما رأيت الإمامين ابن القيم والصنعاني سكتا عن الحديث ، وكان لا بد من التعليق عليه لبيان مرتبته من الثبوت ؛ فكان هذا التخريج الذي يدلك على تساهل أفاضل العلماء في هذا المجال - فضلاً عمن دونهم فضلاً وعلماً - ! والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    وروى الحاكم (2/ 512) عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود في قوله تعالى : (لابثين فيها أحقاباً) قال :
    الحقب : ثمانون سنة . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي ! وأقره السيوطي في "الدر" (6/ 307) ! وأقول : أبو بلج : هذا اسمه يحيى بن سليم ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ربما أخطأ" .
    فمثله حسن الحديث .
    لكن قد سقط من "المستدرك" ما دونه من المسند ، فلا أدري ما حاله ؟
    وروى البزار (4/ 186/ 3503) عن سليمان بن مسلم قال : سألت سليمان التيمي : هل يخرج من النار أحد ؟ فقال : حدثني نافع عن ابن عمر مرفوعاً :
    "والله ! لا يخرج من النار أحد ؛ حتى يمكث فيها أحقاباً" . قال :
    والحقب : بضع وثمانون سنة ، كل سنة ثلاث مئة وستون يوماً مما تعدون .
    وذكره الهيثمي في "المجمع" (10/ 395) ، وقال :
    "وفيه سليمان بن مسلم الخشاب ، وهو ضعيف جداً" .
    وسكت عنه ابن كثير في "التفسير" ؛ فإن سليمان هذا ؛ قال ابن حبان :
    "لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار" ؛ كما في "الميزان" للحافظ الذهبي ، وساق له حديثين - هذا أحدهما - ، ثم قال :
    "قلت : وهما موضوعان في نقدي" .
    وأقره الحافظ العسقلاني في "اللسان" ، ونقل عن ابن عدي أنه قال فيهما :
    "هما منكران جداً" .
    ثم رأيت لحديث ابن مسعود شاهداً من رواية الحجاج بن نصير : حدثنا همام عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة به .
    أخرجه البزار (3/ 2278) ، وقال :
    "لا نعلم أحداً رفعه إلا الحجاج ، وغيره يوقفه" .
    قلت : وهو ضعيف كان يقبل التلقين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    وبه أعله الهيثمي ؛ لكنه قال (3/ 78) :
    "وثقه ابن حبان ، وقال : يخطىء ويهم . وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات" .
    قلت : فيبدو لي - والله أعلم - أن الحديث بهذا اللفظ المختصر حسن بمجموع الطريقين . والله أعلم .

    (/1)


    5383 - ( إن آخر رجل يدخل الجنة : رجل يتقلب على الصراط ظهراً لبطن ؛ كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه ، يعجز عنه عمله أن يسعى ، فيقول : يا رب ! بلغ بي الجنة ونجني من النار ، فيوحي الله تعالى إليه : عبدي ! إن أنا نجيتك من النار وأدخلتك الجنة ؛ أتعترف لي بذنوبك وخطاياك ؟ فيقول العبد : نعم يا رب ! وعزتك وجلالك ! لئن نجيتني من النار ؛ لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي . فيجوز الجسر ، ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه : لئن اعترفت له بذنوبي وخطاياي ليردني إلى النار ، فيوحي الله إليه : عبدي ! اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك ، فيوحي الله إليه : عبدي ! اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك ، وأدخلك الجنة ! فيقول العبد : لا وعزتك ! ما أذنبت ذنباً قط ، ولا أخطأت خطيئة قط ، فيوحي الله إليه : عبدي ! إن لي عليك بينة ، فيلتفت العبد يميناً وشمالاً ، فلا يرى أحداً ، فيقول : يا رب ! أرني بينتك ! فيستنطق الله جلده بالمحقرات ، فإذا رأى ذلك العبد ؛ يقول : يا رب ! عندي - وعزتك ! - العظائم المضمرات ! فيوحي الله عز وجل إليه : عبدي ! أنا أعرف بها منك ، اعترف لي بها أغفرها لك ، وأدخلك الجنة ! ثم ضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ،
    يقول : هذا أدنى أهل الجنة منزلة ؛ فكيف بالذي فوقه ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 640 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7669) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي : حدثني أبي عن أبيه : حدثني أبو يحيى الكلاعي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل ؛ يزيد بن سنان الرهاوي وابنه محمد ؛ ضعيفان .
    وأما أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ؛ ولم يزد فيه على قوله :
    "كتب إلى أبي وإلي" !
    فالظاهر أنه مجهول .
    والحديث ؛ سكت عنه ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 218-219) ! وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 402) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم ، وضعفاء فيهم توثيق لين" .

    (/1)


    5384 - ( لما مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ جاءه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ! أرسلني الله عز وجل إليك ؛ تكريماً لك ، وتشريفاً لك ، وخاصة لك ، أسألك عما هو أعلم به منك : يقول : كيف تجدك ؟ قال : أجدني - يا جبريل - مغموماً ، وأجدني - يا جبريل - ؛ مكروباً . ثم جاءه اليوم الثاني ، فقال ذلك له ، فرد عليه النبي صلي الله عليه وسلم كما رد عليه أول يوم . ثم جاءه اليوم الثالث ، فقال له كما قال أول يوم ، ورد عليه كما رد . وجاء معه ملك يقال له : إسماعيل على مئة ألف ملك ، كل ملك منهم على مئة ألف ملك ؛ فاستأذن فسأل عنه ؛ ثم قال جبريل : هذا ملك الموت ؛ يستأذن عليك ، ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ائذن له . فأذن له ، فسلم عليه ، ثم قال : يا محمد ! إن الله عز وجل أرسلني إليك ، فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته ، وإن أمرتني أن أتركه تركته . قال : أو تفعل يا ملك الموت ؟! قال : نعم ؛ بذلك أمرت ، وأمرت أن أطيعك ! قال : فنظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام ، فقال جبريل : يا محمد ! إن الله عز وجل اشتاق إلى لقائك . فقال النبي صلي الله عليه وسلم لملك الموت :
    امض لما أمرت به . فقبض روحه . فلما توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وجاءت التعزية ؛ سمعوا صوتاً من ناحية البيت : سلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ! إن في الله عزاءً من كل مصيبة ؛ وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا : فإنما المصاب من حرم الثواب ! فقال علي عليه السلام : أتدرون من هذا ؟ هذا الخضر عليه السلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 642 :
    $موضوع$
    أخرجه الإمام الشافعي في "السنن" عن القاسم بن عبدالله بن عمر بن حفص عن جعفر بن محمد عن أبي أن رجالاً من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال : ألا أحدثكم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى ، فحدثنا عن أبي القاسم صلي الله عليه وسلم . قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً على إرساله ، آفته : القاسم هذا - وهو العمري المدني - ؛ قال الإمام أحمد :
    "ليس بشيء ، كان يكذب ويضع الحديث" .
    وكذبه ابن معين أيضاً . ولهذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، رماه أحمد بالكذب" .
    قلت : وقد تابعه من هو مثله ، ولعل أحدهما سرقه من الآخر ؛ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2890) من طريق عبدالجبار بن العلاء : حدثنا عبدالله ابن ميمون القداح : حدثنا جعفر بن محمد به ؛ إلا أنه أسنده فقال : عن أبيه عن علي بن حسين قال : سمعت أبي يقول : ... فذكره .
    قلت : والقداح هذا ؛ قال أبو حاتم :
    "متروك" . وقال البخاري :
    "ذاهب الحديث . وقال ابن حبان :
    "لا يجوز أن يحتج به" . وفي "التقريب" :
    "منكر الحديث ، متروك" .
    وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (9/ 35) .
    ثم سرقه منهما كذاب آخر وغاير في الإسناد ؛ إلا وهو أبو الوليد المخزومي ؛ فقال : حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : ... فذكره مختصراً بلفظ :
    عزتهم الملائكة ؛ يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : ... فذكره .
    أخرجه الحاكم (3/ 57) ، وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !!
    وهذا من أوهامهما الفاحشة ! ومن الظاهر أنهما لم يعرفا أبا الوليد المخزومي هذا ، وقد أورده الذهبي في كنى "الميزان" ، وقال :
    "هو خالد بن إسماعيل ؛ الكذاب" .
    ثم ترجمه هناك في الأسماء ، فقال :
    "قال ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات . وقال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال" .
    ثم رواه أحد المتروكين بسند آخر - وهو عباد بن عبدالصمد - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
    لما قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله واجتمعوا ، فدخل رجل أصهب اللحية ؛ جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى ، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
    إن في الله عزاءً من كل مصيبة ... الحديث ، فقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل ؟ فقال أبو بكر وعلي : نعم ؛ هذا أخو رسول الله صلي الله عليه وسلم : الخضر عليه السلام .
    أخرجه الحاكم (3/ 58) ؛ وقال :
    "هذا شاهد لما تقدم ، وإن كان عباد بن عبدالصمد ليس من شرط هذا الكتاب" ! ووافقه الذهبي !
    وأقول : لا يستشهد به أيضاً لشدة ضعفه ؛ أورده الذهبي نفسه في "الميزان" ، وقال :
    "بصري واه . قال البخاري : منكر الحديث . ووهاه ابن حبان وقال : له عن أنس نسخة أكثرها موضوعة . وقال أبو حاتم : ضعيف جداً" ، ثم ساق له أحاديث قال في أحدها :
    "يشبه وضع القصاص" . وقال في آخر :
    "وهذا إفك بين" .

    (/1)
    وإذا عرفت هذا الحديث وشدة ضعفها ؛ فمن الغريب اعتماد شيخ الإسلام ابن تيمية على الطريق الأولى في ميله في فتوى له إلى القول بحياة الخضر في حياته صلي الله عليه وسلم ! فقد سئل عنها في استفتاء له ، فأجاب بقوله :
    "وأما حياته ؛ فهو حي ، والحديث المذكور : "لو كان حياً لزارني" ؛ لا أصل له ، ولا يعرف له إسناد ، بل المروي في "مسند الشافعي" وغيره : أنه اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم ، ومن قال : إنه لم يجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقد قال ما لا علم له به ؛ فإنه من العلم الذي لا يحاط به ..." !!
    قلت : وهذه الفتوى كأنها كانت منه قبل أن يتمكن من العلم الصحيح ؛ فإن أكثر فتاوته على خلافها ، وأن الخضر مات ، وأنه لو أدرك النبي صلي الله عليه وسلم لوجب عليه أن يأتيه وينصره ، كما بينت ذلك من كلامه في مقدمتي لكتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للإمام الصنعاني ، وهو تحت الطبع .
    وقوله : "إنه اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم" ! كأنه يعني : بعد وفاته معزياً به . وهذا هو الذي رواه الشافعي وغيره كما رأيت . وسكوته عن إسناده - بل واحتجاجه به على حياته ، ورده على من قال بوفاته ونسبته إلى القول بغير علم - من شطط القول ، لا سيما وهو ممن يشمله رده !!
    (/2)


    5385 - ( إنه يسمع الآن خفق نعالكم ؛ أتاه منكر ونكير ، أعينهما مثل قدور النحاس ، وأنيابهما مثل صياصي البقر ، وأصواتهما مثل الرعد ، فليجلسانه ، فيسألانه : ما كان يعبد ؟ ومن كان نبيه ؟ فإن كان ممن يعبد الله ؛ قال : كنت أعبد الله ، ونبيي محمد صلي الله عليه وسلم ؛ جاء بالبينات ، فآمنا به واتبعناه ، فذلك قول الله : (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، فيقال له : على اليقين حييت ، وعليه مت ، وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى الجة ، ويوسع له في حفرته .
    وإن كان من أهل الشك ؛ قال : لا أدري ! سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، فيقال له : على الشك حييت ، وعليه مت ، وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى النار ، ويسلط عليه عقارب وتنانين ، لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئاً ؛ تنهشه ، وتؤمر الأرض فتضم ؛ حتى تختلف أضلاعه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 646 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4766) من طريق ابن لهيعة عن موسى بن جبير الحذاء أنه سمع أبا أمامة بن سهل بن حنيف ومحمد بن عبدالرحمن بن ثوبان يحدثان عن أبي هريرة قال :
    شهدنا جنازة مع نبي الله صلي الله عليه وسلم ، فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس ؛ قال نبي الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
    "لم يروه إلا موسى بن جبير ، تفرد به ابن لهيعة" .
    قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه . وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 187) :
    "ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات ، وأما ما تفرد به ؛ فقليل من يحتج به" .
    قلت : وشيخه موسى بن جبير الحذاء ؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، ومع ذلك فقد قال فيه :
    "كان يخطىء ويخالف" . ولهذا ؛ قال ابن القطان :
    "لا يعرف حاله" . وأشار إلى ذلك الحافظ بقوله في "التقريب" :
    "مقبول" . يعني : عند المتابعة ، وإلا ؛ فهو ضعيف لين الحديث . وهو في هذا الحديث قد جاء بأمور تفرد بها دون الثقات ؛ كذكر العقارب والتنين ... إلخ . فالحديث بهذه الزيادة منكر . والله أعلم .

    (/1)


    5386 - ( يا أبا رزين ! إن مسلم إذا زار أخاه المسلم ؛ شيعه سبعون ألف ملك ؛ يصلون عليه ، يقولون : اللهم ! كما وصله فيك ؛ فصله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 647 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8485) من طريق عمرو بن الحصين : أخبرنا محمد بن عبدالله بن علاثة : أخبرنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن مالك بن يخامر عن لقيط بن عامر أبي رزين العقيلي قال : ... فذكره مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن عطاء الخراساني إلا ابنه عثمان ، ولا عن عثمان إلا ابن علاثة ، تفرد به عمرو بن الحصين" .
    قلت : وهو متروك متهم ؛ كما تقدم مراراً .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (8/ 173) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمرو بن الحصين ، وهو متروك" .
    قلت : وابن علاثة صدوق يخطىء .
    وعثمان بن عطاء الخراساني ضعيف .
    وأبو عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس ؛ كما في "التقريب" .
    (/1)


    5387 - ( إن في الجنة غرفاً ، يرى ظواهرها من بواطنها ، وبواطنها من ظواهرها ، أعدها الله للمتحابين فيه ، والمتزاورين فيه ؛ والمتباذلين فيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 648 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 3049) من طريق إسماعيل بن سيف قال : أخبرنا عوين بن عمرو القيسي - أخو رباح بن عمرو - قال : أخبرنا سعيد الجريري عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن سعيد إلا عوين ، تفرد به إسماعيل" .
    قلت : ضعفه البزار . وقال ابن عدي :
    "كان يسرق الحديث ، روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة" .
    وأما ابن حبان ؛ فأورده في "الثقات" ، وقال :
    "مستقيم الحديث إذا حدث عن ثقة" !
    قلت : وشيخه عوين - ويقال : عون - ليس بثقة ؛قال ابن معين :
    "لا شيء" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث ، مجهول" . وقال العقيلي في "الضعفاء" :
    "لا يتابع على حديثه" .
    والحديث ؛ أشار المنذري إلى تضعيفه (3/ 240) ! وهو قصور .
    ومثله - بل وأولى منه بالتقصير - قول الهيثمي (10/ 278) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه إسماعيل بن سيف ، وهو ضعيف" !
    قلت : شيخه أسوأ حالاً منه كما رأيت ، فتضعيفه به أولى .
    وقد صح الحديث في : "من أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام" ، ورد من حديث ابن عمرو ، وأبي مالك الأشعري ، فانظرهما - إن شئت - في "صحيح الترغيب" .
    وفي فضل المتحابين في الله وسائر المذكورين في الحديث أحاديث كثيرة ؛ عن معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وعمرو بن عبسة ، وأبي هريرة ، وغيرهم ، وهي مخرجة في "التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب" (4/ 46-48) .

    (/1)


    5388 - ( من زار أخاه المؤمن ؛ خاض في رياض الجنة حتى يرجع ، ومن عاد أخاه المؤمن ؛ خاض في رياض الجنة حتى يرجع ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 649 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (7389) عن عبدالأعلى ابن أبي المساور : حدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال :
    أتينا صفوان بن عسال فقال : أزائرين ؟ قلنا : نعم . فقال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن أبي المساور ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، كذبه ابن معين" .
    وأما الهيثمي ؛ فألان القول فيه ، فقال (2/ 298) :
    "ضعيف" !
    وكأنه تبع في ذلك المنذري الذي أشار (3/ 240) إلى تضعيف الحديث فقط !

    (/1)


    5389 - ( نعم الإدام الخل ، هلاكاً بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم ، وهلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته أن يقدمه إلى أصحابه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 650 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم : 5198) ، (6/ 30/ 5062 - ط) : حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال : أخبرنا يزيد بن عبدالرحمن المعني : قال : حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن عبدالواحد بن أيمن عن أبيه قال :
    نزل بجابر بن عبدالله ضيف له ، فجاءهم بخبز وخل ، فقال : كلوا ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن عبدالواحد بن أيمن إلا المحاربي" .
    قلت : قال الحافظ في "التقريب" :
    "لا بأس به ، وكان يدلس" .
    قلت : وقد عنعنه كما ترى ، فلولا ذلك ؛ لكان الإسناد جيداً ؛ فإن رجاله كلهم ثقات معروفون ؛ غير يزيد بن عبدالرحمن المعني ، فقال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 278) :
    "سمع منه أبي وروى عنه ، وقال : صدوق" .
    ولعل المنذري أشار إلى هذا الإسناد بقوله في "الترغيب" (3/ 244) :
    "رواه أحمد ، والطبراني ، وأبو يعلى ... وبعض أسانيدهم حسن" .
    ذلك ؛ أن إسناد أحمد لا يحتمل التحسين عندي ؛ فإنه قال : حدثنا أسباط ابن محمد : حدثنا عبيدالله بن الوليد الوصافي عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال :
    دخل على جابر نفر من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقدم إليهم خبزاً وخلاً ، وقال : كلوا ... إلخ .
    ومن هذا الوجه رواه البيهقي (7/ 279) .
    فإن الوصافي هذا ضعيف ؛ كما قال الحافظ .
    لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 537،589) من طريق إبراهيم بن عيينة عن أبي طالب القاضي عن محارب بن دثار عن جابر به نحوه . وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 244) :
    "رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ، وبعض أسانيدهم حسن ، و "نعم الإدام الخل" في "الصحيح" . ولعل قوله : "إنه هلاك بالرجل ..." إلخ من كلام جابر ؛ مدرج غير مرفوع . والله أعلم" . وقال الهيثمي (8/ 180) :
    "رواه أحمد ، والطبراني في "الأوسط" ، وأبو يعلى ، وفي إسناد أبي يعلى أبو طالب القاص ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا" !
    قلت : أبو طالب هذا : هو يحيى بن يعقوب بن مدرك بن سعد الأنصاري القاضي ؛ خال أبي يوسف ؛ كما في "الكنى" للدولابي (2/ 16) ؛ ثم ساق له هذا الحديث من طريق أبي تميلة عنه عن محارب به ؛ دون قوله :
    "هلاكاً بالقوم ..." .
    ويحيى بن يعقوب ؛ أورده البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 312-313) ، وقال :
    "منكر الحديث ، عداده في الكوفيين" .
    ورواه عنه ابن عدي في "الكامل" (ق 423/ 2) . وقال الذهبي في كنى "الميزان" :
    "فيه لين ، غمزه أبو أحمد الحاكم" .
    وأما ابن حبان ؛ فأورده في "الثقات" ، ومع ذلك قال فيه :
    "وكان يخطىء" !
    قلت : فلا تطمئن النفس لهذه الزيادة التي زادها على قوله صلي الله عليه وسلم : "نعم الإدام الخل" .
    لا سيما ولم يتفق عليه فيها ؛ فهذا أبو تميلة - واسمه يحيى بن واضح الأنصاري ؛ وهو ثقة - لم يذكرها عنه كما رأيت ؛ خلافاً لإبراهيم بن عيينة ، وهو صدوق يهم ؛ كما في "التقريب" ، فإن كان حفظه عن أبي طالب ؛ فالعلة منه ؛ أعني : أبا طالب ، وهو شديد الضعف ؛ كما أشار إلى ذلك البخاري في قوله المتقدم فيه :
    "منكر الحديث" .
    وأما أصل الحديث : "نعم الإدام الخل" ؛ فقد صح عن جابر وغيره من طرق ؛ خرجت بعضها في "الصحيحة" (2220) .
    (/1)


    5390 - ( رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق [من صلاة الظهر] حتى يخرج من منى ، يكبر في دبر كل صلاة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 653 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7229،7230) و "الأوسط" (7417) عن سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا عبدالواحد بن عبدالله الأنصاري : حدثنا شرقي بن القطامي عن عمرو بن قيس عن محل بن وداعة عن شريح بن أبرهة قال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروي هذا الحديث عن شريح بن أبرهة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به شرقي ابن القطامي" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (3/ 264) .
    وعبدالواحد بن عبدالله الأنصاري ؛ لم أعرفه .
    لكن الشاذكوني ؛ كذبه ابن معين وغيره .
    (/1)





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML