صفحة 64 من 64 الأولىالأولى ... 34546061626364
النتائج 631 إلى 634 من 634
 
  1. #631
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5491 - ( يا أم قيس ! ترين هذه المقبرة ؛ يبعث الله منها سبعين ألفاً يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر ، يدخلون الجنة بغير حساب ، [كأن وجوههم القمر ليلة البدر] . فقام عكاشة فقال : وأنا يا رسول الله ؟! قال : وأنت . فقام آخر فقال : وأنا يا رسول الله ؟! قال : سبقك بها عكاشة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 849 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 181/ 445) - والسياق له - ، وابن شبة في "التاريخ" (1/ 91-92) - والزيادة له - من طرق عن سعد أبي عاصم : حدثنا نافع مولى حمنة بنت شجاع قالت : قالت لي أم قيس :
    لو رأيتني ورسول الله صلي الله عليه وسلم آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة ، ما فيها بيت ، حتى انتهى إلى بقيع الغرقد ، فقال لي : ... فذكره . وزاد الثاني :
    قال سعد : فقلت لها : ما له لم يقل للآخر ؟ قالت : أراه كان منافقاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ نافع هذا ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 453) لهذه الرواية ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك أورده ابن حبان في "الثقات" (3/ 269) ؛ على قاعدته المعروف شذوذها عن قواعد الأئمة .
    وسعد هذا : هو ابن زياد أبو عاصم مولى سليمان بن علي ؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 83) عن أبيه :
    "يكتب حديثه ، وليس بالمتين" .
    قلت : وأما قول الهيثمي (2/ 13) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه من لم أعرفه" !
    فهو عجيب ؛ لأن الطبراني رواه بإسنادين صحيحين عن سعد ؛ فهو يعنيه وشيخه نافعاً ، وقد ترجمهما ابن أبي حاتم !
    والحديث منكر ؛ لأن المحفوظ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال في السبعين ألفاً أنهم : "الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون" . أخرجه الشيخان .
    والظاهر : أنه في عامة أمته صلي الله عليه وسلم ؛ وليس في الذين يدفنون في البقيع . والله أعلم .
    والحديث ؛ سكت عنه الحافظ في "الفتح" (11/ 413 - السلفية) ! فلم يصب .
    ثم رواه ابن شبة من طريق عبدالعزيز عن حماد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره مرسلاً دون قصة عكاشة .
    وهذا ضعيف جداً ؛ عبدالعزيز متروك ؛ كما تقدم .
    وحماد ضعيف .

    (/1)
    5492 - ( مقبرة بغربي المدينة ؛ يقرضها السيل يساراً ، يبعث منها كذا وكذا ؛ لا حساب عليهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 851 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن شبة في "التاريخ" (1/ 93) من طريق عبدالعزيز ابن عمران عن عبدالعزيز بن مبشر عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عمران هذا ، وهو متروك ؛ كما تقدم غير مرة .
    وعبدالعزيز بن مبشر ؛ لم أعرفه .
    والمقبري الراوي عن أبيه ؛ إن كان سعيد بن أبي سعيد المقبري ؛ فهو ثقة كأبيه .
    وإن كان عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ؛ فهو متروك . والله أعلم .

    (/1)
    5493 - ( جزاك الله من أم وربيبة خيراً ؛ فنعم الأم ، ونعم الربيبة كنت لي . يعني : فاطمة بنت أسد أم علي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 851 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن شبة في "التاريخ" (1/ 124) : حدثنا عبيد بن إسحاق العطار قال : حدثنا القاسم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عقيل قال : حدثني أبي عبدالله بن محمد - قال : ولم يدعه قط إلا أباه ، وهو جده - قال : حدثنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :
    بينما نحن جلوس مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ إذ أتى آت ، فقال : يا رسول الله ! إن أم علي وجعفر وعقيل قد ماتت ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "قوموا بنا إلى أمي" . فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير . فلما انتهينا إلى الباب ؛ نزع قميصه ، فقال :
    "إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها" . فلما خرجوا بها ؛ جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة يحمل ، ومرة يتقدم ، ومرة يتأخر ، حتى انتهينا إلى القبر ، فتمعك في اللحد ، ثم خرج ، فقال :
    "أدخلوها باسم الله ، وعلى اسم الله" . فلما أن دفنوها قام قائماً ، فقال : ... فذكره . قال : فقلنا له - أو قيل له - : يا رسول الله ! لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط ؟! قال :
    "ما هو ؟" . قلنا : نزعك قميصك ، وتمعكك في اللحد ؟! قال :
    "أما قميصي ؛ فأردت أن لا تمسها النار أبداً إن شاء الله . وأما تمعكي في اللحد ؛ فأردت أن يوسع الله عليها قبرها" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته من أحد راوييه :
    إما القاسم بن محمد ؛ فقد قال أبو حاتم :
    "متروك" . وقال أحمد :
    "ليس بشيء" .
    وإما عبيد بن إسحاق ؛ ضعفه يحيى . وقال البخاري :
    "عنده مناكير" . وقال الأزدي :
    "متروك الحديث" . وقال ابن عدي :
    "عامة حديثه منكر" .
    وأما أبو حاتم ؛ فرضيه !

    (/1)
    5494 - ( أجهدوا أيمانهم أنهم ذبحوها ، ثم اذكروا اسم الله وكلوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 853 :
    $ضعيف$
    رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 131/ 1-2531) وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (411/ 878) من طريق محمد بن حمير قال : حدثني سلمة بن العيار عن جرير بن حازم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال :
    كان أناس من العرب (وفي رواية أبي الشيخ : الأعراب) يأتون باللحم ، فكان في أنفسنا منه بشيء ، فذكرنا ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ فقال : ... فذكره . إلا أن لفظ أبي الشيخ : "ذكوها" مكان : "ذبحوها" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، رجاله ثقات ؛ غير أبي هارون العبدي - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ :
    "متروك ، ومنهم من كذبه" .
    وخفي حاله على الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (4/ 36) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات" !
    وانطلى الأمر على الحافظ ابن حجر ؛ فقلده في "الفتح" (9/ 635) !
    ولو أنه رجع إلى سنده في "الأوسط" ؛ لم يخف عليه حاله .
    وقد صح منه الشطر الثاني من حديث عائشة رضي الله عنها :
    أن قوماً قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم : إن قوماً يأتوننا بلحم ، لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا ؟ فقال :
    "سموا عليه أنتم ، وكلوه" .
    قالت : وكانوا حديثي عهد بالكفر .
    أخرجه البخاري (5507) وغيره ، وقد خرجته في "صحيح أبي داود" (2518) .
    وقد اختلف في وصله وإرساله ، وأشار البخاري إلى ترجيح الوصل ؛ خلافاً للدارقطني ؛ كما بينه الحافظ .
    وممن أرسله : سفيان بن عيينة ، وزاد في روايته :
    "اجتهدوا أيمانهم ، وكلوا" . فقال الحافظ :
    "أي : حلفوهم على أنهم سموا حين ذبحوا . وهذه الزيادة غريبة في هذا الحديث ، وابن عيينة ثقة ؛ لكن روايته هذه مرسلة" .
    وأقول : بل هي - إلى ذلك - شاذة في حديث عائشة ؛ لأنها لم تذكر في شيء من الطرق الأخرى الموصولة أو المرسلة .
    وحديث الترجمة لو صح ؛ يدل على أنه سقط منها قوله :
    إنهم ذبحوها ! وهو الذي يقتضيه سياق حديث عائشة . والله أعلم .

    (/1)
    5495 - ( إن الله عز وجل خلق الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسماً ، وذلك قول الله عز وجل : (وأصحاب اليمين) ، (وأصحاب الشمال) ؛ فأنا من أصحاب اليمين ؛ وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً ، فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : (وأصحاب الميمنة) ، (والسابقون السابقون) ؛ فأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) ، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل ، ثم جعل القبائل بيوتاً ؛ فجعلني في خيرها بيتاً ، وذلك قوله : (إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ، وأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 855 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه يعقوب الفسوي في "المعرفة" (1/ 498) : حدثني يحيى بن عبدالحميد قال : حدثنا قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ ليس فيه ثقة سوى الأعمش :
    أولاً : عباية هذا ؛ ذكره العقيلي في "الضعفاء" ، وقال :
    "غال ملحد ، وكان يشرب الدن وحده" .
    ثانياً : قيس - وهو ابن الربيع - ضعيف .
    ثالثاً : يحيى بن عبدالحميد - وهو الحماني - ؛ قال في "التقريب" :
    "حافظ ؛ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث" .
    قلت : وآثار الوضع والغلو في المتن ظاهرة ؛ لا سيما في الجملة الأخيرة منه :
    ".. مطهرون من الذنوب" .
    فإنه يشعر بأن التطهير في الآية تطهير كوني ! وليس كذلك ؛ بل هو تطهير شرعي ؛ كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية - في رده على الرافضي - في كتابه العظيم : "منهاج السنة" .
    وقد رواه الفسوي وغيره من طريق أخرى أخصر منه ؛ ليس فيه ما ذكرنا ؛ ولكن في إسناده ؛ يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم ؛ وقد اضطرب في إسناده ؛ كما تقدم بيانه برقم (3073) .
    لكن صح من رواية مسلم وغيره مختصراً جداً ، وصححه الترمذي ؛ وقد خرجته لمناسبته تحت الحديث المتقدم (163) .

    (/1)
    5496 - ( سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد بعده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 856 :
    $ضعيف$
    أخرجه الفسوي في "المعرفة" (1/ 563) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/ 500-501) ، وابن عساكر في "التاريخ" (15/ 445/ 2) من طريق أبي صخر عن عبدالله بن معتب - أو مغيث - بن أبي بردة عن أبيه عن جده مرفوعاً . وزاد ابن سعد :
    قال نافع بن يزيد : قال ربيعة : فكنا نقول : هو محمد بن كعب القرظي . و (الكاهنان) : قريظة والنضير .
    قلت : وعزاه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/ 199-200) للفسوي ، وابن وهب . وتحرف على الطابع اسم (معتب) أو (مغيث) إلى : (سعيد) !
    وسكت الذهبي عن إسناده ! وهو ضعيف ؛ لجهالة عبدالله بن معتب أو مغيث وأبيه ؛ فقد أورد الأول منهما ابن أبي حاتم (2/ 2/ 174) بهذه الرواية ؛ غير أنه قال :
    "... ابن مغيث ..." ، ولم يشك ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ولم يذكر أباه مطلقاً ؛ لا فيمن اسمه (مغيث) ، ولا فيمن اسمه (معتب) . والله أعلم .

    (/1)
    5497 - ( يكون في أمتي رجل - يقال له : صلة بن أشيم - يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 857 :
    $ضعيف$
    أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/ 77) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/ 134) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 241) من طريق عبدالله بن المبارك : أخبرنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال : بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ؛ ابن جابر هذا من أتباع التابعين ، وهو ثقة . وابن المبارك أشهر من أن يذكر .

    (/1)
    5498 - ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، أتاني جبريل آنفاً ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فقلت : أجل ؛ إنا لله وإنا إليه راجعون ، مم ذاك يا جبريل ؟! فقال : إن أمتك مفتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير . فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلالة ؟ قال : كل سيكون . فقلت : من أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله عز وجل ؟! قال : بكتاب الله عز وجل يضلون ، فأول ذلك من أمرائهم وقرائهم ، تمنع الأمراء الحقوق ، ويسأل الناس حقوقهم فلا يعطوها ؛ فيغشوا ويقتتلوا ، ويتبع القراء أهواء الأمراء ؛ فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون . فقلت : يا جبريل ! فبم يسلم (الأصل : يسأل) من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر ؛ إن أعطوا الذي لهم أخذوه ، وإن منعوا تركوه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 858 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/ 308-309) من طريق محمد بن حمير عن مسلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب قال :
    أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بلحيتي (كذا ! ولعل الصواب : بلحيته) - وأنا أعرف الحزن في وجهه - ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "ومحمد بن حمير هذا حمصي ليس بالقوي . ومسلمة بن علي دمشقي ضعيف الحديث . وعمر بن ذر هذا أظنه غير الهمداني ، وهو عندي شيخ مجهول ، ولا يصح هذا الحديث" .
    أقول : أما أن الحديث لا يصح ؛ فنعم .
    وأما أن محمد بن حمير ليس بالقوي ، وأنه ممن يعل به الحديث ؛ فلا ؛ لأنه قد وثقه ابن معين وغيره ، وحسبك أنه ممن احتج بهم البخاري في "صحيحه" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق" .
    وإنما علة الحديث : من شيخه مسلمة بن علي ؛ فإنه متروك ؛ كما في "التقريب" . وقد تقدمت له أحاديث كثيرة .

    (/1)
    5499 - ( نهاني أن أتختم في هذه وهذه . يعني : الخنصر والإبهام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 859 :
    $شاذ بهذا اللفظ$
    أخرجه ابن ماجه (3648) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبدالله بن إدريس عن عاصم عن أبي بردة عن علي قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير عاصم - وهو ابن كليب الجرمي - ؛ فهو من رجال مسلم وحده ؛ غير أن البخاري روى له تعليقاً .
    وعبدالله بن إدريس : هو الأودي .
    وابن أبي شيبة : اسمه عبدالله بن محمد ، وهو الثقة الحافظ صاحب "المصنف" وغيره من المؤلفات ؛ فالسند صحيح .
    لكن في المتن شذوذ ونكارة من وجهين :
    الأول : قوله : هذه وهذه ! وإنما هو : .. أو هذه ... على الشك .
    والآخر : قوله : يعني : الخنصر والإبهام ! والصواب :
    السبابة أو الوسطى .
    وبيان ذلك من وجوه :
    الأول : أنه قد جاء من طريق ثقتين آخرين عن ابن إدريس على الصواب ، فقال مسلم (6/ 152) : حدثني محمد بن عبدالله بن نمير وأبو كريب جميعاً عن ابن إدريس قال : سمعت عاصم بن كليب ... بلفظ :
    نهاني - يعني : النبي صلي الله عليه وسلم - أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها ... لم يدر عاصم في أي الثنتين .
    قلت : وما اتفق عليه ثقتان أولى بالاعتماد عليه مما تفرد به ثقة واحد وخالف ؛ لا سيما إذا جاء ما يشهد له من رواية الثقات الآخرين عن عاصم ، كما يأتي بيانه . وهذا المخالف يحتمل أن يكون ابن ماجه نفسه أو شيخه ابن أبي شيبة ، فليراجع كتابه "المصنف - كتاب اللباس" من شاء التحقق من ذلك ؛ فإني بعيد عن مخطوطته ، ومطبوعته الجديدة ؛ فإن المطبوعة القديمة منه لم تصل إلى "اللباس" منه .
    ثم رأيته في المطبوعة الجديدة (8/ 504) بلفظ : هذه وهذه . يعني : السبابة والوسطى . فثبت أن الوهم من ابن ماجه ، أو لعله من أحد نساخ كتابه .
    وقوله : هذه وهذه ... كذا هو في المطبوعة !
    والآخر : أن ابن إدريس قد تابعه جمع من الثقات على الوجهين الراجحين ؛ فأنا ذاكر من وقفت عليه منهم ، ومخرج لروايتهم ؛ ليكون القارىء على بينة مما نقول :
    فأولهم : سفيان بن عيينة عن عاصم بن كليب عن ابن لأبي موسى به ... فذكر الحديث بنحوه .
    هكذا أخرجه مسلم ؛ لم يسق لفظه ، وإنما أحال به على لفظ حديث ابن إدريس المتقدم عنده .
    وقد رواه بإسناده عنه : الترمذي (1787) ، وساق لفظه ؛ فإذا هو هكذا :
    هذه وهذه ، وأشار إلى السبابة والوسطى . وقال :
    "حديث حسن صحيح" .
    قلت : ففيه بيان ما أجمل في رواية ابن إدريس الراجحة ، بذكره السبابة والوسطى ؛ خلافاً لحديث الترجمة : الخنصر والإبهام ؛ لكنه وافقه في قوله :
    هذه وهذه .
    فجمع بينهما ولم يتردد .
    لكني أظن أنه سقطت ألف (أو) من بعض النساخ أو الطابعين (!) ؛ فقد رواه الحميدي في "مسنده" (52) : حدثنا سفيان بإسناده المذكور بلفظ : (أو) ، وهو المحفوظ ؛ لما سيأتي التصريح به من بعض الثقات أنه شك عاصم .
    وقد أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (5/ 497) من طريق الحميدي ؛ إلا أنه قد اختصره .
    وثانيهم : شعبة عن عاصم به نحوه .
    كذا أخرجه مسلم أيضاً .
    وقد أخرجه أحمد (1/ 109،138) من طريقين ؛ أحدهما عن محمد بن جعفر - وعنه تلقاه مسلم - ؛ ولفظه :
    في السبابة أو الوسطى .
    ومن هذا الوجه : أخرجه النسائي في "الزينة" ؛ لكن سقط منه ألف (أو) .
    وكذلك وقع عند أبي عوانة (5/ 496) ، والطيالسي (167) .
    ويؤكد السقوط : رواية أحمد الأخرى عن شعبة :
    في ذه أو ذه : الوسطى والسبابة ... وزاد فيها :
    وقال جابر - يعني : الجعفي - : هي الوسطى لا شك فيها .
    وقد رواها في مكان آخر (1/ 150) عن شعبة أيضاً عن جابر بلفظ :
    أن أضع الخاتم في الوسطى .
    وهذه فائدة هامة ؛ لكن جابر الجعفي ضعيف لا يحتج به .
    وإن مما يؤكد السقوط المذكور : رواية الثقة الآتي وهو :
    ثالثهم : أبو الأحوص عن عاصم بلفظ :
    ... هذه أو هذه . قال : فأومأ إلى الوسطى والتي تليها .
    أخرجه مسلم ، وأبو عوانة (5/ 497) ، والنسائي - مختصراً - . وقال أبو عوانة :
    وأومأ إلى الوسطى أو التي تليها ... بالإثبات الألف أيضاً .
    رابعهم : أبو عوانة عن عاصم بلفظ :
    ونهاني أن أجعل خاتمي في هذه ، وأهوى أبو بردة إلى السبابة أو الوسطى . قال عاصم : أنا الذي اشتبه علي أيتهما عنى .
    أخرجه أحمد (1/ 154) ، وأبو عوانة (5/ 498) - مختصراً - .
    وأبو عوانة : اسمه الوضاح بن عبدالله اليشكري ، وهو ثقة ثبت ، أخرج له الشيخان وغيرهما .
    وهي تؤكد خطأ حديث الترجمة من الوجهين المتقدمين .
    ومثلها ما يأتي :
    خامسهم : بشر بن المفضل : حدثنا عاصم مثله ، ولفظه :
    ... في هذه ، أو في هذه : في السبابة والوسطى . شك عاصم .
    أخرجه أبو داود (2/ 198- التازية) .
    وبشر بن المفضل ثقة ثبت من رجال الشيخين أيضاً .
    سادسهم : سفيان عن عاصم مختصراً بلفظ :
    نهاني أن أجعل الخاتم في هذه أو في هذه . قال عبدالرزاق : لإصبعيه السبابة والوسطى .
    أخرجه أحمد (1/ 124) .

    (/1)
    وسفيان : هو الثوري ، وهو أشهر من أن يذكر بالثقة والحفظ .
    سابعهم : محمد بن فضيل عن عاصم به ؛ إلا أنه اختصره ، فقال :
    نهاني أن أجعل خاتمي في هذه السباحة أو التي تليها .
    أخرجه أحمد (1/ 78) .
    ومحمد بن فضيل ثقة من رجال الشيخين أيضاً .
    ثامنهم : علي بن عاصم : أخبرنا عاصم بن كليب الجرمي مثله ؛ إلا أنه قال :
    هذه أو هذه : السبابة والوسطى . وزاد :
    قال : فكان قائماً ؛ فما أدري في أيتهما قال .
    أخرجه أحمد (1/ 134) .
    وعلي بن عاصم لا بأس به في الشواهد والمتابعات .
    تاسعهم : صالح بن عمر : أخبرنا عاصم بن كليب ؛ بلفظ :
    قال عاصم : وأنا اشتبه علي أيتهما هي ؟!
    أخرجه أبو يعلى (1/ 176) .
    وجملة القول : أنه ثبت - برواية ابن إدريس المحفوظة عنه ، ومتابعة الثقات التسعة له - أن حديث الترجمة ضعيف شاذ لا صحة له ، وأن الصحيح رواية مسلم وغيره : النهي عن التختم في السبابة والوسطى ؛ شك راويه عاصم بن كليب .
    فقول الشيخ الطيبي - كما في "المرقاة" (4/ 445) - :
    "(أو) هذه ليست لترديد الراوي ؛ بل للتقسيم ؛ كما في قوله تعالى : (ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً)" !
    فهذا خطأ ظاهر ؛ وإن أقره الشيخ علي القاري ، وقلده المعلق على (صحيح مسلم - طبع إستنبول) ؛ منشؤه من الوقوف والجمود على المتون ، دون الرجوع إلى الأصول !
    ولكن ليت شعري ؛ إذا كان هذا عذر الشيخين المذكورين ؛ فما عذر المعلق على "صحيح مسلم" ؛ وهو يرى فيه عقب الحديث قول ابن إدريس :
    لم يدر عاصم في أي الثنتين ؟!
    أليس هو التقليد ؟!!
    ثم إن مما يؤكد خطأ ذكر الخنصر في الحديث ؛ قول أنس رضي الله عنه :
    كان خاتم النبي صلي الله عليه وسلم في هذه . وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى .
    أخرجه مسلم ، والبخاري (5874) نحوه من طريق أخرى عنه .
    وفي معناه : ما رواه الطبراني عن أبي موسى قال :
    رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا ألبس خاتمي في السبابة والوسطى ؛ فقال :
    "إنما خاتم لهذه وهذه" ؛ يعني : الخنصر والبنصر .
    قال الهيثمي (5/ 153) :
    "وفيه محمد بن عبيدالله ؛ فإن كان العرزمي ؛ فهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : بل هو متروك ؛ كما قال الحافظ وغيره .
    فإن قيل : فإذا كان الراوي عاصم شك ، ولم يدر أي الإصبعين أراد النبي صلي الله عليه وسلم : السبابة والوسطى ؟ فعلى ماذا العمل ؟
    فأقول : إلى أن يتبين لنا أيهما أراد صلي الله عليه وسلم برواية أخرى أو بحديث آخر ؛ فينبغي أن يكون العمل بلفظي الحديث احتياطاً ، فلا يتختم في الوطسى ولا في السبابة . وهو الذي نقله القاري عن النووي : أنه يكره ذلك كراهة تنزيه . والله أعلم .

    (/2)
    5500 - ( يا وائل بن حجر ! إذا صليت ؛ فاجعل يديك حذاء أذنيك ، والمرأة تجعل يديها حذاء ثدييها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 866 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 19/ 28) عن ميمونة بنت حجر بن عبدالجبار بن وائل بن حجر قالت : سمعت عمتي أم يحيى بنت عبدالجبار بن وائل بن حجر عن أبيها عبدالجبار عن علقمة - عمها - عن وائل بن حجر قال :
    جئت النبي صلي الله عليه وسلم فقال :
    "هذا وائل بن حجر ؛ جاءكم ، لم يجئكم رغبة ولا رهبة ؛ جاء حباً لله ولرسوله" . وبسط له رداءه ، وأجلسه إلى جنبه وضمه إليه ، وأصعد به المنبر ، فخطب
    الناس ، فقال لأصحابه :
    "ارفقوا به ؛ فإنه حديث عهد بالملك" .
    فقلت : إن أهلي قد غلبوني على الذي لي ! قال :
    "أنا أعطيكه ، وأعطيك ضعفه" . فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإن ميمونة بنت حجر ، وعمتها أم يحيى بنت عبدالجبار ؛ لم أجد لهما ترجمة . وقال الهيثمي في موضعين من "المجمع" (2/ 103 و 9/ 373-374) :
    "رواه الطبراني من طريق ميمونة بنت حجر بن عبدالجبار عن عمتها أم يحيى بنت عبدالجبار ؛ ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات" .
    قلت : ولا أعلم حديثاً صحيحاً في التفريق بين صلاة
    الرجل وصلاة المرأة ؛ وإنما هو الرأي والاجتهاد .
    وقد ثبت عن بعض السلف خلافه ، فانظر آخر كتابي "صفة الصلاة" .
    ومما يؤيد ذلك : أنه ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يجعل يديه حذو منكبيه تارة ، ويحاذي بهما أذنيه تارة ؛ كما تراه مخرجاً في "صفة الصلاة" . فالتفريق المذكور في الحديث منكر . والله أعلم .

    (/1)






  2. #632
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي




    الكتاب : السلسلة الضعيفة / المجلد الثاني عشر كاملا من كتابة فريق عمل الكتابة بملتقى أهل الحديث
    للاشتراك معنا في فريق الكتابة راسل الأخ
    الطيماوي على الرسائل الخاصة بالملتقى أو راسلني على البريد التالي:
    ikourd@gmail.com

    لا تنسى فريق الكتابة من دعوة صالحة
    المقدمة:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    فهذا هو المجلد الثاني عشر من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأثرها السيئ في الأمة ". يخرج إلى عالم المطبوعات ليرى النور بعد عشرات السنين. ليلحق بأمثاله من المجلدات السابقة. ليكون المسلم على بينة من أمر دينه، فلا ينسب إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، فيقع تحت وعيد قوله صلى الله عليه وسلم. " كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع "، أو تحت وعيد قوله الآخر: " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار "، وحتى لا يقع المسلم في الضلال والبدعة، ويصرف جهده ووقته فيما لم يشرعه الله ورسوله، وهو يحسب أنه يحسن صنعأ!! وسيرى القارئ الكريم تحت أحاديث هذا المجلد- كسابقه- الكثير والكثير من الأبحاث والتحقيقات الحديثية، والردود العلمية القوية، والفوائد والتنبيهات الخفية. كل في مكانه ومناسبته، وخذ أمثلة على ذلك الأحاديث: (5512، 13 55، 5515، 7 551، 5529، 5533- 5539، 5542، 5543، 5550 ، 5553، 5556، 5557،5560، 5561، 5564، 5571، 5576، 5579، 5581، 5589، 0 559، 5593- 5598، 5600- 7 0 56 وهكذا معظم أحاديث هذا المجلد ). وبطبيعة الحال. فإن هذا المجلد
    -كسابقه- لم يراجعه الشيخ المراجعة الأخيرة لتهيئته للطباعة، ولو فعل لزاد وأفاد، ولذلك. وجدنا بعض الملاحظات على هذا المجلد، منها- بل أهلها- أننا وجدنا عددا من الأحاديث لم يثبت عليها الشيخ - رحمه الله- الحكم المختصر قبل التخريج- كعادته-، فوضعنا الحكم المناسب عليها بناء على نظرنا في دراسة الشيخ لطرقه وتحقيقه، مع الرجوع إلى بعض إخواننا طلاب العلم في ذلك، وإليك أرقام هذه الأحاديث كلها: (5530،

    (12/3)
    532 5، 5507، 5558، 5559، 5563، 5577، 5594، 4 562، 5668، 5679، 5682، 5726، 5727، 5731، 4 575، 5828، 0 583، 2 584، 5848، 5858، 5859، 5873، 5878، 0 588، 5881، 5890، 1 92 5، 27 59، 46 9 5، 5948، 5955).
    وهنالك حديث قمنا بحذفه. نظرا لتخريج الشيخ- رحمه الله- إياه في هذا المجلد برقم (5702) تخريجا أوسع بفوائد زوائد، وهو الحديث (5501).
    ووجدنا بعض الأحاديث أخذت الرقم المكرر قبلها، ففصلنا اللاحق عن السابق بوضع [/ م ] بعد الرقم المكرر، ولم نعدل الأرقام؛ لأن الشيخ- رحمه الله- كان يحيل عليها في كتبه الأخرى، فتيسيراً على الباحث تركناها كما هي، وهذه الأحاديث هي: (5723،5743، 5798، 1 585، 5894، 5978).
    وقد وجدنا- أيضا- قفزا في ترقيم الأحاديث في خمسة مواضع، نتج عنها سقوط خمسة أرقام، وهي: (5533، 5764، 5792، 5952، 5989). وأخير" لا يفوتنا التوجه بالشكر إلى كل من كانت له يد في إنجاز هذا العمل العظيم في جميع مراحله. بما فيه عمل الفهارس العلمية المختلفة على نحو ما كانت تصنع في حياة الشيخ- رحمه الله-. فجزاهم الله خيرا وشكر لهم.
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا، والحمد لله رب العالين.
    21 من شهر صفر 1423 هـ
    الناشر

    (12/4)
    5501- (000000000000000000000000) (1).
    5502- (من كتم على غال فهو مثله).
    ضعيف. أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 16/ 2)، وابن عساكر في
    " تاريخ دمشق " (2/ 375/ 1) من طريق إسحاق بن ثعلبة عن مكحول عن سمرة مرفوعا. وقال ابن عدي مضعفاً لاسحاق هذا: " روى عن مكحول عن سمرة أحاديث كلها غير محفوظة ". وقال أبو حاتم فيه:
    " مجهول، منكر الحديث ".
    قلت: ومكحول- ( وهو الشامي الفقيه- ثقة. ولكنه قد رمي بالتدليس، فمن المحتمل أن يكون أسقط الواسطة بينه وبين سمرة. فقد روي الحديث بإسناد مظلم عن سليمان بن سمرة بن جندب عن أبيه سمرة به.
    وسليمان هذا. مجهول الحال، فربما يكون هو الواسطة بين مكحول وسمرة. وقد تكلمت على رجال إسناده إلى سليمان، وما فيه من الضعف والجهالة في " ضعيف أبي داود " (272).
    5503- (أكرم الله عز وجل هذه الأمة بالعمائم والآلوية).
    ضعيف. أخرجه سعيد بن منصور في " السنن " برقم 2528): نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو قال: سمعت خالد بن معدان وفضيل بن فضالة
    ــــــــــ
    كان هنا الحديث: " لا تدخلوا على النساء وإن كن كنائن... "، وقد أعاد الشيخ- رحمه الله- تخريجه بفوائد زوائد في هذا المجلد برقم (5702)، فرأينا حذفه من هنا. ( الناشر ).

    (12/5)
    يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله: خالد بن معدان تابعي معروف، وهو ثقة كاللذين دونه.
    وقد روي جله موصولا من رواية عنبسة بن عبد الرحمن عن خالد بن كلاب
    أنه سمع أنس بن مالك يقول... فذكره مرفوعا بلفظ: " إن الله أكرم أمتي بالألوية " .
    أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (117- 118)، وابن عساكر (2/ 144/ 1). وقال العقيلي:" خالد بن كلاب مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ ".
    يعني هذا. وقال الذهبي:
    " الحديث منكر، وخالد تركه الأزدي " .
    وكذا في "
    اللسان ".
    وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات "، من رواية العقيلي، ونقل عنه هو وابن حجر أنه قال:
    " حديثه؛ لا أصل له " .
    وأقره السيوطي في " اللآلي "، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( ق 288/ 1). قلت: ولست أدري لماذا تتابعوا على
    الحمل في هذا الحديث على خالد هذا، والراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن- وهو الأموي - معروف بالضعف الشديد بل

    (12/6)
    الوضع. والحافظ نفسه قال فيه في " التقريب ":
    " متروك، رماه أبو حاتم بالوضع " ؟
    ثم إنهم قد خفي عليهم- جميعا- حديث الترجمة، وهو مما ينقذ الحديث من الحكم عليه بالوضع كما هو ظاهر، ولعله لذلك اقتصر الحافظ في الفتح " (6/ 127) على قوله في حديث أنس:
    " إسناده ضعيف " .
    وقد عزاه لرواية أبي يعلى، وما وجدته في نسخة " مسنده " المصورة التي عندي،
    ولا أورده الهيثمي في " مجمعه " (5/ 321) وهو على شرطه. لكن قد أورده الحافظ في " المطالب العالية " (2/ 151) من رواية أبي يعلى أيضا ومنه تبين أنه عنده من الطريق المتقدمة طريق خالد بن كلاب، ولم يذكر الراوي عنه: هل هو عنبسة بن عبد الرحمن أم غيره؟ والذي يغلب على الظن أنه الأول. والله أعلم.
    5504- (إن اليهود تعق عن الغلام ولا تعق عند الجارية، فعقوا عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة).
    غريب. أخرجه البزار (233 1)، والبيهقي (9/ 1 0 3- 2 0 3) من طريق الضحاك بن مخلد: ثنا أبو حفص سالم بن تميم عن أبيه عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا، وقال البزار:
    " لا نعلمه عن الأعرج عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ".
    قلت: ووقع عنده: " أبو حفص الشاعر "، ولم يسمه، ولم أجد له ذكرا فيما عندي
    من كتب الرجال، لا في الأسماء ولا في الكنى، وليراجع له " الكنى " للدولابي.

    (12/7)
    وكذلك أبوه تميم. لم أعرفه، وقال الهيثمي في " المجمع " (4/ 58):
    " رواه البزار من رواية أبي حفص الشاعر عن أبيه، ولم أجد من ترجمهما ". قلت: أما الشطر الثاني من الحديث. فهو صحيح من رواية عائشة وأم كرز الكعبية، وهو مخرج في " الإرواء " (166 1) و " صحيح أبي داود " (2522، 2524، 2525).
    5505- (من رفع رأسه من الركوع قبل الإمام. فلا صلاة له).
    ضعيف. رواه عبد الرزاق في " المصنف " (2/ 375/ 3759) عن رجل
    عن محمد بن جابر قال: سمعت عبد الله بن بدر يحدث عن علي بن شيبان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد ظاهر الضعف. لجهالة
    الرجل الذي لم يسم.
    وضعف محمد بن جابر، وهو الحنفي اليمامي. قال الحافظ في " التقريب "
    " صدوق، ذهبت كتبه، فساء حفظه وخلط كثيرا، وعمي فصار يلقن ".
    ومن طريقه رواه بقي بن مخلد أيضا. كما في ترجمة شيبان بن محرز من
    "
    الإصابة " ؛ لكنه عزاه لابن ماجه أيضا! وهو من أوهامه رحمه الله.
    5506- (من زار القبور. فليس منا).
    ضعيف. أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (3/ 569/ 5 670) عن قتادة
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:... فذكره.

    (12/8)
    قلت: وهذا إسناد مرسل، فهو ضعيف.
    ولعل الحديث- إن صح- كان في وقت النهي عن زيارة القبور، ثم نسخ ذلك بإذن النبي صلى الله عليه وسلم بزيارتها، كما جاء في أحاديث كثيرة، قد ذكرنا قسما طيبا منها في " أحكام الجنائز ". فليراجعها من شاء الوقوف عليها.
    5507- (كان يصافح النساء وعلى يده ثوب).
    ضعيف. أخرجه عبد الرزاق في المصنف " (6/ 9/ 9832) عن إبراهيم قال:... فذكره مرفوعا
    قلت: وهو مرسل. بل معضل، والسند إلى إبراهيم صحيح.
    5508- (هذا سجاسج: واد من أودية
    الجنة، قد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا، ولقد مر به موسى بن عمران حاجاً أو معتمرا في سبعين ألفا من بني إسرائيل على ناقة له ورقاء، عليه عباءتان قطوانيتان).
    ضعيف جداً). أخرجه أبو إسحاق الحربي في " كتاب المناسك " ص 446- تحقيق حمد الجاسر) من طريق كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده:
    أن النبي صلى في مسجد الروحاء الذي عند عرق الظبية، وقال:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا كثير هذا متروك، كما هو معروف.

    (12/9)
    5509- (نِعْمَ القوم حِمْيَر؛ بأفواههِمُ السلامُ، و بأيديهمُ الطعام).
    ضعيف جداً. أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/220): حدثني إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي: حدثني عمرو بن الحارث بن العلاء أبو عون بن أبي عبد الله أن قيس بن الحارث الغامدي: حدثنا ابن الصّنابحي قال : إن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ! العن حميراً.فقال: ( يرجم الله حميراً)! فقال :يا رسول الله ! العن حميراً.قال: ( يرحم الله حميراً)! فقال: يا رسول الله ! إنما قلت: العن حِمْيَراً. فقال :... فذكره.
    قلا : و هذا إسناد ضعيف جدا؛ اسحاق بن إبراهيم؛ قال الحافظ: " صدوق يهم كثيرا، و أطلق محمد بن عوف أنه يكذب" .
    و عمرو بن الحارث بن العلاء- كذا وقع في الأصل- و أظنه خطأ؛ فإنه: ابن الحارث بن الضحاك كما في " الجرح" (3/1/226) و غيره، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا؛ إلا أن يكون (العلاء) من أجداده، و هذا مما لم يذكروه. أشار الذهبي إلى أنه مجهول؛ فقال في "الميزان".
    ( تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، و مولاة له اسمها "علوة" ، فهو غير معروف العدالة . و ابن زيريق ضعيف). و قال الحافظ فيه و في أبي عون – واسمه عبد الله-: " مقبول".

    (12/10)
    ثم تأكد ما ظننته من الخطأ؛ أنه وقع على الصواب في حديث آخر،و هو الآتي بعده:
    5510- (إذا سألتمْ ، فَسَلُوا الله عز و جل
    الفردوس؛ فإنها سرُّ الجنة، يقول الرجل منكم لراعيهِ: عليك بِسرِّ الوادي؛ فإنه أَعْشَبُهُ و أَمْرَعُهُ).
    ضعيف جدا. أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/348-349): حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق (الأصل :رزيق! وهو خطأ) قال: حدثني عمرو بن الحارث بن الضحاك قال : حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف أن سويد بن جبلة حدثهم أن عرباض بن سارية حدثهم، يرده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ... فذكره.
    قلت و إسناده ضعيف جدا؛ كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله.






  3. #633
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    5511- (بل أنت عُتْبَةُ بنُ عَبدٍ).
    ضعيف. أخرجه الفسوي في "التاريخ" (2/349)، و الطبراني في "المعجم الكبير" (17/120/296)، و ابن قانع في " معجم الصحابة" من طرق عن محمد بن شعيب بن شابور: ثنا محمد بن القاسم الطائي قال : سمعت يحيى ابن عتبة بن عبد يحدث عن أبيه:أنه أتى في أناس يريدون أن يغيروا أسماءهم، قال: فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاني و أنا غلام حدث، فقال: "ما اسمك"؟ فقلت :عتلة بن عبد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :... فذكره، و زاد:

    (12/11)
    "أرني سيفك". فسله، فسله، فلما نظر إليه؛ فإذا و سيف فيه دقة و ضعف فقال : " لا تضرب بهذا؛ و لكن اطعن به طعناً".
    قلت : و هذا إسناد ضعيف؛ يحيى هذا لا يعرف إلا في هذه الرواية، و بها أورده ابن حبان في "ثقاته" على قاعدته في توثيق المجهولين، و لم يورده البخاري في " التاريخ" ، و لا ابن أبي حاتم في "الجرح و التعديل"، مع أنهما ذكراه في شيوخ الطائي الراوي عنه هنا. و ذكر الثاني منهما أنه روى عنه أيضاً يحيى بن صالح الوحاظي الثقة و غيره، فهو مجهول الحال ، و لعله في "ثقات ابن حبان"؛ فقد قال الهيثمي (8/53):
    (رواه الطبراني من طرق، و رجال بعضها ثقات)!
    كذا قال ، و إنما له طريق واحدة، هي طريق يحيى هذا ، و إنما الطرق التي أشار إليها عن ابن شابور فقط، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في أول التخريج.
    5512- ( كلُّ سارحَةٍ و رائحةٍ على قومٍ؛ حرامٌ على غيرِهم).
    ضعيف جدا. أخرجه الفسوي في " المعرفة و التاريخ" (2/431-432)، والطبراني في "الكبير" (8/207/7732) عن سليمان بن سلمة الحمصي قال: ثنا بقية قال : ثنا سلامة بن عميرة المنابحبي – حي من اليمن- عن لقمان ابن عامر الوصابي – حي من اليمن – عن أبي أمامة مرفوعا.
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ آفته سليمان هذا؛ فإنه متروك متهم، و قد مضت له أحاديث في المجلد الثاني برقم (586،594،779)، و قول الهيثمي

    (12/12)
    (4/163) بعد أن عزاه للطبراني:
    ( وفيه سليمان بن سلمة الخبائري؛ وهو ضعيف).
    ففيه تساهل؛ لأن الخبائري أسوأ حالاً، بشهادة الهيثمي نفسه في بعض الأحاديث التي أشرت إليها آنفاً.
    و قال المناوي بعد أن نقل قول الهيثمي المذكور:
    ( وقال غيره: فيه الحسن بن علي المعمري "الأصل :العمري؛ و هو خطأ"، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: حافظ رفع موقوفات قليلة. وسليمان بن سلمة الخبائري تركه أبو حاتم و غيره. و (بقية) ضعفوه).
    و لنا عليه مؤاخذتان:
    الأولى: إعلاله بالمعمري لا وجه له؛ لأمرين:
    أحدهما : أن رفعه موقوفات قليلة مع كثرة حفظه لا يخرجه من العدالة و الإحتجاج به، و ما أحسن ما قال الحافظ البرديجي: ( ليس بعجب أن ينفرد المعمري بعشرين أو ثلاثين حديثا في كثرة ما كتب).
    وقا الحافظ : في آخر ترجمته من "اللسان":
    (فاستقر الحال آخرا على توثيقه؛ فإن غاية ما قيل فيه: إنه حدّث بأحاديث لم يتابع عليها و قد علمت من كلام الدارقطني أنه رجع عنها، فإن كان أخطأ فيها كما قال خصمه فقط رجع عنها، و إن كان مصيبا فيها كما كان يدعي فذاك أرفع له و الله أعلم).

    (12/13)
    و الآخر: أن المعمري لم ينفرد به؛ فقد تابعه الحافظ الفسوي فقال: حدثني سليمان بن سلمة الحمصي به، و السياق له.
    و الأخرى : إعلاله ببقية و قوله: "ضعفوه"؛ فليس بجيد؛ لأنه إنما ضعفوه لتدليسه، و هنا قد صرح بالتحديث كما ترى.
    و في الحديث علة أخرى لم يتعرض لذكرها المناوي و لا الهيثمي، و هي سلامة ابن عميرة؛ فإني لم أجده له ترجمة ، فهو من مشايخ بقية المجهولين، و قد قال العجلي :(بقية ثقة ما روى عن المعروفين، و ما روى عن المجهولين فليس بشيء). و قال يعقوب بن شيبة:(صدوق ثقة، و يتقى حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، و له أحاديث مناكير جداً).
    و مما سبق؛ يظهر جليّاً أن إسناد الحديث ضعيف جدا، فقول المناوي في [التيسير] : "إسناده ضعيف"؛ مردود، مع أنه قد ذكر في [الفيض] –كما تقدم- أن فيه الخبائري المتروك.
    (تنبيه) : قوله: (المنابحبي)؛ كذا وقع في "المعرفة" ولم أعرف هذه النسبة، و أظنها محرفة؛ فإني لم أجدها في شيء من كتب الأنساب و غيرها . و الله أعلم.
    5513- (مَنْ لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الإمامِ؛فَصَلاتُهُ خِدَاجٌ).
    موضوع بذكر (الإمام). أخرجه الفسوي (2/432) عن شيخه المتقدم سليمان الحمصي قال : حدثنا المؤمل بن عمر أوقعنب العتبي: حدثنا يوسف أبو

    (12/14)
    عنبسة خادم أبي أمامة قال: سمعت أبا أمامة يقول :... فذكره مرفوعاً.
    قلت : و هذا إسناده ضعيف جداً؛ لما علمت آنفاً من حال سليمان هذا ، و أنه متروك متهم.
    و اللذان فوقه؛ لم أعرفهما.
    لكني وجدت في ترجمة أبي أمامة صدي بن عجلان في [الإصابة] حديثاً آخر له؛ من رواية وهب بن صدقة : سمعت جدي يوسف بن حزن الباهلي: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : ... فذكره.
    قلت: فالظاهر أنه هذا؛ و لكن لم أجد له ترجمة أيضاً، و مثله حفيده وهب بن صدقة . فالله أعلم.
    و قد روي الحديث بإسناد آخر مظلم؛ من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن سوار: نا عمرو بن ميمون بن مهران: حدثني أبي ميمون بن مهران عن أبيه مهران مرفوعاً به.
    أخرجه البيهقي في [القراءة خلف الإمام] (62/131)، و ابن عساكر في "التاريخ" (13/326/2)، و كذا الطبراني في " الأوسط" (2/293/9322)؛ دون قوله : "خلف الإمام" وقال :
    (لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن).
    قلت : الظاهر لي أنه التميمي الدمشقي ابن بنت شرحبيل، و هو صدوق يخطئ ؛ كما في "التقريب".
    و قال الذهبي في "الكاشف" :

    (12/15)
    (مفت ثقة؛ لكنه مُكْثِرٌ عن الضعفاء). و ذكر في "الميزان" أن أبا حاتم قال :(صدوق؛ إلا أنه من أروى الناس عن الضعفاء و المجهولين).
    قلت: و عبد الرحمن بن سوار؛ لم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه من المجهولين الذين أشار إليهم أبو حاتم آنفاً.
    و قال الهيثمي في "المجمع" (2/111) –بعد عزوه للطبراني-: ( وفي إسناده جماعة لم أعرفهم).
    كذا قال ! و ليس فيه ممن لا يعرف سوى ابن سوار هذا.
    و شيخ الطبراني الوليد بن حماد الرملي؛ ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" برواية جماعة عنه، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، و قد تابعه عند البيهقي : عبد الله بن حماد الآملي؛ إن لم يكن تحرف اسمه من
    الناسخ . و الله أعلم.
    و جملة القول ؛ أن علة هذا الإسناد ابن سوار هذا، و من فوقه ثقات من رجال "التهذيب" ، غير مهران والد ميمون الجزري، فأورده في "الإصابة" و ساق له حديثين بهذا الإسناد، هذا أحدهما- من رواية ابن السكن و قال:
    ( قال ابن السكن: لا يروي عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه).
    قلت : و كأنه يشير إلى عدم ثبوت صحبته، وقد ذكره البخاري في الصحابة ؛ كما قال البغوي و نقله العسقلاني، و لم يورده البخاري في "التاريخ الكبير". و الله أعلم.

    (12/16)
    و إنما حكمت على الحديث بالوضع؛ لوهاء سنده، و لمخالفته للحديث الصحيح المعروف بلفظ:
    (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب؛ فهي خداج) يقولها ثلاثاً.
    رواه مسلم و غيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، و هو مخرج في "صحيح أبي داود" (779)، و زاد في رواية:
    (فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام؟ فقال :اقرأ بها في نفسك يا فارسي!).
    قلت : فهذه الزيادة موقوفة على أبي هريرة، فجعلها سليمان الحمصي و ابن سوار في صلب الحديث مرفوعاً!
    و أما حديث عبادة : ( ... فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).
    فهو ضعيف بهذا اللفظ؛ له ثلاث علل ؛ كما شرحته في "ضعيف أبي داود" (146-147)، و إنما صح مختصراً بلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
    أخرجه الشيخان و غيرهما ، و هو مخرج في "صحيح أبي داود" (780)، و لو صح باللفظ الأول ؛ فهو لا يدل على وجوب قراءة المؤتم للفاتحة، و إنما الجواز كما بينه العلامة اللكنوي في [ إمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة بالفاتحة خلف الإمام] (ص 209).
    و يؤكد ذلك أنه صَحَّ بلفظ:

    (12/17)
    ( فلا تفعلوا ؛ إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب).
    أخرجه عبد الرزاق في "الصنف" (2/128)، و أحمد (5/410)، و البخاري في "جزء القراءة"، و البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (161/129-130) و قوّاه.
    و إسناده صحيح.
    و على هذا اللفظ اعتمدت في كتابي "صفة الصلاة" و دلالته على الجواز؛ بل الجواز المرجوح أوضح من اللفظ الأول كما هو ظاهر؛ إذا لوحظ قوله: "إلا أن ..."، فلا يصح إذن اعتباره شاهداً لحديث الترجمة كما قد يتوهمه بعضهم ممن لا فقه عندهم!
    نعم؛ لو صح الحديث الآتي بعده لكان شاهداً قويا له ؛ لكن فيه ما سأبينه .
    5514- (لا صَلاةَ لمنْ لمْ بقرأْ بفاتِحَةِ الكتابِ خَلْفَ الإِمَام).
    منكر بزيادة (خلف). أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" ( ص56) من طرق عن محمد بن سليمان بن فارس : حدثني أبو إبرهيم محمد بن يحيى الصفار – و كان جارنا- : ثنا عثمان بن عمر عن يونس عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت مرفوعاً. قال أبو الطيب : قلت لمحمد بن سليمان : (خلف الإمام) ؟ قال : (خلف الإمام). و قال: (إسناد صحيح)!
    قلت : و فيه نظر من وجهين:

    (12/18)
    الأول : أن أبا إبراهيم محمد بن يحيى الصفار ما رأيت له ترجمة، و هو من طبقة أبي عبد الله محمد بن يحيى النيسابوري الإمام المخرج له في "الصحيحين"، و ما أظن أن البيهقي توهم أنه هو لمعرفته بالرجال و اختلاف كنيتيهما ، و تميز الأول عن الإمام بلقب (الصفار).
    و الآخر: أنه قد خالفه الحسن بن مكرم فقال : أنا عثمان بن عمر به ؛ دون قوله : "خلف الإمام".
    و الحسن هذا؛ روى عنه جمع من الثقات الحفاظ ، ووثقه الخطيب، فراجع "تاريخه" إن شئت (7/432).
    أخرجه البيهقي في "القراءة" (12/22).
    و تابعه الإمام الدارمي؛ فقال في "سننه" (1/283) : أخبرنا عثمان بن عمر به ؛ دون الزيادة.
    وعثمان هذا ؛ هو ابن عمر بن فارس العبدي ، ثقة من رجال الشيخين.
    و تابعه جمع عن يونس به : عند البيهقي (13/25).
    و تابعه أيضاً عبد الله بن وهب : أخبرني يونس به .
    أخرج مسلم (2/9) ، و أبو عوانة (2/125)، و الدارقطني في "سننه" (1/322/18)، و البيهقي أيضاً (12/21) و كذا في "السنن" (2/61).
    و يونس هذا ؛ ثقة ثبث محتج به في "الصحيحين".
    و قد تابعه معمر : عند عبد الرزاق (2/93/2623)، و مسلم ، و أبي عوانة ،

    (12/19)
    و النسائي (1/145) ، و البيهقي أيضاً (13/26و27) و في "السنن" (2/374)، و أحمد (5/322).
    و صالح : عند مسلم ، و أبي عوانة، و البيهقي (12/23) و في "السنن" (2/375)، و أحمد (5/321).
    و سفيان بن عيينة: عند الستة و غيرهم ، و هو مخرج في "صحيح أبي داود" (780). و رواه عنه : ابن الجارود أيضاً في "المنتقى" (185).
    و جمع آخر : عند البيهقي (14/28-31).
    كل هؤلاء الثقات و غيرهم رووه عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة؛ بدون الزيادة.
    فهي زيادة منكرة ؛ بل باطلة دونما شك أو ريب.
    و لعل أبا الطيب- و هو محمد بن أحمد الذهلي- كان يرى ذلك؛ كما يشعر به سؤاله لمحمد بن سليمان عنها، و كأنه كان سؤالا استنكارياً. و الله أعلم.
    فإن قيل : هل خفيت على البيهقي هذه الروايات الدالة على خطأ الصفَّار هذا لو فرض أنه ثقة عنده؟
    فأقول : ما أظن ذلك يخفى على من دونه علماً و معرفة، و لكنه التعصب المذهبي يحمل صاحبه على تجاهل
    الحقيقة؛ انتصاراً للمذهب. نسأل الله السلامة!
    5515-(مَنْ أرادَ كَنْزَ الحديثِ؛ فَعَلَيْهِ ب"لا حَوْلَ و لا قوةَ إلا بالله").
    ضعيف. أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/1/282/970) تعليقاً،

    (12/20)
    ووصله الفسوي في " المعرفة " (2/ 445)، والطبراني في " الكبير " (18/ 301/ 773) من طريق خالد بن يزيد عن عبد الله بن مسروح عن ربيعة بن يورا عن فضالة بن عبيد مَرْفُوعًا.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ ربيعة بن يورا؛ أورده. البخاري في " التاريخ " لهذه الرواية، وكذا ابن أبي حاتم (1/ 2/ 475)، ولم يذكرا فيه جَرْحًا ولا تَعْدِيلًا، فهو في عداد المجهولين.
    وأما ابن حبان ؛ فأورده في (الثقات) !
    وعبد الله بن مسروح؛ لعله خير من ربيعة؛ فقد أورده البخاري وابن أبي حاتم لهذه الرواية أَيْضًا ؛ لكن قال أبو حاتم:
    (أراه هو صاحبه عقبة بن عامر ).
    قلت: ترجمته عنده قبيل هذا، وذكر أنه روى عنه مرثد بن عبد الله اليزني وخالد بن يزيد الصدفي. يعني: الراوي لهذا الحديث. وأظن أن (الصدفي) محرف (المصري) ؛ فإنه لم ينسبه النسبة الأولى أحد ممن ترجم له، ومنهم ابن أبي حاتم (1/ 2/ 358).
    وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 99): " رواه الطبراني من طريق عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن يورا، وعبد الله ؛ لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".
    كذا وقع فيه: " عبد الله بن يزيد "! وكأنه سبق نظر أو قلم ؛ ولذلك لم يعرفه، وإنما هو عبد الله بن مسروح، وقد ترجمه من ذكرنا، ويحتمل اِحْتِمَالًا كَبِيرًا أن

    (12/21)
    يكون في " ثقات ابن حبان ".
    (تنبيه): تحرف اسم (يورا) في بعض المصادر، فوقع في " المجمع ": (بورا) بالباء الموحدة، وفي " المعرفة " : (نورا) بالنون، وقال محققه الفاضل الدكتور العمري:
    " هكذا في الأصل، ولم أجده" !
    وقوله: " الحديث " ؛ هكذا في المصادر الثلاثة، وفي " المجمع ": (
    الجنة ) !
    5516- (يخرجُ ناسٌ مِنَ المشرقِ، فَيُوَطِّئونَ للمهديِّ سُلْطَانَهُ).
    ضعيف. أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (2/ 497)، وابن ماجه (4139- الأعظمي) من طريق ابن لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مَرْفُوعًا.
    قلت: وهذا إِسْنَاد ضعيف ؛ من أجل ابن لهيعة وشيخه ؛ قال البوصيري في
    " الزوائد " (250/ 1):
    " هذا إسناد ضعيف ؛ لضعف عمرو بن جابر وابن لهيعة ".
    قلت: ابن لهيعة ضعفه معروف. وأما الحضرمي ؛ فقد اختلفوا فيه، والأكثرون على تضعيفه، ووثقه الفسوي وغيره، وقال ابن لهيعة نفسه:
    " كان ضعيف العقل، كان يقول: علي في السحاب. كان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا علي قد مرّ في السحاب. كان شَيْخًا أحمق ". وقال أحمد:
    " روى عن جابر مناكير، وبلغني أنه كان يكذب ".
    وجزم الحافظ بضعفه في (التقريب ).
    @ 23
    5517- (إنَّ العَبْدَ يَلْبَثُ مُؤْمِنًا أَحْقَاباً ، ثمّ أحْقَاباً ثمّ يموتُ والله عنه سَاخِطٌ ،وإنَّ العبدَ يلبثُ كَافِرًا أحقاباً ، ثمّ أحقاباً ثمّ يموتُ والله عنه راضٍ. ومَنْ ماتَ همّازاً لَمّازاً ملقباً للناسِ ؛كان عَلامَتُهُ يومَ
    القيامةِ أَنْ يَسِمَه اللهُ على الخُرْطُومِ مِنْ كلا الشّفتين ).
    ضعيف. أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة" (2/ 515- 516)، والطبراني في " الأوسط " (2/ 259/ 8965) من طريق أبي صالح: حدثني الليث: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الملك بن عبد الله عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو مَرْفُوعًا.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علل:

    (12/22)
    الأولى: أبو صالح هذا- وهو عبد الله بن صالح- ؛ كاتب الليث. ومن طريقه
    رواه ابن أبي حاتم ؛ كما في " تفسير ابن كثير " وغيره. وبه أعله الهيثمي، فقال في " المجمع "(213/7): " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عبد الله بن صالح، وثقه
    عبد الملك بن شعيب ؛ وضعفه غيره ".
    قلت: وفيه كلام كثير، والذي يتلخص منه وانتهى إليه الحفاظ المتأخرون أن
    فيه ضَعْفًا، فقال الذهبي في " الميزان ":
    " له مناكير ". وقال في " الكاشف ":
    " فيه لين ". وقال الحافظ في " التقريب ":

    (12/23)
    " صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ".
    الثانية: سعيد بن أبي هلال؛ فإنه كان اختلط؛ كما قال الإمام أحمد.
    الثالثة: عبد الملك بن عبد الله ؛ هو التجيبي؛ كما في ترجمة شيخه الصدفي
    من " تهذيب المزي " ، والظاهر أنه مصري ؛ لأن (التجيبي) نسبة إلى (تجيب)، محلة بفسطاط مصر؛ كما في " أنساب السمعاني "، ولم أعرفه، وفي " الجرح والتعديل " (2/ 2/ 354- 355) جماعة من طبقته لم ينسب أحد منهم هذه النسبة، ولم يحك فيهم جَرْحًا ولا تَعْدِيلًا.
    وعيسى بن هلال الصدفي؛ ذكره الفسوي في ثقات التابعين في مصر، وفي ترجمته ساق الحديث. وكذلك ذكره ابن حبان في " الثقات "! (3/ 193)، وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق ".
    قلت: فمثله حسن الحديث؛ لكن أشار الذهبي إلى تليين توثيقه بقوله في
    " الكاشف ":
    " وُثِّق " ؛ بل قال في حديث آخر له ذكره في " الكبائر " (ق 28/ 2):
    " ليس إسناده بذاك ". وقال أبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " (ق 198/ 1):
    " حديث غريب ".
    ولعلي أتوجه إلى تخريج الحديث المشار إليه في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى، ولذلك لم ينشرح الصدر لتقوية حديث الترجمة لو صح إسناده إليه. والله أعلم.

    (12/24)
    قلت: والحديث من جملة الأحاديث الضعيفة التي سَوَّدَ بها الشيخ الصابوني كتابه " مختصر تفسير ابن كثير، (3/ 535)! زَاعِمًا في المقدمة أنه جرد منه الأحاديث الضعيفة! وهو في ذلك غير صادق! ولا هو أهل لذلك! كما شرحت ذلك بعض الشيء في مقدمة المجلد اَلرَّابِع من " سلسلة الأحاديث الصحيحة "، وقد تم طبعه، وتداولته الأيدي في منتصف هذه السنة (1404)، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وقد لقينا عَنَتَا كَبِيرًا في سبيل طباعته لجهل القائمين على الطباعة بطرق تصحيح التجارب، وإهمالهم وإخلالهم بالمواعيد؛ بحيث أنه تحمل إخراجه إلى حيز الوجود أكثر من سنة ! والله المستعان.
    5518- (إن أبي إِبْرَاهِيم- عليه اَلسَّلَام- هَمَّ أن يَدْعُوَ عليهم- يعني: أهل العِراقِ-، فأوحَى اَللَّه تعالى إليه: لا تَفْعَل؟ فإنِّي جَعَلتُ خَزَائِن علمي فيهم، وأَسْكَنْتُ الرحمة في قُلُوبهمْ).
    موضوع. أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (1/ 24- 25)، ومن طريقه
    ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1/ 62) عن أبي عمر محمد بن أحمد الحليمي قال: نبأنا آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    (اللهم بارك لنا في صاعنا ومُدِّنا، وفي شامنا وفي يَمَنِنا، وفي حِجازنا ".
    قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله! وفي عراقنا؟ فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم. فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك، فقام إليه
    الرجل فقال: يا رسول الله ! وفي عراقنا؟ فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم. فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله ! وفي عراقنا؟ فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم. فولى الرجل وهو يبكي، فدعاه

    (12/25)
    النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
    " أمن العراق أنت؟ ".
    قال: نعم. قال:... فذكره.
    قلت: وهذا موضوع ؛ المتهم به الحليمي هذا، من ولد حليمة السعدية، ظئر النبي صلى الله عليه وسلم، قال السمعاني في " الأنساب ":
    " حدث عن أدم بن أبي إياس أربعة أحاديث مناكير بإسناد واحد، والحمل عليه فيها ". وقال الذهبي في " الميزان":
    " يروي عن آدم بن أبي إياس أحاديث منكرة باطلة، قال أبو نصر بن ماكولا:
    الحمل عليه فيها ". ثم ساق له الحديث التالي لهذا. وزاد في "اللسان ":
    " وقال ابن عساكر: منكر الحديث ".
    قلت: ومن فوقه كلهم ثقات من رجال البخاري ؛ غير معن بن الوليد، ولم أجد له ترجمة، وهو غير معن بن الوليد بن هشام الغساني الدمشقي ؛ فإنه متأخر عن هذا، سمع منه أبو حاتم، وترجمه ابنه (4/ 1/ 278) مُوَثَّقًا.
    وإن مما يؤكد وضع هذا الحديث أن طرفه الأول، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة
    إلى قول
    الرجل: " وفي عراقنا " ؛ قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره، كما خرجته في " الصحيحة " (2246) من طرق عنه صلى الله عليه وسلم، ليس في شيء منها هذه الزيادة في مَدْح العراق ؛ بل فيها قوله صلى الله عليه وسلم جَوَابًا على قول الرجل: " وفي عراقنا؟ ":
    (بها الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان(.

    (12/26)
    فثبت بطلان حديث الترجمة.
    5519- (إذا كان يَوْم اَلْقِيَامَة؟ نُصِبَ لإبراهيم مِنْبَرٌ أمامَ العَرْشِ، ونُصِبَ لي مِنْبَر أمام العرش، ونُصِب لأبي بكر كرسيّ فيجلس عليه، وينادي مناد: يا لَكَ من صِدِّيقٍ بين خليل وحبيب!).
    موضوع. أخرجه الخطيب (4/ 386-387) بسند الذي قبله عن معاذ مَرْفُوعًا.
    وقد عرفت آفته.
    5520- (دَخَلَ إِبْلِيس العراق فقضى حَاجَته، ثم دخل اَلشَّام فطردوه حتى بَلَغَ (بُسَاق)، ثم دَخَلَ مِصْر فَبَاضَ بها وفَرَّخَ وبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ) (1).
    ضعيف. أخرجه يعقوب الفسوي في" المعرفة، (2/ 748- 749)، وأبو الشيخ في " العظمة " (12/ 28/ 2 )، والطبراني في " الكبير " (12/ 340/ 13290) من طريق ابن شهاب عن يعقوب بن عبد الله بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر مَرْفُوعًا.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير يعقوب بن عبد الله ؛ فإني لم أجده في شيء من كتب الرجال هكذا: (ابن عبد الله )، وإنما فيها: (ابن عتبة ابن المغيرة بن الأخنس)، وهو ثقة، من السادسة عند ابن حجر في (التقريب) ، فإن كان هو فالإسناد منقطع، ومن الغريب أن الحافظ الهيثمي مر على هذا دون أي تنبيه؟ فقال (60/10):
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)العبقري : ضرب من البُسُط . كما في (القاموس ).

    (12/27)
    " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ؛ من رواية يعقوب بن عبد الله بن
    عتبة بن الأخنس (!) عن ابن عمر. ولم يسمع منه، ورجاله ثقا ت ".
    كذا وقع في كتابه " المجمع " جمع بين (عبد الله) و (عتبة) فقال: (ابن
    عبد الله بن عتبة)، ولم يذكر (المغيرة)، وهو خلاف ما في كتب التراجم كما
    تقدم، فالظاهر أنه خطأ مطبعي أو من تصرف بعض النساخ أو المصححين ؛ فقد وقع
    في نحوه الأستاذ صلاح الدين المنجد في تعليقه على " ابن عساكر " ؛ فإنه صحح
    اسم (عبد الله) فجعله (عتبة) وقال في التعليق: " في الأصل (عبد الله)، وهو خطأ "!
    وإنما الخطأ ما فعل ؛ فإنه في الأصول كلها التي وقفنا عليها: (عبد الله) ؛
    لاسيما وابن عساكر رواه من طريق الفسوي!
    ثم إن للحديث طَرِيقًا أخرى: عند ابن عساكر، يرويه بسنده عن خطاب بن
    أيوب: ثنا عباد بن كثير عن سعيد عن قتادة عن سالم عن ابن عمر به نحوه ؛ دون
    ذكر (بساق).
    وخطاب بن أيوب ؛ ذكره ابن أبي حاتم (1/ 2/ 386) بغير هذه الرواية، ولم يذكر فيه جَرْحًا ولا تَعْدِيلًا.
    وعباد بن كثير ؛ هو الثقفي البصري ؛ متروك، قال أحمد:
    "روى أحاديث كذب ".
    هذا ؛ ولعل أصل الحديث موقوف، وهم بعض الرواة فرفعه ؛ فقد قال أبو عذبة: قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من الشام ونحن حجاج، فبينا نحن عنده

    (12/28)
    أتاه آت من قبل العراق، فأخبر أنهم قد حصبوا إمامهم، وقد كان عمر عوضهم منه مكان إمام كان قبله فحصبوه، فخرج إلى الصلاة مغضباً ، فسها في صلاته، ثم أقبل على الناس فقال:
    من ههنا من أهل الشام؟ فقمت أنا وأصحابي، فقال:
    يا أهل الشام! تجهزوا لأهل العراق ؛ فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ. ثم قال: اللهم! إنهم قد لبّسوا علي، فلبِّس عليهم، وعجِّل لهم الغلام الثقفي ؛ يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم!
    أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " (2/ 529، 754) عن شريح بن عبيد، و (2/ 755) عن عبد الرحمن بن ميسرة ؛ كلاهما عنه.
    قلت: وهذا إسناد حسن: أبو عذبة ؛ أورده ابن أبي حاتم برواية شريح عنه، ولم يذكر فيه جَرْحًا ولا تَعْدِيلًا ؛ لكن قد روى عنه أَيْضًا عبد الرحمن بن ميسرة ؛ كما ترى، وذكره الفسوي في ثقات التابعين المصريين. والله أعلم.






  4. #634
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    5521- ( إنما يفتري الكذب من لا يؤمن ، إن العبد يَزِلُّ الزّلّة ، ثم يرجع إلى ربه فيتوبُ ، فيتوب الله عليه ).
    موضوع. أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (1/ 113/ 235): حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال: حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله ابن جراد قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله! هل يسرق المؤمن؟ قال:
    " قد يكون ذلك ". قال: هل يزني المؤمن؟ قال:

    (12/29)
    " بلى وإن كره أبو الدرداء" . قال : هل يكذب المؤمن ؟ قال : ... فذكره.
    قلت: وهذا موضوع ؛ آفته يعلى بن الأشدق أو الهمداني؛ فإن الأول أورده الذهبي في " الضعفاء" وقال :
    " قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة ؟ ليس بشيء . وقال ابن حبان : وضعوا له أحاديث يحدث بها ولم يدر".
    والآخر متروك, وكان ابن معين يكذبه . انظر الحديث المتقدم : " أنا مدينة العلم .." (2955) .
    وإني متعجب جدا من إيراد الإمام الطبري بهذا الحديث ساكتا عنه, وفيه هذان المتهمان, وأنا وإن كنت حديث عهد بالاطلاع على كتابه "التهذيب" ودراسته فقد بدأت أشعر بأن عنده شيئا من التساهل في إيراد الحديث وتقويته, ولا أدري إذا كان هذا الشعور سيزداد مع
    الدراسة أو سيضمحل, ذلك ما سنخرجه من أحاديثه:
    5522 - (إني قد علمت ما لقيت في الله ورسوله، وما ذهب من مالك, وقد طيبت لك الهدية , فما أهدي اليك من شيء؛ فهو لك).
    موضوع . أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/172/375) من طريق الهيثم بن الربيع قال : حدثني الأصبع بن زيد عن سليمان بن الحكم عن محمد ابن سعيد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال :
    لما بعثني رسول الله (ص) الى اليمن قال :....فذكره. وقال :
    "هذا خبر غير جائز الاحتجاج بمثله؛ لوهي سنده، وضعف كثير من نقلته،

    (12/30)
    ومحمد بن سعيد؛ هو المصلوب".
    قلت: قال الحافظ في "التقريب":
    "كذبوه، وقال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث".
    وسليمان بن الحكم واه باتفاقهم؛ كما قال الذهبي في "الضعفاء".
    والهيثم بن الربيع؛ الظاهر أنه العقيلي البصري؛ قال الحافظ :
    "ضعيف".
    قلت : وأشار الطبري في كلمته السابقة إلى ضعفه وضعف اللذين قبله.
    5523 – (اللهم ؟؟ مشبع الجوعة، [وقاضي الحاجة]، ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - ).
    ضعيف. أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/420/974)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/230/2/4165 ) من طريق مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني عن عتبة أب معاذ البصري عن عكرمه عن عمران ابن حصين قال :
    كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدا، إذ أقبلت فاطمة رحمها الله، فوقفت بين يديه، فنظرت إليها، وقد ذهب الدم من وجهها ، وغلبت الصفرة من شدة الجوع ، قال : فنظر إليها رسول الله، فقال :
    "ادني يافاطمة !" . فدنت حتى قامت بين يديه ، فرفع يده ، فوضعها على صدرها في موضع القلادة ، وفرج بين أصابعه ، ثم قال ": ... فذكره .

    (12/31)
    قال عمران: فنظرت إليها، وقد غلب الدم على وجهها وذهبت الصفرة، كما كانت الصفرة قد غلبت على الدم.
    قال عمران : فلقيتها بعد، فسألتها ؟ فقالت : ما جعت بعد ياعمران !
    وقال الطبراني عقبه – والزيادة له - :
    "لا يرويه عن عكرمة إلا عتبة أبو معاذ، تفرد به مسهر بن عبد الملك، ولا يروى عن عمران إلا بهذا الإسناد".
    قلت : وهو ضعيف؛ لأن مسهرا لين الحديث؛ كما في "التقريب".
    وأما شيخه عتبة أبو معاذ؛ فصدوق له أوهام . فهو خير منه ، ومع ذلك فالهيثمي ما أعله إلا به ؛ فقال في "المجمع" (9/203) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عتبة بن حميد ؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة ، وبقية رجاله وثقوا" .
    5524 – (من قل ماله ، وكثر عياله ، وحسنت صلاته، ولم يغتب المسلمين؛ جاء يوم
    القيامة وهو معي كهاتين ).
    ضعيف جدا. رواه الطبري في "التهذيب" (1/422/981)، وأبو يعلى في "مسنده" (65/2)، والأصبهاني في "الترغيب" (234/1)، والخطيب في "التاريخ" (11/259) عن مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ لأن مسملة بن علي هذا متروك ؛ كما قال

    (12/32)
    الحافظ في "التقريب" .
    والحديث؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (10/256)؛ دون أن يعزوه لأحد خلافا للمعروف من عادته، والظاهر أنه سقط منم
    الناسخ أو الطابع.
    5525 – (أدوا الفرائض، واقبلوا الرخص، ودعوا
    الناس؛ فقد كفيتموهم ).
    ضعيف . أخرجه الحارث بن أب أسامة في "مسنده" (ق14/1 – زوائده) : حدثنا الحسن بن قتيبة : ثنا سفيان عن العلاء بن المسيب عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :... فذكره.
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا؛ الحسن هذا ؛ قال الذهبي :
    "هو هالك" .
    ثم هو مرسل إن كانت الرواية هكذا، كما يشير إلى ذلك
    الناسخ بكتبه حرف (ص)؛ إشارة إلى أنه كذلك وقع في الأصل.
    ولعله سقط منه (عن ابن عمر)؛ فقد أورده السيوطي في "جامعيه" من رواية الخطيب في "التاريخ" عنه، وذكر المناوي في "شرحيه" أن إسناده ضعيف. ولم يبين علته، ولست أدري إذا كان عند الخطيب من هذا الوجه أو غيره؛ فإني لم أره في "فهرس تاريخه" الذي وضعه الشيخ الغماري. والله أعلم .
    5526 – (الأقلف لا يحج بيت الله حتى يختتن).
    ضعيف . أخرجه الرويانيفي "مسنده" (30/19/2)، والبيهقي (8/324)

    (12/33)
    عن أحمد بن يونس: حدثني أم الأسود قالت : سمعت منية بنت عبيد ابن أبي برزة تحدث عن جدها أبي برزة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأقلف يحج بيت الله ؟ قال :
    " لا ؛ حتى يختتن" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته منية هذه؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "لا يعرف حالها" .
    قلت : لعل الأولى أن يقال :
    "لا يعرف عينها " ،وقد أشار إلى ذلك الذهبي بقوله في "الميزان" :
    "تفردت عنها أم الأسود " .
    ولذلك ؛ نقل ابن القيم في "تحفة المودود" قول ابن المنذر بعدما عزاه له . فقال :
    "ثم قال ابن المنذر : لا يثبت ؛ لأن إسناده مجهول".
    وروى لها الترمذي حديثا آخر في التعزية، وقال :
    "ليس إسناده بالقوي " . وهو مخرج في "الإرواء" (3/217) .
    5527 – (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها في الله ائتلف، وما تناكر منها في الله اختلف ) .
    ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/324) من طريق

    (12/34)
    عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة قال :
    انطلقت حتى أتيت المدائن، وإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ، ومعه أديم أحمر يعركه ، فالتفت ، فنظر إلي ، فأومأ بيده : مكانك ياعبد الله ! فقمت ، فقلت لمن كان عندي : من هذا
    الرجل؟ قالوا: هذا سلمان ، فدخل بيته ، فلبس ثيابا بياضا، ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وساءلني ، فقلت : يأبا عبد الله ! ما رأيتني فيما مضى ولا عرفتني ؟! قال : بلى ؛ والذي نفس بيده ! لقد عرف روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة ؟ فقلت : بلى . فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ آفته ابن أبي المساور ؛ قال الحافظ في "التقريب":
    "متروك، وكذبه ابن معين " .
    وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (8/88)، وقال في مكان آخر (10/273):
    "رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة".
    قلت : لعل الصواب أن يقال : بإسنادين ضعيفين ؛ فإنه مع ما في تعبيره من الإجمال والتساهل الموهم أن إسناد هذا ضعيف فقط وليس بمتروك بخلاف تصريحه الأول؛ فإن إسناده الآخر عند الطبراني (6/323/6169) بلفظ :
    "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف".
    وهو – وإن كان فيه من لا يعرف ؛ فإنه – بهذا اللفظ صحيح ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

    (12/35)
    فقد أخرجه أحمد (2/295،527،539)، ومسلم (8/41-42) من طريقين صحيحين عن أبي هريرة مرفوعا. وأحدهما في "الأدب المفرد" للبخاري (901).
    ورواه البغوي في "شرح السنة" (13/65) من طريق ثالثة عن أبي هريرة وأبي داود في (الأدب).
    وعلقه البخاري في أول "
    الأنبياء" من حديث عائشة، ووصله في "الأدب المفرد" (900) من طريقين عن يحيى بن سعيد عن عمرة عنها . وأحدهما في "مسند أبي يعلى" (3/1082- 1083، وعنده : عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت :
    كانت بمكة امرأة مزاحة ، فنزلت على امرأة مثلها ، فبلغ ذلك عائشة ، فقالت : صدق حبي ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : .... فذكرته.
    وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
    وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/207/8912) من حديث انب مسعود.
    وسقط من
    الناسخ رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد عزاه إليه مرفوعا من رواية الطبراني : الهيثمي في "المجمع" (8/78)، والسيوطي في "الجامع الصغير". انظر "صحيح الجامع" (2765).
    قلت : وفي كل هذه الطرق لا يوجد فيها ما جاء في حديث الترجمة : "في الله"، فهي زيادة منكرة، ومن أجلها خرجت الحديث هنا.
    وقد وجدت لها طريقا أخرى، ولكنها مثلها في الوهاء، فلا بد من البيان لها :
    فقد قال أبو يعلى في "المعجم" (ق18/1) : ثنا الحسن بن خالد

    (12/36)
    السكري : ثنا بشر بن إبراهيم : ثنا عبد الله بن مهران عن أبي هاشم صاحب الرمان عن زاذان عن ابن عمر مرفوعا مثل حديث الترجمة .
    وآفة هذا الإسناد: بشر بن إبراهيم، وهو الأنصاري البصري المفلوج؛ قال العقيلي:
    "يروي عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها" . وقال ابن عدي :
    "هو عندي ممن يضع الحديث " .
    قلت : ولعله سرقه من ابن أبي المساور المتقدم ذكره . والله أعلم .
    ومما تفرد به هذا الوضاع : الحديث الآتي :
    5528 – (يوشك أن يظهر الجهل ، ويخزن [العلم]، ويتواصل
    الناس بألسنتهم ، ويتباعدون بقلوبهم، فإذا فعلوا ذلك؛ طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ).
    موضوع . أخرجه أبو يعلى في "المعجم " بإسناده السابق عن بشر بن إبراهيم بسنده المتقدم عن ابن عمر مرفوعا .
    وبشر هذا؛ وضاع؛ كما ذكرته آنفا عن ابن عدي وغيره ، وكأنه سرقه أيضا من بعض الضعفاء، وغير من متنه شيئا؛ فقد رواه الحجاج بن فرافصة عن أبي عمر عن سلمان الفارسي مرفوعا بلفظ :
    "إذا ظهر القول، وخزن العمل, وائتلفت الألسنة ... " والباقي نحوه.
    أخرجه الطبراني (6/323/6170)
    وأبو عمر ؛ لم أعرفه ، وقد أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله (7/287) :

    (12/37)
    "رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير" وفيه جماعة لم أعرفهم".
    وقد روي الحديث بزيادة أخرى؛ بإسناد ضعيف أيضا من حديث علي، وقد تقدم برقم (2992) .
    5529 – (إن الخضر في البحر، واليسع في البر، يجتمعان كل ليلة عند ا لردم الذي بناه ذو القرنين بين
    الناس وبين يأجوج ومأجوج؛ يحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل).
    موضوع . أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ق110/1-زوائده) : حدثنا عبد الرحيم بن واقد : ثنا القاسم بن بهرام : ثنا أبان عن أنس مرفوعا به . قال الهيثمي عقبه :
    "قلت : وقد ذهب من الأصل مقدار ثلث سطر " .
    قلت : وكذلك أورده السيوطي في "الجامع الكبير" إلى قوله : "قابل" من رواية الحارث، ثم قال :
    "وفيه أبان ، وعبد الرحيم بن واقد ؛ متروكان " .
    وهو حديث موضوع ؛ ككل أحاديث حياة الخضر عليه السلام، على ما حققه
    العلماء الأجلاء؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أورد ابن الجوزي طائفة كبيرة منها في "الموضوعات"، وتبعه السيوطي في "اللآلي المصنوعة"، وليس هذا فيها، فكان عليه أن يورده في "ذيل الأحاديث الموضوعة" الذي استدرك فيه ما فات ابن الجوزي من الموضوعات؛ فإن أبان هذا –وهو ابن أيي عياش- ؛ كان يكذب في الحديث؛ كما قال شعبة .

    (12/38)
    5530 – (عويمر حكيم أمتي ، وجندب طريد أمتي ؛ يعيش وحده ، ويموت وحده ، والله وحده يكفيه ) .
    ضعيف . أخرجه الحارث في "مسنده" (ق 120/2 – زوائده) بسند صحيح عن صفوان عن أبي المثنى المليكي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج إلى أصحابه قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد صحيح إلى أبي المثنى ؛ فإن صفوان – وهو ابن عمرو السكسكي – ثقة؛ لكنه مرسل ؛ على جهالة في أبي المثنى ، واسمه ضمضم الأملوكي ، روى عنه هلال بن يساف أيضا كما في "الجرح والتعديل" على خلاف في ذلك تراه في "التهذييب" ، وقال ابن حبان في "الثقات" (3/121) :
    " وهذا الذي يقال له (المليكي ) ".
    وكذا قال السمعاني في "الأنساب" .
    ولم يرتض ذلك ابن أبي حاتم ؛ فقال :
    "وقال ابن المبارك : (المليكي) ، وهو وهم "
    قلت : ويدفع هذا التوهيم رواية الحارث هذه ؛ فإنها من غير طريق ابن المبارك . قتأمل .
    وجملة القول ؛ أن الحديث مرسل ، وبه أعله السيوطي في "الجامع الصغير" ، على جهالة في مرسله . والله أعلم.
    (تنبيه) : هكذا وقع آخر الحديث في "زوائد المسند" :

    (12/39)
    "والله وحده يكفيه " . ووقع في "الجامع" بلفظ : "والله يبعثه وحده ".
    ولعل هذا هو الصواب ؛ لأنه يشهد له الحديث التالي :






 

صفحة 64 من 64 الأولىالأولى ... 34546061626364

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML