بين حديث النمل فى القرآن الكريم وحديث الحمارة فى الكتاب المقدسعندما يجد النصرانى نفسه غارقاً فإنه يُحاول قدر جهده التعلق بأية قشة ، وهو يعلم علم اليقين أن هذه القشة لن تنقذه أبداً ، ولكن العناد داء خطير جدا لا شفاء منه إلا بالنية الصادقة فى البحث عن الحقيقة .بقلم / محمود القاعود
وعندما نذكر للنصارى أنه لا يوجد كائن حى على وجه الأرض يُدعى “ التنين ” وأنه مجرد خرافة وأسطورة ، ولا يليق بالله أن يضع خرافة فى كتاب من المفروض أنه مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. فإن النصارى لا يقتنعون رغم الأدلة المفحمة ويُصرّون على العناد والاستكبار .. تماماً كما كان يفعل قوم نوح عليه السلام كلما دعاهم إلى الله : ” وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ” ( نوح : 7 ) .
بل والأعجب أن النصارى حينما يبلغ العجز مداه ، تجدهم يكتبون بأسماء إسلامية ليُصرّحوا أنهم لا يعجبهم الموضوع وأنه يهدف لنشر الفتنة الطائفية وأن الرسول (ص ) – هكذا يكتبون اسم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم – أوصى بمجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن !!
وكأن ما يفعله 1000 موقع إليكترونى تابع لنصارى مصر و25 فضائية تمولها الكنيسة الأرثوذكسية و 68 إذاعية محلية ناطقة باللغة العربية تُبث فى جميع الولايات الأمريكية وعشرات غرف المحادثات الصوتية ، كأن كل هذه الوسائل التى تسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم على مدار الساعة وطوال 24 ساعة يومياً ، كأن هذه الوسائل هى ما يزيد من تماسك الوحدة الوطنية وروح الأخوة بين أبناء الوطن الواحد ، أما أن يكتب سين من الناس مقالاً يتساءل فيه عن وجود خرافات فى كتابهم المقدس فهذه هى الفتنة الطائفية والعمالة لجهات أجنبية تريد تمزيق شمل الكرة الأرضية لطردها من المجموعة الشمسية !!
منتهى الغباء والتفكير العقيم ، وليت النصارى بدلا من هذه المسلسلات الغبية المفضوحة يردوا بعقلانية .
حديث النمل فى القرآن الكريم :
عندما ذكرت خرافة ” التنين ” الموجودة فى الكتاب المقدس ، لم يرد النصارى على الإطلاق ولكن قالوا : هل هناك نمل يتحدث كما ذكر القرآن ؟!
يقصدون قول الحق سبحانه وتعالى :
” حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ” ( النمل : 18 – 19 ) .
وأقول : نعم النمل يتحدث .. هكذا أخبرنا الله سبحانه وتعالى .. فالله لم يقل لنا أن التنين يتحدث ، ولكنه قال أن النمل يتحدث .. و النمل كائن حى نعرفه جميعاً ، وليس أسطورياً كما يتحدث الكتاب المقدس عن كائن خرافى اسمه التنين .. ولم يختر الله جل وعلا – وحاشاه - أى كائن حى بطريقة عشوائية ليقول أنه يتحدث ، فمن سوء حظ النصارى أن فريقاً من كبار العلماء الإنجليز – أى ليسوا من شيوخ الوهابية السلفية ولا من تنظيم القاعدة ولا حركة طالبان ولا من الإخوان ولا جند الإسلام ولا دولة العراق الإسلامية – اكتشفوا أن النمل يتحدث كثيرا ، وسمعوا صوته عن طريق مكبرات الصوت ، بل وذهب أحدهم ويُدعى “JeremyThomas ” وهو أستاذ مرموق بجامعة إكسفورد ليقول : “عندما استمعنا إلى أصوات الملكة تبين أن النمل يتوقف عن الحراك ما إن يسمعها فيرفع قرن الاستشعار والفك لساعات طويلة دون الإتيان بأي حركة وإذا ما اقترب أحد من البيت يهاجمه النمل بسرعة ” أ.هـ
وما قاله البروفيسور ” جيرمى توماس ” يتطابق مع الآية القرآنية الكريمة :
“ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ” ( النمل : 18 ) .
وهذا الاكتشاف المذهل الذى توصل له فريق العلماء الإنجليز كان حديث العلماء الإنجليز طوال فبراير ومارس 2009م ، وهذا تقرير مفصل عن الاكتشاف – وبه أقوال البروفيسور جيرمى توماس – فى أشهر جريدة بريطانية ” التايمز ” – وهى ليست جريدة وهابية إخوانية إرهابية متأسلمة :
حديث الحمارة فى الكتاب المقدس :
الكتاب المقدس يُتحفنا بإعجاز علمى جديد بعدما تحدث عن ” التنين الأحمر ” الذى لا وجود له على الإطلاق ، فراح يتحدث عن ” الأتان ” – أنثى الحمار - التى تكلمت مع ” بلعام ” وبثت له شكواها من معاملته السيئة :
” فلما أبصرت الأتان ملاك الرب، ربضت تحت بلعام. فحمي غضب بلعام وضرب الأتان بالقضيب ففتح الرب فم الأتان ، فقالت لبلعام: ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات فقال بلعام للأتان: لأنك ازدريت بي. لو كان في يدي سيف لكنت الآن قد قتلتك فقالت الأتان لبلعام : ألست أنا أتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم ؟ هل تعودت أن أفعل بك هكذا ؟ فقال: لا ” ( العدد ص 22 : 27 – 30 ) .
نرى فى النص العتاب الرقيق من الحمارة لبلعام : ماذا صنعت بك حتى ضربتنى الآن ثلاث دفعات !؟
يرد بلعام بحسم وقوة : لأنك ازدريت بى ! لو كان فى يدى سيف لكنت الآن قد قتلتك !
تتنهد الحمارة وترد بدلال وغنج : ألست أنا أتانك التى ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم ؟ هل تعودت أن أفعل بك هكذا ؟
يرد بلعام بتأثر شديد وقد اغرورقت عيناه بالدموع : لا !
وواضح من هذه الحدوتة أن بلعام جاحد لا يحفظ الجميل ، فقد نسى ما فعلته الحمارة من أجله .. نسى أنها رفيقة الدرب والمشوار .. نسى أنها هى التى يركبها منذ وجوده ..
لقد كانت حجة بلعام لضرب الحمارة أنها ازدريت به – ولا ندرى كيف ازدرته .. هل ضبطها مع حمار آخر ؟؟ – ومهما كان ما فعلته الحمارة ، فما كان يجب أن يضربها ، وليته ضربها فقط ، ولكنه ضربها ثلاث دفعات ..
معلهش يا حمارة بلعام .. لقد تمادى بلعام وأساء الأدب .. ولهذا فإنى أدعو بلعام أن يستمع إلى أغنية ” بحبك يا حمار ” عله يُقدر حمارته المغلوبة على أمرها !
منتهى السخف والدجل .. إن من يُصدق مثل كهذه حوارات لهو الحمار نفسه .. إذ ما هى الحكمة من هذا الحديث الخرافى بين بلعام والحمارة ؟؟ ما هى الفائدة ؟؟ ماذا أضاف هذا الحوار على عقيدة النصرانى ؟؟
لنتأمل مثلاً فى قصة ” الهدهد ” بـ القرآن الكريم ، وكيف تحدث مع سليمان عليه السلام وأخبره نبأ الملكة التى تسجد للشمس هى وقومها من دون الله .. فى القصة عظات وعبر تتعلق بأصول العقيدة وأسس الحوار بين الحاكم والرعية :
” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ” ( النمل : 20 – 26 ) .
وعندما يتحدث الله تعالى عن الأنعام وفوائدها ويدعونا للرفق بها ، لا يذكر حوارات بين حمار وبين رجل او امرأة ، ولكنه يقول سبحانه وتعالى :
” وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ” ( النحل : 5 – 8 ) .
وبعد .. يتبين لنا أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالد الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور .. كما يتبين لنا أن ما يُسمى ” الكتاب المقدس ” هو تأليف مجموعة من البشر افتروا على الله الكذب وسار على دربهم الكذبة فى كل مكان وزمان :” يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ” ( التوبة : 32 ) .ig hgklg fdj;gl
المفضلات