المشهد الأول
(في مكان من البادية العربية المجاورة لمدينة الحيرة، عاصمة المناذرة، نصبت خيمة عربية بالية لرجل من طيء، اسمه حنظلة، في ضيافته الملك النعمان وهو لا يدري ذلك. الوقت في الصباح الباكر. الملك النعمان يتأهب للرحيل)
النعمان: يا أخا طيء . يا حنظلة.
حنظلة: نعم. عم صباحاً، أيها الضيف الشريف.
النعمان: ها قد أصبح الصباح، وقد نلت حظي من النوم، ومن كرم ضيافتك
حنظلة: أنت ضيفي، وأنت أهل لكل معروف.
النعمان: هل تعلم – يا حنظلة- من كان ضيفك هذه الليلة.
حنظلة: ليس لي أن أسألك من أنت، ما دمت ضيفي. لكني قلت لزوجتي ساعة وصولك: أرى رجلاً ذا هيئة، وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً.
النعمان: وقلت لها: ما الحيلة؟ فقالت لك: عندي شيء من طحين كنت قد ادخرته، فاذبح الشاة التي ليس عندنا غيرها، لأخذ من الطحين مَلّة.
حنظلة: صدقت.
النعمان: فأخرجت امرأتك الدقيق، فخبزت منه ملة.
حنظلة: صدقت.
النعمان: وقمت أنت إلى الشاة، فاحتلبتها، ثم ذبحتها، فاتخذت من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمتني من لحمها، وسقيتني من لبنها.
حنظلة : صدقت!
النعمان: وبذلت جهدك في اصطناع شراب طيب لي، فسقيتني، وجعلت تحدثني الأحاديث الممتعة بقية ليلتي، بصدر منشرح، ووجه مشرق مضياف.
حنظلة: أنت أهل لذلك المعروف، يا أخا العرب!
النعمان: وهاأنذا أتهيأ للانصراف، شاكراً لك كرمك وضيافتك، وأنت لم تعرفني بعد.
حنظلة: الضيافة، أقلها ثلاثة أيام يا أخا العرب!
النعمان: يا أخا طيء ، كان ضيفك هذه الليلة الملك النعمان بن المنذر، ملك الحيرة.
حنظلة: أبيت اللعن، لم يخب ظني في استشراف طلعتك، وهذا شرف لي أن يكون ضيفي الملك النعمان بن المنذر، ملك الحيرة العظيم.
النعمان: هل تدري يا أخا طيء ما الذي جاء بي إليك؟
حنظلة: أنت ضيفي، ولا حق لي في سؤالك، أيها الملك النعمان
النعمان: يا حنظلة، لكي تعرف عظمة المعروف الذي أسديته إليّ، سوف أخبرك بالذي جاء بي إليك.
حنظلة: هذا حق الضيف عليّ كيفما كان سبب مجيئه إليّ.
النعمان: يا حنظلة. إن الذي جاء بي إليك خروجي للصيد مع جماعتي، على فرسي اليحموم هذا. فأجريته في أثر حمار وحش، فذهب بي الفرس في الأرض، ولم أقدر عليه، وانفردت عن أصحابي، وأخذني مطر السماء الكثيف، فطلبت ملجأ ألجأ إليه، فدفعت إلى خيمتك هذه مبللاً مجهداً من الإعياء، فقلت لك: هل من مأوى؟
حنظلة: صدقت ، أيها الملك، يا مرحباً بك، يا مرحبا.. حللت أهلاً، ونزلت سهلاً.
النعمان: يا أخا طيء. بضيافتك لي، وحفاوتك بي، صارت لك عليّ يد لا أنساها أبد الدهر. أنا الملك النعمان، فاطلب ثوابك.
حنظلة: أبيت اللعن، إن رضى ضيفي عني هو ثوابي.
النعمان: لا بد من شكرك على حسن صنيعك، سوف أحفظ لك هذه اليد البيضاء، ما حييت فاطلب ثوابك.
حنظلة: أفعل إن شاء الله.
النعمان: الوداع، يا أخا طيء، لا تنس أن لك عندي يداً.
حنظلة: الوداع، صحبتك السلامة، أيها الملك النعمان.
المشهد الثاني
( الوقت : صباح . المكان: موضع خارج مدينة الحيرة، يقال له: الغربان. اليوم: هو يوم بؤس الملك النعمان. الذي له يومان: يوم بؤس ويوم نعيم. الملك النعمان خارج وواقف هنا في خيله ورجله في السلاح. معه من رجاله: أبو الحوفزان، وهو شُريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان صاحب الردافة: أي خلافة الملك، يجلس عن يمينه عادة، ويشرب بعده ، وينوب عنه في الحكم إذا غزا. ومن الحاضرين رجل اسمه قُراد بن أجدع، يُقبل رجل من بعيد، هو حنظلة الطائي..)
النعمان: هل ترون ما أرى؟!
شُريك: أبيت اللعن. نعم. إني أرى شبح شخص قادم. أيها الملك النعمان
النعمان: هل هو بشر؟
شريك: نعم، هو إنسان . هو رجل؟
النعمان: ألا يعلم هذا الإنسان أن هذا اليوم هو يوم بؤسي؟!
شريك: أبيت اللعن. إذا لم يكن يعلم من قبل، فسوف يعلم حين يصل إلينا!
النعمان: وما ينفعه علمه هذا، إذا كان جزاؤه الموت؟!
شريك: هكذا أراد الملك النعمان . والسمع والطاعة للملك.
النعمان: ( يلتفت إلى بعض رجاله المسلحين) إيتوني بهذا الرجل المنحوس.
( يخرج رجلان مسلحان يدلان برجل أعرابي كهل، تظهر عليه أثار السفر والفقر)
النعمان: (بغضب ظاهر) أنت الطائي الذي نزلت عليه ضيفاً؟
حنظلة: أبيت اللعن، أيها الملك النعمان، أنا حنظلة الطائي.
النعمان: ( محدثاً جماعته) رجل أكرمني غاية الإكرام، وأواني من المطر، وأنا ضائع في ليلة البلاء، ذبح لي الشاة التي ليس يملك سواها، وسقاني حليبها، واختار لي شراباً طيباً، وجاذبني أطراف الحديث طوال ليلتي، يسليني، ويمتعني، ثم يأتي الآن في يوم نحسي، إنها ورطة!
(مخاطباً حنظلة): أفلا جئت في غير هذا اليوم؟
حنظلة: أيها الملك النعمان، لقد أصابتني نكبة وجهد، وساءت حالتي، فقالت لي امرأتي: لو أتيت الملك النعمان ضيفك، لأحسن إليك!
النعمان: (لنفسه) إنه لم يدر حتى الآن ما هذا اليوم البئيس! فكيف إذا درى؟ لكنني أنا أدري، والمشكلة الآن هي مشكلتي أنا، قبل أن تكون هي مشكلته، لأن موته وحياته بيدي.
كيف أقتل من أحسن إلي؟ هو يكرمني ضيفاً ضائعاً في حال فقره، وأنا أقتله ضيفاً في حال ملكي وغناي، إن الأمر لا يستقيم بحال.
( لحنظلة) يا حنظلة، أفلا جئت في غير هذا اليوم؟
حنظلة: أبيت اللعن، وما يدريني بهذا اليوم!!
شريك: إنه يوم بؤس الملك النعمان، أيها الطائي!
حنظلة: وما بؤس الملك النعمان، وهو صاحب الحيرة غير مدافع، وهاهي ذي جنوده تملأ الرحب؟! ثم هو في عافية ورفاهة؟! ماذا ينقصه؟!
شريك: لقد شرع الملك النعمان أنه من سنح أمامه في يوم بؤسه، فحكمه الموت.
جماعة الملك: (يلغطون) الموت، الموت.
حنظلة: الأعمار بيد الله تعالى.
النعمان: (لنفسه) لم أسمع بمثل هذا الاعتقاد من قبل. ماذا يقصد الطائي بقوله: الأعمار بيد الله تعالى؟ لم تظهر عليه علامات الخوف كالآخرين! لعله يطمع بعفوي لما له من يد سابقة. له أن يطمع بي، لكنني محرج جداً، ولن أفعل ، لن أفعل.
(للطائي) يا حنظلة: والله لو سنح لي في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بُداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا، وسل ما بدا لك فإنك مقتول.
الجماعة: (يلغطون) مقتول! مقتول! مقتول!
حنظلة : (مندهشاً) أبيت اللعن! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي؟!
النعمان: (لنفسه) سؤاله عسير الجواب. فعلاً ما يصنع بالدنيا بعد نفسه. أحسّ بالموت.
هو، فماذا أحسّ أنا؟ أليس من الظلم؛ بل الغدر أن أقتل أنا من أحسن إليّ، وأواني، وأطعمني، وسقاني، وآنس وحشتي، وحماني؟ ما العمل؟ لا بد من قتله. هكذا شريعتي التي قد نفذتها، وعوّدت أتباعي عليها، وإلا ما أصنع ممن قتلتهم من قبل؟ كيف تكون هيبتي وقوتي أمام الناس؟ الملك حزين... يجب أن تحزن الناس. الملك في بؤس، فعلى البؤس أن يعم الناس، وإلا ما معنى الملك؟!
(لحنظلة) إنه لا سبيل إليها، يا حنظلة؟
حنظلة: ....
شريك: لا سبيل إليها، يا حنظلة!
حنظلة: (باستسلام) فإن كان لا بدّ، فأجلّني ، أيها الملك، حتى ألم بأهلي، فأوصي إليهم وأهيئ حالهم وهم – كما تعلم- في مكان منقطع من الأرض والبشر، ثم أنصرف إليك.
الملك: (لنفسه) حسناً، إنه يطلب التأجيل، يقول: أجلني . هذه فسحة لي وله، وإن لم تكن حلاً حقيقياً .
(لحنظلة، متنهداً) فأقم لي كفيلاً بموافاتك.
الجماعة: (يلغطون) كفيلاً، كفيلاً
حنظلة: إني سمعت بخليفة الملك أبي الحوفزان (يشير إليه)، وأسأله أن يكفلني، لما أعلم عنه من السماحة والنجدة.
شريك: ....
حنظلة( يخاطب شريكا): يا شريكاً يا ابن عمرو هل من الموت محالة؟
يا أخا كل مُضاف
يا أخا من لا أخا له
يا أخا النعمان فك الـ
يوم ضيفاً قد أتى له
طالما عالج كرب إلى
موت لا ينعم باله
الجماعة: ( يضحون) يقبل، لا يقبل، يقبل، لا يقبل.
شريك:..
النعمان: ما قولك يا شريك؟
حنظلة: يا شريكاً، يا ابن عمرو هل من الموت محالة؟
شريك: يا أخا طيء. أخطأت الطلب. إن الملك النعمان لا مرد له.
النعمان: يا حنظلة .إن شريكاً يعتذر عن كفالتك، فأقم لي كفيلاً غير شريك بموافاتك.
(يثب من بين الناس رجل من جماعة الملك اسمه قُراد بن أجدع، يتقدم إلى حيث الملك)
قُراد: أبيت اللعن.. هو عليّ، هذا الرجل الطائي.
النعمان: (لنفسه مبتهجاً) هذا مخرج حسن، لم يخطر لي على بال. إذا أفلت الطائي – وهذا ما أرغبُ به- قتلت ضامنه قُراد بن أجدع، ولا حرج لي أمام نفسي، ولا أمام الناس.
( لِقُراد، متصنعاً التعجب) افعلت، يا قُراد بن أجدع؟!
قُراد: نعم، قد فعلت.
النعمان: (لنفسه) هذه فرصة لك يا حنظلة كي تهرب، فتنفذ بنفسك، وتنقذني من نفسي.
(لحنظلة) يا أخا طيء: كم تحتاج من الزمن حتى تُلمّ بأهلك، فتوصي بهم، وتهيئ حالهم ثم تنصرف إلينا؟
حنظلة: الأجل الذي يختاره لي ضامني، أقبل به.
قُراد: بل اختر أنت – يا حنظلة- الأجل الذي يكفيك.
النعمان: أنا أختار لكما فلا تترددا. إن النعمان يكرم ضيفه، ولا يرزأ أحد أعوانه بنفسه.
(لحنظلة) خذ يا حنظلة عاماً، حولاً كاملاً، هل يناسبك هذا الأجل؟
حنظلة: قبلت
شريك: يا أخا طيء، في مثل هذا اليوم، إن لم تحضر، فإن كفيلك قُراد ابن أجدع سوف يُقتل بضمانتك.
حنظلة: لا فعلتُ ذلك. الغدر بالوعد ليس من شيمتي.
النعمان: (لحنظلة) يا أخا طيء، يا حنظلة، لقد أمرت لك بخمس مئة ناقة هدية مني إليك. أنت ضيفي، وصاحب ليلتي.
(لقُراد) وأنت – يا قُراد بن أجدع- احفظ تاريخ هذا اليوم، لأنه يومك، إذا تخلّف حنظلة.
قُراد (منشداً شعراً):
فإن يك صدر هذا اليوم ولّى
فإن غـداً لـــــــناظره قريب
النعمان: (لحنظلة) يا حنظلة انصرف إلى أهلك ، ولا تنسَ الأجل
(لنفسه) أرجو أن تنسى.
حنظلة: ( يتهيأ للرحيل، ثم يقول):
ألا إنما يسمو إلى المجد والعلا
محازيق أمثال القُراد بن أجدعا
محازيق أمثالِ القُراد وأهله
بأنهمو الأخيارُ من رهط تبعا
المشهد الثالث
(المكان السابق، الغربان. الزمان: وقت الغروب، بعد مضي عام كامل. الملك النعمان في سلاحه، وجماعته في سلاحهم أيضاً. قُراد بن أجدع مجرّد من ثيابه في إزار على الِنطع، والسياف إلى جنبه، بعد قليل تدخل امرأة قُراد باكية، ترثيه قبل مقتله)
النعمان: يا قُراد بن أجدع. أنا لم أختر لك هذا المصير البائس، لكنك ضمنت حنظلة الطائي بمحض اختيارك.
قُراد: (متصبراً) أيبت اللعن. نعم، ضمنته.
النعمان: (لنفسه) ها قد مضى عام كامل ولم يرجع حنظلة الطائي، وما أظنه براجع بعد الآن، ولو أراد العودة خلال هذا الحول الكامل لعاد. إنه يخرجني- كما توقعت من ورطتي.
(لقُراد): وأنت -يا قُراد بن أجدع- سعيت إلى حتفك بظلفك، وما أنا بظالمك.
(لجماعته) يا قوم: لقد طال انتظارنا لحنظلة الطائي- مضى الحول بكامله- وهذا اليوم الأخير كادت شمسه تغرب، فماذا ننتظر؟ لو كان حنظلة يريد العودة لعاد في أي وقت من أوقات العام الماضية.
امرأة قُراد (تدخل منشدة شعراً، وهي تبكي):
أيا عين بكِّي لي قراد بن أجدعا
ورهيناً لقتل، لا رهيناً مُودعـا
أتته المنايــا بغتــة دون قومه
فأمسى أسير حاضر البين أضرعا
الجماعة: (تهمهم) أضرعا. أضرعا. أضرعا.
أحد المسلحين: ( يصيح) أرى من بعيد شخصاً، يركض مسرعاً متجهاً نحونا.
الجماعة: (تلغط) من تراه يكون؟ من تراه يكون؟
النعمان: (مفاجأ) ما لنا وللشخص، وقد كادت الشمس تغرب، والحول قد انتهى؟!
شريك: أبيت اللعن. يقول الركب: ليس للملك أن يقتل قُراداً حتى يأتيه الشخص فنعلم من هو .
النعمان: (لنفسه) أخشى أن يفعلها هذا الطائي في آخر لحظة، فيحرجني مرة أخرى، مضيعاً فرصة نجاته على نفسه وعليّ.
(للجماعة) ومن عساه يكون هذا الشخص، وقد انتهى الحول كاملاً؟
شريك: أبيت اللعن، سوف نرى.
(يدخل حنظلة الطائي، وعليه آثار السفر والتعب)
الجماعة: (يلغطون) دهشة وإعجاباً) حنظلة، حنظلة؟!
حنظلة: عمّ مساء، أيها الملك النعمان.
النعمان: (لنفسه) ما أغبى هذا الرجل ! أتيحت له فرصة النجاة من الموت، وهو مصرٌّ على الهلاك.
(لحنظلة) ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل، يا حنظلة؟!
حنظلة: الوفاء أيها الملك.
الجماعة (يضحكون) الوفاء، الوفاء، الوفاء.
النعمان: (مندهشاً، لنفسه) هل يسخر منا هذا الأعرابي؟
(لحنظلة) وما دعاك إلى الوفاء يا أخا طيء؟
حنظلة: ديني.
الجماعة: (يلغطون) ديني، ديني،ديني.
النعمان(مندهشاً أكثر) وما دينك؟ يا حنظلة؟
حنظلة: الحنيفية.
النعمان: ما الحنيفية؟
حنظلة: دين أبينا إبراهيم الخليل، عليه السلام.
النعمان: هل دين إبراهيم يأمرك بالوفاء بالوعد، ولو تعرضت بسبب الوفاء للموت المؤكد؟!
حنظلة: نعم، وإن ديني يأمر بتوحيد الله تعالى أولاً، وترك الشرك به في الوقت نفسه، كما يأمر بمكارم الأخلاق، وهجر سفسافها.
النعمان: ماذا تعني بتوحيد الله تعالى؟
حنظلة: إخلاص الاعتقاد والعمل له وحده،بلا شريك له في ملكه وشرعه وأمره ونهيه، بديع السماوات والأرضين.
النعمان: والشمس والقمر؟
حنظلة: بديع الشمس والقمر، كل ما في الوجود يسبح بحمده، ويخضع لأمره ومشيئته.. البشر والشجر والحجر.
النعمان: ماذا تعني بمعالي الأمور، يا حنظلة؟
حنظلة: كثير من أخلاق العرب الشريفة، هي من معالي الأمور من الحنيفية – أيها الملك- كالكرم والصدق والوفاء وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، ورعاية اليتيم والجيران.
النعمان: إذًا وفاؤك بالوعد حملك على العودة، يا حنظلة، انسجاماً مع دينك؟
حنظلة: (مشيراً إلى قُراد بن أجدع):
ما كنت أخلف ظنه بعد الذي
أسدى إلي من الفعال الحالي
ولقد دعتني للخِلاف ضلالتي
فأبيت ُ غير تمجدي وفعالي
إني إمرؤ مني الوفاء سجية
وجزاء كل مكارم بذالِ
النعمان: يا حنظلة، زِدني تعريفاً بدينك، دين الحنيفية.
حنظلة: أبيت اللعن. إن إقدام أبينا إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل، استجابة لأمر الله، هو أصعب على النفس من حمل النفس على الموت، فأين نحن من النبي إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما السلام؟
النعمان: (لحنظلة) لقد أعجبني دينك، ياحنظلة الطائي. وسوف أستزيدك تعريفاً به لي ولقومي معي.
(للجماعة) ياقوم. والله ما أدري أي الرجلين هذين أوفى وأكرم ! أهذا الذي نجا من القتل ، فعاد. أم هذا الذي ضمنه، معرضاً نفسه للقتل بدلاً عنه؟! ولا أكون أَلأم الثلاثة.
الجماعة: (يضجون) الوفاء، الوفاء، الوفاء.
النعمان: إني عفوت عن الطائي، وهو ضيفي وله عند يد قديمة لا أنساها له أبداً.lv,xm ,,thx
المفضلات