رجال البابا.. بتوع العيال!
كتب أسامة غريب
2010/04/21 10:08 م
قام السيد بينيدكت السادس عشر بابا الفاتيكان مؤخراً بزيارة الى مالطا حيث التقى هناك بمجموعة من الذين تعرضوا للتحرش والاغتصاب الجنسي من قبل قساوسة ورجال دين كاثوليك. وقد نقلت الأنباء أن البابا استمع من السادة الذين تم استغلالهم جنسياً في الصغر على يد رجاله عن حكايات تمزق نياط القلب مما حدا به الى البكاء من هول ما سمعه.
والحكاية من البداية أن الصحف الألمانية كشفت عن فضيحة كبرى تتعلق بقيام مجموعة كبيرة من الكهنة باستغلال الأطفال جنسياً طوال فترة السبعينات والثمانينات، وذكرت مجلة دير شبيجل عن أن نحو 120 شخصاً من ضحايا شذوذ الكهنة الجنسي قد كشفوا عن أنفسهم لدى المحققة «أورسولا راو» وغالبيتهم من التلامذة السابقين الذين استُغلوا من قبل الرهبان والكهنة. وقالت «راو» إن ما يتكشف الآن اتخذ حجماً لم يكن أحد يتصوره.
هذا وقد ربطت التقارير الواردة من ألمانيا بين فضائح التحرش الجنسي وبين الأسقف جوزيف راتزنغر الذي كان أسقفاً لأبرشية ميونيخ عام 1980 عندما وافق أن يستضيف في كنيسته كاهناً متهماً بالاعتداء على الأطفال وذلك من أجل إخضاعه للعلاج! والجدير بالتنويه أن الأسقف جوزيف راتزنغر الذي تستر على الكاهن المتحرش هو نفسه بينيديكت السادس عشر الذي تم تنصيبه بابا للفاتيكان بعد وفاة يوحنا بولس الثاني عام 2005. وبصرف النظر عن قرار التستر على الكاهن، فالمدهش أن يتم تعيينه كمساعد مرشد في الأبرشية رغم المعرفة التامة بجريمته في حق الأطفال والتي تمت معاقبته عليها فيما بعد بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ!
ولم تكن هذه هي الفضيحة الوحيدة التي تطارد البابا، لكن زاد الطين بلة الكشف عن خطاب كان قد وقعه عام 1985 قبل أن يرأس الكنيسة يوصي فيه بتوخي الحذر في تجريد قس كاثوليكي روماني من منصبه بعد أن اعترف بالتحرش الجنسي بالأطفال، وطلب التماس العذر له لصغر سنه! ومن المعروف أن هذا القس واسمه ستيفن كيسل قد حكم عليه بالسجن ستة أعوام بعد ذلك في جريمة جنسية جديدة ارتكبها بحق طفلة صغيرة!
ومن يطالع الصحف الأوروبية الصادرة طوال الشهر الماضي يهوله حجم السباب والسخرية والتهكم التي تعرض لها بينيديكت، فضلاً عن الكم الكبير من الرسومات الكاريكاتورية التي رسمته بشنب يشبه هتلر، وبعضها صوره يجلس مع رجاله يدبرون الخطط للإنقضاض على الأطفال، وكلها طالبته بالتنحي وترك كرسي البابوية.
وفي الحقيقة لا أدري إذا كانت دموع البابا في مالطا واعتذاره لمن تم اغتيال براءتهم في حد ذاته يكفي، أم يتعين عليه أن يتقدم باستقالته ويقضي ما تبقى له من عمر يصلي ويطلب من الله أن يسامحه على ما فعله رجاله بالأطفال خاصة وأن الفضيحة قديمة وقد جرى التستر عليها زمناً طويلاً حتى كشفتها الصحافة مؤخراً.
وفي الحقيقة إن المرء يحتار وهو يتأمل هذا السلوك من رجال دين كان ينبغي أن يتفرغوا لنشر الفضيلة فإذا بهم يفترسون الأطفال، وهو سلوك نربأ أن يرتكبه أفراد من فرقة حسب الله السادس عشر وليس بينيديكت السادس عشر!
أسامة غريب
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDet...43&WriterId=52v[hg hgfhfh>> fj,u hgudhg! - frglL Hshlm yvdf
المفضلات