للأهمية :
هذا بيان للناس .....رؤية شرعية تأصيلية للأوضاع في مصر


الثورات و الانقلابات :

إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل: (سنة الله التيقد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ً)
وهذه سنة وقاعدةاجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان :
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [سورة الرعد]
إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها ‘ إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذاغيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام ، عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلناإلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين.


فالمتأمل في كل الثورات والانقلابات التي شهدها العالم الإسلامي منذ زوال الخلافة الراشدة، وإلى يومنا هذا أنها لم تحقق الخير للمسلمين، ولم ير المسلمون من جرائها إلا المزيد من التفرق والشتات وسفك الدماء المعصومة، وشق عصا الطاعة والخروج على الجماعة ، كالمستجير من الرمضاء بالنار ، لأنها إما أن تفشل ويترتب على فشلها مزيدًا من الطغيان والفساد، وإما أن تنجح وتأتي بنظام لا يختلف كثيرًا عن النظام الذي ثارت وخرجت عليه، بينما نجد أن أعظم وسائل الإصلاح جاءت بالمناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة دون خروج أو ثورات تسفك فيها الدماء وتتفرق الأمة بسببها، وأعظم نموذج على ذلك النموذج الإصلاحي الذي قام به الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى .


للأسف الشديد المتواجدون الآن ( اشتراكيين و علمانيين و شيوعيين و ليبراليين و اخوان و غيرهم ) على ساحة السياسة ليسوا من النوع الذي تنجح بهم الثورات ، فكلهم مجتمعون الآن ، كلا قد اتخذ موقعه ، و أعد مكانه لاقتسام الكعكة – البلد الجريح- ، و كفى أنهم يؤثرون مصالحهم الشخصية و الحزبية على حساب استقرار و أمن هذا البلد ، و تسلقوا على أكتاف الشباب ليقطفوا هم ثمرة غضبه ، و الهدف واحد هو الوصول الى الحكم ، و لا حول و لا قوة الا بالله .


قال الله تعالى فيهم: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون (225) وأنهم يقولون ما لا يفعلون،ولو طبقت هذه الصفات عليهم فإنها تنطبق.
فأكثرهم في كل واد و ساحة يهيمون على وجوههم يخطبون ود الناس، و يستغلون غضبتهم ، وفي أثناء هذه الجولات الدعائية ، والمؤتمرات الكلامية يقولون ما لا يفعلون؛ حيث تكثر الوعود الكاذبة، والتأشيرات الوهمية.

فاللهم لا تسلط علينا من لا يتبع شرعك ، و لا يحكم بكتابك .....آمين .