النتائج 1 إلى 7 من 7
 
  1. #1

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
    ثم أما بعد : مشاهد للآخرة القرآن الكريم سلسلة " أفلا يتدبرون القرآن "...
    وفي محاولة لتدبر القرآن العظيم نعيش مع المشاهد الحية للأخرة التي وردت عبر سور القرأن الكريم


    إن إستحضار مشاهد الأخرة في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي
    كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد.
    كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين.
    كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم.
    ويدفع الإنسان إلى عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة
    والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.

    ونتناولها إن شاء الله من خلال أجزاء القرآن العظيم
    نسأل الله تعالى أن يوفقنا وأن يعيننا على الفهم والأخلاص

    ويعتمد هذا البحث أولا على القرآن الكريم.
    ثانيا السنة الصحيحة, كتب الصحاح.
    ثالثا كتب التفسير مثل إبن كثير والطبري وغيرهما.

    ******
    يتناول الجزء الأول مشهدين من الصور الحية للأخرة ....
    ويتقدم هذه الصور دعوة بالتحذير من الوقوع في النار , ودعوة أخرى تبشر المؤمنين بالجنة.

    سورة البقرة

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ-21
    الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ-22

    وهذه الدعوة للناس كافة , بعبادة الله وحده , وترك عبادة العباد
    فإن عبادة الله وحده تأتي لصالحنا نحن البشر,
    فهو الغني عنا وعن عبادتنا ,
    فهو الخالق العظيم الذي جعل لنا الأرض صالحة للعيش عليها , وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش فيها
    وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها
    فهل يصح بعد هذا أن يتجه الإنسان إلى صنم ليعبده ويظن أن الصنم ينفعه ؟؟
    فهل يصح لعاقل أن يتجه بالعباده لمخلوق مثله مهما كانت مرتبته,
    ملك أو ولي أو نبي ؟؟
    فهل يصح للإنسان أن يتجه إلى الكواكب أو النجوم ليعبدها وهي مسخرة له ؟؟
    إن الدعوة إلى عباده الله وحده تحررنا من عبادة العباد
    وتجعل منا أحررا أعزة بالله , تنزع من قلوبنا الخوف من الأوهام ,
    تنزع من قلوبنا اليأس
    وبهذا القدر من العلم لا يجب على الإنسان أن يجعل لله ندا يطلب منه الرزق والغفران
    فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
    فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة
    ومثال بسيط على ذلك.." الشمس" , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض
    فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة , إنها مسخرة مثلي تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا
    وقس على ذلك الأمور الأخرى
    فواقع الحال يقول
    " لا إله إلا الله "
    وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ-23

    الأمر الأخر , رسالة الله للعالمين

    فإذا أدركنا أن للكون إله مدبر لأمور حياتنا على هذه الأرض
    وجب أن نعلم كيف نتوجه إليه , .. وما هي أوامره لنا وما هي نواهيه , لكي تستقيم الحياة

    ثم ماذا بعد الموت , كل هذه مسائل لا يستطيع عقل الإنسان أن يجيب عليها لأنها لا تخضع للتجربة

    فلزم إرسال الرسل لتبليغ الناس بكل تلك الأمور السابقة
    ورسالة الإسلام هي خاتمة تلك الرسالات حملها إلينا رسول صادق أمين بشهادة كل من يعرفه
    وشهادة الله أولا بتأيده بالمعجزات التي أعجزت العالم إلى يومنا هذا وعلى رأسها القرأن العظيم
    فهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة
    فإن عجَزتم الآن ..وستعجزون مستقبلا لا محالة... فاتقوا النار , بالإيمان بالله الذي أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق.
    هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة, أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله
    وتظهر لنا هذه الصورة الحية لمن كذبوا بهذه الرساله دون برهان ولا دليل

    فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ-24
    وتأتي في المقابل صورة أخرى مضيئة بالبشرى للذين أمنوا وعملوا الصالحات

    وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ-25

    والمعنى لهذه الصورة الحية

    نرى في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم.

    ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات الحس والمعنى

    وكذلك للنساء زوج طاهر الحس والمعنى تراه متجدد بكل خير دائما
    وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ‏"‏أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

    وفي رواية للبخاري ومسلم‏:‏ آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ، ولا تباغض‏:‏ قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً.

    *****
    وإلى الجزء التالي إن شاء الله

    lahi] pdm ggNovm tn hgrvNk hg;vdl - sgsgm lj[]]m - frgl H>whfv ufhs






  2. #2

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الثاني من القرآن العظيم

    مشاهد حية من الأخرة


    وقبل أن تظهر الصورة جلية أمامنا ,

    يعرض لنا ربنا هذه الأدلة في الكون علي وجود الخالق ووحدانيته سبحانه.

    وذلك لكي لاتكون هناك حجة لأهل الكفر والشرك والألحاد.


    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ -164

    والمتأمل في عظمة خلق السماوات والأرض يخر ساجد لله,

    فتدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة الناعمة ,
    فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر الاف السنيين بهذه الدقة حيث ينشأ الليل والنهار.. من غير موجه لها ؟؟
    وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة حيث تنشأ الفصول الأربعة؟
    ويختلف طول الليل والنهار مع هذا المدار..
    أين المحرك لهذه الأرض ؟؟
    ومن يديره ؟؟.... ؟؟؟

    " لا اله إلا الله "

    ونهبط إلى الأرض ونرى العجب
    أولا البحار
    وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض وبها قوانين وضعها الله تعالى حتي تصلح لجريان السفن عليها .

    ثانيا مياه الأمطار وتكوين الأنهار وعلاقة كل من الشمس والبحار والسحاب في منظومة علمية دقيقة لإستمرار الحياة على الأرض ,حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض عموما بفعل حرارة الشمس

    مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض, وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار, وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات .
    فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري , ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب وتتجه دائما لتصب في البحار . وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب .
    سبحان الخالق العظيم ,


    ومع كل هذه البراهين المادية على وحدانية الله ,وأنه الخالق المدبر الحي القيوم , العليم البصير البديع الحكيم مالك الملك .

    في المقابل لا توجد أدلة ولا براهين عند من ينكرون وجود الله ,أو من يعبدون غير الله أو من يجعلون لله أندادا .. ولا يوجد لديهم منهج ولا كتاب أنزلته تلك الشركاء المزعومين .

    وتظهر تلك المشاهد الحية

    لتجلية تلك الحقيقة .

    وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ 165-

    ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه

    وإليكم الصورة الحية لهذا الموقف

    إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ-166

    وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ-167-

    عند معاينتهم عذاب الآخرة يتبرأ الرؤساء المتبوعون ممن اتبعهم على الشرك, وتنقطع بينهم كل الصلات التي ارتبطوا بها في الدنيا: من القرابة, والاتِّباع, والدين, وغير ذلك.

    وقال التابعون: يا ليت لنا عودة إلى الدنيا, فنعلن براءتنا من هؤلاء الرؤساء, كما أعلنوا براءتهم مِنَّا. وكما أراهم الله شدة عذابه يوم القيامة يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم, وليسوا بخارجين من النار أبدًا.


    نسأل الله السلامة
    ويجعلنا من أهل جنات النعيم

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم‏ :‏ فلا تعلم نفس ماأخفي لهم من قرة‏‏ أعين جزاء بما كانوا يعملون -17‏السجدة‏ ....‏‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

    ******

    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى





  3. #3

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الثالث من القرآن العظيم
    مشاهد حية من الأخرة

    إن المتدبر في رسالة الله " القرأن الكريم " يجد أن الأخرة وما بها من نعيم للمؤمنين وعذاب للكافرين إنما هو مترتب على سلوك الإنسان في الدنيا وموقفه من شريعة الله التي أتت لتصلح حياة البشر .
    ونعيش اليوم مع الجانب الإقتصادي
    فالإسلام يعتبر المال وسيلة للتعامل وليس سلعة في حد ذاته
    ولو تحول المال إلى سلعة فسوف يحقق ربحا مؤقتا لفئة من الناس
    ولكنه سيعود بالأزمات المالية والفقر على قطاعات كبيرة من المجتمع
    ولعل ما نلاحظه في هذه الأيام من إنهيار الإقتصاد لدول عديدة
    من جراء ذلك المفهوم الخاطئ في التعاملات المالية .
    إن الأمر لا يقتصر على أمور الدنيا ولكنه ينسحب على مصير الإنسان في الأخرة

    وتظهر لنا صورتين لنوعين من البشر

    النوع الأول أناس ينفقون أموالهم ليلا ونهارا سرا وعلانية مما أنعم الله عليهم من ثروات .
    وتكون النتيجة زيادة تلك الثروات في الدنيا.. وفي الأخرة النعيم المقيم

    النوع الثاني أناس يبخلون بما أعطاهم الله من ثروات ,
    بل يرمون تلك الثروة ( مثل القمح ) في البحار لكي لا يقل سعرها
    وحين ينفقون الأموال يأخذون عليها فوائد مضاعفة " الربا "
    ولهاتين الصورتين في الدنيا مقابل لهما في الأخرة

    سورة البقرة

    الصورة الأولى

    الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ -274

    الصورة االثانية

    الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -275

    الذين يتعاملون بالربا - وهو الزيادة على رأس المال-
    لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون;
    ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا, في أن كلا منهما حلال, ويؤدي إلى زيادة المال,
    فأكذبهم الله, وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا; لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات,
    ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع,
    فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه, وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه,
    فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين, ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه,
    فقد استوجب العقوبة, وقامت عليه الحجة,
    ولهذا قال سبحانه: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

    وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ -281

    واحذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله, وهو يوم القيامة, حيث تعرضون على الله ليحاسبكم,
    فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم.
    وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية,
    تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.

    سورة أل عمران

    يجب على الإنسان أن يوازن بين زينة الدنيا الفانية وبين ماعند الله من نعيم
    وتوضح الأيات التالية الصورتين ,الأولى في الدنيا ومهما كثرت فهي في زوال

    زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ -14

    والثانية في الأخرة حيث الخلود والنعيم الأبدي

    قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ -15
    الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ -16
    الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ -17

    لمن راقب الله وخاف عقابه جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار, خالدين فيها, ولهم فيها أزواج مطهرة , ولهم أعظم من ذلك: رضوان من الله.
    هذه الصور الحية تملئ النفوس المؤمنة طمئنينة
    وأمل في المستقبل الحقيقي وأن مرحلة الموت
    ليست العدم بل هي كالنوم وأن البعث كما نستيقظ من نومنا
    وأن صور الأخرة أمامنا كالواقع من خلال أيات القرأن العظيم
    فكلام الله يقع في قلب المؤمن أصدق مما تراه العيون وتسمعه الأذان
    نسأل الله أن يثبتنا على كلمة التوحيد
    " لا إله إلا الله , محمد رسول الله "
    وأن يحشرنا مع رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نشرب من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا

    *****
    وإلى الجزء التالي أن شاء الله تعالى





  4. #4

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الرابع من القرآن العظيم

    مشاهد حية من الأخرة

    وتأكيدا على حرمة الربا في الشريعة الأسلامية تاتي الأيات في سورة أل عمران .. محذرة المؤمنين من عدم الإنقياد وراء من يتعاملون به حتى ولو كانت دول كبرى .. فسوف يثبت فشل النظام الربوي حتى ولو حقق على المدى القريب أرباح زائفة وقتية .. ولكن واقع الأمر إن نظام الربا يستنزف إقتصاد البلاد ..ويحدث ركودا قد يستمر سنوات
    والبديل الإسلامي يحقق ما تسعى إليه المصارف من تسهيلات
    في المعاملات المالية والمشاركة في المشاريع وتمويلها.. وإخراج الزكاة للفقراء وإقراض دون ربا .
    فالمال لا يمكنه أن يجلب مالا دون أن يستثمر في مشاريع إنتاجية.
    ولذلك جاءت الأيات مشددة على حرمة التعامل بالربا
    والمسارعة إلى التوبة إذا وقعنا في مثل هذه المعملات
    وتظهر الصور جلية لتلكما الحالتين

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -130
    وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ -131

    يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه احذروا الربا بجميع أنواعه, ولا تأخذوا في القرض زيادة على رؤوس أموالكم وإن قلَّت, فكيف إذا كانت هذه الزيادة تتضاعف كلما حان موعد سداد الدين؟ واتقوا الله بالتزام شرعه; لتفوزوا في الدنيا والآخرة.

    وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ -132
    وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ -133

    وأطيعوا الله -أيها المؤمنون- فيما أمركم به من الطاعات وفيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء, وأطيعوا الرسول; لترحموا, فلا تعذبوا
    وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة, عرضها السموات والأرض, أعدها الله للمتقين.

    الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -134
    وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ -135

    والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه, ذكروا وعد الله ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين, يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم, وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب إلا الله, فهم لذلك لا يقيمون على معصية, وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب الله عليهم .

    أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ -136

    جزاؤهم أن يستر الله ذنوبهم, ولهم جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة, خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا. ونِعْمَ أجر العاملين المغفرة والجنة.

    صورة حية لمصير الكافرين
    وأخرى للأبرار

    قد ينخدع كثير من الناس ببريق الثراء عند الكافرين
    وقد يتمنى بعض الناس أن يصبحوا مثلهم
    والغنى والفقر ليس معيار الأفضلية فالكل سواء أمام العدالة الألهية
    لا فرق بين أبيض وأسود لافرق بين عربي وأعجمي
    لا فرق بين غني وفقير . لا فرق بين المناصب
    إن أكرمكم عند الله أتقاكم
    والكل يحاسب من أين اكتسب المال ؟ وفيما أنفقه ؟؟
    ولكن معيار الأفضلية هنا- وفي الصورة التي سوف تظهر لنا – بين الكفر والأيمان.

    و مع هذه الصورة الحية لكلا الفريقين

    لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ -196
    مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ -197

    لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
    خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ -198

    نسأل الله تعالى أن نكون من أهل الجنة

    ******
    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى





  5. #5

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الخامس
    مشاهد حية من الأخرة في القرآن العظيم
    وبعض آيات من سورة النساء

    مشهد اليوم يبين لنا واحدة من دلائل الإعجاز في القرأن العظيم
    وهو إعجاز علمي
    حيث إكتشف العلماء حديثا أن جلد الأنسان هو ناقل الأحساس الوحيد إلى المخ…. فإذا أحترق فلا إحساس .


    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا -56

    *****
    وفي المقابل نرى المؤمنين في جنات تجري من تحتها الأنهار
    وهذا النعيم أبدي لا موت فيه .. أزواج مطهرة ,
    و ظل ظليل ..

    وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً -57


    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهلها

    وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "إذا دخل أهل الجنة - الجنة- ينادي مناد‏:‏ إن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا أبداً‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

    كيف الوصول إلى هذا النعيم ؟؟
    أسمعوا معي إلى كلام الله تعالى :

    إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا -58
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
    وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً -59


    مشاهد الصحبة في جنات النعيم

    وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا -69

    *****


    وتظهر صورة مرعبة لمن يقتل مؤمنا


    وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا -93


    وتظهر مشاهد اخرى طبقا للسلوك الذي عمله الأنسان
    وليس بالأماني

    ونسمع ونرى هذه المشاهد الحية

    وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً -122

    لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا -123
    وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا -124

    فدخول الجنة ليس بالأماني الكاذبة ولكن بالعمل الصالح ,
    والعمل الصالح يجب أن ينبع من إيمان راسخ في القلب .

    *****

    وهناك مشاهد مرعبة لفئة أشد خطرا على المؤمنين
    لأنهم يظهروا ما ليس في قلوبهم , فهم مع المؤمنين باللسان ومع الكافرين بالقلب والفعل .

    إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا -145
    إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا -146
    مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا -147

    ويفتح الله لهم باب التوبة من هذا الداء الخطير ودعاهم للإصلاح
    والتمسك بكتاب الله والإخلاص له وحده .

    يبين لنا تبارك وتعالى.. أن شكر النعم والأيمان , أمانا من العذاب .
    : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ – 7 إبراهيم
    الشكر: تصور النعمة وإظهارها، .... يقال دابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، ويقال: ناقة شكرة: ممتلئة الضرع من اللبن، بحيث تفيض به .
    وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب، وهو تصور النعمة. وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم. وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه. وقوله تعالى: (اعملوا آل داود شكرا)- سبأ13- أي أفيضوا بالعطاء والعبادة .
    وإذا وصف الله بالشكر في قوله: (والله شكور حليم) [التغابن/17]، فإنما يعني به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة.

    هذا عن الشكر أما عن الإيمان
    فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل,
    أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره . متفق عليه

    ****
    جعلنا الله من المؤمنين المخلصين
    العاملين بكتابه وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم

    *****

    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى





  6. #6

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء السادس
    مشاهد حية من الأخرة في القرآن العظيم
    وبعض آيات من أخر سورة النساء , وبعض آيات من سورة المائدة

    سورة النساء

    مشهد لما أعد للكافرين .
    وقد ترتب هذا العقاب على مقدمات وضع الأنسان نفسه فيها

    فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا -160
    وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا -161


    وتأتي المشاهد المقابلة بالأجر العظيم لنوعين من الناس
    وهم الراسخون في العلم والمؤمنون بفطرتهم
    والرسوخ في العلم مرحلة أقوى من مجرد العلم
    : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ - 7 ال عمران
    و : لمن تعلم قشور العلم
    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ -23 الجاثية

    ونأخذ مثالا واحدا لنوع من العلم
    فإذا درست الطب وعلمت وظائف أعضاء الإنسان,
    وعمل أجهزة الجسم المختلفة وطبيعة تكوينها,
    وأسباب إعتلالها وكيفية علاجها,
    ألا يلفت نظرك من صنع هذه الأجهزة في الجسم ؟؟
    ألا يلفت نظرك من الذي خلق الدواء على سطح الأرض لعلاج مرض هذه الأجهزة ؟؟
    ألا يلفت نظرك أن الدواء قد يفيد مع مريض وقد يموت أخر إذا حان أجله ؟
    أمام هذا العلم صنفان من البشر
    الصنف الأول يكتفي بظاهر العلم لإكتساب المال,
    :
    يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ -7 الروم
    الصنف الثاني تستوقفه تلك الآيات وتدله على خالقه
    :
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ -190
    الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ -ال عمران191

    والمؤمن بفطرته النقيه المحب للحق بدون تعمق في علوم بعينها.
    فالراسخون في العلم والمؤمنون يصدقون برسالة الله للعالمين , رسالة الإسلام.

    ويظهر لنا مشهد الراسخون في العلم والمؤمنون بالله ورسله تفتح لهم أبواب القبول فيتحقق لهم الإيمان في الدنيا والأجر العظيم في دار الخلد , جنات النعيم .

    لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا -162
    والمعنى
    لكنِ المتمكنون في العلم بأحكام الله من اليهود, والمؤمنون بالله , يؤمنون بالذي أنزله الله إليك -أيها الرسول- وهو القرآن, وبالذي أنزل إلى الرسل من قبلك كالتوراة والإنجيل, ويؤدُّون الصلاة في أوقاتها, ويخرجون زكاة أموالهم, ويؤمنون بالله وبالبعث والجزاء, أولئك سيعطيهم الله ثوابًا عظيمًا, وهو الجنة.

    سورة المائدة

    مشهد لمصير الذين يسعون في الأرض فسادا

    إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ -33

    وباب التوبة مفتوح قبل فوات الأوان ,
    يحتاج إلى التقوى وإلى إتخاذ الوسيلة إلى الله تعالى ,بمجاهدة النفس والهوى والشيطان.

    إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -34
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -35

    ******

    مشاهد مرعبة لأهل النار

    وهم يحاولون أن يفدوا أنفسهم ولم يتقبل منهم ذلك ثم يحاولوا الخروج من النار ولكن لن يفلحوا.
    الفرصة الوحيدة للنجاة في الدنيا قبل الموت , وهو الأيمان بالله وحده لا شريك له , والأيمان بكافة رسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر .

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -36

    إن الذين جحدوا وحدانية الله, وشريعته, لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض, وملكوا مثله معه, وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا, ما تَقبَّل الله ذلك منهم, ولهم عذاب مُوجع.

    يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ -37

    يريد هؤلاء الكافرون الخروج من النار لما يلاقونه من أهوالها, ولا سبيل لهم إلى ذلك, ولهم عذاب دائم.

    حبل النجاة

    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)

    1-إن الذين آمنوا (وهم المسلمون)
    2 - واليهود, ( أتباع موسى )
    3- والصابئين (وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه)
    4 - والنصارى (وهم أتباع المسيح عيسى بن مريم)
    من آمن منهم بالله الإيمان الكامل, وهو توحيد الله والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به, وآمن باليوم الآخر, وعمل العمل الصالح, فلا خوف عليهم من أهوال يوم القيامة, ولا هم يحزنون على ما تركوه وراءهم في الدنيا.

    نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين
    ويدخلنا في الصالحين
    ونسأله الفردوس الأعلى

    *****
    و إلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى





  7. #7
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    جزاكم الله خير الجزاء وأحسنه أخي الفاضل
    اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء همومنا





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 2013-06-17, 12:39 PM
  2. عقيدة التوحيد فى بناء الإنسان - بقلم صابر عباس
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى العقـيدة الإسلامية
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 2011-10-05, 01:36 PM
  3. هذه هى زوجتى - سلسلة متجددة
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى أقسام المرأة المسلمة والطفل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2011-03-08, 02:41 AM
  4. مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 68
    آخر مشاركة: 2011-01-28, 09:47 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML