بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن والاه
ظهر في بعض المنتديات النصرانية جهلة يتنصلون من الإسم الذيفي إختلاق الأعذار والتبريرات لرفضه ..
تسمى به آباءهم الأقدمين (نصارى) ، وأقره آباءهم المحدثين ، وتراهم يتفننون
فتارة يزعمون أنهم مسيحيين وليسوا نصارى
وتارة يزعمون أنهم ناصريين وليسوا نصارى
وتارة يزعمون أنهم مسيحيين وليسوا ناصريين وليسوا نصارى
أما أسباب رفضهم للإسم ، فهي تتلخص في الآتي :
- لأن اليهود هم من سموهم به تحاشياً لإعترافهم بالمسيح
- لأنه خاطئ لغوياً (بحسب زعمهم)
- لأن النصرانية طائفة ظهرت وانقرضت
وفي الحقيقة أن رفضهم له بالدرجة الأولى هو لأن الله خاطبهم به في كتابه
الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ..
لذلك أحببت أن أكتب هذا الموضوع المتواضع للرد على اعتراضاتهم بالدليل
والمنطق .. وخصوصاً حول الجانب اللغوي للتسمية ..
النقطة الأولى :
- هل عرف العرب تلك المدينة التي نشأ وترعرع فيها المسيح عليه السلام ومن
ثم نسب إليها ؟!
- وبأي اسم عرفوها ؟!
- وبأي اسم اشتقوا منها المفرد والجمع ؟!
- وكيف كان اشتقاقهم منها ؟!
هذا ماسنعرفه بإذن الله بعد عرض المعاجم العربية :
1- العين – الخليل بن أحمد الفراهيدي ( 100- 175هـ) :
طبعة أخرى لعملاق المعاجم العربية :
2- تهذيب اللغة – أبو منصور الأزهريّ ( 282-370هـ) :
3- المحيط – الصاحب بن عبّاد ( 324-385هـ) :
4- تاج اللغة وصحاح العربية – أبو نصر الجوهري (332 - 400هـ ):
5-المحكم – ابن سيده ( 398-458هـ ):
6- مختار الصحاح – محمد بن أبي بكر الرازيّ ( - 666 هـ) :
7- لسان العرب – ابن منظور ( 630-711 هـ ) :
8- المصباح المنير – أحمد بن محمد المُقْري الفيّوميّ (- 770 هـ) :
9- القاموس المحيط - الفيروزآبادي (729-817 هـ) :
10- تاج العروس - الزبيدي ( 1145- 1205هـ ) :
المفاجأة (1) :
11- محيط المحيط – بطرس البستانيّ :
والمعلم بطرس البستاني من أسرة مارونية مشهورة ، وكنيسته (البستاني)
أنجبت رجالاً كانوا يجيدون اللغة العربية ، وكان المعلم بطرس يتقن اللغات
التالية : السريانية والايطالية واللاتينية والعبرية واليونانية والانكليزية ،
بالإضافة لتعلمه الفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي .. وقد اشترك مع فانديك في
ترجمة التوراة إلى العربية ..
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B3% D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8
المفاجأة (2) :
12- المنجد: للأب لويس معلوف:
درس الأب لويس معلوف في الكلية اليسوعية ببيروت، ودرس الفلسفة في
إنجلترا واللاهوت في باريس، وأتقن عدة لغات ، وهو صاحب المعجم الشهير
(المنجد) والذي توالت طبعاته لأكثر من 41 طبعة ، ويعد الأب لويس من علماء
اللغة العربية وأعلامها ..
http://mousou3a.educdz.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%81%D8%8C-%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%B3/
إذاً هذه المدينة كانت معروفة لدى العرب ، وكانوا قد عرفوها بأكثر من صيغة ، وأهمها :
1- نصرونة
2- نصوريّة "بتشديد الياء أو بفتحها"
3- نصران
4- نـَصَرَى
5- نـَصْرَى
6- نـَصْرَة
7- نـَصْرانة
8- ناصرة
والجدير بالذكر أن صيغة (ناصرة) لم ترد في أقدم معاجم اللغة العربية وأقربها
لعهد الجاهلية ، كالعين (100- 175 هـ) ، والتهذيب (282-370 هـ) ، والمحيط (324-385 هـ) ، والصحاح (332 - 400 هـ) ، وإنما وردت بصيغ أخرى عند إشارتها لهذه المدينة.
وكذلك لم يعزوا أقدم علماء اللغة العربية الإشتقاق إلى صيغة (ناصرة) ، وإنما
إلى صيغ أخرى :
- قال الليث (94 – 175 هــ) : زعموا أنهم نسبوا إلى قرية في الشام يقال لها
(نصرونه)
- وقال ابن دريد : النصارى منسوبون إلى (نـَصْرانه) وهي موضع ، هذا قول الأصمعي ..
والأصمعي (121 – 216 هــ) هو راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر
والبلدان ، أما ابن دريد (223-321 هـ) هو صاحب معجم الجمهرة .
- وقال الجوهري ( - 393 هـ) : (نـَصْران) قرية بالشام ينسب إليها النصارى.
- وقال الواحدي ( - 468 هـ ) : هو نسبة إلى قرية اسمها (نـَصْرة)
أما ابن سيده ( 398-458هـ ) فذكرها مع غيرها من الإشتقاقات :
- قال ابن سيده : ونـَصَرَى ونـَصْرَى وناصِرَة ونـَصُورِيَة ، قرية بالشام ،
والنَّصارَى منسُوبُون إِليها ..
ايضاً نقله ابن منظور عن ابن سيده في لسان العرب ..
فدل كل ذلك على أن صيغة (ناصرة) بألف بعد النون وبكسر الصاد ليست هي الصيغة الأصلية بل هي صيغة متأخرة ذات صبغة عربية تحوّلَت فيها إلى وزن (فاعلة).
النقطة الثانية :
كيف اشتق العرب المفرد والجمع من اسم هذه المدينة ؟!
- قال سيبويه نقلاً عن الخليل :
أما النصارى فذهب الخليل إلى أنه جمع (نـَصْرِيّ) و (نـَصْران) ، كما قالوا
(ندْمان) و (نـَدَامَى) ، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين كما حذفوا من أثفية ، وأبدلوا
مكانها إلفا ، كما قالوا (صحارى) ،
ثم قال سيبويه :
وأما الذي نوجهه نحن عليه ، فإنه جاء على (نـَصْران) لأنه قد تكلم به ، فكأنك جمعت نـَصْراناً كما جمعت مسمعاً والأشعث ، وقلت نصارى كما قلت ندامى ، فهذا أقيس ، والأول مذهب ، وإنما كان أقيس لأنا لم نسمعهم قالوا نـَصْرِيّ
- وقال غيرهم : ويجوز أَن يكون واحد النصارى(نـَصْرِيّاً) مثل: بعير (مَهْرِيّ) وإِبـِل (مَهارَى)
إذاً نسبة المفرد إلى مدينة الناصرة على صيغتين :
1- نـَصْريّ : أثبتها أصحاب المعاجم ، ولم يشِـع استخدام العرب لهذه الصيغة مع المفرد، وهذا الإشتقاق من المدينة كان من إحدى الصيغ : (نـَصَرى) أو (نـَصْرى) أو (نصرة)
= كيف صاغ العرب الجمع (نصارى) من صيغة المفرد السابقة ؟
صاغوها على مثال (مَهْرَة) وهي مدينة باليمن، ونسبة المفرد إليها (مَهْريّ) والجمع (مَهَارَى) ،
وأيضاً على المثال الذي أوردته المعاجم ، وهو (مهارى) وتطلق على الإبل ، والمفرد منها -البعير- فيقال عنه (مَهْرِيّ) ،
وكذلك (نـَصَارَى) بالمثل.
2- نـَصْرانيّ : أيضاً أثبتها أصحاب المعاجم ، وهي الصيغة الشائعة لدى العرب مع المفرد . وهذا الإشتقاق من المدينة كان من إحدى الصيغ (نصران) -على وزن نجران - ، أو (نصرانة) ، أو ربما على غير قياس من (نصرونه) ، أو (نصورية) ..
= كيف صاغ العرب الجمع (نصارى) من صيغة المفرد السابقة ؟
صاغوها على وزن (ندمان) والجمع (ندامى) ، أو (حيران) والجمع (حيارى) ، أو (كسلان) والجمع (كسالى) أو (سكران) والجمع (سكارى) ومثلها الكثير من الأمثلة ..
قد يقول قائل أن المفرد هو (نصراني) وليس (نصران) فكيف جمعت على وزن الأمثلة السابقة ، وهذا السؤال يجيب عليه ابن بري في تعليقه على قول الشاعر الجاهلي أبو الأخزر الحماني:
قال ابن بري (499 – 582 هــ) : قوله إن النصارى جمع نصران ونصرانة ، إنما يريد بذلك الاصل دون الإستعمال ، وإِنما المستعمل في الكلام (نـَصْرانيّ) و(نـَصْرانِيّـة) بياءي النسب
أي أن الأصل عند الإشتقاق هو نصران ، ولكن العرب في غالب كلامها لم تستعمل هذا الأصل إلا بياء النسب ، فقالوا نصراني ، ونصرانية.
إذاً اشتقاق المفرد "نصراني" واشتقاق الجمع "نصارى" صحيحة لغوياً (بل هي الأصح) ولا غبار عليها ..
ولكن بسبب جهل معظم النصارى باللغة العربية ظهرت أعتراضاتهم وتحليلاتهم
سطحية بل ساذجة ويحيطها الجهل المدقع ، ومن ذلك قول أحدهم :
نمشى خطوة خطوة
البلد اسمها ايه
الناصرة
اشتقلى من خلال اللغة فقط نسب شخص لهذا البلد
ناصرى (هل يوجد اشتقاق اخر لكى ننسب شخص لبلد الناصرة غير كلمة ناصرى؟)
النقطة التانية
اجمع كلمة ناصرى وقولى جمعها ايه فى اللغة؟؟؟
جمعها من خلال اللغة ناصريين
قولى بانى قاعدة جمعت كلمة ناصرى لكى يصبح جمعها نصارى؟؟؟
لا ، معقول !
عموماً نحن نعذر جهله ، إذ أن هذا الشخص وأمثاله -على غالب الظن- لم يفتح
أحدهم معجم عربي في حياته ، لهذا ظن أن المدينة لم تعرف إلا باسم ناصرة ،
أو أن هذا الإسم فقط هو ماعرفها به العرب.
النقطة الثالثة: هل كلمة (نصارى) كلمة عربية أم أعجمية ؟!
وبهذا الشأن سأل أحد المعترضين سؤال إستنكاري فقال :
أولاً : أجمعت معاجم اللغة العربية أن الكلمة أعجمية (نسبة إلى الناصرة)
ثانياً : مراجع أكثر تخصصية تؤكد أعجمية الكلمة :
1- معجم ما استعجم :
2- معجم البلدان :
فالكلمة ليست عربية ولكن العرب عربتها ، لذا عند الإستشهاد بالكلمة في اللغة العربية ، يجب أن تستخدم الكلمة العربية كما عربت ، وكما عرفها أصحاب اللغة العربية ..
ثالثاً : لايصح القول باشتقاق الكلمة من قول الله تعالى :
لأن المسيح عليه السلام لم يكلم الحواريين باللغة العربية ، فكيف يكون(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ كَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِين) الصف 14
الإشتقاق من اللغة العربية ؟!!!
أيضاً لو كان الإشتقاق من كلمة (أنصار) لكان المفرد (نصير) أو (أنصاري)
وليس نصراني ..
يقول الباحث رؤوف أبو سعده في كتابه المخصص لدراسة أعجمي القرآن عن هذا القول :
وبهذا يسقط قول المعترض :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )تسميتهم بنصارى ليس راجعة لبلد الناصرة يا عزيزى
النصارى سبب تسميتهم كما يقول القران فى سورة الصف 14
يتبع بإذن الله ..hgv] ugn l,q,u " lsdpddk ,gskh kwhvn ! "
المفضلات