السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل حفظكم الله وبارك فيكم
ما حكم هذا الدعاء؟
يارب : إذا أعطيتني مالاً لا تأخذ سعادتي ..
وإذا أعطيتني قوةً لا تأخذ عقلي ..
وإذا أعطيتني نجاحاً لا تأخذ تواضعي ..
وإذا أعطيتني تواضعاً لا تأخذ اعتزازي بكرامتي
يارب : لا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت .. و لا أصاب باليأس إذا فشلت؟؟
بل ذكرني دائماً بأن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح
يا رب : علمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة ..
وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف
يارب : إذا جردتني من المال اترك لي الأمل ..
وإذا جردتني من النجاح اترك لي قوة العناد حتى أتغلب على الفشل ..
وإذا جردتني من نعمة الصحة اترك لي نعمة الإيمان
يا رب : إذا أسأت إلى الناس أعطني شجاعة الإعتذار ..
وإذا أساء الناس إلىّ أعطني شجاعة العفو والغفران
يا رب : علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي ..
وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس
يا رب : ساعدني على أن أقول الحق في وجه الأقوياء ..
وساعدني على ألا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ، وبارك الله فيك .
فيه تكلّف ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِب جوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك . كما قالت عائشة رضي الله عنها
وفي بعضه سوء أدب في الدعاء ، فإن على المسلم أن يدعو الله وهو مُوقِن بالإجابة .
قال عليه الصلاة والسلام : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء مِن قَلْبٍ غافلٍ لاهٍ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
وأن يدعو الله دعاء العبد الذليل المحتاج إلى جُود مولاه وكرمه ، فليس يسأل بخيلا .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت . اللهم ارحمني إن شئت ؛ ليعزم في الدعاء ، فإن الله صانعُ ما شاء لا مُكْرِه له . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ : اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، وَلَـَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ .
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني ، فإن الله لا مُسْتَكْرِه له . رواه البخاري ومسلم .
وعلى المسلم أن يسأل الله أن يدفع عنه البلاء ، وأن يسأل الله العافية .
ففي صحيح مسلم أيضا من حديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال : فَدَعَا الله له فَشَفَـاه .
فلا يجوز للمسلم أن يقول في دعائه :
( يا رب : إذا جردتني من المال اترك لي الأمل ..
وإذا جردتني من النجاح اترك لي قوة العناد حتى أتغلب على الفشل ..
وإذا جردتني من نعمة الصحة اترك لي نعمة الإيمان ) .
وعليه أن يسأل الله أن يُسبِغ عليه نِعَمه ظاهرة وباطِنه ، وأن يُتِمّ نعمته عليه ، ولا يَنْزِعها منه .
وفيما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدعية خير كثير ، مع بُعدها عن التكلّف والاعتداء في الدعاء .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيمlh p;l ]uhx dhvf Y`h Hu'djkd lhghW gh jHo` suh]jd
المفضلات