السؤال: انتشر على بعض المنتديات و بعض الغرف على البالتوك سب صريح لشخصية يسوع المذكور في كتب النصارى المحرفة فهل يجوز السب لهذه الشخصية وهل يجوز الاستهزاء بها ؟ مع بيان حكم من يسب يسوع ؟؟ وجزاكم الله كل خير والرجاء سرعة الرد على هذا السؤال الهام فالكثير ممن يدعون أنهم دعاه الي الله ويسبون يسوع ويتهمونه بأنه شاذ وغيرها من الالفاظ بحجة الرد على النصارى الذي يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم
_________________________________
الجواب :
الحمد لله
أولا :
المراد بـ "يسوع " في كتب النصارى هو : المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وهم يسمونه بلسانهم : "يسوع" .
وأما كونهم يكذبون عليه ، ويدعون أن ابن الله ، أو أنه قتل ، أو صلب ، أو نحو ذلك من كذبهم وتحريفهم ، لا يسوِّغ لنا أن نعتدي عليه ، ولا أن نقابل كذبهم بكذب مثله ، ولا ضلالهم بضلال مثله ، كما أنهم لو شتموا الله جل جلاله ، كان من أشنع الباطل والضلال ، أن نشتم الله الذي يشتمونه ، بحجة أن الله الذي نؤمن به منزه عن ذلك الشتم ؛ بل لا يقول لهذا إلا من سفه نفسه ، وضل عن مقاصد الشرع ضلالا مبينا .
بل لو ابتدؤوا هم وشتموا ببينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، لم يكن لنا أن نشتم نبيهم ؛ فإنهم يشتمون نبينا لأنهم كفار به ، وأما نحن فمؤمنون بنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، معظمون له ، محبون له .
ثانيا :
إذا قدر أن النصارى أو غيرهم من ملل الكفر ، يعظمون شخصا عندهم ، نبيا أو غير نبي ، أو يعبدون أحدا من دون الله ، صنما أو غيره ، لم يجز لنا أن نسب ونشتم من يعظمه هؤلاء الكفار ، فإن ذلك يؤدى بهم أن يسبوا من نعظمه ، فإن شتمنا نبيهم شتموا نبينا ، وإن شتمنا إلههم شتموا إلهنا ؛ فكنا بذلك متسببين لشتم الله جل جلاله ، وشتم نبيه . قال الله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/ 108
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية : قالوا : يا محمد ، لتنتهين عن سبك آلهتنا ، أو لنهجون ربك ، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم .
"تفسير ابن كثير" (3 /314)
وقد روى البخاري (5973) ومسلم (90) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ) قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : ( يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ )
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ تَسَبَّبَ فِي شَيْءٍ جَازَ أَنْ يُنْسَب إِلَيْهِ ذَلِكَ الشَّيْء " انتهى .
فعلم مما تقدم أن سب يسوع النصارى من أعظم السفه وأكبر الخطايا ؛ لأن السب يقع على نبي كريم من أولي العزم من الرسل صلى الله عليه وسلم ، ولو علم الساب أنه يسب بذلك نبيا من أنبياء الله ، وقصده : كفر ؛ لأن سب الأنبياء كفر باتفاق المسلمين .
والواجب نصح هؤلاء السفاء وزجرهم ليكفوا عن هذا العمل ، ويتوبوا إلى الله منه ، ومن كان منهم مستطيعا للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فليتصدر لذلك موفقا مسددا ، وإلا فليتق الله وليكف عن هذا السفه وهذا الجهل .
والله أعلم .
راجع لمزيد الفائدة إجابة السؤال رقم : (43148) ، (82361)
الإسلام سؤال وجواب
ig d[,. sf ds,u hgl`;,v td ;jf hgkwhvn ?
المفضلات