سوف نناقش بعون الله تعالى عقيدة الارثوذكس المتمثلة في ما يسمى دستور الايمن:
http://www.orthodoxlegacy.org/MileantCreed.htm
دستور الإيمان
أومن بإله واحد, آب ضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى وبرب واحدٍ يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر الذي به كان كل شيء الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وأيضاً يأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد, الناطق بالأنبياء وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية وأعترف بمعموديةٍ واحدةٍ لمغفرة الخطايا وأترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين
________________________________________________
تعليق الأسقف ألكسندر ميلينت
يبدأ دستورنا بقول أنا أؤمن وذلك لأن جوهر اقتناع الآباء القديسين لا يعتمد على الإستعمال الخارجي المجرب بل على قبولنا عطايا الله فبالحقيقة نحن لا يمكننا اثبات روحانية العالم بواسطة أي مختبر فتلك الحقائق تنسب إلى النطاق الشخصي لخبرة الرهبان. إن نمو الشخص في الحياة الروحية يتطلب الكثير من الصلاة الشخصية والتفكير بالله فبواسطة تطور روحانيته الداخلية يرى الراهب الحقائق أوضح من غيره. وفي الحقيقة أصبح موضوع الدستور موضوعاً شخصياً بالنسبة للرهبان ولغيرهم.
بماذا نؤمن نحن وفقاً لدستور ايماننا؟ نحن نؤمن بأن الله واحد كامل وهو روح تام, خالد, لا بداية له, جبّار, وهو موجود في كل مكان, يرى الجميع, ويعرف سلفاً كل ما حدث وما سيحدث. وهو مقياس العالم الآخر ولا يحتاج إلى شيء وهو علة وجود كل شيء .
نحن نؤمن بأن الله واحد في جوهره وهو ثالوث في وحدانية ( الحقيقة أن الله ثالوث هو الآب والإبن والروح القدس) الآب والإبن والروح القدس هو ثالوث واحد في الجوهر غير منقسم ولا منفصل. الآب لم يولد ولم ينبثق عن أحد, الإبن خالد وُلِدَ من الآب , والروح القدس خالد ومنبثق عن الآب.
نؤمن بأن كل أشخاص الثالوث القدوس متساوون في الكمال والقوة والعظمة. ونحن نؤمن بأن الآب إله تام والإبن إله تام والروح القدس إله تام ولذلك في الصلوات, نعظم وبتوافق الآب والإبن والروح القدس كإله واحد. ونحن نؤمن بأن العالم المنظور وغير المنظور خلق بواسطة الله.
ففي البداية خلق الله العالم غير المنظور, عالم الملائكة ووضعهم في مكان من السماء هو الملكوت.
يذكر في بداية الكتاب المقدس (التوراة) أن الله خلق العالم المنظور من العدم ولكن هذا لم يحصل دفعةً واحدة ولكن تدريجياً وخلال فترة من الزمن يسميها الكتاب أياماً.
الرب خلق العالم لا لضرورة ذلك أو لحاجته إليه بل لرغبته الكاملة في حدوث ذلك وبما أنه نفسه كلي الصلاح فكل ما صنعه صالح. فهو لم يصنع الشر فالشر ظهر في العالم نتيجة سوء استخدام الحرية الممنوحة من الله سواء للبشر أو الملائكة. فعلى سبيل المثال, الشيطان وملائكته الأشرار كانوا في وقت ما ملائكة عند الله ولكنهم ثاروا ضد خالقهم وصاروا ملائكة الظلمة فطردوا من الفردوس وصارت لهم مملكتهم الخاصة والتي تدعى بالجحيم ومن تلك اللحظة, صارت الشياطين تغري البشر للوقوع في الإثم فهم أعداؤنا وأعداء خلاصنا بالمسيح يسوع.
ونحن نؤمن أن الله هو الناظم والموجه لكل الأحداث والمجريات التي تمت وتتم وستتم في الكون بأجمعه. وكذلك يوجه كل ما خلقه للوصول إلى غايته من خلقها. فالله يحبنا ويعتني بنا كالأم التي تعتني بمولودها وبالتالي فالشخص المتكل على الله لا يخاف شيئاً.
ونحن نعتقد بأن ابن الله, يسوع المسيح الناصري نزل من السماء لخلاصنا فهو أتى إلى الأرض واتخذ جسداً له كجسدنا من الروح القدس ومن مريم العذراء. والله الخالد قد أتى إلينا واتخذ طبيعتنا البشرية أيام هيرودس الملك. وأخذها روحاً وجسداً فهو الإله و هو الإنسان فكلاهما معاً في شخص واحد جمع بين الصفتين الإلهية والبشرية وستبقيان معه إلى الأزل دون تغيير ولا تغير أو تبديل في إحداها تجاه الأخرى.
نحن نؤمن بأن الرب يسوع المسيح في حياته على الأرض نوَّر العالم بتعاليمه, أمثاله وأعاجيبه. فهو قد علم الإنسان كيف يجب أن يكون إيمانهم وعلمهم كيفية حياتهم على الأرض كي يرثوا الحياة الأبدية. بصلواته من أجلهم وبطاعته لمشيئة أبيه الأزلي وتحمله العذاب والموت وهزيمته للشيطان وإنقاذه العالم من الخطيئة والموت وبقيامته من بين الأموات وضع أساساً لقيامتنا. وصعد إلى السماء بعد قيامته بأربعين يوماً وجلس عن يمين الآب في الملكوت وهو كان هناك وكائن وسيكون.
ونؤمن بأن الروح الكلي قدسه منبثق من الله الآب من بدء العالم. يعطون الوجود لكل مخلوق و يعطونه الحياة. وهو مصدر الحياة الروحية المليئة بالنعمة, للملائكة كما للبشر. وهو مستحق للمجد والتكريم كالآب والإبن. في العهد القديم ظهر على لسان الأنبياء وفي العهد الجديد نراه كالحمامة في عماد المسيح وتجليه الإلهي وكألسنٍ نارية يوم الخمسين (العنصرة) وهو كان يوجه الرسل والتلاميذ وهو موجود الآن في كنيسة السيد المسيح يرشد رعاتها ومؤمنيها بالحقيقة.
وفي إيماننا أن السيد المسيح أوجد الكنيسة على الأرض لتكون باب الخلاص لكل من يؤمن به. وهو أرسل الروح القدس يوم الخمسين ومنذ ذلك الحين بقي الروح القدس في الكنيسة فهو يشرف على الإتحاد المسيحي في الإيمان ويحفظها في نقاوة تعاليم الرب المخلص. هذا وإن نعمة الروح القدس تبقى في الكنيسة لتطهر التائبين من خطاياهم وتساعد المؤمنين وتقدسهم.
نحن نؤمن بأن الكنيسة واحدة, مقدسة, جامعة, ورسولية وبأن كل المسيحيين أرثوذكسيون مع أنهم في كنائس محلية مختلفة إلا أنهم عائلة واحدة مع الملائكة في السماء.وتعتمد وحدانية الكنيسة على وحدانية الإيمان والعقيدة. إن الكنيسة مقدسة لأن أبناءها المخلصين مقدسون بكلمة الرب وبالصلاة وبالطقوس الليتورجية. إن الكنيسة تدعى جامعة لأن ما نؤمن به هو التعليم الصحيح المحفوظ في كل الكنائس الأرثوذكسية في كل زمان و مكان. وتدعى بالرسولية لأنها تحفظ التقليد الرسولي وتحفظ السلسلة الرسولية المتعاقبة عبر السيامات الأسقفية. من ابتداء الكنيسة ينقل التعاقب من أسقف إلى أسقف في الشرطونية الأسقفية, والكنيسة ستبقى مكان خلاصنا من الآن وإلى الأزل.
نحن نؤمن أنه بالمعمودية المقدسة تمحى الخطايا والذنوب فالمؤمن الجديد يصير عضواً في الكنيسة.
ويصير بإمكانه لأجل خلاصه أن يمارس الأسرار الكنسية من توبة واعتراف ومناولة جسد الرب ودمه الإلهيين والكهنوت وحتى الزواج.وفي الخدمة الليتورجية للمعمودية يتلقى المعتمد نعمة من الروح الكلي قدسه وفي سر التوبة والاعتراف تمحى ذنوبه وتغفر له خطاياه وفي القداس الإلهي الذي هو تذكير لنا بالعشاء الأخير الرباني يأخذ المؤمن جسد المسيح ودمه المقدسين ذاتهما وفي سر الزواج اتحاد متلازم بين رجل وامرأة وفي سر الكهنوت تتم شرطونية الشمامسة والكهنة والأساقفة لخدمة الكنيسة ورعاياها وفي سر مسحة الزيت المقدس ينال المؤمن شفاء النفس والجسد.
نؤمن بأن الرب له المجد سيأتي بمجد عظيم مصحوباً بملائكته القديسين ليدين العالم يوم القيامة. ووفقاً لما قاله فإن كل شخص يوم ذاك سيقوم من بين الأموات. ستصير معجزة فالأشخاص الذين رقدوا بالجسد ستعود أرواحهم إلى أجسادهم التي كانت لهم أثناء حياتهم الأرضية. وكما كان جسد السيد المسيح بعد قيامته روحانياً ودخل من الأبواب المغلقة هكذا ستكون أجسادنا يوم القيامة. وسيحاكم الرب له المجد كل شخص وفقاً لما فعله أثناء حياته الأرضية فهو إما صالح أو شرير. فالحكم سيصدر للمذنبين بالذهاب إلى العذاب الأبدي وللتائبين بالحياة الأبدية وستبدأ عند ذاك مملكة السيد له المجد التي ستمتد إلى اللانهاية.
مع كلمة آمين نحن نشهد على الحقيقة التي وردت في الدستور ونوافق عليها ونقر بها. ونعترف بكل قلبنا بأن هذه العقيدة صحيحة.
إن قراءة دستور الإيمان من قبل الموعوظين خلال خدمة العماد أو في معمودية الأطفال يقرأ من قبل عرَّابيهم. ودستور الإيمان يقرأ خلال القداس الإلهي وفي كثير من الصلوات اليومية. تقوي قراءتنا للدستور إيماننا وهذا ليس لأن دستور الإيمان بيان رسمي مجمعي بل هو صلاة حقيقية وفاعلة فعندما نقول أؤمن بإله واحد نجد روح الصلاة بين كل كلمات الدستور أيضاً. إن إيماننا بالله يقوى ويزداد بقراءتنا للدستور. لذلك من المهم للمسيحي الأرثوذكسي أن يقرأ الدستور يومياً أو على الأقل بانتظام.
__________________________________________________ ________
التعليق:
* الصورة النهائية لقانون الايمان المسيحي قد تم اقرارها في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية سنة 381م ، حيث لم يذكر المجمع المسكوني الاول
بنيقية سنة 325م اي شيء عن الروح القدس وعلاقته بالآب والابن،
* يبدأ قانون الايمان بالعبارة التالية (أومن بإله واحد, آب ضابط الكل خالق السماء والأرض) ، وهذا إقرار بالألوهية للآب فقط ، لآنه لا معنى بعد الايمان بإله واحد هو الآب ان نؤمن برب واحد هو يسوع المسيح ابن الله الوحيد . هذه الصيغة تؤكد ان يسوع ليس سوى إله ثان غير الآب ، حتى لو كان من نفس الجوهر ، لآن كون اثنين من البشر من نفس الجوهر ، لا يجعلهما شخصا واحدا ابدا. والحقيقة ان كتاب العهد الجديد حافل بأدلة تثبت ان الآب ليس هو الابن
و لا الابن ليس هو الآب :
الترجمة الكاثوليكية - يو
31-5 لو كُنتُ أَشهَدُ أَنا لِنَفْسي لَما صَحَّت شَهادَتي.
32-5 هُناكَ آخَرُ يَشهَدُ لي وأَنا أَعلَمُ أَنَّ الشَّهادَةَ الَّتي يَشهَدُها لي صادِقَة.
اعتبر المسيح ان شهادته لنفسه لا تصح حيث ان هناك آخر يشهد له وهو الآب ، وهذا يؤكد أن الابن ليس هو الآب.
ترجمة كتاب الحياة - يو
22-5 وَالآبُ لاَ يُحَاكِمُ أَحَداً، بَلْ أَعْطَى الاِبْنَ سُلْطَةَ الْقَضَاءِ كُلَّهَا،
وهذا يعني ان الآب غير الابن قطعا . فلو كان الآب هو الابن لما كان لهذا الكلام أي معنى.
ترجمة فانديك - مت
39-26 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ ،وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: ((يَا أَبَتَاهُ ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ))
لقد كان يصلي للآب ، وهذا يدل على المغايرة قطعا ، ثم أنه فرق بين إرادته و إرادة الآب بوضوح. وهذا يثبت الفرق بين الشخصين.
ترجمة فانديك - مر
32-13 (( وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الاِبْنُ، إلاَّ الآبُ
كيف يكون الابن هو الآب في هذه الحالة؟
عموما هذه قضية محسومة لآن البابا شنودة نفسه له تسجيل مشهور يؤكد ان ان القول بأن الآب هو الابن هو هرطقة (سابيليانيزم)
كما ان هناك ادلة عديدة من العهد الجديد تثبت ان الآب هو الإله فقط :
ترجمة فانديك - مت
25-11 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ : ((أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.
إقرار من المسيح صريح ان الآب هو رب السماء الارض ، بدون ان يقول انه شريك له في الربوبية.
ترجمة فانديك - اف
6-4 إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.
بولس يقر بأن الآب هو الإله الواحد .
ترجمة فانديك - 1كور
6-8 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.
CO1-8-6: But to us there is but one God, the Father, of whom are all things, and we in him; and one Lord Jesus Christ, by whom are all things, and we by him
مرة أخرى إقرار من بولس بأن الآب ( وليس الثالوث) هو الإله الواحد .
أما عن كلمة ورب واحد هو يسوع المسيح فليس هذا معناه الالوهية لآن كلمة رب تعني أيضا سيدا ، والكلمة المستعملة في الترجمة الانجليزية
هي كلمة لورد (Lord) ، نجدها في اكثر من موضع بهذا المعنى :
ترجمة فانديك - 1بط
5-3 فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيماً النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضاً الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ،
6-3 كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ ((سَيِّدَهَا)). الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْراً، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفاً الْبَتَّةَ.
PE1-3-6: Even as Sara obeyed Abraham, calling him lord: whose daughters ye are,إذاً ، من التدليس استخدام الترجمة بكلمة رب لنوهم القاريء انها تدل هنا على الربوبية الخاصة بالإله .
as long as ye do well, and are not afraid with any amazement.
أما قوله (المولود من الآب قبل كل الدهور) ، كونه مولود ينفي عنه صفة الأزلية قطعا ، وكلمة قبل كل الدهور لا تشفع هنا في كونه لم يكن قد ولد وقت ما.
ثم ما معنى كونه ( غير منقسم ولا منفصل) ؟ هل بعد ولادته هو ايضا غير منفصل؟ فكيف تجسد هو دون الآب إذا كان غير منفصل؟
ولو كان هو مولود بينما الروح القدس منبثق ، فما هو الفرق بين الولادة و الانبثاق؟ وهل الولادة تمت أولا أم الانبثاق؟
هم يقولون (ونؤمن بأن الروح الكلي قدسه منبثق من الله الآب من بدء العالم) ، ينفي هذا صفة الازلية عن الروح القدس. ولذلك نشأت مشكلة :
هل الروح القدس منبثق عن الآب وحده أم عن الآب والابن ؟
أما قوله : (نور من نور, إله حق من إله حق) ، هذا يؤكد تعدد الآلهة في عقيدتهم ، نحن نتكلم عن أله مولود من إله آخر .
و ما معنى ( الله واحد في جوهره وهو ثالوث في وحدانية ) ؟ كون الجوهر واحد لا ينفي التعدد، يعني ليس معنى وحدة الجوهر وحدة الذات ، وإلا دخلنا في
هرطقة سابيليوس (الرب واحد ولكنه احينا يكون الآب واحيانا يتجلى في صورة الابن واحيانا يأتي في صورة الروح القدس) .
ثم كارثة الكوارث: قوله : (وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد) ، وكون الروح القدس مسجود
له مع الآب والابن ، لا يعني سوى الشرك الصريح. والدليل على ذلك تعليق المعلق الآتي:
ونحن نؤمن بأن الآب إله تام والإبن إله تام والروح القدس إله تام ، فمعنى ان الابن إله تام والروح القدس إله تام ، أنهم غير مرتبطين بالآب ، لأنهم لو كان كل واحد منهما إله تام فعلا لما كان قوله (غير منفصل ولا منقسم) أي معنى ، وهذا يدل قطعا على عبادة النصارى لثلاث آلهة ، حتى لو كان لهم نفس الجوهر ونفس الارادة . يؤكد هذا قول المعلق:
جنباً إلى جنب مع الله الآب وابنه ، فكيف نقول ان الروح القدس جنبا الى جنب مع الله الآب وابنه ، ثم ندعي التوحيد بعد ذلك؟
والحقيقة ان الامر كله مجرد فلسفات لا علاقة لها بالواقع ، وإلا من اين عرفوا قضية (غير منفصل ولا منقسم) ؟ ما هو الدليل من العهد الجديد؟
وما دليل ان الروح القدس إله تام مساو للآب ؟ ثم إن قضية المساواه بين الاقانيم تؤكد تعدد الآلهة عندهم وليس الوحدانية إلا إذا قلنا ان الإله هو عبارة
عن (لجنة) واحدة ، وهذا هو مفهوم التوحيد عندهم في الواقع .
أما عن قضية (كل أشخاص الثالوث القدوس متساوون في الكمال والقوة والعظمة) ، نقول بل هناك فروق بينهم ، وكما قال المعلق :
الآب لم يولد ولم ينبثق عن أحد, الإبن خالد وُلِدَ من الآب , والروح القدس خالد ومنبثق عن الآب. فكيف يكون المولود مساوٍ للذي لم يولد؟
وكيف يكون المنبثق مساوٍ للذي لم يولد ؟
وقد أيد المسيح ذلك بقوله في انجيل يوجنا (أبي أعظم مني) ، كما ان الروح القدس مرسل من عند الآب ، كما قال المسيح ، والرسول أقل مكانة من الراسل
ثم نأتي لقضية أجساد القيامة ، يقول المعلق : ( فالأشخاص الذين رقدوا بالجسد ستعود أرواحهم إلى أجسادهم التي كانت لهم أثناء حياتهم الأرضية)
حسناً ، الارواح ستعود للأجساد الارضية وهي اجساد مادية وليست روحية ، ثم يغالط المعلق بقوله:
وكما كان جسد السيد المسيح بعد قيامته روحانياً ودخل من الأبواب المغلقة هكذا ستكون أجسادنا يوم القيامة.
الكاتب يدعي ان جسد المسيح عندما دخل والابواب مغلقة كان جسدا روحيا ولكن:
هل كان جسد المسيح بعد القيامة روحيا؟ قطعا لا ، و بأكثر من دليل :
أولا:
لو-24-36: وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم ، وقال لهم: ((سلام لكم!))
لو-24-37: فجزعوا وخافوا ، وظنوا أنهم نظروا روحا.
لو-24-38: فقال لهم: ((ما بالكم مضطربين ، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟
لو-24-39: انظروا يدي ورجلي: إني أنا هو! جسوني وانظروا ، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي)).
لو-24-40: وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه.
لو-24-41: وبينما هم غير مصدقين من الفرح ، ومتعجبون ، قال لهم: ((أعندكم ههنا طعام؟))
لو-24-42: فناولوه جزءا من سمك مشوي ، وشيئا من شهد عسل.
لو-24-43: فأخذ وأكل قدامهم.
التلاميذ ظنوه روحا بينما هو انكر ذلك بدليل انه امرهم بجسه ، والروح ليس له لحم ولا عظم.
سألهم عن الطعام فأعطوه سمك وعسل فأكل أمامهم ليؤكد أنه ليس روحا.
هل هناك دليل أكثر من هذا ليؤكد ان المسيح قام بجسده الارضي وليس الروحي؟
ثانيا:
يو-20-26: وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: ((سلام لكم!)).
يو-20-27: ثم قال لتوما: ((هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا)).
لقد أمر توما ان يتحسس جنبه المطعون ليرى اثر الجرح ، فهل الروح له جرح مادي يمكن تحسسه؟
ثالثا:
مت-28-9: وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: ((سلام لكما)). فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له.
هل يمكنك مسك روح من قدميه؟
إذاً ، الادلة ضد عقيدة المعلق ، ولم يأت دليل من العهد الجديد يقول ان جسد المسيح تحول جسدا روحيا عند قيامته ، بل العكس صحيح
حتى عند الصعود لم يقل أحد بهذا التحول:
لو-24-50: وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم.
لو-24-51: وفيما هو يباركهم ، انفرد عنهم وأصعد إلى السماء.
مر-16-19: ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله.
مر-16-20: وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة. آمين.
اين التحول الى جسد روحي هنا؟
قضية أخرى خطيرة
يقول يوحنا:
يو-1-1 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
يو-1-2: هذا كان في البدء عند الله.
نفهم من هذا ان الكلمة (اقنوم الابن) كان لاهوتا خالصا عند الله ! صح؟
ثم حدث تغير جذري خطير:
يو-1-14: والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا.
تجسد لاهوت الابن في جسد مادي بشري فصار إلها متأنسا حسب عقيدتهم
وهنا دخل التغيير على طبيعة إلهية (وهذا مستحيل قطعا)
ثم حدث ما هو اخطر :
هذا الكائن (الإلهي) يموت ثم يقوم من القبر ويصعد الى السماء بجسده الانساني ليجلس عن يمين الآب (الإله الأصلي)
ومعنى هذا تغيير دائم في وضعية اقنوم الابن ، لقد كان لاهوتا خالصا (في البدء) ثم اصبح إلها متأنسا منذ حوالي 2000 سنة
العهد القديم يعلمنا ان الرب لا يتغير
ملا-3-6: لأني أنا الرب لا أتغير
فكيف جاز التغيير على الرب بهذه الصورة ، بل ودام حتى الآن ؟
نرجو إجابات مقنعة
]sj,v hghdlhk hghve,`;sd
المفضلات