بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لغز المادة القاتمة فى الكون
تعرف الكتلة المفقودة للكون عند علماء الفلك باسم المادة القاتمة , وهى مادة قاتمة او معتمة لا نسشتطيع ان نراها او نكتشفها رغم انها تمثل 90% من كتلة الكون التى ينبغى عليها ان تكون , وقد تكون هذه المادة عبارة عن جسيمات او عناصر كميائية لا نعلم عنها شيئا , وبالتالى فان الاجهزة الحالية المستخدمة فى قياس العناصر الكميائية ونظائرها على الارض لم تكتشفها , لانها مصممة اصلا طبقا للنظرية الذرية الحديثة , وقد يكون لها تركيبات مختلفة لم نختبرها بعد , وليس من الحكمة تطبيق ما نتوصل اليه على سطح الارض على ما قد يكون مجهولا لنا فى الكون العظيم .
والعثور على هذه المادة القاتمة لن يفسر لنا فقط مشكلة الكتلة المفقودة فى الكون , وانما لغز تماسك المجرات فى دورانها , فكتلة كل مجرة اقل بكثير مما ينبغى ان تكون عليه , لتفسير حركة دوران ملايين النجوم فى الازرع حول قرص ومركز المجرة , والا انفرطت فى الفضاء الواسع كما ان العثور على هذه المادة سوف يفسر لنا تركيب الكون المنظور , ولغز الفراغات الهائلة الخالية من اى مادة , وسر تكتل المجرات ومجموعات المجرات معا , وطبيعة مناطق الجذب العظمى المجهولة , والتى تشد اليها الاف المجرات رغم انها خالية من اى مادة , ولا احد يعرف مما تتكون هذه المادة القاتمة .
البعض يقول انها باردة الى الحد الذى لا تطلق معه اى اشاعات او اضواء يمكن رصدها مثل النجوم والمجرات التى تموج بالتفاعلات النووية , ومصطلح جسيمات باردة فى علم الفيزياء يعنى انها جسيمات بطيئة الحركة , فاذا كانت كذلك فلا يمكنها بالتالى جمع ملايين النجوم فى مجرات , وجمع الاف المجرات فى مجموعات وتجمعات ضخمة .
اما اذا كانت هذه المادة القاتمة ساخنة اى ان جسيماتها سريعة الحركة , فانها حقا سوف تقوم بالمهمة , وسوف يتولد عنها جاذبية كبيرة تشد النجوم داخل المجرات , وتعمل على توازن الكون , ولكننا بالتالى سوف نكتشفها بما يخرج منها من اشعاعات وحرارة , وهذا لم يحدث .
اقترح بعض العلماء للخروج من هذا المأزق وجود جسيمات من نوع جديد تدخل فى تركيب هذه المادة القاتمة باسم (الجسيمات الثقيلة لتبادل الفعل الضعيف) ولكنها لم تكتشف بعد بكافة الاجهزة المتاحة , واقترح البعض الاخر انها قد تكون نوعا من الاربطة الكونية وهى نظرية ظهرت فى اوائل الثمانيناات تشبه الى حد ما الاشرطة الطويلة للحمض النووى والتى تحمل العوامل الوراثية للجنس البشرى داخل كل خلية . فهذه الاربطة او الاشرطة الكونية تربط ايضا بين المجرات فى الكون , وبين النجوم داخل المجرات , وتحمل الاوامر الكونية . وهى نظرية مقبولة ولكن لم يستدل عليها حتى الان .
ودرج العلماء منذ ذلك فى البحث عن اشياء غير مألوفة لنا , قد تدخل فى تركيب المادة القاتمة , وهكذا ظهرت نظرية الثقوب البيضاء فى اوائل الثمانينات ايضا , باعتبار ان فى قلب كل مجرة ثقبا ابيض ذا كثافة عالية جدا يعمل على مد المجرة بالمادة . ولكننا لا نراها او نلاحظها مثل الثقوب السوداء خاصة الاشعاعات العارمة التى تنطلق عن حافتها عند ابتلاعها لنجم عملاق مجاور . فنظرية الثقوب البيضاء لا يمكن ان نراها او نلاحظها لان كثافتها لا نهائية تأسر الضوء , ولكنها تمد المجرة بالتوازن والاستقرار والجاذبية اللازمة للاحتفاظ بالنجوم فى مجالها . ولكن هناك مشكلة ايضا فالنظرية لم تشرح لنا كيف تكونت مثل هذه الثقوب , فضلا على انها لم تكتشف بعد , وهناك اقتراحات كثيرة ولكن المهم فى النهاية ما يتم رصده واكتشافه .
الكون ذلك المجهول - جلال عبد الفتاح ص145:146
" ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" الكهف
gy. hglh]m hgrhjlm tn hg;,k
المفضلات