أبداً لم يؤمنوا
كنت كلما شاهدت الساحر في البرامج التلفزيونية عندما كنت صغيراً . أتساءل لماذا كل ساحر يمسك في يده عصا يشير بها ويستخدمها للقيام بسحره .. ولما بدأت أقرأ القرآن وأحاول أن أتدبره .. أدركت أن اليهود وهم صانعي الميديا أنهم هم من أسسوا لهذا الفهم
فها هي عصا موسى يلقيها فتتحول لثعبان ويشير بها للبحر فينفلق لنصفين .. فتأكدت أن هؤلاء أبداً لم يؤمنوا بالله ولا بأن موسى نبي مرسل من الله
بل هم يظنون ( بل ومازالوا حتى اليوم ) أن هؤلاء ما هم إلا سحرة .. واقرأوا هذا الخبر المنشور في شهر يونية 2011 لتعلموا أنهم مازالوا يسمونها عصا سحرية
"اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم انه سيبدأ قريبا في اجراء اختبارات لتجربة نظام دفاعي جديد لاعتراض الصواريخ اسماه "العصا السحرية" والذي سيدخل الخدمة في هذا الجيش قريبا"
نعم هذه هي حقيقتهم ... وقد وتأكد لي ذلك بسبب هذه الآية في سورة القصص
فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) – القصص
فهاهم يكفرون بما جاء به موسى ويعتبرونه سحراً والدليل على أن هذا هو فكرهم حتى الآن .. هو انتقال فكرة العصا والساحر في العصر الحديث كما سبق ورأينا
ومنذ مجيء موسى لهم فقد أغلظوا له القول في كل مناسبة ..
فمنذ أن ألقى السحرة حبالهم وعصيهم وسحروا اعين الناس بما فيهم اليهود والمصريين وموسى .. ثم ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون .. ومنذ تلك اللحظة واليهود يظنون في موسى وأخاه أنهما ساحران ( وقد قيل في تفسير ساحران تظاهرا أنهما قصدا بذلك موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم )
وأما السحرة المصريين أنفسهم فقد آمنوا على الفور وخروا ساجدين وقالوا آمنا برب موسى وهارون .. فهم وحدهم يمكنهم التفريق بين السحر وبين الحقيقة أما اليهود فظل الشك يراودهم حتى يومنا هذا ... ثم إنهم وفي كل مناسبة يقرعون موسى عليه السلام ويظهرون عدم الاحترام
وقالوا له ما أتيت لنا بشيء فقد أوذينا من قبل مجيئك ومن بعد مجيئك .. فهم دائماً في شك من نبوته بالرغم من رؤيتهم للضربات التي ضرب الله بها أهل مصر من الضفادع والدم والطوفان والجراد والقمل .. فظنوا هم أيضا ان هذا هو سحر موسى ... ولما عاد فرعون يقتل أبناءهم ويستحيي نسائهم قالوا
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) – الأعراف
والدليل هو كفرهم بمجرد أن أنجاهم الله وعبر بهم موسى البحر ورؤيتهم لفرعون وجنوده يغرقون .. ( وسبحان الله فربما لو كانت جثة فرعون لم تظهر بعد غرقه لظنوا هم قبل الناس أن فرعون لم يمت وانه ذهب إلى السماء) ...
وهذا يعني أنهم لو كانوا آمنوا بان موسى ليس بساحر .. لما كفروا بهذه السرعة وطلبوا ان يكون لهم إله وعبدوا العجل ...
بل هم قد كفروا كلما آتتهم الفرصة لذلك فعبدوا العجل تارة وتارة أخرى عبدوا بعلاً وقتلوا الأنبياء وحرفوا في كتابهم وأضلوا الأمم حولهم .. وقد تعجب من سرعه كفرهم موسى عليه السلام .. لكنهم في الأساس لم يكونوا مؤمنين بل مازالوا يعتقدون بأنه ساحر ...
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (86)
hgdi,] ,hguwh hgspvdm
المفضلات