أخي الباحث ، بغض النظر عما أوردته الجزيرة ، فنظرية التطور تفترض أن التنوع الحيوي للكائنات يتم من داخل الظاهرة الحيوية بعيدا عن اليد الإلهية أي وفق آلية حيوية هي الانتخاب الطببيعي ، و بالتالي لا نحتاج إلى إله يدير عملية الخلق لأن هناك بديلا عنه هو القوة الخالقة الموجودة في الانتخاب الطبيعي ، أي افتراض قوة ميتافيزيقية أخرى تحرك الحياة سواء كان هذا الافتراض معلنا أم لم يكن من قبل أصحاب النظرية ، لكنه متضمن في مقولة التطور . و مع أن طرحك يقوم على وجود إله خالق بائن من خلقه ، خلق الخلق ، ثم ترك ما تولّد من تنوع حيوي إلى آلية التطور ذاتها لا يفهم منه إلا القول بوجود إرادة أخرى خالقة ، لأنها تتصرف وحدها بعيدا عن إرادة الخالق ، و هو طرح كما سبق أن قلت لك يتناقض مع نفسه لأنه يفترض مبدأين خالقين . و هذا يذكرني بما ذهب إليه بعض فلاسفة المسلمين كالفارابي من القول إن الله يعلم الكليات و لا يعلم الجزئيات ، فعندك أن الله خلق الكليات من الأجناس و كفّ يده عن الأنواع و الفصائل المتولدة من ذلك . و هو أمر لا يصح في العقيدة الإسلامية ، فكل شيء مما خلق الله مما نعلم و لا نعلم هو بعلم الله و إرادته و حكمته .
المفضلات