إن الأطفال الحسّاسين، في سنوات طفولتهم الأولى حين يكونون مملوؤن حيوية وانتباهاً وحبّاً لتعلّم كل شيء أشبه ما يكونون بإسفنجة.
قد تظنّ أنه يلعب فحسب لكن طفلك مفتوح العينين ومشنّف الأذنين وينتبه لكل ما يجري من حوله لذلك عليك أن تنتبّه لكل ما تقوله.
أعتقد أنك تفهم هذا الأمر لكن دعنا ننظر إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة: هل تقبل أن تعرّض طفلك لموسيقى صاخبة
أم تظنّ أن هذا النوع من الموسيقى قد يؤذي سمعه؟ والأمر سيّان بالنسبة للكلام الذي ينطق به أمام الطفل.
لا بد أنك تعرف أن بإمكانك أنت كراشد أن تلتقط أطراف الأحاديث التي تجري من حولك. يمكنك أن تسمع أحاديث المكتب مثلاً. وكذلك يفعل طفلك.
ومع أنه قد لا يفهم كل الكلمات، إلا أن فمه الصغير سوف يحاول أن يكررها، لذلك من الضروري أن تنتبه للكلام الذي تقوله.
لعلك تعتقد أن الطفل أصغر من أن يفهم الكلام لكن تجربتي تؤكد أن الأطفال الحسّاسين يمكنهم أن يفهموا أكثر بكثير مما نعتقد. أذكر أن إبني كان صغيراً جداً
حين كان يفهم بالكامل ما كنت أقوله له. أدركت أنه يفهم من النظرة التي ارتسمت على وجهه. ولم يكن بعد يستطيع أن يجري معي محادثة كاملة.
أعتقد أنه من الضروري أن نعتمد نحن أنفسنا السلوك الذي نريد أولادنا أن يتقيّدوا به. فإذا كان كلامنا نابياً كذلك سيكون حديث أولادنا.
سيستعملون الكلمات التي يسمعونها، وبخاصة تلك التي يسمعونها كثيراً في المنزل.
قد يكون من الممتع أن تعلّم طفلك كلمات مضحكة مكان تلك الألفاظ النابية التي يمكن أن يكون قد تعلّمها. يمكنك مثلاً أن تستبدل كلمة "غبي" بكلمة "بطّيخة".
هذه الكلمة ستضحكه وهي أفضل من قول الكلمة النابية.
أما إذا كان ضيوفك غير قادرين على التحكّم بألفاظهم أمام أولادك
فحوّل ذلك إلى تجربة تعلّم لكي تخبرهم عن الكلام الذي يفترض بهم عدم تكراره وتشرح لهم السبب!
لعلك تحاول عدم تعريض طفلك للكلام البذيء الذي مصدره التلفزيون أو الأفلام أو حتى الكتب.
لكن الأهم هو أن تراقب لسانك أنت وتطلب من أصدقاءك أن يفعلوا كذلك عندما يكون طفلك موجوداً معكم.
ولا تنسَ أبداً القاعدة الذهبية الخاصة بتربية الأولاد وهي أن تقول ما تعنيه وتعني ما تقوله. إنهم يتعلمون كثيراً من تلك القاعدة حقاً!
م/نhkjfi g;ghl; tH,gh]; dslu,k
المفضلات