,و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أسألك إذاً أن تحضر لي الدليل أن إبن القيم يتكلم هنا عن الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله و بالأسلام و لا يقصد المسلم العاصي!
و حتى هنا أرى تناقض في موقفك!
كيف يمنع الله الترحم على الكفار في حين أن نفس هؤلاء الكفار سيدخلون الجنة في نهاية الأمر مع المسلمين و لا فرق برحمة الله التي وسعت كل شيء حسب قولك؟
و بالنسبة لمسألة تأبيد الخلود للكافرين في الآيات التي أوردتها ، يرد عليها ابن القيم بما يأتي :
" انه سبحانه و تعالى أوجب الخلود على معاصي الكبائر و قيده بالتأبيد و لم يناف ذلك انقطاعه و انتهاءه فمنها قوله تعالى: " و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما " .و منها قول النبي : " من قتل نفسا بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " و هو حديث صحيح . و كذلك قوله في الحديث الآخر في قاتل نفسه " فيقول الله تبارك و تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " و أبلغ من هذا قوله تعالى : "و من يعص الله و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها أبدا " . فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه . فلو يعلم الكافر بكل ما عنده من الرحمة لما يئس من رحمته كما في صحيح البخاري عنه خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة و قال في آخره فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم يياس من الجنة و لو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار." .
تحياتي و تقديري .
يا أخي الله يهدينا و يهديك ركز قليلاً!
أنت نفسك عندما وضعت كلام إبن القيم و الآيات التي إستشهد بها ليس فيها "كافر"
أين أهل الكبائر هنا و أين القاتل هنا؟
الآيات تتكلم هنا عن الكافر الكافر!
قال الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) سورة النساء /169
و : (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(65)) سورة الأحزاب
مرة أخرى:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ
و هل القاتل أو مرتكب الكبيرة المسلم يتم وضعه في خانة الكافر المشرك بالله؟
حسب مذهب أهل السنة و الجماعة مرتكبي الكبائر تحت مشيئة الله فإن شاء غفر لهم و إن شاء عذبهم و هذه ليست نقطة إختلافنا!
الله يقول الكافر مُخلد في النار أبدا!
كيف ستحل هذه الورطة و أنت تقول أنهم سيخرجون برحمة الله التي وسعت كل شيء بعد فناء النار؟
بارك الله فيك.
المفضلات