المدخل للعهد الجديد الغير مقدس
يتكون العهد الجديد من 27 سفراً لبعض الكنائس و35 سفرا لكنائس أخرى مثل كنيسة الحبشة ، ولم يطلق عليهم لقب “العهد الجديد” إلا في النص الثاني من القرن الثاني .
.
العهد القديم كان هو الكتاب المقدس عند المسيحيين الأوائل لمدة لا تقل عن 120 عام .. فلا أحد كان يعرف أن هناك أناجيل أو كتابات رسل … فكان مرجع المسيحيين الأولين هو العهد القديم وهو مرجع مكتوب والمرجع الثاني هو (الرب) وهي تسمية اطلقت على تعاليم منسوبة للمسيح وأقوال الرسل وكلها منقولة شفهياً دون سند حقيقي يؤكد صحتها … (الدليل)
.
بث الرعب في قلوب المسيحين الأوائل بعد وفاة اخر الرسل خوفا من ضياع ونسيان تعاليمهم وتعاليم يسوع فطالبوا بإنشاء مجموعة جديدة من الأسفار المقدسة … (الدليل)
.
في ذلك الوقت كانت الكتابات البولسية مكتوبة ولكن في حين أن التقليد الإنجيلي كان لا يزال في معظمة متناقلاً على ألسنة الناس دون وجود سند يؤكد صحته .
.
رغم كل ذلك فليس هناك قبل القرن الثاني أي شهادة تثبت أن كتابات بولس كانت تُعد أسفاراً مقدسة لها من الشأن ما للكتاب المقدس ولا يظهر شأن للأناجيل طوال هذه المدة ظهوراً واضحاً. وليس هناك قبل السنة 140 ميلادي أي شهادة تثبت ان الناس عرفوا مجموعة من النصوص الأنجيلية المكتوبة… (الدليل)
.
ظهر مرقيون (140-160) “هرطقي” فنبذ العهد القديم مطالباً تزويد الكنيسة بأسفار جديدة ولكن بقى أن يوضح محتوى هذه الأسفار الجديدة… (الدليل)
.
رسائل بولس ما كانت ضمن عقيدة الكنيسة ولكن حين غلب على الكنيسة الحاجة لأسفار مقدسة جديدة بدأت الكنيسة في إدخال هذه الرسائل للحشو فقط … (الدليل)
.
ما بين سنة 150 إلى سنة 200 تم اعتبار سفر أعمال الرسل كتاب قانوني وقد عده ايـرينــاوس أسقف ليون سفر مقدساً وهو الذي استشهد به على أن لوقا هو كاتبه .. أين الدليل أين المنطق أي الوحي أين الروح القدس أين .. أين ؟.. (الدليل)
.
الأناجيل التي ما كان أحد يعرف عنها شيء أصبحت ضمن الخطة الموضوعة لعمل أسفار مقدسة مثل اسفار اليهود ، فتداولتها الكنيسة .. وكان من اهم القواعد التي يتم من خلالها اختيار الأسفار الجديدة هي ان هذه الأسفار يجب أن تتوافق مع الفكر اللاهوتي الذي ستأسس الكنيسة من خلالها عقيدتها .. فالعقيدة اللاهوتية لم تتبع إلا بعد اخيار الأسفار المناسبة لذلك .
.
طبقاً لفكر الكنيسة استهوى رجال الكهنوت رسائل بولس الثلاثة عشر وسفر الأعمال ورسالة بطرس الأولى ورسالة يوحنا الأولى
.
لكن المشاكل تزايدت حول الرسالة إلى العبرانيين ورسالة بطرس الثانية ورسالة يعقوب ويهوذا حيث شككوا فيهم وفي قانونيتهم .. كما أن مؤلف هرماس وعنوانه “الراعي” وللديداكي ورسالة اقليمضس الأولى ورسالة برنابا ورؤيا بطرس كانوا ضمن العهد الجديد في المسيحية الأولى إلا أن الأهواء تدخلت فاعتبروهم كتب غير قانونية .. (الدليل)
.
كانت الرسالة إلى العبرانيين ورؤيا يوحنا موضوع أشد المنازعات في المسيحية الأولى .. وقد أنكرت صحة نسبتهما إلى الرسل انكارا شديدا مدة طويلة .. فانكرت في الغرب صحة الرسالة إلى العبرانيين وفي الشرق صحة الرؤيا ولم تقبل رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا.. لكن تم إعداد قانون كنسي أجبر الجميع على مضمون العهد الجديد كما هو عليه الآن … فما هي القاعدة أو ما هو القانون المنظم لذلك أو ما هي الفكرة أو ما هو السند الصحيح الذي يحدد الأسفار ؟ لا يوجد … (الدليل) .
.
رسمت الكنيسة فكر لاهوتي وأي كتابات تخالف هذا الفكر وقعت تحت مُسمى (كتابات منحولة) .. ففي القرن الثاني والثالث كانت هنا مؤلفات لا تحتوي على قصة الصلب وإنكارها وعبادة الله دون تطرق لعقيدة المثلث المزعوم .. لكن هذه الكتب لم تنال رضى القائمين على الكنيسة لأنها تُفسد فكرهم اللاهوتي الفاسد … المضحك أنهم اطلقوا على هذه الكتب :- مؤلفات سخيفة .
.
ولا يسعنا إلا أن نوجه سؤال للكنيسة قائلين لها :- ما هي الأسفار القانونية التي استندت عليها الكنيسة في تحديد أعياد مريم من احتفالات وصيام {عيد ميلاد العذراء ، عيد دخولها الهيكل ، عيد نياحة العذراء ،عيد صعود جسدها إلى السماء ، صوم العذراء مريم ، .. إلخ} ؟… إنه التحدي .
.
ملحوظة :- السنكسار المصري يخالف الأثيوبي .. وهكذا .
.
تهلل الكنيسة وأتباعها بأنهم يملكون عشرات الألوف من المخطوطات التي تثبت صحة العهد الجديد الذي بين أيديهم الآن .. ولكن الحقيقة المُرة التي تناسوا ذكرها هي ان هذه المخطوطات ليس بها مخطوطة واحدة بقلم المؤلف المنسوبة إليه .. بل كله ضااااااع على حد قولهم .. إلا أنه لا يوجد سند قانوني واحد يؤكد بأن الكنيسة الأولى أستلمت أصول محتوى العهد الجديد بقلم المؤلفين .
.
فمخطوطات العهد الجديد الحالية هي نسخ من نسخ النسخ وأهم هذه المخطوطات وأكملها هما
1) المجلد الفاتيكاني
2) المجلد السينائي
.
المصيبة الكبرى والتي تفضح العهد الجديد هي أن ” المجلد الفاتيكاني” نسخ سيئة وغير واضحة المعالم ولكن الكارثة الكبري هي ان هذا المجلد لا يحتوي على [الرسالة إلى العبرانيين 9/14 - 25/13 والرسالتين الأولى والثانية إلى طيموتاس والرسالة إلى طيطس والرسالة إلى فيلمون والرؤيا] وقد يكون ذلك علامة نستشف منها أن الأولين ما كانوا يؤمنوا بهذه النصوص الغير موجودة بـ ” المجلد الفاتيكاني “، وألطف معلومة يمكن أن نقرأها هي أن ” المجلد الفاتيكاني ” مجهولة المصدر .
.
الداهية الأخرى وهو ” المجلد السينائي ” وقد عثر على هذا المجلد في دير “القديسة كاترينا” ومحفوظة الآن في المتحف البريطاني بلندن .. في هذا المجلد نجد أنه يحتوي على العهد الجديد و الأسفار التي كانت ضمن العهد الجديد في عهد الكنيسة الأولى وهم “رسالة برنابا” و”الراعي” لهرماس … وقد يكون ذلك علامة نستشف منها أن الأولين كانوا يؤمنوا بأن “رسالة برنابا” و”الراعي” لهرماس هي كتب قانونية مقدسة .
.
إن نسخ أو مخطوطات العهد الجديد التي تتفاخر بها الكنيسة وبعددها ليست كلها متطابقة ومن السهل جدا على المرء أن يرى فوارق مختلفة الأهمية وعددها كبير جداً ، وهذه الفوارق تنقسم إلى أخطاء في قواعد الصرف والنحو والألفاظ وترتيب الكلام ، وهناك أيضا كوارث في وجود فوارق تتناول معنى فقرات برمتها … (الدليل)
.
ولو قرأنا معني كلمة “تحريف” سنكتشف تطابق المعنى على ما نبينه للقارئ الآن .. لأن الفوارق التي نتج عنها كل هذه المصائب بالعهد الجديد سببها أمران :-
.
أولهما :- هو أن المسيحيين الأوائل كان لهم كاتب مقدس مختلف عن ما هو عليه الآن ، فمؤلف هرماس وعنوانه “الراعي” وللديداكي ورسالة اقليمضس الأولى ورسالة برنابا ورؤيا بطرس كانوا ضمن العهد الجديد في المسيحية الأولى إلا أن الأهواء تدخلت فاعتبروهم كتب غير قانونية… (الدليل)
.
ثانيها :- أن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نُسخ طوال قرون كثيرة بيد نُساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من الخطئ .. وقد حاول بعض النُساخ تصحيح بعض الكلمات والجمل والسطور والآيات والتي بدا لهم أنها تحتوي على أخطاء أو قلة دقيقة في التعبير اللاهوتي فزادوا الطين بلة فادخلوا للنص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ .(- ابتسامة -)
.
هناك ايضا مخطوطات لا تتحدث الكنيسة عنها وهي مخطوطات فربر ومخطوطات بيزا وهما من القرن الخامس .. حيث أن مخطوطة بيزا لا تحتوي إلا على الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل فقط ولا وجود رسائل بولس يوحنا وبطرس أو حتى رؤيا يوحنا ، المصيبة أن سفر أعمال الرسل بموخطوطة بيزا ليس هو نفس سفر أعمال الرسل الذي تؤمن به الكنيسة .. كما أن مخطوطة فربر لا تحتوي إلا على الأناجيل الأربعة فقط .. اضغط هنا
.
لم يتوقف كل هذا الفساد إلى هذا الحد ففي شعائر العبادة تستعمل الكثير من فقرات العهد الجديد ولكن للأسف تم إدخال بعض زخارف غايتها تجميل الطقس بتوفيق نصوص مختلفة لتساعد على التلاوة بصوت عالي ولكنهك تناسوا بأن كل هذا العبث من حذف وإضافة وتعديل وتغيير هو التحريف بمعناه الحقيقي
.
من الواضح أن ما أدخله النُساخ من التبديل على مر العصور تراكم على بعضه الآخر فانتهى إلى النص الحالي الذي بين أيدينا الآن يحمل ألوان شتى من التبديل والتي ظهرت في عدد كبير من القراءات.
.
إن علماء نقض النصوص وما تلاه من النقد الباطني والنقد الخارجي توصلوا إلى نتائج مذهلة حيث بوسعهم اليوم إعداد نص للعهد الجديد نصا مثبتاً اثباتاً حسناً ولكن العقبة التي أصبحت تهدد هذا المشروع هو تأكدهم ظهور أكتشافات جديدة لمخطوطات قد يختلف مضمونها عن ما توصلوا إليه وبذلك سيضطرهم لإلغاء كل ما تم التوصل إليه وإعادة المشروع من نقطة الصفر مرة اخرى ، فتوقف المشروع…. (الدليل)
.
إن الناظر للأناجيل الأربعة يتأكد بأنها عبارة عن قصص ضمن مصنفات أدبية أخذت ليتم تحويلها إلى كتب موحى بها من الله كتبها أشخاص محسوبين من جهال العالم (1كور1:27) .. والجاهل كعادته ينشر حماقات فقط (أمثال13:16) .
.
إن هذه القصص المدونة من أربعة كتب (متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا) هي أحلام ابتكرها هؤلاء الجهال فمنها قصص تدور حول الدجل والشعوذة حيث أن الأناجيل الأربعة ليس لها حدوتة إلا أن يسوع كان يخرج الشياطين من اجساد الناس ويكلمهم حتى وصل الأمر إلى أن هناك قصة تحكي علاقة استمرت اربعين يوم وليلة بين يسوع والشيطان .. والمثل يقول :- من عاشر القوم اربعين يوما صار منهم .
.
إن ثلث مضمون هذا القصص الأربعة (متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا) تتحدث عن رواية الصلب والقيامة ، والثلث الثاني قصص في الدجل والشعوذة بإخراج الشياطين وشرب وعمل الخمور والثلث الثالث في الأنساب للصق يسوع بثمرة صلب داود علماً بأن ولادته بتولية ومحال ان يكون يسوع من ثمرة صلب داود ولا يوجد نص تشريعي ينسب يسوع لداود .
.
وهنا تواجه الكنيسة مشكلة وهي :- إن كانت أول الوثائق المسيحية كتبت بعد حياة يسوع بثلاثين عاما فكيف نستوثق بأنها مدونات تاريخية صحيحة علماً بأنه لا توجد أي كتابات محايدة تؤكد أي قصة من القصص المذكورة بالأناجيل الأربعة ؟، كما أن الكثير من هذه القصص كتبها أشخاص غير التلاميذ الأصليين الذين عاشوا مع يسوع ، فبولس لم ير يسوع بالجسد والقصة التي ذكرها بولس بأنه رأى يسوع برؤيا وهو ذاهب لدمشق هي قصة وهمية تظهر من خلالها تضارب الأحداث من رسالة إلى رسالة وليس هناك دليل واحد قوي يؤكد صدقها ، كما أن بولس حين تظاهر بأنه حامل لواء المسيحية ارسلت كنيسة كورنثوس تستفسر منه عن ستة مشاكل تواجه الكنيسة مثل ما ذبح للأصنام ومشكلة الأرامل والعذارى والزواج ومشكلة رفع الدعوى امام القضاء الخارجي ومشكلة المواهب وتعددها ومشكلة رجل إعتدى على زوجة أبيه وغير ذلك .. وهذا ما دفع بولس أن يكتب لهم عن احكام المسيحية في ذلك رغم ان المسيحية تفتقد أحكام تنظم حياة البشر بعد أن حررهم يسوع من الناموس الموسوي (الدليل)… كما ان مرقس رأى يسوع ولكن على فترات متقطعة وبطرس ويوحنا عديمي العلم ( أعمال الرسل 4: 13)، فكيف إذن يمكن لعاقل أن يضع ثقته في كتب مشكوك في صحتها وتفقد المصداقية ؟ وكيف يمكن أن نثق في زكريات اختزنها أفراد من جهال العالم (1كور1:27) في عقولهم ثم تم تدوينها بعد ثلاثون عاماً ؟ فالأمر مختلف تماما في القرون الأولى لأن العالم لم يكن لديه غير الأصوات والذكريات البشرية لتدوين قصص خاصة بهم ولم يراه غيرهم مثل غسل الأرجل والعشاء الأخير ومقابلة يسوع بموسى وإيليا ناهيك على أن كتب المؤرخين لم تذكر أي حدث من الأحداث والقصص المذكورة في الأناجيل الأربعة .. كما أن الفترة بين رفع المسيح والتدوين تعرض الناس للشيخوخة والعلم يؤكد بأن التقدم في العمر يقلل من مرونة الذاكرة.
.
وقد ذكر القمص حبيب سعيد في كتابه “المدخل إلى الكتاب المقدس” بأن المسيحيين المصريين في القرن الثاني لم يروا ملائماً تخزين قصص وأحداث وأقوال يسوع في ذاكرتهم خافوا من النسيان والضياع فكانوا يسجلون القصص والأقوال كتابياً .. وهذا يؤكد بأنه من الطبيعي جدا أن النسيان طغى على كل الكتابات والرسالات والأسفار التي كتبت بعد رفع المسيح بثلاثون عاماً وإلا لما كتب المصريين تعاليم نقلها لهم الأخرين ….. (الدليل)
.
إن كل ما يقال عن العهد الجديد من معلومات حول تدوين الأناجيل والرسائل والأسفار من خلال العمل الكهنوتي نابع من التخمين والتخاريف لأنه لا توجد ادلة تسترشد بها الكنيسة حول تدوين هذه الكتب لذلك أعتمدت الكنيسة على التخمين وطالما بدأنا نُخمن فإذن ظهرت التخاريف وخلق قصص وهمية تصلح لتكون ضمن موسوعة ألف ليلة وليلة.. (الدليل). .
.
ظن المسيحيون بأن العهد الجديد مدون طبقا للوحي الإلهي ولكن حقيقة الأمر وكما ذكرها رجال الكهنوت ومنهم (حبيب سعيد) هو أن تلاميذ يسوع سجلوا أحداث وأقوال يسوع لأستعمالهم الشخصي ولم يفكر تلميذ واحد بأن يدون الأحداث مكتوبة ليسلمها لمن يخلفه أي للأجيال القادمة … وهذا إعلان غير مباشر بأن أسفار العهد الجديد بلا وحي وبلا إلهام إلهي … (الدليل)
.
فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد قاموس الكتاب المقدس شرح لإنجيل مرقس قائلاً بأن المصدر الذي اشتقت منه مادة إنجيل مرقس متعددة حيث أن مرقس انتهز الفرصة وحاول التعرف على أقوال يسوع من بعض شهود العيان ومن بطرس ومن الرسول بولس ومن بعض التلاميذ ومن أفراد الكنيسة الأولى ، وقال ايـريـنـيـوس أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلاً: “بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما (أو خروجهما) سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس“.. وهذا يؤكد بأن بطرس هو المصدر الأصلي بل إنجيل مرقس هو ملخص ما نادى به بطرس .. فكون مرقس اقتبس بشارته من بطرس فهذا يعني بأن بطرس هوالمؤسس الأصلي لكنيسة الإسكندرية . (الدليل) .
.
ويؤكد ذلك أن العلماء أكتشفوا تشابهات بين إنجيل متى ولوقا وهذه التشابهات أطلقوا عليها حرف (Q)
وقد اتفق أغلب العلماء على أن المواد المشار إليها بحرف (كيو) هي فقرات مأخوذة من وثيقة قديمة أشبه بكتاب جدلي كان يستعين به المعلمون المسيحيون .. وقد عُنيت مشتملات هذه الوثيقة بإجابة بعض الأسئلة التي واجهها المعلمون الأولون … (الدليل)
.
بعد أن اعتمد مجلس نيقية عام 325 ألوهية المسيح على يد الامبراطور قسطنطين الوثني وظهور ديانة جديدة الأسم أطلق عليه (المسيحية) وأصبح في ذلك الوقت ألوهية المسيح هي العقيدة الرسمية للكنيسة (الدليل) ، بدأت الكنيسة إعداد الكتب الذي توافق هذه العقيدة وقد انهى القمص صموئيل يوسف أي جدال حول العهد الجديد فأكد في كتابه (المدخل إلى العهد القديم) ص 17 -18 بأن العهد الجديد استغرق أربعة قرون حتى ظهر بصورته الحالية التي بين أيدينا الآن (الدليل).. يا للهول
.
فنلخص الآن بأن أصل العهد الجديد هو تجميع لبعض أقوال يسوع التي خطها تلاميذ يسوع لاستخدامهم الشخصي وايضا كلمات مأخوذة من وثيقة قديمة أشبه بكتاب جدلي كان يستخدمه المعلمون الأوائل في الرد على الأسئلة .. ولم يظهر العهد الجديد على صورته الحالية إلا في القرن الرابع الميلادي
.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :- لمن كٌتبت الأناجيل الأربعة ؟
.
يرد القمص حبيب سعيد في كتابه “المدخل إلى الكتاب المقدس” :- أن بشارة مرقس كتبت لجماعة من الرومان بصفة خاصة ، وبشارة لوقا كتبها لمواطن روماني يدعى ثاوفيلس ، وبشارة متى كتبها لليهود علماً بأن بشارتي لوقا ومتى تشملان كل ما ورد في بشارة مرقس الذي سبقهم .. وإنجيل يوحنا كتب لليونانيين مستخدماً كلمة (لوغس) ليخاطبهم بالطريقة المقبولة لديهم .(الدليل)
.
فنرى من كل هذا أن كل بشارة من بشائر الإنجيل كُتبت لغرض خاص ولجماعة من الناس خاصة بها الكاتب وهو يؤلف قصته .. لذلك إنجيل مرقس غير صالح لمخاطبة اليهود أو اليونانين .. وإنجيل متى أو لوقا ليسا صالحان لمخاطبة اليونانيين ، وإنجيل يوحنا غير صالح لمخاطبة اليهود أو الرومان … وهذا يؤكد بأن الأناجيل الأربعة غير صالحة لمخاطبة البشرية جمعاء لأن لكل أمة طريقة خاصة مقبولة لها .(الدليل)
.
لذلك عجزت المسيحية في مخاطبة العرب والهنود وجنوب شرق آسيا .. إلخ ، وعلى الرغم من أن بشارة متى مؤلفة بشكل مقبول لليهود إلا أن اليهود رفضوا هذه العقيدة لأن لليهود صلة بالسماء ولكن اليونانين لهم صلة بالشيطان والعبادة الوثنية .. لذلك نجحت المسيحية في مخاطبة اليونانيين والرومان لأن العقيدة المسيحية تأثرت وامتزجت بالعقيدة الهلينية فكان من السهل جداً قبول مثل هذه العقيدة ودمجها مع عقائدهم لتخرج لنا ديانة جديدة اسمها المسيحية … (الدليل 1) … (الدليل 2)
.
هناك ملاحظة في العهد الجديد غريبة عن العهد القديم وهي أن العهد القديم ذكر سلسلة أنساب الأنبياء بما فيهم كتبة الأسفار إلا أن كتبة العهد الجديد لا نعرف عنهم شيء (مجهولين) وليس لهم سلسلة أنساب إلا أنهم منسوبين لتلاميذ يسوع .. من هم ؟ ما هي سلسلة نسبهم ؟ لا يوجد رد .
.
وقد أكدت دار الثقافة المسيحية في كتابها “المدخل إلى العهد الجديد” أن المسيح بريء من العهد الجديد ولا يعرف عنه شيء بل المسؤول الأول والأخير عنه هم المسيحيون حيث أن العهد الجديد كتاب نشأ في وسط الكنيسة وبواسطتها ومن اجلها ، وقد تؤمن الكنيسة بأنه كتاب موحى به من الله ولكنها في نفس الوقت تؤمن بأنه كتاب كتب بواسطة أناس متعددي المواهب والتفكير والثقافة … وكشف عنهم بولس وأكد بأنهم جهال العالم (1 كور1: 27)، وسفر أعمال الرسل أكدت بأنهم عديمي العلم ولا يعرفون القراءة والكتابة (أعمال الرسل 4: 13) .. فما هي الثقافة وما هو العلم وما هو التفكير وما هي الحكمة التي يمكن أن نستمدها من أناس بهذا الشكل؟ … المهم أن الواجب علينا توجيه الشكر لسفر أعمال الرسل ولبولس على هذه المعلموات القيمة … (الدليل)
.
قد تكون المسيحية ديانة جديدة ولكنها نتاج عصر ولدت ونشأت فيه فتأثرت سلبياً بديانات هذا العصر واقتبست كل طقوس هذه الديانات الوثنية واطلق عليها “أسرار الكنيسة” كناية عن اسم الديانة التي اقتبس منها الكنيسة هذه الطقوس وهي “الديانة السرية” ، كطقس التطهير من الخطايا والمعمودية والأكل مع الإله ومائدة المقدسة والولادة الجديدة والموت مع الإله
.
وكون أن المسيحية ديانة جديدة فهي اقتبست المعمودية من “الديانة السرية” ولكن آباء الكنيسة مؤسسوا المسيحية احتاروا كيف ستتم تلك المعمودية ! فوجدوا بأن طقوس “عقيدة مثرا” توضح بأن المعمودية يجب ان تكون بالتغطيس والمائدة المقدسة وموت الإله وقيامته والخبز والخمر المقدس، لذلك أصبح من السهل على الكنيسة ان تنتشر وتبني طقوسها من خلال طقوس الأديان الوثنية التي ظهر بنفس البيئة التي ظهرت بها المسيحية فتأثرت بها … (الدليل 1) ، (الدليل 2) . (الدليل 3)
.
الكنيسة أوهمت شعبها بأنه على الرغم من تطابق المسيحية بفكر وعقيدة وطقوس “الديانات السرية” الوثنية تطابق كربوني إلا أن الفارق بينهما ينصب في نقطة واحدة فقط وهي (الحقيقة) .. فتعتقد الكنيسة أن “الديانات السرية” مبنية على الأساطير وأن عقيدة الخلاص لديهم هي عقيدة وهمية مبنية على أسطورة قديمة … اما العقيدة المسيحية والخلاص المسيحي هو حقيقة واقعة وليست اساطير …. تعددت الأسماء والعقيدة واحدة .. (الدليل) ، فأين ذكر المسيح على لسانه أنه الله المتجسد ؟
.
للأسف الكنيسة ايضا تعيش في وهم وعقيدتها مبنية على الأساطير التي اقتبستها من الديانات الوثنية التي ألقت شباكها على المسيحية فاندمجت بها .
.
دعونا الآن نسأل سؤال اخير :- هل العهد الجديد كتاب مقدس ؟
بالطبع لا
.
لماذا ؟
.
قال القمص صموئيل يوسف في كتابه “المدخل إلى العهد القديم” بأن بولس حين تحدث عن الكتب المقدسة فكان يتكلم عن العهد القديم وليس العهد الجديد لأن العهد الجديد في ذلك الوقت ما اكتملت كتابته بعد .. فمات بولس ومات بطرس ومات يوحنا ومات مرقس ومات لوقا والعهد الجديد يا ولداه لم يجد تلميذ واحد ليسوع قدس العهد الجديد كما فعل بولس بالعهد القديم .
.
…
hgl]og Ygn hgui] hg[]d]
المفضلات