تعالوا نعتبر أنفسنا داخل المحكمة ننظر قضية جنائية متهم فيها شخصا ما ومطلوب شاهدين على الأقل أولهم بولس الطرطوسي والثاني هو كاتب سفر أعمال الرسل وأول الأسئلة التي ستواجه بولس هي :- أين كان لحظة وقوع الجريمة ؟…. وبالطبع كلنا نعلم بأن المعلومات التي من المفروض أن تُطرح على المحكمة يجب أن تكون منطقية ولا تكون متناقضة ولديه ما يُثبت صحة اقواله وإلا لفقد المتكلم مصداقيته وأصبح شاهد زور – وحبسه خدمة للمجتمع .
.
هذا هو حال بولس على وجه التحديد ، فبولس عندما يتحدث عن لقائه المفترض مع يسوع كان يناقض نفسه وغير منطقي. لذلك سنقتبس فقط المقاطع التي جلبت التشكيك في مصداقية لقاء بولس مع يسوع ، سنقرأ ونرى تصريحات متناقضة ومن خلالها سنكون على يقين بأن هذا اللقاء بأكمله لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤخذ على محمل الجد، ولا يمكن للمحكمة بأن تحترم أو تقبل أو تستند على كلام المتحدث (بولس) أو الكتاب المنقول عنه (أعمال الرسل).
.
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14
وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!
.
دعونا نتامل هذه القصة التي تكررت ثلاثة مرات، من الذي في النور ؟ ومن سمع ؟ ومن رأى ؟ ومن وقع ؟ ومن الكاذب؟
.
اع-9-3: وفي ذهابه حدث أنه اقترب إلى دمشق فبغتة أبرق حوله نور من السماء4: فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له: ((شاول ، شاول ! لماذا تضطهدني؟))5: فقال : ((من أنت يا سيد؟)) فقال الرب: ((أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس)).6: فقال وهو مرتعد ومتحير: ((يا رب ماذا تريد أن أفعل؟))فقال له الرب: ((قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل)).7: وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا.8: فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا. فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق… نقلا على لسان برنابا
.
اع-22-6: فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم.7: فسقطت على الأرض وسمعت صوتا قائلا لي: شاول شاول لماذا تضطهدني؟8: فأجبت: من أنت يا سيد؟ فقال لي: أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده.9: والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. 10: فقلت: ماذا أفعل يا رب؟ فقال لي الرب: قم واذهب إلى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك أن تفعل. 11: وإذ كنت لا أبصر من أجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت إلى دمشق… نقلا على لسان بولس
.
اع-26-13: رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي. 14 فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتا يكلمني باللغة العبرانية: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس 15: فقلت أنا: من أنت يا سيد؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. 16: ولكن قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر لك به 17: منقذا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم 18: لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين…. نقلا على لسان بولس
.
أولاً :- بولس يؤكد بأن الشيطان يظهر على هيئة ملاك نور ، وبولس ظهر له هذا النور ، كون أن الكنيسة تؤمن بأن هذا النور ليس بشيطان فهذه وجهة نظرها ولا يوجد ما يؤكدها .
.
ثانياً :- في (أعمال 9) من برفقة بولس لم يروا نور ، ولكن في (أعمال 22+26) نظروا النور
.
ثالثاً :- في (أعمال 9) من برفقة بولس كانوا يسمعون الصوت ولكن في (أعمال 22) من برفقة بولس لم يسمعوا شيء … المضحك هو ان أحد المسيحيين يقول بأن [ما جاء بـ (أع 22) المقصود منه بانهم سمعوا ولكنهم لم يفهموا] …. فعلى الرغم من أنها حجة تافهة وتنافي مضمون الفقرات إلا أنه تناسى بأن (أعمال 26) ذكر بأن الكلمات التي سمعها من كانوا برفقة بولس هي باللغة العبرية أي بلغتهم الأصلية .
.
رابعاً :- في أعمال (9 + 22) ذُكر بأن بولس هو الذي سقط على الأرض ، اما في أعمال (26) فقيل بأن بولس ومن معه سقطوا على الأرض
.
خامسا :- في (أعمال 26) نجد أول حوار قاله يسوع لبولس :- [ترفس مناخس] .. لكن في (أعمال 9) يسوع لم يذكر هذه الكلمة إلا في الحوار الثاني .. لكن في (أعمال 22) لم يذكرها يسوع البتة .
.
سادسا :- من خلال (أعمال9:6) طلب يسوع من بولس دخول دمشق وهناك سيقال له ماذا سيفعل .. ولكن في (اعمال 22) نجد يسوع يعلن لبولس ما هو المطلوب منه أن يفعل {أع26(16-18)}.. فهل بولس سيدخل دمشق وما زال لا يعرف المطلوب منه أم أنه علم بالفعل ؟
.
سابعاً :- من خلال (أعمال 9) و(أعمال 22) نكتشف بأن هناك نور عظيم ظهر لبولس ولكل من كان معه ، بولس يقول :- لا أبصر من أجل بهاء ذلك النور[اع 22:11]..العجيب والغلطة الكبرى التي وقع فيها كاتب سفر أعمال الرسل وغفل عنها بولس هي أن بهاء ذلك النور العظيم أصاب بولس بالعمي دون باقي المرافقين .. يقول القس تادرس ملطي :- هذا العمى أمر طبيعي يحدث من شدة بهاء النور الذي لا تستطيع العينان أن تتطلعان إليه، يدعى هذا المرضamaurosis أوgutta serena وهو لا يؤذي العينين، بل يجعلهما عاجزين عن الرؤية(انتهى كلام القس).…. المرافقين أبصروا بهاء هذا النور بنفس القدر الذي أبصر به بولس وبالتالي الطبيعي هو أن العمى يُصيب بولس والذين كانوا معه ولكن المفارقة العجيبة هي أن بولس هو الوحيد الذي أصابه العمى !! ولم يفطن بولس لهذه النقطة لأن طبيعة المجرم هي أن يترك دليل إدانته داخل مسرح الجريمة .
.
ثامناً :- من خلال (أع 9:7) نجد الكاتب يذكر لنا بأن الذين رافقوا بولس سمعوا صوت يخاطب بولس ولم يميزوا الكلمات على الرغم من أن بولس اكد في (أعمال 26:14) أن الحوار دار بين [بولس ويسوع] باللغة العبرية التي هي نفس لغة هؤلاء المرافقين لبولس والذين أُرسلوا معه لنفس المهمة وكانوا من اليهود .
.
اع-9-7: وأما الرجال المسافرون معه
.
سؤالي :- من هؤلاء الرجال المسافرون مع بولس ؟
.
القارئ لهذه القصص المكررة ثلاثة مرات يتأكد بأن هؤلاء الرجال هم أفراد العصابة التي يتزعمها بولس .. فلا نعرف من هؤلاء وأين اختفوا ولكن الإحتمال الوحيد هو أن هؤلاء الرجال هم يهود أرسلهم رئيس الكهنة و(مجمع السنهدرين) مع بولس لمساعدته في تأدية المهمة، وإلا كيف فقد بولس بصره ولم يُصاب واحد منهم بالعمى رغم أنهم أبصروا نفس النور الذي تسبب في فقدان بولس نظره ؟ .. اتفق بولس معهم على هذه الرواية الكاذبة بعد أن طور بولس خطته فتوقف عن اضطهاد المسيحيين ليبدل خطته فبدلا من قتلهم انخرط بداخلهم لإفساد عقيدتهم بداية من قصة وهمية مكنته من أن يكون الرجل الأول في العقيدة المسيحية لتصبح لا مسيحية إلا ببولس .
.
لا شك بأن المحكمة والسادة القضاة سيصدرون قرار بحبس بولس لأنه كاذب ومضلل لكونه شاهد زور .
.
انتهى
vpgm ]lar
المفضلات