تذكير وتنبيه لكل مصري مسلم ضروري تتذكروه دوما .. سأكشف لكم فيه العلاقة الوطيدة بين فرعون الماضي وجنوده وبين فرعون الحاضر وفلوله :
كلنا نعلم ان القرآن الكريم تنزل ليُعمَل به ، لا ليُحنّط في علبة ملونة في شنطة السيارة ، هذا القرآن الذي أكرمكبه ربنا تبارك وتعالى ؛ أمرك فيه بالاعتبار من الأمم السابقة ، لذلك أخبرنا بهم وبأحوالهم ونهايتهم لأن في قصصهم عبرة ، ومن ضمن العِبَر ان ربنا تبارك وتعالى أخبرنا بان كل رسول أرسِل إلى قومه وعشيرته وأقاربه ,, إلا مصر ,, فقد أرسل الله تعالى إليها رسولين في زمان واحد وليس رسولاً واحدا ، ولم يرسلهما إلى قوم أو عشيرة فقط بل أرسلهما أيضاً " لحاكم مصر مباشرة " ,, موسى وهارون عليهما السلام ,, حيث " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)-طه- لماذا فرعون بالذات ؟؟
هذا ما يجيب عنه التاريخ المصري وطبيعة المصريين على مر الأجيال والعصور ,, فصلاح مصر من صلاح حاكمها وفساد مصر من فساد حاكمها
فالمصري دائماً يعشق الاتباع ويخلص فيه
فإن اتبع صالحاً سيخلص له وإن اتبع فاسدا سيخلص أيضاً له.
المصري دائماً يفضل العيش في جماعة ولكن تحت ظل قائد لا يحب أن يعيش بمفرده في معزل أو بدون قيادة ترشده وتوجهه .
المصري تعود أن يكون قائده هو إمامه وقدوته يقلده في كل شئ ويأتمر بأمره ويطيعه ، فقد عاشوا لآلاف السنين يعبدون حاكمهم إلى أن أصبحت جينات المصري تنطق بالاتباع لمن يراه قدوته وزعيمه .
وهذا ما تسير في شوارع مصر وتلمسه في أهلها إلى الآن دون باقي الدول والشعوب وهو البحث الدائم عن الرجل القدوة القائد الزعيم القادر على التحكم في زمام الأمور .
لذلك وبسبب هذه الطبيعة المتأصلة في الشعب المصري والتي راعاها خالق الكون ، أمر الله تعالى رسوليه بالذهاب مباشرة إلى حاكم مصر لأنه إن صلح صلحت الرعية ، وبفساده فسدت الرعية .
لذلك فابحث عن رئيسك الذي تريد أن ترى فيه القدوة لك ولأهلك ولشعب بأكمله يعيش مخلص لراعيه طالما رأى منه الخير , حتى وإن رأى منه الشر فإنه يصبر ويصبر ويصبر ، ولكنه قد يثور عليه كالبحر المائج في الليالي الحالكة فيبتلع قائده كمان ابتلع البحر فرعون موسى بعدما فجر في ظلمه .
- عبرة قرآنية أخرى تخص المصريين يجب أن يعتبروا منها ,, وهي أن الله تبارك وتعالى عندما اراد أن يهلك فرعون ,, لم يهلكه وحده ,, بل أهلك معه جنوده وأغرقهم أجمعين ,, لماذا لم يترك الفلول وكفى بفرعون غريقا ؟
لأنهم أطاعوه بعد أن استخفهم ، واستباحوا بأمره الدماء والأموال والأعراض واستحيوا النساء وكانوا يعاونونه على الإثم والعدوان وسكتوا على ظلمه وطغيانه وعدوانه ولم يتصدوا لجرائمه فازداد إجراما وكفراً وطغيانا ، فانشق البحر وابتلع فرعون بجنوده .
لذلك يا كل مصري وبالأخص يا كل مسلم ؛ اعتبر من قصص السابقين ولا تعتقد أنك بقضائك على الحاكم الظالم انتهى بذلك كل شئ ، لا ، بل لا زالت جنود فرعون تعمل في كل مكان كما علمها الفرعون ورباها على مدى عقود من السنين وسقاهم طغيانه ودربهم على الإفساد ؛ فهل تعتبر من قرآن ربك وتمحو ظلم فرعون وجنوده ؟ أم ستقصي فرعون وتترك جنوده يشيعون في الأرض الفساد حتى تفرخ الأرض فرعوناً جديداً برعاية فلول الفرعون القديم ليحكمهم ويحفظ ما زرعوه في الأرض من فساد ليجنيه معهم ؟
إذاً ,, فكما أغرق الله تبارك وتعالى فرعون الماضي وجنوده ؛ عليك أن تطهر الأرض من فرعون الحاضر وفلوله وإلا فلا تنتظر على هذه الأرض خير . فلن تكون أرحم من الله بأجدادنا الفلول .
---
H[]h]kh hgtg,g
المفضلات