سأل خبير تربوي ثلاث أمهات من المشاركات في دورة تدريبية لممارسة “فن الوالدية”، وقال لهن:
لو حدث أن أَعدّت كل منكن ذات صباح طعام الإفطار لزوجها، وفجأة رنّ الهاتف وبكى طفلها، واحترق الخبز،
وعلّق الزوج قائلاً: متى ستتعلمين كيف تحمّرين الخبز دون أن تحرقيه، ماذا سيكون رد فعلكن؟
أجابت الأولى: سأرمي الخبز فورًا في وجهه.
وقالت الثانية: سأقول له: انهض وأعدّ الخبز بنفسك.
وقالت الثالثة: سيجرح تعليقه مشاعري، وسأشعر أني على وشك البكاء.
سأل الخبير: وماذا سيكون شعوركن نحو أزواجكن؟
أجابت الأمهات الثلاث معًا: الغضب والكراهية والإحساس بالظلم.
هنا سألهن: هل سيكون من السهل عليكن إعداد خبز آخر له؟ ردت جميع الأمهات معًا: لا، بالطبع لا.
عاد الخبير يسأل: وإذا خرج الزوج إلى العمل، هل سيكون من السهل عليكن القيام بشئون المنزل بنفس مُنْشرحة؟
ردت الأولى: لا، سأكون متضايقة طول النهار.
وقالت الثانية: لا، لن أعمل شيئًا ذلك اليوم.
قالت الثالثة: سأقوم بوجباتي، ولكن بضيق.
سأل الخبير: لتفرض أن زوجك قال: يبدو أن صباحك اليوم متعِب.. الهاتف يرن.. والطفل يبكي.. والآن يحترق الخبز.
ماذا سيكون رد فعلكن؟
أجابت الأمهات: سنشعر بالرضا والسعادة.
أجاب الخبير: ما الفرق؟ فقالت إحداهن: سأشعر بالامتنان؛ لأنه لم ينقدني، وإنما فهم مشاعري ووقف معي لا ضدي.
عاد الخبير يقول: وإذا قال لك زوجك دعيني أريكِ كيف تقومين بتحمِير الخبز. هنا صرّخت الأمهات: لا، هذا الزوج
أسوأ؛ لأنه سيجعلنا نشعر كأننا حمقاوات.
هناك قال الخبير: دعونا نطبّق ما حدث، لكن على طريقة معاملتكن لأبنائكن:
قالت الأمهات: الآن عرفنا هدف الحوار، فنحن دائمو الانتقاد لأطفالنا، وهذا ما كان يغضبهم.
وكذلك عرفنا لماذا كانوا يغضبون عندما نقول لهم: “دَعْني أريك كيف تفعل هذا وذاك”.
قال الخبير: ما يمكن أن نتعلمه من قصة الخبز المحروق أن الطفل يحتاج ما يحتاجه الكبير،
يحتاج الفهم والمشاركة لكي يدرك أخطاءه ويتعلم منها؛ ليتطور إلى الأفضل، دون لوم ودون دروس
في” كيف تتطور يا طفلي.” بمعنى أنه لا بد أن تنبع رغبة التغيير من نفسه بعد أن يدرك أنه في
حاجة إلى التغيير، وهذا لن يحدث إلا إذا أعطيناه الفرصة؛ ليدرك الخطأ ويدرك الحاجة إلى
N.T
hgof. hglpv,r
المفضلات