وقليل من الذكور رجال
ما من شك أن هناك فرقًا شاسعًا بين الذكورة والرجولة،
فليس كل ذكر رجلاً، فالرجولة صفات ومعاني لا تتوفر إلا في عدد من بني آدمَ،
قلَّ أو كَثُر، والذكورة جسد وبُنيان يتوفر في العنصر البشري وغيره.
والقرآن لما ذكر الرجولة، وضَعها في سياقها الطبيعي،
وهو الصدق مع الله - تعالى - وترْك الدنيا واللهو والتجارة؛
تلبية لدعوة الله - تعالى - لعبادته، وذكره كما في قوله - تعالى -:
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]،
وقوله - تعالى -:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 37].
ولم يقل - سبحانه -: "ذكور"، ولكنه قال: ﴿ رِجَالٌ ﴾؛
حيث الفرق الكبير بين المعنيين،مع أن الرجولة قد ذُكِرت في القرآن،
وكان القصد منها الذكورة وليس العكس، فلم تُذكَر الذكورة وأريد بها
الرجولة أبدًا؛ كمثل قوله - تعالى - في أول سورة النساء:
﴿ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].
والرجولة طهارة حسية ومعنوية:
﴿ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ [التوبة: 108].
والرجولة قوامة على البيوت والأهل والعائلات:
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].
وما أحوجَنا الآن إلى رجال يحملون على عاتقهم
الأمانة والمسؤولية، من أجل أمة قال عنها ربها:
﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]،
لكن خيرية الأمة لا تأتي من فراغ،
إنما تأتي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمتأمل حقًّا في حال الأمة المسلمة، يجد عجبًا من
نُدرة الرجال والرجولة الحقة، وهذا واقع نعيشه ونعايشه،
وليس تسويدًا للصورة، لكننا حقًّا بحاجة إلى رجال .
دُمتم رجالاً.
منقول,rgdg lk hg`;,v v[hg
المفضلات