بسم الله الرحمن الرحيم
سفر أعمال الرسل منقسم إلى قسمين :-
القسم الأول :- المشهد الأول يبدأ من الإصحاح الأولى إلى الثاني عشر يتصدر المشهد بطرس المدعى رسول لقتل وسحل وإرهاب الناس وإجبارهم على بيع ممتلكاتهم وإيداع القيمة المالية تحت أرجله ولكن كل من سولت له نفسه إدخار جزء والتبرع للكنيسة بالجزء الآخر يقتل وهذا ما حدث مع رجل اسمه حناينا وزوجته سفيرة قتلا لهذا السبب ، ثم اختفى بطرس عن المشهد بعد الإصحاح الخامس عشر .
القسم الثاني :- المشهد الثاني يبدأ من الإصحاح الثالث عشر إلى الأخير حيث يتصدر المشهد بولس المُدعى رسول وكانت خطته سلب اموال الناس مثل بطرس (2كور8:11) ولكنه زاد الطيب بله فدعى إلى الإرتداد عن شريعة موسى ورفض العادات اليهودية فثارت الأمم عليه مرتان (أع15)و(أع21) فقتل لهذا السبب ، ولكن الفضيحة التي دونها لنا الكاتب هي أن الشيوخ وأتباعهم رسموا خطة شيطانية لبولس لخدعة الناس فآتوا بأربعة رجال قيل بأن عليهم نذر وطلبوا منه الدخول للهيكل معهم وتطبيق شريعة النذر بالتطهر وحلق رؤوسهم جميعاً مع تحمل بولس قيمة الذبائح الخمسة (من أين لك هذا؟) وبذلك يظن الناس بأنه متمسك بالشريعة ولكن فشلت الخطة الغير شريفة فقتل .
بطرس هو بطل المشهد من بداية الإصحاح الأول إلى نهاية الإصحاح الثاني عشر ، وبولس هو بطل المشهد بداية من الإصحاح الثالث عشر حتى الإصحاح الثامن والعشرون ، مجموعة الأسماء المذكورة حوالي 96 شخصية مجهولة :: بلا أصل وبلا نسب :: ، ولكن نسبة 97% من هذه الأسماء ما هي إلا كومبرس لتجميل المشهد وفبركة قصص وهناك من هذه الأسماء لم يُذكر اسمه إلا مرة واحدة .. ولكن سفر اعمال الرسل خشن المظهر لذلك قام الكاتب إنعاش المشاهد بذكر بعض النساء العاهرات وعلاقات جنسية مُحرمة وزنا محارم ورجال مع نساء داخل بيت ليل نهار بإدعاء العبادة (أع1+2).
تشابهت الأحداث لأبطال العهد الجديد ولم يفطن كتبة العهد الجديد للطريقة المفضوحة لتلميع أبطال الأحداث وبالأخص حالتي إخراج الشياطين وعلاج إصابات القدم .. فيسوع والمفلوج (متى9) و بطرس مع الأعرج (أع3:2) وبولس مع المشلول (أع18:4) والثلاثة يخرجون الشياطين من الأجساد والثلاثة لديهم القدرة في السيطرة وإخضاع الروح القدس ليحل على المتعمد ولا يملك غيرهم هذه الملكة .
المشهد الأول حمله بطرس على عاتقه الشخصي وقد حمل مسؤولية سلب أموال الناس فقتل واختلس أموال الناس وكان يدفع الناس ببيع ممتلكاتهم وإيداع قيمتها في خزينته ومن حاول أن يدخر جزء من ماله صب بطرس عليه اللعنة ليقتله هو وأسرته كما حدث مع حنانيا وسفيرة زوجته وبذلك وجد الناس أن أهم طريقة لتجنب الموت هي إيداع كل اموالهم تحت سلطة بطرس وبذلك نجح بطرس في السيطرة على هؤلاء الغنم (في نظره) تحت قاعدة :- أقتل المربوط يخاف السايب .
لكن المشهدان لهما أبطال وكومبرس فعدد المذكورين في المشهد الأول (43 رجل وخمسة نساء) ،ولكن دعونا نؤكد بان المشهد الأول البطل والمتحدث الرسمي فيه هو بطرس لذلك نجد اسم بطرس مذكور ستة وخمسون مرة في خمسة عشر اصحاحا أي أن اسم بطرس مذكور أربعة مرات تقريبا في كل اصحاح ، هذا بخلاف الخطب والحوارات والأحداث والمجادلات التي خاضها ، أما الأخرون فأغلبهم (أي بنسبة 97%) لم ينطق واحد منهم بحرف وأسمائهم مذكورة لإحباك السيناريو والمشاهد لتلميع المقصود تلميعه وهو بطرس
بطرس (أع5)
رجلا اسمه حنانيا، اتفق مع زوجته سفيرة فباع حقلا كان يملكه، احتفظ لنفسه بجزء من الثمن بعلم من زوجته، وجاء بما تبقى ووضعه عند أقدام الرسل،فقال له بطرس: لماذا احتفظت لنفسك بجزء من ثمن الحقل؟لماذا قصدت في قلبك أن تغش؟ إنك لم تكذب على الناس، بل على الله فما إن سمع حنانيا هذا الكلام حتى سقط أرضا ومات! فبعد نحو ثلاث ساعات حضرت زوجة حنانيا قال لها بطرس: «لماذا اتفقت مع زوجك على امتحان روح الرب؟ ها قد وصل الشبان الذين دفنوا زوجك إلى الباب، وسيحملونك أيضا!» فوقعت حالا عند قدمي بطرس وماتت! ولما دخل الشبان وجدوها ميتة، فحملوا جثتها ودفنوها إلى جوار زوجها. فاستولت الرهبة الشديدة على الكنيسة كلها، وعلى كل من سمعوا ذلك الخبر.
المشهد الثاني بزعامة بولس فعدد المذكورين (أبطاله) ايضا (43 رجل وخمسة نساء) .. مصادفة عجيبة نضعها في موسوعة جنزريكورد أو نعتبره إعجاز علمي لا مثيل له .. والمفارقة الأخرى هي أنه ايضا نسبة 97% من المذكور اسمائهم لم ينطقوا بحرف واسمائهم مذكورة لإحباك السيناريو والمشاهد لتلميع المقصود تلميعه وهو بولس ، ولكن الملفت للنظر هو أن النساء المذكورات في مشهد بولس معظمهم عاهرات ، فواحدة هربت من زوجها وتعيش مع رجل أخر ، واختها تمارس زنا محارم مع اخيهما الثالث والمرأة الثالثة عرافة يعشقها جني … ولا أعرف من اين آتى مُفسري الكتاب المقدس بهذه المعلومات وما القيمة الإجتماعية أو الأخلاقية أو الفكرية في إتهام هؤلاء النسوة بهذه الأفعال بلا أدلة مادية صحيحة ملموسة وما الفائدة التى ستعود علينا ؟.
بولس (أع21)
سلم بولس على الأخوة والشيوخ فقالوا له :- أنت ترى أيها الأخ أن الذين آمنوا بالرب من اليهود متحمسون للشريعة وأنت تدعو اليهود الذين يسكنون بين الأجانب الارتداد عن موسى(افسس 2 : 13 – 15)، وتوصيهم بألا يختنوا أولادهم (غلاطية 5 : 6) ولا يتبعوا العادات المتوارثة (مكررأع15)، فما العمل إذن ؟ [تبدأ الخدعة] فاعمل ما نقوله لك: عندنا أربعة رجال عليهم نذر فخذهم إلى الهيكل وتطهر معهم، وادفع نفقة حلق رؤوسهم، فيعرف الجميع أن ما سمعوه عنك غير صحيح، وأنك تسلك مثلهم طريق العمل بالشريعة أما المؤمنون الذين من غير اليهود، فقد أرسلنا إليهم رسالة نوصيهم فيها بأن يمتنعوا عن الأكل من الذبائح المقربة للأصنام، وعن تناول الدم، وعن الأكل من لحوم الحيوانات المخنوقة، وعن الزنى». فبولس بدل وسمح باكل الذبائح المقربة للأصنام (1كور10).
إذن إن كنت ايها القارئ تظن بأن سفر أعمال الرسل يملك من المعلومات أو الأفكار أو الأحداث ما قد ينصف العقيدة المسيحية فتاكد بأنك جاملت المسيحية بأكثر من اللزوم … إن سفر أعمال الرسل كشف الكثير عن الفساد والضلال وحجم الخلاف والمشاجرات بين من يطلق عليهم رسل ولا يمكن بأي حال من الاحوال القول بأن الكاتب يُحب المسيحية لأن ما ذُكر من أخبار يُدين جميع الأطراف لذلك الكاتب استحى أن يذكر اسمه .
هذا هو سفر أعمال الرسل بكل أمانة وصدق .. وأنصح كل قارئ المتابعة لأنك طالما مهتم بحوارات الأديان فعليك أن تتعرف عن حقيقة سفر اعمال الرسل وما كان يحدث من تهريج وضلال وفساد وقتل وسرقة وإرهاب في المسيحية الأولى
انتهى
lr]lm jtkd] Hulhg hgvsg
المفضلات