الاسخريوطي بين التأييد والرفض
(1:15)
وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين…{أع1:15}
بطرس لم يكن أسقفًا على أورشليم .. فكيف يمكنه أن يعلو الجالسين ليخطب فيهم ويقودهم ؟ البعض يبرر هذا الخطأ بالإدعاء بأن بطرس كان أكبر الجالسين سناً والبعض الآخر يدعون بانه رجل غيور وهذا ما دفعه للتعدي على حق غيره … عموماً هذا يدل على الهرجلة وعدم احترام التلاميذ لبعضهم البعض .
اع-1-15: وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين. فقال 16 أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع 17 إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. 18: فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها. 19: وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم ((حقل دما)) (أي: حقل دم) لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر.
بالطبع اختيار يسوع الخاطئ لشخص خائن هي سقطة وفشل من يسوع لأنه جهل بأن سوء الاختيار يُدينه قبل التفكير في تداعيات هذا الاختيار .. كما أن يسوع لعنه وادانه وتوعد له علماً بأن شعار يسوع (أحبوا أعداءكم) ولكن الواقع العملي يكشف زيف هذه الشعارات ، كما أن بدون ما فعله يهوذا ما تحقق الصلب .. فلو كان يسوع يعلم أنه جاء للصلب ويعرف أن هذه هي الخطة التي سيتم منها الصلب فلماذا الويل لمُسلمه ؟ أليس هو واتباعه هم الذين يسروا ودبروا كل ما يحقق الهدف المنشودة ! ؟
فهنا يهوذا الاسخريوطي له دور كبير في هذه العقيدة وهو احد أهم المؤسسين وله الفضل الأول عليها ….. فالكنيسة تدعي أن يسوع جاء للصلب والفداء وهو كان يعلم ذلك ، والكنيسة قالت أن اليهود لم يتمكنوا من القبض على يسوع عدة مرات وكان يختفي من بينهم لأن ميعاد الصلب لم يحن بعد ، والآن نجد يسوع يلعن يهوذا مسلمه ويتوعد له بالجحيم لأنه سيسلمه !!!!!!!!!!!!!!!! سبحان الله .
يوحنا 13
27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة
إن كان يسوع يريد عدم خيانة يهوذا له لأخرج الشيطان منه ، بل يسوع أصر على إبقاء الشيطان بيهوذا مدعياً أن أحد تلاميذه سيخونه علماً بأن يسوع هو الذي خطط ودبر هذا المسلسل الباهت ليتهم الأخرين بالخيانة ؛ ولا اعرف سبب لهذه القصة الماسخة (الخيانة) علماً بأن الكنيسة تؤمن بأن يسوع جاء للذبح على الصليب ، فلِما كل هذه الضجة المُفتعلة .. بل والأغرب من ذلك نجد يسوع يتوعد ليهوذا مُسلمة (مت 26:24 ) وكأن يهوذا عمل ما لم يأتي من أجله يسوع .. بل كان من الأفضل أن يشكر يسوع يهوذا على ما فعله … أم أن العقيدة المسيحية باطلة وكل هذه الأحداث السابقة ليس لها أساس من الصحة وأن يسوع لم يأتي للقتل على الصليب ؟ فإن كان يسوع جاء للفداء ويسوع هو الذي أدخل الشيطان في يهوذا باللقمة، فلماذا يلعن مُسلمه طالما أنه حان موعد الخلاص ؟ دا إنفصام في الشخصية ام عيب وحي ؟!!!!!!!!!
* و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد {متى24:26}
* احبوا اعداءكم.باركوا لاع###م.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.{متى5:44}
إن قصة يهوذا الاسخريوطي تكشسف لنا أمور كانت خفية عن القارئ .. فتعالى نقرأ كيف دخل الشيطان في جسد يهوذا وكأن الشيطان هو التلميذ الثالث عشر ليسوع
يوحنا 13
20 الحق الحق اقول لكم الذي يقبل من ارسله يقبلني و الذي يقبلني يقبل الذي ارسلني 21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح و شهد و قال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني 22 فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض و هم محتارون في من قال عنه 23 و كان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه 25 فاتكا ذاك على صدر يسوع و قال له يا سيد من هو 26 اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة
من أين أتى هذا الشيطان الذي دخل جسد يهوذا ؟ ، ألم يكن رقيب عليهم وجليسهم ليدخل جسد يهوذا بهذه السهولة والتلقائية ؟ …. ومن الذي سلطه على يهوذا ؟ أليس يسوع مُخرج الشياطين من الناس هو المخطط الأول لإدخال الشيطان في يهوذا لكي يُسلمه ؟ فهل يُعقل أن الشيطان يدخل جسد بشر بهذا الشكل … بدون سبب أو مقدمات ؟ أليس هذا يحقق ويُصدق قول اليهود حين قالوا :- [برئيس الشياطين يخرج الشياطين(متى9:34)] وقالوا ايضا :- [هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين.(متى12:24)]؟ في هذه اللحظة ما كان يهوذا خطط لبيع يسوع للكتبة ، بل الشيطان الموكل من يسوع هو الذي وسوس ليهوذا ليبيع يسوع بثمن بخس انتقاماً من غدره ليهوذا وإدخال الشيطان فيه . لذلك قال يسوع : ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة (بوحنا 13:27) . يسوع يحدد الزمن والوقت واللحظة والطريقة التي سيكشف من خلالها الخائن ثم ننكر بأن يسوع ليس ضالع في خطة إدخال الشيطان بجسد يهوذا ؟
الشيطان جليس يسوع وتلاميذه ويسوع فعل كل هذا ليُسخر يهوذا لصالحه .. وكان أحق على الكنيسة إدانة يسوع على فعلته المُشينة وليس صب الكُره على يهوذا المسكين ضحية غدر يسوع به بإدخال الشيطان بجسده من خلال لقُمة … فلماذا لا يرد يهوذا الصاع صاعين ليسوع ؟ هل نحاسب الناس على رد الفعل أم نحاسب الفاعل بفعله الذي نتج بسببه رد فعل ؟
تنتهي قصة الخيانة بما جاء على لسان يسوع المنقول عنه بإنجيل لوقا
لوقا22 28 أنتم الذين ثبتوا معي في تجاربي 29 وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتا 30 لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي ، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر .
بذلك يسوع يختار تلاميذه الاثنى عشر ويتعهد لهم بنعيم الملكوت بما فيهم يهوذا مُسلمه … بذلك ينعم يهوذا بملكوت الرب.
دعونا لا نتحدث بالعواطف … نعم المسيح عليه السلام بريء من كل ما نسبه العهد الجديد إليه إلا أنه واجب علينا كشف هذه الحقيقة للعامة .
لو تدبرنا القصة بالعقل والمنطق نقول : كيف عاد يهوذا ليسوع بعد أن إنفضح وانكشف أمره أمام الجميع ؟ وكيف سمحت التلاميذ بعودة يهوذا واستقبالهم له إن كانوا يحبون يسوع ؟ فاستقبال التلاميذ ليهوذا وإعطائه الفرصة للخيانة يؤكد أن التلاميذ كانوا مشتركين مع يهوذا في هذه الخطة بدليل أن الجميع هربوا لحظة القبض عليه . [فتركه الجميع وهربوا(مر 14:50)]
تعالوا الآن ننظر للفارق الحسي بين يهوذا ويسوع الذي اظهر من منهم يهتم بالفقير ويشعر بالجياع
يوحنا 12 4 فقال واحد من تلاميذه و هو يهوذا سمعان الاسخريوطي المزمع ان يسلمه 5 لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار و يعط للفقراء 6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا و كان الصندوق عنده و كان يحمل ما يلقى فيه 7 فقال يسوع اتركوها انها ليوم تكفيني قد حفظته 8 لان الفقراء معكم في كل حين و اما انا فلست معكم في كل حين
عندما فاحت رائحة العاهرات تنبه يهوذا الأسخريوطي للعلاقة الغير شرعية التي كانت بين يسوع ومريم حيث أن الشريفة الطاهرة تعرف حدودها ولا تكرر ما كانت تفعله مع زوار سرير المتعة بعد توبتها .. فيسوع ليس له صفة شرعية مع مريم لتقوم بتدليكه كأنه زوجها .. فإن كانت تفعل ذلك مع شخص ليست بينها وبينه صلة شرعية فماذا ستفعل مع زوجها ؟ لذلك أصاب يهوذا الأسخريوطي حالة من الغضب لِما تتحلى شخصيته من نخوة ورجولة وكرامة ، فأول ما بدأ به السؤال أن الطيب غالي الثمن المشتراه من مال أجرة زنى مريم والناموس حرم ذلك (سفر التثنية 23: 18 ) ولكن يهوذا الأسخريوطي كان يراعي حالة الفقير الذي يتسول ليطعم أولاده وأسرته خوفاً من برد الليل ويسوع تدلكه مومس بالطيب غالي الثمن دون أن يهتز له مشاعر حول الفقراء والمساكين من الأطفال وكبار السن الذين عجزوا في الكسب للقمة العيش نظراً لعدم مقدرتهم على الكسب لكبر أو صغر أعمارهم … ولكن يسوع كعادته لا تحركه مشاعر حيث فقدان الحياء لا يمثل له شيء .. وحيث أن ما يحدث بين يسوع ومريم من أحداث مقززة جنسية وصفها القديس أمبروسيوس على أنها جو سماوي ممتع إلا أن خوف يهوذا الأسخريوطي ومراعاته لأحوال الفقراء جاءت بالنسبة للقديس أمبروسيوس على أنها رائحة نتانة للإصرار على الطمع والسرقة .. وكأن يهوذا الأسخريوطي يطالب بشيء لنفسه علماً بأنه كان يشاهد تبديد أموال طائلة فاقت الـ ٣٠٠ دينارًا كان يمكن تقديمها للفقراء أحق وأفضل وأشرف من مشاهد فيلم جنسي أبطاله أخ وأخته ويسوع وهناك فقراء لا تجد غطاء يحميهم من برد الشتاء أو لقمة عيش تسد جوع أطفالهم ليناموا بدلاً من البكاء جوعاً .
يوحنا 13 28 و اما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به 29لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد او ان يعطي شيئا للفقراء
والعجيب أن يسوع أعطى يهوذا الأسخريوطي الصندوق المخصص للنذور ، فلو كان يهوذا حرامي فنقول أن يسوع هو المتسبب في ذلك وهو شريك معه لأنه إئتمن حرامي على مال الناس – وكأن يسوع يعلن أن حاميها حراميها وهذه إدانة ليسوع لسوء الاختيار وليس جدير بإدارة الأمور الدنيوية .. أما لو كان سبب وضع يسوع ليهوذا كأمين على الصندوق لكي لا يكون له عذر في بيع سيده كما اشارت التفسيرات …. نقول : إنه عذر أقبح من ذنب .. فهل نُضحي بالفقراء ونتركهم يموتوا جوعاً لكون رفع العذر عن يهوذا ؟ ولو إفترضنا جدلاً أن يهوذا حرامي وخائن ، فما دخل ذلك بحالة الفقراء والمساكين الباحثين إلى سد جوع أطفالهم وآبائهم كبار السن ؟
فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم : بينما دانها يهوذا حاسبًا أنها تصرفت بغير حكمةٍ، وبددت المال فيما لا ينفع، وكان يجب تقديمه للفقراء، إذا بالسيد المسيح يعلن أنها قامت بعملٍ روحي نبوي فائق، فقد تنبأت عن تكفينه .. انتهى
فيا لها من عقول ! واللهِ الذي لا إله إلا هو لو كان أحد مُفسري الأناجيل فقير وذاق مُر الفقر لما كتب حرف يمدح فيه يسوع وفعلته مع مريم العاهرة وأخيها الديوث لعازر الذي كان يرى أخته تدلك أرجل رجل ليس بينهما علاقة شرعية ويشاهد ويبارك هذا الحدث .
أنظروا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب و رسول كسرى عندما رأى عمرا بين رعيته بلا حارس ولا قصور ولا خدم ولا جواري بل ورأاه نائما مطمئنا بينهم يفترش الثرى ويلتحف السماء وثوبه المرقع يكاد يبلى فهاله مارأي وقال في نفسه أهذا الذي لا يكاد يذكر في مجلس كسرى الا اهتز وارتجف من سماع اسمه أهذا الذى نخشاه ونحسب له الف حساب …!!! يقول له : (عدلت فأمنت فنمت) .
تعالوا نرى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والرحمة التي انزلها الله في قلبه للفقراء
قال اسلم مولى عمر بن الخطاب خرجتُ ليلة مع عمر إلى حرة ( وهو المكان الممتلئ بالصخور والذي يصعب المشي عليه ) وأقمنا حتى إذا كنا بصرار فإذا بنار فقال يا اسلم ها هنا ركب قد قصر بهم الليل انطلق بنا إليهم فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار وصبيانها يبكون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء ( وهذا من أدبه رضي الله عنه فلم يحب إن يقول لهم السلام عليكم يا أهل النار ) قالت وعليك السلام قال اادنو قالت ادن أو دع- فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال هؤلاء الصبية يبكون قالت من الجوع فقال وأي شيء على النار قالت ماء أعللهم به حتى يناموا- فقالت الله بيننا وبين عمر – فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق فاخرج عدلا من دقيق وجراب شحم وقال يا اسلم احمله على ظهري فقلت أنا احمله عنك يا أمير المؤمنين فقال أأنت تحمل وزري عني يوم القيامة فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره ووضع من الدقيق في القدر وألقى عليه من الشحم وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة ثم انزلها عن النار وقال ااتني بصحفه ( وهو ما يوضع فيه الأكل ) فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان وقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعوا له وهى لا تعرفه فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ثم أوصى لهم بنفقة وانصرف ثم اقبل عليَّ فقال يا اسلم الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
فهل مر على يسوع حالة مثل هذه الحالة أو شعر لحظة بالفقراء وحالهم وما قد يُصيبهم من جوع أو برد قارص أو مرض يفتك بهم ؟ بدلا من أن يترك اموال صندوق النذور رجل حرامي ليُلهيه بالمال لكي لا يبيعه لليهود ؟ من يتقي الله يجعل له مخرجا يا سادة
كيف كان يتصرف يسوع في اموال الفقراء لصالحه الشخصي ولأغراضه ؟
على الرغم من مُجمل الحدث الذي جاء من خلاله هذه الفقرة … ولكي نفهم أكثر ما اريد إضاحه لكم علينا أولاً طرح ما جاء بإنجيل يوحنا الإصحاح الثالث عشر بقوله :
يوحنا 13 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة 28 و اما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به29 لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد او ان يعطي شيئا للفقراء .
من خلال القراءات وجدت موضوع غريب وهو أن يسوع وتلاميذه كانوا يحمولون صندوق نذور ويسوع كان يعلم بأن يهوذا كان يسرق منه من ما يُثير الشك بأن يسوع كان يتقاسم معه .. فسألت وأسأل وسأظل أسأل :
* لماذا كان يحمل يسوع وتلاميذه صندوق نذور علماً بأن يسوع كان يمشي متخفياً كما جاء في (يو 11:54)و (يو 7:10 ) ؟
* لماذا كان يتسول يسوع وتلاميذ علماً بأن ام مرقس كانت تنفق عليهم ؟
* هل التلاميذ كانوا يتسولوا على يسوع ، كالمرأة التي تؤجر طفل لتشحت به ؟
* ما هي الصيغة التي كان يستخدمها هؤلاء العوطلجية لاستعطاف الناس لهم ؟ لله يا محسنين أم حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة ..إلخ ؟
* وما هي المقولة المكتوبة على هذا الصندوق! “حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة” ؟
* ولماذا كان يسوع وتلاميذه يبيحون أموال هذا الصندوق لتغطية احتاجاتهم (يوحنا13: 29 )؟
* لماذا لا يعمل هؤلاء العوطلجية بدلاً من التسول ؟
* لماذا سمح يسوع ليهوذا السرقة من الصندوق ؟
* هل قرأتم من قبل عن إله متسول ؟
الأسئلة كثيرة ولكن أحببت الإيضاح فقط
كيف مات يهوذا ؟ .
متى 27
1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه.2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي 3 حينئذ لما رأى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ 4 قائلا قد اخطأت اذ سلمت دما بريئا.فقالوا ماذا علينا.انت ابصر.5 فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه. . من هنا نفهم ان يهوذا ندم علي فعلته و رد الأموال الي الكهنة و شنق نفسه . أما نهاية يهوذا في اعمال الرسل: . وفي تلك الايام قام بطرس في وسط التلاميذ.وكان عدّة أسماء معا نحو مئة وعشرين.فقال الإصحاح الأول: . 16 ايها الرجال الاخوة كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع.17 اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة.18 فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها.19 وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم. .
ومن هنا نفهم ان يهوذا لم يرد الأموال الي الكهنة بل اشتري بها حقلا من اجرة الظلم وصار ذلك معلوما عند اهل اورشليم و اما نهايته فهي متناقضة تماما مع رواية متي . فمتي يقول انه شنق نفسه اما كاتب اعمال الرسل فيقول انه سقط على وجهه و خرجت أمعاؤه . فما هذا التناقض .
ومع هذا التناقض ياتي لنا القديس بابياس أسقف هيرابوليس في آسيا و ما ادراك ما بابياس هو من اباء الكنيسة الاوائل و يقول :
. Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out. .
ولقد أصبح يهوذا مثال سيء في عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً . . ( Fragments of Papias – chapter3 ) .
وهذا دليل علي ان بابياس لم يكن في عهده انجيل متي و لا سفر الاعمال لانه اتي برواية متاقضة تماما . .
أما تبريرات الكنيسة بقول : ذكر متى مجرد انتحار يهوذا وشنق نفسه، وذكر أعمال الرسل الأمر بتفصيل، فإنه علق نفسه وشنقها على طرف هوة في وادي هنوم، فانقطع الحبل به فسقط,مما ادى انشقاق البطن وخروج أمعائه منها….. كلام فارغ لأن سفر أعمال الرسل قال : أن يهوذا لم يرد المبلغ واشترى به حقلاً ………. وإنجيل متى قال أن يهوذا رد المبلغ . .
وسفر أعمال الرسل قال أن يهوذا لم يشنق نفسه بل سقط على الأرض ، اما إنجيل متى قال أن يهوذا شنق نفسه ولم يسقط على الأرض . . وسفر أعمال الرسل اعلن بأن يهوذا هو الذي اشترى حقلاً بالمبلغ الذي قبضه لتسليمه يسوع ، أما إنجيل متى قال بأن الكهنة والشيوخ هم الذي اشتروا الحقل بالمال الذي رده يهوذا لهم (متى 27: 7) . .
(أ ) نفهم من النص أن يهوذا مضى وخنق نفسه ومات ولم يكن قد حُكِمَ بعد على يسوع بالموت ، بل كان رؤساء الكهنة والشيوخ فى هذا الوقت قد دفعوه إلى بيلاطس.
(ب) كيف ردَّ النقود إلى رؤساء الكهنة والشيوخ فى الهيكل وهم لم يكونوا وقتها فى الهيكل ، بل كانوا وقتها عند بيلاطس ، وكانوا يشتكون إليه فى أمر يسوع؟
(ج) جاء ندم يهوذا مبكراً جداً ، وبعيداً جداً أن يندم على ما فعله فى هذه المدة القليلة ويخنق نفسه ، لأنه كان يعلَم من قبل تسليمه أن اليهود سيقتلونه ، وهو لم يكن قد قُتِلَ بعد.
( د ) مات يهوذا بصورة مختلفة تماماً عند {(أعمال الرسل: 1: 18): فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ (حَقْلَ دَمَا) أَيْ: (حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ.} ، على الرغم من أنه بطل المسرحية ، فلا يُنسى موته ، ناهيك عن أنه وحى الله الذى لايَنْسَى.
والظريف أن سفر أعمال الرسل يؤكد طريقة موته من سفر المزامير ، ولم يعرف الرب الذى أوحى هذا الكلام ، ما أوحاه رب آخر لمرقس!
(هـ) الذى اشترى (حقل الدم) هم رؤساء الكهنة والكتبة عند مرقس ، أما عند لوقا فقد ذهب يهوذا بنفسه واشترى هذا الحقل.
( و ) هل يُعقَل أن يختار الرب (!) يسوع أحد الإثنى عشر وبه شيطان؟ ألم يأت ليخلِّص؟ فلماذا لم يخلصه من شيطانه؟ ربما يقول أحدهم لكى تتم عملية الصلب والفداء. ولو كان الأمر كذلك ، لكان يهوذا الإسخريوطى ضحيَّة إلهه ، وهو الألة التى استُخدِمَت لتحرير البشرية من الخطيئة الأزلية ، وبذلك يكون يهوذا الإسخريوطى قديساً.
(ح) هل اختار الرب يهوذا دون أن يعلم بعلمه الأزلى أن هذا الشخص سيدخله شيطان؟ ألا يدل ذلك على كون يسوع بشراً نبياً؟
لم يكن عيسى عليه السلام يريد أن يُصلَب أو أن يُقتَل ، لذلك كان يُصلى بأشد لجاجة ، طالباً من ربه وإلهه أن ينجيه (يوحنا20:17)، بل نزل عرقه دما ، فلو كان قد أتى ليُصلَب للتكفير عن خطية آدم وخطايا البشر ، لما فعل ذلك ، وإلا قلنا أنه خاف من مخلوقاته وتراجع عن إنقاذ البشرية. ومن الذى أصرَّ على تنفيذ إرادة الرب ؟ وإنقاذ البشرية؟ إنه القديس يهوذا الإسخريوطى
سؤال أخير :- أليس إنكار بطرس ليسوع خيانة أشد وأفظع من خيانة يهوذا [فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل (متى26:74)] ، فبدلا من أن تنظر الكنيسة لخيانة بطرس ليسوع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه نظرت للحدث على أنه تحقيق لنبوءة يسوع حين تنبأ بإنكار بطرس له .
يقول القديس كيرلس الكبير: [يهوذا الخائن فقد الإحساس، أو بالحري إذ امتلأ بكبرياء إبليس، حسب أنه قادر على خداع يسوع بالرغم من كونه الله.]، ولو أن قلب يهوذا تحرك بالتوبة لتمت أحداث الصليب بطريقة أو أخرى يخططها الرب دون هلاك يهوذا…..انتهى .
فلماذا لا نوجه هذا الكلام لبطرس ايضا باعتباره خائن (حيث باع يسوع بإنكاره له) مثله مثل يهوذا الاسخريوطي الذي باع يسوع بالمال ؟
المفضلات