خذلان المسلمين
د.عبد الرحمن العصيمي
من يحمل هم الأمة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن ما تمر به الأمة اليوم وبالأخص ما يحدث في الشام من تآمر صليبي شيوعي رافضي على تلك البلاد المباركة، وخذلان عربي وإسلامي، نستفيد منه فائدتين:
الأولى: العداوة الأزلية والأبدية من اليهود والنصارى ومن ناوئهم وساندهم على الإسلام وأهله، فالله قرر ذلك وأكده في كتابه بقوله "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ" البقرة:217 , وقال عز وجل "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ " البقرة:120 , فهي عداوة حتى لو أظهروا خلافها، تراهم قوم يلبسون للناس مسوح الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يلبسون لباس الرحمة والإنسانية والعدل، وقلوبهم تنفجر من الكيد والعداوة والظلم والقهر.
الثانية: الخذلان المطبق من الحكومات العربية والإسلامية، فلا سمع ولا بصر ولا عاطفة ولا عقل، تعبئة كاملة من الجيوش الباطنية وإعلان للنفير العام والجهاد، يقابله سكوت ورضا من أمم الكفر ومنظماته وهيئاته، وصمت مطبق من الدول المسلمة.
خذلان وأي خذلان!!! نراه من بلاد الإسلام وحكومات المسلمين، ماذا ينتظرون وكيف سيكون حالهم في المستقبل القريب.
صاح الأخيار وتكلم العقلاء أن الحرب دول، وأن هذا السكوت الشنيع خلال سنيتن ماضيتين، نذير شر وعلامة خذلان لن تعقب ـ لا سمح الله ـ إلا بعقوبات ربانية على كل من خذل تلك البلاد المباركة .
ورد في سنن أبي داود من حديث جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منَ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلِمًا في موضعٍ تُنتَهَكُ فيهِ حرمتُهُ ويُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ إلَّا خذلَهُ اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ فيهِ نصرتَهُ وما منَ امرئٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقَصُ فيهِ من عرضِهِ ويُنتَهَكُ فيهِ من حرمتِهِ إلَّا نصرَهُ اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَهُ"
قال ابن الأثير في النهاية: الخذل: ترك الإعانة والنصرة في موضع ينتهك بصيغة المجهول.. والمعنى: ليس أحد يترك نصرة مسلم مع وجود القدرة عليه بالقول أو الفعل عند حضور غيبته أو إهانته أو ضربه أو قتله أو نحوها، يحب أي ذلك الخاذل فيه أي في ذلك الموطن نصرته أي إعانته سبحانه.
فهل يا ترى نحن قد قمنا بواجب النصرة، وهل تبرأ ذممنا: حكاماً ومحكومين، علماء ودعاة وعامة، بما نقوم به من جهود على استحياء لنصرة إخواننا في الشام .
ألا نخشى أن تنقلب الآية ويصبح المطلوب طالباً ومتسغيثاً، ألا نخشى أن نغزى في بلادنا ونلتفت للجيران فيتخاذلون عنا .
نسأل الله عز وجل أن يلطف بحال إخواننا، وأن يُفرِّج عنهم عاجلاً غير آجل وأن يرد كيد الأعداء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول من موقع
www.kootalkoloob.como`ghk hglsgldk
المفضلات