ثالثا نظرة الى ايات دوران الليل والنهار.
هنا يأتى السؤال المهم جدا:هل هناك اى اشارة الى حركة الارض فى القرأن المجيد؟
نعم هناك اشارات ولكن لا يفهمها الا اهل هذا الزمان فقط!
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الاعراف
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) الانبياء
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)ابراهيم
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)النور
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)الفرقان
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) فاطر
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)الزمر
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)الشمس
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه الشيخان"قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، بيديالأمر ، أقلب الليل والنهار"
من يقرء الايات السابقة يلاحظ فورا أن الليل والنهار فى رؤية القرأن الكريم هما مخلوقان لهما نفس الصفات التى للشمس والقمر من حيث:
اولا التسخير المباشر من الرب: وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
ونلاحظ بأن القرأن والسنة يؤكدان ان حركة الليل والنهار ليست ناتجة عن حركة الشمس وانما عن التسخير الالهى وهذا توافق مع العلم لأن الليل والنهار ناتج عن دوران الارض
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى
رابعا يتضح من الايات خصوصا اية الزمر واية الشمس ان ظهور الضوء على الارض مرتبط بارادة الليل والنهار وليس بارادة الشمس.
يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ
البعض سيقول الشبهة البالية:هذا لأن تصورات القدماء ان الشمس تدور حول الارض
والسؤال:لماذا لم ينسب القرأن المجيد حركة النهار للشمس قط؟ لماذا التصميم القرأنى على فصل الليل والنهار كمخلوقين مختلفين عن الشمس؟لا توجداجابة منطقية الا ان هذه الايات تشير الى دوران الارض حول محورها لماذا؟لأن دوران الليل والنهار على بعضهما ومع بعضهمافى فلك واحد دليل على حركة كوكب الارض ولكن كما قلت كوكب الارض كمصطلح لم يكن معروفا فتم التعبير عن دورانه بحركة الليل والنهار والحقيقة ان السلف قد فهموا من الايات السابقة دوران الليل والنهار حول مركز وكان من المنطقى ان يقول السلف ان هذا الدوران حول الارض كما يزعم المشككون ولكن من عجائب القدر ان السلف لم يقولوا بدوران الشمس حول الارض كما كان يتمنى الملحدون بل قالوا ان الدوران هو حول شىء اسموه ابواب السماء وطبعا هذا التفسير نلتمس لهم فيه العذر فهو فى الحقيقة مأخوذ من الرؤية الاسرائيلية وليس من الوحى
قال ابو الشيخ فى العظمة:حدثنا الوليد ، حدثنا أبو حاتم ، حدثنا أبو صالح ، حدثني يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما أنه قال : " الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها ، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها " . قال :"وكذلك القمر""
وقال ابو الشيخ فى العظمة:حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا أحمد بن إسحاق ، حدثنا أبو أحمد ، حدثنا شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : { وكل في فلك يسبحون } قال : " تدور في أبواب السماء ، كما تدور الفلكة في المغزل"
قال الطبرى فى تفسيره : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي ، قال : ثنا شعبة ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وكل في فلك يسبحون } قال : " في فلك كفلك المغزل " حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله
وطبعا ستظهر شبهة بأن هذا التفسير مناقض للعلم لانه ينفى كروية الارض فمن اين نعلم بان الاسلام لم ينقل الصورة التوراتية للارض كبساط وفوقه الشمس تدور فى دائرة وهمية؟الرد على هذه الشبهة من نصوص القرأن والسنة فقال جل وعلا: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) الصافات.وقال الله جل وعلا:فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ(40)المعارجحديث القرأن والسنة عن المشارق والمغارب دليل على توافقناسبة هذا كلام كعب الاحبار وبعد عصر السلف بقرونن ابناء كل عصر ينظرون الى
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه مسلم وغيره عن ثوبان رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم:"إنَّ اللهَ زوى لي الأرضَ . فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها . وإنَّ أُمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوىَ لي مِنها" فلو كان الاسلام ينقل المفاهيم التوراتية لكان قد اثبت للارض مشرقا واحدا ومغربا واحدا فحديث القرأن والسنة عن المشارق والمغارب دليل على توافق الدين والعلم والحقيقة هذا ليس الرد الوحيد لدينا فالتفسير السلفى لحركة الليل والنهار غير كاف لتوضيح الايات القرأنية فاذا كانت المسألة كلها دوران الشمس فى دائرة فوق السماء فما فائدة الليل والنهار؟ولماذا الحديث القرأنى عن تسخيرهما المباشرودورانهما وتداخلهما وعلاقتهما بالزمن فمن عظمة الاسلام ان ابناء كل عصر ينظرون الى القرأن والى السنة فلا يجدون ما يُخالف معارفهم فابن عباس فهم من الاية ما يتناسب مع علوم عصره من ان الافلاك تدور كالمغزل وبالمناسبة هذا كلام كعب الاحبار وبعد عصر السلف بقرون طويلة كان هناك من يقول بدوران الشمس حول الارض بناء على نفس الايات السابقة والقرأن لم يُصرح بهذا ولا هذا فالقرأن لم يقل صراحة الارض هيئتها مربعة ولامستديرة ولا كروية وانما ترك لكل عصر ما يناسبه ونحن فى هذا العصر عندما ننظر الى القرأن المجيد نجد تمييزا قرأنيابين مصطلح الارض كعالم او كوكب يتحرك فى السماءوبين مصطلح الارض كقارات مستقرة للبشرعندما استخدم الفاظ"من الارض"و"فى الارض" ونحن فى عصرنا ننظر الى القرأن فنجده يقوم بالتفرقة بين الليل والنهار كمخلوقين ناشئين عن حركة الارض وبين الشمس تماما كما اثبت العلم الحديث عن المادة المظلمة ونحن فى عصرنا ننظر الى القرأن فنجده يقوم بالتفرقة بين حركة الشمس وبين طلوع النهار على الارض فوفقا للنص القرأنى فان النهار يطلع على الارض ليس لسبب الشمس وانما لانسلاخه من الليل وهذا يوافق العلم نتيجة حركة الارض فقال جل وعلا" وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)" يس والاية السابقة تشير الى معلومتين علميتين بل ثلاثة معلومات فى وقت واحد:اولا حركة الارض وثانيا أن الليل فى الكون كان الاصل وثالثا ان المادة المظلمة هى الاكثر فى الكون وهى التى تتحرك مع الارض فاذا تحركت بعيدا عن الشمس ظهر الليل والعكس صحيح.السؤال للمشكك فى القرأن العظيم هل هذا كلام بشر يا اصحاب العقول؟
المفضلات