يقول الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب في كتابه "مختصر السيرة" ::

قال ابن القيم رحمه الله: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله مستخفياً ثلاث سنين, ثم نزل عليه: ( فاصدع بما تؤمر, وأعرض عن المشركين)).

أول دم أهريق:

وفي السنة الرابعة: ضرب سعد بن أبي وقاص رجلاً من المشركين فشجه. وذلك: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون في الشعاب.فيصلون فيها. فرآهم رجل من الكفار, ومعه جماعة من قريش. فسبوهم. وضرب سعد بن أبي وقاص رجلاً منهم, فسال دمه. فكان أول دم أهريق في الإسلام.

استهزاء المشركين:

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه- مثل عمار بن ياسر, وخباب بن الأرت, وصهيب الرومي, وبلا, وأشباههم- فإذا مرت بهم قريش استهزؤا بهم, وقالوا: أهولاء جلساؤه- قد من الله عليهم من بيننا؟ فأنزل الله( أليس بأعلم بالشاكرين؟) وفيهم نزل: ( والذين هاجروا في الله, من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) وقال أبو جهل: والله لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على رقبته. فبلغه أن رسول الله يصلي, فأتاه فقال: ألم أنهك عن الصلاة؟ فانتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أتنتهرني وأنا أعز أهل البطحاء ؟ فنزل قوله تعالي: (أرأيت الذي ينهي عبداً إذا صلى ؟) وفي بعض الروايات, أنه قال: ألم أنهك؟ فو الله ما في مكة أعز من نادي.

وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل (( يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم, فقال: واللات والعزى, لئن رأيته لأطان على رقبته فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وزعم ليطأن رقبته, فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه, ويتقي بيديه, وقال: بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً)) فأنزل الله تعالى: - لا ندري في حديثي أبي هريرة أو شيء بلغه0 ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغني).


المرجع :
http://www.kl28.com/books/showbook.php?bID=94&pNo=10