أجـــفــت الـــعــيــــون مــــن الــدمــوع.. أم لـم يـعــد بـالـقـلـب خـشـوع .. ؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي المتين ، الحق المبين ، لا يخفى على سمعه خفي الأنين
ولا يغيب عن بصره حركات الجنين ، ذَلَّ لكبريائه جبابرة السلاطين
وقضى القضاء بحكمـته وهـو أحكـم الـحاكـميـن
أحمده حمد الشاكرين ، وأسأله معونة الصابرين
وصلى اللهم وسلم على خير المرسليـن
صاحب الشفاعة العظمى يوم الدين
وقائـد الغـر المحجليـن
وآله وصحبه أجمعين
ثـم أمـا بـعـد
آآآهٍ عليك أيتها العين أين دمعتك أن بكائك أجفت الدموع أم قست القلوب
والله إني أسأل بكل جديه أين دموعنا أين خشوعنا يا أخوة نحن نبكي لفقد عزيز
نبكي لظلم قريب أو بعيد نبكي لحال الدنيا بل نبكي من دراما الإعلام ولا نبكي على حالنا
لا نبكي على انفسنا ، لا نبكي خشية لربنا ، وخوف منه ، ورجاءٌ فيه ، لا نبكي لحال قلوبنا
نحن فعلا نحتاج إلى الدموع والخشوع ، نحتاج لدمعة خاشعة غير متكلفة متصنعه
فالخشوع ضراعة القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى
وانكساره بين يديه ، ذلاّ، وافتقارا ً، وإيماناً به وبلقائه
الخشوع في القلب ، لا على الوجه ولا في الكلام والصيحات والنباحات
الخشوع نرى ثمراته وتظهر على الجوارح ولذا قيل إذا ضرع القلب ، خشعت الجوارح
وذلك لأن القلب مَلِك البدن ، وأمير الأعضاء ، تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده
الخشوع من الإيمان ؛ الذي هو في القلب ، وإنما يزيد الإيمان بحياة القلب
وذلك بالاشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح ، كما أنه ينقص بمرض القلب
ويذهب بموته ، وذلك بالانصراف إلى الشبهات والشهوات
فلابد أن نتعاهد قلوبنا في جميع أحواله لندفع عنه القسوة
فإنها إذا استبدت به منعته الخشوع
إخوتاااااااااااااه إن الله تعالى عاتب المؤمنين الذين لم يبلغوا قمة الخشوع
حيث تدل حركتهم البطيئة على ضعف لا يرضاه الله للعصبة المؤمنة حاملة المنهج الرباني
لتبليغه للناس كافة ، عاتبهم فقال سبحانه : { ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون }
ثم قطع الله تعالى دابر اليأس ، وبَعَث الأمل ، فإن القلب القاسي يمكن عودته إلى الله وإقباله عليه ،
كالأرض يحييها الله بعد موتها ، : { اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها
قد بينا الآيات لعلكم تعقلون }
هذا هو خشوع الإيمان الذي يريده الله تعالى من عباده ، ليس منه الزعيق والصياح
ولا الرقص والتصفيق ، ولا ضرب الخدود وشق الجيوب
وشتان بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق الذي يبدو على الجوارح تصنعاً وتكلفاً ومراءاة مع كون القلب غير خاشع ، والنفس منطوية على إرادة الشهوات
إخوتااه .... نحن نبكي هذا لا ينكره أحد
ولكن يا ترى علاما نبكي ، علاما تسقط دمعتنا
نبكي على أبٍ أو أمٌ ، أم على أخٍ واخت
أم ياترى هل نبكي على صاحب وحبيب وقريب
أم نبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية
أم ياترى نبكي على خسارة مباره ودرامه إعلاميه
شتان والله بين دموعهم ودموع الخاشعين لله تعالى
لقد ضرب النبي صلوات ربي وسلامه عليه وأصحابه
أروع مثل للخشوع والبكاء الحق ماذا عساى أن أقول
عنهم وعن أخبارهم وأنا أخشى التطويل كالعادة
منهم من بلَّ الأرض بدموعه ، ومنهم من إذا ذُكرت
النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه بل منهم من إذا سمع
الأذان ارتعدت فرائصه وارتجفت وارتعشت
ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه
قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت
ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:
{واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين }
وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه
واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة
ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم
اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة
فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة
يا اخوة إن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين
إن لم نبكي على ذنوبنا فمن يبكي عليها لنا !!!!!؟؟
أسمع للغفورِ الودود الرحيم الرحمن وهو يقول:
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رجمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
الله بعظمته وجلاله ينادينا نحن عباده ليغفر لنا ذنوبنا ؟؟!!
ثم لا نبالي بنداء الله سبحانه وتعالى إلينا ؟؟
ألا نخجل من أنفسنا عندما لا نشكره ونبارزه سبحانه وتعالي بالمعاصي
ويقولُ سبحانه في الحديثِ القدسي
{يا عبادي إنكم تذنبونَ في الليلِ والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم }
{ يا ابنَ أدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرتُ لك على ما كانَ ولا أبالي
يا أبن أدم لو بلغت ذنوبَك عنانَ السماء ، ثم استغفرتني غفرتُ لك على ما كان ولا أبالي
يا أبن أدم لو أتيتني بقرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لقيتكَ بقراب الأرضِ مغفرةً }
إلى هذه الدرجة الله يحبنا !!
ولكن هل نحن نحبه بنفس الدرجة ؟؟؟
إن أسعد لحظات الدنيا يومَ أن تقفَ خاضعاً ذليلاً خائفاً مستغفرا باكيا
فكلماتُ التائبينَ صادقةُ ودموعُهم حارة ُ، وهممهم قوية ذاقواُ حلاوةَ الإيمانِ
بعد مرارةِ الحرمان ووجدوا برد اليقينِ بعد نارِ الحيرةَ وعاشوا حياةِ الأمنِ
بعد مسيرةِ القلقِ والاضطراب فلماذا نحرمُ أنفسنا هذا الخير وهذه اللذة والسعادة ؟
يا اخوة أذنبنا فتعالوا لنتب ، وإن أسأنا فتعالوا نستغفر
إن اعظم ما في التوبة هي حب الله تعالى وإنه نعم المولى ونعم النصير
(( أعتذر والله على طول طرحي ولكنه من جهل قلمي ))
لــحــظــه : { يقولون بأن كلمة الحق مرة ، أقول ولكن ثمرتها حلوة }
منقول بتصرفH[JJJtJJj hgJJJuJJdJJJJ,k lJJJJk hgJJ]lJJ,u>> Hl gJl dJuJJ] fJhgJrJgJf oJaJ
المفضلات