الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفا ... أما بعد

فبعد أن تكلمنا عن الحديث الصحيح وبعض ما يتعلق به , نناقش في درسنا هذا بإذن الله " الحديث الحسن " :

ولقد وضع العلماء للحديث الحسن العديد من التعريفات , لعل أقربها للصواب هو :

" ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عله "
ولعلكم تلاحظون أن الفرق بينه وبين الحديث الصحيح هو مدى ضبط راويه , ولنفرق جيدا بين الضبط والعداله , فالراوي إن لم يكن عدلا رد حديثه ولم يقبل " كأن يكون كذابا " , أما الضبط فهو على مراتب , فهناك من ضبطه وحفظه " سواء أكان ضبط صدر أم كتاب " في الذروه والأقل منه قليلا ممن يصحح حديثه , ومنهم من قد يخونه ضبطه " ويكون ذلك قليل " فهذا هو الذي يحسن حديثه , وهناك كثير الغلط وهو الذي يحسن حديثه إن تابعه عليه غيره , وهذه المراتب نناقشها تفصيلا في درسا القادم لأننا سنحتاجها بعد ذلك .

والحديث الحسن مثل الحديث لصحيح في الاحتجاج به .

وأول من أكثر من ذكر اسم الحسن هو الترمذي " ويبدو ذلك واضحا لمن طالع كتابه السنن "


وهنا سؤال : ما الذي يقصده الترمذي بقوله حديث حسن صحيح ؟؟
أرجو أن يبحث الإخوة بأنفسهم عن إجابة هذا السؤال , ثم نناقشها سويا .


وشاهد الدرس من الألفية :

[poem=font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
75-المُرْتَضَى فِي حَدِّهِ مَا اتَّصَلا= بِنَقْلِ عَدْلٍ قَلَّ ضَبْطُهُ وَلا
76-شَذَّ وَلا عُلِّلَ وَلْيُرَتَّبِ= مَرَاتِبًا والاِحْتِجَاجِ يَجْتَبِي
77-أَلْفُقَهَا وَجُلُّ أَهْلِ الْعِلْمِ= فَإِنْ أَتَى مِنْ طُرْقٍ اخْرَى يَنْمِي
78-إِلَى الصَّحِيحِ ، أَيْ لِغَيْرِهِ، كَمَا= يَرْقَىإِلَىالحُسْنِ الَّذِي قَدْ وُسِمَا
79-ضَعْفًا لِسُوءِالحِفْظِ أَوْ =إِرْسَالٍ اْوْتَدْلِيسٍ اْوْ جَهَالَةٍ إِذَا رَأَوْا
80-مَجِيئَهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى ، وَ مَا= كَانَ لِفِسْقٍ اْوْ يُرَى مُتَّهَمَا
81-يَرْقَى عَنِ الإِنْكَارِ بِالتَّعَدُّدِ =بَلْ رُبَّمَا يَصِيرُ كَالَّذِي بُدِي
82-وَالْكُتُبُ الأَرْبَعُ ثَمَّتَ السُّنَنْ=ِلدَّارَقُطْنِيْ مِنْ مَظِنَّاتِ الحَسَنْ [/poem]


وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .