أخي الحبيب بارك الله فيك

بالنسبة للحديث الأول :
قل له لو أصاب إنسان مرض في ذراعه مثلا فقرر الطب والعقل لزوم بتر هذا الذراع حتى لا ينتشر السم إلى الجسد كله فتموت فما هو الحل السليم ..

نسأل الله العافية للجميع لكن اليهود كانوا كذلك وجودهم متناثرين في الجزيرة أي العربية خطر علمه القاصي والداني .
لعله يقصد كما فهمت حديث : " أخرجوا اليهود من جزيرة العرب " صححه الألباني في الجامع
فنقول اليهود :

1- عاهدهم النبي عليه السلام فنقضوا عهدهم .
2- استأمنهم على أنفسهم فلم يأمن المسلمين منهم من اغتيالات وأذى حتى طال ذلك النبي عليه السلام .
3- أخرهم من المدينة وأمنهم وعاهدهم فنقضوا أيضا وتحزبوا مع المشركين لقتال المسلمين .
4- كان منهم شعراء لم يأمن من لسانهم النبي عليه السلام ولا المسلمين .
5- لم يُجلي النبي عليه السلام يهود بنوا قريظة فعليا من الجزيرة إلا بعد غزوة الأحزاب أي في نهاية السنة الخامسة من الهجرة وبعد أن حرضوا وانضموا للأحزاب في غزوة الأحزاب وكانت في الخامسة من الهجرة وبعدها غزوة بنو قريظة وإجلائهم أي أنهم خرجوا في أواخر العهد النبوي .

أما باقي اليهود فجاء التنبيه منه عليه السلام كما في الحديث أنه سيجليهم ويخرجهم من أرض العرب فمما سبق وهو باختصار عن موقف اليهود حين كانوا في الأرض ما موقفهم واليهود هم المرض وإن شئت قل هم السرطان الذي اذا لم تخرجه من الجسم أهلكه لا دواء له إلا إخراجه من الجسم الذي يُرجى تطبيبه .
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أن أعطاهم مهلة لجمع أغراضهم وبيع أصولهم وتحصيل أموالها ليهاجروا بها فكيف ينتقد هذا الموقف .


الحديث الثاني :
أولا من المقصود بالناس :
روى النسائي وأبو داوود من حديث أنس رضي الله عنه :
" أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وصلوا صلاتنا ، واستقبلوا قبلتنا .... الحديث "
صححه الشيخ الألباني .
فهذا الحديث يقيد اللفظ العام ويبينه أنه منزل على المشركين .

ثانيا :
قال الله عز وجل : " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
أي لأنهم يقاتلونكم كافة وهم بدءوكم فإن هذه الآية تحكم على المشركين جميعا بإهدار دمائهم ولأن السنة مكملة ومبينة للقرآن الكريم فكأن الحديث يفصل الأمر أكثر فيكون :

أمر رسول الله بقتال المشركين كافة وحيث كما يقاتلونا فقد أهدرت دمائهم أما من أسلم وأقام الشعائر فيعصم دمه الذي كان قد أهدر من قبل حتى لو اسلامه هذا في الظاهر فقط لماذا لأن الأصل عدم طلب القتال وذكرت الصلاة والزكاة لأنها من أركان الأسلام الظاهرية التي تبرهن على إسلام
القوم ولكن ما يدل على الأيمان الداخلي مثل الصيام واستطاعة الحج فأمر باطني فتعصم دماء القوم بما يظهروه من اسلام .

واذا نقض قوم أي من هذه الشعائر الأسلامية الظاهرة وأبطلوا حكم الله فيها نقضوا بذلك عصمتهم
وعادوا الى أصل أمرهم وهو إهدار دمائهم كما فعل أبوبكر ذلك مع مانعي الزكاة .

وأيضا ما يدل على أن الحديث ليس كما يفهم من ظاهره أن الله عز وجل شرع لأهل الكتاب الجزية وشرع للمشركين عبدة اللأوثان العهود والمواثيق فما كان بيننا وبين قوم مشركين عهد أو ميثاق لا يجوز قتالهم وبالتالي ليس شرط الكف عن قتال الناس هو الشهادة وإن كان المطلوب من كل الناس هو الشهادة .

والأصل عندنا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية " رواه البخاري ومسلم

ولعلك تستخلص من هذا الشرح :
1- الحديث مقتصر على المشركين .
2- قتال المشركين كافة الذين يقاتلونا كافة ما عدا أصحاب المعاهدات والمواثيق حتى ينقضوا .
3-ان النبي عليه الصلاة والسلام يبين كيف تعصم دماء المشركين وليس بالحديث أمر بالقتال على الحقيقة لأن الأمر بقتال المشركين الذين يقاتلون المسلمين سابق في القرآن .
فلا تعارض بينه وبين لا إكراه في الدين .
4- قبول اسلام القوم ولو بشعائر الأسلام الظاهرة لحقن الدماء ولأن الأصل عدم طلبه .
وهذا من سماحة الأسلام . لذلك لا يوجد تعارض بين الحديث النهي عن طلب القتال .

وأخيرا أقول هذا الشرح لك يا أخي في البدء وأنصحك كما أنصح إخواني بترك مناوشة ومناقشة النصارى خارج المنتديات الاسلامية .
دعوهم يأتون إلى هنا ليتعلموا الحق ولا نذهب الى هناك لنغرق في المُجادلات والمُناهقات السفسطائية فتضيع المجهودات .

وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وآله وصحبه ومن تبعهم