بسم الله الرحمن الرحيم
رد شبهة : هل كان ورقة يكتب الكتاب العبراني أم العربي ؟
نص الشبهة :
--------------------------
في البخاري :
108290 - عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارىء . قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، قلت ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم } . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني . فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، ابن عم خديجة ، وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا بن عم ، اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقاله له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى ، يا ليتني فيها جذع ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أومخرجي هم . قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه] وقال : يونس ومعمر (بوادره)
أما في مسلم :
37429 - حدثني عروة بن الزبير ؛ أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ؛ أنها قالت : كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ثم حبب إليه الخلاء . فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه . ( وهو التعبد ) الليالي أولات العدد . قبل أن يرجع إلى أهله . ويتزود لذلك . ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها . حتى فجئه الحق وهو في غار حراء . فجاءه الملك فقال : اقرأ . قال قلت : " ما أنا بقارئ " قال ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد . ثم أرسلني فقال : اقرأ . قال قلت : ما أنا بقارئ . قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد . ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد . ثم أرسلني فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم } [ 96 / العلق / الآية - 1 - 5 ] فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع . ثم قال لخديجة " أي خديجة ! ما لي " وأخبرها الخبر . قال " لقد خشيت على نفسي " قالت له خديجة : كلا . أبشر . فوالله ! لا يخزيك الله أبدا . والله ! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى . وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها . وكان امرأ تنصر في الجاهلية . وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب . وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة : أي عم ! اسمع من ابن أخيك . قال ورقة بن نوفل : يا ابن أخي ! ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم . يا ليتني فيها جذعا . يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أومخرجي هم ؟ " قال ورقة : نعم . لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " . وفي رواية : وأخبرني عروة عن عائشة ؛ أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي . وساق الحديث بمثل حديث يونس . غير أنه قال : فوالله لا يحزنك الله أبدا . وقال : قالت خديجة : أي ابن عم ! اسمع من ابن أخيك .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 160
خلاصة الدرجة: صحيح
قال خصوم الإسلام .. هنا اختلاف في عبارة بين رواية مسلم ورواية البخاري .. ففي رواية البخاري جاء عن ورقة أنه { وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب } .. أما في رواية مسلم { وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب } .. فهل كان ورقة يكتب الكتاب العبراني أم العربي ؟
--------------------------
والرد باختصار قبل تفصيله : إذا علمنا أن ورقة كان عارفا بالعربية وبلغة الإنجيل وقتها أي العبرانية .. فرواية البخاري تؤكد معرفة ورقة للعبرانية أما رواية مسلم فتؤكد معرفته للعربية .. ولا يمكن هنا الجزم باختلاف الروايتين وخطأ الرواي لأنه يجوز أن يكون الراوي روى الروايتين مرتين في موقفين مختلفين ..
كما أننا إذا تنزلنا جدلا مع خصوم الإسلام أن هناك اختلاف بين الروايتين فهذا لا يضر ، لأن الروايات عند اختلافها لا ترد جميعها وإنما يُتمسك بالقدر المشترك الثابت في جميعها ..
وبتفصيل أكثر :
من شرح النووي رحمه الله لرواية مسلم :
"قولها وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله تعالى أن يكتب هكذا هو في مسلم الكتاب العربي ويكتب بالعربية ووقع في أول صحيح البخاري يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية وكلاهما صحيح وحاصلهما أنه تمكن من معرفة دين النصارى بحيث إنه صار يتصرف في الإنجيل فيكتب أي موضع شاء منه بالعبرانية إن شاء وبالعربية إن شاء والله أعلم"
شروح النووي على مسلم : كتاب الإيمان » باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
http://ramadan.islamweb.net/newlibra...k_no=53&ID=472
ومن شرح ابن حجر رحمه الله لرواية البخارى :
"قوله : ( فكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ) ، وفي رواية يونس ومعمر : ويكتب من الإنجيل بالعربية . ولمسلم : فكان يكتب الكتاب العربي . والجميع صحيح ; لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتابة العبرانية فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي ، لتمكنه من الكتابين واللسانين ."
فتح الباري شرح صحيح البخاري : كتاب بدء الوحي .
http://ramadan.islamweb.net/newlibra...d=52&startno=2
وهكذا .. فإذا علمنا أن ورقة كان عارفا بالعربية لأنه تكلم بها وعارفا بالعبرانية لأنها لغة الإنجيل وقتها .. فرواية البخاري أكدت لنا معرفة ورقة للعبرانية أما رواية مسلم فأكدت لنا معرفته للعربية .. ولا يمكن الجزم هنا بوقوع اختلاف بين الروايتين وتخطئة الراوي لأنه يجوز أن يكون الراوي روى الروايتين مرتين في موقفين مختلفين ليتأكد لنا علم ورقة بالعربية والعبرانية .. وهذا ما قاله ابن حجر رحمه الله في شرحه لرواية البخاري عندما علق على قول خديجة رضي الله عنها "يا ابن عم" :
" قولها " يا ابن عم " هذا النداء على حقيقته ، ووقع في مسلم " يا عم " وهو وهم ; لأنه وإن كان صحيحا لجواز إرادة التوقير لكن القصة لم تتعدد ومخرجها متحد ، فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين ، فتعين الحمل على الحقيقة . وإنما جوزنا ذلك فيما مضى في العبراني والعربي ; لأنه من كلام الراوي في وصف ورقة واختلفت المخارج فأمكن التعداد ، وهذا الحكم يطرد في جميع ما أشبهه ."
فتح الباري شرح صحيح البخاري : كتاب بدء الوحي .
http://ramadan.islamweb.net/newlibra...d=52&startno=2
والحمد لله رب العالمين ..
ig ;hk ,vrm d;jf hg;jhf hgufvhkd Hl hguvfd ?
المفضلات