تعريف النسخ

جاء النسخ فى قولة تعالى

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

يقول الامام الطبرى فى تفسير هذة الاية ..

القول في تأويل قوله تعالى : { ما ننسخ من آية } يعني جل ثناؤه بقوله : { ما ننسخ من آية } إلى غيره
, فنبدله ونغيره . وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا , والمباح محظورا والمحظور مباحا
ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة
, فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ .


بمعنى بسيط النسخ هو تبديل حكم شرعى بحكم شرعى اخر..

والنسخ يكون فى الاحكام فى فقط ..

كما جاء فى حديث النبى علية الصلاة والسلام

كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها



كيف نعرف وقوع النسخ

النسخ لا يُعرف الا من الرسول صلى الله علية وسلم
او من اصحابة فقط ولا يُعرف النسخ من اى مُفسر مهما بلغ علمة
لان النسخ ليس محل اجتهاد اللهم الا عند المعارضة البينة
وهذا مستحيل الحدوث تقريبا ..


كما جاء فى الاتقان للسيوطى صفحة 1454




ويقول الامام ابن حزم فى الإحكام في أصول الأحكام


لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخر
أن يقول في شيء من القران والسنة هذا منسوخ إلا بيقين
لأن الله عز وجل يقول
وما أرسلنا من رسول ألا ليطاع بإذن لله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله
واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

و    : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ


فكل ما أنزل الله تعالى في القران أو على لسان نبيه ففرض اتباعه
فمن قال في شيء من ذلك إنه منسوخ فقد أوجب ألا يطاع ذلك الأمر
وأسقط لزوم اتباعه وهذه معصية لله تعالى مجردة وخلاف مكشوف
إلا أن يقوم برهان على صحة قوله وإلا فهو مفتر مبطل
ومن استجاز خلاف ما قلنا فقوله يؤول إلى إبطال الشريعة كلها
لأنه لا فرق بين دعواه النسخ في اية ما أو حديث ما وبين دعوى غيره
والنسخ في اية ما أو حديث ما وبين دعوى غيره النسخ في اية أخرى وحديث اخر

فعلى هذا لا يصح شيء من القران والسنة
وهذا خروج عن الإسلام وكل ما ثبت بيقين فلا يبطل بالظنون
ولا يجوز أن تسقط طاعة أمر أمرنا به الله تعالى ورسوله إلا بيقين نسخ لا شك فيه





شروط قبول النسخ


اذا كان النسخ من رسول الله فلا يكفينا سوى التأكد من سند الحديث

اما ان كان من الصحابى فيقول الدكتور يوسف القرضاوى فى كتاب فقة الجهاد

ان شروط القبول ثلاثة ..

الأول: أن يصح سنده عن الصحابي.

الثاني: ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى
، وقد لا يسلم له بذلك، فهو يكون رأيا منه يعارض برأي غيره.

الثالث: ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين،
وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق،
وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها.






هذا ايضا بالاضافة لما ذكرة الامام الطبرى ان النسخ فى الاحكام فقط ..

بخصوص الشرط الثانى
من السهل معرفة اذا كان القول بالنسخ من اجتهاد الصحابى
او نقلا من النبى صلى الله علية وسلم
من خلال تصريح الصحابى برفع الحديث الى رسول الله
او من خلال رأى باقى الصحابة فلو وجدنا صحابة لا تقول بالنسخ
وتعمل بالايات
فبالتأكيد القول بالنسخ من اجتهاد الصحابى


وبخصوص الشرط الثالث فربما ينسف موضوع النسخ اساسا

يتبع ...