أما قول كاتب الكتيب أن القصص القرآني مأخوذ من التوراة والأنجيل أو كما يقول حرفيا :
((عدا ذلك أن كثيراً من القصص الواردة في القرآن وردت في الكتاب المقدس ومن أمثال ذلك قصة يوسف - سورة يوسف - وقد تكون في القرآن مغيرة عن الأصل تغييراً يطابق التقاليد اليهودية المتأخرة أكثر من آيات التوراة المتقدمة كما شرحنا ذلك في كتاب تنوير الأفهام في مصادر الإسلام وكذلك يشتمل القرآن على مقتبسات كثيرة جداً من أسفار الكتاب المقدس لا يمكن تعليلها ولا فهمها إلا بمراجعة الأصل فنقتصر على ذكر واحدة منها)).
فنقول أن هذا نوع من التلبيس وإستغفال للقارئ النصراني والغرض منه إيهامه بأشياء لا وجود له خارج عقل صاحب الكتيب (في حالة وجود عقل) ونحن إنما نقول هذا لأن المسلمين يؤمنون بمن سبقهم من الرسل ويقص علينا القرآن قصصهم أيضا كما حدثت فوجود تشابه لا يعني شئ وإن كان له معني فهو صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وصدق القرآن المنزل عليه وحتي نؤكد للقارئ المسيحي الدجل الذي يقوم به صاحب الكتيب من تخريف بل وتحريف كتابه تعالوا معا لنري هل أخذ القرآن قصة يوسف عليه السلام من العهد القديم ام لا وأستعدوا للضحك لأن بقصة يوسف الموجودة في العهد القديم تخاريف لا يصدقها سوي المجانين ولإيضاح هذا وأثباته تعالوا نري التخريف بعينه إذ يذكر العهد القديم في سفر التكوين التالي :
39: 1 و اما يوسف فانزل الى مصر و اشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري من يد الاسمعيليين الذين انزلوه الى هناك
فنري هنا في هذا العدد أن من أشتري يوسف من الإسماعليين هو فوطيفار (خصي) فرعون رئيس الشرط هل لاحظ القاري كلمة خصي والتي تعني أنه بلا خصيتين و الخصي هو من تسل خصيتاه لكي تسلب رجولته و كان هذا العمل شائعا في الماضي كثيرا، خصوصا في العوائل الحاكمة و المالكة فكانوا يخصون الرجال الذين كانوا يترددون بين الحريم و يحتاج الى دخولهم الى بيت الحريم لاجل الخدمة و سائر الاعمال اللازمة لكي يضمنوا بشكل كامل عدم صدور خيانة منهم. ونتوقف في هذا العدد عند هذه النقطة ثم نكمل مع سفر التكوين أيضا فنجده يقول :
39: 7 و حدث بعد هذه الامور ان امراة سيده رفعت عينيها الى يوسف و قالت اضطجع معي
(((زوجة الخصي !!!!! ))) تطلب من يوسف أن يمارس معها الزنا وقد يسأل نصراني وماذا في هذا فنجيبه يالها من معجزة لا يأتي بمثلها سوي مغفل ولا يصدقها سوي من سفه نفسه فهل يمكن للخصي أن يتزوج هل للخصيان زوجات سبحان الله هذه المعجزة مع كل ما قرأت من كتب لم أجد لها مثيل خصي سلبت رجولته وله زوجة ومن يدري ربما عند إصدار النسخة المنقحة المعدلة ينجب أطفال أيضا .
أما الرواية القرآنية فتقول أنها كانت زوجة عزيز مصر أي أن سيده الذي أشتراه كان عزيز مصر وليس (((خصي !!)))
( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) [يوسف : 30].
والفرق بين النص القرآني والتوراتي هو الفرق بين الثريا والثري جاء النص القرآني ليكشف زيف وكذب النص التوراتي الملفق الذي وصل بمؤلفه من السفه بأن يجعل للخصي زوجة جاء النص القرآني ليعطينا الحكمة والموعظة ولم يأتي ككتاب مواليد وشهر عقاري ليذكر لنا الأسماء والأماكن بل ويناقض نفسه فيها كما نري في مئات الأعداد الملفقة في كتب اليهود والنصاري والتي سنذكرها في موضعها في الباب القادم .
وليسمح لي صاحب الكتيب أن أطرح سؤالا وأسأله لماذا لم يأخذ القرآن قصة مثل قصة شمشون عندما ربط الثعالب في بعضها البعض وأطلقها في حقول الفلسطنيين هل لسخف القصة مثلا أو لإنعدام الحكمة فيها ؟ ولماذا لم يقتبس أيضا قصة أو قصة لوط لما أغتصبته أبنتاه مثلا هل لسفالتها وللأسوة السيئة التي تقدمها القصة لمن يؤمن بمثل هذا الكتاب ؟ ولماذا لم ينتحل قصة دياثة أبراهيم وهو منكم براء هل لأنها تشجع مثلا علي إخراج جيل من القوادين ؟ ولماذا ولماذا ولماذا .... ولماذا ؟.
وننتقل الآن للفقرة التالية حيث يقول صاحب الكتيب ما نصه :
ورد في سورة آل عمران 3 :93 اسم إسرائيل بدل يعقوب وأنه حرم على نفسه طعاماً, فمن المستحيل أننا نقدر أن نفهم لماذا أبدل اسم يعقوب بإسرائيل وما هو نوع الطعام الذي حرمه على نفسه إلا بمراجعة التوراة, اُنظر سفر التكوين 32 :22-31 حيث تجد ذلك مشروحاً شرحاً وافياً .
وسورة آل عمران يقول فيها المولي عز وجل :
( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )[آل عمران : 93]
وسؤال صاحب الكتيب من باب التنطع فماذا سيستفيد الناس من معرفة سبب تغيير أسم يعقوب عليه السلام إلي إسرائيل ؟
أما ما أستفاده النصاري واليهود من معرفة سبب تغيير أسم يعقوب عليه السلام إلي إسرائيل وهو ما أخفاه صاحب الكتب وخجل من إيراد النص بسببه هو كفر ما بعده كفر ولمعرفة مدي إستفادة النصاري واليهود بهذا النص دعونا نراجع النص التوراتي المشار إليه والذي هو أجدر به أن يوضع في كتاب الكوميديا الإلهية (هذا إن رضي مؤلفه) حيث يقول شارحا سبب تسمية يعقوب عليه السلام بإسرائيل فيقول مخبرا عن يعقوب :
" ثم قام في تلك الليلة و اخذ امراتيه و جاريتيه و اولاده الاحد عشر و عبر مخاضة يبوق . اخذهم و اجازهم الوادي و اجاز ما كان له . فبقي يعقوب وحده و صارعه انسان حتى طلوع الفجر . و لما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه . و قال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني . فقال له ما اسمك فقال يعقوب . فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت . و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه و نجيت نفسي ."
وفي القصة تخريف وتحريف وتجديف غني عن الشرح ولكنا سنشرحه لمن في قلبه مرض عسي أن يهديه الله ويشرح صدره فنجد النص يقول أن يعقوب (تصارع مع الرب !!!!؟؟؟؟؟) ولم يقدر عليه الرب ولم يطلقه أي لم يطلق يعقوب الرب ليعود ولا أدري أين يعود ومن أين أتي ربهم وماعلاقة طلوع الفجر بطلبه من يعقوب إطلاقه هل هو مثل سندريلا مثلا مرتبط بموعد ينتهي فيه مفعول السحر أم أنهم يعبدون دراكولا مثلا أم ماذا ؟ ثم نجد يعقوب يطلق علي أسم المكان الذي (صارع !!!) فيه الرب فنيئيل وذلك لأنه علي حد قول مؤلف السفر المحرف رأي الله وجه لوجه وهو تحريف تشهد عليه كتب اليهود والنصاري نفسها إذ أنه من المفترض عندهم أن الله لا يراه احد كما جاء في في رسالة تيموثاوس الأولي إذ يقول بولس عن الله :
6: 16 الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه الذي له الكرامة و القدرة الابدية امين
ويقول عنه كاتب إنجيل يوحنا 18 :1 " الله لم يره أحد قط ".
وايضا يخبرنا صاحب رسالة يوحنا الأولي 4 : 12 " الله لم ينظره أحد قط "
ولكن لكثرة التحريفات نجد أن يعقوب رأي الرب وتصارع معه ولا ندري هل كان يصارعه وهو مغمض العينين وما هي الحكمة المستفادة من هذه القصة أساسا ونري ايضا تناقضا رهيبا أخر في موضوع رؤية وجه الله في قصة موسي ايضا الذي رأه وجها لوجه بحسب ما يخبرنا سفر الخروج الذي يقول فيه محرفه :
33: 11 و يكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه.
هل لا حظتم عبارة " كما يكلم الرجل صاحبه" والتي تؤكد رؤية موسي لوجه الله والآن نمضي للأمام تسعة أعداد فقط في نفس السفر فنجد قصة تحكي عكس هذا تماما إذ يقول محرف السفر :
33: 20 و قال لا تقدر ان ترى وجهي لان الانسان لا يراني و يعيش .
فهل رأي موسي وجه الله أم لم يره ؟؟؟
يتبع ان شاء الله
المفضلات