صفحة 10 من 11 الأولىالأولى ... 67891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 103
 
  1. #91

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان أربعة و أربعون (244):
    - يقول القرآن: {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ} [الأعراف:127] إن هذا معناه أن التذبيح كان بعد مجىء موسى بالرسالة, ثم يقول: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ} [القصص:4] أى أن التذبيح كان قبل رسالة موسى, فما هذا التخبط؟

    الرد:
    - إن التذبيح كان قبل رسالة سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - وبعدها, بدليل قول الله تعالى: {قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف:129] وقد كان التذبيح قبل رسالته - كما نعلم - لخوف فرعون من الرؤيا التى رآها, والتى أوَّلَها له جلساؤه بأن زوال مُلْكه سيكون على يد أحد أبناء بنى إسرائيل. أمّا التذبيح الثانى فكان استمراراً للأول, بل كان أشد منه, كمن يُحكَم عليه بقضاء عدة سنوات فى السجن, ثم حين يُعرَض على القاضى مرة أخرى عند نهاية المدة التى قضاها فى السجن, يأمر بتمديد حبسه لمدة أطول من الأولى. فالتذبيح الأول كان فرعون يأمر به عاماً ويترك عاماً, أمّا بعد رسالة سيدنا موسى, فقد تكبر فرعون وطغى وتجبر, وأمر جنوده بتذبيح أبنائهم كل عام.
    وبمناسبة التذبيح (مع الفارق) فقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض بين أمر الرب بعمل مُحْرَقات وذبائح خَطِيَّة, وعدم الأمر بها, ونحن لا نستطيع ذكر جميع النصوص التى وردت بها المحرقات وذبائح الخطية لكثرتها (وخصوصاً فى سفر اللاويين) ونكتفى بذكر واحد منها, ثم نتبعه بنقيضه:
    وفى اليوم الثامن دعا موسى هَرُون وبنيه وشيوخ إسرائيل وقال لِهَرُون خُذ لك عِجْلاً ابن بقر لذبيحة خَطِيَّة وكبشاً لمحرقة صحيحين وقدمهما أمام الرب... وتقدِمَة ملتوتة بزيت. لأن الرب اليوم يتراءى لكم... ثم قال موسى لِهَرُون تقدم إلى المذبح واعمل ذبيحة خطيَّتك ومُحْرَقتك وكفَّر عن نفسك وعن الشعب واعمل قربان الشعب وكفَّر عنهم كما أمر الرب... وغسِّل الأحشاء والأكارع وأوقدها فوق المحرقة على المذبح... وأما الصدران والساق اليمنى فرددها هَرون ترديداً أمام الرب كما أمر موسى... فتراءى مجد الرب لكل الشعب وخرجت نار من عند الرب وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم. فرأى جميع الشعب وهتفوا وسقطوا على وجوههم (لاويين: الإصحاح9)
    هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل. ضُمُّوا مُحْرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً. لأنى لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة مُحْرقة وذبيحة. بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً اسمعوا صوتى فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لى شعباً (إرميا7: 21-23), والله أعلم.




    الشبهة المائتان خمسة و أربعون (245):
    - إن القرآن يعطى معلومات مختلفة عن خلق الإنسان, فمرة يقول إنه خلق من {تُرَابٍ} [الحج:5] ومرة من {حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر:28] ومرة من {طِينٍ لَّازِبٍ} [الصافات:11] ومرة {مِن نُّطْفَةٍ} [يس:77] ومرة {مِّن مَّاء مَّهِينٍ} [المرسلات:20] فما كل هذا التخبط؟

    الرد:
    - إن هذا ليس من التخبط فى شىء, ولكنه عرض لصور مختلفة من أطوار خلق الإنسان, كما قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [نوح:14] فقد كانت بداية خلق الإنسان من التراب الذى مُزجَ بالماء فصار طيناً {طِينٍ لَّازِبٍ} ثم تجمد هذا الطين, وجُعِلَ فيه تجويف من الداخل, فأصبح كالفخار {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن:14] وكان هذا الفخار متغير الرائحة {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر:26] ثم نفخ الله فيه من روحه فأصبح إنساناً سوياً, وهو سيدنا آدم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) ثم جاء نسله بعد ذلك من {مَّاء مَّهِينٍ} وقد اكتشف العلماء أن عناصر التربة نفسها موجودة فى الإنسان, وهى الحديد, والماغنسيوم, والبوتاسيوم, والصوديوم, والكالسيوم... إلخ, مما يؤيد خلقه منها, حتى إنهم اكتشفوا أن نسبة المواد الصلبة فى الإنسان إلى الماء كنسبة اليابسة إلى الماء على وجه الكرة الأرضية. أما مراحل تكوين خلق الإنسان فى بطن أمه, فقد ذكرت فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:12-14] (وقد تكلمنا عن هذه الآية ومطابقتها للعلم فى الرد على الشبهة رقم (28) وبالله التوفيق) وبعد موت الإنسان يرجع إلى أصل تكوينه, لأن أى بناء يُبنَى من أسفله إلى أعلاه, ولكن عند هدمه يُهدم من أعلاه إلى أسفله, وهذا ما يحدث فى الإنسان, فإن بداية خلقه كانت من التراب, وآخر شىء كان نَفْخ الروح فيه, فعند موته تخرج روحه أولاً, ثم ينتفخ وتتصلب أعضاؤه كالفخار, وتتغير رائحته كالحمأ المسنون, ثم تتفتت أنسجته ويتميَّع كالطين, ثم يصير تراباً, والله أعلم.




    الشبهة المائتان ستة و أربعون (246):
    - إن القرآن يقر بأن إبراهيم كان مشركاً, فقد ذكر قوله: {هَـذَا رَبِّي} على الكوكب والقمر والشمس, فى الآيات (76-78) من سورة (الأنعام) فى حين أنه يمدحه فى آيات كثيرة, فكيف يثنى عليه والشرك عندكم أعظم الذنوب بنص القرآن؟

    الرد:
    - كيف نرد على من اتهم سيدنا إبراهيم بالشرك, وهو أبو الأنبياء, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ وهل يُعقل أن يصفه القرآن بالشرك, بعد أن وصفه بقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120]؟ إن ما جاء فى الآيات الكريمات من سورة (الأنعام) هو من باب مجاراة الخصم فى الحجة, فهو يستدرج قومه ليؤمنوا بالله سبحانه وتعالى, ولكن بأسلوب مُشوِّق, يأخذ بأيديهم خطوة خطوة, ليصل بهم إلى التوحيد, بدليل قول الله تعالى بعد سرد قصة محاورته مع قومه: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:83] فهى حجة آتاها الله سيدنا إبراهيم على قومه, فكيف يؤتيه إياها, ثم يصفه بالشرك من أجلها؟ إن هذا الأسلوب الذى أُوتِيَه سيدنا إبراهيم فى الإقناع, لم يأتِ فى هذه الآيات وحدها, بل جاء ما هو مشابه له فى آيات أخرى, كما حدث عندما كسر أصنامهم, وقالوا له: {أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء:62] فأشار بإبهامه إلى أكبر أصنامهم, وقال لهم: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} ليثوبوا إلى رشدهم, وليعلموا أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر, وقد أقنعهم بذلك فعلاً, بدليل قول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} ولكن بعد اقتناعهم, أصروا على كفرهم {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ} وأمروا بحرقه {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} فأنجاه الله سبحانه وتعالى من النار {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}
    وجدير بالذكر هاهنا أن نذكر تناقضاً ورد فى الكتاب المقدس بشأن سيدنا إبراهيم, على نبينا وعليه الصلاة والسلام: فدعا إبراهيم ذلك الموضع يهوه يَرأَه. حتى إنه يُقال اليوم فى جبل الرب يُرى (تكوين22: 14) ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحَق ويعقوب بأنى الإله القادر على كل شىء. وأما باسمى يهوه فلم أُعرَف عندهم. (خروج6: 2-3) إن النَّص الأول يثبت لسيدنا إبراهيم أنه عرف ربه باسم (يهوه) وأنه سمى المكان الذى أُمِرَ فيه بذبح ابنه (يهوه يَرأه) أمّا النَّص الثانى فقد نفى عنه معرفة ربه بهذا الاسم, والله أعلم.















  2. #92

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان سبعة و أربعون (247):
    - يتناقض القرآن مع نفسه فيقول: {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [الروم:26] ثم يقول: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [الأنعام:116] ويتحدث فى آيات كثيرة عن قصص الكافرين والمكذبين لرسلهم, فكيف يقنت ويخشع له كل من فى السموات والأرض, وقد كفر به هؤلاء؟

    الرد:
    - إن كلمة {قَانِتُونَ} ليست بمعنى (مؤمنون) أو (طائعون) ولكنها بمعنى (خاضعون) أى خاضعون لإرادته رغماً عنهم, فالمؤمن والكافر, والمطيع والعاصِى, والبَرّ والفاجر, لا يستطيعون الخروج عن مشيئته سبحانه وتعالى, فهم مقهورون على كثير من الأشياء, لا يستطيعون تغييرها. فمثلاً: هل يستطيع أحد أن يغير شيئاً فى خِلْقته, سواء كان لون بشرته, أو طوله وقِصَرَه, أو قسمات وجهه؟ هل يستطيع أن يتحكم فى ضربات قلبه, أو نفَسِه, أو حركة أمعائِه؟ هل يستطيع ألا يمرض, أو يموت, أو تصيبه الشيخوخة... إلخ؟ أما كونه كافراً أو عاصياً, فلأنه مخير بين الإيمان والكفر, وبين الطاعة والمعصية, ليُجازَى يوم القيامة بعمله, أما لو كان مجبراً على الطاعة (كالملائكة) فكيف يكون اختباره إذن؟ إن الملائكة وجميع المخلوقات - عدا الإنس والجن - مجبولون على الطاعة, لا يستطيعون الخروج عنها, ولا الفكاك منها, ولذلك فليس لهم جنة أو نار, أما الإنس والجن فهم المعنيون بالتكليف, والثواب والعقاب, إذن فالآية الأولى تتكلم عن الأشياء التى جُبِل الإنس والجن عليها, ولا اختيار لهم فيها, والله أعلم.




    الشبهة المائتان ثمانية و أربعون (248):
    - إن القرآن يتناقض مع نفسه, فيقول: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38] أى أن فرعون ادَّعى الألوهية, ثم يثبت فى آية أخرى أن فرعون نفسه كان له آلهة أخرى, فيقول: {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف:127]

    الرد:
    - قال بعض المفسرين: إن معنى الآية الثانية (ويذرك وعبادتك) أى أنهم سيتركونه ويتركون عبادته, كما قرأها على بن أبى طالب, وعبد الله بن عباس - رضوان الله عليهم -{ويذرك وإلاهَتك} أى (وألوهيتك) وقال بعضهم: إن فرعون صنع لهم أصناماً صغيرة, وأمرهم أن يعبدوها لتقربهم إليه, وكأنه صنع هذه الأصنام على صورته, لتذكرهم به ويعبدوه فى كل مكان, ولذلك قال لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] أى أنه أعلى من كل هذه الأصنام.
    ومن يطَّلِع على التاريخ المصرى القديم, ويدرس ديانة الشعب وفراعنته, يجد كثيراً من المعبودات والتماثيل والطقوس والرموز والمعابد لها فى كل أقليم ولكل موسم ولكل مناسبة, ولما أراد بعضهم ضمها وتوحيدها ظهرت لهم معبودات أكبر مثل: (آمون) و(آتون) و(رَعْ) وقد ادَّعى فرعون أنه ابن الإله, ثم ادَّعى أنه هو الإله نفسه, ووافقه الكهنة, والله أعلم.




    الشبهة المائتان تسعة و أربعون (249):
    - يتناقض القرآن مع نفسه فى مسألة فرعون, فمرة يثبت أنه نجا, فيقول: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:92] ومرة يثبت أنه غرق فيقول: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص:40]

    الرد:
    - هل قال الله سبحانه وتعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} وانتهى الأمر؟ أم أنه قيَّدها بقوله: {بِبَدَنِكَ}؟ إن فرعون قد أغرقه الله جل وعلا, ولكنه أمر البحر أن يطرد جثته على الشاطئ, لتكون عبرة لمن جاء بعده, بينما اختفت جثث جيشه ودوابِّهم, وهو معنى قوله تعالى: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} وقد أثبتت الأبحاث العلمية التى أُجْرِيَت على موميائِه أنه مات غرقاً, وقد ذكرنا بعض آيات الله سبحانه وتعالى فى نجاة جثة فرعون, فى الرد على الشبهة رقم (355) وبالله التوفيق.
    وقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض بين الأماكن التى مات فيها سيدنا هارون, على نبينا وعليه الصلاة والسلام:
    ففعل موسى كما أمر الرب وصعدوا إلى جبل هور أمام أعين كل الجماعة. فخلع موسى عن هَرُون ثيابه وألبس العازار ابنه إياها. فمات هَرُون هناك على رأس الجبل. (عدد20: 27-28)
    فصعد هَرُون الكاهن إلى جبل هور حسب قول الرب ومات هناك (عدد33: 38) يتضح من هذين النصَّيْن أن سيدنا هارون مات على جبل هور, ثم يأتى النَّص التالى فيقرر أنه مات فى موسير, وعلى هذا يكون قد مات مرتين فى مكانين مختلفين:
    وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بنى يعقان إلى موسير. هناك مات هَرُون (تثنية10: 6), والله أعلم.














  3. #93

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان و خمسون (250):
    - يقول القرآن: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [فاطر:10] ثم يناقض نفسه, فيقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8] فهل العزة لله, أم له ولرسوله وللمؤمنين؟

    الرد:
    - إن العزة لله سبحانه وتعالى, ولكنه يعز من يشاء ويذل من يشاء, يعز أولياءه ويذل أعداءه {وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} [آل عمران:26] فعِزَّة الرسول - صلى الله عليه و سلم - وأتْباعه من عِزَّة الله جل وعلا, أى أنه هو الذى وهبها لهم, والله أعلم.



    الشبهة المائتان واحد و خمسون (251):
    - يقول القرآن إن نوحاً دعا على قومه فأغرقهم الله, فى حين أنه يعكس ترتيب الأحداث, فيقول: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً{25} وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح:25-26] فكيف يغرقهم ربهم, ثم يدعو عليهم نبيهم؟

    الرد:
    - إن هذا ليس ترتيباً زمنياً للأحداث, ولكنه ترتيب حسب أهميتها, كما ذكرنا مثل ذلك فى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ} [الرحمن:1-3] (فى الرد على الشبهة رقم 463) فالله سبحانه وتعالى أغرق قوم نوح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بسبب خطيئاتهم {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} وكان هذا جزاؤهم المقدَّر عنده جل وعلا, سواء دعا عليهم نوح أو لم يَدْعُ, ثم جاء ذكر دعائه عليهم, رغم أنه حدث قبل إغراقهم, ولو جاء قبله لظننا أن إغراقهم كان بسبب هذا الدعاء. وقد كانت سُنَّة الله فى الأمم السابقة أن يهلكهم إن لم يؤمنوا بأنبيائهم, كما فعل مع قوم هود, وصالح, ولوط, وغيرهم, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40], والله أعلم.




    الشبهة المائتان اثنان و خمسون (252):
    - يقول القرآن: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [مريم:64] إن هذا معناه أن الله لا ينسى, ثم تأتى الآيات التالية فتثبت له النسيان: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ} [الأعراف:51] {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} [السجدة:14] {الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ} [الجاثية:34]

    الرد:
    - حاشا لله سبحانه وتعالى أن ينسى, لأن النسيان صفة نقص, وهو مُحال على الله جل وعلا, أما آيات (الأعراف) و(السجدة) و(الجاثية) فليس معناها أن الله سبحانه وتعالى ينسى الكفار بالمعنى المقصود فى السؤال, ولكن معناها أنه يعاملهم معاملة النّاسِى, أى أنه يهملهم ويتركهم فى جهنم (والعياذ بالله) ولا يستجيب لدعائهم, وتضرعهم, واستغاثتهم, وكأنه نَسِيَهُم, كما نسوا توحيده وأوامره ونواهيه فى الدنيا, بدليل أن كل آية بها ما يدل على هذا المعنى, فالآية الأولى تقول: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} والثانية تقول: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} والثالثة تقول: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} ولكن هل الكفار نسوا توحيد الله وأوامره ونواهيه بالمعنى الظاهرى, أم أنهم نسوها بمعنى أنهم لم يمتثلوا لها؟ فهى إذن معاملة بالمثل, وقد قلنا فى أكثر من إجابة إن هذا يسمى فى اللغة بالْمُشاكَلَة اللفظية. كما أن الذى ينسى نسياناً حقيقياً يخبر عن الشىء الذى نسِيَه بعدما يتذكره, ولكن الله سبحانه وتعالى يخبرهم أنه نسيهم, ولو كان المقصود من قوله جل وعلا هو الفهم الظاهرى للنسيان لَمَا قال لهم هذا, إذ كيف يقول إنه نسِيَهم وهو يخاطبهم؟ ولكنه - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - كمن يقول لمن يضعه فى السجن: (سأرميك فى السجن وأنساك) أى أنه لن يفرج عنه أبداً, والله أعلم.



    الشبهة المائتان ثلاثة و خمسون (253):
    - يتناقض القرآن مع نفسه, فيقول: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر:42] ثم يقول عن آدم وزوجته: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة:36] ويقول عن موسى: {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [القصص:15] ويقول لنبيكم: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ} [الأعراف:200] إن هذه الآيات تثبت سلطان الشيطان على هؤلاء الأنبياء.

    الرد:
    - إن هذا لا يعتبر سلطاناً على الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم) لأن السلطان المنفى عن الشيطان على عباد الرحمن هو سلطان الغِواية والضلال, كما حكاية عن إبليس: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر:39-40] ولكن لا مانع من وسوسته للمؤمنين بفعل بعض الصغائر, أو بصرفهم عن عظيم الطاعات إلى ما هو أقل منها, لأنه لا يجرُؤ أن يوسوس لهم بالكفر, أو الشرك, أو الكبائر, ولكنهم فى الغالب لا يطيعونه حتى فى الصغائر, وإن أطاعوه فسرعان ما يستغفرون الله جل وعلا.
    وقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض فى من حرَّض سيدنا داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - على محاربة إسرائيل, إذ يقول:
    وعاد فحمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً امضِ وأحصِ إسرائيل ويهوذا. (صموئيل الثانى24: 1) ثم يقول:
    ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصى إسرائيل. (أخبار الأيام الأول21: 1)
    فالنَّص الأول يقول إن الله سبحانه وتعالى هو الذى جعل داود يحارب إسرائيل, والنَّص الثانى يقول إن الشيطان هو الذى أغواه حتى يحاربهم, والله أعلم.













  4. #94

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان أربعة و خمسون (254):
    - يقول القرآن: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7-8] بينما يقول فى آية أخرى: {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء:14] إذن الأمر غير واضح فى مسألة الحساب, فهل تُقرأ الأعمال يوم القيامة أم تُرى؟

    الرد:
    - إن الأعمال يوم القيامة تُرى وتُقرأ, ولقد استطاع الإنسان فى العصر الحديث أن يسجل كل شىء بالصوت والصورة, ألا يستطيع من وهبه العقل أن يفعل ذلك؟ أيعطيه السمع وهو لا يسمع؟ أيعطيه البصر وهو لا يبصر؟ أيعطيه العلم وهو لا يعلم؟ وهل هذا يُعقَل؟ إن فاقد الشىء لا يعطيه, حكاية عن الكفار: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:49] ولكن هناك أمراً هاماً.. فقد يرى العبد فى كتاب أعماله يوم القيامة أنه يصلى, أو يحج, أو يجاهد... إلخ, ولكن الصورة فى هذه الحالة لا تُغنى, فقد يكون الذى رآه من طاعة كان رياءً أو نفاقاً, ولكن المقروء هو الأخطر, لأنه لابد أن يصدِّق المقروء المنظور فى أن هذه الطاعة كانت خالصة لله, أما إذا كان المقروء مخالفاً للمنظور, فقد يكون المنظور وَبالاً على صاحبه, لأنه يرى ما فعل أنه كان لغير وجه الله, فلا يُثاب عليه. ومن البديهى أن من يقرأ لابد له أولاً أن يرى ما يقرؤه, أما إذا لم يره فلا يستطيع إذن أن يقرأه, وصدقت الأيتان بما فيهما من الرؤية ثم القراءة, والله أعلم.




    الشبهة المائتان خمسة و خمسون (255):
    - ينفى القرآن أنه بُعِثَ من النساء أنبياء أو رُسُل, فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف:109] وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ} [النحل:43] و[الأنبياء:7] ثم ناقض نفسه, فقال: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى} [طه:38] وقال: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [القصص:7]

    الرد:
    - نود أن نسألكم.. حينما قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل:68] فهل اتخذ من النحل أنبياء ورسلاً؟ وحينما قال عن الأرض: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة:5] فهل أصبحت الأرض نبية أو رسولة؟ إن الله سبحانه وتعالى لم ينفِ الوحى عن غير الرجال, ولكنه نفى الرسالة, فارجعوا إلى الآيات التى ذكرتموها, فستجدوها قالت: {وَمَا أَرْسَلْنَا} ولم تقل (وما أوحينا) أمّا الوحى الذى أوحاه الله لأم سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فهو وحى إلهام وتوفيق, وليس وحى رسالة, وأما النحل والأرض فوحيهما وحى أمر وقهر. وقد شاع بين الفلاسفة, والحكماء, والأطباء, وأهل التربية والتدريب, ما يُعرف بفن (الإيحاء) فى العلاج, والتأثير النفسى, على نطاق واسع, ووجدوه وحى إلهام, تصنعه قوة وجاذبية عند شخصية من يمارسه, ويتم بوسائل سمعية, أو بصرية, أو عقلية, وحتى بالتنويم والتخدير {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى}, والله أعلم.




    الشبهة المائتان ستة و خمسون (256):
    - يقول القرآن: {قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] ويقول: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً} [النساء:42] فالآية الأولى معناها أن المشركين يكذبون على الله, والثانية معناها أنهم لا يكذبون عليه, فما هذا التناقض؟

    الرد:
    - المشركون حين يرون أهوال يوم القيامة, ويعلمون أنهم كانوا على الباطل, وأن المؤمنين كانوا على الحق, يحاولون أن يكذبوا على الله جل وعلا حتى ينجيهم, فيقولوا: {وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وهم أغبياء فى ظنهم هذا, لأن الله عز وجل {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [سبأ:3] والله سبحانه وتعالى قد بين فى الآية التى تليها من سورة (الأنعام) أنهم بفعلهم هذا قد كذبوا على أنفسهم, فقال: {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} وحين كذبوا على أنفسهم, وأنكروا أنهم كانوا مشركين, ختم الله على أفواههم, وأنطق جوارحهم بما كانوا يفعلون, كما قال جل وعلا: {حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت:20] ونُطْق جوارحهم بأعمالهم تأويل لقوله تعالى: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً} وهذا المعنى قد وضحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قوله: ((يقول العبد يوم القيامة: يا رب ألم تُجِرْنى من الظلم؟ فيقول: بلى, فيقول: إنى لا أُجيزُ على نفسى إلا شاهداً منى, فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً, فيختم على فِيهِ, ويقال لأركانه: انطقى, فتنطق بأعماله, ثم يُخلَّى بينه وبين الكلام, فيقول: بُعداً لكُنَّ وسُحقاً, فعنكن كنت أُناضل)) [صحيح الجامع:8134] والكذب على الله يوم القيامة ليس خاصاً بالكافرين, بل يشمل المنافقين أيضاً, كما حكى عنهم القرآن فى قوله: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [المجادلة:18], والله أعلم.




    تمت
    و












  5. #95

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    زعم تناقض القرآن الكريم مع السنة




    الشبه المائتان سبعة و خمسون (257):
    - يقول القرآن: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67] ثم يقول نبيكم: ((ما زالت أكلة خيبر تعاودنى كل عام حتى كان هذا أوان قطع أبهرى)) [صحيح الجامع:5629] فكيف يعصمه الله من الناس, ثم يموت مسموماً؟

    الرد:
    - إن الذى سأل هذا السؤال لم يفهم معنى الآية الكريمة, ففى هذه الآية يُطَمْئِنُ الله عز وجل رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيمكِّنه من تبليغ رسالته, فلا يقدر أحد على منعه من تبليغها, والمنع إما يكون بالقتل أو الحبس أو النفى, والحمد لله لم يحدث أى شىء من هذا, حتى أتم تبليغ رسالة ربه جل وعلا, وكانت آخر آية نزلت عليه فى حجة الوداع, هى قول الله جل وعلا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] وكان من خطبته - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع فى يوم عرفة أن قال لهم: ((ألا هل بلَّغت.. اللهم اشهد)) قالها ثلاثاً, وهو يرفع إصبعه الشريفة نحو السماء, ثم يخفضها نحوهم. والدليل على عصمة الله له فى السؤال نفسه.. كيف؟ هم يقولون إن نبيكم مات مسموماً - وهذا حق - ولكنا نريد أن نسألهم: لماذا لم يَمُت فى حينها, وقد كان سُمّاً زُعافاً بمجرد أن أكل منه سيدنا بِشْر - رضي الله عنه - مات فى حينها؟ فالحمد لله أن الحجة عليهم فى سؤالهم. أما بعد تبليغ الرسالة فقد انتهت مهمته, وأراد الله سبحانه وتعالى أن يجمع له بين أجر الشهادة, وأجر النبوة والرسالة, حتى لا يكون أى نبى أفضل منه, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
    وقد وردت فى الكتاب المقدس تناقضات كثيرة بشأن صلب المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فمعظم رواياتهم تقول إنه صُلِب, فى حين أن الروايات الأخرى تقول إنه تنبأ بأنه سينجو من اليهود, وأنهم لن يستطيعوا الوصول إليه, ونحن لا نناقش مسألة صلبه, لأن هذا يطول شرحه, ولكن سنورد فقط بعض ما تنبأ به من نجاته, ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتب الشيخ (أحمد ديدات) رحمه الله تعالى:
    سمع الفريسييون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فأرسل الفريسييون ورؤساء الكهنة خدّاماً ليمسكوه. فقال لهم يسوع أنا معكم زماناً يسيراً بعد ثم أمضى إلى الذى أرسلنى. ستطلبوننى ولا تجدوننى وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. (يوحنا7: 32-34) وحتى لا تقولوا ربما كان قصده أن هذا بعد موته, أى أنه فى الآخرة, يَرُدّ عليكم ما جاء فى الإصحاح نفسه: وكان قوم منهم يريدون أن يمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه الأيادى فجاء الخدّام إلى رؤساء الكهنة والفريسيين. فقال هؤلاء لهم لماذا لم تأتوا به. (يوحنا7: 44-45)
    قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضى وستطلبوننى وتموتون فى خطيِّتكم. حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود ألَعَلَّه يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال لهم أنتم من أسفل. أما أنا فمن فوق. أنتم من العالم. أما أنا فلست من العالم... فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمنى أبى. والذى أرسلنى هو معى ولم يتركنى الآب وحدى لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه (يوحنا8: 21-29) وحتى لا تقولوا - أيضاً - إن هذا يوم القيامة يقول آخر الإصحاح: فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً فى وسطهم (يوحنا8: 59) ومما يدل على أن اليهود فهموا أن هذا فى الدنيا.. قولهم: (ألعله يقتل نفسه) وحتى لا تظنوا أن قوله: (أنتم من العالم. أما أنا فلست من العالم) خاص به, أى أنه ليس من عالم البشر - كما تزعمون - فقد قالها عن أتْباعه أيضاً: أنا قد أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أنى لستُ من العالم. (يوحنا17: 14)
    لأنى أقول لكم إنكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب (متى23: 39) فى هذا النَّص يجزم لليهود أنهم لن يروه من هذه اللحظة حتى يأتى للعالم مرة أخرى, وهذا يتوافق مع عقيدتنا فى أنه نجا من اليهود, ولم يُصلَب, وأنه سينزل آخر الزمان.
    هُوَذا تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدى. وأنا لست وحدى لأن الآب معى. قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىَّ سلام. فى العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثِقُوا. أنا قد غلبت العالم (يوحنا16: 32-33) إن هذا يعنى أن الله لن يتركه, وسوف ينجيه, ولكنه تركه (بزعمكم) وها هو يعاتبه: صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلى إيلى لِمَا شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى. (متى27: 46)
    ألا ترَوْنَ معنا أن بعض عبارات هذه النصوص تتوافق مع عقيدتنا بأن المسيح لم يُصلَب, وأن الله رفعه إليه؟ وإلا- فماذ يعنى قوله: (ثم أمضى إلى الذى أرسلنى. ستطلبوننى ولا تجدوننى وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا)؟ وقوله: (حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا)؟ وقوله: (أنتم من أسفل. أما أنا فمن فوق.)؟, والله أعلم.





    الشبهة المائتان ثمانية و خمسون (258):
    - تقولون إن نبيكم كانت له معجزات مُشاهَدَة غير القرآن, مع أن القرآن ينفى ذلك, فيقول: {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:109] ويقول: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً{94} قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً} [الإسراء90-95] فكيف نفهم هذا التناقض؟

    الرد:
    - قد أوضحنا فى الرد على الشبهة رقم (452) أن الله لو أجاب المشركين فيما طلبوه من الآيات, ثم لم يؤمنوا بها, لأهلكهم, كما ورد فى قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة:115] وقوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} [الإسراء:59] فالله سبحانه وتعالى لم يُجِبْهم فيما طلبوه, لأنه يعلم أنهم سيكذبونه, وببعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انقطع عذاب الاستئصال الذى كان يصيب الأمم السابقة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ولكن الله عز وجل لم يحرم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المعجزات الحسية, مثل حديث الذئب الذى رواه الإمام أحمد بإسناد جيد, والترمذى, والحاكم بإسناد صحيح, عن أبى سعيد الخدرى - رضي الله عنه - قال: عدا ذئب على شاة, فطلبه الراعى فانتزعها منه, فأقعَى الذئب على ذَنَبِه (أى قعد) وقال: ألا تتقى الله؟ تنزع منى رزقاً ساقه الله إلىَّ؟ فقال الراعى: يا عجبا! ذئب مُقْعٍ على ذَنَبِهِ يكلمنى بكلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق, يدعو الناس إلى الهدى والحق وهم يكذبونه, فأقبل الراعى يسوق غنمه حتى دخل المدينة, ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله الرسول ماذا فعل الذئب؟ فتعجب الرجل وأخبره بما كان من شأنه, فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنودى بالصلاة جامعة, فقال للأعرابى: ((أخبرهم بما شاهدته, يُسَرُّوا ويزداد إيمانهم)) فأخبرهم, وكان الرجل يهودياً فأسلم, ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها أمارات بين يدى الساعة, قد أوشك الرجل أن يخرج, فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدثه أهله من بعده)) وفى رواية عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال الذئب للراعى: أنت أعجب منى, واقف على غنمك, وقد تركت نبياً لم يبعث الله نبياً قط أعظم منه قدراً عنده, وقد فتحت له أبواب الجنة, وأشرف أهلها على أصحابه ينظرون قتالهم, وما بينك وبينه إلا هذا الشِّعْب (أى الطريق) فتصير من جنود الله, قال الراعى: من لى بغنمى؟ قال الذئب: أنا أرعاها حتى ترجع, فأسلم الرجل إليه غنمه, ومضى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبى: ((عُدْ إلى غنمك تجدها بوفرها)) (أى لم ينقص منها شىء) فعاد فوجدها على عددها وتمامها, فذبح للذئب شاة منها. وروى البيهقى والطبرانى, والحاكم وابن عدى, والدار قطنى, عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان فى مَحفل من أصحابه (أى جماعة) إذ جاء أعرابى من بنى سليم قد صاد ضبّاً (حيوان صغير أكبر من الفأر وأصغر من الأرنب) وجعله فى كُمِّه ليذهب به إلى رَحْلِهِ فيشويه ويأكله, فلما رأى الصحابة - رضوان الله عليهم - قال لهم: من هذا؟ قالوا: نبى الله, فأتاه فقال: يا محمد.. مااشتملت النساء على ذى لهجة أكذب منك, فلولا أن تسمينى العرب عجولاً لقتلتك, وَلَسَرَرْتُ الناس أجمعين بقتلك, فقال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله دعنى أقتله, فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَا علمت أن الحليم كاد أن يكون نبياً؟)) ثم أقبل الأعرابى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرج الضب من كمه, وقال: واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يؤمن هذا الضب, وطرحه بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: (( يا ضب )) فأجابه بلسان طلق فصيح عربى مبين, يفهمه القوم جميعاً: لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة, قال: ((مَن تعبد؟)) قال: أعبد الذى فى السماء عرشه, وفى الأرض سلطانه, وفى البحر سبيله, وفى الجنة رحمته, وفى النار عقابه, قال: ((فمن أنا؟)) قال: أنت رسول رب العالمين, وخاتم النبيين, وقد أفلح من صدَّقك, وخاب من كذَّبك, فقال الأعرابى: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقاً, ولقد جئتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلىَّ منك, ووالله لأنت الساعة أحب إلىَّ من نفسى وولدى, فقد آمن بك شعرى وبَشَرى وداخلى وخارجى وسرى وعلانيتى.
    وهناك معجزات أخرى مثل شق القمر, وحَنِين الجذع إليه, وكلام الشاة المسمومة, وشكوى الناقة له ممن يجوِّعها, وتفجُّر الماء من بين أصابعه, بعدما وضعها فى كمية قليلة من الماء, وسقى الجيش, وتكثير الطعام الذى كان لا يكفى إلا لفردين أو ثلاثة, حتى أكل منه الجيش بأكمله, وإخباره - صلى الله عليه وسلم - ببعض الغيبيات, مثل فتح مكة, والعراق, واليمن, وبلاد الشام, وهزيمة هرقل وكسرى, وتبشير سراقة بن مالك بأخذ تاج كسرى وأساوره ونطاقه (حزامه) وقد حدث هذا بالفعل فى عهد سيدنا عمر - رضي الله عنه - ومعجزات غير ذلك كثيرة, وقد كانت هذه المعجزات تحدث أمام الصحابة - رضوان الله عليهم - فيزدادون إيماناً مع إيمانهم. والإمام ابن تيمية - رحمه الله - له كتاب اسمه (الفارق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) به أكثر من 1000 معجزة حسية للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
    مما سبق يتضح لنا أنه لا يوجد تناقض بين الآيات وما حدث للرسول - صلى الله عليه وسلم - من معجزات, فالمعجزات التى طلبها الكفار, لم يستجب الله لهم فيها, لأنه - كما قلنا - لو استجاب لهم ثم لم يؤمنوا بها لأهلكهم, أما المعجزات المادية التى ذكرنا بعضاً منها, فلم يطلبها أحد, وكانت تحدث أمام عدد قليل - أغلبهم من الصحابة - رضوان الله عليهم - - ولم يُعَوَّل عليها فى الإيمان مثل القرآن, ولكنها كانت تزيد المؤمنين إيماناً ويقيناً, أما الْمُعَوَّل عليه, الْمُتحَدَّى به, فهو القرآن العظيم, كما قال الله عز وجل: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ{50} أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت:50-51], والله أعلم.





    الشبهة المائتان تسعة و خمسون (259):
    - يقول القرآن: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] فى حين أن نبيكم يقول: ((والذى نفس محمد, بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة لا يهودى ولا نصرانى, ثم يموت ولم يؤمن بالذى أُرسِلْتُ به, إلا كان من أصحاب النار)) [صحيح الجامع‌:7063] كيف يكون رحمة للعالمين, وقد أدخل اليهود والنصارى النار؟

    الرد:
    - هذا الحديث لا يتناقض مع الآية, لأنه ببعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انتهى عذاب الاستئصال, أما قبله فكانت الأمم المكذبة لرسلهم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) يُجمَع عليهم عذابان.. عذاب الاستئصال فى الدنيا, بالخسف, أو القذف, أو الغرق... إلخ {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} [الحجر:73] {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف:78] {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} [الحجر:74] {فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف:55] ثم يبقى لهم عذاب الآخرة, أما الذين كفروا بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يستأصلهم الله عز وجل, ولكنه أمهلهم إلى يوم القيامة, لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} [المائدة:74] فبذلك يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين. ربما يقول قائل: إن الذين لم يؤمنوا بموسى وعيسى لم يهلكهم الله كما أهلك مَن قبلهم, فنقول له: إن قولك هذا صحيح, ولكنهما (على نبينا وعليهما الصلاة والسلام) لم يُرسَلا إلا لبنى إسرائيل, فعدم تعذيب قومهما لا يُعتبَر رحمة للعالمين, أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد بعثه الله لجميع الأمم من الإنس والجن, إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, فبذلك تكون رسالته رحمة للعالمين, والله أعلم.














  6. #96

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان و ستون (260):
    - يقول القرآن: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل:80] ويعارضه نبيكم, فيقول: ((إن العبد إذا وضع فى قبره, وتولى عنه أصحابه, حتى إنه يسمع قرع نعالهم)) إلى آخر الحديث [صحيح الجامع:1675] وأنه كلم قتلى بدر من المشركين, وقال لعمر: ((ما أنت بأسمع منهم)) حين قال له: أتنادى على قوم قد جَيَّفوا؟ وكان إذا مر على قبور المسلمين ألقى عليهم السلام, فالقرآن نفى السمع عن الموتى, وأثبته لهم نبيكم, فما هذا التناقض؟

    الرد:

    - هناك سماع حِسِّى بالأذن, وهذا يشترك فيه كل الناس, المؤمن والكافر, وهناك سماع استجابة, وهو معنوى, أى السماع الذى ينفعهم, كالذى يقول لولده: اذهب إلى مدرستك, ذاكر دروسك.. اعمل كذا وكذا, وحين لا يستجيب له الولد, ماذا يقول له؟ يقول له: (اسمع الكلام) فهل هو غير سامع للكلام؟ إنه يسمع بأذنيه سمعا جيداً, ولكن سمعه هذا لا ينفعه, لأنه لا يستجيب لأوامر والده. وقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} مَثَلٌ ضربه الله للمشركين بأنهم كالموتى الذين لا يمكنهم الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أنهم يسمعون صوته, وذلك كقول الله عز وجل: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة:18] فهل كان الكافرون صماً بكماً عمياً بحواسهم؟ أم كانوا صماً عن سماع الحق, بكماً عن النطق به, عمياً عن رؤيته؟ وهذا يسمى فى اللغة تعبيراً مجازياً, وبهذا يتضح أنه لا يوجد تناقض بين الآيات التى نفت السمع عن المشركين, وبين أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى أثبتته لهم, فحين وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مدافن أهل القليب من المشركين, وناداهم: يا أبا جهل, يا وليد بن عتبة, يا شيبة بن عتبة, يا فلان, يا فلان ((لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً, فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً)) فقال له سيدنا عمر - رضي الله عنه -: أتنادى على قوم قد جيفوا؟ فقال له: ((ما أنت بأسمع منهم)) وفى رواية: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم, غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علىَّ شيئاً)) [صحيح مسلم] والآية الكريمة التى وردت فى السؤال, فيها تشبيه للكفرة بالصُّم, وهنا قد يقول قائل: إن الصُّم لا يعوقهم الصَمَم عن الفهم, كما نشاهد فى عصرنا من يترجم للصُّم نشرة الأخبار أو أى برنامج بلغة الإشارة, ولكن انظر إلى الدقة فى التعبير {إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} أى أنهم ليسوا صماً فقط, ولكنهم يولون مدبرين, فأنَّى لهم الرؤية حتى يفهموا؟, والله أعلم.




    الشبهة المائتان واحد و ستون (261):
    - يقول القرآن: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل:89] وهذا يناقض قول نبيكم: ((خير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله)) لأن من قال: لا إله إلا الله فسيجازى بخير منها, إذن هناك خير من لا إله إلا الله.

    الرد:
    - خير كلمة هى (لا إله إلا الله) كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -, والمسلم إذا قالها فسيجازى بخير منها, ولكن ليس معنى هذا أنه سيجازى بخير منها فى معناها, ولكنه سيجازى بأضعافها, فكلما قالها مرة, كتبت له كأنما قالها عشراً أو أكثر, فيكون هذا خيراً منها. وهناك تفسير آخر قاله الشيخ الشعراوى رحمه الله: وهو أنه سيجازى بخير منها, بمعنى أنه خيرٌ نابعٌ منها, أى أنها كانت سبباً فى الأعمال الصالحة, والخير الكثير الذى سيجازى به يوم القيامة, وذلك كمن يقول: محمد خير من ربه, وهو لا يقصد أن سيدنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - أفضل من ربه (أى المساوية لأفعل التفضيل) ولكنه يقصد أن محمداً خير جاء من عند ربه, وذلك كما تقول - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لإنسان جاءك من عند الوزير ليخدمك: أنت خير من الوزير, فهل تقصد أنه أفضل منه, أم أنك تقصد أنه خير جاء من عنده؟, والله أعلم.




    الشبهة المائتان اثنان و ستون (262):
    - يقول القرآن: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:72] ثم يناقض محمد القرآن, ويقول: ((لن يُدخِل أحداً عملُه الجنةَ ولا أنا, إلا أن يتغمدنى الله بفضل رحمته)) فهل تدخلون الجنة بعملكم, كما قال قرآنكم, أم برحمة ربكم, كما قال نبيكم؟

    الرد:
    - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينفى أن عملنا سيدخلنا الجنة, ولكن لابد أن نعمل بنص بقية الحديث, فهو يقول: ((لن يُدخِل أحداً عمله الجنة)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((لا ولا أنا, إلا أن يتغمدنى الله بفضل ورحمة, , فسددوا وقاربوا, ولا يتمنَّينَّ أحدُكم الموت, إمّا محسناً, فلعله أن يزداد خيراً, وإما مُسيئاً, فلعله أن يَسْتعتِب)) [صحيح البخارى] فكيف نفهم هذا؟ لنضرب مثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - بعض الكليات منذ عدة سنوات - وربما إلى الآن - كانوا يجهزون للطلبة وجبة يومية, مكونة من قطعة لحم, أو ربع دجاجة, ومعها خضار وفاكهة... إلخ, وكانوا يأخذون من الطلبة ثمناً زهيداً لهذه الوجبة - وهو ما يُسَمَّى بالسعر الرمزى - فى حين أن هذه الوجبة تكلفت أضعافاً مضاعفة لهذا السعر, ولكن لو أن الطالب لم يدفع هذا القدر القليل من المال, أكان يأخذ هذه الوجبة؟ إن دفعه لهذا السعر الرمزى شرط لأخذها, فكذلك الجنة (مع الفارق العظيم طبعاً) لا يدخلها المؤمنون, إلا إذا عملوا أعمال أهلها, وهذا هو المقصود بالآية الكريمة, وغيرها فى معناها كثير, أما حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو أيضاً حق, لأن أعمالنا مهما بلغت, فلن تكفى حتى لشكر نعم الله علينا, فضلاًً عن أن تدخلنا الجنة, والله أعلم.













  7. #97

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان ثلاثة و ستون (263):
    - يقول القرآن: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17] مع أن نبيكم يقول: ((تعاهدوا القرآن, فوالذى نفسى بيده, لهو أشد تفصِّياً من قلوب الرجال من الإبل من عُقُلِها)) [صحيح الجامع:2956] فكيف يتيسر ثم يتفلت؟

    الرد:

    - ((تفصِّيا)) أى تفلتاً وخروجاً, وليس هناك تناقض بين الآية والحديث, فإن الله سبحانه وتعالى قد يسر القرآن للذكر, ولولا ذلك لَمَا فهمه أو حفظه أحد. ومن تيسيره أنك تجد الطفل الصغير, الذى يبلغ من العمر سبع سنين أو أقل, يحفظه عن ظهر قلب, ويحفظه الأمى, وغير العربى, عن طريق التلقِّى, وفى المسابقة التى أُجرِيَت عام 1423هجرية لِحَفَظَة القرآن الكريم بدولة الإمارات, لنيل جائزة (رأس الخيمة) تقدم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات, يحفظ القرآن كاملاً, فى حين أنه لا يستطيع أن يتكلم بكلمة عربية واحدة! فهو الكتاب السماوى الوحيد الذى يتمكن الإنسان من حفظه كاملاً, بينما لا تجد أحداً - كائناً من كان - يحفظ التوراة أو الإنجيل عن ظهر قلب, سواء كان حاخاماً, أو قسيساً, أو راهباً... إلخ. ومن تيسير القرآن للذكر, توحيد طريقة النطق به, مهما كانت لغة القارئ أو جنسيته, فهل أحد منا يعرف جنسية القارئ أو لغته؟ فسواء كان القارئ مصرياً, أو سعودياً, أو سودانياً, أو باكستانياً, أو أوربياً... إلخ, فإنك لا تعرف جنسيته أو لغته, لأن الجميع مرتبط بنفس الأحكام, ومخارج الحروف وصفاتها, فى حين أنك لو سمعت أحداً يتلو شيئاً من التوراة أو الإنجيل, تدرك أهو عربى أم أعجمى. أما كونه يتفلت, فهذا لا ينافى تيسيره للذكر, فتيسيره للذكر يثبت تيسير دخوله إلى قلب الإنسان, وتفلته يثبت سهولة خروجه منه, وهذا فى حد ذاته نعمة, لأنه يضطرك لكثرة مراجعته, وعدم تركه, فلو أنه لا يتفلت, لَحَفِظَهُ الإنسان مرة واحدة, ثم تركه, ولكن كثرة مراجعته تزيد الحسنات, فتجعلها مثل الجبال, لأن قراءة كل حرف بعشر حسنات, كما جاء فى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول {الم} حرف, ولكن: ألفٌ حرف, ولام حرف, وميم حرف)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6469] وقال: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه, وهو عليه شاقٌ, له أجران)) [صحيح مسلم] ((الذى يتتعتع فيه)) أى الذى يتعلمه, ويجد مشقة فى تعلمه، فيكون له أجر التلاوة, وأجر التعلُّم. ثم إن القرآن عزيز, إن تركته تركك, فلابد من مراجعته ليثبت فى صدرك, ولابد من العمل به, ليكون شاهداً لك لا عليك, ويكون فى ميزان حسناتك, بدلاً من أن يكون فى ميزان سيئاتك, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتيتُ ليلة أُسْرِىَ بى على قوم تُقرَض شفاههم بمقاريض من نار, كلما قُرضت وفَّت, فقلتُ: يا جبريل مَن هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون, ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به)) [صحيح الجامع:129], والله أعلم.





    الشبهة المائتان أربعة و ستون (264):
    - يقول القرآن: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17] مع أن نبيكم يقول: ((تعاهدوا القرآن, فوالذى نفسى بيده, لهو أشد تفصِّياً من قلوب الرجال من الإبل من عُقُلِها)) [صحيح الجامع:2956] فكيف يتيسر ثم يتفلت؟

    الرد:
    - ((تفصِّيا)) أى تفلتاً وخروجاً, وليس هناك تناقض بين الآية والحديث, فإن الله سبحانه وتعالى قد يسر القرآن للذكر, ولولا ذلك لَمَا فهمه أو حفظه أحد. ومن تيسيره أنك تجد الطفل الصغير, الذى يبلغ من العمر سبع سنين أو أقل, يحفظه عن ظهر قلب, ويحفظه الأمى, وغير العربى, عن طريق التلقِّى, وفى المسابقة التى أُجرِيَت عام 1423هجرية لِحَفَظَة القرآن الكريم بدولة الإمارات, لنيل جائزة (رأس الخيمة) تقدم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات, يحفظ القرآن كاملاً, فى حين أنه لا يستطيع أن يتكلم بكلمة عربية واحدة! فهو الكتاب السماوى الوحيد الذى يتمكن الإنسان من حفظه كاملاً, بينما لا تجد أحداً - كائناً من كان - يحفظ التوراة أو الإنجيل عن ظهر قلب, سواء كان حاخاماً, أو قسيساً, أو راهباً... إلخ. ومن تيسير القرآن للذكر, توحيد طريقة النطق به, مهما كانت لغة القارئ أو جنسيته, فهل أحد منا يعرف جنسية القارئ أو لغته؟ فسواء كان القارئ مصرياً, أو سعودياً, أو سودانياً, أو باكستانياً, أو أوربياً... إلخ, فإنك لا تعرف جنسيته أو لغته, لأن الجميع مرتبط بنفس الأحكام, ومخارج الحروف وصفاتها, فى حين أنك لو سمعت أحداً يتلو شيئاً من التوراة أو الإنجيل, تدرك أهو عربى أم أعجمى. أما كونه يتفلت, فهذا لا ينافى تيسيره للذكر, فتيسيره للذكر يثبت تيسير دخوله إلى قلب الإنسان, وتفلته يثبت سهولة خروجه منه, وهذا فى حد ذاته نعمة, لأنه يضطرك لكثرة مراجعته, وعدم تركه, فلو أنه لا يتفلت, لَحَفِظَهُ الإنسان مرة واحدة, ثم تركه, ولكن كثرة مراجعته تزيد الحسنات, فتجعلها مثل الجبال, لأن قراءة كل حرف بعشر حسنات, كما جاء فى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول {الم} حرف, ولكن: ألفٌ حرف, ولام حرف, وميم حرف)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6469] وقال: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه, وهو عليه شاقٌ, له أجران)) [صحيح مسلم] ((الذى يتتعتع فيه)) أى الذى يتعلمه, ويجد مشقة فى تعلمه، فيكون له أجر التلاوة, وأجر التعلُّم. ثم إن القرآن عزيز, إن تركته تركك, فلابد من مراجعته ليثبت فى صدرك, ولابد من العمل به, ليكون شاهداً لك لا عليك, ويكون فى ميزان حسناتك, بدلاً من أن يكون فى ميزان سيئاتك, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتيتُ ليلة أُسْرِىَ بى على قوم تُقرَض شفاههم بمقاريض من نار, كلما قُرضت وفَّت, فقلتُ: يا جبريل مَن هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون, ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به)) [صحيح الجامع:129], والله أعلم.





    الشبهة المائتان خمسة و ستون (265):
    - يقول القرآن: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103] ثم ناقض نفسه, فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22-23] ويقول نبيكم: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون فى رؤيته, فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا)) [صحيح الجامع:2306] ما كل هذا التخبط والتناقض؟

    الرد:
    - إن الإدراك غير النظر, فالله سبحانه وتعالى نَفَى الإدراك, وأثبت النظر للمؤمنين يوم القيامة, فالإدراك هو معرفة كُنْه الشىء, فإننا نرى القمر - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - ولكننا لا نعرف كنهه, لأن ذلك يستلزم معرفة حجمه, ووزنه, ودرجة حرارته, ومادة تكوينه, وطول قطره, وسرعة دورانه... إلخ. فالإدراك هو تقييم الشىء, والإحاطة به إحاطة تامة, أما النظر إليه فهو يسير, بما أمدنا الله به من حاسة البصر, وهناك أشياء خلقها الله عز وجل فى الدنيا, ولكننا لا نستطيع رؤيتها, مثل الجن, والكهرباء, والإلكترونات... إلخ, ‌ونحن لا نستطيع أن نحيط بشىء من علم الله إلا بإذنه {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} [البقرة:255] فكيف به سبحانه وتعالى؟ فكما قيل: كل ما خطر ببالِك فهو هالِك, والله خلافُ ذلك.
    ونحن نسألكم.. هل يُرَى الرب أم لا يُرَى؟ فقد قال كتابكم المقدس:
    ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. (خروج33: 11) لأنى نظرتُ الله وجهاً لوجه (تكوين32: 30) ثم قال: وقال لا تقدر أن ترى وجهى. لأن الإنسان لا يرانى ويعيش. (خروج33: 20) الله لم يَرَهُ أحد قط (يوحنا1: 18) حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلِّص. (إشعياء45: 15), والله أعلم.


















  8. #98

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان ستة و ستون (266):
    - يقول نبيكم: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما, فقتل أحدهما صاحبه, فالقاتل والمقتول فى النار)) قيل: يا رسول الله.. هذا القاتل, فما بال المقتول؟ قال: ((إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)) [صحيح الجامع:387] فهل على بن أبى طالب, وأبو موسى الأشعرى, وعمار ابن ياسر, ومعاوية بن أبى سفيان, وعمرو بن العاص, وكل من اشتركوا فى المعركة حينئذٍ كفار؟ كما أن الحديث يتناقض مع الآية التى تقول: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات:9] فكيف يكونان مؤمنين, ثم يدخلان النار؟

    الرد:

    - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المسلمان)) أى فردين مسلمَين, ولم يقل: {طَائِفَتَانِ} كما ورد فى الآية الكريمة, فالمفروض أنه لو حدث نزاع أو شِجار بين هذين المسلمَين, أن يتحاكما إلى ولى أمر المسلمين, فليس الأمر فى الإسلام فوضى, يتقاتل الناس مع بعضهم, دون الرجوع إلى وليّهم, ولكن هناك نظام دولة يسير عليه الجميع, وهناك علماء وقُضاة يحكمون بين الناس, فالمفروض أن يتحاكم الناس إليهم, فُرادَى وجماعات, ولا يجعلوا من أنفسهم دولة داخل الدولة. أما قوله تعالى: {طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فينطبق على القتال الذى يدور بين دولتين منفصلتين, ولكل منهما حاكم منفصل عن الآخر (ولو كانا تحت إمْرَة الخليفة العام للمسلمين) وكل منهما لها فكر مختلف عن الآخر, وكل منهما تظن أنها على الحق, ولها من الحجج والبراهين ما يدفعها لقتال الطائفة الأخرى, فواجب المسلمين حينئذٍ أن يصلحوا بينهما, فإن بغت إحداهما على الأخرى, فليقاتلوها حتى ترجع إلى رشدها, وتكُفّ أذاها عن الطائفة الأخرى (كما حدث بين العراق والكويت) فالحديث يتكلم عن أفراد داخل مجتمع واحد, والآية تعنى مجتمعين مختلفين, والله أعلم.





    الشبهة المائتان سبعة و ستون (267):
    - يقول القرآن إن جزاء الحسنة بعشر أمثالها: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160] ويناقض ذلك نبيكم, فيقول: ((رأيتُ ليلةَ أُسْرِىَ بى على باب الجنة مكتوباً الصدقة بعشرة, والقرض بثمانية عشر, فقلت: يا جبريل! ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده, والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة)) [سنن ابن ماجه]

    الرد:
    - إن الحديث ليس بينه وبين الآية أى تناقض, فإن مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها, فهذا هو الحد الأدنى لمضاعفة الحسنات, أما فضل الله سبحانه وتعالى فلا حرج عليه, فهو الذى قال: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بَيَّن ذلك, فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملها, كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة, فإن هَمَّ بها فعملها, كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات, إلى سبعمائة ضعف, إلى أضعاف كثيرة, وإن هَمَّ بسيئة فلم يعملها, كتبها الله عنده حسنة كاملة, فإن هَمَّ بها فعملها, كتبها الله تعالى سيئة واحدة, ولا يهلك على الله إلا هالك)) [صحيح الجامع:1796] فمن الآية الكريمة والحديث الشريف يتضح لنا أن الحسنات تُضاعف إلى سبعمائة أو أكثر, أما القرض فإن الله سبحانه وتعالى ذكر فى كتابه الكريم أنه يضاعف أجره, فقال: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245] وقال: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن:17] وقد قال الشيخ الشعراوى (رحمه الله) ما معناه: إن الإنسان إذا أقرض أخاه جنيهاً (مثلاً) فكأنه أقرضه عشرة جنيهات, وعندما يسترد هذا الجنيه, فكأنما أقرضه تسعة جنيهات, فعندما تُضاعف (حسب الآية) تصبح هذه التسعة ثمانية عشر, ويضاعف الله لمن يشاء.
    ونحن نسألكم.. كم كان مقدار فداء الإنسان من (شواقل القدس) حتى لا يحدث له وباء؟ أهو خمسة شواقل؟ أم نصف شاقل؟ ثم إن (شاقل القدس) لم يكن على عهد سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ولكنه جاء بعده بزمن طويل, لأنه لم يكن قد قام (مُلك القدس) بعد, ولم يكن قد جرى صك (شاقل القدس) فهذا من الأخطاء الجسيمة التى يجب إزالتها من الكتاب المقدس. وها هو التناقض نطرحه بين أيديكم لتردوا علينا:
    وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيرة. (عدد18: 16)
    وكلم الرب موسى قائلاً إذا أخذت كمية بنى إسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعُدُّهم. لئلا يصير فيهم وبا عندما تعدهم. هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس. الشاقل هو عشرون جيرة. نصف الشاقل تقدمة للرب. (خروج30: 11-13) وحتى لا تقولوا إن الغنى يدفع خمسة شواقل, والفقير يدفع نصف شاقل, نذكركم بهذا النَّص: الغنى لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدِمَة الرب للتكفير عن نفوسكم. (خروج30: 15) وأخيراً.. هل لكم أن تخبرونا ماذا سيفعل الرب بهذه الشواقل؟, والله أعلم.





    الشبهة المائتان ثمانية و ستون (268):
    - أين عدل الإسلام فى تعذيب الميت ببكاء أهله؟ فقد قال نبيكم: ((إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)) [صحيح الجامع:1970] وأين هذا من قول كتابكم: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}؟

    الرد:
    - إن ما جاء فى الحديث الشريف ينطبق على من اشتهى هذا الأمر, فبعض الناس يعجبهم أن يحزن الناس عليهم, ويكون ذلك - ظناً منهم - دليلاً على محبتهم, لدرجة أن بعضهم يوصى أهله بالنواح عليه, وعمل السرادقات الفخمة, وإحضار كبار المقرئين, وكتابة النعى فى الجرائد... إلخ. وكذلك من لم يوصِ أهله بعدم النياحة عليه, فهو داخل فى هذا الوعيد, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما حق امرئ مسلم له شىء يريد أن يوصى فيه, يبيت ليلتين, إلا ووصيته مكتوبة عنده)) [صحيح الجامع:5614] فينبغى علينا أن نوصى أهلينا بعدم فعل أى شىء يغضب الله من بعدنا, فننهاهم عن لطم الخدود, وشق الجيوب, والنياحة, وغير ذلك, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أربع بقين فى أمتى من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب, والطعن فى الأنساب, والاستسقاء بالنجوم, والنياحة على الميت, وإن النائحة إذا لم تتب قبل الموت, جاءت يوم القيامة عليها سِربال من قطران, ودرع من لهب النار)) [صحيح الجامع:875] وقال: ((ليس منا من لطم الخدود, وشق الجيوب, ودعا بدعوى الجاهلية)) [صحيح الجامع:5441] وقال: ((اثنتان فى الناس هما بهم كفر: الطعن فى النسب, والنياحة على الميت)) [صحيح مسلم] أما البكاء فلا حرج فيه, طالما أنه بغير سخط على قدر الله جل وعلا, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين, ولا بحزن القلب, ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم, وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه)) [صحيح الجامع:2647]
    وهذا على عكس ما جاء فى الكتاب المقدس, الذى حرم مجرد البكاء على الميت, فقال: وكان إلىَّ كلام الرب قائلاً يا ابن آدم هَأنذا آخذ عنك شهوة عي### بضربة فلا تَنُح ولا تبكِ ولا تنزل دموعك. تَنَهَّد ساكناً. لا تعمل مناحة على أموات. (حزقيال24: 15-17) راحيل تبكى على أولادها وتأبَى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين. هكذا قال الرب. امنعى صوتك عن البكاء وعي### عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملك يقول الرب. (إرمياء31: 15-16)
    وكيف تشفقون على الميت أن يعذب ببكاء أهله عليه, وقد جاء فى كتابكم المقدس أن الخطيئة تورَّث لعاشر جيل؟ واقرأوا إن شئتم: لا يدخل ابن زنى فى جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد فى جماعة الرب. لا يدخل عمونى ولا موآبى فى جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد. (تثنية23: 2-3), والله أعلم.















  9. #99

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان تسعة و ستون (269):
    - لقد قال نبيكم لمن سأله عن مصير أبيه الذى مات قبل بعثته: ((أبى وأبوك فى النار)) وعندما سُئِل عن الوائدة قال: ((الوائدة والموءودة فى النار)) [سنن أبى داود, مُسنَد أحمد, صحيح الجامع:7142] فما ذنب الموءودة؟ وما ذنب المشركين الذين كانوا قبل بعثته حتى يدخلوا النار؟ وما ذنب من لم تصله الدعوة, سواء فى زمننا هذا أو قبله أو بعده؟ ثم إن هذا يتناقض مع الآية: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]

    الرد:

    - إن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أبى وأبوك فى النار)) للرجل الذى سأله عن أبيه الذى مات فى الجاهلية, كان غالباً قبل نزول هذه الآية الكريمة, فظن الرسول - صلى الله عليه وسلم - (والله أعلم) أن كل من مات مشركاً فهو فى النار, حتى ولو قبل الرسالة. أما الآية فهى توضح أن أهل الفترة (أى الفترة بين رسولين) لا يعذبون بسبب كفرهم, لأنه لم يُبعَث إليهم رسول, كحال المشركين قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أما مآلهم يوم القيامة, ومآل غيرهم ممن لم تصله الدعوة فى زمننا, أو قبله أو بعده, فقد وضحه حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذى قال فيه: ((أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصَم لا يسمع شيئاً, ورجل أحمق, ورجل هَرِم, ورجل مات فى فترة, فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً, وأما الأحمق فيقول: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً, والصبيان يحذفوننى بالبعر, وأما الْهَرِم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً, وأما الذى مات فى الفترة فيقول: رب ما أتانى لك رسول, فيأخذ مواثيقهم ليطيعنّه, فيرسل إليهم أن ادخلوا النار, فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً, ومن لم يدخلها سُحِبَ إليها)) [صحيح الجامع:881]
    أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الوائدة والموءودة فى النار)) فقد جاء فى كتاب (عَوْن المعبود) إن (الموءودة) معناها (الموءودة لها) أى الأم التى رضيت بهذا الفعل, ولكن حُذِفَت الصِّلَة. وجاء فى (السراج المنير) ما معناه إن سبب هذا الحديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن امرأة وأدت بنتاً لها, فقال قولته تلك, فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث, لأن هذه الواقعة عَيْن فى شخص مُعيَّن. ومعنى هذا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال هذا لعلمه بأن هذه البنت إذا كبرت قستكون كافرة, وذلك من العلم الذى علَّمَهُ الله إيّاه دون سواه, كما علَّم الله الخَضِر أن الولد الذى قتله لو كَبُرَ فسيكون كافراً {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} [الكهف:80], والله أعلم.





    الشبهة المائتان و سبعون (270):
    - إن القرآن يكذب نبيكم فى شفاعته لكم, واقرءوا إن شئتم: {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ} [السجدة:4] وآيات أخرى كثيرة تنفى الشفاعة عن سائر البشر, مثل: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار:19]

    الرد:
    - إن هذه الآيات تعنى أن الأمر بيد الله وحده لا ينازعه فيه منازع, ولكنها مقيَّدة فى آيات أخرى بمشيئة الله جل وعلا, كقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] و{مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3] و{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28] و{لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [مريم:87] فكل هذه الآيات تثبت الشفاعة, ولكنها تقيدها بإذن الله سبحانه وتعالى, والشفاعة ليست قاصرة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحسب, بل هى أيضاً لعباد الله الصالحين من الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وللشهداء وغيرهم من المؤمنين, المهم أنها لا تتم إلا بإذن الله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى)) [صحيح الجامع:3714] وقال: ((من صلى علىَّ حين يصبح عشراً, وحين يمسى عشراً, أدركته شفاعتى يوم القيامة)) [صحيح الجامع:6357] وقال: ((للشهيد عند الله سبع خصال: يُغفَر له فى أول دفعة من دمه, ويرى مقعده من الجنة, ويحلى حُلَّة الإيمان, ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين, ويُجار من عذاب القبر, ويأمن من الفزع الأكبر, ويوضع على رأسه تاج الوقار, الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها, ويشفع فى سبعين إنساناً من أهل بيته)) [صحيح الجامع:5182]‌ وغير ذلك من الأحاديث التى تثبت الشفاعة له - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين, أما الشفاعة العظمى فهى للرسول - صلى الله عليه وسلم - دون غيره من الأنبياء, كما جاء فى الرد على الشبهة رقم (50), والله أعلم.





    الشبهة المائتان واحد و سبعون (271):
    - مرة أخرى يتصادم القرآن مع كلام نبيكم, فمحمد يحرم ما أحله القرآن, فقد أحلَّ القرآن صناعة التماثيل, بدليل قوله: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} [سبأ:13] بينما يقول محمد: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوِّرون, يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) [صحيح الجامع:999] ونحن نسأل: هل صناعة التماثيل حلال كما يقول القرآن؟ أم هى حرام كما يقول محمد؟

    الرد:
    - إن صناعة التماثيل كانت حلالاً فى شريعة سيدنا سليمان - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - وشريعة غيرنا ليست مُلزِمَة لنا, إلا ما وافق شرعنا. فمثلاً: كان السجود للبشر غير محرم فى شريعة سيدنا يعقوب, وسيدنا يوسف - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - كما أخبرنا الله عنهما: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً} [يوسف:100] أما نحن فلا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى, وقد سجد رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى الأعاجم يسجدون لملوكهم, فنهاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال له: ((لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ, لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) [صحيح الجامع:5294] فشريعتنا ناسخة لكل ما يخالفها من الشرائع الأخرى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة:48] وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بطاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر:7] فطالما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرم التماثيل, فما علينا إلا الامتثال لأمره, وفى هذا امتثال لأمر الله جل وعلا, فهو سبحانه الذى قال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} [النساء:80] وليس كتابنا وحده الذى نسخ بعض ما قبله, بل حدث مثل هذا فى الإنجيل الذى نسخ بعض ما جاء فى التوراة, كما قال سيدنا عيسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لليهود: {وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران:50] لأن الله حرم عليهم بعض النعم بذنوبهم {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً} [النساء:160] وهم إلى الآن لا يأكلون بعض الذبائح التى أحلها الله لنا, فلا يأكلون (مثلاً) الإبل والبط والأوز والأرنب, وغير ذلك مما حرمه الله عليهم جزاء ظلمهم. والقارئ للكتاب المقدس يجد الكثير من الأشياء التى نُسِخَت, وقد أشرنا إلى بعضها فى الرد على الشبهة رقم (31) وبالله التوفيق, والله أعلم.














  10. #100

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الشبهة المائتان اثنان و سبعون (272):
    - لقد حرم نبيكم ما أحله الله بنص القرآن, وهذا من الكبائر كما تقولون, واقرأوا إن شئتم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم:1]

    الرد:

    - إن هذا لصالح نبينا - صلى الله عليه وسلم - وليس ضده, فإنه لم يحرم ما أحله الله بالمعنى المفهوم, ولكنه كان يذهب إلى السيدة زينب بنت جحش - رضى الله عنها - فيأكل عندها عسلاً, فغارت منها السيدة عائشة والسيدة حفصة - رضى الله عنهما - فاتفقتا على أن تقولا له حين يقترب من إحداهما: ما هذه الرائحة يا رسول الله؟ أكَلْتَ مغافير؟ (وهو ما نسميه الصمغ) فيجيبهم بأنه قد شرب عسلاً, فلما أعادتا عليه القول, أقسم على نفسه ألا يأكل العسل مرة أخرى, خشية أن تكون رائحته مثل رائحة المغافير, وقد كان معروفاً بقبح رائحته, والرسول - صلى الله عليه وسلم - يناجى ربه, ولا يريد أن يناجيه وفمه متغير الرائحة, فهو الذى كان يكثر من السواك, ويأمر به, وهو الذى كان لا يأكل البصل والثوم نيِّئين, ولا يأكل الفجل والجرجير والكُرّاث, وكان يكثر من التطهر والتطيّب, فهو - صلى الله عليه وسلم - أطهر وأنظف خلق الله, وأطيبهم ريحاً, إذن فعزمه على ألا يأكله هو زيادة فى التقرب إلى ربه جل وعلا, لأنه قد حَرَم نفسه من الشىء الذى يحبه, ولكنه لم يقل إنه حرام كما ظن السائل, وعتاب الله له لم يكن عتاب غضب عليه, ولكنه كان عتاب رحمة به, فمثلاً {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} لو أنك رأيت ولدك يجتهد فى المذاكرة اجتهاداً شديداً, ويسهر الليالى حتى تحمر عيناه, ويحرم نفسه من أشياء كثيرة من أجلها, لأشفقت عليه وقلت له: (ما كل هذا التعب يا بنى؟ هَوِّن على نفسك, ولا تَشُق عليها) فهل هذا عتاب غضب, أم عتاب رحمة؟ فالله سبحانه وتعالى لم يغضب لتحريم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على نفسه العسل, ولكنه أشفق عليه, والله أعلم.





    الشبهة المائتان ثلاثة و سبعون (273):
    - موضوع الحلف عندكم غامض, وغير محدد الملامح, وفيه تلاعب, فالقرآن يقول: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:225] ثم يأتى نبيكم فيقول: ((من أكبر الكبائر الشرك بالله, واليمين الغموس))‌ [صحيح الجامع:5900]‌

    الرد:
    - هناك نوع من الأَيْمان يعفو الله عنه, وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بعباده, وهو ما ورد ذكره فى الآية السابقة, وهو يمين بغير نية صادقة, ولا عزم, ولا تأكيد, كمن يقابل صديقه فى الطريق, ويطلب منه أن يذهب معه إلى بيته, ويقول له: تعالَ والله, فيرد عليه: لا والله لا أستطيع, أو كمن يحلف على ضيفه أن يأكل, أو من يقول لولده فى لحظة غضب: والله لأقتلنك, والله لأقطِّعنك.. وهكذا. أمّا اليمين المنعقدة, أى التى يُصِرّ صاحبها على فعل ما أقسم عليه, فهى التى يُؤاخذ عليها, كأن يحلف بالله أن يفعل شيئاً أو ألا يفعله, فإن حنث فى يمينه (أى فعل غير ما أقسم عليه) فليُكَفِّر عن يمينه بإحدى الكفارات التى وردت فى سورة (المائدة) أما ((اليمين الغموس)) الذى ورد فى الحديث الشريف, فهو الحَلِف بالكذب المتعمَّد, أى أن صاحبه يقسم بالله على شىء, وهو يعلم تماماً أنه كذب, فهذا الحلف يغمس صاحبه فى الإثم, ثم يغمسه فى النار, إلا أن يتوب منه توبة نصوحاً, وهو من الكبائر كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وبهذا يتضح لنا أن الأيمان ثلاثة أنواع: لغو, ومنعقدة, وغموس, فاليمين اللغو والمنعقدة تكونان على فعل شىء أو تركه (أى أنه لم يحدث بعد) أما الغموس فهو على شىء مضى, أما إذا أقسم الإنسان على شىء ناسياً, ثم تبين له خطؤه, فهذا لا يؤاخذ عليه, ولا يعتبر يميناً غموساً, لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى تجاوز لى عن أمتى الخطأ, والنسيان, وما استُكرِهوا عليه)) [صحيح الجامع:1731]
    وقد أحل لكم معبودكم الحلف بغير الله, ثم حرمه على الإطلاق, فقد قال فى كتابكم المقدس: فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه. ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. (متى23: 20-22) ثم قال: أيضاً سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوْفِ للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتَّة. (متى5: 33-34), والله أعلم.




    الشبهة المائتان أربعة و سبعون (274):
    - يقول نبيكم: ((إنكم سترون ربكم)) [صحيح الجامع:2306] ولكن القرآن ينفى عن موسى النبى العظيم رؤية الله {قَالَ لَن تَرَانِي} [الأعراف:143] فهل أنتم أفضل من موسى؟

    الرد:
    - لا أحد من المسلمين يزعم أنه خير من موسى بن عمران - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - والمسلمون جميعاً يعلمون أن المقصود بهذا الحديث هو رؤية الله سبحانه وتعالى فى الجنة, وليست فى الدنيا, لأن رؤية الله عز وجل فى الدنيا مستحيلة, حتى للأنبياء, لأننا غير مؤهَّلين بِبِنْيَتنا الجسدية الحالية لرؤيته سبحانه وتعالى, أما فى الآخرة فسيجعلنا نتحمل هذه الرؤية, ونتنعم بها, حيث أنه سيُنْشِئُنا نشأة أخرى, والله أعلم.














 

صفحة 10 من 11 الأولىالأولى ... 67891011 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على الملحدين (الاسلام دين اللحق)
    بواسطة نورالدين مومن في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2011-06-25, 11:15 AM
  2. الرد على الملحدين وصدفة نشوء الكون
    بواسطة ربيب الألباب في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 2011-01-17, 03:55 PM
  3. الرد على شبهات الملاحدة
    بواسطة الهزبر في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-01-10, 10:18 PM
  4. حملوا المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام ارجو ان تتبت
    بواسطة MAROC في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-07-30, 06:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML