إلى حبيبي أسامة .. فينك يا دكتور واحشني ..
تقول :
أمير أعتقد أنه يعتبر برأي أصحاب الثقل فيها ومن لهم الكلمة ولا أظنه يقصد جميع الثوار .. مثلما نقرأ على سبيل المثال "قالت مصر كذا وكذا" أو "نفت مصر كذا وكذا" وذلك يعني أن هذا موقف الرئيس المصري أو الحكومة ولا يعني طبعا أن كل الشعب المصري قال ذلك وموافق عليه .. الثورة مليئة بأناس نيتهم طيبة وفيهم خير .. لكن المتحكم في الثورة - ولو إعلاميا - والمتحدث باسمها وكيف ومن سمح له بأن يكون في هذا المنصب ، هؤلاء من أعتقد أمير يتكلم عنهم .مداخلات الأخ أمير ومشاركاته قائمة على أساس مُتوَهَّمٍ أن للثورة قادة يتحدثون باسمها أو يقومون على شئونها .. فإن قالوا فقد قالت الثورة
وإن سكتوا سكتت !
ولهذا السبب نصحت الإخوة أن يبتعدوا عن التفكير بطريقة كرة القدم : "أنت إما معي أو ضدي ، لا يوجد شيئ بين هذا وذاك" ..ثم يا إخوتنا ، هل كان نظام الهالك مبارك إلا حرباً على الشريعة وكل ما يتصل بها ؟! فحديثكم عنه كما لو قد كان حامي حمى الدين الذاب عن بيضته التي قامت الثورة تكسرها !
يكفي أن تذكر بعض أوجه النقص في الثورة أو تنتقد بعض أفرادها حتى تتهم بأنك ترى أن مبارك كان حامي حمى الدين الذاب عن بيضته التي قامت الثورة تكسرها .. وأنك ضد الثورة عموما ولست ممن ساهموا في نجاحها .. وأنك جبان من الجالسين في بيوتهم والمستفيدين من النظام السابق ... إلخ .. وهذا إرهاب فكري واضح !
هذا في نظري أعظم ما حققته الثورة فعلا .. وهو نيل بعض حرية الدعوة .. وبالرغم من أنه توجد حرية الدعوة إلى الكفر والانحلال أيضا ، و بوسائل وطرق متطورة .. إلا أنني أثق في قوة الحق على الفتك بالباطل إذا توفرت لهما نفس فرص الحرية .. وأرجو من علمائنا ودعاتنا والشباب الغيور بذل الجهد لذلك .وهل كان أحدنا يجرؤ على الخوض في مثل هذا الحديث أيام عصره ؟! هل كان أحد شيوخنا يستطيع أن يخطب في مسجد من مساجد القاهرة أيام عصره ؟!
سبحان الله .. والحمد لله .. لا شك عندي أن الثورة من تدبيره وتقديره عز وجل .. هيأ سبحانه وتعالى لها أسبابها استجابة لدعوات الضعفاء والمظلومين وكي يشفي صدر قوم مؤمنين وينتقم ويقيم الحجة على أعدائه وأعداء شرعه ..سبحان الله ! الثورة أزالت عقبة كأداء أقامها اللامبارك في سبيل المؤمنين ، ثم نقول نحن إنها ترفض تطبيق الشريعة لكلمة قالها هذا أو ذاك ممن لا يسمع له الناس ولا يعلمون من أمره شيئاً !
إذا قال أحد أن الثورة ترفض الشريعة .. فكما سبق وقلت .. أعتقد أنه يعتبر برأي أصحاب الثقل فيها ومن لهم الكلمة أنهم قالوا ذلك ولا أظنه يقصد جميع الثوار .. مثلما نقرأ على سبيل المثال "قالت مصر كذا وكذا" أو "نفت مصر كذا وكذا" وذلك يعني أنه موقف الرئيس المصري أو الحكومة ولا يعني طبعا أن كل الشعب المصري قال ذلك وموافق عليه .
أما قولك "ممن لا يسمع له الناس ولا يعلمون من أمره شيئاً !" .. فإن كنت تقصد في وسائل الإعلام المتنوعة .. فهذا يكذبه الواقع .. بل هؤلاء هم أصحاب الصوت المسموع إعلاميا .. أما إن كنت تقصد موافقة الناس والإستجابة لهم بعد وصول صوتهم إليهم ، فمعك حق .. هؤلاء لا يسمع لهم الناس في الغالب .
أتفق معك تماما يا دكتور .ثم هل أعلمناهم نحن ما الشريعة ؟! هل بصرناهم بها وأخبرناهم أن لله شرعة بين نظامات الحكم هي أقوم وأحكم ؟!
خلاصة القول : لو لم تجلب الثورة إلا الحرية لكل قائم على أمر الدين لكفى بها حسناً ، ولعل من أهم ثمارها أن الدعوة السلفية في إسكندرية بسبيل إقامة حزب لهم إن شاء الله ، ويا أيها الناس أفتوني
أكان لهم أن يخطر ذلك ببالهم أيام الهالك اللامبارك ؟!
وأكرر مرة أخرى أرجو تجنب : "أنت إما معي أو ضدي ، لا يوجد شيئ بين هذا وذاك" ..
المفضلات