عدنا بفضل من الله ونعمة ..
شيخي العارف بالله وسيد زمانه اهل التقى والنقى والزهد
وهو قبلة العارفين وسيد زمانه
ساقول لك امرا اكثر من ذلك قال الشيخ اسماعيل في شيخه يا من بيده مقاليد معالم معارفك اللدنية وعوارفك الربانيةويا من جلست على كرسي الخلافة المحمدية.
هذا كلام جميل ، يا للروعة .. يا للإبداع ..
أنا في شدة الذهول والانبهار .. أتُعقل كل هذه البلاغة والفصاحة ؟
إنها عبارات جذابة جدا يا عبد الحق ..
ولكنها للأسف لا تهمّني ، فأنا لا يعنيني ما تقوله عن شيخك الضال ولا ما يقوله شيخك عن شيخه وإمامه في الضلال .
فكل ذلك تصديق لما قاله الشيخ محمود المراكبي وكان أحد مشايخ الطرق الصوفية قبل ان ينعم الله عليه بالهداية حين قال : "الفكر الصوفي يقوم على محور أساسي وهو محور الشيخ وكل الطرق - تقريبا- لا تزكي الشيخ ولا تعظم أمر الشيخ بكلام صريح من الشيخ، فالشيخ لا يقول لهم أنا قطب الوقت، ولكن تجد الشيخ يكلمك عن شيخه الذي مات ويتكلم عن شيخه ويعظم في شأن شيخه تعظيما ضخما جدًا، حتى يرسخ في ذهن المريد أنه لابد أن تعظم شيخك مثلما يعظم شيخه فتنتقل وترث آداب التعلم مع الشيخ بنفس الشكل.
فأنت مجرد ضحية يا عزيزي لمجموعة من أهل الضلال استغلوا جهلك وجهل أمثالك بالعلوم الشرعية كافة وزرعوا فيكم عبادة المخلوقين وتعظيمهم وتفخيمهم بحيث أصبحتَ تومن بأنك لن تدخل الجنة دون رضاهم الكامل عليك وإنعامهم على ضعفك بالسلوك في طريقتهم . كيف لا وهم أقطاب زمانهم وبأيديهم مقاليد الأمور وهم أسياد أزمانهم بعدما جلسوا على كرسي الخلافة النبوية .
يا حسرة على العباد . (لا فرق بينكم وبين النصارى الذين يعتقدون بقس الاعتراف) .
ما يهمّني من كلامك يا مسكين هو قولك :
ان مثل الاحاديث ككنته - " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنته " - استقيها من شيخي العارف بالله وسيد زمانه اهل التقى والنقى والزهد وهي بمثابة الصحيحين او لاقل السلسلة الذهبية المرفوعة لرسول الله
كذبت أنت وشيخك على رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الحق ، وألصقتما به وبربّه مالم يقل به أحد منهما .. لا في حديث نبوي ولا في حديث قدسي .
فإن كان الأمر كما تقول بأنه سلسلة ذهبية مرفوعة لرسول الله فأنت إذن تمتلك سندا متًصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الرواية المختلقة .
فاذهب إلى شيخك الضال إذن وقل له : إن "فلانا" يتحداك بأن تذكر له سندا واحدا صحيحا ( ذهبياً كان أو فضّياً أو حتى حديداً مصَدّياً ) لهذه الرواية المكذوبة يا كذاب . فإن لم يفعل - ولن يفعل - فبشره بعذاب أليم ..
ثم اقرأ عليه مارواه عَلِيّ بن أبي طالب أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
و عَنْ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
وعَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار . صَحِيح الْبُخَارِيّ.
وعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ " ، فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " . سنن أبو داود.
لقد حفظ الله هذا الدين بالإسناد يا مسكين ..فلولا الإسناد لقال كل من هب ودب ما شاء ، ثم لصقه برسول الله .. كما فعل شيخك الجالس على كرسي الخلافة النبوية.
ولكنها عادة أهل البدع ، فالسنة عندهم ليست ماقال رسول الله وما فعل رسول الله ، ولكن السنة عندهم هي ما قال شيخ الطريقة وما فعل شيخ الطريقة حتى ولو كان مخالفا لقول وفعل رسول الله .. وهو الأمر الذي فتح عليهم أبواب الحريق من بدع وخرافات وخزعبلات .. ألصقوها بالدين والدين منها براء .. (وعندهم الاحتفال بالمولد النبوي خير مثال) .
وهذا يفسّر لنا قولهم دائما بأنهم على كتاب الله وسنة رسول الله . (التي ألصقها بهما شيخ الطريقة الجاهل بالله) .
روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين رحمه الله قوله : " لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤْخذ حديثُهم ، ويُنْظَر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم " .
وروى أيضا في المقدمة عن مجاهد قال جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه - أي لا يستمع - ولا ينظر إليه ، فقال : " يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي ، أُحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسمع ، فقال ابن عباس : " إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا ، وأصغينا إليه بآذاننا ، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف " .
قال أبو على الجياني : " خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يُعْطِها مَنْ قَبْلها ، الإسناد ، والأنساب ، والإعراب " .
وقال أبو حاتم الرازي : " لم يكن في أمة من الأمم مِنْ خَلْقِ اللهِ آدم ، أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة ".
وقال عبد الله بن المبارك : " الإسناد عندي من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، فإذا قيل له من حدثك ؟ بقي " أي : بقي متحيراً لا يدري ما يقول ، لأنه لا إسناد معه يعرف به صحة الحديث أو ضعفه ، وقال أيضاً : " بيننا وبين القوم القوائم " يعني الإسناد .
وقال الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن ، إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل " .
وقال شعبة : " كل حديث ليس فيه ( حدثنا ، وأخبرنا ) فهو مثل الرجل بالفلاة معه البعير ليس له خطام " .
وقال ابن سيرين " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " .
وقال الأوزاعي : " ما ذهاب العلم إلا بذهاب الإسناد " .
في انتظار رد شيخك يا عبد الحق حتى نتعرف على السنّة التي أنتم عليها عاكفون .. ثم نكمل حوارنا إن شاء الله .
المفضلات