مراقب أقسام الفضائح و التدليس المسيحي
رقم العضوية : 333
تاريخ التسجيل : 6 - 6 - 2008
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 39
المشاركات : 1,338
شكراً و أعجبني للمشاركة
شكراً
مرة 0
مشكور
مرة 1
اعجبه
مرة 0
مُعجبه
مرة 8
التقييم : 10
البلد : Cairo, Egypt, Egypt
الاهتمام : الدعوه الى الله
الوظيفة : Project Engineer
معدل تقييم المستوى
: 18
لقد استخدمت الآية نفس الفعل لزوجة أطفير وليوسف !!! والفعل هو " هم "
فلماذا تحكم على أن الفعل وقع من المرأة ولم يقع من يوسف !!!؟
الإشكالُ في طريقةِ فهمِ قولِه تعالى: "و هَمَّ بِها" :
يندرجُ الجوابُ عن هذا السّؤالِ في إطارِ تحكيمِ السّياقِ في فهمِ ألفاظِ القرآنِ الكَريم. ولقد سَبَقَ لي أن وَقَفْتُ على هذِه الآيَة في بحثٍ خاصّ بالسّياقِ [1] ، ومُفادُه أنّ منهجَ التّفسيرِ اللغوي للقرآنِ الكَريم يقتضي أن ينطلقَ من سياقِ الألفاظِ وألا يقتصر المفسِّر على دلالة الكلمة بل يُجاوزها إلى تركيب الكلام:
قال المفسّر أبو حيّان النّحويّ الأندلسيّ في هذا الإطارِ،عند تفسيره لقوله تعالى : « وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِه و هَمَّ بِها لَوْلا أن رَّأى بُرْهانَ رَبِّه »[2] «طَوّل المفسِّرون في تفسير هذين "الهَمَّيْنِ" ، و نَسب بعضُهم ليوسفَ ما لا يجوزُ نسبتُه لآحاد الفسّاق ، والذي أختاره أنّ يوسف عليه السلام لَم يقعْ مِنْه هَمٌّ بِها البَتَّةَ ، بل هو مَنفيّ لوجود رؤية البرهان ، كما تقول: لقد قارَفْتَ لولا أن عصمَك الله، ولا تقول: إن جواب "لولا" متقدّم عليها ، و إن كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك ... بل نقول : إنّ جوابَ "لولا" محذوف لدلالة ما قبله عليه ، كما تقول جمهورُ البصريّين في قول العرب : "أنت ظالم إن فعلت"، ولا يدلّ قوله "أنت ظالم" على ثبوت الظّلم... والذي رُوِيَ عن السّلَف لا يساعد عليه كلامُ العرب... و قد طهّرْنا كتابَنا هذا... واقتصرنا على ما دلّ عليه لسان العرب ومساقُ الآيات»[3].
فقد تبيّن أن المعنى الصّحيح في نفي الهمّ عن يوسف عليه السلام، يبيّنه تركيبُ الكلام كما ورد على أصله ، و لا معنى للقول بخروجِه عن ترتيبه .
هذه نقطة ونقطة أخرى محل نقاش
لماذا لم يقول ربكم ولقد همت به ولم يهم بها وبهذا يتم تبرئته من الفعل الفاحش !!!؟
في انتظارك
الحقيقةُ أنّه لا ينبغي الأخذ بِما ذَكَرَه الطّبري في قصّةِ «وَهَمَّ بِها» ، فقد نَسَبَ إلى النبيّ يوسُفَ عليه السّلامُ، ما لا يُنسَبُ إلى عامّةِ النّاس، واستَنَدَ في ذلك إلى رواياتٍ عن أبي كريب، عن ابن وكيع، عن ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس
ورى الطّبري عن غيرِ هؤلاءِ قولاً آخَر مناقضاً، أي رَوى أنّ الهمّيْنِ مُخْتَلِفانِ: فذَكَرَ أنّ المرأة همّتْ بيوسفَ، أمّا هو فقد همَّ بها بِضربها أو أن ينالها بمكروه لهمِّها به مما أرادته من المكروه ، لولا أنّ يوسف رأى برهان ربه ، وكفَّه ذلك عما همّ به من أذاها، لا أنها ارتدعت من قِبَل نفسها . قالوا: والشاهد على صحة ذلك قوله: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" قالوا: فالسوء هُو ما كان همَّ به من أذاها ، وهو غير"الفحشاء"
وذَكَرَ القرطبيّ أنّ المرأةَ همّت بالمعصية وكانت مصرة، أمّا يوسفُ فقد همّ ولم يواقع ما هم به، فبين الهمتين فرق.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: وقد أنكر قوم ما نُسِبَ إلى يوسُفَ من هَمّ، والقول ما قال متقدمو هذه الأمة، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا في الأنبياء عليهم السلام من غير علم.
وقال الشّوكاني في فَتْح القَدير: لَمّا كان الأنبياءُ معصومين عن الهمّ بالمعصية والقصد إليها شَطَحَ أهلُ العلم في تفسير هذه الآية بما فيه نوع تكلف .
و لا أجد أحسَنَ ممّا فسّرَ بِه أبو حيّانَ الآيَةَ:
« أنت ظالم إن فعلت ، فيقدرونه إن فعلت فأنت ظالم ، ولا يدل قوله : أنت ظالم على ثبوت الظلم ، بل هو مثبت على تقدير وجود الفعل . وكذلك هنا التقدير لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، فكان موجداً الهم على تقدير انتفاء رؤية البرهان ، لكنه وجد رؤية البرهان فانتفي الهم .»
أمّا هل الهمّ منفيّ للتوكيد، وإذا كانَ منفيا للتوكيد فما الحِكمةُ من توكيدِ شيء منفيِ غيرِ واردٍ..........؟
الهمّ منفيٌّ لأنّ اللّفظَ اقْتَضاه: [همّ بِها لولا أن رأى برهانَ ربّه]، أي : لولا رؤيةُ البرهانِ لَهَمَّ بِها، فقد وُجدَ البُرهانُ لمنعِ الهمّ من يوسُف، وليس الهمّ مفتَرَضاً حتّى نقولُ : هَبْ أنّ يوسفَ همَّ، فما العَمَلُ؟ وليس شيءٌ في القرآنِ وارداً على سبيلِ الافتراضِ من الله سُبحانَه؛ فالله عزّ وجلّ يعلمُ طباعَ البشَر، وأنّ الأنبياءَ معصومونَ، فلذلك لا بدّ من سببٍ يعصمُ به الله نبيَّه ممّا قد يُصيبُه من همّ كالذي صَدَرَ عن امرأةِ العزيزِ، ولَو لم يعصمْه لصَدَرَ منه الهمّ؛ فالهمّ لم يصدُرْ لوُجودِ المانعِ وهو بُرهانُ ربّه سُبْحانَه [وهذا هو المُستَفادُ من الجملة الشّرطية]، ولا نتصوّرُ بحالٍ من الأحوالِ أن يُذكَر الشيءُ من غيرِ سبب، أي لا نتصوّر أن يُذكَر النفيُ من غيرِ داعٍ
المفضلات