1633" إن الله خلق الداء و الدواء , فتداووا , و لا تتداووا بحرام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 174 :
رواه الدولابي ( 2 / 38 ) عن علي بن عياش قال : حدثنا ثعلبة بن مسلم عن أبي عمران سليمان بن عبد الله عن # أبي الدرداء # مرفوعا . قلت : كذا وقع في الأصل و الظاهر أن في الإسناد سقطا , فإن بين ثعلبة و علي بن عياش إسماعيل بن عياش كما في " التهذيب " . و هذا إسناد حسن و رجاله ثقات معروفون غير ثعلبة هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع , فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف . و الحديث ذكره الهيثمي ( 5 / 86 ) من رواية الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " . و له شاهد من حديث أم سلمة أنها انتبذت , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و النبيذ يهدر , فقال : " ما هذا ? " , قلت : فلانة اشتكت فوصف لها , قالت : فدفعه برجله فكسره و قال : " إن الله لم يجعل في حرام شفاء " . أخرجه أحمد في " الأشربة " ( ق 19 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " ذم المسكر " ( 5 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1658 ) و عنه ابن حبان ( 1397 ) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن حسان بن مخارق عنها . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير حسان بن مخارق , فهو مستور لم يوثقه أحد غير ابن حبان . و يشهد له أيضا حديث " نهى عن الدواء الخبيث " . و هو مخرج في " المشكاة " ( 4539 ) . و أخرج أحمد أيضا ( ق 16 / 1 - 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 9714 - 9717 ) عن ابن مسعود موقوفا عليه : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " . و إسناده صحيح , و علقه البخاري بصيغة الجزم ( 10 / 65 - فتح ) و صححه الحافظ ابن حجر . و أخرج الطبراني ( 8910 ) عن أبي الأحوص أن رجلا أتى عبد الله فقال : إن أخي مريض اشتكى بطنه , و أنه نعت له الخمر أفأسقيه ? قال عبد الله : سبحان الله ! ما جعل الله شفاء في رجس , إنما الشفاء في شيئين : العسل شفاء للناس , و القرآن شفاء لما في الصدور . قلت : و إسناده صحيح أيضا . 1634" إن لله مائة رحمة قسم رحمة ( واحدة ) بين أهل الدنيا وسعتهم إلى آجالهم و أخر تسعا و تسعين رحمة لأوليائه و إن الله قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الدنيا إلى التسع و التسعين , فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 176 :
أخرجه أحمد ( 2 / 514 ) : حدثنا روح و محمد بن جعفر قالا : حدثنا عوف عن # الحسن # قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه . قال محمد في حديثه : و حدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين و خلاس كلاهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن خلاس بن عمرو عن أبي هريرة مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة مثله . قلت : و هذه أسانيد صحيحة موصولة عن أبي هريرة , إلا الأول , فهو مرسل صحيح الإسناد . و قد أخرجه الحاكم ( 4 / 248 ) من طريق بكار بن محمد السيريني عن عوف ابن أبي جميلة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به و اللفظ له و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بكار ذاهب الحديث . قاله أبو زرعة " . قلت : قد تابعه روح و محمد بن جعفر كما رأيت , فالحديث صحيح على شرطهما من طريقهما . و الحديث أخرجه البخاري ( 4 / 223 - 224 ) و مسلم ( 8 / 96 و 97 ) و الترمذي ( 2 / 270 ) و الدارمي ( 2 / 321 ) و ابن ماجة ( 4293 ) و أحمد ( 3 / 55 - 56 ) من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . و أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 324 ) من طريق آخر عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و عنده زيادة بلفظ : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد , و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد " . و هي عند مسلم أيضا ( 8 / 97 ) و فصلاها عن الحديث و الطريق عندهما واحدة , خلافا للبخاري . و قصر السيوطي فعزاها للترمذي وحده , و لما تعقبه المناوي بإخراج الشيخين لها زعم أن اللفظ لمسلم فوهم , فإن لفظه للترمذي , و لفظ مسلم يختلف عنه قليلا , و أخرجها ابن حبان أيضا ( 2523 ) , و هي عند البخاري نحوه . و أخرجه مسلم و الحاكم ( 4 / 247 - 248 ) و أحمد ( 5 / 439 ) من حديث سلمان نحوه . و أحمد ( 3 / 55 ) و ابن ماجة ( 4294 ) من حديث أبي سعيد الخدري . و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 145 / 1 ) من حديث ابن عباس مرفوعا مختصرا نحوه و إسناده ضعيف . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 214 ) : " رواه الطبراني و البزار و إسناده حسن " . قلت : إن كان يعني إسناد البزار فمحتمل , و إلا فإسناد الطبراني ضعيف , و هو في " زوائد البزار " ( ص 314 - 315 ) لكن بيض في النسخة لإسنادها . و الطبراني عن معاوية بن حيدة , قال الهيثمي : " و فيه مخيس بن تميم و هو مجهول " . قلت : و من طريقه ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 219 - 220 ) و قال عن أبيه : " موضوع . يعني بهذا الإسناد " . قلت : يغني عنه حديث الترجمة , و من أجله خرجته كي لا يغتر به من لا علم عنده . 1635" إن الله رضي لهذه الأمة اليسر و كره لهم العسر , ( قالها ثلاث مرات ) و إن هذا أخذ بالعسر و ترك اليسر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 178 :
رواه الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 66 / 1 ) عن أبي يونس سعد بن يونس عن حماد عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن # محجن بن الأدرع # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن رجلا في المسجد يطيل الصلاة , فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي يونس هذا فلم أعرفه . لكن عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " فقال المناوي : " قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح " . فالظاهر من هذا أنه عند الطبراني من غير طريق أبي يونس المذكور . و قد أخرجه أحمد ( 5 / 32 ) من طريق أخرى عن حماد به نحوه . و عن كهمس قال : سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الأدرع ... فذكره نحوه بلفظ : " إنكم أمة أريد بكم اليسر " . و هذا إسناد صحيح . و خالفهما أبو بشر فقال : عن عبد الله ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن به نحوه بلفظ : " إن خير دينكم أيسره " . قاله ثلاثا . أخرجه الطيالسي ( 1296 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 341 ) و أحمد ( 4 / 338 و 5 / 32 ) . قلت : و رجاء هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد , و لم يوثقه غير العجلي و ابن حبان . و كأنه غير محفوظ . فإنه لم يذكر في رواية حماد و كهمس كما تقدم . و الله أعلم . و له شاهد من حديث أنس مرفوعا به و زاد : " و خير العبادة الفقه " . أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 21 ) من طريق أبي سفيان السروجي عبد الرحيم بن مطرف ابن عم وكيع قال : حدثنا أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد عن الزهري عنه . قال أبو سفيان : و يكره الحديث عن العذري . قلت : يشير إلى ضعفه . و قد أورده في " الميزان " لهذا الخبر , و قال : إنه منكر . و من طريقه أخرجه الديلمي ( 2 / 115 ) دون الشطر الأول .
1636" إن الله سائل كل راع عما استرعاه , أحفظ ذلك أم ضيع ? حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 180 :
رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2 / 89 / 2 ) : أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و بهذا الإسناد عن قتادة عن الحسن مثله . قلت : و رجال الإسنادين ثقات لكن الثاني مرسل , و الأول مسند فهو صحيح إن كان قتادة سمعه من أنس فإنه مذكور بشيء من التدليس . و الله أعلم . و من الوجه الأول رواه الضياء في " المختارة " ( 185 / 2 ) ثم ذكر الرواية الأخرى المرسلة ثم قال : " قال الدارقطني : و الصحيح عن هشام عن قتادة عن الحسن مرسلا " . قلت : و أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 1562 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 13 / 1 ) من طريق إسحاق بن إبراهيم و هو ابن راهويه ثم قال : " و هو حديث يتفرد به إسحاق ابن راهويه " . قلت : هو إمام ثقة حافظ فلا يضر تفرده . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ... " الحديث , و هو مخرج في " غاية المرام في تخريج الحلال و الحرام " ( 268 ) . و روى عبد الرزاق في " المصنف " ( 20650 ) و عنه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8855 ) عن قتادة أن ابن مسعود قال : " إن الله عز وجل سائل كل ذي رعية فيما استرعاه , أقام أمر الله فيهم أم أضاعه ? حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته " . و هو موقوف منقطع لأن قتادة لم يسمع من ابن مسعود كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 208 ) . 1637" إن الله يصنع كل صانع و صنعته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 181 :
أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 73 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 357 و 358 ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 39 / 2 ) و ابن عدي ( 263 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 31 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 26 و 388 ) و كذا المحاملي في " الأمالي " ( ج 6 رقم 13 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 228 ) من طرق عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن # حذيفة # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . قلت : و لفظه عند ابن منده و الحاكم و الديلمي : " خالق " مكان " يصنع " . و زاد البخاري في آخر الحديث : " و تلا بعضهم عند ذلك : *( و الله خلقكم و ما تعملون )* " . و الظاهر أنها مدرجة , و قال البخاري عقبه : " فأخبر أن الصناعات و أهلها مخلوقة " . ثم رواه من طريق الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه : " إن الله خلق كل صانع و صنعته , إن الله خلق صانع الخزم و صنعته " . ( الخزم ) بالتحريك شجر يتخذ من لحائه الحبال .
1638" لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم . إنه لا ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حد إلا أن يقيمه , إن الله عفو يحب العفو , *( و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم , و الله غفور رحيم )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 182 :
أخرجه أحمد ( 1 / 438 ) و الحاكم ( 4 / 382 - 383 ) و البيهقي ( 8 / 331 ) من طريق يحيى الجابر سمعت أبا ماجدة يقول : " كنت قاعدا مع # عبد الله بن مسعود # رضي الله عنه , فقال : إني لأذكر أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم , أتى بسارق فأمر بقطعه , فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا : يا رسول الله كأنك كرهت قطعه ? قال : و ما يمنعني ? ! لا تكونوا ... الخ و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي و ما يحسن ذلك منه , فإذا أورد أبا ماجدة هذا في " الميزان " و قال : " لا يعرف , و قال النسائي : منكر الحديث , و قال البخاري : ضعيف " . لكن الحديث عندي حسن , فإن جله قد ثبت مفرقا في أحاديث , فقوله : " لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم " , أخرجه البخاري عن أبي هريرة . انظر " المشكاة " ( 2621 ) . و قوله : " إنه لا ينبغي ... " , يشهد له حديث ابن عمرو " تعافوا الحدود بينكم ... " و هو مخرج في " المشكاة " ( 3568 ) . و حديث العفو , و يشهد له حديث عائشة " قولي اللهم إنك عفو تحب العفو ... " . و هو في المشكاة ( 2091 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا آخر من رواية ابن عدي عن عبد الله بن جعفر .
1639" إن الله عز وجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و لو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان و لو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث , و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب , ثم يتوب الله على من تاب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 183 :
أخرجه أحمد ( 5 / 218 - 219 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3300 و 3301 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي واقد الليثي # قال : " كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه , فيحدثنا , فقال لنا ذات يوم ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , و هو على شرط مسلم , و في هشام بن سعد كلام لا يضر , و قد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن زيد بن أسلم به . أخرجه الطبراني ( 3302 ) . لكن ابن مجبر هذا متروك كما قال النسائي و غيره , فلا يفرح بمتابعته . و خالفهما ربيعة بن عثمان فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي مراوح عن أبي واقد الليثي به . فذكر أبا مراوح بدل عطاء . أخرجه الطبراني ( 3303 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 264 / 1 ) . و ربيعة هذا حاله كحال هشام , فإن كان كل منهما قد حفظ , فيكون لعطاء بن يسار في هذا الحديث شيخان , و كلاهما ثقة . و الله أعلم . و للحديث شواهد كثيرة معروفة فهو حديث صحيح , فراجع " فتح الباري " ( 11 / 253 - 258 - طبع الخطيب ) . 1640إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي عليها , و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه , و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن , يكره الموت و أنا أكره مساءته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 :
أخرجه البخاري ( 4 / 231 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 4 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 142 / 2 ) و أبو القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة الصحاح " ( 2 / 3 / 1 ) و ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 171 / 1 ) و صححه ثلاثتهم , و رزق الله الحنبلي في " أحاديث من مسموعاته " ( 1 / 2 - 2 / 1 ) و يوسف بن الحسن النابلسي في " الأحاديث الستة العراقية " ( ق 26 / 1 ) و البيهقي في " الزهد " ( ق 83 / 2 ) و في " الأسماء و الصفات " ص ( 491 ) من طريق خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و هو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على البخاري رحمه الله تعالى , فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا و هو القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه و تضعيفه و ساق له أحاديث تفرد بها هذا منها : " فهذا حديث غريب جدا , و لولا هيبة " الجامع الصحيح " ( ! ) لعددته في منكرات خالد بن مخلد , و ذلك لغرابة لفظه , و لأنه مما ينفرد به شريك , و ليس بالحافظ , و لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد . و لا أخرجه من عدا البخاري , و لا أظنه في " مسند أحمد " و قد اختلف في عطاء , فقيل : هو ابن أبي رباح , و الصحيح أنه عطاء بن يسار " . و نقل كلامه هذا بشيء من الاختصار الحافظ في " الفتح " ( 11 / 292 - 293 ) , ثم قال : " قلت : ليس هو في " مسند أحمد جزما , و إطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود , و مع ذلك فشريك شيخ شيخ خالد - فيه مقال أيضا . و هو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه و نقص , و قدم و أخر و تفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها و لكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا . 1 - منها عن عائشة أخرجه أحمد في " المسند " ( 6 / 256 ) و في " الزهد " و ابن أبي الدنيا و أبو نعيم في " الحلية " و البيهقي في " الزهد " من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها . و ذكر ابن حبان و ابن عدي أنه تفرد به . و قد قال البخاري : إنه منكر الحديث . لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة و قال : " لم يروه عن عروة إلا يعقوب و عبد الواحد " . 2 - و منها عن أبي أمامة . أخرجه الطبراني و البيهقي في " الزهد " بسند ضعيف . 3 - و منها عن علي عند الإسماعيلي في " مسند علي " . 4 - و عن ابن عباس . أخرجه الطبراني و سندهما ضعيف . 5 - و عن أنس أخرجه أبو يعلى و البزار و الطبراني . و في سنده ضعف أيضا . 6 - و عن حذيفة . أخرجه الطبراني مختصرا . و سنده حسن غريب . 7 - و عن معاذ بن جبل . أخرجه ابن ماجة و أبو نعيم في " الحلية " مختصرا و سنده ضعيف أيضا . 8 - و عن وهب بن منبه مقطوعا . أخرجه أحمد في " الزهد " و أبو نعيم في " الحلية " , فيه تعقب على ابن حبان حيث قال بعد إخراج حديث أبي هريرة : " لا يعرف لهذا الحديث إلا طريقان - يعني غير حديث الباب - و هما هشام الكناني عن أنس , و عبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة , و كلاهما لا يصح " . هذا كله كلام الحافظ . و قد أطال النفس فيه , و حق له ذلك , فإن حديثا يخرجه الإمام البخاري في " المسند الصحيح " ليس من السهل الطعن في صحته لمجرد ضعف في إسناده , لاحتمال أن يكون له شواهد تأخذ بعضده و تقويه .. فهل هذا الحديث كذلك ? لقد ساق الحافظ هذه الشواهد الثمان , و جزم بأنه يدل مجموعها على أن له أصلا . و لما كان من شروط الشواهد أن لا يشتد ضعفها و إلا لم يتقو الحديث بها كما قرره العلماء في " علم مصطلح الحديث " , و كان من الواجب أيضا أن تكون شهادتها كاملة , و إلا كانت قاصرة , لذلك كله كان لابد لي من إمعان النظر في هذه الشواهد أو ما أمكن منها من الناحيتين اللتين أشرت إليهما : قوة الشهادة و كمالها أو العكس , و تحرير القول في ذلك , فأقول : 1 - ذكر الحافظ لحديث عائشة طريقين أشار إلى أن أحدهما ضعيف جدا . لأن من قال فيه البخاري : منكر الحديث . فهو عنده في أدنى درجات الضعف . كما هو معلوم , و سكت عن الطريق الأخرى فوجب بيان حالها , و نص متنها , فأقول : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 15 / 16 - زوائده ) : حدثنا هارون بن كامل حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا إبراهيم بن سويد المدني حدثني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة ابن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بتمامه مثله إلا أنه قال : " إن دعاني أجبته " بدل " إن استعاذني لأعيذنه " و قال : " لم يروه عن أبي حزرة إلا إبراهيم . و لا عن عروة إلا أبو حزرة و عبد الواحد بن ميمون " . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في " التهذيب " غير هارون ابن كامل و هو المصري كما في " معجم الطبراني الصغير " ص ( 232 ) و لم أجد له ترجمة , فلولاه لكان الإسناد جيدا . لكن الظاهر من كلام الطبراني السابق أنه لم يتفرد به . فإن ذكر التفرد لإبراهيم شيخ شيخه . و الحديث أورده الهيثمي ( 10 / 269 ) بطرفه الأول ثم قال : " رواه البزار و اللفظ له و أحمد و الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد الواحد بن قيس و قد وثقه غير واحد . و ضعفه غيرهم . و بقية رجال أحمد رجال الصحيح . و رجال الطبراني في " الأوسط " رجال " الصحيح " غير شيخه هارون بن كامل " ! قلت : يعقوب بن مجاهد و إبراهيم بن سويد ليسا من رجال " الصحيح " و إنما أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد " . ثم إن قوله : " و فيه عبد الواحد بن قيس " يخالف قول الحافظ المتقدم أنه عبد الواحد بن ميمون . و لا أدري هل منشؤه من اختلاف الاجتهاد في تحديد المراد من عبد الواحد الذي لم ينسب فيما وقفت عليه من المصادر , أم أنه وقع منسوبا عند البزار ? فقد رأيت الحديث في " المسند " ( 6 / 256 ) و " الحلية " ( 1 / 5 ) و " الزهد " للبيهقي ( 83 / 2 ) من طرق عن عبد الواحد مولى عروة عن عروة به . ثم تبين لي أن الاختلاف سببه اختلاف الاجتهاد . و ذلك لأن كلا من عبد الواحد بن ميمون , و عبد الواحد بن قيس روى عن عروة . فمال كل من الحافظين إلى ما مال إليه . لكن الراجح ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر لأن الذين رووه عن عبد الواحد لم يذكروا في الرواة عن ابن قيس و إنما عن ابن ميمون . و في ترجمته ذكر ابن عدي ( 305 / 1 ) هذا الحديث و كذلك صنع الذهبي في " الميزان " و الحافظ في " اللسان " , فقول الهيثمي أنه قيس مردود , و لو كان هو صاحب هذا الحديث لكان شاهدا لا بأس به . فإنه أحسن حالا من ابن ميمون . فقد قال الحافظ فيه : " صدوق له أوهام و مراسيل " . و أما الأول فمتروك . ثم رأيت ما يشهد لمارجحته . فقد أخرجه أبو نعيم في " الأربعين الصوفية " ( ق 60 / 1 ) و أبو سعيد النيسابوري في " الأربعين " ( ق 52 / 1 - 2 ) و قال : " حديث غريب ... و قد صح معنى هذا الحديث من حديث عطاء عن أبي هريرة " , و ابن النجار في " الذيل " ( 10 / 183 / 2 ) عن عبد الواحد بن ميمون عن عروة به فنسبه إلى ميمون . و جملة القول في حديث عائشة هذا أنه لا بأس به في الشواهد من الطريق الأخرى إن لم يكن لذاته حسنا . 2 - ثم ذكر حديث أبي أمامة و ضعفه , و هو عند البيهقي من طريق ابن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم عنه . و كذلك رواه السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 9 / 1 ) . و هذا الإسناد يضعفه ابن حبان جدا , و يقول في مثله إنه من وضع أحد هؤلاء الثلاثة الذين دون أبي أمامة . لكن أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( ق 11 / 1 - نسخة الشيخ السفرجلاني ) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به نحوه . و عثمان هذا قال الحافظ في " التقريب " : " ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني " . 3 - حديث علي لم أقف الآن على إسناده . 4 - و أما حديث ابن عباس , فقد ضعفه الحافظ كما تقدم , و بين علته الهيثمي فقال : ( 10 / 270 ) : " رواه الطبراني : و فيه جماعة لم أعرفهم " . قلت : و إسناده أسوأ من ذلك , و في متنه زيادة منكرة و لذلك أوردته في " الضعيفة " ( 5396 ) . 5 - و أما حديث أنس فلم يعزه الهيثمي إلا للطبراني في " الأوسط " مختصرا جدا بلفظ : " ... من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة " . و قال : " و فيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي و هو ضعيف " . و قد وجدته من طريق أخرى أتم منه , يرويه الحسن بن يحيى قال : حدثنا صدقة ابن عبد الله عن هشام الكناني عن أنس به نحو حديث الترجمة , و زاد : " و إن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة , فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك . و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر ... " الحديث . أخرجه محمد بن سليمان الربعي في " جزء من حديثه " ( ق 216 / 2 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 121 ) . قلت : و إسناده ضعيف , مسلسل بالعلل : الأولى : هشام الكناني لم أعرفه , و قد ذكره ابن حبان في كلامه الذي سبق نقله عنه بواسطة الحافظ ابن حجر , فالمفروض أن يورده ابن حبان في " ثقات التابعين " و لكنه لم يفعل , و إنما ذكر فيهم هشام بن زيد بن أنس البصري يروي عن أنس , و هو من رجال الشيخين , فلعله هو . الثانية : صدقة بن عبد الله , و هو أبو معاوية السمين - ضعيف . الثالثة : الحسن بن يحيى و هو الخشني , و هو صدوق كثير الغلط كما في " التقريب " . 6 - و حديث حذيفة لم أقف على سنده أيضا , و لم أره في " مجمع الهيثمي " . 7 - و حديث معاذ مع ضعف إسناده فهو شاهد مختصر ليس فيه إلا قوله : " من عادى وليا فقد بارز الله بالمحاربة " . و هو مخرج في " الضعيفة " ( 1850 ) . و حديث وهب بن منبه أخرجه أبو نعيم ( 4 / 32 ) من طريق إبراهيم بن الحكم حدثني أبي حدثني وهب بن منبه قال : " إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة و السلام : إن الله تعالى يقول : ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبض روح المؤمن , يكره الموت , و أكره مساءته و لابد له منه " . قلت : و إبراهيم هذا ضعيف , و لو صح عن وهب فلا يصلح للشهادة , لأنه صريح في كونه من الإسرائيليات التي أمرنا بأن لا نصدق بها , و لا نكذبها . و نحوه ما روى أبو الفضل المقري الرازي في " أحاديث في ذم الكلام " ( 204 / 1 ) عن محمد ابن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال : " قال الله ... " فذكر الحديث بنحوه معضلا موقوفا . و لقد فات الحافظ رحمه الله تعالى حديث ميمونة مرفوعا به بتمامه مثل حديث الطبراني عن عائشة . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 334 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 13 / 1 رقم 15 ) عن يوسف بن خالد السمتي حدثنا عمر بن إسحاق أنه سمع عطاء بن يسار يحدث عنها . لكن هذا إسناد ضعيف جدا لأن السمتي هذا قال الحافظ : " تركوه , و كذبه ابن معين " . فلا يصلح للشهادة أصلا . و قد قال الهيثمي : " رواه أبو يعلى و فيه يوسف بن خالد السمتي و هو كذاب " . و خلاصة القول : إن أكثر هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها , إما لشدة ضعف إسناده , و إما لإختصارها , اللهم إلا حديث عائشة , و حديث أنس بطريقيه , فإنهما إذا ضما إلى إسناد حديث أبي هريرة اعتضد الحديث بمجموعها و ارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى , و قد صححه من سبق ذكره من العلماء . ( تنبيه ) جاء في كتاب " مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار " ( في الباب الحادي عشر في الكلمات القدسية ( 2 / 338 ) أن هذا الحديث أخرجه البخاري عن أنس و أبي هريرة بلفظ : " من أهان لي ( و يروى من عاد لي ) وليا فقد بارزني بالمحاربة , و ما ترددت في شيء أنا فاعله , ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن , يكره الموت و أنا أكره مساءته , و لابد له منه , و ما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا , و لا تعبد لي بمثل أداء ما افترضته عليه " . قلت : فهذا خطأ فاحش من وجوه : الأول : أن البخاري لم يخرجه من حديث أنس أصلا . الثاني : أنه ليس في شيء من طرق الحديث التي وقفت عليها ذكر للزهد . الثالث : أنه ليس في حديث أبي هريرة و أنس قوله : " و لابد له منه " . الرابع : أنه مخالف لسياق البخاري و لفظه كما هو ظاهر . و نحو ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد الحديث في عدة أماكن من " مجموع الفتاوي " ( 5 / 511 و 10 / 58 و 11 / 75 - 76 و 17 / 133 - 134 ) من رواية البخاري بزيادة " فبي يسمع و بي يبصر و بي يبطش و بي يمشي " . و لم أر هذه الزيادة عند البخاري و لا عند غيره ممن ذكرنا من المخرجين , و قد ذكرها الحافظ في أثناء شرحه للحديث نقلا عن الطوفي و لم يعزها لأحد . ثم إن لشيخ الإسلام جوابا قيما على سؤال حول التردد المذكور في هذا الحديث , أنقله هنا بشيء من الاختصار لعزته و أهميته , قال رحمه الله تعالى في " المجموع " ( 18 / 129 - 131 ) : " هذا حديث شريف , و هو أشرف حديث روي في صفة الأولياء , و قد رد هذا الكلام طائفة و قالوا : إن الله لا يوصف بالتردد , فإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور , و الله أعلم بالعواقب و ربما قال بعضهم : إن الله يعامل معاملة التردد ! و التحقيق : أن كلام رسوله حق و ليس أحد أعلم بالله من رسوله , و لا أنصح للأمة , و لا أفصح و لا أحسن بيانا منه , فإذا كان كذلك كان المتحذلق و المنكر عليه من أضل الناس , و أجهلهم و أسوئهم أدبا , بل يجب تأديبه و تعزيره و يجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة و الاعتقادات الفاسدة . و لكن المتردد منا , و إن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور ( فإنه ) لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا , فإن الله ليس كمثله شيء , ثم هذا باطل ( على إطلاقه ) فإن الواحد يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب , و تارة لما في الفعلين من المصالح و المفاسد , فيريد الفعل لما فيه من المصلحة , و يكرهه لما فيه من المفسدة , لا لجهله منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه و يكره من وجه , كما قيل : الشيب كره و كره أن أفارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب . و هذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه . بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب , و في " الصحيح " : " حفت النار بالشهوات , و حفت الجنة بالمكاره " و : *( كتب عليكم القتال و هو كره لكم )* الآية . و من هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في الحديث , فإنه قال : " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبا للحق محبا له , يتقرب إليه أولا بالفرائض و هو يحبها , ثم اجتهد في النوافل , التي يحبها و يحب فاعلها , فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق . فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة , بحيث يحب ما يحبه محبوبه , و يكره ما يكره محبوبه , و الرب يكره أن يسوء عبده و محبوبه , فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه . و الله سبحانه قد قضى بالموت . فكل ما قضى به فهو يريده و لابد منه , فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه و هو مع ذلك كاره لمساءة عبده , و هي المساءة التي تحصل له بالموت , فصار الموت مرادا للحق من وجه مكروها له من وجه , و هذا حقيقة التردد , و هو أن يكون الشيء الواحد مرادا من وجه مكروها من وجه و إن كان لابد من ترجح أحد الجانبين , كما ترجح إرادة الموت , لكن مع وجود كراهة مساءة عبده . و ليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه و يكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه و يريد مساءته " . و قال في مكان آخر ( 10 / 58 - 59 ) : " فبين سبحانه أن يتردد لأن التردد تعارض إرادتين , فهو سبحانه يحب ما يحب عبده , و يكره ما يكرهه , و هو يكره الموت , فهو يكرهه كما قال : " و أنا أكره مساءته " و هو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد أن يموت , فسمى ذلك ترددا . ثم بين أنه لابد من وقوع ذلك
1641" إن الله لم يبعث نبيا و لا خليفة إلا و له بطانتان , بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر و بطانة لا تألوه خبالا , و من يوق بطانة السوء فقد وقي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 193 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 256 ) و الترمذي في " السنن " ( 2 / 58 - 59 ) و " الشمائل المحمدية " ( رقم - 134 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 195 - 196 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 131 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 17 / 2 ) من طرق عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # أبي هريرة # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهيثم : هل لك خادم ? قال : لا , قال : فإذا أتانا سبي فأتنا , فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث , فأتاه أبو الهيثم , قال النبي صلى الله عليه وسلم : اختر منهما , قال : يا رسول الله اختر لي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المستشار مؤتمن , خذ هذا , فإني رأيته يصلي , و استوص به خيرا " . فقالت امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه , قال : فهو عتيق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم .. " فذكره . و السياق للبخاري , و سياقه عند الترمذي و الحاكم أتم , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . قلت : و قوله : " المستشار مؤتمن " . أخرجه أبو داود ( 5128 ) و ابن ماجة ( 3745 ) أيضا من هذا الوجه . و ابن ماجة أيضا ( 3746 ) و الدارمي ( 2 / 219 ) و ابن حبان ( 1991 ) و أحمد ( 5 / 274 ) عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا . و سنده حسن في " الشواهد " , و زعم أبو حاتم في " العلل " ( 2 / 274 ) أنه أخطأ , و لم يتبين لي وجهه , فراجعه . و الترمذي أيضا ( 2 / 135 ) من حديث أم سلمة و استغربه . و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 190 ) عن سمرة . و الطحاوي أيضا و أحمد في " الزهد " ( ص 32 ) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا كما يأتي . و في الحديث عند الترمذي و الحاكم زيادة : " لا تذبحن ذات در " . و هي في حديث أبي سلمة أيضا . ثم إن الحديث قد اختلف فيه على أبي سلمة , فرواه ابنه عمرو بن أبي سلمة عن أبيه مرسلا بالقصة , لكن ليس فيه حديث الترجمة . أخرجه أحمد و الطحاوي كما تقدم , و عمر هذا فيه ضعف فلا يعتد بمخالفته , لاسيما و قد تابع عبد الملك ابن عمير الزهري عند النسائي ( 2 / 186 ) و الطحاوي ( 3 / 22 - 23 ) و أحمد ( 2 / 237 و 289 ) من طرق عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و علقه البخاري ( 4 / 401 ) . و خالفهم يونس فقال : عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " ما بعث الله من نبي , و لا استخلف من خليفة , إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف و تحضه عليه , و بطانة تأمره بالشر و تحضه عليه , فالمعصوم من عصم الله " . أخرجه البخاري ( 4 / 255 / 401 ) و النسائي و الطحاوي ( 3 / 22 ) و أحمد ( 3 / 39 و 88 ) . و تابعه جمع عند البخاري معلقا و الطحاوي موصولا كلهم عن الزهري به . و يظهر لي من اتفاق كل من الطائفتين - و جميعهم ثقة - على أن لأبي سلمة فيه شيخين , و هما أبو هريرة , و أبو سعيد . فكان يرويه تارة عن هذا و تارة عن هذا , فتلقاهما الزهري عنه ثم تلقاه عنه كل من الشيخين من أحد الوجهين , و هو الذي مال إليه الحافظ في " الفتح " ( 13 / 166 ) . و يقوي الوجه الأول متابعة عبد الملك بن عمير للزهري عليه . و الله أعلم . و له شيخ ثالث , فقد قال عبيد الله بن أبي جعفر حدثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي أيوب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره نحوه . علقه البخاري , و وصله النسائي و الطحاوي أيضا - لكن وقع في إسناده خلط - و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3895 ) . 1642" لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 195 :
رواه اللالكائي في " السنة " ( 1 / 141 ) و البيهقي في " الأسماء " ( 157 ) عن إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : " يا أبو بكر لو ... " . قلت : و هذا سند مجهول , قال الحافظ في " اللسان " : " إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب قال ابن قتيبة في اختلاف الحديث : لا يعرف هو و لا شيخه " . قلت : قد جاء الحديث من غير طريقهما عن عمرو بن شعيب رواه البزار ( 229 - زوائده ) من طريق إسماعيل بن حماد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به و فيه قصة . و أورده ابن عروة في " الكواكب " ( 34 / 161 / 2 ) و قال : " حديث غريب , قال عماد الدين ابن كثير : قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية : هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة " . قلت : إسماعيل بن حماد إن كان الأشعري مولاهم فهو صدوق , و إن كان حفيد الإمام أبي حنيفة فقد تكلموا فيه , و أيهما كان فلم يتفرد به , فقدأخرجه البيهقي من طريق عباد بن عباد عن عمر بن ذر قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس . و حدثني مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به مرفوعا بلفظ الترجمة . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات على الخلاف المعروف في عمرو ابن شعيب , فالإسناد حسن عندي . و عباد بن عباد هو ابن علقمة المازني البصري , و مقاتل بن حيان ثقة من رجال مسلم , و هو غير مقاتل بن سليمان المفسر المتهم , و لعل شيخ الإسلام ابن تيمية توهم أنه هو راوي هذا الحديث و إلا فلا وجه للحكم عليه بالوضع من حيث إسناده , فإنه ليس فيه متهم , و لا من حيث متنه , فإنه غير مستنكر , فقد اتفق أهل السنة على أن كل شيء من الطاعات و المعاصي فبإرادة الله تبارك و تعالى , لا يقع شيء من ذلك رغما عنه سبحانه و تعالى , لكنه يحب الطاعات و يكره المعاصي , و قد رأيت كيفأن الخليفة الراشد احتج بهذا الحديث . و قد أخرجه عنه عبد الله بن الإمام أحمد أيضا في " زوائد الزهد " ( ص 298 ) من طريق مصعب بن أبي أيوب قال : سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول : فذكره . ففيه أنه أعلن ذلك على المنبر . لكن مصعب هذا لم أعرفه . و للحديث شاهد مرفوع , يرويه بقية عن علي بن أبي جملة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب كتف أبي بكر و قال : " إن الله لو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 92 ) . و بقية مدلس و قد عنعنه . و علي بن أبي جملة لم أجد له ترجمة سوى أن أبا نعيم ذكره في كتابه مقرونا مع رجاء بن أبي سلمة , و وصفهما بأنهما العابدان الراويان . فهو من شيوخ بقية المجهولين . و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه صحيح لغيره . و الله سبحانه و تعالى أعلم .
أخرجه أبو داود ( 4349 ) و الحاكم ( 4 / 424 ) عن عبد الله بن وهب حدثني معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن # أبي ثعلبة الخشني # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : معاوية بن صالح لم يحتج به البخاري , و إنما روى له في " جزء القراءة " , و هو صدوق له أوهام , فهو على شرط مسلم وحده . و قدأخرجه أحمد ( 4 / 193 ) من طريق ليث عنه به إلا أنه ليس صريحا في الرفع . و له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا , و له عنه طريقان : الأول : عن شرح بن عبيد عنه بلفظ : " إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربهم أن يؤخرهم نصف يوم " . قيل لسعد : و كم نصف ذلك اليوم ? قال خمسمائة سنة . أخرجه أبو داود ( 4350 ) . و رجاله ثقات لكن شريح بن عبيد لم يدرك سعيدا . الثاني : عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عنه . أخرجه أحمد ( 1 / 170 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 117 ) و الحاكم , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي فقال : " قلت : لا و الله ! ابن أبي مريم ضعيف , و لم يرويا له شيئا " . قلت : و في رواية أبي نعيم و الحاكم زيادة : " قيل : و ما نصف يوم ? قال : خمسمائة سنة " . و هي عند أحمد من قول سعد كما في الطريق الأولى . و في رواية لأبي نعيم من قول راشد . و الله أعلم . 1644" ضع أنفك يسجد معك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 198 :
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 192 - 193 ) عن حميد بن مسعدة حدثنا حرب بن ميمون عن خالد عن عكرمة عن # ابن عباس # . أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجل يسجد على وجهه , و لا يضع أنفه , قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , حرب بن ميمون و هو الأصغر متروك كما قال الحافظ . و قد رواه البيهقي ( 2 / 104 ) من طريقه معلقا و قال : " قال أبو عيسى الترمذي : حديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا أصح " . قلت : و هو مرسل صحيح الإسناد , و قد وصله الدارقطني و البيهقي من طريق أبي قتيبة سلمة بن قتيبة حدثنا شعبة و الثوري عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس به نحوه . و قال البيهقي : " قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث : لم يسنده عن سفيان و شعبة إلا أبو قتيبة , و الصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلا " . قلت : سلم صدوق من رجال البخاري في " صحيحه " و لم يتفرد بوصله , فقد أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 11917 ) من طريق الضحاك بن حمرة عن منصور عن عاصم البجلي عن عكرمة به و لفظه : " من لم يزق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز صلاته " . و الضحاك هذا مختلف فيه و قد حسن له الترمذي , و فيه ضعف لا يمنع من الاستشهاد به . و بالجملة فالحديث صحيح عندي لأن مع مرسله الصحيح هذه الأسانيد المتصلة , و أصله في " الصحيحين " من طريق أخرى عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " أمرت أن أسجد على سبع : الجبهة و الأنف و اليدين و الركبتين و القدمين " . و في رواية : " الجبهة , و أشار بيده على أنفه " . فقد اعتبر الأنف من الجبهة في الحكم , فحكمه حكمها , فكأن حديث الترجمة مختصر منه . و الله أعلم . 1645" من ختم له بإطعام مسكين محتسبا على الله عز وجل دخل الجنة , من ختم له بصوم يوم محتسبا على الله عز وجل دخل الجنة , من ختم له بقول لا إله إلا الله محتسبا على الله عز وجل دخل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 200 :
رواه ابن شاهين في الجزء الخامس من " الأفراد " و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 23 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 218 - 219 ) عن هشام بن القاسم أخو روح بن القاسم قال : سمعت نعيم بن أبي هند يحدث عن # حذيفة # قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فرأيته يهم بالقعود و علي عليه السلام عنده يميد - يعني من النعاس - فقلت : يا رسول الله ما أرى عليا إلا قد ساهرك في ليلته هذه أفلا أدنو منك ? قال : علي أولى بذلك منك , فدنا منه علي عليه السلام فسانده , فسمعته يقول : فذكره . و قال ابن شاهين : " هذا حديث غريب , و لا أعرف لهشام بن القاسم حديث غير هذا " . قلت : و هو في عداد المجهولين . فإنهم لم يذكروه . اللهم إلا ابن حبان فإنه أورده في " الثقات " ( 2 / 294 من مخطوطة الظاهرية ) و ذكر له هذا الحديث و لم يزد . و قد وجدت له متابعا , أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 134 / 1 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نعيم بن أبي هند به مختصرا و لفظه : " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي قبض فيه فقال لي : " يا حذيفة من كتب ( كذا و لعله : ختم ) له عند الموت بشهادة أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة " . فقلت : يا رسول الله : أسر هذا أم أعلنه ? قال : بل أعلنه , قال فإنه لآخر شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قلت : فهذه متابعة قوية : محمد بن جحادة ثقة احتج به الشيخان في " صحيحيهما " لكن الراوي عنه الحسن بنأبى جعفر و هو الجفري ضعيف الحديث . لكن أخرجه أحمد ( 5 / 391 ) من طريق حماد بن سلمة عن عثمان البتي عن نعيم بن أبي هند به نحوه . و هذا إسناد صحيح , و قال المنذري : لا بأس به . و الصواب ما قلته كما بينته في تعليقي عليه ( 2 / 61 - 62 ) و للشطر الأول منه شاهد من حديث جابر مرفوعا . أخرجه ابن عساكر ( 15 / 81 / 2 ) . و لسائره شاهد من حديث علي مرفوعا عند الخطيب في " الموضح " ( 1 / 46 ) .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 231 ) و الواحدي ( 58 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 341 ) عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون )* قال : " هم الذين ... " . و رواه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 217 ) : حدثنا مالك بن مغول و مسعر بن كدام عن أبي أسيد - و قال ابن حيويه عن أبي أنس عن سعيد بن جبير قال : فذكره . و رواه ابن صاعد في زوائد " الزهد " ( 218 ) موصولا فقال : حدثنا كثير بن شهاب بن عاصم القزويني قال : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال : حدثنا يعقوب الأشعري يعني القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به . و جعفر بن أبي المغيرة , قال الذهبي و العسقلاني : " صدوق " . زاد الثاني : " يهم " . قلت : فالحديث حسن , لاسيما و له شواهد من حديث عمرو بن الجموح و سعد بن أبي وقاص و أسماء بنت يزيد , عند أبي نعيم في " الحلية " ( 1 / 6 ) . 1647" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 202 :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12 / 1 نسخة السفرجلاني ) و في " أخبار أصبهان " ( 1 / 195 و 353 و 2 / 69 ) من طرق عن أبي داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير عمران القطان و هو كما قال الحافظ : صدوق يهم . و له طريقأخرى يرويه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 2725 ج 1 / 3 / 1 ) عن كثير بن مروان عن يزيد أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس به . و قال : " لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان " . قلت : قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 58 ) : " و هو متروك " . قلت : و شيخه الدالاني ضعيف . لكن قد توبع , فأخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12 / 1 - 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 81 - 82 ) من طريق عباد بن كثير عن سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به , و زاد في أوله : " لا تصبحوا " . قلت : لكن سيار الواسطي لم أعرفه . و عباد بن كثير إن كان الرملي فضعيف , و إن كان البصري فمتروك .و له شاهد موقوف أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 40 ) عن مجاهد : " بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملا له لا يقيل , فكتب إليه : أما بعد فقل , فإن الشيطان لا يقيل " . و لم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في رجاله , و هو منقطع بين مجاهد و عمر , و قد سكت عنه السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 56 ) . ( تنبيه ) لقد ظلم هذا الحديث من قبل من خرجه من العلماء قبلي , ممن وقفت على كلامهم فيه كالحافظ بن حجر في " الفتح " , و تلميذه السخاوي في " المقاصد " , و مقلده العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 120 ) , فإنهم جميعا عزوه للطبراني فقط و أعله الأولان منهم بكثير بن مروان , و تبعهم على ذلك المناوي فقال في " فيض القدير " : رمز المصنف لحسنه , و ليس كما ذكر , فقد قال الهيثمي : فيه كثير بن مروان و هو كذاب . اهـ , و قال في " الفتح " : في سنده كثير بن مروان متروك " قلت : و المناوي أكثرهم جميعا بعدا عن الصواب , فإن كلامه هذا الذي يرد به على السيوطي . تحسينه إياه صريح أو كالصريح في أن هذا المتروك في إسناد أبي نعيم أيضا , و ليس كذلك كما عرفت من هذا التخريج , و لذلك فالمناوي مخطئ أشد خطأ , و الصواب هنا في هذه المرة مع السيوطي لأن الإسناد الأول حسن إما لذاته كما نذهب إليه , و إما لغيره و هذا أقل ما يقال فيه , و شاهده الذي يصلح للاستشهاد إنما هو حديث عمر , و هو و إن كان موقوفا فمثله لا يقال من قبل الرأي , بل فيه إشعار بأن هذا الحديث كان معروفا عندهم , و لذلك لم يجد عمر رضي الله عنه ضرورة للتصريح برفعه . و الله أعلم . 1648" إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا , و البيت العتيق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 204 :
أخرجه أحمد ( 3 / 350 ) و أبو يعلى ( 2 / 605 ) و البغوي في " حديث أبي الجهم " ( 2 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 114 / 2 ) و الفاكهي في " حديثه " ( 1 / 15 / 1 ) و عنه ابن بشران في " الأمالي " ( 55 / 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 114 / 2 ) من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن # جابر بن عبد الله # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و قال الطبراني :" لم يروه عن الليث إلا العلاء " . كذا قال ! و هو العلاء بن موسى بن عطية أبو الجهم , و قد تعقبه الهيثمي بقوله في " زوائده " : " قلت : قد رواه النسائي عن قتيبة عن الليث " . قلت : و الظاهر أنه يعني سنن النسائي الكبرى , و هي لم تطبع , و قد بشرني الشيخ الفاضل عبد الصمد شرف الدين , بأنه قد وقف على نسخة كاملة منه , و هو الآن في صدد إعدادها للطبع يسر الله له ذلك . ثم أهدى إلي الجزء الأول منه و فيه كتاب الطهارة , يسر الله له إتمام طبعه و جزاه الله خيرا . و الحديث مشهور عن الليث , فقد أخرجه الآخرون من طرق متعددة عن الليث به , و صرح الفاكهي بتصريح أبي الزبير بالتحديث , و هو هام في غير رواية الليث عنه , فإنه قد ثبت عن الليث أنه لا يروي عن أبي الزبير إلا ما صرح له بالتحديث . فالإسناد صحيح على شرط مسلم . و قد قصر المنذري في قوله في " الترغيب " ( 2 / 145 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن ( ! ) و الطبراني و ابن خزيمة في " صحيحه " و ابن حبان .. " . و يبدو لي أنه لم يقف على هذا الإسناد عند أحمد , فإنه عزاه إليه بلفظ : " خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم صلى الله عليه وسلم و مسجدي " . ثم ذكره من طريق الطبراني و من بعده بلفظ الترجمة . و هذا اللفظ الثاني عند أحمد ( 3 / 336 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير به و تابعه أيضا موسى بن عقبة عن أبي الزبير به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 241 ) و وقع فيه " ابن الزبير " و هو خطأ من الناسخ خفي على المعلق عليه فقال : " لعله هو عروة بن الزبير " . و إنما هو أبو الزبير , و قد روى عنه موسى بن عقبة كما ذكروا في ترجمته أعني أبا الزبير .
1649" إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 205 :
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1607 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8963 و 9094 ) و محمد بن مخلد في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 6 / 1 ) عن عاصم عن زر عن # عبد الله # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , و هو صحيح ! فإن له شاهدا قويا من حديث أبي هريرة , و فيه بيان سبب وروده , قال رضي الله عنه : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا , فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام : " هذا من أهل النار " . فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا , فأصابته جراحة , فقيل : يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفا : إنه من أهل النار , فإنه قاتل اليوم شديدا و قد مات , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إلى النار " . فكاد بعض المسلمين أن يرتاب , فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت , و لكن به جرحا شديدا , فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه , فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , فقال : " الله أكبر , أشهد أني عبد الله و رسوله " . ثم أمر بلالا فنادى في الناس : " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة , و إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " . أخرجه البخاري ( 2 / 74 ) و مسلم ( 1 / 73 - 74 ) و أحمد ( 2 / 309 ) و للدارمي منه حديث الترجمة ( 2 / 240 - 241 ) . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 303 ) و قال : " رواه الطبراني , و فيه عاصم بن أبي النجود و هو ثقة , و فيه كلام " . و قال أيضا : " رواه الطبراني عن النعمان بن عمرو بن مقرن مرفوعا , و ضبب عليه , و لا يستحق التضبيب لأنه صواب , و قد ذكر المزي في ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن , و النعمان بن مقرن . قلت : و رجاله ثقات " . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من الصحابة بلفظ : " .... بأقوام لا خلاق لهم " . و قد خرجها الهيثمي من حديث أبي بكرة و أنس و أبي موسى و أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 20 / 100 / 1 ) عن الحسن البصري مرسلا . و وصله أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 262 ) و الضياء في " المختارة " ( 74 / 2 ) عنه عن أنس مرفوعا . و تابعه أبو قلابة عن أنس . أخرجه ابن حبان ( 1606 ) و النسائي في " السير " ( 1 / 38 / 1 ) و الضياء أيضا . و تابعه عنده حميد عن أنس . و روي بلفظ : " .... برجال ما هم من أهله " . أخرجه الطبراني , و فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم و هو ضعيف كما قال الهيثمي : و هو بهذا اللفظ منكر عندي لمخالفته لألفاظ الثقات , و الله أعلم . 1650" إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء إلا أنزل أو خلق له دواء , علمه من علمه و جهله من جهله إلا السام , قالوا : يا رسول الله و ما السام ? قال : الموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 207 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 401 ) من طريق شبيب بن شيبة حدثنا عطاء بن أبي رباح حدثنا # أبو سعيد الخدري # مرفوعا به . سكت عليه الحاكم و الذهبي , و إسناده ضعيف من أجل شبيب هذا , ففي " التقريب " : " إنه صدوق يهم في الحديث " . إلا أن له شواهد من حديث أسامة بن شريك بلفظ : تداووا , فإن الله ... " . و من حديث ابن مسعود بلفظ : " ما أنزل الله داء ... " . و قد خرجتهما في " غاية المرام " ( 292 ) فالحديث بشواهده صحيح . و قد روي حديث ابن مسعود بنحو هذا بلفظ : " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا و قد أنزل معه دواء , جهله منكم من جهله أو علمه منكم من علمه " . أخرجه أحمد ( 1 / 446 ) حدثنا علي بن عاصم أخبرني عطاء بن السائب قال : أتيت أبا عبد الرحمن فإذا هو يكوي غلاما , قال : قلت : تكويه ? قال : نعم , هو دواء العرب , قال عبد الله بن مسعود : فذكره مرفوعا . و رجاله ثقات غير علي بن عاصم و هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " و قد تابعه في " المستدرك " ( 4 / 399 ) سفيان عن عطاء به نحوه . و صححه , و وافقه الذهبي . و له طريق أخرى بلفظ : " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم , فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر " . أخرجه الحاكم ( 4 / 197 ) و الطيالسي ( رقم 368 ) من طريق المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و المسعودي كان قد اختلط . لكن له طريق أخرى بلفظ : " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء , فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر " . رواه النسائي في " الوليمة " ( 2 / 64 / 2 ) و ابن حبان ( 1398 ) و ابن عساكر ( 8 / 242 / 2 ) عن محمد بن يوسف عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين و محمد بن يوسف هو الفريابي ثقة و قد خالفه عبد الرحمن بن مهدي , فرواه عن سفيان به إلا أنه أرسله فلم يذكر فيه ابن مسعود . أخرجه أحمد ( 4 / 315 ) و النسائي أيضا . ثم أخرجه من طريق الربيع بن لوط عن قيس بن مسلم به مثل رواية الفريابي , إلا أنه أوقفه على ابن مسعود . و ابن لوط ثقة كما في " التقريب " . لكن الصحيح عندنا رواية الفريابي لأنه ثقة , و معه زيادة فهي مقبولة و قد تابعه المسعودي عن قيس بن مسلم كما تقدم آنفا , و كأنه لذلك قال الحافظ ابن عساكر : " و هو محفوظ " . و قد كنا خرجنا الحديث عن ابن مسعود فيما مضى برقم ( 518 ) مع متابعات أخرى , و بيان ما في رواية ابن مهدي من الضعف . فراجعه إن شئت . 1651" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها , أو يشرب الشربة فيحمده عليها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 209 :
أخرجه مسلم ( 8 / 87 ) و الترمذي ( 1 / 334 - 335 ) و أحمد ( 3 / 100 و 117 ) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن , و لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة " . قلت : و هو ثقة , و لكنه كان يدلس , و قد عنعنه عندهم جميعا ! لكنه يبدو أنه قليل التدليس , و لذلك أورده الحافظ في المرتبة الثانية من رسالته " طبقات المدلسين " و هي " المرتبة التي يورد فيها من احتمل الأئمة تدليسه , أخرجوا له في " الصحيح " لإمامته و قلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري ... " . و قد روي من طريق أخرى بلفظ : " إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله عز وجل عليها " . أخرجه الضياء في " المختارة " ( 115 / 1 ) من طريق موسى بن سهل الثغري الوشا أنبأ إسماعيل بن علية أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير الوشا هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 13 / 48 ) و نقل تضعيفه عن الدارقطني , و عن البرقاني قال : ضعيف جدا . و ذكر له في " اللسان " حديثا آخر مما أخطأ في إسناده .
رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 2 / 2 ) من طريق أحمد , و هذا في " المسند " ( 2 / 50 ) : حدثنا يونس بن محمد حدثنا مرثد يعني ابن عامر الهنائي حدثني أبو عمرو الندبي قال : حدثني # عبد الله بن عمر بن الخطاب # مرفوعا . و قال الخطيب : " أبو عمرو هو بشر بن حرب " . قلت : و هو صدوق فيه لين كما قال الحافظ , و لذا حسن حديثه هذا المنذري في " الترغيب " ( 1 / 150 ) و تبعه الهيثمي ( 2 / 39 ) . و له شاهد واه , أخرجه ابن عدي ( 75 / 1 ) من طريق حماد بن قيراط حدثنا صالح المري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري عن عمر بن الخطاب و أبي بن كعب مرفوعا به . و قال : شوش إسناده حماد بن قيراط " . ثم ساقه من طريق أبي إبراهيم الترجماني حدثنا صالح المري عن أبي هارون عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و قال : " و هذا أشبه : الذي جاء به الترجماني عن صالح المري , من رواية حماد بن قيراط عن صالح , و حماد عامة ما يرويه فيه نظر " . قلت : و مداره على صالح المري و هو ضعيف عن أبي هارون و هو العبدي و هو متروك . فالعمدة على الطريق الأولى و الله أعلم . 1653" إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال : لا إله إلا أنت إني قد ظلمت نفسي , فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , قال : عبدي عرف أن له ربا يغفر و يعاقب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 211 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 98 - 99 ) عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة " أنه كان ردفا # لعلي # رضي الله عنه , فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله , فلما استوى على ظهر الدابة قال : الحمد لله ( ثلاثا ) و الله أكبر ( ثلاثا ) , *( سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين )* الآية . ثم قال : لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , ثم مال إلى أحد شقيه فضحك , فقلت : يا أمير المؤمنين ما يضحك ? قال : إني كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم , فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنعت فسألته كما سألتني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " فذكره . و قال : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . قلت : النهدي هذا لم يخرج له مسلم , و إنما البخاري في " الأدب المفرد " , فهو صحيح فقط . و قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة نحوه باختصار . أخرجه أبو داود ( 2602 ) و الترمذي ( 2 / 255 - 256 ) و أحمد ( 1 / 97 و 115 و 128 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 490 ) من طرق عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . كذا قال , و أبو إسحاق كان اختلط , و لفظه عند أحمد أتم . و أخرجه ابن السني ( 493 ) من طريق الأجلح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب به نحوه مختصرا . و الأجلح فيه ضعف . و الحارث و هو الأعور ضعيف . ( تنبيه ) حديث الترجمة عزاه السيوطي في " الزيادة " لابن السني و الحاكم , و قد عرفت مما سبقت الإشارة إليه أن لفظ غير الحاكم مختصر , فإذا جاز مع ذلك عزوه لابن السني فعزوه لغيره ممن ذكرنا معه أولى لأنهم أعلى طبقة منه , لاسيما الإمام أحمد , فإنه أعلاهم و أجلهم و أتمهم لفظا . 1654" إن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 212 :
رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 188 / 2 مجموع 24 ) و ابن حبان ( 880 ) و الروياني في " مسنده " ( 249 / 1 ) و الخلال أبو عبد الله في " المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه " ( 48 / 1 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 99 / 2 ) عن إدريس بن يحيى حدثني ابن عياش القتباني حدثني عبد الله بن سليمان عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد , تفرد به إدريس " . قلت : و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 265 ) و روى عن أبي زرعة أنه قال فيه : " رجل صالح من أفاضل المسلمين " . و من فوقه ثقات من رجال مسلم غير عبد الله بن سليمان و هو المصري و لم يوثقه غير ابن حبان . و قال البزار : " حدث بأحاديث لم يتابع عليها " . قلت : و لعله سبب ما في " العلل " لابن أبي حاتم ( 1 / 243 - 244 ) : " سألت أبي عن هذا الحديث ? فقال : هذا حديث منكر " . لكن للحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 3 / 12 و 44 ) من طريقين عنه . و قد تكلمت عليهما في " التعليق على الترغيب " ( 2 / 94 ) . فالحديث بمجموع ذلك حسن . و هو الذي نقله المناوي عن السيوطي . و الله أعلم .
1655" إن الله لا يحب العقوق , و كأنه كره الاسم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 213 :
أخرجه أبو داود ( 2842 ) و النسائي ( 2 / 188 ) و الحاكم ( 4 / 238 ) و البيهقي ( 9 / 300 ) و أحمد ( 2 / 182 و 194 ) من طريق داود بن قيس عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة , فقال : ( فذكره ) . قالوا : يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له : قال : " من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل , عن الغلام شاتان مكافئتان , و عن الجارية شاة " . و لفظه لأحمد و الآخرين نحوه . و لفظ الحاكم : " لا أحب العقوق " . و هو رواية لأحمد . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و إنما هو حسن فقط , للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب . نعم له شاهد أخرجه مالك ( 2 / 500 / 1 ) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أنه قال : فذكره بلفظ الحاكم . قلت : و هذا شاهد لا بأس به , فالرجل الضمري شيخ زيد بن أسلم الظاهر أنه تابعي إن لم يكن صحابيا , فإن زيد هذا من التابعين الثقات , فالحديث به صحيح . ( مكافئتان ) يعني متساويتين في السن . و قيل : أي مستويتان , أو متقاربتان . و اختار الخطابي الأول , كما في " النهاية " . و ( الشاة ) : الواحدة من الضأن و المعز و الظباء و البقر و النعام و حمر الوحش . كما في " المعجم الوسيط " . 1656" إن الله لا ينظر إلى مسبل الإزار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :
أخرجه النسائي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 1 / 322 ) من طريقين عن أشعث قال : سمعت سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أشعث هو ابن أبي الشعثاء . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " ... المسبل يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 2 / 318 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين أيضا . و قد رواه مسلم ( 6 / 148 ) عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة و رأى رجلا يجر إزاره , فجعل يضرب الأرض برجله , و هو أمير على ( البحرين ) و هو يقول : جاء الأمير جاء الأمير ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بلفظ : " ... إلى من يجر إزاره بطرا " . ثم أخرجه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إن الذي يجر ثيابه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة " . 1657" إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 138 ) و الحاكم ( 3 / 487 ) و أبو يعلى ( 3 / 1129 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال : ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و في رواية له عن ابن أبي الزناد عن أبيه و هشام بن عروة .... و قدأخرجه أحمد ( 6 / 72 ) عنه عن أبيه عن عروة به .فيبدو أن لعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه شيخين : والده أبو الزناد و هشام بن عروة , فكان يرويه تارة عن هذا و تارة عن هذا , و تارة يجمعهما . و الله أعلم , و هو في نفسه ثقة , و قد تكلم فيه بعضهم على تفصيل حققه العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى في كتاب " التنكيل " فليراجعه من شاء ( 1 / 33 - 34 ) .
1658" إن الله تبارك و تعالى يبتلي عبده بما أعطاه , فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه و وسعه , و من لم يرض لم يبارك له فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :
أخرجه أحمد ( 5 / 24 ) عن # أبي العلاء بن الشخير حدثني أحد بني سليم # - و لا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و جهالة الصحابي لا تضر . 1659" إن الله يبعث ريحا من اليمن , ألين من الحرير , فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :
أخرجه مسلم ( 1 / 76 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 109 / 1 ) و السراج في " مسنده " ( 5 / 88 - 89 ) و الحاكم ( 4 / 455 ) من طريق صفوان بن سليم عن عبد الله بن سليمان الأغر عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي . قلت : فوهما مرتين : استدراكه على مسلم و قد أخرجه . و تصحيحه تصحيحا مطلقا غير مقيد بكونه على شرط مسلم . و لعل هذا الوهم هو منشأ تقصير السيوطي في " الجامع الصغير " في عزوه الحديث للحاكم فقط . و انطلى ذلك على المناوي فلم يستدرك عليه خلافا لغالب عادته , و الغريب أنه قد عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 156 / 2 ) لمسلم أيضا ! فأصاب . 1660" الدال على الخير كفاعله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 216 :
ورد من حديث # أبي مسعود البدري و عبد الله بن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر # . 1 - أما حديث أبي مسعود فيرويه الأعمش عن أبي عمرو الشيباني : سعيد بن إياس الأنصاري عنه مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 484 ) و أحمد ( 5 / 274 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 16 - 17 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 867 و 868 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 16 ) من طرق عن الأعمش به . و اللفظ للخرائطي , و لفظ ابن حبان : " أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله , فقال : ما عندي ما أعطيك , و لكن ائت فلانا , فأتاه الرجل , فأعطاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . و لفظ الطحاوي مثله إلا أنه قال : " الدال على الخير له كأجر فاعله " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 6 / 41 ) باللفظ الثاني و هو رواية لأحمد ( 4 / 120 ) و أبي داود ( 5129 ) و الترمذي ( 2 / 112 ) و قال : " حسن صحيح " . و خالفهم أبان بن تغلب فقال : عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال : فذكره . أخرجه الخرائطي ( ص 16 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 266 ) . قلت : و أبان بن تغلب ثقة احتج به مسلم , لكن رواية الجماعة أصح <1> . على أنه قد روي من طريق أخرى عن ابن مسعود و هو الآتي : 2 - و أما حديث ابن مسعود , فيرويه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن فضيل بن عمرو عن أبي وائل عنه مرفوعا بلفظ الترجمة . أخرجه البزار ( رقم - 154 ) و قال : " لا نعلمه مرفوعا عن عبد الله إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى . 3 - و أما حديث سهل فيرويه العائشي حدثنا عمران بن يزيد القرشي عن أبي حازم عنه به . أخرجه الطحاوي حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا العائشي به . قلت : و رجاله ثقات كلهم لكنه منقطع بين القرشي و أبي حازم , فإن روايته إنما هي عن أتباع التابعين , فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ . 4 - و أما حديث بريدة فيرويه أبو حنيفة في " مسنده " ( ص 160 بشرح القاري ) عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا به . و من طريق أبي حنيفة أخرجه أحمد ( 5 / 357 ) و لكنه لم يسمه عمدا كما قال ابنه عبد الله . قال : كذا قال أبي لم يسمه على عمد , و حدثناه غيره فسماه , يعني أبا حنيفة . و إليه أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 1 / 166 ) : " و فيه ضعيف و مع ضعفه لم يسم " . قلت : و رواه سليمان الشاذكوني حدثنا ابن يمان عن سفيان عن علقمة به , و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 227 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 162 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 333 - 334 ) و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا عن الشاذكوني , و هو حافظ ماجن عندي , ممن يسرق الحديث " . قلت : كذبه ابن معين و غيره , و رماه غير واحد بوضع الحديث , و من الغريب أن أبا نعيم لم يذكر في ترجمته جرحا و لا تعديلا ! فكأنه خفي عليه حاله . هذا , و لقد أبعد الشيخ البنا في شرحه على " الفتح الرباني " ( 19 / 72 ) , فإنه قال عقب قول الهيثمي المتقدم : " قلت : أبو حنيفة المسمى في السند , قال الحافظ في " التقريب " : أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول أهـ " . قلت : و هذا خطأ مزدوج : الأول : أنه ليس هو هذا و إنما هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المشهور و هو ليس مجهولا بل هو معروف بالصدق , و لكنه ضعيف الحفظ كما كنت حققته في المجلد الأول من " الضعيفة " , و إن لم يرق ذلك لمتعصبة الحنفية , و غيرهم من ذوي الأهواء ! و لذلك لم يسمه شيخ الإمام أحمد إسحاق بن يوسف , و عمدا فعل ذلك كما تقدم عن أحمد . و الآخر : أنه وهم على الحافظ , فإن تمام كلامه في " التقريب " : " من الثالثة " . أي أنه من الطبقة الوسطى من التابعين الذين لهم رواية عن بعض الصحابة , و أبو حنيفة الإمام ليس كذلك , فإن الحافظ ذكر في ترجمته أنه من الطبقة السادسة - أي من صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة . و أبو حنيفة الراوي هنا بينه و بين صحابي الحديث راويان : علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة , فكيف يعقل أن يكون هو والد عبد الأكرم الذي يروي عن بعض الصحابة ? ! و هذا يقال إذا ما وقفنا في ذلك عند كتاب " التقريب " فقط , و أما إذا رجعنا إلى " التهذيب " فستزداد يقينا في خطأ الشيخ المزدوج حين نجده يقول في ترجمة الأول : " روى عن سليمان بن هود , و عنه ابنه " . و ذكر في ترجمة الإمام أنه روى عن جمع منهم علقمة بن مرثد ! 5 - و أما حديث أنس فيرويه شبيب بن بشر عنه قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله , فلم يجد عنده ما يتحمله , فدله على آخر فحمله , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبره فقال ... " فذكره بلفظ الترجمة بزيادة : " إن الدال ... " . أخرجه الترمذي و قال : " حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و إسناده حسن , رجاله موثوقون , و السبب الذي فيه هو عند مسلم و غيره من حديث أبي مسعود المتقدم , فهو شاهد قوي له . و قد تابعه على حديث الترجمة زياد ابن ميمون الثقفي عنه مرفوعا به و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1063 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 78 ) و ابن عبد البر في " الجامع " دون الزيادة . قلت : و زياد هذا متروك , و كذبه يزيد بن هارون . و أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 1951 ) لكن وقع فيه : زياد النميري , و كذا قال المنذري ( 1 / 72 ) بعد أن عزاه إليه : " فيه زياد بن عبد الله النميري و قد وثق , و له شواهد " . كذا قال و النميري أحسن حالا من الثقفي و الله أعلم . و هذه الزيادة رويت من طريق أبي العباس محمد بن يونس السامي حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 72 / 2 ) . قلت : و السامي هذا هو الكديمي متهم بالوضع . 6 - و أما حديث ابن عباس فيرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عنه رفعه و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( 157 / 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 449 / 2 ) . قلت : و طلحة متروك . 7 - و أما حديث ابن عمر فيرويه سفيان بن وكيع حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كرز عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( 183 / 2 ) و أعله بأن غير سفيان أرسله لم يذكر فيه ابن عمر . قلت : و هو ضعيف كان يتلقن , و موسى ضعيف أيضا . و جملة القول : أن حديث الترجمة صحيح بلا ريب , بخلاف الزيادة . و الله أعلم .
----------------------------------------------------------- [1] ثم رأيت ابن عدي في " الكامل " ( 93 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 383 ) قد نصا على أن رواية أبان خطأ و أن الخطأ ممن دونه . و الله أعلم . اهـ .
المفضلات