1689" إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء . ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 261 :
رواه مسلم ( 8 / 51 ) و أحمد ( 2 / 168 و 173 ) و الطبري ( ج 6 رقم 6657 صفحة 219 ) عن حيوة بن شريح قال : أخبرني أبو هانيء الخولاني . أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول : سمعت # عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره " . 1690" لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 262 :
أخرجه أحمد ( 3 / 35 و 64 ) و مسلم ( 5 / 142 ) من طريق شعبة عن خليد بن جعفر عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و ليس عند مسلم " يعرف به " , و هو رواية لأحمد . و تابعه علي بن زيد عن أبي نضرة به إلا أنه قال : " بقدر غدرته " بدل " يعرف به " . أخرجه الطيالسي ( 2156 ) و أحمد ( 3 / 7 و 61 ) و زاد في رواية ( 3 / 19 ) : " ألا و أكبر الغدر غدر أمير عامة " . و هي عند الطيالسي من هذا الوجه , و عند مسلم ( 5 / 143 ) من طريق المستمر ابن الريان : حدثنا أبو نضرة به . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 49 ) حدثنا إبراهيم بن وهب بن الشهيد حدثنا أبي عن أنس ابن سيرين عنه . و إبراهيم هذا و أبوه لم أعرفهما , و لم يترجمها الحافظ في " التعجيل " ! ثم أخرجه ( 2 / 70 و 126 ) من طريق بشر بن حرب عنه مرفوعا نحو حديث المستمر بن الريان . و سنده حسن في المتابعات . و أخرجه البخاري ( 4 / 342 ) و مسلم و أحمد ( 2 / 116 ) من طريق عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ الترجمة , دون قوله : " عند استه " . و كذلك البخاري ( 2 / 301 ) و مسلم و أحمد ( 3 / 142 و 270 ) من حديث أنس بن مالك . و قد عزاه السيوطي إلى الطيالسي و أحمد عنه بلفظ الترجمة ! و ما أظنه إلا وهما . فقد عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 210 / 2 ) إليهما و إلى أبي عوانة من حديث أبي سعيد . و هو الصواب كما يتبين لك من هذا التخريج . 1691" إن لله آنية من أهل الأرض , و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين , و أحبها إليه ألينها و أرقها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 263 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 40 / 1 - المنتقى منه ) : حدثنا جعفر ابن محمد الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أنبأ بقية بن الوليد قال : حدثني محمد بن زياد عن # أبي عنبة الخولاني # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد قوي , رجاله كلهم ثقات أثبات غير بقية , و هو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء كما قال الحافظ , و هو هنا قد صرح بالتحديث كما ترى , فأمنا بذلك شر تدليسه . و لذلك قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 154 ) : " رواه الطبراني و إسناده جيد " . و قال في مكان آخر ( 3 / 13 ) : " فيه بقية ابن الوليد و هو مدلس , و لكنه صرح بالتحديث " . و لذلك قال الهيثمي فيما نقله المناوي و أقره : " إسناد حسن " . و قد خالفه أبو مطيع الأطرابلسي فقال : عن محمد بن زياد به موقوفا . أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 230 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) . لكن أبو مطيع هذا و اسمه معاوية بن يحيى صدوق له أوهام , فرواية بقية أرجح و له شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه . و لكنه واه جدا . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 153 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 97 ) و أبو منصور بن زياد في " الأربعين " ( ق 196 / 1 ) من طريق محمد بن القاسم الأسدي : حدثنا ثور عن خالد بن معدان عنه . و الأسدي هذا ضعيف جدا , بل كذبه الدارقطني و أحمد و قال في رواية : " أحاديثه موضوعة " . و قد رواه الثقة مقطوعا على خالد ابن معدان لم يتجاوزه , فقال الإمام أحمد في " الزهد " ( 384 ) : حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , و عبد الله بن الحارث هو ابن عبد الملك المخزومي أبو محمد المكي , ثقة مكي من رجال مسلم , و لا منافاة بينه و بين المرفوع , لاختلاف الطريق أولا , و لاحتمال أن يكون أصل هذا المقطوع مرفوعا , لكن قصر أو لم ينشط بعض الرواة فلم يرفعه . و الله أعلم .
1692" إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد , و يقرهم فيها ما بذلوها , فإذا منعوها نزعها منهم , فحولها إلى غيرهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 264 :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( رقم 5 ) و الطبراني في" الأوسط " ( 5295 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 115 و 10 / 215 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 459 ) عن محمد بن حسان السمتي حدثنا عبد الله بن زيد الحمصي حدثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن # ابن عمر # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن حسان السمتي صدوق لين الحديث كما قال الحافظ . و عبد الله بن زيد الحمصي , قال الأزدي ضعيف . قلت : لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 192 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه محمد بن حسان السمتي , وثقه ابن معين و غيره و فيه لين , و لكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه الأزدي " . قلت : تابعه معاوية بن يحيى الشامي أبو عثمان : حدثنا الأوزاعي به . أخرجه يحيى ابن منده في " أحاديثه " ( ق 91 / 1 ) و تمام في " الفوائد " ( 27 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 276 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 16 / 395 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 15 / 1 ) . أورده ابن عساكر في ترجمة أبي عثمان الشامي هذا و روى عن أبي أحمد - و هو ابن عدي -أنه قال : " منكر الحديث " . و قال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 257 / 1 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الفقيه حدثنا الدقيقي أبو محمد عبد الله بن يزيد عن الأوزاعي به . قلت : و أبو محمد بن عبد الله بن يزيد لم أعرفه , و في الرواة عن الأوزاعي عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقري أبو بكر و هو ثقة , مات سنة ( 218 ) روى عنه أبو زرعة و غيره ترجمه ابن أبي حاتم , لكن يبدو أن في السند سقطا فإن هذا كنيته أبو بكر , و الراوي للحديث كنيته أبو محمد الدقيقي , فلعل الساقط بين أبي محمد و عبد الله بن يزيد . و الله أعلم . و على كل حال فالحديث عندي حسن بمجموع هذا المتابعات , و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 250 ) : " رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و لو قيل بتحسين إسناده لكان ممكنا " . قلت : يعني من الطريق الأولى , فكيف لا يكون حسنا بالطريقين الآخرين ? لاسيما و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه , ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم , فقد عرض تلك النعمة للزوال " . قال المنذري و تبعه الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده جيد " . كذا قالا , و فيه نظر فإنه في " الأوسط " ( 7679 / 2 ) من طريق إبراهيم بن محمد السامي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس . و قال : " تفرد به إبراهيم بن محمد السامي " . قلت : الوليد و ابن جريج مدلسان . و السامي بالمهلمة و ابن محمد بن عرعرة ثقة حافظ , و من طريقه رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 175 ) . قلت : و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 80 ) من طريق أحمد بن يحيى المصيصي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عنه .و هذا إسناد ضعيف , فإنه مع عنعنة الوليد و ابن جريج فيه المصيصي هذا , قال ابن طاهر : " روى عن الوليد بن مسلم مناكير " . قلت : و كأنه يعني , و هو منكر إسنادا لا متنا للطرق المتقدمة . و الله أعلم . 1693" إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 267 :
رواه أبو الشيخ في " عواليه " ( 2 / 32 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3086 ) و القضاعي ( 84 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " عن أبي بشر المزلق عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير أبي بشر هذا و اسمه بكر بن الحكم التميمي , وثقه أبو عبيدة الحداد و أبو سلمة التبوذكي و سعيد بن محمد الحربي و ابن حبان و لم يضعفه أحد غير أن أبا زرعة قال : " شيخ ليس قوي " . قلت : و مع أن هذا ليس جرحا قويا , فهو غير مفسر , فلا يقدم على توثيق من ذكرنا , و كأنه لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " صدوق " . و قال الحافظ : " صدوق , فيه لين " . و قال الهيثمي : " إسناده حسن " . و تبعه السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 20 ) . و قول الذهبي في ترجمة أبي المزلق : " روى خبرا منكرا ... " ثم ذكره غير مقبول منه إلا أن يعني أنه تفرد به , فذلك لا يضر في ثبوته لقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " ليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو الناس , و إنما هو أن يروي ما يخالف الناس " . و راوي هذا الحديث لم يخالف فيه أحدا بل الحديث المشهور يؤيده : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " . و هو إن كان ضعيف الإسناد من جميع طرقه كما بينته " في الضعيفة " ( 1821 ) فلا أقل من أن يصلح شاهدا لهذا , و لا عكس . فتأمل . 1694" نعم يا أبا بكر ! إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير و الشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 377 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 258 ) و أبو شريح الأنصاري في " جزء بيبي " ( 171 / 2 ) من طريق يونس بن محمد حدثنا حرب بن ميمون عن النضر بن أنس عن # أنس # قال : " كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم , فمر بجنازة , فقال : ما هذه الجنازة ? قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله و رسوله و يعمل بطاعة الله و يسعى فيها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت وجبت وجبت , و بجنازة أخرى قالوا : جنازة فلان الفلاني كان يبغض الله و رسوله و يعمل بمعصية الله و يسعى فيها , فقال : وجبت وجبت وجبت , فقالوا : يا رسول الله قولك في الجنازة و الثناء عليها : أثني على الأول خير , و على الآخر شر , فقلت فيها : " وجبت وجبت وجبت " ? فقال :فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و هو في " الصحيحين " و غيرهما من طرق أخرى عن أنس نحوه , يزيد بعضهم على بعض , و قد جمعت الزيادات الثابتة منها , و سقتها في سياق واحد في " أحكام الجنائز " ( ص 44 ) , و فيه بحث هام حول الشهادة للميت بالخير . فراجعه .
1695" إن للقبر ضغطة , فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :
رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 73 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 107 ) عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت نافعا يحدث عن امرأة ابن عمر عن # عائشة # مرفوعا به . و أخرجه أحمد ( 6 / 55 و 98 ) من هذا الوجه إلا أنه قال : " إنسان " مكان " امرأة ابن عمر " . و رجال إسناده ثقات كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها , و الظن بها حسن . على أن سفيان الثوري قد أسقطها من الإسناد , و جعل الحديث من مسند زوجها ابن عمر . أخرجه الطحاوي من طريق أبي حذيفة حدثنا سفيان عن سعد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به نحوه .و هذا إسناد رجاله ثقات أيضا رجال البخاري إلا أنه أخرج لأبي حذيفة متابعة , و اسمه موسى بن مسعود النهدي , و الثوري أحفظ من شعبة لولا أن الراوي عنه فيه ضعف فقال الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . و لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 174 ) من طريقه , أشار إلى تضعيفه و ترجيح الأول بقوله : " كذا رواه أبو حذيفة عن الثوري عن سعد , و رواه غندر و غيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان ( الأصل سنان ! ) عن عائشة رضي الله عنها مثله " . لكن للحديث أصل عن ابن عمر , فقال ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 430 ) : أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : أخبرنا عبد الله بن إدريس قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود و هو أبو مسعود الجحدري البصري و هو ثقة . و تابعه عمرو بن محمد العنقزي : حدثنا ابن إدريس به . أخرجه النسائي ( 1 / 289 ) و سنده صحيح أيضا . فهذه متابعة قوية من عبيد الله بن عمر لرواية أبي حذيفة عن الثوري عن سعد بن إبراهيم . و الله أعلم . و له طريق آخر , برواية عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه " . أخرجه الحاكم ( 3 / 206 ) و صححه , و وافقه الذهبي ! و عطاء كان اختلط , و قد زاد فيه الدعاء .و خالفه ابن لهيعة في إسناده فقال : عن عقيل أنه سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن عائشة بنت سعد أنها حدثته عن عائشة أم المؤمنين مرفوعا به نحوه .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و قال : " تفرد به ابن لهيعة " . قلت : و هو سيء الحفظ . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا به نحوه . أخرجه الطبراني ( 1 / 81 / 2 ) و في " الكبير " ( 10827 و 12975 ) من طريق زياد مولى ابن عباس عنه . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 46 - 47 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله موثقون " . قلت : هو عند الطبراني من طريقين : الأولى : عن حسان بن غالب حدثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى ابن عباس ( ! ) عن ابن عباس . و حسان بن غالب متروك متهم بالوضع , كما تراه في " اللسان " و خفي أمره على ابن يونس فوثقه , و لعله مستند الهيثمي في قوله : " و رجاله موثقون " , فإن فيه إشعار بأن التوثيق لين في بعضهم على الأقل , و نحو ذلك يقال في ابن لهيعة , و إن كان خيرا بكثير من حسان , حتى أن الهيثمي يحسن حديثه أحيانا , و هو حري بذلك عند المتابعة , و هي متحققة هنا كما في الشواهد المتقدمة و المتابعة الآتية و هي : الطريق الأخرى : قال :حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص حدثنا أبي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد مولى ابن عياش عن ابن عباس . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد مولى ابن عياش فمن رجال مسلم وحده إلا أن عمر بن عبد العزيز و أباه لم أجد لهما ترجمة . ثم إنه قد داخلني شك كبير في كون هذا الحديث من مسند ابن عباس , فإنهم لم يذكروا لزياد هذا رواية عنه بل ذكر الحافظ المزي في " التهذيب " أنه روى عن مولاه عبد الله ابن عياش بن أبي ربيعة المخزومي , و قد روى الحسن بن سفيان عن زياد هذا عن عبد الله بن عياش حديثا في قصة موت عثمان ابن مظعون كما في ترجمة ابن عياش من " الإصابة " , و قد تحرف فيه " مولى ابن عياش " إلى " مولى ابن عباس " , و كذلك وقع في الطريق الأولى عند الطبراني و لعله خطأ مطبعي , و كذلك تحرف " ابن عياش " إلى " ابن عباس " في الطريقين , فصار الحديث من مسنده , و إنما هو من مسند ابن عياش فيما أظن . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه و شواهده صحيح بلا ريب , فنسأل الله تعالى أن يهون علينا ضغطة القبر إنه نعم المجيب . 1696" إن للصلاة أولا و آخرا , و إن أول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس و آخر وقتها حين يدخل وقت العصر , و إن أول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها و إن آخر وقتها حين تصفر الشمس , و إن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس و إن آخر وقتها حين يغيب الأفق , و إن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق و إن آخر وقتها حين ينتصف الليل , و إن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر و إن آخر وقتها حين تطلع الشمس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 284 - شاكر ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 89 ) و الدارقطني في " السنن " ( ص 97 ) و البيهقي ( 1 / 375 - 376 ) و أحمد ( 2 / 232 ) من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أعلوه بأن غير ابن فضيل من الثقات قد رووه عن الأعمش عن مجاهد مرسلا . و هذه ليست علة قادحة لاحتمال أن يكون للأعمش فيه إسنادان : أحدهما عن أبي صالح عن أبي هريرة . و الآخر عنه عن مجاهد مرسلا . و مثل هذا كثير في أحاديث الثقات , فمثله لا يرد به الحديث , لاسيما و كل ما فيه قد جاء في الأحاديث الصحيحة , فليس فيه ما يستنكر . و الله أعلم . و قد بسط القول في رد هذه العلة المحقق العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي ( 1 / 284 - 285 ) فأجاد . فمن شاء البسط فليراجع إليه . 1697" إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 203 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1508 ) و ابن حبان ( 2289 ) و الحاكم ( 4 / 72 ) و الطيالسي ( 951 ) و عنه البيهقي في " معرفة السنن " ( ص 29 ) و أحمد ( 4 / 81 و 83 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 64 ) من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن الأزهر عن # جبير بن مطعم # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . فقيل للزهري : بم ذاك ? قال : بنبل الرأي . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : ابن عوف هذا لم يخرج له مسلم شيئا , فهو على شرط البخاري وحده . و ابن الأزهر لم يرمزوا له بأنه من رجال الشيخين , و لكن الحافظ بين في ترجمته من " التهذيب " أن من حقه الرمز له بذلك , فليراجع كلامه من شاء . ثم أخرجه ابن أبي عاصم ( 1509 ) عن محمد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة و عن سعيد بن المسيب عن عتبة بن غزوان و عن عروة بن الزبير عن عتبة بن غزوان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . قلت : و هذا إسناد واه جدا , فإن محمد هذا و هو القاضي المدني أخو عبد الله - مع مخالفته لابن أبي الذئب ثقة - فهو ضعيف جدا , فلا يعتد به ..
1698" إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 273 :
ورد من حديث # أبي سعيد الخدري و معاوية بن حيدة و عتبة بن غزوان و عبد الله بن سلام # . 1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه . أخرجه أحمد ( 3 / 29 ) و أبو يعلى ( 1 / 349 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 124 / 1 ) . و تابعه عند أبي نعيم عمرو بن الحارث عن دراج به . قلت : و هذا سند ضعيف , لكن يشهد له ما بعده . 2 - و أما حديث معاوية فيرويه الجريري عن حكيم بن معاوية عنه مرفوعا به .أخرجه أحمد ( 5 / 3 ) و ابن حبان ( 2618 - موارد ) و وقع فيه " سبع سنين " و لعله خطأ مطبعي و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 205 ) . و زاد أحمد في آخره : " و ليأتين عليه يوم , و إنه لكظيظ " . و إسناده صحيح . 3 - و أما حديث عتبة بن غزوان فيرويه خالد بن عمير العدوي قال : " خطبنا عتبة ابن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد ... و لقد ذكر لنا ... " فذكره و فيه زيادة أحمد , و زاد أيضا : " من الزحام " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) . 4 - و أما حديث عبد الله بن سلام فيرويه زريك بن أبي زريك عن معاوية بن قرة عنه مرفوعا و فيه الزيادة بلفظ : " يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظمآ " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 69 / 221 / 1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 58 / 180 / 1 ) و قال : " زريك بن أبي زريك وثقه يحيى بن معين " . قلت : و كذلك وثقه ابن الجنيد كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 624 ) . و لم يعرفه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 10 / 397 ) و تبعه المناوي : " رواه الطبراني و فيه زريك بن أبي زريك و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " ! و من أخطاء المناوي أنه نقل قول الهيثمي هذا تحت حديث أبي سعيد الخدري ! فأوهم أنه عند الطبراني عن زريك . قلت : و الإسناد صحيح لأن كل رجاله ثقات . 1699" إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء , ثم عاد في قيئه فأكله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :
أخرجه ابن ماجة ( 2384 ) و أحمد ( 2 / 259 ) من طريق عوف عن خلاس عن # أبي هريرة # مرفوعا به . قلت : و إسناده ثقات لكن قال أحمد : لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئا . و ذكر البخاري في " التاريخ " أن روايته عنه صحيفة . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد من حديث ابن عباس و ابن عمرو و غيرهما , و قد خرجت بعضها في " الإرواء " ( 1621 ) . 1700" إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم , ينكرون المنكر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :
أخرجه أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) : حدثنا زيد بن الحباب أخبرني سفيان عن عطاء ابن السائب قال : سمعت # عبد الرحمن بن الحضرمي # يقول : أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم رجال الصحيح , و في زيد بن الحباب كلام لا يضر إن شاء الله تعالى , و أما جهالة الصحابي فلا تضر قطعا لأنهم عدول . و للحديث شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه بإسناد ضعيف , خرجته في " المشكاة " ( 5144 ) .
1701" إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم , منهم فرات بن حيان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 276 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 128 ) و أبو داود ( 2652 ) و الحاكم ( 2 / 115 ) و البيهقي ( 9 / 147 ) و أحمد ( 4 / 336 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 18 ) عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن # فرات بن حيان # " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله , و كان عينا لأبي سفيان , و كان حليفا لرجل من الأنصار , فمر بحلقة من الأنصار , فقال : إني مسلم , فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله إنه يقول : إني مسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..." فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي ! كذا قالا ! و حارثة بن مضرب لم يخرج له الشيخان شيئا , و إنما روى له البخاري في " الأدب المفرد " , و هو ثقة . و تابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به إلا أنه قال : " عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " لم يسمه , و زاد فقال : " رجالا لا أعطيهم شيئا " . قلت : و في ثبوت هذه الزيادة نظر عندي لأن الثوري أثبت الناس في الرواية عن أبي إسحاق و هو السبيعي , فزيادة إسرائيل - و هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي - عليه لا تقبل .و لعله تلقاها عن جده بعدما اختلط بل هذا هو الظاهر و أما الثوري فروى عنه قبل الاختلاط . و قد تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به و زاد الزيادة بلفظ : " أتألفهم على الإسلام " . أخرجه أبو العباس بن عقدة الحافظ كما في " الإصابة " . و هذه الزيادة بهذا اللفظ أقرب إلى السياق لأنه يدل على أنه كان هناك عطاء لغير الفرات , و أما هو فلم يعطه شيئا ثقة بإيمانه , و إنما عفا عن فرات و لم يقتله تألفا لقلبه . على أن هذه الزيادة فيها علة أيضاو هي عنعنة زكريا بن أبي زائدة فإنه كان مدلسا . فإن قيل : فكذلك أبو إسحاق السبيعي كان مدلسا , و مدار الطرق كلها عليه كما سبق , و قد عنعنه ? قلت : نعم لكن قولهم في الثوري أنه أثبت الناس فىأبي إسحاق لعله يشعر أنه كان لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث كما قالوا في رواية شعبة عنه . و الله أعلم . 1702" إن موسى قال : يا رب أرني آدم الذي أخرجنا و نفسه من الجنة , فأراه الله آدم , فقال : أنت أبونا آدم ? فقال له آدم : نعم , فقال : أنت الذي نفخ الله فيك من روحه , و علمك الأسماء كلها , و أمر الملائكة فسجدوا لك , قال : نعم , قال : فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? فقال له آدم : و من أنت ? قال : أنا موسى , قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب , لم يجعل بينك و بينه رسولا من خلقه ? قال : نعم , قال : أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق ? قال : نعم , قال : فما تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : فحج آدم موسى , فحج آدم موسى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 277 :
أخرجه أبو داود ( 4702 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 193 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 94 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن # عمر بن الخطاب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له أوهام , و قد حسنه ابن تيمية في أول رسالته في " القدر " . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة مختصرا . قوله : ( فحج آدم موسى ) أي غلبه بالحجة . و اعلم أن العلماء قد اختلفوا في توجيه ذلك , و أحسن ما وقفت عليه ما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , إنما هو أن موسى لامه على ما فعل لأجل ما حصل لذريته من المصيبة بسبب أكله من الشجرة , لا لأجل حق الله في الذنب , فإن آدم كان قد تاب من الذنب , و موسى عليه السلام يعلم أن بعد التوبة و المغفرة لا يبقى ملام على الذنب , و لهذا قال : " فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? " , لم يقل : لماذا خالفت الأمر ? و الناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر و شهود الربوبية ... فراجع كلامه في ذلك فإنه مهم جدا في الرسالة المذكورة و في " كتاب القدر " من " الفتاوى " المجلد الثامن و كلام غيره في " مرقاة المفاتيح " ( 1 / 123 - 124 ) . 1703" إن هذا الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم , و هما مهلكاكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 278 :
رواه أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 2 / 222 / 1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8 / 5 / 1 ) عن عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان حدثني سليمان عن أبي وائل عن # أبي موسى # أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و تابعه شعبة عن الأعمش به . أخرجه المخلص في " العاشر من حديثه " ( 208 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 / 215 / 2 ) عن المؤمل بن إهاب عنه به . و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير المؤمل و هو صدوق له أوهام . و له شاهد من حديث ابن مسعود , يرويه يحيى بن المنذر أخبرنا أبو الأجلح عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عنه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 10069 ) . و يحيى بن المنذر ضعفه الدارقطني و غيره . و ( أبو الأجلح ) كذا في الأصل , و لعل الصواب : ابن الأجلح فإنه يروي عن الأعمش , و هو عبد الله بن الأجلح و هو صدوق . و قد روي عن ابن مسعود موقوفا . أخرجه الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 152 - مخطوطة الظاهرية ) عن بشر بن الوليد حدثنا محمد بن طلحة حدثنا روح عن نفسي أني حدثته بحديث عن زبيد عن مرة عنه به . و بشر بن الوليد فيه ضعف . و كذلك رواه منصور بن زاذان عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى به موقوفا عليه . أخرجه أحمد في " الزهد " ( 199 ) . قلت : و سنده صحيح موقوف أيضا , و لا ينافي المرفوع لأن الراوي قد لا ينشط أحيانا لرفعه فيوقفه . فهو صحيح مرفوعا و موقوفا . ثم رأيت المنذري أورد الحديث في " الترغيب " ( 4 / 106 ) عن ابن مسعود مرفوعا نحوه , و قال و تبعه الهيثمي ( 10 / 237 ) : " رواه البزار بإسناد جيد " .
رواه مسلم ( 6 / 144 ) و أحمد ( 2 / 162 و 207 و 211 ) و ابن سعد ( 4 / 265 ) من طرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث أن ابن معدان أخبره أن جبير بن نفير أخبره عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبيه معصفرين فقال : فذكره . و من أسانيد أحمد : حدثنا يحيى عن هشام الدستوائي به . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 4 / 190 ) إلا أنه لم يذكر جبير بن نفير في إسناده , و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي , و قد وهما في استدراكه على مسلم . و تابعه عنده - أعني مسلما - علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به . و أخرجه من طريق طاووس عن ابن عمرو قال : "رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال : أأمك أمرتك بهذا ? ! قلت : أغسلهما ? قال : بل أحرقهما " . و أخرجه الحاكم أيضا من طريق أخرى عن ابن عمرو نحوه , و زاد في آخره : " ففعلت " . و قال : " صحيح الإسناد " . قلت : و إنما هو حسن فقط . و في الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يلبس لباس الكفار و أن يتزيا بزيهم , و الأحاديث في ذلك كثيرة , كنت قد جمعت منها قسما طيبا مما ورد في مختلف أبواب الشريعة , و أودعتها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " , فراجعها فإنها مهمة , خاصة و أنه قد شاع في كثير من البلاد الإسلامية التشبه بالكفار في ألبستهم و عاداتهم حتى فرض شيء من ذلك على الجنود في كل أو جل البلاد الإسلامية , فألبسوهم القبعة , حتى لم يعد أكثر الناس يشعر بأن في ذلك أدنى مخالفة للشريعة الإسلامية , فإنا لله و إنا إليه راجعون . 1705" إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا , و لا تنام قلوبنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 171 ) عن # طلحة بن عمرو عن عطاء # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل لكن يشهد له حديث أنس بن مالك في الإسراء و فيه : " و النبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه و لا ينام قلبه و كذلك الأنبياء تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم " . أخرجه البخاري ( 2 / 396 و 4 / 485 ) من طريق شريك ابن عبد الله عنه . و للحديث شواهد سيأتي أحدها في الحديث ( 1872 ) . 1706" إنا نهينا أن ترى عوراتنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 222 - 223 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 465 / 1 ) و ابن شاهين و ابن السكن و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 276 ) من طريق زهير ابن محمد عن شرحبيل بن سعد عن # جبار بن صخر # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : سكت عنه الحاكم ثم الذهبي , و سنده ضعيف , و فيه علتان : الأولى : شرحبيل بن سعد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط بآخره " . قلت : و لا يدرى أحدث بهذا الحديث قبل الاختلاط أم بعده ? و الأخرى : زهير بن محمد و هو الخراساني الشامي , فيه ضعف . لكن تابعه إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى عن شرحبيل به . أخرجه ابن أبي حاتم و ابن منده . لكن إبراهيم هذا متروك . بيد أن الحديث قد جاءت له شواهد كثيرة منها حديث : " احفظ عورتك إلا من زوجتك و ما ملكت يمينك " . و هو مخرج في " آداب الزفاف " . و منها قوله صلى الله عليه وسلم : " ارجع إلى ثوبك فخذه و لا تمشوا عراة " . أخرجه مسلم ( 1 / 184 ) و البيهقي و غيرهما . 1707" إنا لا نقبل شيئا من المشركين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 282 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 484 - 485 ) و أحمد ( 3 / 401 ) عن ليث بن سعد حدثني عبيد الله بن المغيرة عن عراك بن مالك أن # حكيم بن حزام # قال : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب رجل في الناس إلي في الجاهلية , فلما تنبأ و خرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم , و هو كافر , فوجد حلة لذي يزن تباع , فاشتراها بخمسين دينارا , ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم بها عليه المدينة , فأراده على قبضها هدية , فأبى - قال عبيد الله حسبت أنه قال : ( فذكره ) و لكن إن شئت أخذناها بالثمن , فأعطيته حين أبى علي الهدية " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شاهد من حديث عياض بن حمار بإسناد صحيح عنه نحوه , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 741 ) و آخر من حديث عامر بن مالك سيأتي برقم ( 1727 ) . 1708" إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و المزر و الكوبة و القنين و زادني صلاة الوتر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 283 :
أخرجه أحمد ( 2 / 165 و 167 ) من طريق فرج بن فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن رافع عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) , و قال : قال يزيد - هو ابن هارون - : القنين : البرابط . قلت : و هذا إسناد ضعيف إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع مجهول كما قال الحسيني . و الفرج بن فضالة ضعيف . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا من طرق أخرى , فرواه ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي هبيرة الكلاعي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا به دون ذكر صلاة الوتر . أخرجه أحمد ( 2 / 172 ) . و ابن لهيعة سيء الحفظ . و قد رواه ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو به نحوه , و قال : " الغبيراء " مكان " المزر " و زاد : " و كل مسكر حرام " . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 158 ) . و تابعه عبد الحميد بن جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه أحمد ( 2 / 171 ) و إسناده صحيح . و خالفهما محمد بن إسحاق فقال : عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد الله بن عمرو به . أخرجه أبو داود ( 3685 ) . و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . و أما الزيادة فيرويها المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده مرفوعا . أخرجه أحمد ( 2 / 206 ) و المثنى ضعيف . و تابعه الحجاج بن أرطاة عن عمرو به . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 208 ) . و الحجاج مدلس و قد عنعنه . لكن لهذه الزيادة شاهد صحيح من حديث أبي بصرة مرفوعا سبق تخريجه برقم ( 108 ) . فثبت من هذا التخريج صحة هذا الحديث . و الحمد لله على توفيقه . و في ( القنين ) حديث آخر يرويه عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا بلفظ : " إن ربي تبارك و تعالى حرم علي الخمر و الكوبة و القنين , و إياكم و الغبيراء فإنها ثلث خمر العالم " . أخرجه أحمد ( 3 / 422 ) . و ابن زحر ضعيف . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا دون الزيادة مخرج في " المشكاة " ( 3652 و 4503 ) . المزر : نبيذ الذرة خاصة و هو ( الغبيراء ) . و ( الكوبة ) : الطبل كما سيأتي في حديث ابن عباس رقم ( 1806 ) . و ( القنين ) : البرابط : و مفرده ( بربط ) : العود من آلات الموسيقى .
أخرجه أحمد ( 4 / 337 ) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن # ابن الأدرع # قال : " كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فخرج لبعض حاجته , قال : فرآني فأخذ بيدي , فانطلقنا , فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عسى أن يكون مرائيا " , قال : قلت : يا رسول الله يجهر بالقرآن , قال , فرفض يدي , ثم قال : ( فذكره ) . قال : ثم خرج ذات ليلة و أنا أحرسه لبعض حاجته , فأخذ بيدي , فمررنا برجل يصلي بالقرآن , قال : فقلت : عسى أن يكون مرائيا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلا إنه أواب " . قال : فنظرت فإذا هو عبد الله ذو النجادين " . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له أوهام . و الحديث بمعنى حديث " عليكم هديا قاصدا , فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . و غيره مما في معناه , و قد خرجته في " ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة " لابن أبي عاصم ( 98 ) و يأتي له شاهد برقم ( 1760 ) . 1710" إنما يستريح من غفر له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 286 :
روي من حديث # عائشة و بلال الحبشي و محمد بن عروة # مرسلا . 1 - أما حديث عائشة فيرويه ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة قالت : قيل : يا رسول الله ماتت فلانة و استراحت ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 69 و 102 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 290 ) و قال : " غريب من حديث ابن لهيعة تفرد به المعافى فيما قاله سليمان " . يعني شيخه الطبراني و ليس كما قال , فإنه عند أحمد من طرق أخرى عن ابن لهيعة . و رجاله ثقات إلا ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ لكنه يتقوى حديثه بما بعده , لاسيما و قد أخرجه البزار من غير طريقه و رجاله ثقات كما قال الهيثمي و يأتي بيان ما فيه . 2 - حديث بلال رواه بن عساكر كما في " الجامع " . 3 - و أما حديث محمد بن عروة , فأخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 251 ) : أخبرنا يونس بن يزيد عن أبي مقرن قال حدثنا محمد بن عروة قال : " توفيت امرأة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها , فقال بلال : ويحها قد استراحت , ... " الحديث . و أبو مقرن هذا لم أعرفه , و قد رواه نعيم بن حماد عن ابن المبارك , فأسقطه من إسناده كما ذكره المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي . قلت : و كذلك أخرجه الشافعي في " مجلسان " ( ق 6 / 1 - 2 ) . و خالفه عثمان بن عمر فقال : حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة . أخرجه البزار ( 789 - كشف الأستار ) و قال : " لا نعلم أسند محمد بن عروة عن أبيه عن عائشة إلا هذا " . قلت : و هو صدوق كما في " التقريب " , فالسند حسن . و بالجملة فيبدو من هذه الطرق أن للحديث أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم , لاسيما و يشهد له حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة , فقال : " مستريح أو مستراح منه " قالوا يا رسول الله ما المستريح و المستراح منه ? قال : " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا و أذاها إلى رحمة الله , و العبد الفاجر يستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب " . أخرجه مالك ( 1 / 241 / 54 ) و عنه البخاري ( 4 / 233 ) و كذا مسلم ( 3 / 54 ) و النسائي ( 1 / 272 - 273 ) و أحمد ( 5 / 302 - 303 ) كلهم عنه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عنه . و أخرجه الشيخان و النسائي و أحمد ( 5 / 296 و 302 و 304 ) من طرق أخرى عن ابن كعب به . 1711" إنما النفقة و السكن للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرجعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 288 :
أخرجه النسائي ( 2 / 96 ) من طريق سعيد بن يزيد الأحمسي , و أحمد ( 6 / 373 و 415 و 416 و 417 ) عن مجالد بن سعيد كلاهما عن الشعبي قال : حدثتني # فاطمة بنت قيس # قالت : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : أنا بنت آل خالد , و إن زوجي فلانا أرسل إلي بطلاقي , و إن سألت أهله النفقة و السكن , فأبوا علي , قالوا : يا رسول الله إنه قد أرسل إليها بثلاث تطليقات , قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و السياق للأول , و إسناده صحيح . و قد تابعه جماعة عن الشعبي بمعناه في " الصحيحين " و غيرهما بألفاظ مختلفة , و قد خرجت بعضها في " الروض النضير " ( 836 ) , و ذكرت له هناك متابعا آخر عن الشعبي به . أخرجه الدارقطني بسند حسن .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 891 ) عن خالد بن أبي كريمة أخبرنا معاوية بن قرة عن # الأغر المزني # : " أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني أصبحت و لم أوتر , فقال : ( فذكره ) قال : يا نبي الله إني أصبحت و لم أوتر , قال : فأوتر " . قلت : و هذا إسناد حسن على الأقل في الشواهد , خالد بن أبي كريمة قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و سائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني محمد بن عمرو بن خالد الحراني , فلم أجد له ترجمة . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " أوتروا قبل أن تصبحوا " . أخرجه مسلم و غيره من حديث أبي سعيد الخدري و هو مخرج في " الإرواء " ( 421 ) . و هذا التوقيت للوتر كالتوقيت للصلوات الخمس , إنما هو لغير النائم و كذا الناسي , فإنه يصلي الوتر إذا لم يستيقظ له في الوقت , يصليه متى استيقظ و لو بعد الفجر , و عليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم للرجل في هذا الحديث : " فأوتر " بعد أن قال له : " إنما الوتر بالليل " و في ذلك حديث صريح فانظره في " المشكاة " ( 1268 ) و " الإرواء " ( 422 ) . 1713" إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم , ( فقد ) جاء الله بالسعة فكلوا و ادخروا و اتجروا , ألا و إن هذه الأيام أيام أكل و شرب و ذكر الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 289 :
أخرجه أبو داود ( 2813 ) و من طريقه البيهقي ( 9 / 292 ) و أحمد ( 5 / 75 ) من طريق خالد الحذاء عن أبي المليح بن أسامة عن # نبيشة الهذلي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال البيهقي : " قوله : ( اتجروا ) أصله " ائتجروا " على وزن افتعلوا , يريد الصدقة التي يبتغي أجرها , و ليس من باب التجارة " . 1714" إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار , فيذهب خبثها و يبقى طيبها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 290 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 348 ) و البزار في " مسنده " ( رقم - 756 ) و ابن أبي الدنيا ( 68 / 1 ) و ابن عساكر ( 9 / 427 / 2 ) عن نافع بن يزيد حدثني جعفر بن ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب : أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدثه عن أبيه # عبد الرحمن بن أزهر # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , رواته مدنيون و مصريون " . و وافقه الذهبي . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 302 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " , و فيه من لا يعرف " . كذا قال ! و عبد الرحمن بن أزهر صحابي صغير مات قبل الحرة , و له ذكر في " الصحيحين " مع عائشة , و هو من رجال أبي داود و النسائي . و ابنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 15 ) من رواية جعفر بن ربيعة عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 3 222 / 137 ) و قال : " من أهل المدينة , يروي عن أبيه و عن جماعة من التابعين , روى عنه أهل المدينة " . فهو معروف برواية أهل المدينة عنه و منهم عبيد الله بن عبد الرحمن الآتي ذكره , فهو من التابعين المستورين , فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و أما عبيد الله بن عبد الرحمن و هو ابن السائب , فقال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 323 ) : " روى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر روى عنه نافع بن يزيد " . كذا قال ! و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و إنما روى نافع ابن يزيد عن جعفر بن ربيعة عنه كما ترى في هذا الإسناد , فلعله روى عنه مباشرة في غير هذا الحديث , فقد ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 189 ) روايته عنه أيضا فقال : " عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القاري , من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب و عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر , روى عنه ابن جريج و نافع بن يزيد " . و سائر الرجال ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد حسن , و الحديث صحيح بما له من شواهد معروفة , تقدم أحدها برقم ( 714 ) .
1715" إنما يزرع ثلاثة : رجل له أرض , فهو يزرعها و رجل منح أرضا فهو يزرع ما منح و رجل استكرى أرضا بذهب أو فضة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :
أخرجه أبو داود ( 3400 ) و النسائي ( 2 / 149 ) و ابن ماجة ( 2449 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 284 ) من طريق أبي الأحوص حدثنا طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن # رافع بن خديج # قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة و المزابنة , و قال ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين و في طريق ابن عبد الرحمن - و هو البجلي الأحمسي - كلام لا يضر إن شاء الله تعالى . و للحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما , و هو دليل صريح في جواز استئجار الأرض بالنقدين للزراعة خلافا لبعضهم . 1716" إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :
أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1729 - 1730 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3695 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 360 ) من طرق عن سفيان أخبرنا عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال : " عاد # خبابا # ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أبشر أبا عبد الله ! ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض , قال : كيف بها أو بهذا , و أشار إلى أعلا بيته و إلى أسفله , و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح إن شاء الله تعالى , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن جعدة و هو تابعي ثقة , روى عن خباب و غيره من الصحابة . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 254 ) : " ... و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة و هو ثقة " . و له شاهد من حديث سلمان الفارسي , و له عنه طرق : الأولى : عن الحسن قال : لما احتضر سلمان بكى و قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا : أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب . قال : ثم نظرنا فيما ترك , فإذ قيمة ما ترك بضعة و عشرون درهما , أو بضعة و ثلاثون درهما . أخرجه أحمد ( 5 / 438 ) : حدثنا هشيم عن منصور عنه . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أن هشيما مدلس , و مثله الحسن و هو البصري إلا أن ظاهر قوله : " ثم نظرنا .. " أنه أدرك احتضار سلمان و تحديثه لكنهم قد تأولوا قول الحسن في بعض روايته : " خطبنا ابن عباس بالبصرة " بأنه إنما أراد : خطب أهل البصرة . فيمكن أن يكون عنى بقوله : " نظرنا " نحو ذلك من التأويل ! كأن يعني القوم الذين حضروه ! و تابعه السري بن يحيى عن الحسن به . دون قوله : " ثم نظرنا " . أخرجه أبو نعيم ( 1 / 196 ) . ثم أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن , و حميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى ... إلخ . و فيه قالا : فلما مات نظروا في بيته فذكره نحوه إلا أنه قال : قوم نحوا من عشرين درهما . و أخرجه الطبراني ( 6160 ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب و حميد عن مورق العجلي نحوه . قلت : فقد تابع الحسن مورق العجلي و هو تابعي ثقة و ليس فيه الإشكال الذي في رواية منصور عن الحسن . ثم بدا لي أنه لعل قوله : " نظرنا " محرف , و الصواب : " نظروا " كما في هذه الرواية , و الله أعلم . ثم رأيته في الزهد لابن المبارك ( 966 ) من رواية يونس عن الحسن قال : فذكره دون الزيادة . ثم رواه ( 967 ) من طريق محمد بن أبي عدي قال : حدثنا حميد الطويل عن مورق العجلي عن بعض أصحابه ممن أدرك سلمان قال : دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه فبكى .. إلخ دون التقويم الذي في الزيادة , و هاتان الروايتان هما من زوائد الحسين المروزي على ابن المبارك . ثم أخرجه أبو نعيم و كذا ابن سعد ( 4 / 91 ) من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلا نحوه . و هي عند الطبراني كما تقدم . الثانية : عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع ... الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2480 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 197 ) . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن عبد الله , و هو ابن لحي أبو اليمان الهوزني الحمصي , أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 1 / 187 ) و روى عنه جماعة . و قول الذهبي في " الميزان " : " ما علمت له راويا سوى صفوان بن عمرو " . فيرد عليه رواية الحبلي هذه عنه . الثالثة : عن أبي سفيان عن أشياخه قال : دخل سعد على سلمان يعوده , قال : فبكى ... الحديث دون الزيادة , و فيه زيادة أخرى انظرها في " الترغيب " ( 4 / 99 ) إن شئت . أخرجه ابن سعد أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش عن أبي سفيان ... و أخرجه أبو نعيم و الحاكم ( 4 / 317 ) من طريقين آخرين عن أبي معاوية به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا و أما غمز المنذري إياه بقوله : " كذا قال " . فمن الظاهر أنه يشير به إلى جهالة أشياخ أبي سفيان و لكن مثل هذه الجهالة لا تضر عند المحققين من النقاد لأنهم جمع تنجبر بهم الجهالة , لاسيما و هم من التابعين على أضعف الاحتمالين . فقد رواه جرير عن الأعمش فقال : عن أبي سفيان عن جابر قال : دخل سعد .. أخرجه أبو نعيم . قلت : فهذه الرواية - إن كانت محفوظة - ترجح احتمال كون أشياخ أبي سفيان من الصحابة , أو أحدهم على الأقل . و الله أعلم . الرابعة : عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : اشتكى سلمان , فعاده سعد , فرآه يبكي ... الحديث و فيه الزيادة التي في الطريق الثالثة . أخرجه ابن ماجة ( 4104 ) و الطبراني ( 6069 ) و أبو نعيم دون الزيادة . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم إلا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني و هو ثقة . و ذهل عن هذا الاستثناء المنذري فقال : " رواه ابن ماجة , و رواته ثقات احتج بهم الشيخان إلا أن جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده " !
1717" إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل , فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكا أو عظما عن طريق الناس أو أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر , عدد تلك الستين و الثلاثمائة سلامى , فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :
أخرجه مسلم ( 3 / 82 ) و أبو الشيخ في " العظمة " ( 12 / 20 / 2 ) من طرق عن معاوية بن سلام عن زيد أنه أخبره عن جده أبي سلام حدثنا عبد الله بن فروخ أنه سمع # عائشة # تقول : فذكره مرفوعا . 1718" ما بين السماء إلى الأرض أحد إلا يعلم أني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عاصي الجن و الإنس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 11 ) و ابن حبان في " الثقات " كما يأتي و أحمد ( 3 / 310 ) من طريق الأجلح عن الذيال بن حرملة عن # جابر بن عبد الله # قال : " أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط في بني النجار , فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه , فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فأتاه فدعاه , فجاء واضعا مشفرة على الأرض حتى برك بين يديه , فقال : " هاتوا خطاما " فخطمه , و دفعه إلى صاحبه , ثم التفت فقال ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , الذيال بن حرملة أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 451 ) من رواية جمع آخر عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 43 ) و ساق له هذا الحديث . و الأجلح و هو ابن عبد الله الكندي صدوق كما في " التقريب " . 1719" إنه ليغضب علي أن لا أجد ما أعطيه , من سأل منكم و له أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 296 :
أخرجه مالك ( 2 / 999 / 11 ) و عنه أبو داود ( 1627 ) و النسائي ( 1 / 363 ) من طريق زيد بن أسلم عن # عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد # أنه قال : " نزلت أنا و أهلي ببقيع الغرقد , فقال لي أهلي : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله لنا شيئا نأكله , و جعلوا يذكرون من حاجاتهم , فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فوجدت عنده رجلا يسأله , و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا أجد ما أعطيك " فتولى الرجل عنه و هو مغضب , و هو يقول : لعمري إنك لتعطي من شئت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ( فذكره ) . قال الأسدي : فقلت : للقحة لنا خير من أوقية - قال مالك : و الأوقية أربعون درهما - قال : فرجعت و لم أسأله , فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بشعير و زبيب , فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عز وجل " قلت : و هذا إسناد صحيح , و جهالة الصحابي لا تضر . و تابعه سفيان عن زيد بن أسلم به مختصرا بلفظ : " من سأل و له أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " أخرجه أحمد ( 4 / 36 و 5 / 430 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( ق 31 / 2 ) . و له عند أحمد ( 4 / 138 ) طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه : ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث نحوه إلا أنه قال : " عدل خمس أواق " . و هذا إسناد صحيح أيضا على ضعف يسير في عبد الحميد , و لعله أخطأ في قوله : " عدل خمس أواق " . و يبدو أن هذا الرجل المزني هو أبو سعيد الخدري , فقد قال ابنه عبد الرحمن بن أبي سعيد : عن أبيه قال : سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله , فأتيته ... فذكره نحوه و فيه : " فقلت : ناقتي الياقوتة خير من أوقية , فرجعت و لم أسأله " . أخرجه أحمد ( 3 / 9 ) . و أخرجه هو ( 3 / 7 ) و أبو داود ( 1628 ) و النسائي و ابن حبان ( 846 ) و ابن أبي حاتم في " التفسير " ( 1 / 95 / 2 ) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال حدثنا عمارة بن غزية عن عبد الرحمن به . و هذا إسناد حسن . و زاد أبو داود في رواية : " و كانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين درهما " . و في إسناده ضعف , لكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ : " من سأل و له أربعون درهما فهو الملحف " . أخرجه النسائي . قلت : و إسناده حسن . و ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم - 1630 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 161 ) من طريق محمد بن سيرين قال : " بلغ الحارث - رجل كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز , فبعث إليه ثلاثمائة دينار , فقال : ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني ? ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره نحوه ) و لآل أبي ذر أربعون درهم و أربعون شاة و ماهنان . قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين " . قلت : و هذا إسناد جيد مرسلا لأن ابن سيرين لم يلق أبا ذر , كما قال أبو حاتم . و قال الهيثمي ( 9 / 331 ) : " و رجاله رجال " الصحيح " غير عبد الله بن أحمد ابن عبد الله بن يونس و هو ثقة " . و فاته الانقطاع الذي أشرت إليه , لكنه في الشواهد إسناد جيد .
المفضلات