1720" إنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 298 :
أخرجه مسلم ( 1 / 61 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و الترمذي ( 2 / 301 ) و ابن ماجة ( 114 ) و أحمد ( 1 / 84 و 95 و 128 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 426 ) من طرق عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن # علي # رضي الله عنه مرفوعا . قلت : و له شاهد من حديث أم سلمة مرفوعا به . أخرجه الترمذي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 6 / 293 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . 1721" إني أحدثكم بالحديث , فليحدث الحاضر منكم الغائب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 298 :
الديلمي ( 1 / 2 / 317 ) من طريق أبي نعيم عن إسماعيل بن عبد الله عن عيسى بن الحارث المذحجي عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مجهول عندي , و في الرواة من يسمى إسماعيل بن عبد الله جمع كثير , فمن يكون هذا منهم ? و ليس فيهم من يدعى عيسى بن الحارث سوى الذي في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 274 ) : " عيسى بن الحارث . روى عن .. روى عنه أبو شيبة جد بني أبي شيبة . سألت أبا زرعة عنه ? فقال : لا بأس به " . و أبو شيبة الراوي عنه اسمه إبراهيم بن عثمان , و هو من أتباع التابعين يروي عن أبي إسحاق السبيعي و غيره , فيحتمل احتمالا كبيرا أن يكون عيسى بن الحارث المذحجي هذا هو عيسى بن الحارث الذي لا بأس به . و قد أيد ذلك قول الهيثمي في تخريج الحديث ( 1 / 139 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثوقون " . قلت : و يشهد للحديث أحاديث " نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه .. " . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم من حديث ابن مسعود و زيد بن ثابت و جبير بن مطعم ( انظر الترغيب 1 / 63 - 64 ) و أحاديث " ليبلغ الشاهد الغائب " في الصحيحين من حديث أبي بكرة . 1722" إني أرى ما لا ترون و أسمع ما لا تسمعون أطت السماء و حق لها أن تئط , ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله , و الله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و ما تلذذتم بالنساء على الفرش و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 299 :
رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 510 ) عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق العجلي عن # أبي ذر # رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )* حتى ختمها ثم قال : فذكره , و زاد : " و الله لوددت أني شجرة تعضد " . و قال الحاكم : " حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه " . و سكت عليه الذهبي . و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 2 / 51 ) و ابن ماجة ( 4190 ) دون قراءة الآية و قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب , و يروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال : لوددت أني شجرة تعضد " . قلت : هكذا أخرجه أحمد ( 5 / 173 ) مصرحا بأن قوله : " و الله لوددت .. " من قول أبي ذر , و إسناده إلى إبراهيم صحيح , فهو دليل على أن من جعله من تمام الحديث كما هو رواية الحاكم و الترمذي و ابن ماجة فهو وهم أدرجه في الحديث . على أن الحديث إسناده فيه ضعف من قبل إبراهيم بن مهاجر , فقد قال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب " . " صدوق لين الحفظ " . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " بلفظ الحاكم - فقال : " رواه البخاري باختصار و الترمذي إلا أنه قال : " ما فيها موضع أربع أصابع " و الحاكم و اللفظ له و قال : صحيح الإسناد " . قلت : فعزوه إياه للبخاري مختصرا خطأ , فإن البخاري لم يخرجه عن أبي ذر مطلقا , و إنما رواه مختصرا جدا ( 4 / 237 ) من حديث أبي هريرة و أنس بلفظ : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا " .
1723" إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 300 :
أخرجه أبو داود ( 2683 و 4359 ) و النسائي ( 2 / 170 ) و الحاكم ( 3 / 45 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 216 - 217 ) كلهم من طريق أحمد بن المفضل حدثنا أسباط بن نصر قال : زعم السدي عن مصعب بن سعد عن سعد قال : لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان , فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بايع عبد الله , فرفع رأسه , فنظر إليه ثلاثا , كل ذلك يأبى , فبايعه بعد ثلاث , ثم أقبل على أصحابه فقال : " أما كان فيكم رجل رشيد , يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ? " . فقالوا : ما ندري يا رسول الله ما في نفسك , ألا أومأت إلينا بعينك ? قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , إلا أن أسباط بن نصر و أحمد بن المفضل قد تكلم فيهما بعض الأئمة من جهة حفظهما , لكن الحديث له شاهد يتقوى به , يرويه نافع أبو غالب عن أنس قال : " غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا فخرج المشركون , فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا , و في القوم رجل يحمل علينا فيدقنا و يحطمنا , فهزمهم الله , و جعل يجاء بهم فيبايعونه على الإسلام , فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه , فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , و جيء بالرجل , فلما رأى رسول الله قال : يا رسول الله تبت إلى الله , فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبايعه , ليفي الآخر بنذره : فجعل الرجل يتصدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله , و جعل يهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتله , فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع بايعه , فقال الرجل : يا رسول الله نذري , فقال : " إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك " , فقال : يا رسول الله ألا أومضت إلي ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس لنبي أن يومض " . أخرجه أبو داود ( 3194 ) و أحمد ( 3 / 151 ) بسند حسن , فالحديث بهذا الشاهد صحيح إن شاء الله تعالى . 1724" إني صليت صلاة رغبة و رهبة , سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا , فأعطاني اثنتين و رد علي واحدة , سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم , فأعطانيها , و سألته أن لا يهلكهم غرقا , فأعطانيها , و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم , فردها علي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 302 :
أخرجه ابن ماجة ( 3951 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( رقم - 1218 ) و أحمد ( 5 / 240 ) من طريق رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن # معاذ بن جبل # قال : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة , فأطال فيها , فلما انصرف قلنا : يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة ? قال : " فذكره . قال البوصيري في " زوائد ابن ماجة " ( 264 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , رواه الإمام أحمد في " مسنده " و أبو بكر بن أبي شيبة في ( مسنده ) " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء الأنصاري , و هو مجهول , فقد قال الذهبي : " ما روى عنه سوى الأعمش " , فأنى لإسناده الصحة . نعم للحديث طريق آخر و شواهد يتقوى بها : فأخرجه أحمد ( 5 / 243 و 247 ) من طريقين عن عبد الملك ابن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به نحوه إلا أنه قال : " أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا " بدل " .. غرقا " . و هذا هو المعروف في الشواهد المشار إليها , منها حديث ثوبان مرفوعا : " إن الله زوى لي الأرض .. " و فيه : " بسنة عامة " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 ) و غيره و صححه الترمذي ( 2 / 27 ) و قد مضى تخريجه تحت الحديث ( 1683 ) رقم ( 3 ) . و منها عن أنس بن مالك مرفوعا مثله . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 326 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و منها حديث خباب بن الأرت و هو مخرج في " صفة الصلاة " . لكن للغرق شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " سألت ربي ثلاثا , فأعطاني اثنتين و منعني واحدة , سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة , فأعطانيها و سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق , فأعطانيها و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم , فمنعنيها " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 - 172 ) و أحمد ( 1 / 175 و 182 ) و الجندي في " فضائل المدينة " ( رقم 59 - منسوختي ) . فهذا يدل على أن ذكر الغرق محفوظ أيضا , فيظهر أن أصل الحديث ذكر فيه الغرق و السنة معا , كما يدل عليه حديث سعد المذكور , ثم ذكر بعض الرواة هذا , و بعضهم هذا . و الله أعلم . 1725" إني قد بدنت , فإذا ركعت فاركعوا و إذا رفعت فارفعوا و إذا سجدت فاسجدوا و لا ألفين رجلا يسبقني إلى الركوع و لا إلى السجود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 304 :
أخرجه ابن ماجة ( 962 ) عن دارم عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن # أبي موسى # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : رجاله ثقات غير دارم هذا , فهو مجهول , و إن وثقه ابن حبان . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث , منها حديث معاوية مرفوعا : " إني قد بدنت , فلا تسبقوني بالركوع و لا بالسجود , فإني مهما أسبقكم حين أركع تدركوني حين أرفع , و مهما أسبقكم حين أسجد تدركوني حين أرفع " . أخرجه الدارمي و غيره بسند حسن , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 630 ) . و منها حديث أنس بن مالك مرفوعا : " أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركعوع و لا بالسجود و لا بالقيام و لا بالانصراف ..." . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج أيضا في " صحيح أبي داود " ( 635 ) .
أخرجه الترمذي في " السنن " ( 1 / 359 ) و " الشمائل " ( 2 / 34 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3602 ) و أحمد ( 2 / 360 ) من طريق ابن المبارك عن أسامة ابن زيد عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : " قالوا : يا رسول الله ! إنك تداعبنا ? قال .. " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : إسناده حسن إن كان أسامة بن زيد هو الليثي مولاهم أبو زيد المدني , و ليس كذلك إذا كان العدوي مولاهم أبا زيد المدني فإنه ضعيف و من الصعب تعيين المراد منهما , فإن ابن المبارك قد روى عنهما كليهما . و أيهما كان فلم يتفرد به , فقد تابعه محمد عن سعيد بن أبي سعيد به . أخرجه أحمد ( 2 / 340 ) . و محمد هو ابن عجلان , و هو حسن الحديث , فالحديث صحيح كما قال الترمذي . و الله أعلم . و الحديث أخرجه البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( 265 ) عن ابن عجلان إلا أنه قال : عن أبيه أو سعيد . و فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث و فيه ضعف , فالشك منه . و الله أعلم . ثم ترجح عندي أن أسامة هو الليثي , فقد رأيت الحافظ المزي قد ذكره في الرواة عن سعيد المقبري دون العدوي . و بذلك يزداد الحديث قوة على قوة . و الله أعلم . و سيأتي له حديث آخر قريبا برقم ( 1730 ) . 1727" إني لا أقبل هدية مشرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 305 :
أخرجه البزار ( 138 - زوائده ) عن معمر و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة بئر معونة - مخطوطة حلب ) عن موسى بن عقبة كلاهما عن ابن شهاب حدثني # عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي # - زاد الثاني : و رجال من أهل العلم - أن عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة - قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو مشرك , فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام , فأبى أن يسلم , و أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , و قد وصله ابن المبارك فقال : عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك ... أخرجه البزار أيضا و قال : " رفعه ( يعني وصله ) ابن المبارك , و أرسله عبد الرزاق , و لا نعلم روى عامر إلا هذا " . قال الحافظ عقبه : " قلت : الإسناد صحيح غريب , و ابن المبارك أحفظ من عبد الرزاق , و حديث عبد الرزاق أولى بالصواب " . قلت : و كأن ذلك للطريق الأخرى المرسلة عند البيهقي , لكن الحديث صحيح على كل حال فإن له شواهد تشهد لصحته , و قد مضى بعضها , فانظر الحديث ( 1707 ) . ( تنبيه ) عزا السيوطي الحديث في " الجامع الصغير " للطبراني في " الكبير " عن كعب بن مالك ! و أما في " الجامع الكبير " فعزاه ( 1 / 251 / 2 ) للطبراني في " الكبير " و ابن عساكر عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه , و ابن عساكر عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك ملاعب الأسنة . و لم يعزه الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 152 ) للطبراني مطلقا , فالله أعلم . و للحديث شواهد تقدم أحدها برقم ( 1707 ) . 1728" أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 306 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11537 ) من طريق حنش عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " أي عرى الإيمان - أظنه قال - أوثق ? " قال : الله و رسوله أعلم ? قال : " الموالاة ... " . قلت : و هذا إسناد واه , و لكن له شواهد تدل على أن له أصلا من حديث عبد الله ابن مسعود , و البراء بن عازب . أما حديث ابن مسعود , فأخرجه الطيالسي ( 378 ) و الطبراني و غيرهما , و صححه الحاكم , و رده الذهبي كما بينته في " الروض النضير " ( 651 ) , لكن له طريق أخرى يتقوى بها خرجتها هناك . و أما حديث البراء , فأخرجه أحمد ( 4 / 286 ) و ابن أبي شيبة في " الإيمان " رقم ( 110 - بتحقيقي ) و ابن نصر في " كتاب الصلاة " ( ق 91 / 1 ) من رواية ليث بن أبي سليم و هو ضعيف . قلت : فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل . و الله أعلم .
أخرجه أحمد ( 5 / 70 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا عبيد الله بن هوذة القريعي أنه قال : حدثني رجل سمع # جرموزا الهجيمي # قال : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال : " فذكره . و أخرجه الطبراني ( رقم 2181 ) من طريق أخرى عن عبد الصمد بن عبد الوارث به . قلت : و إسناده صحيح لولا الرجل الذي لم يسم , لكن قال الحافظ في " الإصابة " : " جزم البغوي و ابن السكن بأنه أبو تميمة الهجيمي " . قلت : فإذا صح هذا , فالإسناد صحيح لأن أبا تميمة و اسمه طريف بن مجالد ثقة من رجال البخاري . على أن ابن السكن أخرجه من طريق سلم بن قتيبة ( و هو ثقة من رجال البخاري أيضا : حدثنا عبيد الله بن هوذة - و رأيته في مهده من الكبر - قال : حدثني جرموز , فذكره . قال الحافظ : " و على هذا فلعل عبيد الله سمعه عنه بواسطة , ثم سمعه منه " . و أخرجه الطبراني ( 2180 ) من طريق إبراهيم بن محمد ابن عرعرة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا عبيد الله بن هوذة عن جرموز به . فأسقط من بينهما الواسطة , و لعل الأرجح إثباته , فقد أخرجه الطبراني ( 2182 ) من طريق أخرى عن الحسن بن حبيب بن ندبة عن عبيد الله بن هوذة القريعي عن شيخ عن جرموز مثله . فالعمدة على جزم البغوي و ابن السكن أن الشيخ هو أبو تميمة الهجيمي . و الله أعلم . و للحديث بعض الشواهد في " ظلال الجنة " ( 1014 ) , فليراجعها من شاء . 1730" أوصيك بتقوى الله و التكبير على كل شرف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 308 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 35 / 2 ) و عنه ابن ماجة ( 2771 ) و الترمذي ( 2 / 255 ) و أحمد ( 2 / 325 و 331 و 443 و 476 ) و كذا ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 256 / 2 ) و المحاملي في " الدعاء " ( ق 32 / 1 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 514 ) و الحاكم ( 1 / 445 - 446 و 2 / 98 ) و البيهقي في " الزهد " ( ق 107 / 2 ) من طرق عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد سفرا فقال : يا رسول الله أوصني , قال : " . فذكره , و لفظ الترمذي : " عليك بتقوى الله .... " . و زاد هو و الحاكم و أحمد و غيرهم : " فلما مضى قال : اللهم ازو له الأرض , و هون عليه السفر " . و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا إلا أن أسامة بن زيد و هو الليثي فيه كلام يسير , فهو حسن الإسناد . و للجملة الأولى منه شاهد من حديث شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أوصني , فقال : " فذكره و زاد : " فإنه جماع كل خير " . و شهر سيء الحفظ على صدقه , فمثله يستشهد به . و قد مضى من طريق أخرى برقم ( 555 ) . 1731" إن من البيان سحرا و إن من الشعر حكما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 309 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 872 ) و أبو داود ( 5011 ) و ابن ماجة ( 3756 ) الشطر الثاني فقط - و ابن حبان ( 2009 ) و أحمد ( 1 / 269 و 273 و 303 و 309 و 313 و 327 و 332 ) من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن # ابن عباس # : " أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام بين ( و في رواية لأحمد : فجعل يثني عليه ) , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " . فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , و هو على شرط مسلم , و في سماك كلام يسير . و تابعه الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس به و فيه قصة , لكن السند إليه لا يصح . أخرجه الحاكم ( 3 / 613 ) من طريق أبي سعد الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم الأنصاري : يحيى بن أبي يزيد عنه . و سكت عليه الحاكم و الذهبي . و الهيثم هذا قال في " الميزان " : " لا يدرى من هو ? " . قلت : و شيخه أبو المقوم لم أجد له ترجمة . ثم روى له الحاكم شاهدا من حديث أبي بكرة , و فيه سليمان بن سعيد النشيطي و هو ضعيف . و له شاهدا آخر من حديث بريدة مخرج في " المشكاة " ( 4804 ) . ( حكما ) أي من الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل و السفه , و ينهى عنهما . " نهاية " .
1732" إنما أنا بشر , تدمع العين و يخشع القلب و لا نقول ما يسخط الرب , والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 310 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 142 ) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود ابن لبيد # قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... و دمعت عيناه فقالوا : يا رسول الله تبكي و أنت رسول الله قال ... فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و محمود بن لبيد صحابي صغير . و له شاهد من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : لما توفى ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له المعزي , أبو بكر أو عمر : أنت أحق من عظم الله حقه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرب , لولا أنه وعد صادق و موعود جامع و أن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا و إنا بك لمحزونون " . أخرجه ابن ماجة ( 1589 ) و ابن سعد ( 1 / 143 ) . و هذا إسناد حسن في الشواهد , و قد حسنه البوصيري . و له شواهد أخرى عند ابن سعد ( 1 / 136 - 140 ) منها عن أنس بن مالك و هو في " الصحيحين " , و قد خرجته في " فقه السيرة للأستاذ الغزالي " ( ص 484 ) . 1733" أولياء الله الذين إذا رءوا ذكر الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 311 :
أخرجه المروزي في " زوائد الزهد " ( 218 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 12325 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 231 ) و الضياء في " المختارة " ( 212 / 2 ) من طريقين عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و رجال الطبراني و أبي نعيم ثقات غير جعفر هذا , قال الحافظ : " صدوق يهم " . و قد خالفه سهل أبو الأسد فقال عن سعيد بن جبير مرسلا , لم يذكر في إسناده ابن عباس . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 217 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 106 ) . قلت : و سهل هذا ثقة كما قال ابن معين . و قال أبو زرعة : صدوق . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 74 ) , فروايته مقدمة على رواية جعفر بن أبي المغيرة , فالحديث مرسل . و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 78 ) : " رواه الطبراني , و رجاله ثقات " ! قلت : فهذا الإطلاق من أوهامه أو تساهله , فإن جعفر بن أبي المغيرة قد عرفت قول الحافظ فيه , و قال ابن منده : " ليس بالقوي في سعيد بن جبير " . و هذا من روايته عنه كما ترى , و قد خالفه من هو أوثق منه كما سبق . لكنه أورده عقبه بنحوه عن ابن عباس و قال : " رواه البزار عن شيخه علي بن حرب الرازي , و لم أعرفه و بقية رجاله وثقوا " . فالظاهر أنه من طريق أخرى غير الأولى فالحديث به يتقوى . و علي بن حرب الرازي لعله الطائي الرازي فإنه من هذه الطبقة , و هو صدوق فاضل . و الله أعلم . ثم ذكر له شاهدا من حديث ابن مسعود بلفظ : " إن من الناس مفاتيح لذكر الله , إذا رؤوا ذكر الله " . و لكنه ضعيف جدا و لذلك أوردته في " الضعيفة " ( 2409 ) , و وقع للهيثمي فيه تصحيف عجيب , كان السبب لخفاء علته عليه , كما بينته هناك . 1734" إن ما بقي من الدنيا بلاء و فتنة , و إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء , إذا طاب أعلاه طاب أسفله , و إذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 312 :
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 596 ) و عنه أحمد ( 4 / 94 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( ص 101 - هند ) : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني أبو عبد ربه قال : سمعت # معاوية بن أبي سفيان # يقول على هذا المنبر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح عندي , رجاله ثقات معروفون غير أبي عبد ربه و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع آخر من الثقات . و الحديث أخرجه ابن ماجة ( 4199 ) و أبو يعلى ( 4 / 1776 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد به دون فقرة الدنيا .
1735" إن يأجوج و مأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس , قال الذي عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا , فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم و أراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا , حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس , قال الذي عليهم : ارجعو فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى , و استثنوا , فيعودون إليه و هو كهيئته حين تركوه , فيحفرونه و يخرجون على الناس , فينشفون الماء و يتحصن الناس منهم في حصونهم , فيرمون بسهامهم إلى السماء , فترجع عليها الدم الذي اجفظ , فيقولون : قهرنا أهل الأرض , و علونا أهل السماء , فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلون بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن و تشكر شكرا من لحومهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 313 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 197 ) و ابن ماجة ( 4080 ) و ابن حبان ( 1908 ) و الحاكم ( 4 / 488 ) و أحمد ( 2 / 510 - 511 و 511 ) من طرق عن قتادة حدثنا أبو رافع عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب , إنما نعرفه من هذا الوجه " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شاهد من حديث أبي سعيد سيأتي تخريجه برقم ( 1793 ) . و لطرفه الأخير منه شاهد في حديث الدجال الطويل من حديث النواس بن سمعان مرفوعا . أخرجه مسلم ( 8 / 197 - 199 ) و غيره كما يأتي تحت الحديث ( 1780 ) . غريب الحديث : ( اجفظ ) : أي ملأها , يعني ترجع السهام عليهم حال كون الدم ممتلئا عليها . في " القاموس " : الجفيظ : المقتول المنتفخ . و ( الجفظ ) : الملء و اجفاظت كاحمار و اطمأن : انتفخت . ( نغفا ) : دود تكون في أنوف الإبل و الغنم , واحدتها : نغفة . ( و تشكر ) : أي تمتلئ شحما , يقال : شكرت الناقة تشكر شكرا إذا سمنت و امتلأت ضرعها لبنا . ( تنبيه ) : أورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث من رواية الإمام أحمد رحمه الله تحت تفسير آيات قصة ذي القرنين و بنائه السد و قوله تعالى في يأجوج و مأجوج فيه : *( فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا )* ثم قال عقبه : " و إسناده جيد قوي و لكن متنه في رفعه نكارة لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه و لا من نقبه , لإحكام بنائه و صلابته و شدته " . قلت : نعم , و لكن الآية لا تدل من قريب و لا من بعيد أنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا , فالآية تتحدث عن الماضي , و الحديث عن المستقبل الآتي , فلا تنافي و لا نكارة بل الحديث يتمشى تماما مع القرآن في قوله " *( حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون )* . و بعد كتابة هذا رجعت إلى القصة في كتابه " البداية و النهاية " , فإذا به أجاب بنحو هذا الذي ذكرته , مع بعض ملاحظات أخرى لنا عليه يطول بنا الكلام لو أننا توجهنا لبيانها , فليرجع إليه من شاء الوقوف عليه ( 2 / 112 ) . ( تنبيه آخر ) : إن قول ابن كثير المتقدم في تجويد إسناد الحديث جاء عنده بعد نقله قول الترمذي المتقدم إلا أنه لم يقع فيه لفظة " حسن " , و اختلط الأمر على مختصره الشيخ الصابوني ( 2 / 437 ) فذكر عقب الحديث قول ابن كثير : " في رفعه نكارة " , و ذكر في التعليق أن الترمذي قال : " و إسناده جيد قوي " ! و إنما هذا قول ابن كثير نفسه كما رأيت , لم يستطع الشيخ أن يجمع في ذهنه أن ابن كثير يمكن أن يجمع بين تقوية الإسناد و استنكاره لمتنه . مع أن هذا شا ئع معروف عند أهل العلم , فاقتضى التنبيه , و إن كنا أثبتنا خطأه في استنكاره لمتنه كما تقدم . 1736" أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر و الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل رجل منهم زوجتان , على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من ورائها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 315 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 85 و 87 ) من طريق فراس و فضيل بن مرزوق كلاهما عن عطية عن # أبي سعيد الخدري # عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال في الموضع الأول : " حديث حسن صحيح " . و في الآخر : " حديث حسن " , و هذا أقرب , فإن عطية و هو العوفي ضعيف . لكنه لم يتفرد به كما يأتي . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 16 ) : حدثنا يحيى بن آدم حدثنا فضيل عن عطاء حدثنا أبو سعيد الخدري به . كذا فيه " عطاء " و أظنه محرفا من " عطية " و الله أعلم , و عنه أخرجه البغوي في حديث " ابن الجعد " ( 9 / 1 ) . و رواه سعيد بن سليمان حدثنا فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم به و زاد : " كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10321 ) و عنه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 135 / 2001 ) من طريقين عن ابن سليمان به . قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 261 ) : " رواه الطبراني بإسناد صحيح و البيهقي بإسناد حسن " ! و قال ابن القيم ( 1 / 318 ) : " و هذا الإسناد على شرط الصحيح " . كذا قالا , و فضيل بن مرزوق و إن كان من رجال مسلم , ففيه ضعف من قبل حفظه , قال الحافظ : " صدوق يهم " . و شيخه أبو إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس , و قد عنعنه . و قد اضطرب الفضيل في إسناده , فمرة قال عنه , و أخرى قال : عن عطية . فالحديث من هذا الوجه ضعيف . لكن له شاهد من حديث أبي هريرة يرويه سعيد بن عيسى - جار محمد بن الصباح - حدثنا حماد ابن سلمة عن أيوب و يونس و حميد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : فذكره مرفوعا دون ذكر الحلل , و زاد في آخره : " و ليس في الجنة أعزب " . أخرجه الخطيب في ترجمة سعيد هذا من " التاريخ " ( 9 / 87 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كناه بأبي عثمان المعروف بالبلخي , و أنا أظنه الذي في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 51 ) : " سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني أبو عثمان , مصري روى عن المفضل بن فضالة و ابن وهب و عبد الرحمن بن القاسم , سمع منه أبي , و سألته عنه فقال : لا بأس به , و هو ثقة " . قلت : فإذا كان هذا هو البلخي , فيكون مصريا قد رحل إلى بغداد , فإنه من هذه الطبقة . و الله أعلم . و قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 2 / 345 ) : حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا يونس عن محمد بن سيرين به دون الشطر الأول منه و دون الزيادة . و أخرجه مسلم ( 8 / 146 ) و أحمد ( 2 / 230 و 247 و 507 ) من طرق أخرى عن أيوب به كاملا دون الحلل . و أخرجه الدارمي ( 2 / 336 ) من طريق هشام القردوسي عن ابن سيرين الشطر الثاني منه . و للحلل السبعين شاهدان من حديث أبي سعيد الخدري و عبد الله بن مسعود مرفوعا أخرجهما ابن حبان ( 2631 , 2632 ) بإسنادين يستشهد بهما . و جملة القول فالحديث كله صحيح بشواهده . و الله أعلم . 1737" أول الناس هلاكا قريش , و أول قريش هلاكا أهل بيتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 317 :
أخرجه إبراهيم بن طهمان في " مشيخته " ( 1 / 236 / 2 ) عن عباد بن إسحاق عن محمد بن زيد عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل بن جعشم عن # عمرو بن العاص # مرفوعا به , و عن عباد بن إسحاق عن عمر بن سعيد عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة عن عائشة به . قلت : و إسناده عن عائشة حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير عمر بن سعيد و هو ابن سريج ضعفه الدارقطني و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و إسناده عن عمرو بن العاص ثقات أيضا غير أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل فلم أعرفه . لكن يبدو أن له طريقا أخرى عنه , فقد عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " عنه , قال المناوي : " و كذا أبو يعلى و فيه ابن لهيعة . و مقسم مولى ابن عباس أورده البخاري في كتاب " الضعفاء الكبير " , و ضعفه ابن حزم و غيره " . و قد وجدت له شاهدا من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي الرباب أن أبا ذر قال : فذكره مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 371 - طبع المجمع العلمي ) . و رجاله ثقات غير أبي الرباب هذا فلم أعرفه . و يحتمل أن يكون الذي في " الكنى " للدولابي ( 1 / 177 ) : و أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري , بصري " و مطرف هذا أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 312 ) و قال : " شهد فتح ( تستر ) مع أبي موسى الأشعري , روى عنه زرارة بن أبي أوفى و محمد بن سيرين " , و كذا قال ابن حبان في " الثقات " . قلت : و قد روى عنه أيضا سعيد بن أبي سعيد المقبري كما ترى , فقد روى عنه ثلاثة من الثقات , فحديثه جيد إن شاء الله تعالى . و بالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح عندي . و الله أعلم . و لطرفه الأول شاهد عن أبي هريرة , مضى برقم ( 738 ) . و أورده السيوطي من رواية أبي يعلى عن ابن عمرو بلفظ : " أول الناس فناء قريش , و أول قريش فناء بنو هاشم " . و قال المناوي : " و فيه ابن لهيعة " .
1738" يا بنية ! إنه قد حضر بأبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 318 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 141 ) حدثنا أبو النضر حدثنا المبارك عن ثابت البناني عن # أنس # قال : " لما قالت فاطمة ذلك , يعني لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد , قالت فاطمة : واكرباه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ( فذكره ) : حدثنا خلف حدثنا المبارك حدثني ثابت عن أنس قال : لما قالت فاطمة , فذكره مثله " . قلت : و هذا إسناد حسن بعد أن صرح المبارك بن فضالة بالتحديث , على أنه قد توبع , أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 379 - حمص ) و ابن ماجة ( 1629 ) من طريق عبد الله بن الزبير أبي الزبير حدثنا ثابت البناني به . قلت : و هذا إسناد حسن أيضا رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الزبير هذا , قال أبو حاتم : مجهول . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الدارقطني : بصري صالح . و أصله في " صحيح البخاري " ( آخر - المغازي ) كما بينته في كتابي " مختصر الشمائل المحمدية " برقم ( 334 ) و عسى أن يطبع قريبا بإذن الله تبارك و تعالى . 1739" أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , و آخره الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 319 :
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 28 ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 31 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 495 ) من طريق ثواب بن حجيل الهدادي عن ثابت البناني عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله ثقات غير ثواب هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 471 ) من رواية موسى بن إسماعيل فقط عنه , و هو الراوي لهذا الحديث عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 265 ) و " الأخبار " ( 2 / 213 ) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس به دون ذكر الأمانة . و يزيد ضعيف . و أخرجه الطبراني من حديث شداد بن أوس مرفوعا دون ذكر الصلاة . و ذكر المناوي نقلا عن العراقي و الهيثمي أن فيه عمران القطان ضعفه ابن معين و النسائي , و وثقه أحمد . قلت : إن لم يكن فيه غير هذه العلة فهو حسن الإسناد . و الحديث صحيح على كل حال , فإن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في " الروض النضير " تحت الحديث ( 726 ) . ثم رأيت الحديث في الطبراني ( رقم - 7182 و 7183 ) من طريق مهلب بن العلاء حدثنا شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن شداد مرفوعا به . و الحسن هو البصري مدلس . و المهلب بن العلاء قال الهيثمي ( 4 / 145 ) : " لم أجد من ترجمة , و بقية رجاله ثقات " . قلت : فلا بأس به في الشواهد . و الله أعلم . 1740" أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا , و هو يسمع , و أهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا , و هو يسمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 320 :
أخرجه ابن ماجة ( 4224 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 12787 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 80 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 342 / 1 ) من طريق أبي هلال حدثنا عقبة بن أبي ثبيت عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات و في أبي هلال - و اسمه محمد بن سليم الراسبي - كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن , و قال الحافظ فيه : " صدوق فيه لين " . و منه يتبين تساهل البوصيري حين قال في " الزوائد " ( ق 285 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات " ! نعم الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة منها عن أنس مرفوعا نحوه . أخرجه البزار ( ص 326 زوائد ابن حجر ) و الحاكم ( 1 / 378 ) من طريقين عن ثابت عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا. و إن أعله ابن أبي حاتم ( 2 / 232 - 233 ) بالإرسال . و منها عن أبي هريرة و غيره و قد مضى برقم ( 1327 ) .
1741" إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع , و أهل الجنة الضعفاء المغلوبون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 321 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 499 ) و أحمد ( 2 / 114 ) من طريق عبد الله ( و هو ابن المبارك ) أنبأنا موسى بن علي بن رباح سمعت أبي يحدث عن # عبد الله بن عمرو ابن العاص # عن النبي صلى الله عليه وسلم , فذكره و السياق لأحمد و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ثم قال أحمد ( 2 / 169 ) : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى به مختصرا بلفظ : " قال عند ذكر أهل النار : كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع " . و إسناده صحيح أيضا . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 17 ) : " و عن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة و أهل النار ? قلت : بلى يا رسول الله , قال : أما أهل النار فكل جعظري ... " فذكره دون قوله : " جماع مناع " , و قال : " رواه الطبراني في الكبير و الأوسط بإسناد حسن , و الحاكم و قال : صحيح على شرط مسلم " . قلت : أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6589 ) و الحاكم ( 3 / 619 ) من طريق عبد الله بن صالح حدثني موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن سراقة بن مالك بن جعشم به . و سكت عنه هو و الذهبي , و هذا أولى مما نقله المنذري عنه أنه قال : " صحيح على شرط مسلم " فإن عبد الله بن صالح ليس على شرطه أولا , ثم هو مضعف ثانيا , و قد خالف عبد الله بن المبارك في إسناده ثالثا , فجعله من مسند سراقة , و هو عنده من مسند عبد الله بن عمرو . نعم قال الإمام أحمد ( 4 / 175 ) : حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : بلغني عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره . و عبد الله بن يزيد المقري ثقة من رجال الشيخين , فقد حفظ و بين أنه منقطع بين علي بن رباح و سراقة . و الله أعلم . ثم رأيت الحاكم أخرجه ( 1 / 60 - 61 ) من طريق زيد بن الحباب حدثني موسى بن علي به إلا أنه لم يقل : " بلغني " , و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و ابن الحباب دون المقري في الحفظ و الضبط . و للحديث شاهد عن معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ : " ألا أخبرك عن ملوك الجنة ? قلت : بلى , قال : رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له , لو أقسم على الله لأبره " . أخرجه ابن ماجة ( 4115 ) عن سويد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن بسر بن عبد الله عن أبي إدريس الخولاني عنه . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سويد بن عبد العزيز فإنه ضعيف , و قال الحافظ : لين الحديث . و روى محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة مرفوعا بلفظ : " ألا أخبركم بشر عباد الله ? الفظ المستكبر , ألا أخبركم بخير عباد الله ? المستضعف ذو الطمرين , لو أقسم على الله لأبر الله قسمه " . أخرجه أحمد ( 5 / 407 ) . و محمد بن جابر هو الحنفي اليمامي ضعيف لاختلاطه و تلقنه . ( الجعظري ) : الفظ الغليظ المتكبر . و ( الجواظ ) : الجموع المنوع . 1742" أول ما يهراق دم الشهيد , يغفر له ذنبه كله إلا الدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 323 :
رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح عن # سهل بن حنيف # مرفوعا كما في المجمع ( 4 / 128 ) . و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 119 ) و من طريقه البيهقي ( 9 / 163 - 164 ) من طريق عبد الرحمن بن سعد المازني عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده مرفوعا دون قوله : " إلا الدين " . و سكت هو و الذهبي و ذلك لأنه ذكره شاهدا لحديث ابن عمرو " يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين " و صححه هو و الذهبي . و عبد الرحمن بن سعد المازني كذا وقع في " المستدرك " و أظنه محرفا عن " المدني " أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 238 ) و ذكر عن ابن معين أنه قال : " لا أعرفه " . قلت : لكن قول الهيثمي في طريق الطبراني : " و رجاله رجال الصحيح " . يشعر بأنه من غير طريقه لأن ليس من رجال " الصحيح " بل و لا أخرج له أحد من سائر الستة و يؤيده اختلاف اللفظ , فإنه ليس عنده " إلا الدين " كما سبق . و بالجملة فالحديث حسن لغيره على الأقل إن لم يكن صحيحا . ثم رأيته في " المعجم الكبير " للطبراني أخرجه ( 5552 و 5553 ) من طريقين عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن شريح ( و في الطريق الأخرى : عبد الرحمن بن سهل المدني ) عن سهل بن أبي أمامة به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين من الطريق الأولى , فإن عبد الرحمن بن شريح هو المعافري الإسكندراني ثقة من رجالهما و كذلك سهل و ابن وهب . و أما عبد الرحمن بن سهل المدني , فالذي يغلب على ظني أن الصواب عبد الرحمن بن سعد كما تقدم عن " المستدرك " , فقد ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 238 ) هكذا : عبد الرحمن بن سعد المدني , روى عن سهل بن أبي أمامة بن سهل , سمع منه عبد الله ابن وهب . قال ابن معين : لا أعرفه . و عليه فقوله في " المستدرك " : ( المازني ) محرف من ( المدني ) . و الله أعلم . ( تنبيه ) : عزا هذا الحديث صاحبنا السلفي في تعليقه على " كبير الطبراني " ( 6 / 88 ) للصفحة ( 77 ) من المجلد الثاني من " المستدرك " , و إنما فيها حديث آخر بلفظ : " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء و إن مات على فراشه " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : و إسناده إسناد هذا تماما إلا أنه وقع فيه " عبد الرحمن بن شريح " على الصواب . و الله أعلم . 1743" يا أبا تراب ! ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ? قلنا : بلى يا رسول الله ! قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة , و الذي يضربك على هذه ( يعني قرن علي ) حتى تبتل هذه من الدم - يعني لحيته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 324 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 351 - 352 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 28 ) و الحاكم ( 3 / 140 - 141 ) و أحمد ( 4 / 263 ) من طريق محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم عن # عمار بن ياسر # رضي الله عنه قال : " كنت أنا و علي رفيقين في غزوة ذي العشيرة , فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أقام بها , رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل , فقال لي علي : يا أبا اليقظان : هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون ? فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة , ثم غشينا النوم , فانطلقت أنا و علي , فاضطجعنا في صور من النخل , في دقعاء من التراب فنمنا , فوالله ما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله , و قد تتربنا من تلك الدقعاء , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا تراب ! لما يرى عليه من التراب , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا .... " فذكره , و السياق للحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و هو وهم فاحش منهما , فإن محمد بن خيثم و يزيد بن محمد بن خيثم لم يخرج لهما مسلم شيئا بل و لا أحد من بقية الستة إلا النسائي في الكتاب السابق " الخصائص " و فيهما جهالة , فإن الأول منهما لم يرو عنه غير القرظي , و الآخر غير ابن إسحاق . و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 136 ) : " رواه أحمد و الطبراني و البزار باختصار , و رجال الجميع موثوقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار " . لكن للحديث شواهد من حديث صهيب و جابر بن سمرة و علي بأسانيد فيها ضعف غير حديث علي فإسناده حسن كما قال الهيثمي و قد خرجها كلها فراجعه إن شئت ( 9 / 136 - 137 ) ( صور من النخل ) أي جماعة من النخل , و لا واحد له من لفظه , و يجمع على ( صيران ) . ( دقعاء ) هو هنا التراب الدقيق على وجه الأرض .
1744" ألا أخبركم بشيء , إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه ? فقيل له : بلى , فقال : دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 325 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 505 ) من طريق ابن أبي الدنيا , و هذا في " الفرج بعد الشدة " ( ص 10 ) : حدثني عبيد بن محمد حدثنا محمد بن مهاجر القرشي حدثني # إبراهيم ابن محمد بن سعد عن أبيه عن جده # قال : " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , عبيد بن محمد و هو المحاربي مولاهم الكوفي له أحاديث مناكير كما قال ابن عدي , لكنه لم ينفرد به كما يأتي . و محمد بن مهاجر القرشي وثقه ابن حبان و روى عنه جماعة , و قد تابعه يونس بن أبي إسحاق الهمداني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد به نحوه . أخرجه أحمد ( 1 / 170 ) و الحاكم و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 1745" ألا أخبركم بصلاة المنافق ? أن يؤخر العصر حتى إذا كانت الشمس كثرب البقرة صلاها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 326 :
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 94 ) و الحاكم ( 1 / 195 ) من طريق عبد السلام ابن عبد الحميد حدثنا موسى بن أعين عن أبي النجاشي قال : سمعت # رافع بن خديج # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد السلام بن عبد الحميد , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال ابن عدي : " لا أعلم بحديثه بأسا , لم أر في حديثه منكرا " . و قال الأزدي : تركوه . و هذا من شططه و غلوائه . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس , حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله عز وجل فيها إلا قليلا " . أخرجه مسلم و غيره من حديث أنس بن مالك , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 440 ) . ( ثرب البقر ) أي إذا تفرقت و خصت موضعا دون موضع عند المغيب . شبهها بـ ( الثرب ) مفرد ( الأثرب ) و هي الشحم الرقيق الذي يغشى الكرش و الأمعاء . و هذا جمع القلة , و جمع الجمع ( الأثارب ) كما في " النهاية " . 1746" ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ? لا حول و لا قوة إلا بالله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 327 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 284 ) و الحاكم ( 4 / 290 ) و أحمد ( 3 / 422 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 78 , 12 / 428 ) من طريق ميمون بن أبي شبيب عن # قيس بن سعد بن عبادة # . " أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه , قال : فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم و قد صليت , فضربني برجله و قال .... " فذكره و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و ميمون هذا لم يحتج الشيخان به , و إنما روى له البخاري تعليقا و مسلم في المقدمة , فهو صحيح فقط . 1747" ألا أدلك على سيد الاستغفار ? اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و ابن عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , و أبوء لك بنعمتك علي , و أعترف بذنوبي , فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , لا يقولها أحد حين يمسي إلا وجبت له الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 327 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 229 ) عن كثير بن زيد عن عثمان بن ربيعة عن # شداد بن أوس # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . قلت : كثير بن زيد هو الأسلمي ضعيف . و عثمان بن ربيعة و هو التيمي المدني ذكره ابن حبان في " الثقات " و لم يرو عنه غير الأسلمي هذا . و الحديث أخرجه البخاري في " الدعوات " و النسائي في " الاستعاذة " و أحمد ( 4 / 122 و 125 ) و الطبراني ( 7172 - 7174 ) عن بشير بن كعب العدوي عن شداد بن أوس مرفوعا به دون قوله : " ألا أدلك على " , و استدركه الحاكم على البخاري فوهم . ( تنبيه ) : هكذا نص الحديث عند الترمذي نسخة " التحفة " . و في نسخة بولاق ( 2 / 245 ) و نسخة الدعاس ( 3390 ) : " لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة , و لا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة " . و هكذا رواه الطبراني ( 7187 ) دون قوله في الموضعين : " فيأتي عليه قدر " . ثم رواه ( 7189 ) من طريق أخرى عن كثير بن زيد المدني , حدثني المغيرة بن سعيد بن نوفل عن شداد به , فيه الزيادة . و للحديث شاهد من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا نحوه دون قوله : " سيد الاستغفار " . أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) و غيره من أصحاب السنن , و صححه ابن حبان ( 2353 ) و سنده صحيح رجاله ثقات .
1748" أول ما يحاسب به العبد الصلاة , و أول ما يقضى بين الناس في الدماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 328 :
أخرجه النسائي ( 2 / 163 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( ق 31 / 1 ) و ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( ق 4 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10425 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 11 / 2 / 1 ) عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن # عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله ثقات غير أن شريكا و هو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ . لكن الحديث صحيح , فإن شطره الثاني في " الصحيحين " و النسائي و ابن أبي عاصم و غيرهم من طريق أخرى عن أبي وائل به . و كذلك رواه ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 91 / 2 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 113 / 2 ) و أحمد ( 3674 و 4200 و 4213 و 4214 ) و غيرهم . و الشطر الأول له شواهد من حديث أبي هريرة و تميم الداري عند أبي داود و غيره و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 810 - 812 ) و حديث تميم عند الطبراني أيضا ( 1255 و 1256 ) . 1749" أول من يغير سنتي رجل من بني أمية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 329 :
أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( 7 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عوف عن المهاجر أبي مخلد عن أبي العالية عن # أبي ذر # أنه قال ليزيد ابن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر و هو ابن مخلد أبو مخلد , قال ابن معين : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الساجي : " صدوق " . و قال أبو حاتم : " لين الحديث ليس بذاك و ليس بالمتقن , يكتب حديثه " . قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن . و الله أعلم . و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة , و جعله وراثة . و الله أعلم .
1750" من كنت مولاه , فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 330 :
ورد من حديث # زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و بريدة بن الحصيب و علي بن أبي طالب و أبي أيوب الأنصاري و البراء بن عازب و عبد الله بن عباس و أنس بن مالك و أبي سعيد و أبي هريرة # . 1 - حديث زيد و له عنه طرق خمس : الأولى : عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع و نزل غدير ( خم ) , أمر بدوحات فقممن , ثم قال : كأني دعيت فأجبت و إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله و عترتي أهل بيتي , فانظروا كيف تخلفوني فيهما , فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض , ثم قال : " إن الله مولاي و أنا ولي كل مؤمن " . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : " من كنت وليه , فهذا وليه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . أخرجه النسائي في " خصائص علي " ( ص 15 ) و الحاكم ( 3 / 109 ) و أحمد ( 1 / 118 ) و ابن أبي عاصم ( 1365 ) و الطبراني ( 4969 - 4970 ) عن سليمان الأعمش قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عنه و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . قلت : سكت عنه الذهبي , و هو كما قال لولا أن حبيبا كان مدلسا و قد عنعنه . لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال : " جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام , فقام ثلاثون من الناس , ( و في رواية : فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ? " قالوا : نعم يا رسول الله , قال : " من كنت مولاه , فهذا مولاه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . قال : فخرجت و كأن في نفسي شيئا , فلقيت زيد بن أرقم , فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا و كذا , قال : فما تنكر , قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له " . أخرجه أحمد ( 4 / 370 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2205 - موارد الظمآن ) و ابن أبي عاصم ( 1367 و 1368 ) و الطبراني ( 4968 ) و الضياء في " المختارة " ( رقم - 527 بتحقيقي ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 104 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة و هو ثقة " . و تابعه سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم به مختصرا : " من كنت مولاه , فعلي مولاه " . أخرجه الترمذي ( 2 / 298 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه الحاكم ( 3 / 109 - 110 ) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم به مطولا نحو رواية حبيب دون قوله : " اللهم وال .. " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : لم يخرجا لمحمد , و قد وهاه السعدي " . قلت : و قد خالف الثقتين السابقين فزاد في السند ابن واثلة , و هو من أوهامه . و تابعه حكيم بن جبير - و هو ضعيف - عن أبي الطفيل به . أخرجه الطبراني ( 4971 ) . الثانية : عن ميمون أبي عبد الله به نحو حديث حبيب . أخرجه أحمد ( 4 / 372 ) و الطبراني ( 5092 ) من طريق أبي عبيد عنه . ثم أخرجه من طريق شعبة و النسائي ( ص 16 ) من طريق عوف كلاهما عن ميمون به دون قوله : " اللهم وال " . إلا أن شعبة زاد : " قال ميمون : فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم .. " . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و البزار , و فيه ميمون أبو عبد الله البصري , وثقه ابن حبان , و ضعفه جماعة " . قلت : و صحح له الحاكم ( 3 / 125 ) . الثالثة : عن أبي سليمان ( المؤذن ) عنه قال : " استشهد علي الناس , فقال : أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم من كنت مولاه , فعلي مولاه , الله وال من والاه , و عاد من عاداه " . قال : فقام ستة عشر رجلا فشهدوا " . أخرجه أحمد ( 5 / 370 ) و أبو القاسم هبة الله البغدادي في الثاني من " الأمالي " ( ق 20 / 2 ) عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم عنه . و قال أبو القاسم : " هذا حديث حسن صحيح المتن " . و قال الهيثمي ( 9 / 107 ) : " رواه أحمد و فيه أبو سليمان و لم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سليمان , فإن كان هو فهو ثقة و بقية رجاله ثقات " . و علق عليه الحافظ ابن حجر بقوله : " أبو سليمان هو زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني " . قلت : هو ثقة من رجال البخاري لكن وقع عند أبي القاسم تلك الزيادة " المؤذن " و لم يذكرها في ترجمة زيد هذا , فإن كانت محفوظة , فهي فائدة تلحق بترجمته . لكن أبو إسرائيل و اسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه , و في " التقريب " : " صدوق سيء الحفظ " . قلت : فحديثه حسن في الشواهد . ثم استدركت فقلت : قد أخرجه الطبراني أيضا ( 4996 ) من الوجه المذكور لكن وقع عنده : " عن أبي سلمان المؤذن " بدون المثناة بين اللام و الميم , و هو الصواب فقد ترجمه المزي في " التهذيب " فقال : " أبو سلمان المؤذن : مؤذن الحجاج اسمه يزيد بن عبد الله يروي عن زيد بن أرقم و يروي عنه الحكم بن عتيبة و عثمان بن المغيرة الثقفي و مسعر بن كدام , و من عوالي حديثه ما أخبرنا .. " . ثم ساق الحديث من الطريق المذكورة . و قال : " ذكرناه للتمييز بينهما " . يعني : أن أبا سلمان المؤذن هذا هو غير أبي سليمان المؤذن , قيل : اسمه همام .... الذي ترجمه قبل هذا , و هذه فائدة هامة لم يذكرها الذهبي في كتابه " الكاشف " . قلت : فهو إذن أبو سلمان و ليس ( أبو سليمان ) و بالتالي فليس هو زيد بن وهب كما ظن الحافظ , و إنما يزيد بن عبد الله كما جزم المزي , و إن مما يؤيد هذا أن الطبراني أورد الحديث في ترجمة ( أبو سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم ) : و ساق تحتها ثلاثة أحاديث هذا أحدها . نعم وقع عنده ( 4985 ) من رواية إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم ... و هذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ و اعتمد عليها في الجزم بأنه أبو سليمان زيد بن وهب . و خفي عليه أن فيها إسماعيل بن عمرو البجلي و هو ضعيف ضعفه أبو حاتم و الدارقطني كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في " اللسان " . الرابعة : عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير ( خم ) ... " . الحديث نحو الطريق الأولى و فيه : " يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله و إني أوشك أن أدعى فأجيب , و إني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده : كتاب الله .. " . الحديث و فيه حديث الترجمة دون قوله : " اللهم وال .. " . أخرجه الطبراني ( 4986 ) و رجاله ثقات . الخامسة : عن عطية العوفي قال : سألت زيد بن أرقم ... فذكره بنحوه دون الزيادة إلا أنه قال : " قال : فقلت له : هل قال : اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ? قال : إنما أخبرك كما سمعت " . أخرجه أحمد ( 4 / 368 ) و الطبراني ( 5068 - 5071 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم غير عطية , و هو ضعيف . و له عند الطبراني ( 4983 و 5058 و 5059 ) طرق أخرى لا تخلو من ضعف . 2 - سعد بن أبي وقاص , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : عن عبد الرحمن بن سابط عنه مرفوعا بالشطر الأول فقط . أخرجه ابن ماجة ( 121 ) . قلت : و إسناده صحيح . الثانية : عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به . أخرجه النسائي في " الخصائص " ( 16 ) و إسناده صحيح أيضا , رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد و هو ثقة كما في " التقريب " . الثالثة : عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به و فيه الزيادة . أخرجه الحاكم ( 3 / 116 ) من طريق مسلم الملائي عنه . قال الذهبي في " تلخيصه " : " سكت الحاكم عن تصحيحه , و مسلم متروك " . 3 - حديث بريدة , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : عن ابن عباس عنه قال : خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فرأيت منه جفوة , فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم , فذكرت عليا , فتنقصته , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه , فقال : " يا بريدة ! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ? " قلت : بلى يا رسول الله , قال : " من كنت مولاه , فعلي مولاه " . أخرجه النسائي و الحاكم ( 3 / 110 ) و أحمد ( 5 / 347 ) من طريق عبد الملك بن أبي غنية قال : أخبرنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و تصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور . و ابن أبي غنية بفتح الغين المعجمة و كسر النون و تشديد التحتانية و وقع في المصدرين المذكورين ( عيينة ) و هو تصحيف , و هذا اسم جده و اسم أبيه حميد . الثانية : عن ابن بريدة عن أبيه " أنه مر على مجلس و هم يتناولون من علي , فوقف عليهم , فقال : إنه قد كان في نفسي على علي شيء , و كان خالد بن الوليد كذلك , فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها علي , و أصبنا سبيا , قال : فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد : دونك , قال : فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان , ثم قلت : إن عليا أخذ جارية من الخمس , قال : و كنت رجلا مكبابا , قال : فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير , فقال .. " فذكر الشطر الأول . أخرجه النسائي و أحمد ( 5 / 350 و 358 و 361 ) و السياق له من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم . فإن ابن بريدة إن كان عبد الله , فهو من رجالهما , و إن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده . و أخرج ابن حبان ( 2204 ) من هذا الوجه المرفوع منه فقط . الثالثة : عن طاووس عن بريدة به دون قوله : " اللهم ... " . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( رقم - 171 - الروض ) و " الأوسط " ( 341 ) من طريقين عن عبد الرزاق بإسنادين له عن طاووس . و رجاله ثقات . 4 - علي بن أبي طالب , و له عنه تسع طرق : الأولى : عن عمرو بن سعيد أنه سمع عليا رضي الله عنه و هو ينشد في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكر الشطر الأول ) فقام ستة نفر فشهدوا . أخرجه النسائي من طريق هانيء بن أيوب عن طاووس ( الأصل : طلحة ) عن عمرو بن سعيد ( الأصل : سعد ) . قلت : و هانيء قال ابن سعد : فيه ضعف . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فهو ممن يستشهد به في الشواهد و المتابعات . الثانية : عن زاذان بن عمر قال : " سمعت عليا في الرحبة ... " الحديث مثله . و فيه أن الذين قاموا فشهدوا ثلاثة عشر رجلا . أخرجه أحمد ( 1 / 84 ) و ابن أبي عاصم ( 1372 ) من طريق أبي عبد الرحيم الكندي عنه . قلت : و الكندي هذا لم أعرفه , و بيض له في " التعجيل " , و قال الهيثمي : " رواه أحمد و فيه من لم أعرفهم " . و الثالثة و الرابعة : عن سعيد بن وهب و عن زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبلي ستة , فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : " أليس الله أولى بالمؤمنين ? " . قالوا : بلى , قال : " اللهم من كنت مولاه ... " الحديث بتمامه . أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " ( 1 / 118 ) و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 456 بتحقيقي ) من طريق شريك عن أبي إسحاق عنهما . و من هذا الوجه أخرجه النسائي ( 16 ) لكنه لم يذكر سعيد ابن وهب في السند , و زاد في آخره : " قال شريك : فقلت لأبي إسحاق : هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم " . قال النسائي : عمران بن أبان الواسطي ليس بالقوي في الحديث . يعني راويه عن شريك . قلت : و شريك هو ابن عبد الله القاضي و هو سيء الحفظ . و حديثه جيد في الشواهد و قد تابعه شعبة عند النسائي ( ص 16 ) و أحمد ببعضه ( 5 / 366 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( رقم 455 - بتحقيقي ) . و تابعه غيره كما سيأتي بعد الحديث ( 10 ) . الخامسة : عن شريك أيضا عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي إسحاق يعني عن سعيد و زيد و زاد فيه : " و انصر من نصره , و اخذل من خذله " . أخرجه عبد الله أيضا , و قد عرفت حال شريك . و عمرو ذي مر , لم يذكر فيه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 232 ) شيئا . السادسة : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : " شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس .. " . فذكره مثله دون زيادة " و انصر ... " . أخرجه عبد الله بن أحمد ( 1 / 119 ) من طريق يزيد بن أبي زياد و سماك بن عبيد بن الوليد العبسي عنه . قلت : و هو صحيح بمجموع الطريقين عنه , و فيهما أن الذين قاموا اثنا عشر . زاد في الأولى : بدريا . السابعة و الثامنة : عن أبي مريم و رجل من جلساء علي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم ... فذكره بدون الزيادة , و زاد : " قال : فزاد الناس بعد : وال من ولاه , و عاد من عاداه " . أخرجه عبد الله ( 1 / 152 ) عن نعيم بن حكيم حدثني أبو مريم و رجل من جلساء علي . و هذا سند لا بأس به في المتابعات , أبو مريم مجهول . كما في " التقريب " . التاسعة : عن طلحة بن مصرف قال : سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول : سمعت عليا رضي الله عنه ناشد الناس ... الحديث مثل رواية ابن أبي ليلى . أخرجه ابن أبي عاصم ( 1373 ) بسند ضعيف عنه , و هو المهاجر بن عميرة . كذا ذكره في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 261 ) من رواية عدي بن ثابت الأنصاري عنه . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذا هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 256 ) . 5 - أبو أيوب الأنصاري . يرويه رياح بن الحارث قال : " جاء رهط إلى علي بالرحبة , فقالوا : السلام عليك يا مولانا , قال : كيف أكون مولاكم , و أنتم قوم عرب ? قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول : ( فذكره دون الزيادة ) قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ? قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري " . أخرجه أحمد ( 5 / 419 ) و الطبراني ( 4052 و 4053 ) من طريق حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحارث . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و الطبراني , و رجال أحمد ثقات " . 6 - البراء بن عازب . يرويه عدي بن ثابت عنه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم , فنودي فينا : الصلاة جامعة , و كسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر , و أخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه , فقال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ? ... " الحديث مثل رواية فطر بن خليفة عن زيد . و زاد : " قال : فلقيه عمر بعد ذلك , فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب , أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . أخرجه أحمد و ابنه في زوائده ( 4 / 281 ) و ابن ماجة ( 116 ) مختصرا من طريق علي بن يزيد عن عدي بن ثابت . و رجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن يزيد و هو ابن جدعان , و هو ضعيف . و له طريق ثانية عن البراء تقدم ذكرها في الطريق الثانية و الثالثة عن علي . 7 - ابن عباس . يرويه عنه عمرو بن ميمون مرفوعا دون الزيادة . أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) و عنه الحاكم ( 3 / 132 - 134 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا . 8 و 9 و 10 - أنس بن مالك و أبو سعيد و أبو هريرة . يرويه عنهم عميرة بن سعد قال : " شهدت عليا رضي الله عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير ( خم ) يقول ما قال فليشهد . فقام اثنا عشر رجلا , منهم أبو هريرة و أبو سعيد و أنس بن مالك , فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 33 - هندية رقم 116 - الروض ) و في " الأوسط " ( رقم 2442 ) عن إسماعيل بن عمرو حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد به و قال : " لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل " . قلت : و هو ضعيف , و لذلك قال الهيثمي ( 9 / 108 ) بعد ما عزاه للمعجمين : " و في إسناده لين " . قلت : لكن يقويه أن له طرقا أخرى عن أبي هريرة و أبي سعيد و غيرهما من الصحابة . أما حديث أبي هريرة فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثني إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1105 ) و قال : " لم يروه عن إدريس إلا عكرمة " . قلت : و هو ضعيف . و أما حديث أبي سعيد فيرويه حفص بن راشد أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 8599 ) و قال : " لم يروه عن فضيل إلا حفص بن راشد " . قلت : ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 172 - 173 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما غيرهما من الصحابة , فروى الطبراني في " الأوسط " ( 2302 و 7025 ) من طريقين عن عميرة بن سعد قال : " سمعت عليا ينشد الناس : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و عميرة موثق . ثم روى الطبراني فيه ( 5301 ) عن عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر قال : سمعت عليا ... الحديث إلا أنه قال : " ... اثنا عشر " . و قال : " لم يروه عن الأجلح إلا ابنه عبد الله " . قلت : و هو ثقة , و قد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ذي مر و زيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير ( خم ) فقال : فذكره , و زاد : " ... و انصر من نصره و أعن من أعانه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 5059 ) . و حبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي ( 9 / 108 ) . و أخرج عبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " ( 1 / 118 ) عن سعيد بن وهب و زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير ( خم ) إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبل زيد ستة , فشهدوا ... الحديث . و قد مضى في الحديث الرابع - الطريق الثانية و الثالثة . و إسناده حسن , و أخرجه البزار بنحوه و أتم منه . و للحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 103 - 108 ) و قد ذكرت و خرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا , و إلا فهي كثيرة جدا , و قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد , قال الحافظ ابن حجر : منها صحاح و منها حسان . و جملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه , بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه , و ما ذكرت منها كفاية . و أما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه : " و انصر من نصره و اخذل من خذله " . ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه , و كأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه " . و مثله قول عمر لعلي : " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به كما تقدم . إذا عرفت هذا , فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية , قد ضعف الشطر الأول من الحديث , و أما الشطر الآخر , فزعم أنه كذب <1> ! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها . و الله المستعان . أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي رضي الله عنه : " إنه خليفتي من بعدي " . فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها لأنه لو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله , لوقع كما قال لأنه ( وحي يوحى ) و الله سبحانه لا يخلف وعده , و قد خرجت بعض أحاديثهم في ذلك في الكتاب الآخر : "الضعيفة " ( 4923 و 4932 ) في جملة أحاديث لهم احتج بها عبد الحسين في " المراجعات " بينت وهاءها و بطلانها , و كذبه هو في بعضها , و تقوله على أئمة السنة فيها .
----------------------------------------------------------- [1] انظر " مجموع الفتاوى " ( 4 / 417 - 418 ) . اهـ .
المفضلات