أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 8 / 1 / 229 ) و ابن ماجة ( 4195 ) و أحمد ( 4 / 294 ) و أبو بكر الشافعي في " مجلسان " ( 6 / 2 ) و الروياني في " مسنده " ( ق 96 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 1 / 341 ) من طريق أبي رجاء عبد الله ابن واقد الهروي قال : حدثنا محمد بن مالك عن # البراء بن عازب # قال : " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : علام اجتمع عليه هؤلاء ? قيل : على قبر يحفرونه , قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه , قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع , فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا قال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد بن مالك و هو أبو المغيرة الجوزجاني مولى البراء , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 88 ) عن أبيه : " لا بأس به " , و اضطرب فيه ابن حبان , فذكره في كتابيه " الثقات " و " الضعفاء " ! و قال فيه : " كان يخطىء كثيرا , لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد " . و قال في الأول منهما : " لم يسمع من البراء شيئا " . قلت : و قد تعقبه الحافظ بما أخرجه أحمد عقب هذا الحديث بالإسناد ذاته عن محمد ابن مالك قال : " رأيت على البراء خاتما من ذهب , و كان الناس يقولون له لم تختتم بالذهب ? و قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال البراء : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين يديه غنيمة يقسمها : و سبي و خرثي , قال : فقسمها حتى بقي هذا الخاتم , فرفع طرفه , فنظر إلى أصحابه , ثم خفض , ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم خفض , ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم قال : أي براء ? فجئته حتى قعدت بين يديه , فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال : خذ ألبس ما كساك الله و رسوله . قال : و كان البراء يقول : كيف تأمرني أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألبس ما كساك الله و رسوله " . قال الحافظ : " فهذا ينفي قول ابن حبان أنه لم يسمع من البراء إلا أن يكون عنده غير صادق , فما كان ينبغي له أن يورده في كتاب ( الثقات ) " . 1752" إياك و السمر بعد هدأة الليل , فإنكم لا تدرون ما يأتي الله من خلقه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 346 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 284 ) من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن # جابر ابن عبد الله # رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو حسن فقط لأن ابن عجلان فيه ضعف يسير و إنما أخرج له مسلم متابعة . ( الهدأة ) : السكون عن الحركات . أي بعد ما يسكن الناس عن المشي و الاختلاف في الطرق . 1753" إياكم و كثرة الحديث عني , من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا , فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 297 ) : حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد - يعني - ابن إسحاق حدثني ابن كعب بن مالك عن # أبي قتادة # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , فإن ابن كعب بن مالك اسمه معبد , كذلك سماه ابن إسحاق في رواية جماعة عنه . أخرجه الدارمي ( 1 / 77 ) و ابن ماجة ( 35 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 172 ) و الحاكم ( 1 / 111 ) . و تابعه عقيل ابن خالد عن معبد بن كعب به . أخرجه الطحاوي بسند ضعيف عنه . و تابعه كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه به . أخرجه الحاكم من طريق عتاب بن محمد بن شوذب حدثنا كعب بن عبد الرحمن ... قلت : و كعب هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 162 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عتاب بن محمد بن شوذب لم أعرفه . 1754" أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :
أخرجه أحمد ( 5 / 25 ) و مسلم ( 6 / 9 ) و لم يسق لفظه عن سوادة بن أبي الأسود عن أبيه عن # معقل بن يسار # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ثم روى أحمد و مسلم و كذا البخاري في " الأحكام " من طريق الحسن البصري عن معقل ابن يسار نحوه أتم منه . فراجعه في " الترغيب " ( 3 / 141 ) . و إنما قصدت إلى تخريجه من هذا الطريق لأنه سالم من عنعنة الحسن البصري , فهو متابع قوي له , و الحمد لله على توفيقه . 1755" أيما عبد أصاب شيئا مما نهى الله عنه , ثم أقيم عليه حده , كفر عنه ذلك الذنب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 388 ) و اللفظ له و الدارمي ( 2 / 182 ) و أحمد ( 5 / 214 و 215 ) و الطبراني ( 3728 و 3731 و 3732 ) من طريق أسامة بن زيد أن محمد بن المنكدر حدثه أن ابن خزيمة بن ثابت حدثه عن أبيه # خزيمة بن ثابت # رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو حسن فقط لأن أسامة بن زيد و هو الليثي فيه كلام يسير . و ابن خزيمة اسمه عمارة و هو ثقة . نعم , الحديث صحيح , فإنه له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما . و من شواهده ما أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من حديث الشريد بن سويد مرفوعا بلفظ : " الرجم كفارة لما صنعت " . و قال : " رواه النسائي و الضياء في ( المختارة ) " . و زاد في " الجامع الكبير " ( 1 / 346 / 2 ) : " و الطبراني في " الكبير " و سمويه " . و سببه كما في " المعجم الكبير " للطبراني ( 7252 ) بسنده عن الشريد قال : " رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فلما فرغنا منها جئناه " فذكر الحديث . و في سنده القاسم ابن رشدين بن عميرة , قال النسائي : " لا أعرفه " . قلت : و ليس هو في " سنن النسائي الصغير " و لذلك لم يورده النابلسي في " الذخائر " , فلعله في " الكبرى " له , و لم أقف على إسناده لننظر فيه و ليس هو في الجزء المحفوظ في " الظاهرية " من " فوائد سمويه " . ثم وقفت على سنده بواسطة " النكت الظراف " للحافظ العسقلاني ( 4 / 154 ) فإذا هو من طريق أخرى ليس فيه القاسم المذكور , و رجاله ثقات غير يحيى بن سليمان قال الذهبي في " الكاشف " : " صويلح " . و قد خالفه أبو الطاهر بن السرح فرواه عن عمرو بن الشريد مرسلا لم يقل عن أبيه . أخرجه النسائي في " الكبرى " , و هو أصح . لكن يشهد له حديث الترجمة , و قد يشهد له ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 3794 ) عن يحيى الحماني أخبرنا منكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن خزيمة بن معمر الأنصاري قال : رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الناس : حبط عملها , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " هو كفارة ذنوبها , و تحشر على ما سوى ذلك " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 265 ) : " رواه الطبراني و فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني و هو ضعيف " . قلت : و المنكدر بن محمد لين الحديث كما في " التقريب " , فالسكوت عنه و إعلاله بمن دونه ليس بجيد .
1756" أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله عز وجل , فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل . و أيما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهو له نور . و أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما , فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار . و أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة , فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة فداء لها من النار . و أيما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة , فهم له سترة من النار . و أيما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة , فأحصى الوضوء إلى أماكنه , سلم من كل ذنب أو خطيئة له , فإن قام إلى الصلاة رفعه الله بها درجة , و إن قعد قعد سالما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 350 :
أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) من طريق عبد الحميد حدثني شهر حدثني أبو طيبة أن شرحبيل ابن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال : يا # ابن عبسة # هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد و لا كذب , و لا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ? قال : نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير شهر بن حوشب فإنه سيء الحفظ , لاسيما و قد قال الإمام أحمد : " لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر " . و قد وجدت الحديث مفرقا من غير طريقه إلا الجملة الأخيرة منه , فإني لم أجد له فيها متابعا من حديث عمرو بن عبسة , و إنما من حديث أبي أمامة , فإليك الآن بيانا تلك المتابعات حسب ترتيب الفقرات المرقمة : 1 - 3 تابعه سليم بن عمرو أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديث ليس فيه تزويد و لا نسيان , قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر الفقرات الثلاثة مشوشة الترتيب . أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 310 ) و أحمد ( 4 / 113 ) و إسناده صحيح , و عزاه المنذري ( 2 / 171 ) للنسائي بإسناد صحيح و له إسناد آخر من طريق الصنابحي عن عمرو . رواه أحمد و فيه رجل لم يسمه . 4 - تابعه سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال : فذكره مرفوعا نحوه مع الفقرات الثلاثة الأولى . أخرجه أحمد ( 4 / 113 ) بسند صحيح أيضا , و لابن حبان ( 1645 ) منه الفقرة الأولى بلفظ : " من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنة " . و هي عند أحمد أيضا و زاد : " من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو عدل محرر " . ثم رأيت عند ابن حبان ( 1208 ) هذه الفقرة الرابعة و الثالثة أيضا . و كذا رواه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 312 ) . 5 - تابعه الفرج : حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي مرفوعا نحوه بلفظ : " من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام , فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم , و من شاب ... " الحديث , و فيه الفقرات الثلاث الأول . أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) و سنده حسن . 6 - هذه الفقرة يرويها أبو غالب قال : سمعت أبا أمامة يقول : " إذا وضعت الطهور مواضعه , قعدت مغفورا لك , فإن قام يصلي كان له فضيلة و أجرا , و إن قعد قعد مغفورا له " . فقال رجل : يا أبا أمامة أرأيت إن قام فصلى تكون له نافلة ? قال : " لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم , كيف تكون له نافلة و هو يسعى في الذنوب و الخطايا ? ! تكون له فضيلة و أجرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 255 ) و إسناده حسن . ثم أخرجه ( 5 / 263 ) من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب حدثني أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة , ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة , فإذا مضمض و استنشق و استنثر نزلت خطيئته من لسانه و شفتيه مع أول قطرة , فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه و بصره مع أول قطرة , فإذا غسل يديه إلى المرفقين و رجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له , و من كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه , قال : فإذا قام إلى الصلاة رفع الله بها درجته , و إن قعد قعد سالما " . قال المنذري ( 1 / 96 ) : " و هو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني فقط في " الكبير " ! دون الفقرة الرابعة , ففاته أنه في " المسند " أتم منه ! و هو في " الكبير " بأكثر فقراته مفرقا ( 7556 و 7560 و 7561 - 7567 و 7569 - 7572 ) من رواية شهر عن أبي أمامة رضي الله عنه . 1757" إياي و الفرج , يعني في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 352 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) من طريق حفص بن غياث و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 141 ) من طريق محمد بن خالد الوهبي عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . و خالفهما عبد الرزاق فقال : عن ابن جريج به موقوفا على ابن عباس لم يرفعه . أخرجه الطبراني أيضا . قلت : و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا , و المرفوع أصح لاتفاق ثقتين عليه . و ابن جريج و إن كان مدلسا , فروايته عن عطاء محمولة على السماع لقوله هو نفسه : إذا قلت : قال عطاء , فأنا سمعته منه و إن لم أقل : سمعت . و كأنه لذلك لم يعله أبو حاتم بعلة العنعنة مع أنه استنكره بقول ابنه عنه : " و هذا حديث منكر و قال : " ابن جريج لا يحتمل هذا " يعني لا يحتمل رواية مثل هذا الحديث " . كذا قال , و لم يذكر له علة ظاهرة , و كلامه يشعر على كل حال بأن العلة محمد دون ابن جريج , و مع ذلك فلم تطمئن النفس لمثل هذا الإعلال المبهم , و كان يمكن الاعتماد في ذلك على إيقاف عبد الرزاق إياه لولا اتفاق الثقتين على رفعه . والله أعلم . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 91 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . 1758" أيما رجل من أمتي سببته سبة , أو لعنته لعنة في غضبي , فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون , و إنما بعثني رحمة للعالمين , فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 353 :
أخرجه أبو داود ( 4659 ) و أحمد ( 5 / 437 ) و الطبراني ( 6156 , 6157 ) عن عمر ابن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال : " كان حذيفة بالمدائن , فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب , فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة , فيأتون # سلمان # فيذكرون له قول حذيفة , فيقول سلمان : حذيفة أعلم بما يقول , فيرجعون إلى حذيفة , فيقولون له : قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك و لا كذبك , فأتى حذيفة سلمان و هو في مبقلة , فقال : يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال سلمان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه , و يرضى , فيقول في الرضا لناس من أصحابه , أما تنتهي حتى { تورث } رجالا حب رجال , و رجالا بغض رجال , و حتى توقع اختلافا و فرقة ?! و لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : ( فذكره ) , والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر " . قلت : و السياق لأبي داود و هو أتم و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات . و للحديث شواهد كثيرة تقدم بعضها من حديث عائشة و أم سلمة في المجلد الأول رقم ( 83 و 84 ) مع التعليق عليه بما يناسب المقام , فارجع إليه إن شئت .
1759" ألا إنما هن أربع : أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا تزنوا و لا تسرقوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :
أخرجه أحمد ( 4 / 339 ) و الطبراني ( 6316 - 6317 ) من طريق منصور عن هلال بن يساف عن # سلمة بن قيس الأشجعي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ( فذكره ) قال : فما أنا بأشح عليهن مني إذا سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد صحيح . و قصر الهيثمي فقال ( 1 / 104 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . 1760" أيها الناس عليكم بالقصد , عليكم بالقصد , فإن الله لا يمل حتى تملوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :
أخرجه ابن ماجة ( 4241 ) و أبو يعلى ( 2 / 497 ) و ابن حبان ( 651 ) من طريق يعقوب بن عبد الله القمي حدثنا عيسى بن جارية عن # جابر # قال : " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل قائم يصلي على صخرة , فأتى ناحية مكة , فمكث مليا , ثم أقبل فوجد الرجل على حاله يصلي , فجمع يديه ثم قال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد محتمل للتحسين , رجاله موثوقون , و عيسى بن جارية مختلف فيه , و قال الحافظ : " فيه لين " . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 286 / 1 ) : " هذا إسناد حسن , يعقوب مختلف فيه , و الباقي ثقات " . كذا قال , و لا يخفى ما فيه لكن الحديث صحيح , فإنه يشهد له حديث بريدة مرفوعا : " عليكم هديا قاصدا , فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . أخرجه أحمد و غيره و قد خرجته في " ظلال الجنة في تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 95 - 97 ) . و حديث عائشة مرفوعا : " اكفلوا من العمل ما تطيقون , فإن الله لا يمل حتى تملوا " . رواه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1238 ) و مضى له شاهد ( 1709 ) . 1761" يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و عترتي أهل بيتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 355 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 308 ) و الطبراني ( 2680 ) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول : " فذكره , و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان و غير واحد من أهل العلم " . قلت : قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الحافظ : " ضعيف " . قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى ( خما ) بين مكة و المدينة , فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال : أما بعد , ألا أيها الناس , فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين , أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور ( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى , و من أخطأه ضل ) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب فيه , ثم قال : - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي " . أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 368 ) و أحمد ( 4 / 366 - 367 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1550 و 1551 ) و الطبراني ( 5026 ) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه . ثم أخرج أحمد ( 4 / 371 ) و الطبراني ( 5040 ) و الطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال : " لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت له : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين ( كتاب الله و عترتي ) ? قال : نعم " . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و له طرق أخرى عند الطبراني ( 4969 - 4971 و 4980 - 4982 و 5040 ) و بعضها عند الحاكم ( 3 / 109 و 148 و 533 ) . و صحح هو و الذهبي بعضها . و شاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " ( إنى أوشك أن أدعى فأجيب , و ) إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي , الثقلين , أحدهما أكبر من الآخر , كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي , ألا و إنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " . أخرجه أحمد ( 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ) و ابن أبي عاصم ( 1553 و 1555 ) و الطبراني ( 2678 - 2679 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) . و هو إسناد حسن في الشواهد . و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني ( ص 529 ) و الحاكم ( 1 / 93 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 56 / 1 ) . و ابن عباس عند الحاكم و صححه , و وافقه الذهبي . و عمرو بن عوف عند ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 24 , 110 ) , و هي و إن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و خيرها حديث ابن عباس . ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث علي مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار ( 2 / 307 ) من طريق أبي عامر العقدي : حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعا بلفظ : " ... كتاب الله بأيديكم , و أهل بيتي " . و رجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه , و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ . و الله أعلم . ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم , و أن الصواب كثير بن زيد , ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال , فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر العقدي , و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي , فالحمد لله على توفيقه . ثم ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم ( 1558 ) . و شاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189 ) و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549 ) و الطبراني في " الكبير " ( 4921 - 4923 ) . و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 170 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله ثقات " ! و قال في موضع آخر ( 9 / 163 ) : " رواه أحمد , و إسناده جيد " ! بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد , كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان , ثم أن أسافر منها إلى الإمارات العربية , أوائل سنة ( 1402 ) هجرية , فلقيت في ( قطر ) بعض الأساتذة و الدكاترة الطيبين , فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث , فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة , و ذلك من ناحيتين ذكرتهما له : الأولى : أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة , و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه , و فاته كثير من الطرق و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات , كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا .. الثانية : أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم التي ذكروها في " مصطلح الحديث " : أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق , فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح . و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في ( الكويت ) يضعف هذا الحديث , و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك , يستدرك علي إيرادي الحديث في " صحيح الجامع الصغير " بالأرقام ( 2453 و 2454 و 2745 و 7754 ) لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه , و أن هذا استغرب مني تصحيحه ! و يرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث , و قد فعلت ذلك احتياطيا , فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور , و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه , و عدم تنبهه للفرق بين ناشئ في هذا العلم , و متمكن فيه , و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال , و ليست له قدم راسخة فيه . و الله المستعان . و اعلم أيها القارىء الكريم , أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به الشيعة , و يلهجون بذلك كثيرا , حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك , و هم جميعا واهمون في ذلك , و بيانه من وجهين : الأول : أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : " عترتي " أكثر مما يريده الشيعة , و لا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به , ألا و هو أن العترة فيهم هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم , و قد جاء ذلك موضحا في بعض طرقه كحديث الترجمة : " عترتي أهل بيتي " و أهل بيته في الأصل هم " نساؤه صلى الله عليه وسلم و فيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا كما هو صريح قوله تعالى في ( الأحزاب ) : *( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )* بدليل الآية التي قبلها و التي بعدها : *( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا . و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا . و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )* , و تخصيص الشيعة ( أهل البيت ) في الآية بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه , و حديث الكساء و ما في معناه غاية ما فيه توسيع دلالة الآية و دخول علي و أهله فيها كما بينه الحافظ ابن كثير و غيره , و كذلك حديث " العترة " قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته و علي و أهله . و لذلك قال التوربشتي - كما في " المرقاة " ( 5 / 600 ) : " عترة الرجل : أهل بيته و رهطه الأدنون , و لاستعمالهم " العترة " على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " أهل بيتي " ليعلم أنه أراد بذلك نسله و عصابته الأدنين و أزواجه " . و الوجه الآخر : أن المقصود من " أهل البيت " إنما هم العلماء الصالحون منهم و المتمسكون بالكتاب و السنة , قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى : " ( العترة ) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه و على التمسك بأمره " . و ذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفا . ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله : " إن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت و أحواله , فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه و حكمته . و بهذا يصلح أن يكون مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : *( و يعلمهم الكتاب و الحكمة )* " . قلت : و مثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير المتقدمة : *( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة )* . فتبين أن المراد بـ ( أهل البيت ) المتمسكين منهم بسنته صلى الله عليه وسلم , فتكون هي المقصود بالذات في الحديث , و لذلك جعلها أحد ( الثقلين ) في حديث زيد بن أرقم المقابل للثقل الأول و هو القرآن , و هو ما يشير إليه قول ابن الأثير في " النهاية " : " سماهما ( ثقلين ) لأن الآخذ بهما ( يعني الكتاب و السنة ) و العمل بهما ثقيل , و يقال لكل خطير نفيس ( ثقل ) , فسماهما ( ثقلين ) إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما " . قلت : و الحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله : " فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين ... " . قال الشيخ القاريء ( 1 / 199 ) : " فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي , فالإضافة إليهم , إما لعملهم بها , أو لاستنباطهم و اختيارهم إياها " . إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما , كتاب الله و سنة رسوله " . و هو في " المشكاة " ( 186 ) . و قد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين اليوم في تضعيف حديث الموطأ . و الله المستعان .
1762" الآيات خرزات منظومات في سلك , فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 361 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 473 - 474 ) و أحمد ( 2 / 219 ) من طريقين عن خالد بن الحويرث عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : " إسناده ضعيف خالد بن الحويرث ليس بالمشهور , قال ابن معين : " لا أعرفه " و ذكره ابن حبان في الثقات " . لكن للحديث شاهد من رواية أنس بن مالك مرفوعا به إلا أنه قال : " الأمارات خرزات ... " . أخرجه الحاكم ( 4 / 546 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 1763" الإبل عز لأهلها و الغنم بركة و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 362 :
أخرجه ابن ماجة ( 2305 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1614 ) قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عامر عن # عروة البارقي # يرفعه , و ذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما في " الزوائد " ( 162 / 1 ) و قال : " فقد احتجا بجميع رواته , و رواه الشيخان و الترمذي و النسائي من طريق عامر الشعبي به , مقتصرين على قصة الخيل دون أوله , و كذلك رواه الدارمي " . و له شاهد من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا به و زاد : " و عبدك أخوك , فأحسن إليه و إن وجدته مغلوبا فأعنه " . أخرجه البزار ( رقم - 1685 ) عن أبي يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن : حدثنا الحسن بن أبي الحسن البجلي عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عنه و قال : " لا نعلمه عن حذيفة إلا بهذا الإسناد , و أحسب أن الحسن البجلي هو ابن عمارة " . قلت : و هو متروك كما في " التقريب " , و قول الهيثمي ( 5 / 259 ) : " و هو ضعيف " . فهو من تساهله أو تسامحه في التعبير , فالرجل أسوأ حالا من ذلك كما هو معروف عند العلماء و لذلك فهو ممن لا يصلح للاستشهاد به . و جملة " الغنم بركة " قد صحت من حديث أم هاني و عائشة بإسنادين صحيحين و قد تقدما ( 773 ) . و أخرجها أبو يعلى ( 2 / 477 ) من طريق عبد الله بن عبد الله عن ابن ( أبي ) ليلى عن البراء مرفوعا . و عبد الله هذا هو أبو جعفر الرازي , و هو ممن يستشهد به لسوء حفظه مع الصدق . و روى طلحة عن عمرو عن عطاء مرسلا بلفظ : " الغنم بركة موضوعة و الإبل جمال لأهلها و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة " . أخرجه معمر بن المثنى في " الخيل " ( 3 / 2 ) : حدثني عمر بن عمران السدوسي قال : حدثنا طلحة بن عمرو به . قلت : و طلحة هذا هو الحضرمي المكي متروك أيضا . 1764" الأخوات الأربع : ميمونة و أم الفضل و سلمى و أسماء بنت عميس - أختهن لأمهن - مؤمنات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 363 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 138 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 328 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 32 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 239 / 2 ) و أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص 91 ) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة - أخي موسى بن عقبة - عن كريب مولى عبد الله بن العباس عن # عبد الله بن العباس # مرفوعا به , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال أبو منصور . " و هذا حديث حسن من حديث كريب " . 1765" الإزار إلى نصف الساق . فلما رأى شدة ذلك على المسلمين , قال : إلى الكعبين لا خير فيما أسفل من ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :
أخرجه أحمد ( 3 / 140 و 249 و 256 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 223 / 2 ) من طرق عن حميد عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و للحديث شواهد كثيرة مخرجة في " المشكاة " ( 4331 ) و " الترغيب " ( 3 / 97 - 98 ) . و من الشواهد التي لم تخرج هناك حديث حذيفة بن اليمان قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي فقال : هذا موضع الإزار , فإن أبيت فأسفل , فإن أبيت فلا حق للإزار فيما دون الكعبين " . أخرجه أصحاب السنن غير أبي داود و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد ( 5 / 382 و 396 و 398 و 400 ) و الحميدي ( 445 ) عن مسلم بن نذير عنه . و تابعه عند ابن حبان ( 1448 ) الأغر أبو مسلم عن حذيفة . و هذه السنة مما أعرض عنها كثير من الخاصة فضلا عن العامة , كما بينته في مقدمة كتابي الجديد " مختصر الشمائل المحمدية " , و هو في طريقه إلى الطبع إن شاء الله تعالى .
1766" الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة , إلا من قال بالمال هكذا و هكذا , و كسبه من طيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :
أخرجه ابن ماجة ( 4130 ) من طريق عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل - هو سماك - عن مالك بن مرثد الحنفي عن أبيه عن # أبي ذر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات و في عكرمة بن عمار كلام و بخاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير , قال الحافظ : " صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب " . إذا عرفت هذا تعلم تساهل البوصيري في " الزوائد " ( 278 / 2 ) بقوله : " هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات " . و لعله أتى من قبل كون عكرمة المذكور من رجال مسلم , و من المعلوم أنه ليس كل رجاله في مرتبة واحدة , ففيهم من هو حسن الحديث كما لا يخفى على مارس هذا العلم الشريف . و للحديث شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعا به دون قوله : " و كسبه من طيب " . أخرجه ابن حبان ( 807 ) و رجاله ثقات . و آخر من حديث ابن عباس مرفوعا مثله . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 264 ) . و ثالث من حديث أبي هريرة مرفوعا مثله , و زاد : " أمامه و عن يمينه و عن شماله و خلفه " . أخرجه أحمد ( 2 / 428 ) و إسناده جيد , و ابن ماجة ( 4131 ) دون الزيادة , و هو رواية لأحمد ( 2 / 340 ) . ثم وجدت له عنده ( 2 / 309 و 525 و 535 ) طريقا أخرى عن كميل بن زياد عن أبي هريرة بلفظ : " يا أبا هريرة هلك المكثرون , إلا من قال هكذا , و هكذا , و هكذا , ثلاث مرات , حتى بكفيه عن يمينه و عن يساره و بين يديه و قليل ما هم " . قلت : و أحد إسناديه صحيح , و قال المنذري ( 4 / 108 ) : " رواته ثقات " . و لهذا اللفظ شاهد من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري . أخرجه أحمد ( 3 / 31 ) و ابن ماجة ( 4129 ) . و آخر من حديث أبي ذر بلفظ : " إن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال ... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 83 ) و أحمد ( 5 / 152 ) و قال : " الأخسرون " . 1767" الإمام ضامن , فإن أحسن فله و لهم و إن أساء - يعني - فعليه و لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 366 :
أخرجه ابن ماجة ( 981 ) عن عبد الحميد بن سليمان أخي فليح حدثنا أبو حازم قال : " كان # سهل بن سعد الساعدي # يقدم فتيان قومه يصلون بهم , فقيل له : تفعل و لك من القدم مالك ? قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و رجاله ثقات غير عبد الحميد بن سليمان , فهو ضعيف . لكن الحديث صحيح , فإن قوله : " الإمام ضامن " قد جاء من حديث أبي هريرة و عائشة و هما مخرجان في " صحيح أبي داود " ( 530 - 531 ) و من حديث أبي أمامة عند أحمد ( 5 / 260 ) بسند حسن . و الباقي جاء من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " يصلون لكم , فإن أصابوا فلكم و لهم , و إن أخطأوا فلكم و عليهم " . أخرجه البخاري و أحمد ( 2 / 355 ) و ابن حبان ( 375 ) نحوه . و له عنده ( 374 ) شاهد من حديث عقبة بن عامر مرفوعا نحوه , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 593 ) . 1768" الأنصار شعار و الناس دثار و لو أن الناس استقبلوا واديا أو شعبا و استقبلت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار و لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 367 :
أخرجه ابن ماجة ( 164 ) عن # عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال البوصيري في " الزوائد " ( 12 / 1 ) : " هذا إسناد ضعيف , و الآفة فيه من عبد المهيمن بن عباس , و باقي رجال الإسناد ثقات . رواه الترمذي في " الجامع " من حديث أبي بن كعب إلا أنه لم يقل : " الأنصار شعار و الناس دثار " و قال : " لو سلك " بدل " استقبلوا " و الباقي نحوه , و قال : " حديث حسن " . قلت : هذا الحديث صحيح جدا , و لقد قصر البوصيري في حقه حين لم يستشهد له إلا بحديث الترمذي , فأوهم أنه لا شاهد له سواه , و ليس كذلك , و أسوأ منه عملا السيوطي , فإنه أورده في " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق 69 / 1 ) من رواية ابن ماجة فقط عن سهل , و كان الواجب أن يذكر له بعض الشواهد التي تدل على أنه صحيح لغيره , و لو اختلفت بعض ألفاظه كما هي غالب عادته , و لذلك رأيت من الواجب ذكر بعض الشواهد ليكون الواقف عليها على بينة من صحة الحديث , و الموفق الله تعالى . و قد جاء الحديث عن عبد الله بن زيد بن عاصم و أنس بن مالك و أبي هريرة و أبي قتادة و أبي بن كعب . 1 - أما حديث عبد الله بن زيد , فأخرجه البخاري ( 3 / 152 و 4 / 412 ) و مسلم ( 3 / 108 - 109 ) و أحمد ( 4 / 42 ) بتقديم و تأخير , و لفظه : " لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار و لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبها , و الأنصار شعار و الناس دثار , إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " . 2 - حديث أنس , أخرجه البخاري ( 3 / 4 و 153 و 154 ) و مسلم ( 3 / 106 و 107 ) و أحمد ( 3 / 169 و 172 و 188 و 246 و 249 و 275 و 280 ) من طرق عنه و ليس عند الشيخين إلا الجملة الوسطى من لفظ الترجمة و هو رواية أحمد و إسناده في الرواية الأولى التامة صحيح على شرط مسلم . 3 - حديث أبي هريرة , أخرجه البخاري ( 3 / 5 و 4 / 412 ) و ابن حبان ( 2292 ) و أحمد ( 2 / 410 و 414 و 419 و 469 و 501 ) من طرق عنه , و ليس عند البخاري و ابن حبان الجملة الأولى منه خلافا لأحمد في رواية , و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم . 4 - حديث أبي قتادة , أخرجه أحمد ( 5 / 307 ) عنه بتمامه و كذا الحاكم ( 4 / 79 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 35 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصاري و هو ثقة " . 5 - حديث أبي بن كعب , أخرجه الترمذي ( رقم 3895 ) و أحمد ( 5 / 137 و 138 ) و عنه الحكم ( 4 / 78 ) عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه مرفوعا به , دون الجملة الأولى , و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! قلت : هو حسن الإسناد عند أحمد , فإن له عنده طريقا أخرى صحيحة عن ابن عقيل و هو حسن الحديث . و في الباب عن جمع آخر من الصحابة , فمن شاء الإطلاع عليها , فليرجع إلى " مجمع الزوائد " , و فيما ذكرنا كفاية . ( تنبيه ) لم تقع الجملة الثالثة من الحديث في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 / 324 ) و لذلك اعتمدنا في هذا التخريج على نسخة الأستاذ الدعاس , و لقد كان يحسن به التنبيه على ذلك .
1769" الإيمان بضع و سبعون بابا , فأدناه إماطة الأذى عن الطريق , و أرفعها قول : لا إله إلا الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 369 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 598 ) و الترمذي ( 3 / 357 - تحفة ) و ابن ماجة ( 57 ) و أحمد ( 2 / 445 ) و أبو عبيد في " الإيمان " ( رقم 4 - بتحقيقي ) من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به إلا أن لفظ البخاري كلفظ جرير الآتي عند مسلم . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و تابعه جرير عن سهيل به إلا أنه قال : " بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة " . و الباقي مثله إلا أنه قال : " فأفضلها " مكان " و أرفعها " , و زاد : " و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه مسلم ( 1 / 46 ) و ابن ماجة ( 57 ) . و تابعه حماد بن سلمة قال : أنبأنا سهيل بن أبي صالح به مثل لفظ سفيان إلا أنه قال : " أفضلها " مكان " أرفعها " و " العظم " بدل " الأذى " , و زاد : " و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه أحمد ( 2 / 414 ) و أبو داود ( 2 , 268 ) بإسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه ابن عجلان عن عبد الله بن دينار بلفظ : " الإيمان ستون أو سبعون أو أحد العددين ... " و الباقي مثل حديث حماد إلا أنه قال : " أعلاها " . أخرجه ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 67 بتحقيقي ) و عنه ابن ماجة ( 57 ) . و ابن عجلان حسن الحديث إلا عند المخالفة , و قد خالف الجميع في إسقاطه لفظة " بضع " فلا يحتج به . و تابعهم مختصرا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار بلفظ : " الإيمان بضع و سبعون شعبة , و الحياء شعبة من الإيمان " .أخرجه مسلم , و كذا البخاري ( 1 / 44 - فتح ) إلا أنه قال : " و ستون " . أخرجه مسلم من طريقين , و البخاري من طريق ثالثة , كلهم عن أبي عامر العقدي : حدثنا سليمان بن بلال به . و من العجيب أن تفوت الحافظ ابن حجر رواية مسلم هذه فقد قال في شرحه : " قوله : ( و ستون ) لم تختلف الطرق عن أبي عامر شيخ المؤلف في ذلك , و تابعه يحيى الحماني - بكسر المهملة و تشديد الميم - عن سليمان بن بلال , و أخرجه أبو عوانة من طريق بشر بن عمرو عن سليمان بن بلال , فقال : " بضع و ستون أو بضع و سبعون " . و كذا وقع التردد في رواية مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار . و رواه أصحاب السنن الثلاثة من طريقه فقالوا : " بضع و سبعون " من غير شك , و لأبي عوانة في " صحيحه " من طريق : " ست و سبعون أو سبع و سبعون " . و رجح البيهقي رواية البخاري لأن سليمان لم يشك . و فيه نظر لما ذكرنا من رواية بشر بن عمرو عنه , فتردد أيضا . لكن يرجح بأنه المتيقن و ما عداه مشكوك فيه . و أما رواية الترمذي بلفظ : " أربع و ستون " فمعلولة , و على ( فرض ) صحتها لا تخالف رواية البخاري , و ترجيح رواية بضع و سبعون لكونها زيادة ثقة كما ذكره الحليمي ثم عياض - لا يستقيم , إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها لاسيما مع اتحاد المخرج . و بهذا يتبين شفوف نظر البخاري , و قد رجح ابن الصلاح الأقل لكونه المتيقن " . و أقوله : لا شك أن الأخذ بالأقل هو المتيقن عند اضطراب الرواية و عدم إمكان ترجيح وجه من وجوه الاضطراب , و ليس الأمر كذلك هنا في نقدي لأن رواية مسلم عن سليمان أرجح من رواية البخاري عنه لأنها من طريقين كما سبقت الإشارة إليه عن أبي عامر عنه . خلافا لقول الحافظ السابق : " لم تختلف الطرق عن أبي عامر ... " . و متابعة الحماني إياه لا تفيد فيما نحن فيه لأن الحماني فيه ضعف . فإذا رجحت رواية مسلم عن أبي عامر , فيصير سليمان بن بلال متابعا لسهيل بن أبي صالح من طريق سفيان و حماد بن سلمة عنه بلفظ " بضع و سبعون " , و بهذه المتابعة يترجح هذا اللفظ على سائر الألفاظ , لاسيما و غالبها تردد فيها الرواة و شكوا , فإذا انضم إلى ذلك أن زيادة الثقة مقبولة , استقام ترجيح هذا اللفظ كما ذكره الحليمي ثم عياض , و لم يرد عليه قول الحافظ : " إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها " لأنه يكفي القول بأن الجزم بها هو الراجح على ما بينا . و الله أعلم . و أما لفظ " أربع و ستون " , فأخرجه الترمذي و أحمد ( 2 / 379 ) من طريق عمارة بن غزية عن أبي صالح به . و عمارة هذا من رجال مسلم , و هو لا بأس به كما في " التقريب " , فمثله لا يعارض بروايته رواية عبد الله بن دينار الثقة الثبت المحتج به في " الصحيحين " , فهو أحفظ من عمارة بكثير , لاسيما و معه الزيادة , فهي مقبولة قطعا . و لعله لهذا جزم الحافظ بأنها معلولة . و الله أعلم . 1770" الإيمان يمان و الكفر من قبل المشرق و إن السكينة في أهل الغنم و إن الرياء و الفخر في أهل الفدادين : أهل الوبر و أهل الخيل , و يأتي المسيح من قبل المشرق و همته المدينة , حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام , هنالك يهلك , هنالك يهلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 372 :
" أخرجه الترمذي ( 3 / 238 - 239 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 407 - 408 و 457 ) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه مسلم مفرقا في موضعين ( 1 / 52 و 4 / 120 ) , و هو رواية لأحمد ( 2 / 372 و 397 و 484 ) . 1771" الأيمن فالأيمن ـ و في طريق : الأيمنون الأيمنون ـ ألا فيمنوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :
ورد من حديث # أنس بن مالك و سهل بن سعد # . 1 - أما حديث أنس فيرويه البخاري ( 2 / 75 و 130 و 4 / 35 ) و مسلم ( 6 / 112 - 113 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 148 - 149 ) و كذا مالك ( 2 / 926 / 17 ) و عنه أبو داود ( 3726 ) و كذا الترمذي ( 1 / 345 ) و صححه و الدارمي ( 2 / 118 ) و ابن ماجة ( 3425 ) و الطيالسي ( 2094 ) و أحمد ( 3 / 110 و 113 و 197 و 231 و 239 ) و ابن سعد ( 7 / 20 ) و الدولابي ( 2 / 19 ) من طرق عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء و عن يمينه أعرابي و عن شماله أبو بكر , فشرب , ثم أعطى الأعرابي , و قال : " فذكره , و اللفظ للبخاري من طريق مالك عن ابن شهاب عنه . و في رواية للشيخين و أحمد من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن قال : سمعت أنسا يقول : " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا هذه فاستسقى , فحلبنا شاة لنا , ثم شبته من ماء بئرنا هذه , فأعطيته , و أبو بكر عن يساره و عمر تجاهه و أعرابي عن يمينه , فلما فرغ قال عمر : هذا أبو بكر , فأعطى الأعرابي فضله , ثم قال : " فذكره باللفظ الآخر , و السياق للبخاري : قال أنس : فهي سنة , فهي سنة , فهي سنة . 2 - و أما حديث سهل بن سعد الساعدي نحوه دون قوله : " الأيمن ... " . أخرجه مالك ( رقم 18 ) و البخاري ( 2 / 75 و 100 و 138 و 4 / 36 ) و مسلم ( 6 / 113 ) و أحمد ( 5 / 333 و 338 ) و الطبراني ( 5780 و 5890 و 5948 و 5989 و 6007 ) من طريق أبي حازم عنه . و في رواية للبخاري ( 4 / 39 ) و الطبراني ( 5792 ) من هذا الوجه عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " اسقنا يا سهل ! " . و في الحديث أن بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه صلى الله عليه وسلم كان طلب السقيا , فلا يصح الاستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقا كما هو الشائع اليوم , كيف و هو صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بل أعطى الأعرابي الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره , ثم بين ذلك بقوله : " الأيمن فالأيمن " . و لعلي شرحت هذا في مكان آخر من هذا الكتاب أو غيره .
1772" لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 374 :
أخرجه أحمد ( 4 / 4 ) : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الفرج حدثنا سليمان بن سليم قال : قال # المقداد بن الأسود # : " لا أقول في رجل خيرا و لا شرا , حتى أنظر ما يختم له - يعني - بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم , قيل : و ما سمعت ? قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا إسناد منقطع , و رجاله ثقات غير الفرج و هو ابن فضالة , فإنه ضعيف لكنه قد توبع كما يأتي , و قد رواه عنه بقية فزاد في إسناده فقال : حدثنا الفرج ابن فضالة حدثني سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن المقداد بن الأسود به . أخرجه المحاملي في الرابع من " الآمالي " ( 50 / 2 ) و أبو محمد الطامذي في " الفوائد " ( 108 - 109 ) و قال : " و هذا إسناد شامي , و فرج بن فضالة يتكلم فيه " . قلت : و لبقية فيه إسناد آخر , فقال : حدثنا عبد الله بن سالم عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن ابن جبير عن أبيه عن المقداد به . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 226 - بتحقيقي ) و القضاعي ( ق 108 / 2 ) . قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات , صرح بقية فيه بالتحديث , فأمنا به شر تدليسه . و لم يتفرد به , فقد قال عبد الله بن صالح : حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير به . أخرجه الحاكم ( 2 / 289 ) و أبو القاسم الحنائي في " الثالث من الفوائد " ( ق 81 / 2 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 4 / 18 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 76 / 1 ) , و قال الحاكم : " على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي ! قلت : معاوية لم يخرج له البخاري , و ابن صالح فيه ضعف , و قال الحنائي : " لا نعرفه بهذا الطريق إلا من حديث أبي صالح كاتب الليث " . ثم قال : " و الحديث مشهور عن المقداد " . قلت : تابعه الليث عن معاوية بن صالح به . أخرجه ابن بطة . فصح الحديث و الحمد لله من هذه الطريق و طريق بقية الآخر . 1773" بكروا بالإفطار و أخروا السحور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 375 :
قال السيوطي في " الجامع الكبير " : " رواه ابن عدي و الديلمي عن # أنس # " . قلت : و لم أقف على إسناده الآن , و إنما كان يغلب على الظن أنه ضعيف . ثم رأيته عند الديلمي ( 2 / 1 / 3 ) , و فيه المبارك بن سحيم , و هو متروك . و عنه ابن عدي ( ق 381 / 1 ) . لكن له شواهد كثيرة يتقوى بها , منها حديث أم حكيم بنت وداع مرفوعا بلفظ : " عجلوا بالإفطار , و أخروا السحور " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 155 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " من طريق حبابة بنت عجلان عن أمها عن صفية بنت جرير , و هؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة , و لم يجرحهن أحد و لم يوثقهن " . و عزاه الحافظ في " الإصابة " لأبي يعلى و ابن منده . و منها حديث ابن عباس مرفوعا : " إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا و نؤخر سحورنا و نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " .أخرجه الطيالسي و غيره و صححه ابن حبان , و هو مخرج في غير ما مؤلف من مؤلفاتي , فانظر " صحيح الجامع الصغير و زيادته " ( رقم 2282 ) . و في الحض على تعجيل الإفطار و تأخير السحور أحاديث أخرى تراجع في كتب الحديث الجامعة . 1774" بعثت إلى أهل البقيع أصلي عليهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 376 :
أخرجه أحمد ( 6 / 92 ) عن عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن # عائشة # أنها قالت : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فأرسلت بريرة في أثره لتنظر أين ذهب , قالت : فسلك نحو بقيع الغرقد , فوقف في أدنى البقيع , ثم رفع يديه , ثم انصرف , فرجعت إلي بريرة , فأخبرتني , فلما أصبحت سألته ? فقلت : يا رسول الله أين خرجت الليلة ? قال : فذكره . و تابعه مالك في " الموطأ " ( 1 / 242 / 55 ) و عنه النسائي ( 1 / 287 ) . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , فإن أم علقمة و اسمها مرجانة قد روى عنها أيضا غير ابنها , بكير بن الأشج , و قال العجلي في " الثقات " ( 68 / 2 مصورة المكتب ) : " مدنية تابعية ثقة " . و قد تابعها على أصل القصة محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب عن عائشة به مطولا , مع اختلاف في بعض الأحرف , و فيه أن جبريل عليه السلام قال له صلى الله عليه وسلم : " إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم " . أخرجه مسلم ( 3 / 63 - 64 ) و النسائي ( 1 / 286 - 287 ) و أحمد ( 6 / 221 ) . فقوله : " فتستغفر لهم " يبين أن قوله في رواية علقمة : " لأصلي عليهم " ليس المراد صلاة الجنازة , و إنما الدعاء لهم و الاستغفار .
1775" أهل اليمن أرق قلوبا و ألين أفئدة و أنجع طاعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 154 ) من طريق مشرح بن هاعان أنه سمع # عقبة بن عامر # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مشرح هذا , و قد وثقه ابن معين , و كذا ابن حبان . ثم تناقض فأورده في " الضعفاء " ! و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 55 ) : " رواه أحمد و الطبراني - و قال : و أسمع طاعة - و إسناده حسن " . ( أنجع ) أي أنفع . 1776" بيت لا تمر فيه , كالبيت لا طعام فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :
أخرجه ابن ماجة ( 3327 ) من طريق هشام بن سعد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته # سلمى # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في هشام غير عبيد الله و هو ابن علي بن أبي رافع , نسب لجده , قال ابن معين : " لا بأس به " . و قال أبو حاتم : " لا بأس بحديثه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و يشهد له حديث عائشة مرفوعا : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . أخرجه مسلم ( 6 / 123 ) و غيره . 1777" بلوا أرحامكم و لو بالسلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 378 :
أخرجه وكيع في " الزهد " ( 2 / 74 / 2 ) : حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن # سويد بن عامر الأنصاري # مرفوعا به . و أخرجه ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 75 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 55 / 1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 132 / 2 ) من طرق أخرى عن مجمع به . قلت : و هذا إسناد صحيح , و لكنه مرسل , أورده ابن حبان في ترجمة سويد هذا و قال : " سويد بن عامر بن يزيد ( الأصل : زيد ) بن جارية الأنصاري من أهل المدينة , يروي المراسيل , و قد سمع الشموس بنت النعمان , و لها صحبة " . و أخرجه عبد الرحمن بن عمر الدمشقي في " الفوائد " ( 1 / 223 / 1 ) و القضاعي أيضا من طريق عيسى بن يونس عن مجمع بن يحيى قال : حدثني رجل من الأنصار . و أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 62 / 1 ) من طريق الفزاري مروان بن معاوية عن مجمع بن يحيى الأنصاري عمن حدثه يرفعه . قلت : و بالجملة فالإسناد صحيح مرسلا , إلا أن بعضهم لم يسم مرسله . و سماه الآخرون , و به يتبين أنه ثقة . و قد روى موصولا من حديث ابن عباس و أبي الطفيل و أنس بن مالك و سويد بن عمرو . 1 - أما حديث ابن عباس , فوصله القطيعي في " جزء الألف دينار " ( ق 38 / 2 ) : حدثنا محمد قال : حدثنا معاذ بن معاذ بن صقير - جليس لعثمان بن عمر - قال : حدثنا البراء بن يزيد الغنوي قال : حدثنا أبو جمرة عنه . و بهذا الإسناد أخرجه الطبراني كما في " المنتقى منه " ( 4 / 4 / 1 ) . قلت : و محمد هو ابن يونس بن موسى الكديمي و هو متهم بالكذب , فلا يستشهد به . و لكن لعله لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 152 ) : " رواه البزار و فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي و هو ضعيف " . قلت : فلم يعله بالكديمي , فلو كان في إسناد البزار أيضا , لم يدع إعلاله به إلى إعلاله بالضعيف , ألا و هو الغنوي . ثم إن قوله : " و فيه يزيد بن عبد الله ابن البراء " لعله سهو منه أو من بعض النساخ , فإن هذا الاسم لا وجود له و إنما هو - كما في إسناد القطيعي و الطبراني - البراء بن يزيد الغنوي و هو البراء بن عبد الله بن يزيد نسب لجده , و هو ضعيف كما في " التقريب " . ثم وقفت على إسناد البزار في " كشف الأستار " ( 1877 ) فإذا هو عين إسناد القطيعي , إلا أنه نسب محمدا فقال : ( ابن يونس ) . 2 - و أما حديث أبي الطفيل , فقد رواه الطبراني , و فيه راو لم يسم كما قال الهيثمي . 3 و 4 - و أما حديث أنس و سويد , فعزاهما السيوطي للبيهقي في " الشعب " , و لم أقف على إسنادهما , و لا على من بين علتهما . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الدرجات . ثم رأيت السخاوي في " المقاصد " ( ص 146 ) عزاه للعسكري من حديث إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية الأنصاري عن عمه عن أنس رفعه به . قلت : فرجعت هذه الطريق إلى الطريق الأولى , إلا أن إسماعيل بن عياش أسنده عن أنس , و ذلك من أوهامه لأنه ضعيف في المدنيين كما قال البخاري و غيره , و مجمع هذا منهم . ثم قال السخاوي : " و في الباب عن أبي الطفيل , عند الطبراني و ابن لال , و عن سويد بن عامر , و بعضها يقوي بعض " . ( بلوا ) أي ندوها بصلتها , و هم يطلقون النداوة على الصلة , كما يطلقون اليبس على القطيعة .
أخرجه ابن حبان ( 1912 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 97 / 1 - 2 ) و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 16 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 172 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 44 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 62 ) و في " علوم الحديث " ( ص 48 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 165 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 13 / 290 / 1 و 14 / 10 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 64 / 35 / 2 ) عن عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن # ابن عباس # به و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و وقع في " الترغيب " ( 1 / 66 ) أنه قال : " على شرط مسلم " و هو خطأ . و قال ابن عدي : " لا يروى إلا عن ابن المبارك , و الأصل فيه مرسل " . قلت : ابن المبارك ثقة ثبت إمام , فلا يضره إرسال من أرسله , على أن له شاهدا من حديث أنس يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( ق 177 / 2 ) و قال : " غريب , و لا أرى بما يروى عن سعيد بن بشير بأسا , و لعله يهم في الشيء بعد الشيء و يغلط , و الغالب على حديثه الاستقامة , و الغالب عليه الصدق " . ( تنبيه ) هكذا لفظ الحديث عند الوليد بن مسلم و جمع سواه عند من ذكرنا , رووه كلهم عن ابن المبارك به . و خالفهم محمد بن عبد الرحمن بن سهم فقال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ... بلفظ : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال : ابدؤا بالكبراء , أو قال : بالأكابر " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 638 ) و من طريقه الضياء . قلت : و هو بهذا اللفظ شاذ لمخالفة ابن سهم فيه الثقات , مع قول ابن حبان فيه : " ربما أخطأ " . لاسيما و لفظه مخالف بظاهره للحديث المتفق عليه عن أنس : " الأيمنون فالأيمنون " . <1> إلا أن يؤول , و لا حاجة إلى ذلك لأن التأويل فرع التصحيح , فتأمل . قلت : و أنكر منه لفظا ما رواه نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك بلفظ : " الخير ... " مكان البركة " . أخرجه البزار ( رقم - 1957 ) . و نعيم ضعيف . و تابعه النضر بن طاهر : حدثنا ابن المبارك به . أخرجه الديلمي ( 2 / 136 ) . و النضر ضعيف جدا كما قال ابن عدي .
----------------------------------------------------------- [1] مضى تخريجه برقم ( 1771 ) . اهـ . 1779" تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم " . يعني مواشيهم .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 382 :
أخرجه أحمد ( 2 / 184 ) : حدثنا عبد الصمد عن عبد الله بن المبارك حدثنا أسامة ابن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الطيالسي ( 2264 ) : حدثنا ابن المبارك به إلا أنه شك فقال : " أو عند أفنيتهم " . و أخرجه البيهقي ( 4 / 110 ) من طريقه و قال : " شك أبو داود " و خالفهما في إسناده محمد بن الفضل فقال : حدثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة ( 1806 ) . قلت : و محمد بن الفضل هو السدوسي الملقب بـ " عارم " , و هو ثقة , و لكنه كان اختلط , فلا يعتد بمخالفته للثقتين المتقدمين : عبد الصمد و هو ابن عبد الوارث و الطيالسي . و إسنادهما حسن , رجاله ثقات , و في أسامة بن زيد و هو أبو زيد الليثي خلاف , و هو حسن الحديث . و أما قول البوصيري في " الزوائد " ( 133 / 2 ) : " و إسناده ضعيف لضعف أسامة " . فأقول : لعله أراد أنه أسامة بن زيد العدوي , فإنه ضعيف و الأقرب ما ذكرنا أنه الليثي , فإنه هو الذي ذكر في الرواة عن عمرو بن شعيب دون العدوي . و كلاهما من شيوخ ابن المبارك . و الله أعلم . و للحديث شاهد يرويه عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرو عن عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه البيهقي . و عبد الملك هذا لم أعرفه .
1780" تجيء ريح بين يدي الساعة , تقبض فيها أرواح كل مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 383 :
أخرجه أحمد ( 3 / 420 ) : حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع عن # عياش بن أبي ربيعة # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه الحاكم ( 4 / 489 ) من طريق الدبري : أنبأ عبد الرزاق ... و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شواهد من حديث النواس بن سمعان في آخر حديثه الطويل في الدجال و نزول عيسى عليه السلام بلفظ : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة , فتأخذهم تحت آباطهم , فتقبض روح كل مؤمن و كل مسلم ... " . أخرجه مسلم ( 8 / 197 - 198 ) و الترمذي ( 2 / 38 - 39 ) و صححه , و ابن ماجة رقم ( 4075 ) و أحمد ( 4 / 181 - 182 ) . و من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري عند الحاكم ( 3 / 594 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3028 و 7037 ) . و من حديث ابن عمرو مرفوعا بلفظ : " ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام , فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه " . أخرجه أحمد ( 2 / 166 ) بسند صحيح عنه . 1781" تذهبون الخير فالخير , حتى لا يبقى منكم إلا مثل هذا - و أشار إلى نواة - و ما لا خير فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 384 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 309 ) و ابن حبان ( 1832 ) و الحاكم ( 4 / 434 ) و الطبراني ( 4492 ) عن بكر بن سوادة الجذامي أن سحيما حدثه عن # رويفع بن ثابت الأنصاري # رضي الله عنه . " أنه قرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تمر أو رطب , فأكلوا منه حتى لم يبقوا شيئا إلا نواة و ما لا خير فيه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدرون ما هذا ? تذهبون ... " الحديث . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و سحيم هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 303 ) من رواية بكر هذا فقط عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 81 ) من هذه الرواية أيضا ! و ذكر فيه أيضا " سحيم مولى بني زهرة القرشي , يروي عن أبي هريرة . روى عنه الزهري " . قلت : و يحتمل عندي أن يكون هذا هو الأول . و الله أعلم . نعم الحديث ثابت , فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لتنتقين كما ينتقى التمر من الجفنة , فليذهبن خياركم و ليبقين شراركم , فموتوا إن استطعتم " . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( كنى - 25 ) و ابن ماجة ( 4038 ) و الحاكم ( 4 / 316 و 334 ) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي حميد مولى مسافع قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : أبو حميد هذا مجهول و قيل هو عبد الرحمن بن سعد المقعد , وثقه النسائي , و الله أعلم . و رواه ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مختصرا بلفظ : " تنقون كما ينقى التمر من حثالته " . أخرجه ابن حبان ( 1833 ) . قلت : و ابن أبي العشرين اسمه عبد الحميد بن حبيب , قال الحافظ : " صدوق ربما أخطأ " . قلت : فأخشى أن يكون خطأه في إسناده حين قال : سعيد بن المسيب , مكان أبي حميد كما في رواية يونس بن يزيد و هو ثقة . و الله أعلم . و بالجملة فحديث الترجمة حسن بحديث أبي هريرة , و لا عكس لأن الشاهد فيه ما ليس في المشهود له , فتأمل . 1782" تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة , و لا تكونوا كرهبانية النصارى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 385 :
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 78 ) من طريق ابن عدي , و هذا في " الكامل " ( ق 329 / 1 ) عن محمد بن ثابت البصري عن أبي غالب عن # أبي أمامة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فإن محمد بن ثابت البصري و هو العبدي قال الحافظ : " صدوق لين الحديث " . و سائر رجاله موثوقون غير أحمد بن عبد الرحيم الثقفي البصري شيخ ابن عدي فيه , أورده الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 269 ) و كناه بأبي عمرو و قال : " روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني في " معجمه " و ذكر أنه سمع منه ببغداد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قد تابعه الروياني الحافظ الثقة , فقال في " مسنده " ( 30 / 216 / 1 ) : أخبرنا أبو حفص عمرو بن علي قال : سمعت شيخا سنة ثمان و سبعين و مائة يقول : أخبرنا أبو غالب به إلا أنه قال : " النبيين " مكان " الأمم " و زاد : قال أبو حفص : وصفت هذا الشيخ , فقالوا : هذا محمد بن ثابت العصري : قلت : هو العبدي نفسه كما في " التهذيب " . و للحديث شواهد يتقوى بها , أما الشطر الأول منه , فقد ورد عند أبي داود و غيره من حديث معقل بن يسار , و صححه ابن حبان ( 1229 ) . و عنده من حديث أنس أيضا ( 1228 ) و هو مخرج في " آداب الزفاف " ( ص 16 ) و " الإرواء " ( 1811 ) . و أما الشطر الثاني فيشهد له ما روى ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 395 ) عن معاوية بن ( أبي ) عياش الجرمي عن أبي قلابة : أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه , فقال : " يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية , ( مرتين أو ثلاثا ) و إن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة " . قلت : و هذا إسناد مرسل لا بأس به في الشواهد , و رجاله ثقات رجل الشيخين غير الجرمي هذا , فقد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ( 4 / 1 / 380 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قد روى عنه ثلاث من الثقات . و ما روى الدارمي ( 2 / 133 ) من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال : " لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء , بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية , أرغبت عن سنتي . " الحديث . قلت : و سنده حسن . و ما روى أحمد ( 6 / 226 ) من طريق عروة قال : " دخلت امرأة عثمان بن مظعون - أحسب اسمها خولة بنت حكيم - على عائشة و هي باذة الهيئة ... ( الحديث و فيه ) فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فقال : يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا , أفما لك في أسوة ? فوالله إني أخشاكم لله و أحفظكم لحدوده " . قلت : و إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين , و هو و إن كان ظاهره الإرسال , فإن الغالب أن عروة تلقاه من خالته عائشة و كأنه لذلك وقع مثله لعروة عند البخاري . و الله أعلم . و روى أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 245 ) من طريق محمد بن حميد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إني لم أبعث بالرهبانية .. " الحديث . و فيه قصة . لكن محمد بن حميد و هو الرازي قال الحافظ : " حافظ ضعيف , و كان ابن معين حسن الرأي فيه " . و ما روى ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 102 / 1 ) من طريق ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاووس مرفوعا بلفظ : " لا زمام و لا خزام و لا رهبانية و لا تبتل و لا سياحة في الإسلام " . و هذا إسناد رجاله ثقات , و هو مرسل . و قد عزاه في " الجامع الصغير " لعبد الرزاق عن طاووس مرسلا . و غالب الظن أنه عنده من طريق ابن جريج به . و " مصنف عبد الرزاق " يطبع الآن في " دار القلم " في بيروت , و قد تم حتى الآن طبع المجلد الأول و الثاني منه , و ربما الثالث أيضا . ثم تم طبعه بتمامه , و لكن لا تطوله يدي الآن . ثم تيسر لي الرجوع إليه , فوجدته عنده ( 8 / 448 / 15860 ) من طريق معمر عن ابن طاووس و عن ليث عن طاووس به دون ( الرهبانية و التبتل ) و قال : زاد ابن جريج : " و لا تبتل , و لا ترهب في الإسلام " . و سنده مرسل صحيح . و بالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح عندي . و الله أعلم . 1783" تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 388 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 109 / 1 ) و العقيلي ( 294 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4598 ) عن سليمان بن حبان عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " . قلت : رجاله ثقات رجال مسلم لولا عنعنة أبي الزبير , فإنه مدلس . و في " المجمع " ( 8 / 38 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أبي يعلى رجال الصحيح " . و قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 12 ) : " أخرجه النسائي بسند جيد " . و كأنه يعني " السنن الكبرى " أو " عمل اليوم و الليلة " للنسائي . و للحديث شاهد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , أوردته في حجاب المرأة ( ص 87 طبع المكتب الإسلامي في بيروت ) . ثم رأيت الحديث بلفظ آخر أتم منه و هو : " لا تسلموا تسليم اليهود و النصارى , فإن تسليمهم بالأكف و الرءوس و الإشارة
" . أخرجه الديلمي ( 4 / 150 ) من طريق الحسن بن علي المعمري حدثني أبو همام الصلت بن محمد الحارثي حدثنا إبراهيم بن حميد عن ثور حدث أبو الزبير عن جابر رفعه . و بهذا اللفظ أورده المزي في " التحفة " ( 2 / 290 ) من رواية النسائي في " اليوم و الليلة " من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي عن الصلت بن محمد به . و أخرجه البيهقي في " الشعب " من حديث عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد بهذا اللفظ و التمام إلا أنه قال : " و الحواجب " بدل قوله : و الرؤس و الإشارة " . هكذا أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بقوله : " و قضية كلام المصنف أن البيهقي خرجه و أقره و ليس كذلك و إنما رواه مقرونا ببيان رجاله , فقال عقبة : هذا إسناد ضعيف بمرة , فإن طلحة بن زيد الرقي متروك الحديث , متهم بالوضع . و عثمان ضعيف " . قلت : و المستنكر منه ذكر الحواجب , و سائره ثابت بمجموع الطريقين السابقين عن ثور بن يزيد مع الشاهد . و الله أعلم .
المفضلات