المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سما
انتهينا من الرد على الحديث أصل الموضوع إذن ، وبقيت بعض الشبهات الأخرى ..
وهكذا كل المحفوظات, فما الجديد فى الأمر
أعتقد أن هناك حديث صحيح يقول أن رسول الإسلام قد نسى بعض نصوص القرآن, صح ؟؟؟؟
(22) صحيح البخاري - كتاب فضائل القرآن - باب نسيان القرآن - حديث : 4753
حدثنا أحمد ابن أبي رجاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل ، فقال : " يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا ، آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا "
فأين الدور الإلهى فى أمر نسيان محمد لقرآن إله مكة ؟
بالضبط يا صديقي وهكذا كل المحفوظات ، غير أن القرآن أشد .
في تعليقك قبل إبراد نص الحديث قلت : "حديث صحيح يقول أن رسول الإسلام قد نسى بعض نصوص القرآن"
بينما الحديث يتكلم عن أن الله قد أنساه آية واحدة .
فما دليلك على ما تقول ؟
فأما عن نسيان النبي فهو صلوات ربي وسلامه عليه بشر مثلنا ، يجوز عليه النسيان كأي أحد إن لم يداوم على المراجعة والقراءة ، غير أن الله قد خصّه بأن يُنسيه آية او توقيتا لحكمة تشريعية وهي أن يعلم العباد أن عدم نسيان النبي القرآن هو محض فضل من الله وإحسانه، ولو شاء تعالى أن ينسيه لأنساه، وفي ذلك إشعارٌ للنبي أنه دائمًا مغمور بنعمة الله وعنايته، وإشعار للأمة بأن نبيهم مع ما خُصَّ به من العطايا والخصائص لم يخرج عن دائرة العبودية .
فنسيان النبي لآية من القرآن ليس تقصيراً منه وإنما قد أنساه الله هذه الآية ، والحديث الذي جئت به بنفسك يثبت ذلك ، فتجد النبي يقول : "آية كنت أنسيتها " ولم يقل "آية كنت نسيتها"
وكذلك الحديث الذي أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : قُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْهَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ إِنِّي كُنْتُ أُعْلِمْتُهَا ثُمَّ أُنْسِيتُهَا كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ "
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الوحي يكرر الآيات القرآنية ويقرؤها كثيراً مخافة أن ينساها ، فأنزل الله هذه الآية : "سنقرئك فلا تنسى ( 6 ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى"
فإن شاء كان الله أنساه آية ، وإن شاء لم ينسه إياها .
ثم إن الحديث الذي أوردته يا صديقي لا ينهض حجةً لكم فيمازعمتم من الشكّ في الأصل الذي قامت عليه كتابة القرآن وجمعه ، إذ إن الآيات التي أنسيها النبي ، ثم ذكرها كانت مكتوبة بين يدي النبي ، وكانت محفوظة في صدورأصحابه الذين تلقوها عنه، والذين بلغ عددهم مبلغ التواتر- ومنهم راوية هذا الحديث ، وإنما غاية ما فيه الدلالة على أن قراءة ذلك الرجل ذكرت النبيَّ بالآيات، وكان قد أُنسيها، ، وليس في الخبر إشارة إلى أن هذهالآيات لم تكن مِمَّا كتبه كتَّاب الوحي، ولا ما يدل على أن أصحاب النبي كانوا نسوها جميعًا، حتى يخاف عليها الضياع.
أين هذا الحديث من قول القرآن (يسرناه للذكر)؟
يسرناه للذكر يعني : يسرناه للحفظ والاتعاظ والفهم.
فحفظ القرآن سهل وميسور ، يسّره الله لكل راغب في ذلك .. وهو في ذلك أشد يسرا من باقي المحفوظات.
فإذا استطعت ان تحفظ صفحة من كتابك الذي تدرسه في الجامعة في ساعة واحدة ، فإنك تستطيع حفظ صفحة كاملة من القرآن الكريم في عشر دقائق فقط .
هذا هو اليسر في الحفظ ..
والفهم كذلك ..
وكلّ ما تيسر الحصول عليه فإنه ينصرف عنه بيسر وسهولة .وهذا من مبدأ المقابلة .
والأثمان العظيمة والقيم الجليلة إذا ملكها الإنسان ولم يتشبث بها بحفظ فهي أسرع ذهابا من غيرها لنفاستها .
ولهذا لما جعل الله القرآن أغلى ما يملكه المسلم جعله أشد تفلتا من صدور العباد من الإبل في عقلها .
آدي كل الحكاية.
المفضلات