670 - " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء
المهاجرين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :
لا أصل له مرفوعا .
و إنما روي عن عمر ، فقال ابن حزم في " المحلى " ( 6 /
158 ) " و روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
: فذكره ، و قال ابن حزم : و هذا إسناد في غاية الصحة و الجلالة " . و أقول :
كلا فإن من شروط الإسناد الصحيح أن يخلو من علة قادحة . و هذا ليس كذلك ، فإن
حبيب بن أبي ثابت على جلالة قدره قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " كان
كثير الإرسال و التدليس " ! و أورده في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة و
هي في " من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه
بالسماع ..... " فقال ( ص 12 ) : " تابعي مشهور يكثر التدليس ، وصفه بذلك ابن
خزيمة و الدارقطني و غيرهما ، و نقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان
يقول : " لو أن رجلا حدثني عنك ، ما باليت أن رويته عنك " . يعني و أسقطه من
الوسط " . فمثله لا يحتج بروايته ، إلا إذا صرح بالتحديث . و هو في هذه الرواية
قد عنعن فهي مردودة .
(2/247)
________________________________________
671 - " ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، و ذاكر الله في الغافلين
مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه من الضريب . ( قال يحيى بن
سليم : يعني بـ " الضريب " البرد الشديد ) ، و ذاكر الله في الغافلين يغفر له
بعدد كل فصيح و أعجم . ( قال : فالفصيح بنو آدم ، و الأعجم البهائم ) ، و ذاكر
الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 120 ) :
ضعيف جدا .
رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 96 / 1 - 2 ) : حدثنا يحيى بن
سليم الطائفي قال : سمعت عمران بن مسلم و عباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر مرفوعا . و كذلك رواه الخطابي في " غريب الحديث "
( 1 / 8 / 2 ) و الحافظ ابن عساكر في " فضيلة ذكر الله عز وجل " ( 94 / 2 مجموع
24 ) من طريق أخرى عن الطائفي به ، إلا أنه أسقط من إسناده عباد بن كثير ، ثم
قال : " هذا حديث غريب " . و رواه أبو نعيم ( 6 / 181 ) من طريق الحسن بن عرفة
، و إلى أبي نعيم فقط عزاه السيوطي في " الجامع " ، فلو عزاه إلى ابن عرفة كان
أولى ، قال الشارح : " و كذا رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، قال
الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، أي و ذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير ، قال في
" الميزان " : قال البخاري : منكر الحديث . ثم أورد له هذا الخبر " . قلت :
الذهبي إنما أورد الحديث في ترجمة " عمران بن مسلم " الذي قبل ترجمة " عمران بن
مسلم القصير " ، و هذا قد روى عنه البخاري في " صحيحه " ، و الأول قال فيه : "
منكر الحديث " . فهذا دليل على أنه فرق بينهما ، و كذا فرق بينهما جماعة ،
فعليه جرى الذهبي . و قول البخاري فيه " منكر الحديث " يشير إلى أنه ضعيف جدا ،
و لا يفيده متابعة عباد بن كثير ، فإنه متهم كما سبق مرارا . و كذلك لا يعطيه
شيئا من القوة الشاهد الذي ذكره السيوطي قبله ، لشدة ضعفه و هو الآتي : " ذاكر
الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .
(2/248)
________________________________________
672 - " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) و عنه أبو نعيم ( 4 / 268 ) عن
الواقدي قال : حدثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن
أبيه عن ابن مسعود مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عون متصلا
مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا سند
موضوع ، الواقدي متهم بالكذب كما سبق مرارا ، و محصن بن علي مجهول . لكن قال
الهيثمي ( 10 / 80 - 81 ) بعد أن ساقه عن ابن مسعود : " رواه الطبراني " الكبير
" و " الأوسط " و البزار و رجال " الأوسط " وثقوا " . و أستبعد جدا أن يقول هذا
في سند " الأوسط " و فيه أيضا الواقدي ، فالظاهر أنه ليس في سنده الواقدي ، و
لكن يشكل عليه قول أبي نعيم السابق : " و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . فلعله
- أعني أبا نعيم - لم يسمعه من الطبراني من الطريق الثاني . و الله أعلم . ثم
رأيته في " زوائد البزار " ( ص 295 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن
محصن بن علي به نحوه . و قال : " لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد
" . قلت : و إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك . و قد رأيت
الحديث في " الزهد " ( ص 328 ) للإمام أحمد رواه بإسناد حسن عن حسان بن أبي
سنان قال : فذكره موقوفا عليه . فلعل هذا هو أصل الحديث موقوف ، فرفعه بعض
الرواة خطأ . و الله أعلم .
(2/249)
________________________________________
673 - " قسم من الله عز وجل : لا يدخل الجنة بخيل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :
موضوع .
رواه تمام في " فوائده " ( 2 / 60 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 93 )
و عنه ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا
العباس بن بكار : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و
قال ابن عساكر : " غريب جدا و الغلابي ضعيف " . قلت : بل موضوع ، و الغلابي يضع
الحديث كما قال الدارقطني . و أبو بكر الهذلي ضعيف جدا ، قال ابن معين و غيره :
" لم يكن بثقة " . و الحديث أورده " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن
عباس ، و هو قصور بين ، و لم يتكلم عليه شارحه بشيء .
(2/250)
________________________________________
674 - " المغبون لا محمود و لا مأجور " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :
ضعيف .
و له طريقان : الأول : عن علي ، أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 4 /
212 ) عن أبي القاسم الأبندوني عن أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن أبي الحسن
البغدادي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ، و قال الخطيب : "
سمعت الأبندوني و قد سئل عن حال شيخه هذا ؟ فقال : لو قيل [ له ] حدثكم أبو بكر
الصديق ، لقال نعم ، و ضعفه " . و له عنه طريق آخر ، أخرجه البغوي في " حديث
كامل بن طلحة " ( 2 / 2 ) و أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 41 / 2 ) و
أبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 4 / 1 ) و عنه ابن عساكر في "
تاريخه " ( 4 / 265 / 1 ) و الشيخ علي بن الحسن العبدي في " جزئه " ( 156 - 157
) و ابن عساكر أيضا ( 4 / 265 / 1 ) و ( 5 / 6 / 1 ) كلهم من طريق أبي هاشم
القناد البصري عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعا . و هكذا أخرجه
الخطيب ( 4 / 180 ) و كذا أبو يعلى إلا أنه لم يقل : " عن أبيه " فهو عنده من
مسند الحسن بن علي كما ذكره الهيثمي ( 4 / 75 - 76 ) و من قبله الذهبي في ترجمة
أبي هشام هذا من كنى " الميزان " و قال : " لا يعرف ، و خبره منكر " . ثم ساق
هذا الحديث ، و أقره الحافظ العراقي ( 2 / 73 ) . الثاني : عن الحسن بن علي رضي
الله عنهما . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 152 ) و الطبراني
( 1 / 272 / 2 ) عن طلحة بن كامل عن محمد بن هشام عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و رجاله موثقون غير محمد بن هشام فلم
أعرفه ، و يحتمل أن يكون هو محمد بن هشام بن عروة ، فإن يكن هو ، فهو مجهول ،
ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 116 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال
الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني : " و فيه محمد بن هشام ، و الظاهر أنه محمد بن
هشام بن عروة ، و ليس في " الميزان " أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف ، و بقية
رجاله ثقات " . قلت : ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 185 / 2 ) من هذا
الوجه و قال : " محمد بن هشام القناد " . فهذا يبين أنه غير ابن عروة ، و لكن
القناد هذا لم أعرفه ، و يحتمل احتمالا قويا أنه هو أبو هشام القناد البصري
المتقدم ، فيستفاد منه أن اسمه محمد بن هشام ، و هذا مما لم يذكروه في ترجمته .
و الله أعلم .
(1/1)
________________________________________
675 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ماكس عن درهمك ، فإن المغبون لا مأجور و لا محمود
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 122 ) :
لا أصل له بهذا التمام .
قال السخاوي : " رواه الديلمي في " مسند الفردوس "
بلا سند عن أنس " . و الشطر الأخير منه ضعيف و هو الذي قبله .
(1/2)
________________________________________
676 - " من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه *( أفغير دين
الله يبغون )* الآية " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :
موضوع .
رواه أبو الفضل الهمداني في آخر " مجلس من حديث أبي الشيخ " ( 66 /
1 ) و ابن عساكر ( 5 / 122 / 2 ) عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت :
و هذا إسناد موضوع ، قال الذهبي : " أبو خلف الأعمى عن أنس كذبه يحيى بن معين ،
و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و الحديث رواه ابن السني ( رقم 504 ) عن
المنهال بن عيسى : حدثنا يونس بن عبيد قال : فذكره مختصرا نحوه موقوفا عليه . و
لذلك قال الحافظ : " هو خبر مقطوع و المنهال قال أبو حاتم : مجهول ، و قد وجدته
عن ابن عباس . أخرجه الثعلبي ( في التفسير ) " . و لم يذكر الحافظ إسناده
بتمامه لينظر فيه . و قد نقلت كلامه عن " شرح الأذكار " ( 5 / 152 ) .
(1/3)
________________________________________
677 - " ابن آدم ! عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك . ابن آدم ! لا من قليل تقنع ،
و لا من كثير تشبع . ابن آدم ! إذا أصبحت معافى في جسدك ، آمنا في سربك ، عندك
قوت يومك فعلى الدنيا العفاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :
موضوع .
رواه أبو نعيم ( 6 / 98 ) و الخطيب ( 12 / 72 ) و كذا ابن السني في
" القناعة " ( 3 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 263 / 2 ) عن أبي بكر الداهري :
أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد ابن مهاجر عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
موضوع ، أبو بكر الداهري . قال الذهبي في الكنى : " ليس بثقة و لا مأمون " . و
قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و يحدث ببواطيل
عن الثقات " . و قال أبو نعيم : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش
الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي في " الشعب " فتعقبه
المناوي بقوله : " و نقله عن ابن عدي و سكوته عليه يوهم أنه خرجه و سلمه ، و
الأمر بخلافه بل قال : أبو بكر الداهري كذاب متروك ، و قال الذهبي : متهم
بالوضع . و هكذا هو في " شعب البيهقي " . و ذكر نحوه الحافظ ابن حجر ، فكان
ينبغي حذفه " . و قال الحافظ الهيثمي ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " عن ابن عمر . و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف " !
(1/4)
________________________________________
678 - " نهى أن تحلق المرأة رأسها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 124 ) :
ضعيف .
أخرجه النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 172 ) و تمام في "
الفوائد " ( رقم 2274 - نسختي ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 174 / 2
) من طرق عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال : فذكره مرفوعا .
ثم رواه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن همام نحوه ، و لم يذكر فيه عن
علي . و قال : " حديث علي فيه اضطراب ، و روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ...... " . قلت : و الاضطراب المذكور
إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، و تارة من مسند عائشة ، و هذا
أصح ، لمتابعة حماد عليه كما ذكره الترمذي . و قال عبد الحق : في " أحكامه "
بعد أن ذكره من الوجه الأول عنه : " و خالفه هشام الدستوائي و حماد بن سلمة ،
فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " . قلت : و هذا ظاهره أنه
لم يذكر عائشة في إسناده أصلا ، و عليه فهو وجه آخر من الاضطراب الذي أشار إليه
الترمذي . و على الوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا
الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، و لذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من
التساهل . و لا يقويه ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 389 / 1 - منتخبه )
عن معلى بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة به ، لأن المعلى هذا شديد الضعف ، و من طريقه أخرجه البزار في " مسنده "
و قال : " روى عن عبد الحميد أحاديث لم يتابع عليها ، و لا نعلم أحدا تابعه على
هذا الحديث " . ذكره في " نصب الراية " ( 3 / 95 ) . و قال الهيثمي في " المجمع
" ( 3 / 263 ) : " رواه البزار ، و فيه معلى بن عبد الرحمن و قد اعترف بالوضع .
و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " ! قلت : هذا رجاء ضائع بعد اعترافه
بالوضع ، و قد قال فيه الدارقطني : " ضعيف كذاب " . و قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " . و ذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث . و قال أبو زرعة : "
ذاهب الحديث " كما في " الميزان " . فهذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول ، دليل
على أن ابن عدي و غيره ممن أثنى عليه لم يعرفه . و روى البزار أيضا قال : حدثنا
عبد الله بن يوسف الثقفي : حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة : حدثنا أبي عن وهب
بن عمير قال : سمعت عثمان يقول : فذكره مرفوعا و قال : " وهب بن عمير لا نعلمه
روى غير هذا الحديث ، و لا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة ، و روح ليس
بالقوي " . قلت : روح قال فيه أحمد : " منكر الحديث " . و ضعفه ابن معين . و
أما ابن عدي فقال : ما أرى برواياته بأسا . و وهب ابن عمير ، أورده ابن أبي
حاتم ( 4 / 2 / 24 ) من رواية عطاء عنه عن عثمان و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . فهو مجهول . و عبد الله بن يوسف الثقفي لم أعرفه ، فهو إسناد مظلم ، و
لذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله . و الله أعلم .
(1/5)
________________________________________
679 - " إذا كان يوم عرفة ، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا . فيباهي بهم الملائكة
فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق ، أشهدكم أني قد
غفرت لهم ، فتقول الملائكة : يا رب فلان كان يرهق ، و فلان و فلانة ، قال :
يقول الله عز وجل : قد غفرت لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما من
يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 125 ) :
ضعيف .
رواه ابن منده في " التوحيد " ( 147 / 1 ) و أبو الفرج الثقفي في "
الفوائد " ( 78 / 2 و 92 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 221 / 1 مخطوط
و 7 / 159 - طبع المكتب الإسلامي ) عن مرزوق مولى أبي طلحة : حدثني أبو الزبير
عن جابر مرفوعا . و قال ابن منده : " هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي ،
و مرزوق روى عنه الثوري و غيره ، و رواه أبو كامل الجحدري عن عاصم بن هلال عن
أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، و محمد بن مروان عن هشام عن أبي الزبير عن جابر "
. و قال الثقفي : " إسناد صحيح متصل ، و رجاله ثقات أثبات ، مرزوق هذا هو أبو
بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ثقة . روى عنه الثوري و أبو داود
الطيالسي و غيرهم من الأئمة " . قلت : لكن قال ابن حبان في " الثقات " : "
يخطيء " . و قال ابن خزيمة " أنا بريء من عهدته " . و قد خولف في بعض سياقه ،
رواه محمد بن مروان العقيلي : حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به
بلفظ : " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، قال : فقال رجل : يا رسول
الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في
سبيل الله ، و ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله تبارك إلى
السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي ،
جاؤوا شعثا غبرا ، ضاحين ، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، و لم يروا عذابي
، فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده "
( ق 116 / 2 ) و ابن حبان ( 1006 ) و البزار أيضا كما في " الترغيب " ( 2 / 126
) و " مجمع الزوائد ( 3 / 253 ) و قال : " و فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه
ابن معين ، و ابن حبان ، و فيه بعض كلام ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . و قال
الحافظ في ترجمة العقيلي هذا : " صدوق له أوهام " . قلت : إنما علة الحديث أبو
الزبير ، فإنه مدلس ، و قد عنعنه في جميع الطرق عنه . قال الحافظ : " صدوق ،
إلا أنه يدلس " . و قال الذهبي : " و أما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول
فيه : عن جابر ، و نحوه ، لأنه عندهم ممن يدلس ..... و في " صحيح مسلم " عدة
أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ..... ففي القلب منها شيء "
. و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا و البيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب " .
نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة ، و قوله : " انظروا إلى
عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة و ابن عمرو و عائشة ، و هي في "
الترغيب " ( 2 / 128 - 129 ) و قد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " ( 2551 ) .
(1/6)
________________________________________
680 - " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم : عليكم بالحجاج و المجاهدين فأضلوهم عن
السبيل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 126 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني ( 3 / 119 / 2 ) و ابن شاهين في " رباعياته " (
187 / 2 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 8 / 18 / 1 ) و ابن عساكر في
التجريد " ( 19 / 1 ) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن أنس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . نافع هذا قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " و قال البخاري : " منكر الحديث " ، و قد قيل : إنه نافع بن هرمز ، و
قيل إنه غيره ، و في ترجمة ابن هرمز ساق الذهبي هذا الحديث و الله أعلم . و
أيهما كان فهو ضعيف جدا ، و ابن هرمز كذبه ابن معين . و الحديث أورده الهيثمي
في " المجمع " ( 3 / 215 ) ثم السيوطي في " الجامع " عن ابن عباس رواية
الطبراني في " الكبير " و قال الهيثمي : " و فيه نافع بن هرمز أبو هرمز و هو
ضعيف " . قلت : و لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر ( 15 / 1 ) من طريق جبارة بن
مغلس : أخبرنا كثير بن سليم عن أنس به . قلت : و هذا سند واه جدا ، كثير بن
سليم و هو الأيلي ضعفوه ، بل قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي :
" متروك " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 223 ) : " كان ممن يروي عن
أنس ما ليس من حديثه و يضع عليه " . و جبارة بن مغلس ضعيف .
(1/7)
************************************
يتبع ان شاء الله...
المفضلات