الضيفة الفاضلة / بنت ملك الملوك
تحية طيبة و بعد
تقريبا قام إخوتى بتوضيح كل شئ لحضرتك و لكن هناك جزء واحد فقط يتبقى لى و هو قولك
الثالوث غير موجود اى كلمه الثالوث غير موجوده ولكن معني التثليث واضح في الكتاب
والذين يشهدون في السماء هم ثلاثه الاب والكلمه والروح القدس وهؤلاء الثلاثه هم واحد
و كما قال و بين جميع الإخوة لم تذكر الترجمات هذه الآية إلا ترجمتين الفانديك و الحياة و باقى الترجمات لم تضع هذا النص كما أن المخطوطات القديمة لم تذكر مثل هذا النص , فهو أُضيف فيما بعد ليدعم أفكارا لاهوتية .
و بذلك أثبت الإخوة أن معتقد التثليث معتقد دخيل على الإيمان بالله الإله الواحد , فتخيلي ضيفتنا الفاضلة لو أن أمامك يهودى و واجهك بهذه النقطة مع العلم أن له نفس الإيمان بالعهد القديم , فبالتأكيد حجته قوية جدا لأنه ببساطة هذا المعتقد غير موجود فالأنبياء من أول آدم إلى آخر أنبياء اليهود فى العهد القديم لم يشيروا إلى هذا المعتقد من قريب أو من بعيد .
و حتى الثالوث نفسه يا ضيفتنا الفاضلة طريقة دخوله كانت غريبة فهو لم يكن بهذا التثليث الموجود فى هذه الأيام .
أول من أدخل تعبير (الثالوث) إلى النصرانية ترتليان (200م تقريباً)، كما ذكر ذلك قاموس الكتاب المقدس، وقد لقيت هذه العقيدة معارضة كبيرة من الذين تسميهم اليوم الكنيسة بالهراطقة، وكانت موضع سجال عنيف بينهم، انعقدت لأجله المجامع ، وصدرت فيه الحرمانات الكنسية، وحكم بالهرطقة على كثيرين من آباء الكنيسة "وكان معظم الذين حُكِم عليهم بالهرطقة من أفاضل وأعظم المعلمين"المعلمين"، هؤلاء الأفاضل الذين قد يعتبرهم البعض اليوم في عداد الهراطقة رفضوا بعض الأفكار والفلسفات التي بدأت تسري في الكنيسة ، وهم بالطبع لم يخالفوا الكتب المقدسة، إذ تخلو هذه الكتب من تقرير هذه العقائد، بل قد تدل على ضدها، وهذا في الحقيقة ما دفع المسيحيين الأوائل إلى التنكر لأفكار مسيحية مهمة كالتجسد وأزلية الابن وتساوي الأقانيم.
وكان ترتليانوس يرى في أسماء الأقانيم ما يدول على حدوث فعل الولادة في وقت قديم ، لكنه ليس في الأزل، ولذلك فهو يرفض أزلية الابن ، فالآب: "كونه إلهاً على الدوام مجرداً، لا يجعله أباً ودياناً دائماً، لأنه لم يكن بمقدوره أن يكون أباً قبل أن يولد الابن، ولا بمقدوره أن يكون حكماً قبل أن تقع الخطيئة، لقد كان هناك زمان لم يكن للخطية وجود معه، ولا كان معه ابن، فالخطية جعلت الرب دياناً، والابن جعله أباً"
فالمعلم الأفريقي (ترتليانوس) قد أعطى المكانة الأولى في الثالوث للآب، والمكانة الثانية للابن، والمكانة الثالثة للروح القدس؛ إلا أنه أكد كثيراً وبشدة على حقيقة أن هؤلاء الثلاثة من جوهر واحد"، وكان يشبه الثالوث بنهر فيه ثلاث مجاري صغيرة، فالمجرى الصغير لا يساوي الكبير، مع أن الماء في الجميع واحد
فأول من أدخل هذا المفهوه (الثالوث) كان يؤمن بأن الآب أعظم من الإبن و الإبن أعظم من الروح القدس
و بعد ذلك تطور هذا المفهوم إلى ما أنتم عليه الآن من تساوى الأقانيم
فهذه حكاية تطور الإيمان و الذى من المفروض أنه ثابت لا يتغير و لا يتطور
و أسأل الله العلي القدير أن يهدينا إلى ما يحبه و يرضاه
و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
المفضلات