صفحة 11 من 15 الأولىالأولى ... 789101112131415 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 143
 
  1. #101
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة antonius مشاهدة المشاركة
    سلام ونعمة وبركة الرب مع الجميع..
    اولاً احب ان اقدم اعتذاري عن طول غيابي...
    واحب اعلامكم بأني سأبدأ بإعداد الرد قريباً جداً بمشيئة الرب..واتمنى أن اُنهيه في أقل من اسبوع...
    تحية
    أهلاً أنطونيوس

    بانتظارك إن شاء الله




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  2. #102

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    سلام ونعمة الرب مع الجميع
    رويداً وصبراً يا إخوة...انا بدأت باعداد الرد فعلاً وسانهيه قريبا بمشيئة الرب...لا تستعجلوني فظروف عملي وامور التحضير للدراسة ضيقت من وقتي كثيراً..حتى اني ما عدت ادخل النت الا قليلاً..
    **الرجاء من الادارة نقل رد الاخ اسد الى صحفة التعليقات!
    نشكر صبركم وحسن الضيافة...واعتذر للاستاذ ابو جاسم على تأخري المستمر وعلى تفهمه الدائم وصدره الواسع...





  3. #103
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة antonius مشاهدة المشاركة
    سلام ونعمة الرب مع الجميع
    رويداً وصبراً يا إخوة...انا بدأت باعداد الرد فعلاً وسانهيه قريبا بمشيئة الرب...لا تستعجلوني فظروف عملي وامور التحضير للدراسة ضيقت من وقتي كثيراً..حتى اني ما عدت ادخل النت الا قليلاً..
    **الرجاء من الادارة نقل رد الاخ اسد الى صحفة التعليقات!
    نشكر صبركم وحسن الضيافة...واعتذر للاستاذ ابو جاسم على تأخري المستمر وعلى تفهمه الدائم وصدره الواسع...
    ما في مشكلة إن شاء الله و إن كنت أتمنى أن ترد في هذه الفترة لتوفر بعض الوقت لي ، فإني لا أعلم ظروفي في قادم الأيام .

    بانتظارك يا زميل ، خوش حتشي ؟




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  4. #104

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الثالوث الأقدس..
    نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ
    ..
    مقال طويل, ومقام صعب, وكلامٌ يحتاج تفكيراً عميقاً وتأملاً قبل الحكم...أتمنى من الإخوة القرّاء ان يقرأوا بعناية لغرض الوصول للحق وليس لأي غرض آخر..دعوا السخرية والتهكم التي صارت رخيصة في زمننا جانباً..ولنأخذ موقفاً علمياً حيادياً...ونتعلّم من بعض..هدى الله ايانا واياكم اجمعين.
    تحية الى الأخ الشيخ أبو جاسم له كل الإحترام على انتظاره إياي طويلاً وعلى طرحه المرتب العلمي غير العبثي..وكلي أمل وشوق لأن يستمر الحوار هكذا بيننا ليكون نموذجاً للحوار العلمي البنّاء.
    سيكون ردّي مُقَسّماً لإجزاء..كما كان طرحُك...وقد اختصرت فيه بعضاً منعاً للتكرار والإطالة..
    يُتبَع





  5. #105

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    التوحيد الإسلامي الغامض..
    التوحيد في الإسلام : هو الاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع بأن الله تعالى واحد في ربوبيته لا شريك له و واحد في إلهيته لا ند و لا شريك له ، واحد في أسمائه و صفاته لا مثيل له و إفراد الله تعالى بهذه الأمور هو أصل الأصول و الإيمان به من أعظم الفرائض و الواجبات بل قل هو أعظمها و أهمها .


    فإذا تبين لك هذا فاعلم أن التوحيد أنواع و هو كالآتي :

    أولاً : توحيد الربوبية : و هو إفراد الله بأفعاله و ذلك بالاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع أن الله وحده هو الرب الخالق الرازق المدبّر الآمر المحي المميت السيد المالك ، فالله مالك كل شئ و ما سواه مملوك و هو خالق كل شئ و ما سواه مخلوق .

    ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) الزمر 62 و قال ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)) هود 6 و قال أيضاً ((هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) يونس 56

    ثانياً : توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبودية و ذلك بالاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع أن الله وحده هو الإله الحق المستحق لجميع أنواع العبادة و الخضوع و الطاعة المطلقة دون ما سواه فلا تصرف أي عبادة إلا له سبحانه سواءً كانت هذه العبادة من العبادات القلبية كالمحبة و الخوف و الرجاء و التوكل أو كانت هذه العبادة من العبادات القولية كالدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة ، أو كانت هذه العبادة من العبادات العملية كالصلاة و الصوم و النحر . فإن الإله ( المألوه ) هو المعبود الذي تألهه القلوب محبةً و تعظيماً فحقيقة العبادة هي كمال المحبة مع كمال الخضوع و التعظيم و ذلك لا يكون إلا للإله الواحد .
    و هذا التوحيد هو ما جاءت به كافة الأنبياء والرسل ودعت إليه و ذلك بإفراده تعالى بالعبادة و ترك عبادة ما سواه فالتوحيد هو العبادة كما جاء بالأثر عن ابن عباس رضي الله عنه
    ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) النحل 36
    و ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) الأنبياء 25
    وقد أخبر سبحانه عن نوح وهود وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا لقومهم : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } هود 50 .

    ثالثاً : توحيد الأسماء و الصفات : و هو الاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع بأن الله تعالى له الأسماء الحسنى و الصفات العلى فهو سبحانه متصف بجميع صفات الكمال و نعوت الجلال و منزه عن جميع صفات النقص و العيب لا مثيل له لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله . فنثبت له سبحانه من الأسماء و الصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته نبيه صلى الله عليه و سلم في سنته على الوجه اللائق به سبحانه إثباتاً من غير تمثيل و لا تكييف و تنزيهاً من غير تعطيل و لا تحريف . و كل ما ثبت لله تعالى من الصفات إنما هي من صفات الكمال التي يحمد عليها و ليس فيها نقص بأي وجه من الوجوه بل هي ثابتة له على أكمل وجه . و ننفي عنه سبحانه ما نفاه عن نفسه في كتابه أو نفاه نبيه في سنته من صفات النقص و العيب مع اعتقاد ثبوت كمال الضد للصفة المنفية عنه جل و علا . فنفي الظلم مثلاً يتضمن إثبات كمال العدل .

    (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) الشورى 11

    و قال أيضاً سبحانه (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ)) الأعراف 180

    فإذا علمت أن الله سبحانه و تعالى ذات واحدة مقدسة لها الملك و التدبير و الأمر و هي وحدها المستحقة للعبادة وهي المتصفة بكافة صفات الكمال و نعوت الجلال و منزهة عن كل صفات النقص و العيوب تبيّن لك مفهوم التوحيد في الإسلام و حقيقته ، فهل لديك يا زميل أي اعتراض على هذا المفهوم و ما تضمنّه ؟؟؟؟
    أنا حقيقةً كنت أنوي إهمال أغلب هذا الجزء من مشاركتك..والإكتفاء بجواب مسألة الثالوث الأقدس..ولكني غيّرتُ رأيي وقررتُ أن اُسجِّل بضع ملاحظاتٍ عن مقالك هذا ..حتى تعرف سبب عدم إرادتي اجابته كما سأصرح عنه بعد الشرح في نهاية المشاركة هذه
    أما عن المقدمة من الإعتقاد الجازم بوحدانية الله لا شريك له ولا مثيل...فهذا نتّفِقُ عليهِ وهو ما اؤمن بهِ وهو ما يؤمن به حتى اليهود والصابئة المندائيين وغيرهم. بل الحقيقة الكثير مما ذكرت اتفق معك بها ككلام فلسفي مُمَنطَق (وليس كل الكلام)..مع اختلاف اني اؤمن بواحدانية جامعة..
    ..
    قلت في معرض كلامك في ثانياً..ان الرسل كلهم جائوا بهذه الرسالة..تبقى المشكلة عندي في اثبات ذلك!! فأهم سؤال...لا يأتي في طرق وتسميات وكلاميات التوحيد بل الأهم الأهم هو في هوية من توحدون! فإن علمنا من توحدون فعندها يكون الكلام في ما بعد ذلك مما ذكرته من الكلام حول الافعال والصفات والاسماء..ولو سألتك عن ماهية وكينونة من تعبُد..فسيكون ملخص اجابتك "ليس كمثله شيء" وعزوف عن تقرير ماهية ووصف صفاته التي صرّح عنها في القران والسنة! اما الكينونة فتجهلونها جهلاً شبه كُلي ان لم يكُن كلياً فعلاً! فكل ما تعرفونه انه واحد وليس كمثله شيء!! الامر الذي توافقكم عليه ونزيد...واما ما تزيدونه على ذلك فكله يدخل في باب الصفات...
    ومن هُنا..اُحِب أن أقول ان التثليث ليس مرفوضاً بل يمكن وجوده في الذات الالهية التي تعبدون ولكنكم تجهلونه وهذا الكلام نظرياً ممكن !!
    فمعرفتي بوجود كأس غامق لا تمنع جهلي بمعرفة ما في داخله (جوهره)
    وأذكر اني عندما كنت صغيراً كان من أول الكتب التي قرأتها في الدين كتاب اشترك في كتابته قس وشيخ أزهري...أخذت الكتاب من مكتبة جدي رحمه الله ولا اذكر له عنوانا ولا اسماء المؤلفين...وقرأت فيه كيف إن الاسلام لا يرفض في أي موضع ثالوث المسيحيين ولا ينقضه صراحة...وما يرفضه هو ثالوث المريميين الهراطقة! ولكنه لم يأتي على ذكر الثالوث الاقدس الذي آمنت به كنائس الشرق والغرب عندها! عموماً..دعني أرجع لِإُكرّر هدفي من كل الكلام هذا:
    الإسلام لا يُعرّفُنا بجوهر الاله ولا يحدثنا عن الذات الالهية وماهيتها! ولكنه اكثر من الكلام في صفاتها..فيكتفي بقول "ليس كمثله شيء"
    ..
    أما عن ثالثاً..فقد إختلفت في ما تتضمّن فرق المسلمين..
    فنرى العديد من المدارس الفلسفية والفرق الكلامية ( كالاشعرية والمعتزلة والجهمية والماتريدية الى آخره)رفضت إقرار الصفات او على الاقل اختلفت مع من يسمون انفسهم بالسلفيين ! ..وإن تركنا تكفير البعض لهؤلاء جانباً..فإن من هؤلاء من كان من ائمة المسلمين وعلماؤهم وتجاهلهم هنا لن يكون عدلاً
    أنا هنا أجتهد بإعتقادي انك لا تنتمي الى أي من هذه الفرق المذكورة المخالفة للتعريف المذكور في أولاً..وانما توافق السنة السلفيين في معتقدهم...وصححني رجاءاً لو كنتُ مخطئاً فقد كان الواجب ان أسالك قبل التحزُّر في الأمر.
    وصدقني لا أعرِف إن كنتُ أبغي الدخول في الموضوع ذاك! فلست هنا أُناظِركم بها ولست متاكداً من الفائدة التي سنخلص اليها اصلاً ولكن مخلص الكلام ان تعريفك في هذه الجزئية لا يتفق فيه المسلمون.....
    ولو أردت التكلم في الصفات لما انتهينا فلي من الاعتراضات عليها الكثير! وقولي "الاعتراضات" هو ما موجود عندي من نصوص اراه ينفي اقوالك وهنا اعني قولك "تنزيه الله عن كل عيب" وقولكم انه ما يتجسم والمكانية واللامكانية...وكل ذلك فيه من الكلام الكثير الكثير...ولكن ذلك سيكون كلاماً في الصفات...والكلام عن الثالوث هو كلام عن الجوهر الالهي...ومن هنا فسيختلف الموضوع...
    وكان هذا مما اريد ايصاله لحضرتك...فأنت قلت لنعقد مقارنة...ثم خلطت بين الجوهر والصفات..والمقارنة تكون بين جوهر وجوهر او صفات وصفات وليس جوهر وصفات...
    ومن هذا المنطلق..سأسكت عن التكلم في موضوع الصفات...وسأعتبره خارج عن موضوعنا...ولو شئت أمكننا التكلم فيه في نقاط مستقبلية..لان الخلط هذا يشتت القارئ والذهن..
    أتمنى ان اكون وُفِقتُ في تبيان رأيي في رفض تداخل المواضيع خاصة وانها مواضيع كبيرة وعقيدية ليست بالسهلة وتداخلها سيكون مُشكلاً اكثر منه مفيداً لنا كمحاورين وللقراء المتابعين على حدٍ سواء..
    يُتبع





  6. #106

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    نأتي الان للحديث عن التوحيد في المسيحية...
    هل المسيحيون موحدون؟ لو سألت اي مسيحي على وجه الارض...سيكون جوابه نعم! ونحن لا نعتبر من يؤمن باكثر من اله مسيحي! (المورمون كمثال يؤمنون ان الاب والابن والروح القدس ثلاث الهة فلا نعتبرهم مسيحيين) فالايمان باكثر من اله واحد هو خروج عن المسيحية قطعاً..!! وهذا يجب ان نُشدّد على ان يفهمه الجميع قبل البت بموضوعنا عن الثالوث..
    أنا شخصياً...اؤمن بأن الله واحد..مع ملاحظة ان رقم واحد قيمة محدودة رياضياتياً...والله ليس محدود بشيء وهذا لتنزيه الله عن المحدودية ولكني مؤمن بفرد وحيد لا شبيه ولا مثيل ولا شريك له!
    يدّعي النصارى دوماً أنهم يؤمنون بإله واحد لا شريك له و يسارعون دوماً لنفي تهمة الشرك عن أنفسهم فيقولون نحن نؤمن بإله واحد لا شريك له و يستدلون على إثبات ذلك ببعض نصوص الكتاب المقدس كما جاء مثلاً في سفر التثنية ((اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد )) أو ما جاء في سفر إشعياء ((هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود، أنا الأول والآخر ولا إله غيري )). و بالرغم من دعوى إيمانهم بإله واحد إلا أنهم يعتقدون أنه مثلث الأقانيم ( جوهر واحد مثلث الأقانيم أو إله واحد مثلث الأقانيم ) .

    توحيدنا ليس دعوى! بل حقيقة ثابتة مُصرّح بها في الوحي المقدس جهراً في مواضع كثيرة! منه مما ذكرته أنت وغيرها!
    جاء في كتاب ( وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام ) لاسكندر جديد صفحة 6 و 7


    (( بيد أن المسيحية تؤمن بأن وحدانية الله جامعة ، أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم : الآب و الابن و الروح القدس ، و هؤلاء الثلاثة هم إله واحد و جوهر واحد .
    و لا يعني المسيحيون بتعدد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر ، لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة ، أي أنه الوحدة اللاهوتية . و المراد بالأقنوم واحد من الآب و الابن و الروح القدس . و مع ذلك فكلمة أقنوم ( كسائر الألفاظ البشرية ) قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية ، هي أن الله ثالوث في الأقنومية واحد في الجوهر ))

    و تعريف الأقنوم كما جاء في كتاب ( مائة سؤال و جواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية ) للأنبا بيشوي صفحة 12

    (( السؤال الأول : ما معنى كلمة أقنوم؟
    كلمة أقنوم باليونانية هى هيبوستاسيس ، وهى مكونة من من مقطعين:
    هيبو وتعنى تحت ، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف
    وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتياً معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة .
    والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به وله إرادة
    ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال ))

    أو هو كما عرفه عوض سمعان في كتابه ( الله ذاته و نوع وحدانيته ) صفحة 123 (( هي كلمة سريانية يطلقها السريان على كل من يتميز عن سواه شرط أن لا يكون مما شخّص أو له ظل ))

    طبعاً و مما لا شك فيه أن تغيير المسميات لا يغير الحقائق ، فهم و إن زعموا الإيمان بإله واحد إلا أن حقيقة قولهم هي الإيمان بثلاثة آلهة فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات و هذا ما سنثبته في هذه المناقشة العلمية .
    كلام سليم...والتعريف الاول لكلمة اقنوم أدق وأسلم لاهوتياً والثاني مقبول ايضاً..
    فالوحدانية جامعة..جوهر واحد وثلاث اقانيم..ومعنى اقنوم هو ما يقوم عليه الجوهر..
    الخلاصة هي أن الآب إله كامل و الابن إله كامل و الروح القدس إله كامل ،فهذا تصريح بإثبات ثلاثة آلهة و لكن مع هذا يتناقض النصارى و يقولون بعد ذلك نؤمن بإله واحد فقط و هذا جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع مما يضطرهم إلى تبرير هذا التناقض بالقول أن الثالوث سر لا يدركه العقل كما سيأتي بيانه مفصلاً إن شاء الله .

    الرد على التفنيد الأول:
    لا تجزئة في الله. ولا اتحاد في الله. ولا نقص في الله...
    فلا يوجد اله ناقص!! والا فذلك كفيل بتجريده من الوهيته!
    الله كامل..!! ولا يصح بحال ان يُقال ان الاقانيم ناقصة وتكمل بعضها فذلك مخالف لطبيعة الله الكاملة!
    بل يقول مار اثناسيوس"والقول بوجود اي نقص في الله ليس فقط انعدام تقوي ولكنه يتخطي كل نجاسة,"
    والاقانيم هي واحد في الجوهر...ولما كان الله كامل في جوهره, فالاقانيم كاملة في لاهوتها ايضاً..وهذا عين المنطق!
    فالاب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله ..
    الجوهر = اله كامل...
    الاب =الابن =الروح القدس (بالجوهر..)
    من المعادلتين ينتج لنا ان الاب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله...
    اله واحد غير متجزأ ولا منفصل!
    ادعائك من تعدد الالهة كان يثبت لو كنا نقول بان الجواهر ثلاثة! وقانون الايمان يبدا بـ "نؤمن بالهة ثلاث....الخ"
    الاقانيم متمايزة غير منفصلة!! وهذا فهمه جد مهم! غير منفصلة!!
    اما تعليلك الخاطئ بان سبب قولنا ان العقل لا يدرك سر الثالوث كاملا هو درء التعارضات...فهو خطأ سنترك تبيانه في حينه!
    فصرحتم بالإيمان مع خالق السماوات والأرض برب واحد مخلوق مساو الأب ابن الله الوحيد وقلتم هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه .
    وهذا تصريح بالإيمان بإلهين أحدهما من الآخر وعلم الله القائم به أو كلامه أو حكمته القائمة به الذي سميتموه ابناً ولم يسم أحد من الرسل صفة الله ابناً

    كلامُ ابن تيمية هذا فيه من الخلط ما فيه!
    فقانون الايمان ينص: مولود غير مخلوق....وابن تيمية يقول "مخلوق" مناقضاً صريح النص
    وقانون الايمان ينص: مساوي للاب في الجوهر....ويقول ابن تيمية مناقضاً النص" من جوهر ابيه" وشتان بين المعنيين
    وقانون الايمان ينص: نؤمن بالة واحد.....وابن تيمية يقول "تصريح بالايمان بالهين" الامر غير الموجود بتاتاً
    قانون الايمان ينص: من اجلنا صار انساناً....وابن تيمية يقول "صفة الله" وما عهدنا في اي منطق ان الصفات تتجسد!!
    فكلام ابن تيمية فيه من التدليس على قانون الايمان ما فيه!
    فصرحوا بأنه مساو له في الجوهر والمساوِي ليس هو المساوي
    ولا يساوي الأب في الجوهر إلا جوهر فوجب أن يكون الابن جوهرا ثانياً وروح القدس جوهراً ثالثا

    وهنا يستمر الكلام العبثي!
    فالمساواة هنا اقنومية (الاب ليس الابن اقنوميا ولكنهما واحد جوهرا) والجوهر واحد...ولا يوجد مسيحي يقول بتعدد الجواهر!
    فقد فهم الكلام خطأ...فالمقصود ان الاقنومان "الاب والابن" متساويان جوهراً..فلا تفضيل لاقنوم على اخر! وليس القصد ان جوهر الاب يساوي جوهرأ اخر منفصل عنه هو جوهر الابن! فذلك شرك لا دخل له بعقيدتنا!
    قانون الايمان:مساوي للاب في الجوهر..والترجمة الادق "له ذات الجوهر مع الاب" وهذا لو دققنا جيدا في التعديل اللاحق لقانون نيقية لدرء سوء الفهم الذي قد يحدث والذي وقع فيه ابن تيمية تم وضع هذه الجملة وترجمتها الدقيقة كما قلت هي "له ذات الجوهر مع الاب"
    (هوموأوسيون تو باترى omoousion touPatri). وهذه العبارة أحياناً تترجم "مساوى للآب فى الجوهر" أو "واحد مع الآب فى الجوهر"، وهى فى الحقيقة تعنى لاهوتياً "مساوى للآب فى الجوهر الواحد". (بعضه منقول عن كتاب للانبا بيشوي)
    اله حق من اله حق...تتكلم عن ولادة الابن من الاب...التولد الازلي الابدي للكلمة من الوجود. كما انبثاق الحياة (الروح القدس) منه! فالابن هو لاهوت كامل..ولا نعني بذلك تعدد الجواهر او الالهة! فذلك خلاف الواقع والايمان!

    (( و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))
    وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام لاسكندر جديد صفحة 10
    فهذا الكلام متناقض كما قلنا مسبقاً ففيه تصريح بإثبات ثلاثة آلهة و هي الآب و الابن و الروح القدس و لكن مع ذلك يقولون إنما نثبت إلهاً واحداً فقط و هذا لا شك جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع

    انت تلف وتدور في حلقة واحدة...وانا اعلم ان الموضوع ليس سهل الفهم!...
    سأحاول ان اعطيك مثالاً..مع اني لا اؤمن بامكانية وضع الله في امثلة ولكن الهدف هو تقريب الصورة! ومهما كان مثالي فلن يعطيك الصورة كاملة ولكن جانبا منها فتأمل...
    عندنا..مياه البحار المحيطات...مياه مالحة...ومياه الانهار والبحيرات...مياه عذبة "حلوة" وعندنا مياه معدنية مفيدة للصحة تخرج من ينابيع معينة في بقاع مختلفة من العالم...
    هذه المياه..كلها H2O ولكنها متمايزة! كلها متساوية في التركيبة الكيميائية الاساسية للماء H2O (الجوهر واحد)..وكل منهم هو ماء!
    فالاول ماء والثاني ماء والثالث ماء...ولما تجمع الثلاث عينات في كاس...لن نحصل على "ثلاث ماءون" بل على "ماء واحد كله H2O..!!
    وبعض الملح والمعادن التي اعطت التمايز سيشترك فيها الماء كله الان..فيظهر لنا التساوي مجدداً...
    فالاول ماء والثاني ماء والثالث ماء ولكنهم ليسوا ثلاث ماءون وانما ماء واحد!
    كذلك ينطبق الامر على حالات الماء الثلاث في الطبيعة الماء والثلج والبخار...فلكل منهم خواصه الفيزيائية الخاصة وكل منهم متواجد في الطبيعة لكن التركيب الكيميائي واحد!
    فالثلج والماء والبخار هي اتش تو او...وليست ثلاث اتش تو او مختلفة!
    **اُكرر: المثال توضيحي لا اكثر ولا تُقارن عظمة الله وسر لاهوته بشيء ارضي وانما احاول تقريب الصورة لكم! واعذر عدم تطابق امثلتي فالتطابق محال! "ليس كمثله شيء"...!
    هل لاحظت التخبط و التناقض يا زميل بين القولين
    فالقول الأول يقول كما نقلنا عن القديس أثناسيوس ((و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))


    و لكننا نجد في القول الثاني إنكاراً للقول الأول لأنه يتضمن اثباتاً صريحاً للإيمان بثلاثة آلهة فلاحظ قوله و بكل صراحة ((إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة ))
    هنا صار الخلاف لفظياً...مع ان القولان يذهبان لنفس المعنى...لاحظ ان انكار عوض اللفظ هذا لكي لا يعطي حجة للاعتراض على التثليث وليس لخطأه لاهوتياً وشنعه فقال اننا لا نؤمن به لهذا السبب وتلك مبالغة من حرصه البالغ على التوحيد ..وحقيقة لا أعلم مدى دقة ترجمة القانون الاثناسي الذي بايدينا حتى نكون على ثبات...ولكني ارى ان جملة اثناسيوس مقبولة بوجوب تباعها بوحدانية الثالوث
    فعوض سمعان لا ينكر لاهوت اي من الاب او الابن او الروح القدس! ولكنه يرفض ان نقول انهم ثلاث الهة وهو ما لم يقل به اثناسيوس...فلا تعارض عقيدي بين النصين...

    فلازم قوله أنهم لو قالوا بهذا القول لجاز الوصف أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة

    لو كان القول مجرداً واُريد به ادعاء انفصال الاقانيم و تعدد الجوهر كما قد يوحي ظاهر النص فهو عندها مرفوض...اما لو كان موَضَحاً متبوعاً بان الثلاثة اقانيم هي اله واحد...فعندها لا مشكلة مع اللفظ لأن معناه سيكون واضحاً بانه اثبات اللاهوت للاقانيم الثلاثة والتوكيد على وحدة جوهرهم..
    بما أننا علمنا تمام العلم أن النصارى تقول هذا القول كما أثبتنا هذا من قانون الإيمان و من القانون الأثناسي تبين لنا أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة و إن ادّعوا باطلاً و بهتاناً إيمانهم بإله واحد و كما قلنا فإن تغيير المسميات لا يغير الحقائق ، و إلا فإن كلامهم تؤول حقيقته إلى التناقض لأنه عبارة عن جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع كما قلنا مراراً ً .

    لا يوجد نقيضين جمعنا بينهما كما بينّا ان شاء الله...إنما بالاحرى هو خلط منكم بين الاقنوم والجوهر!! مع انك نفسك نقلت تعريف الاقنوم بانه ما يقوم عليه الجوهر! ولكنك تعود وتقول ان الثلاث اقانيم هي ثلاث جواهر متعارضاً بذلك مع التعريف الذي ارتضيت ان تختاره لتنقد عقيدة الثالوث منه!!! وعجبي!
    و مع هذا هم ليسوا ثلاثة آلهة حسب زعم أثناسيوس و لكنهم في نفس الوقت ثلاثة أقانيم .فلم نجمع الأقانيم فقط و لا نجمع الآلهة ؟؟؟؟؟؟؟ ألا يدل الكلام السابق على أن لفظ الأقنوم مرادف للإله ؟؟؟؟؟ فهل يجوز أن نقول إله واحد مثلث الأقانيم و لا نقول إله واحد مثلث الآلهة ؟؟؟؟؟؟

    مع اني اجبت سؤالك في معرض كلامي ولكني ساجيب مرة اخرى
    هم ليسوا لثلاثة الهة بزعم احد,غير المهرطقين وانتم الان!! هم ثلاثة اقانيم باتفاق المسيحيين...ولاهوت الاقانيم لا ينكره احد الا من خالف وهرطق!
    فالاقانيم نجمعها لانها متمايزة...اما اللاهوت فواحد جوهراً غير منفصل فلا يُجمع!
    أقنوم ليس مرادف لكلمة إله...فالاله مثلث الاقانيم...وليس العكس! والاله جوهر واحد ...والاقنوم هو ما يقوم عليه ذاك الجوهر...مع تنزيه الله عن التركيب والتشكيل والتجزئة وهذا من المعلوم...
    جاء في كتاب (علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ) للقمص ميخائيل مينا صفحة 171


    (( و من ثم قولنا عن الله أنه واحد بهذا المعنى لا ينفي القول بوجود ثلاثة أقانيم فيه لأن الثلاثة أقانيم ليسوا ثلاثة آلهة متفاوتة متباعدة بل إلهاً واحداً . نعم لو قلنا أن الله إله واحد و أنه ثلاثة آلهة لكان في ذلك تناقض و لكننا لم نقل هكذا مطلقاً بل نقول إنه واحد في الجوهر و ثلاثة في الأقانيم كما ورد في كتابه الإلهي ))
    نشكرك ردك على نفسكبنفسك واعانتنا في شرحنا باقتباسك من كتب دارسين مختصين...
    كل الكلام الذي نقلته حتى الان يصب في مصب واحد ومعنى واحد...وما اشكل عليك كما بدا لي هو محاولتك الدائمة الفصل بين الاقانيم وهم واحد في الجوهر دون انفصال! وأخطأت بإعتقادك ان اثبات اللاهوت لكل من الاقانيم الثلاثة هو إقرار بعبادة ثلاث الهة الامر غير الموجود ..كما شرحنا اعلاه!





  7. #107

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    نُتابع مع الرد على "التفنيد الثاني"
    التفنيد الثاني : كما هو معروف فإن الموجودات إما أن تكون قائمة بذاتها أو قائمة بغيرها و عليه نسأل هل هذه الأقانيم ذوات قائمة بنفسها أم صفات قائمة بالموصوف ؟؟؟؟؟

    جميل...
    أولاً...ماذا تقصد بالضبط من جملتك هذه؟؟؟
    الاقانيم ليست مُحدثة!! وانما قديمة (ازلية ابدية)...غير مخلوقة...ليست صفات قائمة بموصوف...بل الاقانيم هي شخوص موجودة بذاتها حقاً (الجوهر الواحد)ولكن بغير انفصال كما تريد ان تُصورها انت..وقد اختلف اللاهوتيون العرب في التعبير اللغوي عن الامر...وانت نقلت بعضاً من ذلك...وسنوضحه ان شاء الله ..
    فإن كانت هذه الأقانيم ذوات فهذا اعتراف صريح بإثبات ثلاث ذوات لا ذات واحدة كما تزعمون . و إن قلتم أنها صفات فالصفة ليست بإله و الصفة لا بد لها من موصوف تقوم به و الصفة لا تخلق و لا ترزق و لا تتجسد و لا تفارق الموصوف

    جوهر واحد...وثلاث اقانيم...اله واحد مثلث الاقانيم...فعلاً الصفات لا تتجسد ولا تحل على البشر..الخ...ومن هذا فالاقانيم ليست صفات!
    يقول عوض سمعان في كلام له فائدة وصلة عظيمتين بما نتكلم عنه....فيه الرد على ادعاء الذوا المنفصلة الثلاث قائلاً:

    وليس لكلمة أقنوم مرادف في اللغة العربية أو غيرها من اللغات يؤدي معناها تماماً، لأن كلمة شخص العربية وما يرادفها في اللغات الأخرى تدل على الذات المنفصلة عن غيرها، والأمر ليس كذلك من جهة كلمة أقنوم . وقد أشار إلى هذه الحقيقة إيليا مطران نصّيبين في القرن الحادي عشر في إحدى رسائله : ليس في اللغة العربية لفظ يعبر به عن الموجود الذي كيانه ليس عاماً " أي الذي ليس له شريك في كيانه " أو ذا عرض " أي الذي ليس له مظهر مادي " ولذلك عبّرنا عنه بالسريانية بكلمة أقنوم " مقالات دينية قديمة ص 127 " .
    فكلمة الأقانيم تختلف عن كلمة الأشخاص من ناحيتين رئيسيتين :
    " 1 " إن الأشخاص هم الذوات المنفصل أحدهم عن الآخر، أما الأقانيم فهم ذات واحدة، هي ذات الله.
    " 2 " إن الأشخاص وإن كانوا يشتركون في الطبيعة الواحدة إلا أنه ليس لأحدهم ذات خصائص أو صفات أو مميزات الآخر. أما الأقانيم فمع تميّز أحدهم عن الآخر في الأقنومية، هم واحد في الجوهر بكل صفاتهوخصائصه ومميزاته، لأنهم ذات الله الواحد.
    فالأقانيم في المسيحية هم تعينات اللاهوت، أو تعيّن اللاهوت الخاص، أو هم اللاهوت معيّناً، فإن جوهر الله هو عين تعيّنه، وهم تعينه أو إياه معيناً، لأن الأقانيم ليسوا تعينات في الله، بل هو ذات تعينه أو بالحري هم عين ذاته " لأنه تعالى لا تركيب فيه " ، لذلك لا يُقال إن الأقانيم في الله، أو إن الله يشتمل على الأقانيم، بل يقال إن الأقانيم هم الله، والله هو الأقانيم
    ....
    وبالانجليزية....يعبرون عن كلمة اقنوم بـ person ولكن بمعنى يختلف عن المعنى الدارج...فمعناها اللاهوتي هو كالاقنوم ..
    ويفسرون الثالوث بالجملة المشهورة
    three persons in one substance or essence

    أولاً : إن مجرد القول بأن الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله لهو تصريح بإثبات ثلاثة ذوات و إن زعموا خلاف ذلك فكما قلنا في النقطة السابقة ( تغيير المسميات لا يغير الحقائق )

    نحن نقول بذات واحدة ..جوهر واحد بدون تغيير اي مسمى او حقيقة!!!
    بل تلك هي حقيقة ايماننا ولب عقيدة الثالوث!

    ثانياً : جاء في قانون الإيمان أن الابن مساوٍ للآب في الجوهر و لا يساوي الآب في الجوهر إلا جوهر مثله فلزم إثبات جوهراً ثانياً للابن كذلك .

    هذا الكلام رددناه في معرض ردنا على كلام ابن تيمية الذي قاله!وقلنا ان جوهرهم واحد وصاحبكم فهمها خطأ
    بل كثيراً ما يصّرح القوم بأن الأقانيم الثلاثة متساوية في الجوهر فلزم إذاً إثبات ثلاثة جواهر

    متساوية وواحدة في الجوهر!!! واحدة في الجوهر....ذات الهية واحدة فقط! متساوية في الجوهر الواحد
    طبعاً هذا الكلام عبارة عن خليط من التناقض فقد تضمن في البداية إثبات جوهر واحد ثم قال بعدها أن لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الأخر

    وما التعارض في ذلك؟ كمال الجوهر اي ان الاب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله....لانهم واحد في الجوهر! (الاقنوم نظير الاقنوم في الجوهر)
    وطبعاً هذا جمع بين النقيضين فهو تصريح بإثبات ثلاثة جواهر حيث يوجد لكل أقنوم جوهر و مع ذلك هم جوهر واحد

    لا اعرف من أين أتيت بقولك ان لكل اقنوم جوهره الخاص به المنفصل!!! الكلام هذا الذي بنيت عليه كل نظرياتك!!! هذا الكلام ليس من ايماننا في شيء يا استاذ ابو جاسم ولم يقل به احد ممن نقلت عن كتبهم!!! فأنت تحمل النصصو ما لا تحتمل وتضيف اليها ما يعجبك من عندك لتقول بعدها انه متناقض! وما التناقض الا فيما تكتب انت من مخالفة لما تنقل !!
    اين التصريح بثلاث جواهر؟ لا يوجد!! جوهر واااااااااااااااااااااااااااااااااحد ...كلهم يقولون جوهر واحد وانت لا زلت تقول ثلاثة مخالفاً الجميع!
    فإمّا هذا الجوهر الواحد مركب من هذه الجواهر الثلاثة و هذا يؤدي إلى إثبات التركيب في ذات الرب .

    نُنزه الله عن التركيب ولا نقول ان ذلك فيه! ولا نقول ان الله يتكون من ثلاثة اقانيم...هذا افتراء على المسيحية واهلها غير مقبول! ليس هناك جواهر ثلاثة....انه جوهر واحد فقط ! الثلاثة هي الاقانيم...
    هذا ما اعترف به الدكتور داود رياض في كتابه ( من هو المسيح ) حيث قال في صفحة 56 (( فليست الأقانيم الثلاثة في الله ذوات قائمة بأنفسها ، إنما ذوات قائمة في جوهر الله الواحد ))

    لا...الرجل لم يقل ان هناك تركيباً في الله كما تقول انه اعترف بذلك فمن اين اتيت بجملتك تلك؟؟؟
    ما يقول داود رياض هنا ان ال الاقانيم ذوات قائمة...ولكن ليست منفصلة وثلاثة جواهر كما تقول انت...وانما قائمة في الجوهر الواحد!!
    نفاه مناقضاً له عوض سمعان كما في كتاب ( الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته ) صفحة 19 ((و طبعاً لا يراد بذلك بأن الله قائم بآلهة متشابهة لأنه واحد و وحيد ، و لا يراد به أنه ذات في ذوات أو ذوات في ذات ، كلا لأنه تعالى ذات واحدة لا تركيب فيها بحال

    لا لم يناقضه ولا في كلامهما أي تعارض!!!
    كلاهما يرفضان القول بالتركيب في الاله!وكلاهما يرفضات القول بتعدد الجواهر الذي تقول به انت!
    يقول سمعان عوض
    (إن الأقانيم الثلاثة في الله الواحد الأحد ليست مجرد صفات ذاتية، بل صلات كيانية. ليست هي عين الذات ولا هي غيرها، إنما هي في منزلة بين المنزلتين).(كتاب الله ذاته نوعه وحدانيته)
    إما أن يقولوا أن هذه الأقانيم مشتركة في هذا الجوهر الواحد و هذا ينفي أن يكون الجوهر بكماله لكل أقنوم من هذه الأقانيم كما صرّح القس جيمس أنس فيما نقلنا عنه ذلك آنفاً .

    لم ينفي؟؟ وما المانع؟؟
    و ما يثبت المزيد من تناقض المؤلف ( أعني القس جيمس أنس ) هو قوله في نفس الصفحة (( بل أن الجوهر الواحد كائن في ثلاثة أقانيم ( لا نقول في ثلاثة جواهر و لا نقول في أقنوم واحد لأن الجوهر ليس بمعنى الأقنوم و لا الأقنوم بمعنى الجوهر))


    إذن بما أن الأقنوم ليس جوهراً فهذا ينفي وجود جوهر كامل لكل أقنوم كما صرّح المؤلف قبل ذلك و تناقض
    لا تناقض ولا هم يحزنون...هو لم يقل بوجود جوهر منفصل كامل لكل اقنوم(ثلاثة جواهر) اساساً ليناقض نفسه! انت من تخيلت لسبب ما انه قال ذلك فاتيت الان ترميه بتناقض هو بريء منه!
    هنا يجب التذكير أن قول المؤلف (( الجوهر ليس بمعنى الأقنوم و لا الأقنوم بمعنى الجوهر )) مناقض تماماً لما جاء في موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت


    (( أقنوم" تعريب للكلمة السريانية "قنوما – Qnomaوبالإنجليزية هي Hypostasis وجمعها "أقانيم". وكلمة "أقنوم" تفيد المعانى التالية: شخص – ذات – عين – حقيقة – جوهر – أصل – ماهية – طبيعة مفردة – كائن حي قائم بذاته (أى أنه يستمد أعماله من ذاته وليس من آخر). وإختصت الكلمة بأقانيم الثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس، وهى في اليونانية ύπόστασiς (هيبوستاسيس). ))
    مهلاً يا سيّد...
    هذه المعاني الحرفية وليست الاصطلاحية اللاهوتية...وحضرتك قد سبق ووضعت التعريف اللاهوتي للاقنوم (ولمن شاء مراجعته) في مطلع مشاركتك فيما اسميته التفنيد الاول
    فقول الرجل صحيح....من ان الجوهر ليس اقنوما والاقنوم ليس جوهر! فالله ثلاثة اقانيم وجوهر واحد....
    ((الأقانيم تشترك معاً في جميع خواص الجوهر الإلهي الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الأقنومية.
    فالآب : هو الأصل أو الينبوع في الثالوث، هو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين.
    والابن : هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية، وغير منفصل عن الآب لأنه كلمة الله.
    والروح القدس : هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله. ))


    طبعاً هذا الكلام صريح في إثبات كينونة حقيقية ( جوهر ) لكل أقنوم ، و الكينونة الحقيقية لا تكون إلا للذات فيلزم أن كل أقنوم ذات .
    نعم....والذات هو الجوهر الواحد وليس لكل اقنوم ذات منفصل وجوهر منعزل كما تحاول تصوير الامر!
    أن كل صفة موجودة في أقنوم هي موجودة ببقية الأقانيم أيضاً فإن كان يطلق على هذه الصفة مسمّى الأقنوم كصفة العقل أو الكلمة مثلاً يلزم أيضاً إطلاق مسمّى الأقنوم على كل صفة من صفات كل أقنوم و عليه تكون كل صفة لكل واحد من الأقانيم الثلاثة أقنوماً مثله إذ هي من جوهره

    لا...ليس هكذا قال الانبا بيشوي!!
    ان الاب عاقل بالابن لانهما غير منفصلان بالجوهر...وحي بالروح القدس !!ونفي العقل والحياة عن الاب يعني القول بانفصال الاقانيم الامر المرفوض لاهوتياً بما ان الجوهر واحد! هذا ملخص مقال الانبا بيشوي الذي نقلت اخي..
    طبعاً كلام الأنبا بيشوي هذا ينقض العبارة التي تتردد دوماً في الكتب المسيحية عند شرح الثالوث ، أعني عبارة ( الآب موجود بذاته و ناطق بكلمته و حي بروحه ) راجع مثلاً كتاب
    ( الله واحد في ثالوث ) للقمص زكريا بطرس صفحة 8

    لا بل هي شارحة لها ومكملة اياها وذات المعنى كلا الجملتين وإن اختلفت التعابير !
    فهذه العبارة تنسب الكينونة أو الجوهر للآب وحده و بهذا تنفي الكينونة أو الجوهر عن الابن و الروح القدس

    تستمر بالفهم الخطأ حتى بدأت اظن انه مُتَعمّد....
    لا ...لا تنفي هذه العبارة الكينونة عن الابن والروح..ولا تنفي العقل عن الاب والروح ولا الحياة عن الاب والابن...فالثلاث اقانيم جوهر واحد...
    انت تحمل النصوص ما لا تحتمل وتُحرّف معناها !!
    ليس في النص نفي لاي شيء! ولكنه عندك ينفي!! عجيب!
    فإن قيل لا هذه الكينونة هي للابن و الروح القدس كما للآب قيل فلم حُصرت في الآب فقط حسب هذه العبارة و أين الدليل منها على عدم قصر ذلك على الآب ؟؟؟؟؟؟

    هي لم تُحصر قسراً...وانما القصد ان الصل الكينونة هو الاب والعقل هو الابن والحياة هو الروح ولكن ولان الاقانيم متمايزة غير منفصلة واحدة في الجوهر..فالاب عاقل حي بالابن والروح ...والابن موجود حي بالاب والروح والروح عاقل موجود بالاب والابن..فهذا هو مقصد الجملة وشرحها!
    طبعاً هذه الأقوال تدل دلالة أكيدة على أن هذه الأقانيم عبارة عن صفات ذاتية أو صلات كيانية أو خواص ذاتية - سمّها ما شئت – لذات واحدة ، و تفنيد هذا الكلام بما يلي :

    هذا المصطلح "صفات ذاتية" هو مصطلح دخيل من العصر الوسيط ...لا اساس له في الاباء والكتاب المقدس! واستعمله المسيحيون في المناطق العربية غالباً خوفاً من المسلمين ومن القول بانهم مشركون!! وانا لا احبذ استعماله مطلقاً
    مع انهم عرفوا الصفات الذاتية :بانها تلك التى تقوم عليها الذات الالهية ومن دونها لا يكون للذات الالهية وجود ولكنها عندي لا تزال تؤدي الى خلط غير مفيد قد يقع فيه القارئ البسيط!
    **انا اعلم ان المصطلح مستعمل بكثرة في كتب اللاهوت العربية وانا لا ادين عقيدة اللاهوتيين العرب ولا ارفضها ابدا وانما لا احبذ استعمال هذا اللفظ لانه قد يشوش القارئ بعض الشيء!
    ما يقصدون من "صفات ذاتية" هو باختصار اقنوم! أي انها ليست "صفات" كما اعتقدت واخذت تبني فرضياتك الرائعة على ذلك!!!
    صفات الله سبحانه و تعالى كثيرة و غير محصورة في ثلاثة ، فهو موصوف بالقدرة و الإرادة و السمع و البصر و غيرها من الصفات فلم حصرتم الصفات في ثلاثة ؟؟؟

    اكرر للاهمية...الاقانيم ليست صفات...وهذا سبق واشرنا اليه في عدة مواضع! ونحن لم نحصر شيئاً...الوحي المقدس أخبر ونحن اطعنا!
    حسب هذا الكلام بإمكاننا أن نقول الله موجود بذاته ناطق بكلمته حي بروحه قوي بقدرته سميع بسمعه و هكذا ، و بالتالي لنا أن نثبت رابوعاً أو خاموساً أو سادوساً أو سابوعاً من الأقانيم .

    المسيح قال "عمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس" فقط! وهكذا نعمل نحن فقط بما علمنا اياه الوحي المقدس!
    القوة والقدرة والسمع ليست اقانيم وانما صفات! ونرى في الكتاب المقدس ان "القوة" تم استعمالها للانابة عن الاب في مرات..
    متى الأصحاح 26 العدد 64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».
    مرقس الأصحاح 16 العدد 19 ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ.
    وهكذا فالاقانيم ثلاثة فقط. وكل ما غيرها صفات لها! وهي واجبة الوجود في الذات الالهية...
    ·لا يوجد في كلام الأنبياء أن صفة الكلام تسمى ابناً ولا أنها متولدة منه أو صفة الحياة تسمى روحاً و لا أنها منبثقة منه .

    ليست صفة! فالصفات لا تجسد كما ذكرنا وذكرت حضرتك! وانا اوافقك في ان ليس في كلام الانبياء او حتى اباء الكنيسة مصطلح "صفات ذاتية" ولهذا افضل ان نتركه جانباً...ونستعمل "أقنوم" بدلاً عنه!!
    خلاصة الرد على التفنيدين: الاقانيم متمايزة غير منفصلة...متساوية في الجوهر...وواحدة الجوهر...هذا ايماننا كما وصلنا عن طريق الوحي والاباء الرسل..وهو ما نقلتَ انت له شروحاً مختلفة محاولاً باستماتة إظهار تناقضات وهمية لا وجود لها نتجت غالباً عن سوء فهم للنصوص..
    جوهر واحد وثلاثة اقانيم...لا ثلاث جواهر..هذا ايماننا الذي به تنتفي شبهتك! تعريف الاقنوم هو ما اشكل عليك فهمه مع انك وضعت تعريفه في مقدمة كلامك...فالاقنوم هو ما يقوم عليه الجوهر...والاقنوم معناه شخص ولكن دون انفصال عن بقية الاقانيم فجوهر الاقانيم واحد...وهذا ملخص الرد على طرحك

    نختم بقول القديس الشهيد بوليكربوس:
    وامجدك بالكاهن الأعظم السماوي الخالد يسوع المسيح ابنك الحبيب الذي به المجد مع روحك المقدس الى الأبد آمين





  8. #108

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    محدودية العقل وفهم الثالوث.
    نأتي الان للاجابة على آخر جزء من مشاركتك المتعلق بمحدودية العقل في فهم الثالوث التي نقول بها...
    وهذا الامر مهم جداً جداً...وستتوضح اهميته في معرض كلامنا حول هذه النقطة...
    لما وجد النصارى أن عقيدتهم متضمنة للجمع بين المتناقضات والممتنعات المخالفة لكل صريح معقول ذهبوا إلى تبرير ذلك بالقول أن سر الثالوث فوق العقل و يعجز المرء عن إدراكه و الحقيقة أنه مناقض للعقل كما بينّا و إليك بعضاً من نقولاتهم .


    كلام عبثي للأسف..لا وجه له من الصحة!
    فليس فيما نقول متناقضات! انما مخلص القول...
    هو ان ادراك الذات الالهية بشكل كامل من المحال ومن يدركها عادلها وذلك كفر لا يجوز! فكل ما ندركه عن الذات الاللهية هو ما صرح عنه الوحي المقدس واخبرنا به الله بنفسه عنه....اما غير ذلك فلا مجال لسبره بعقولنا القاصرة المحدودة الفهم....وقصور العلم والعقل سنبين ادلته لاحقاً في هذه المداخلة..
    (( وإن قالوا هذا أمر لا يعقل بل هو فوق العقول كان الجواب من وجهين
    أحدهما أنه يجب الفرق بين ما يعلم العقل بطلانه وامتناعه وبين ما يعجز العقل عن تصوره ومعرفته
    فالأول من محالات العقول والثاني من محارات العقول والرسل يخبرون بالثاني
    وأما الأول فلا يقوله إلا كاذب ولو جاز أن يقول هذا لجاز أن يقال إن الجسم الواحد يكون أبيض أسود في حال واحدة وإنه بعينه يكون في مكانين وإن الشيء الواحد يكون موجودا معدوما في حال واحدة وأمثال ذلك مما يعلم العقل امتناعه
    وقول النصارى مما يعلم بصريح العقل أنه باطل ليس هو مما يعجز عن تصوره

    هذا الكلام هو لغط مركّب حقيقة..
    فإن كان العقل يعجز عن وصف شيء! فكيف سيعلم امتناعه؟
    ثم كيف يقارن الله غير المحدود بامثلة مادية محدودة يقيسها العلم؟ وهل يخضع الله اساساً لمنطق اي بشر؟؟
    الجواب هو ان قصور العقل عن ادراك شيء يمنعه التصريح بنفي وجوده او اثباته! ولهذا ترى ان أشهر ملحدي العالم (مثلا ريتشارد دوكنز البريطاني) في كتابه "وهم الاله" يصنف مراحل البشر سبعة...يكون الاول هو المؤمن بيقين والسبعة هو المنكر وجود الاله بيقين...ولم يجرؤ ان يصنف نفسه على انه هو 7 مع انه ابرز وجوه الالحاد في عصرنا...معللاً ذلك بعدم القدرة على التيقّن مع انكار الشيء غير المادي! قائلاً ان تصنيف 7 لن يكون محاذياً للفلسفة والعلم..
    فهل يكون الابيض اسودا في ان واحد؟؟ ليس بقوانين الفيزياء والكيمياء التي عندنا ربما! ولكن هل نُخظِع الله(تعالى عنه) لقوانين الفيزياء والكيمياء الكونية المُحدِّدة؟ كلا والف كلا, فالله هو خالق القوانين ورب المنطق وليس لنا ان نضع الله تحت قوانين البشر كما يريد ابن تيمية مثل امثلته!
    يوضح هذا أنه لو قال قائل في مريم أم المسيح امرأة الله وزوجته وأنه نكحها نكاحا عقليا كما يقولون إن المسيح ولده ولادة عقلية لم يكن هذا القول أفسد في العقل من قولهم في المسيح كما قد بسطناه في موضعه وهم يكفرون من يقول ذلك ويحتجون بالعقل على فساده

    معذرة ولكن ما هذا الهراء؟؟ زوجة الله؟ ولادة عقلية؟ كما يقولون هذه عائدة على من لو سمحت؟؟؟ فنحن من هذا الهراء براء !!
    نحن نحتج بالعقل على قصوره امام عظمة الله غير المحدود...
    فالعقل محدود والله غير محدود ولا يمكن للقعل المحدود ان يفهم غير المحدود كلياً فذلك كالقول بأن النملة تفهم البشر وتتكلم مثلهم...وهي علقها قاصر عن عقلنا! هذا ونحن محدودين ايضا مثلها...فما بالنا بالله غير المحدود ؟؟؟ هل تؤمن انت يا ابو جاسم ان العقل يمكن ان يدرك الله كلياً؟؟
    وإذا قال هذا فوق العقل لم يقبلوه وكذلك كل طائفة من طوائفهم احتجت على الأخرى بالعقل وإذا قالوا قولنا فوق العقل لم يقبلوا هذا الجواب


    نحن لا نرفض العقل...ولا الاحتجاج به..بل بالعكس..ولكننا نقول ان ادراك العقل المحدود لله غير المحدود محال مستعصي وهذا منطقي !!
    فإن كان هذا جوابا صحيحا فيجب أن لا يبحث في شيء من الإلهيات بالعقل بل يقول كل مبطل ما شاء من الباطل ويقول كلامي فوق العقل

    كلام باطل! فنحن نقول باستعمال العقل...ونحن نحاول قدر استطاعة عقولنا ان نفهم الذات الالهية لها كل المجد...
    فنقول...فالنستعمل العقل...في الالهيات...ولكن للعقل حدود ! لهذا نحن بشر ولسنا الهة! لاننا محدودين! اعتقد ليس فهم ذلك صعباً!
    وهذه الأقوال لم يقل الأنبياء شيئا منها بل نفس فرق النصارى قالوها بآرائهم وزعموا أنهم استنبطوها من بعض ألفاظ الكتب
    فيقال لمن قالها منهم أنت تتصور ما تقول أم لا تتصوره وتفهمه وتعقله فإن قال لا أتصور ما أقول ولا أفقهه ولا أعقله قيل له فقد قلت على الله ما لا تعلم وقفوت ما ليس لك به علم

    نحن نثبت لله ما اثبته لنفسه في كتابه المقدس وننزهه عن ما لم يثبته الوحي المقدس له! فنحن نفقه ونعقل الثالوث...ولكن ليس كاملاً!!
    وأقول: إن لم تفهم أخي القارئ الثالوث كاملاً..فلا تضع ذلك حاجزاً امام ايمانك وخلاصك ..فأن إدراك الذات الالهية مستعصي ولا نعرف عنها الا قليل....
    نحن كالطفل الذي عمره سنة...يعرف شكل اباه ويناديه "بابا" ولكنه لا يعرف كامل تفاصيل شخصيته وخواصه ....ولما لما يكبر الطفل...يتعرف اباه افضل وافضل...هكذا ايضاً فان المسيحي سيعرف مجد الله الحقيقي في الملكوت...
    صدقني حبيبي القارئ ان من يقول لك انه يعرف الله كاملاً فقد كذب عليك بل ذلك القول هو الكفر بعينه!
    وإن قال قائلهم إني أفقه ما أقول وأتصوره وأعقله قيل له بينه لغيرك حتى يفقهه ويعقله ويتصوره ولا تقل هو فوق العقل بل هو قول قد عقلته وفقهته وهذا تقسيم لا محيد لهم عنه


    نحن نفقه لحد معيّن...وهو ما نناظر به الان يا ابو جاسم...ولكن كلنا متفقون ان الله يفوق العقل وفهمه كلياً غير ممكن على العقل القاصر...
    تعال ندرس ادلة ذلك اضافة للادلة المنطقية والعقلية التي سبق وطرحناها وتتخلص في
    * العقل محدود لا يمكنه ادراك غير المحدود ..وما نعرفه عنه ليس الا التصريح الكتابي الذي اعلن فيه الله عن ذاته لنا..
    * القول بان ادراك الله كليا ممكن هو ادعاء الالوهية!! فلا يدرك غير المحدود الا غير محدود مثله! ومن يدرك الاله فهو اله! وتعالى الله ان يدركه اي شيء!
    * قصور فهمنا لله ليس عيب ولا هو مأخذ, بل هو عين المنطق والعقل..ولو كان ادراك الله كاملاً ممكن لكان الكل مؤمنين ليس بينهم خلاف في الالهة
    * من الادلة العقلية الاخرى هي لو قسنا العقل بغيره! لنثبت محدودية الانسان في كل شيء
    فلو قارنا العقل بالعين (والكلام هذا مشهور)...وقلنا كما ان العين لا تبصر في الظلمة فكذلك لا يبصر العقل دون الوحي! ولا تبصر البعيد جداً والدقيق جداً وكذا العقل لا يدرك الا حيزاً محدداً لا يرى فوقه ولا تحته! ولو قسناه بالاذن فالامر سواء! فهناك اصوات لا نسمعها لخفوت صوتها واخرى لا نسمعها لعلو صوتها! كذلك العقل..لا يقعل ما يفوقه ولا ما يدنيه!...الى اخر الكلام هذا والقصد واضح كما اظن!
    *والان تعالوا نزور بعض الادلة النقلية على الكلام...فهو ليس حجة اثارها النصارى لتغطية التناقضات كما يزعم الاستاذ ابو جاسم!! وانما هي حقيقة مثبتة في الوحي المقدس....بل هي موجودة حتى عند المسلمين...
    1كور21:1 لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ
    فالله لم يدرك بالعقل!!! لم يدرك بالحكمة!
    كورنثوس 1 الأصحاح 13 تشرح الامر جيداً تابع:
    8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ.
    9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ.
    10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ.
    11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ.
    12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.
    13 أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
    فليس لنا إلّا بعض العلم...محدود هو علمنا!! والبعض لا يستوعب الكامل!!
    يقول مار اغسطينوس:
    مع أن كل واحد يطلب المزيد من المعرفة على الدوام, فإنها تبقى المعرفة ناقصة في كل الأمور بالنسبة لكمالها الحقيقي حتى يحل الزمن ليأتي ما هو كامل ويزول ما هو جزئي.
    ويقول مار اكلمندس السكندري:
    نحن في هذه الحياة أطفال إن قورنا بما سنكون عليه في الحياة العتيدة. فإن كل شيء في هذه الحياة هو ناقص بما فيه المعرفة.
    وسأكتفي بهذا القدر منعاً للإطالة...
    ...
    والآن....دعني انقل لكم بعض الادلة على ان المسلمين يوافقوننا في ان علم البشر محدود وانهم لا يدركون الذات الالهية !
    نبدأ:
    *الاسراء 85
    وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
    وهذا تصريح واضح بمحدودية علم البشر!
    قال القرطبي(وهذا جزء):
    وَقَالَتْ فِرْقَة : الْمُرَاد الْعَالَم كُلّه . وَهُوَ الصَّحِيح , وَعَلَيْهِ قِرَاءَة الْجُمْهُور " وَمَا أُوتِيتُمْ " . وَقَدْ قَالَتْ الْيَهُود لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ لَمْ نُؤْتَ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاة وَهِيَ الْحِكْمَة , وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ؟ فَعَارَضَهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِلْمِ اللَّه فَغُلِبُوا . وَقَدْ نَصَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ فِي بَعْض الْأَحَادِيث : ( كُلًّا ) يَعْنِي أَنَّ الْمُرَاد " بِمَا أُوتِيتُمْ " جَمِيع الْعَالَم .
    فنرى اذن تأييداً قرانياً واضحاً على قصور العقل البشري! نُكمل
    *الاسراء 36
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
    وهنا أمر قرآني بان لا تقفوا او تتبعواما ليس لكم به علم...وهي مما يستعمله السلفيون في نقض الخوض في صفات الله !! فهل ستُنكِرون الان القرآن لتقولوا ان الخوض في الذات الالهية وادراكها ممكن وانتم الصفات رفضتم الخوض لانكم منهيون عن اعمال العقل فيما لا تعلمون!!
    وهو ذات ما أقول بالمناسبة ما عدا جزئية النهي!
    فلماذا يا أبو جاسم تنكر علينا قول ان العقل لا يمكنع ادراك الله وانت نفسك مؤمن بذات الشيء؟ اوليس هذا تعارضاً من وجه؟ وهو من الوجه الآخر جواباً على كل شبهاتك حول التثليث فالمفروض لا تعمل عقلك فيها كونها خاصة بشيء يفوق العقل ليس علمه لنا ممكن بالكُلية؟
    نستمر بمزيد من الادلة
    *الاعراف 33
    قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
    حرم ربكم ان تقولوا عنه ما لا تعلمون! إذن بالتالي
    - هناك ما لا تعلموه عن الله!
    - الخوض فيه والتقوّل فيه حرام عليكم!!!
    فكيف تنكر علينا القول بالاولى فقط؟ وقرآنك الذي تؤمن به ينهيك عن الخوض في الذات الالهية وما لا تعلمه عنها اساساً!
    بل إن ابن تيمية ذاته الذي استشهدت بكلامه في اكثر من موضع يقول:
    إذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع؛ لأن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به والشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به ولا العلم بصدقه موقوف على كل ما يخبر به العقل (درء تعارض العقل والنقل الجزء الاول صفحة 138)
    فهو نفسه يقدم الشرع على العقل...ويقول "لو تعارض"!!
    فيا صديقي أبو جاسم....لو كنت تظن ان في العقيدة ما يعارض العقل! (وهو ما تظنه في الثالوث كما رأينا) فيجب تقديم النصوص على ظنك !!
    فشبهتك في الثالوث كلها تبطُل لو احتكمنا لابن تيمية الذي تعشقه كما هو واضح من منقولاتك عنه!
    بل يزيد ابن تيمية في نقد العقل قائلاً :
    تقديم المعقول على الأدلة الشرعية ممتنع متناقض وأما تقديم الأدلة الشرعية فهو ممكن مؤتلف فوجب الثاني دون الأول، وذلك لأن كون الشيء معلوما بالعقل أو غير معلوم بالعقل ليس هو صفة لازمه لشيء من الأشياء بل هو من الأمور النسبية الإضافية فإن زيدا قد يعلم بعقله ما لا يعلمه بكر بعقله وقد يعلم الإنسان في حال بعقله ما يجهله في وقت آخر، والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا بل كل من العقلاء، يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه، بل قد آل الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر إنه غير معلوم بالضرورة العقلية، كما يقول أكثر العقلاء: نحن نعلم بالضرورة العقلية امتناع رؤية مرئى من غير معاينة ومقابلة، ويقول طائفة من العقلاء: إن ذلك ممكن، ويقول أكثر العقلاء: إنا نعلم أن حدوث حادث بلا سبب حادث ممتنع ويقول طائفة من العقلاء: إن ذلك ممكن، فلو قيل بتقديم العقل على الشرع -وليست العقول شيئا واحدا بيِّناً بنفسه ولا عليه دليل معلوم للناس بل فيها هذا الإختلاف والإضطراب- لوجب أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه. (نفس المرجع ص144)
    ويقول ايضاً :
    نقول: والضحك معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة, هذا يقال في جميع الصفات, هذا القول للإمام مالك تلقاه العلماء بالقبول. نعم(شرح الاعتقاد)
    ولو اردت الاستمرار ما انتهيت!!
    فهو يجهل الكيف! وذلك إقرار بعجز العقل عن ادراكه ويقر انه يؤمن بما يجهل وان السؤال عن ذلك عنده بدعة!!!!
    فلما المعايير المزدوجة هذه في التعامل مع امر كالتثليث عند أبن تيمية؟؟
    يقرها لنفسه وينكرها على غيره!
    ما رأيكم لو قلنا ان التثليث معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب؟؟
    بل ....وهذا سأختم به أدلتي...وهو من الاهمية بمكان...
    تفكروا في آلاء الله ، و لا تفكروا في الله
    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2975
    خلاصة حكم المحدث: حسن
    وقد روي الحديث بعدة الفاظ...! منها "ذات الله" وبه اضافة في بعض الروايات
    وحسنه الذهبي واخرون وذكره ابن تيمية في رده على الجهمية في "تلبيس الجهمية"...وهذا الحديث نهي صريح حتى عن الخوض في الذات الالهية التي تخوض فيها الان يا سيد ابو جاسم...
    فأنتم ترفضون الثالوث...وانتم لا تخوضون حتى في الذات الالهية وهذا تعارض! فإن كان مبدأ حضرتك هو عدم الخوض في الذات الالهية فعندها وجب عليك الكف عن التكلم في الثالوث اساساً! لانه كلام في ذات وجوهر الاله! وليس من الاءه!
    واخيراً...اسأل لماذا ينهاكم رسولكم عن الخوض في الذات الالهية؟؟؟
    سأكتفي حتى هنا..
    (( وأعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم بأنفسها ، وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر ، فلهذا المعنى : { وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا } فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يثبتون صفات ثلاثة ، فهذا لا يمكن إنكاره ، وكيف لا نقول ذلك وإنا نقول : هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام العالم الحي القادر المريد ، ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر ، ولا معنى لتعدد الصفات إلا ذلك ، فلو كان القول بتعدد الصفات كفراً لزم رد جميع القرآن ولزم رد العقل من حيث إنا نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً غير المفهوم من كونه تعالى قادراً أو حياً ))

    لما اعترف الرجل بجهله مذهبنا....فلماذا تنقل كلامه؟؟
    لا ليست صفات!!! هي اقانيم ثلاثة وجوهر (ذات) واحد وقد سبق الرد في المشاركات السابقة والتفصيل في هذا الكلام
    ...
    كانت هذه المشاركة من اهم المشاركات...والسبب هو انها تناقش اصل سبب وشرعية مناقشتنا! وتحلل مدلولاتها...ومن منزلة العقل...وموقفنا من الذات الالهية....وقد شرحت فيها سبب ايماننا بان الثالوث هو سر لا يمكن ادراكه بالكلية مُسهِباً..واقمت ادلة عقلية ونقلية على ذلك! ولو لم تفهم اخي المسلم شرحنا للثالوث الذي مضى ..فإن ذلك يُعزى لكون الذات الالهية غير محدودة ومهما حاولنا فهمها بعقلنا المحدود فإننا لن نفهم الا البسيط البسيط وليس بعقلنا بل فقط خلال ما اعلنه الله لنا عن ذاته في وحيه المقدس...
    وايضاً اثبتنا في المشاركة هذه وجود حقيقة الثالوث ليس ممنوعاً عقلاً فالعقل اصلاً لا سلطة له على الله! بل الله هو خالق العقل! وتسيير الله بمنطق العقل هو أمر غير ممكن الحدوث! ونكون بالمشاركة هذه وحدها ردينا الشبهات حول الثالوث بصفة عامة!
    ولك يا ابا جاسم مني كل التقدير والاحترام على ترتيب كلامك وحسب تعاملك وصبرك الذي طال ...وهنا احب ان اعتذر مرة اخرى عن تأخري ولكم منا الود والتحية
    سلام الرب وبركته ورحمته على الجميع....ونطلب من الله ان يهدينا واياكم لطريقه المنير بالحق





  9. #109
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    تسجيل متابعة للمناظرة

    وتذكير للقراء بأن صفحة التعليقات لمن أراد التعليق على هذا الرابط

    http://www.albshara.net/showthread.php?p=151674&page=51#post151674




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  10. #110
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    الزميل أنطونيوس أهلاً بك و عذراً منك على التأخير في تحضير الرد و لكن ظروف العمل تأخذ مني الكثير و تجعل وقتي ضيق و لهذا سأسعى لوضع الرد في عطلة نهاية الأسبوع أي يوم الجمعة أو السبت . و شاكر جداً لتفهمك .




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام والرد عليها .. د. نهى قاطرجي
    بواسطة المغربي مهدي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-12-17, 01:00 PM
  2. شبهات النصارى حول الإسلام
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-11-03, 03:48 AM
  3. شبهات حول الإسلام وردها للشيخ عبد الحميد كشك
    بواسطة أسد الإسلام الجزائري في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-09-01, 01:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML