1915" صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس , بادروا بها طلوع النجم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 547 :
رواه الطبراني ( رقم - 4058 و 4059 ) من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع # أبا أيوب # عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات و قد أخرجه أحمد ( 5 / 415 ) و الدارقطني ( 1 / 260 - مصر ) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به نحوه , و ( 5 / 421 ) من طريق ابن أبي ذئب عنه به إلا أنه قال : عن رجل لم يسمه . و قال الهيثمي ( 2 / 310 ) : " رواه أحمد عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي أيوب , و بقية رجاله ثقات , و الطبراني عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن أبي أيوب , و رجاله موثوقون " . و كأنه لم يقف على رواية أسلم عند أحمد و إلا لم يغفلها . و لابن أبي حبيب إسناد آخر فيه بلفظ : " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 444 ) و " الإرواء " تحت الحديث ( 917 ) .
1916" لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 548 :
أخرجه أحمد ( 3 / 111 و 112 و 261 ) و ابن سعد ( 3 / 505 ) و الحاكم ( 3 / 352 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 309 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 13 / 224 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 6 / 310 / 1 ) عن سفيان بن عيينة عن علي بن جدعان عن # أنس # مرفوعا به . و قال أبو نعيم : " مشهور من حديث ابن عيينة , تفرد به عن ابن زيد " . و أخرجه أحمد ( 3 / 249 ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد به . قلت : و هو علي بن زيد بن جدعان , ضعيف لسوء حفظه , لكن يبدو أنه لم يتفرد به , فقد أخرجه الحاكم و ابن عساكر من طريقين آخرين عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أو ( و قال الحاكم : و ) عن أنس بلفظ " ألف رجل " , و قال الحاكم : " رواته عن آخرهم ثقات " . قلت : ابن عقيل فيه كلام من قبل حفظه , و هو حسن الحديث إن شاء الله تعالى , لاسيما عند المتابعة كما هنا , و الظاهر أن ابن عيينة كان يرويه عنه تارة و عن ابن جدعان تارة أخرى , إلا أن الأول كان يزيد في السند جابرا , أو يتردد بينه و بين أنس , و الحديث حديث أنس , و يؤيده أن أحمد أخرجه ( 3 / 203 ) من طريق آخر فقال : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . ( الفئة ) : الفرقة و الجماعة من الناس في الأصل , و الطائفة التي تقيم وراء الجيش , فإن كان عليهم خوف أو هزيمة التجأوا إليهم , كما في " النهاية " . 1917" صوموا لرؤيته , و أفطروا لرؤيته , فإن حال بينكم و بينه سحاب أو ظلمة أو هبوة , فأكملوا العدة , لا تستقبلوا الشهر استقبالا , و لا تصلوا رمضان بيوم من شعبان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 549 :
رواه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 59 / 1 - 2 ) : حدثنا ابن أبي عدي عن حاتم ابن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات كلهم رجال مسلم , و في سماك كلام يسير . و الحديث أخرجه النسائي ( 1 / 306 - 307 ) : أخبرنا قتيبة قال : حدثنا ابن أبي عدي به دون قوله : " أو هبوة " . و كذلك أخرجه أحمد ( 1 / 226 ) من طريق إسماعيل ( ابن أبي علية ) : أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة به . و ( 1 / 258 ) من طريق زائدة عن سماك به نحوه . و كذا أخرجه البيهقي ( 4 / 207 ) . و للحديث طرق أخرى عن ابن عباس , و شواهد خرجتها في " الإرواء " تحت الحديث ( 902 ) و " صحيح أبي داود " ( 2015 و 2016 ) . ( الهبوة ) : الغبرة : و يقال لدقاق التراب إذا ارتفع : هبا يهبو هبوا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3046 ) : حدثنا إبراهيم ( هو ابن هاشم البغوي ) : حدثنا موسى بن محمد بن حيان أنبأنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مفضل بن فضالة عن سالم بن عبد الله بن سالم عن # أبي المليح بن أسامة عن أبيه # مرفوعا , و قال : " لم يروه عن أبي المليح إلا سالم , و لا عنه إلا مفضل , تفرد به أبو قتيبة " . قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , لكن مفضل بن فضالة ضعيف و هو أبو مالك البصري أخو مبارك . و موسى بن محمد بن حيان , كذا الأصل بالمثناة من تحت : و كذا في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 161 ) : " حيان " و كذلك هو في " الميزان " طبعة الخانجي و هو مقتضى ما في " اللسان " لكن وقع خطأ مطبعي , و وقع في " الميزان " طبعة البجاوي " جيان " اغترارا منه بنسخة من " الميزان " من أن فيه ما هو صريح في تخطئته ذلك . و هو قوله : " و قد نقطه بجيم - في أماكن - ابن الأزهر الصريفيني فوهم " . و أكد ذلك الحافظ ابن حجر , فأتبعه بقوله : " و المعروف بالمهملة " . ثم إن ابن حيان هذا قال الذهبي : " ضعفه أبو زرعة , و لم يترك " . و لكنه لم يتفرد به كما يشير إلى ذلك قول الطبراني المتقدم , و كما يأتي تحقيقه . و سالم بن عبد الله بن سالم لم أعرفه و به أعله الهيثمي فقال ( 3 / 158 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و فيه سالم بن عبد الله ابن سالم , و لم أجد من ترجمة , و بقية رجاله موثوقون " . هكذا وقع فيه " سالم ابن عبد الله " مكبرا , و كذلك وقع في " الأوسط " كما سبق , و كذا في " مجمع البحرين " ( 1 / 102 / 2 ) . و وقع في " تهذيب المزي " في الرواة عن المفضل " سالم بن عبيد الله " مصغرا , و كذلك وقع في " كبير الطبراني " ( 504 ) , فإنه رواه بإسناد " الأوسط " المتقدم و بإسناد آخر عن عبد الرحمن بن المبارك العيشي : حدثنا أبو قتيبة به . و أخرجه البزار ( 1025 ) من طريق أخرى عن أبي قتيبة به لكن وقع فيه سقط . و قد وجدت للحديث شاهد من رواية مصاد بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 360 - 361 ) , و رجاله ثقات غير مصاد هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 4040 ) برواية ثلاثة من الثقات , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فالحديث به حسن إن شاء الله تعالى . قوله : ( وضح ) محركة بياض الصبح كما في " القاموس " . و في " النهاية " : " أي من الضوء إلى الضوء . و قيل : من الهلال إلى الهلال و هو الوجه لأن سياق الحديث يدل عليه , و تمامه : " فإن خفي عليكم فأتموا العدة ثلاثين يوما " . قلت : لم أر الحديث بهذا التمام , فإن صح به , فهو الوجه , و إلا فالذي أراه - و الله أعلم - أن المعنى : صوموا من السحور إلى السحور . أجاز لهم مواصلة الصيام ما بينهما , و قد جاء هذا صريحا في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تواصلوا , فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر " . أخرجه البخاري ( رقم - 962 - مختصره ) و ابن خزيمة و غيرهما , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2044 ) . 1919" صلاة الليل مثنى مثنى , و جوف الليل الآخر أجوبه دعوة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 551 :
أخرجه أحمد ( 4 / 387 ) : حدثنا أبو اليمان قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن حبيب بن عبيد عن # عمرو بن عبسة # مرفوعا به , قال : " قلت : أوجبه ? قال : لا , بل أجوبه . يعني بذلك الإجابة " . و في رواية عنه به مثله إلا أنه قال : " عطية بن قيس " بدل " حبيب بن عبيد " . و كذلك أخرجه من طريق محمد بن مصعب : حدثنا أبو بكر به إلا أنه خالفه في متنه فقال : " أوجبه دعوة , قال : فقلت : أجوبه ? قال : لا , و لكنه أوجبه . يعني بذلك الإجابة " . قلت : و هذا إسناد ضعيف لأن ابن أبي مريم هذا كان اختلط , و لذلك جزم بضعفه الهيثمي ( 2 / 264 ) , و عزاه لأحمد وحده , و أما السيوطي فعزاه في " الصغير " لابن نصر و الطبراني في " الكبير " عن عمرو بن عبسة به لكنه قال : " أحق به " بدل " أجوبه دعوة " و كذلك أورده في " الكبير " و زاد في مخرجيه : " ابن جرير " . و قال المناوي في " شرحه " : " أحق به " كذا بخط المصنف , و في نسخ ( أجوبه دعوة ) و لا أصل لها في خطه , لكنها رواية " . قلت : و يغلب على الظن أن هذا الاختلاف في هذا الحرف من قبل أبي بكر نفسه , لاختلاطه , فقد رأيت أنه في " المسند " عنه بلفظ الترجمة : " أجوبه دعوة " و باللفظ الآخر : " أوجبه دعوة " , فالظاهر أن عند ابن نصر و من قرن معه بلفظ : " أحق به " , و ليس تصحيفا من السيوطي . و من المؤسف أن الحديث عند ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 50 ) , لكن مختصره المقريزي حذف سنده و متنه كله , و لم يبق منه إلا قوله : و فيه عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " صلاة الليل مثنى مثنى " . و على كل حال فالإسناد ضعيف , لكن الشطر الأول منه صحيح قطعا , لأنه في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا به , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1197 ) و غيره . و الشطر الآخر بلفظ الترجمة له طريقان آخران عن ابن عبسة , في " المسند " ( 4 / 112 و 385 ) بنحوه . و له طريق ثالث عنه عند الترمذي و غيره و صححه ابن خزيمة ( 1 / 125 / 1 ) و غيره , و هو مخرج في " تخريج الترغيب " ( 1 / 291 ) , فصح الحديث كله و الحمد لله تعالى . 1920" الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر و الجمعة إلى الجمعة و زيادة ثلاثة أيام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 553 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 249 - 250 ) عن عبد الحكيم عن # أنس بن مالك # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الحكيم هذا هو ابن عبد الله القسملي و هو ضعيف كما في " التقريب " . و تابعه زياد النميري عن أنس به دون قوله " و زيادة ثلاثة أيام " . أخرجه البزار ( رقم - 347 ) عن زائدة بن أبي الرقاد عنه , و قال : " زائدة ضعيف , و زياد النميري ليس به بأس " . كذا قال , و زياد - و هو ابن عبد الله النميري - ضعفه الأكثرون , و قال في " التقريب " : " ضعيف " . لكن الحديث قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا دون الزيادة . أخرجه مسلم و في رواية له بلفظ : " من توضأ فأحسن الوضوء , ثم أتى الجمعة فاستمع و أنصت غفر له ما بينه و بين الجمعة و زيادة ثلاثة أيام و من مس الحصا فقد لغا " . و أخرجه أبو داود أيضا و غيره و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 964 ) . و بالجملة فالحديث بهذا الشاهد صحيح . و الله أعلم .
1921" الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس , فلا صورة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 554 :
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للإسماعيلي في " معجمه " و بيض له المناوي , فلم يتكلم على إسناده بشيء و قد وقفت على سنده على ظهر الورقة الأولى من الجزء الحادي عشر من " الضعفاء " للعقيلي بخط بعض المحدثين , أخرجه من طريق عدي بن الفضل و ابن علية جميعا عن أيوب عن عكرمة عن # ابن عباس # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرفوعا , و من طريق عبد الوهاب عن أيوب موقوفا عليه . قلت : و ابن علية و اسمه إسماعيل أحفظ من عبد الوهاب و هو ابن عبد المجيد الثقفي , فروايته المرفوعة أرجح , لاسيما و معه المقرون به عدي بن الفضل على ضعفه , فإذا كان السند إليهما صحيحا , فالسند صحيح , و لم يسقه الكاتب المشار إليه . و لكن يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : " أتاني جبريل ... " الحديث , و فيه : " فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ... " , فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة أي التمثال المجسم يجعله كلا صورة . قلت : و هذا في المجسم كما قلنا و أما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة على القماش , فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد بل لابد من الإطاحة بالرأس . و بذلك تتغير معالم الصورة و تصير كما قال عليه الصلاة و السلام : " كهيئة الشجرة " . فاحفظ هذا و لا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه و من أخذها أصلا من المتأخرين . راجع " آداب الزفاف " ( ص 103 - 104 - الطبعة الثالثة " . 1922" الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 554 :
رواه أحمد ( 4 / 335 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( 95 / 2 ) و السري بن يحيى في " حديث الثوري " ( 204 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " التهجد " ( 2 / 60 / 2 ) و أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 192 / 2 مجموع 24 ) عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن # عامر بن مسعود # مرفوعا . و كذا رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 45 - 46 ) و في " الأحاديث و الحكايات " ( 13 / 169 / 1 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 181 / 2 ) و القضاعي ( 13 / 1 ) و البيهقي في " السنن " ( 4 / 496 ) . قلت : و هذا سند ضعيف , نمير هذا قال الذهبي : " لا يعرف " . قلت : و أخرجه ابن أبي الدنيا في " التهجد " ( 2 / 54 / 1 ) : أخبرنا علي بن محمد قال : أخبرنا أسد قال : أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن شيخ من قريش يقال له عامر بن مسعود مرفوعا به , و زاد : " أما ليله فطويل و أما نهاره فقصير ". و رواه ابن عساكر ( 14 / 359 / 1 ) من طريق أخرى عن إسرائيل به و قال : " كذا جاء في هذه الرواية , و قد أسقط من إسناده نمير بن عريب بين أبي إسحاق و بين عامر " . ثم ساقه من طريق أحمد عن أبي إسحاق عن نمير عن عامر به . و له شاهد أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص - 148 رقم - 69 - الروض ) و ابن عدي ( 177 / 1 ) و ابن عساكر ( 2 / 111 / 1 ) عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا . و قال الأولان : " لم يروه عن قتادة إلا سعيد تفرد به الوليد " . قلت : هو ثقة و لكنه يدلس تدليس التسوية , و قد عنعن إسناده . و سعيد بن بشير ضعيف . و له شاهد آخر , رواه ابن عدي ( 149 / 1 ) عن عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا . قلت : و عبد الوهاب هذا كذاب كما قال أبو حاتم . و بالجملة فالحديث بالشاهد عن أنس حسن . و الله أعلم . و له شاهد آخر من رواية دراج عن الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " الشتاء ربيع المؤمن , طال ليله فقامه و قصر نهاره فصامه " . و هذا إسناد فيه ضعف أخرجه أحمد و غيره و هو مخرج في " الروض النضير " تحت حديث أنس المتقدم آنفا .
1923" دعوا لي أصحابي , فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 556 :
أخرجه أحمد ( 3 / 266 ) حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا زهير حدثنا حميد الطويل عن # أنس # قال : " كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرحمن بن عوف كلام , فقال خالد لعبد الرحمن : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ? ! فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و زهير هو ابن معاوية . و للحديث شاهد يرويه إسماعيل بن إبراهيم عن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال : اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لم تؤذي رجلا من أصحاب بدر ? لو أنفقت ... " الحديث . أخرجه البزار ( ص 274 زوائد ابن حجر ) . و رجاله ثقات غير أبي خالد هذا و أظنه الدالاني و فيه ضعف . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي سعيد و غيره بلفظ : " لا تسبوا أصحابي ... " الحديث . و فيه ذكر ما كان بين خالد و عبد الرحمن , و هو مخرج في " ظلال الجنة " ( 988 - 991 ) . 1924" طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل , فيأتي مكة , فيمنعه الله منهم و يخسف بهم , مصرعهم واحد و مصادرهم شتى , إن منهم من يكره , فيجيء مكرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 557 :
أخرجه أحمد ( 6 / 259 و 316 - 317 و 317 ) و أبو يعلى ( 4 / 1668 ) عن علي بن زيد عن الحسن عن أمه عن # أم سلمة # قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ من منامه و هو يسترجع , قالت : فقلت : يا رسول الله ما شأنك ? قال : " فذكره . قلت : و علي بن زيد هو ابن جدعان و فيه ضعف , لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث عائشة . ساقه أحمد عقبه من طريقين عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن يوسف بن سعد عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . و رجاله ثقات رجال مسلم غير يوسف بن سعد و هو ثقة , فالسند صحيح . و تابعه عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه , فقلنا : يا رسول الله ! صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله , فقال : " العجب , إن ناسا من أمتي يؤمون البيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت , حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ... " الحديث نحوه , و زاد : " يبعثهم الله على نياتهم " . أخرجه مسلم ( 4 / 2884 ) و أحمد ( 6 / 105 ) دون الزيادة . و حديث أم سلمة له طريق أخرى عند مسلم ( 4 / 2882 ) و أحمد ( 6 / 290 ) بلفظ : " يعوذ عائذ بالبيت ... " الحديث نحو حديث ابن الزبير . و أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1665 ) مختصرا , و الحاكم ( 4 / 429 ) بتمامه , و قال : " صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي . و له طريق أخرى عن أم سلمة نحوه , و فيه زيادات , يشير أحدها إلى أن الرجل الذي يأتي مكة هو المهدي لكن في سنده جهالة و لذلك خرجته في " الضعيفة " ( 1965 ) . و لقد كان الجهل بضعفه من أسباب ضلال جماعة ( جهيمان ) التي قامت بفتنة الحرم المكي , و ادعوا زورا أن المهدي بين ظهرانيهم , و طلبوا له البيعة , فقضى الله على فتنتهم و مهديهم , و كفى المؤمنين شرهم , كما سبقت الإشارة إلى ذلك أثناء التعليق على الحديث رقم ( 1529 ) . ( مصادرهم ) من ( الصدر ) و هو الإنصراف , أي أنهم يصدرون بعد هلاكهم مصادر متفرقة على قدر أعمالهم و نياتهم , فـ ( فريق في الجنة و فريق في السعير ) . ( عبث ) أي حرك يديه كالدافع أو الآخذ . 1925" رأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 558 :
أخرجه أحمد ( 5 / 262 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 102 ) و ابن عدي ( 326 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7729 ) عن فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن # أبي أمامة الباهلي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير فرج بن فضالة , فإنه ضعيف , لكن فرق أحمد بين روايته عن الشاميين فقواها , و بين روايته عن الحجازيين , فقال : " إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس , و لكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير " . قلت : و هذا من روايته عن الشاميين , فإن لقمان بن عامر منهم . و له شاهد من حديث أبي العجفاء مرفوعا به نحوه . أخرجه ابن سعد بإسناد رجاله ثقات . و شاهد آخر عن أبي مريم الغساني مرفوعا به . قال الهيثمي ( 8 / 224 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا " . و في حديث العرباض بن سارية مرفوعا بلفظ : " و رؤيا أمي التي رأت في منامها أنها وضعت نورا ... " . قلت : و في آخره زيادة منكرة أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 2085 ) .
1926" طوبى لعيش بعد المسيح , طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر و يؤذن للأرض في النبات , فلو بذرت حبك على الصفا لنبت , و لا تشاح و لا تحاسد و لا تباغض , حتى يمر الرجل على الأسد و لا يضره , و يطأ على الحية فلا تضره و لا تشاح و لا تحاسد و لا تباغض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 559 :
رواه أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( ج 1 ورقة 6 / 1 - 2 ) قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن شاكر قال : حدثنا عفان قال : حدثني سليم بن حيان - إملاء من قرطاس و سألته - قال : حدثنا سعيد بن مينا عن # أبي هريرة # مرفوعا . و من طريق الأنباري رواه الديلمي ( 2 / 161 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 427 / 1 ) و قال : " هذا على شرط خ " . قلت : جعفر بن محمد بن شاكر لم يخرج له البخاري و لا غيره من الستة , و هو ثقة و قد ترجمه الخطيب ( 7 / 185 - 187 ) و في " التهذيب " أيضا و لم يرمز له بشيء . و رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 127 / 1 - 2 ) من طريق أبي جعفر البغدادي : حدثنا جعفر بن محمد به . قلت : فالإسناد صحيح . 1927" الظلم ثلاثة , فظلم لا يتركه الله و ظلم يغفر و ظلم لا يغفر , فأما الظلم الذي لا يغفر , فالشرك لا يغفره الله , و أما الظلم الذي يغفر , فظلم العبد فيما بينه و بين ربه , و أما الظلم الذي لا يترك , فظلم العباد , فيقتص الله بعضهم من بعض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 560 :
أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 60 - 61 ترتيبه ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 309 ) : حدثنا الربيع عن يزيد عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل يزيد و هو الرقاشي , فإنه ضعيف كما في " التقريب " . و الربيع هو ابن صبيح السعدي أبي بكر البصري , صدوق سيء الحفظ . لكن الحديث عندي حسن , فإن له شاهدا من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا به نحوه , و فيه زيادة بلفظ : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة .. " الحديث نحوه و قد خرجته في " الأحاديث الضعيفة " و " المشكاة " ( 5133 ) . 1928" الطاعون شهادة لأمتي , وخز أعدائكم من الجن , غدة كغدة الإبل , تخرج بالآباط و المراق , من مات فيه مات شهيدا و من أقام فيه ( كان ) كالمرابط في سبيل الله و من فر منه كان كالفار من الزحف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 561 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 5661 ) و أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( ق 36 / 1 ) و السياق له عن يوسف بن ميمون عن عطاء عن ابن عمر عن # عائشة # مرفوعا . و ليس عند الطبراني : " من مات فيه مات شهيدا " , و قال بدل قوله : " و من أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله " . " و الصابر عليه كالمجاهد في سبيل الله " . و قال : " تفرد به يوسف " . قلت : و هو المخزومي مولاهم الكوفي الصباغ و هو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " . و قد وجدت لزيادة ابن خلاد طريقا أخرى عند أبي يعلى في " مسنده " ( 3 / 1146 ) من طريق ليث عن صاحب له عن عطاء قال : قالت عائشة : ذكر الطاعون , فذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وخزة يصيب أمتي من أعدائهم من الجن , غدة كغدة الإبل , من أقام عليه كان مرابطا و من أصيب به كان شهيدا و من فر منه كالفار من الزحف " . و ليث هو ابن أبي سليم ضعيف لاختلاطه . و لسائر الحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما دون ذكر الآباط و المراق , و قد جاء ذكر المراق في حديث معاذ عن أحمد ( 5 / 241 ) فلعله من أجل هذه الطرق حسن المنذري في " الترغيب " ( 4 / 204 ) إسناد هذا الحديث , و تبعه الهيثمي ( 2 / 315 ) , و أشار الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 69 / 1 - 2 ) إلى تقويته . و الله أعلم . ( المراق ) : ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها .
1929" عائد المريض في مخرفة الجنة , فإذا جلس عنده غمرته الرحمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 562 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 774 ) عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن # أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , صالح بن موسى و هو التيمي الكوفي قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ : " من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يرجع , فإذا جلس اغتمس فيها " . أخرجه ابن حبان ( 711 ) و الحاكم ( 1 / 350 ) و أحمد ( 3 / 304 ) من طريق هشيم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا لولا أن هشيما قد خولف في إسناده , فأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 522 ) عن خالد ابن الحارث قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال : أخبرني أبي أن أبا بكر بن حزم و محمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري قالوا : يا أبا حفص حدثنا , قال : سمعت جابر بن عبد الله به . و وجه المخالفة أن خالد بن الحارث أدخل بين عبد الحميد و عمر بن الحكم والد عبد الحميد و هو جعفر بن عبد الله بن الحكم و هو ابن أخي عمر بن الحكم و هشيم أسقطه من بينهما . ثم إن خالدا سمى جد عمر بن الحكم رافعا , بينما هشيم سماه ثوبان , و لعله من أجل هذا الاختلاف قيل إنهما واحد , و سواء كان هذا أو ذاك فكلاهما ثقة , فلا يضر ذلك في صحة الحديث . و لعل الأصح رواية خالد بن الحارث التي زاد فيها ذكر جعفر بن عبد الله بن الحكم , فإن زيادة الثقة مقبولة . و جعفر ثقة أيضا من رجال مسلم , فالحديث صحيح على كل حال . ثم وجدت لهشيم متابعا , و هو عبد الله بن حمران الثقة , إلا أنه لم يسم جد عمر بن الحكم . أخرجه البزار ( 775 ) . و رواه أبو معشر عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري قال : ." دخل أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان فقال : يا أبا حفص ! حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه اختلاف , قال : حدثني كعب ابن مالك مرفوعا بلفظ : " من عاد مريضا خاض في الرحمة , فإذا جلس عنده استنقع فيها " . و زاد : " و قد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة " . أخرجه أحمد ( 3 / 460 ) . لكن أبو معشر هذا و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف من قبل حفظه فلا يلتفت إلى مخالفته . و للحديث شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه مضى برقم ( 1367 ) . و أما الحديث الذي أورده السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد و الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " عائد المريض يخوض في الرحمة , فإذا جلس عنده غمرته الرحمة , و من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده , فيسأله كيف هو ? و تمام تحيتكم بينكم المصافحة " . قلت : فهو عند أحمد في " مسنده " مفرقا في موضعين ( 5 / 260 و 268 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه . قلت : و هذا إسناد واه جدا , عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد و هو الألهاني متروك . و الحديث أخرج الترمذي منه " تمام عيادة المريض ... " و قال ( 2 / 122 ) : " ليس إسناده بذاك " . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7854 ) من الطريق المذكور بتمامه . ( المخرفة ) : سكة بين صفين من نخل يخترق من أيها شاء , أي يجتني . و قيل : المخرفة : الطريق . أي أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة . " نهاية " . 1930" لا شؤم , و قد يكون اليمن في ثلاثة : في المرأة و الفرس و الدار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 565 :
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 614 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 341 ) : حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني سليمان بن سليم الكتاني عن يحيى بن جابر عن حكيم بن معاوية عن عمه # مخمر بن معاوية # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه الترمذي ( 2 / 135 ) : حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن عياش به إلا أنه قال : عن عمه حكيم بن معاوية . فاختلفا في اسم صاحبيه . و ذلك غير ضائر إن شاء الله تعالى . و هذا إسناد صحيح , و رجاله ثقات كما في " الزوائد " . قلت : و إسماعيل بن عياش حجة في روايته عن الشاميين , و هذه منها . و أما قول الحافظ في " الفتح " ( 6 / 46 ) بعد أن عزاه للترمذي : " في إسناده ضعف " , فهو مما لا وجه له بعد أن بينا أنه إسناد شامي و الخلاف المذكور في اسم صاحبيه لا يضر و ذلك لأن الصحابة كلهم عدول . على أن علي بن حجر أوثق و أحفظ من هشام بن عمار , فروايته أرجح و أصح . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد ذكر في " العلل " ( 2 / 299 ) عن أبيه أنه جزم بهذا الذي رجحته . فالحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد من فضله . و الحديث صريح في نفي الشؤم , فهو شاهد قوي للأحاديث التي جاءت بلفظ : " إن كان الشؤم في شيء .. " و نحوه خلافا للفظ الآخر : " الشؤم في ثلاث ... " . فهو بهذا اللفظ شاذ مرجوح كما سبق بيانه تحت الحديث ( 393 ) . 1931" عالجيها بكتاب الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 566 :
أخرجه ابن حبان ( 1419 ) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن عن # عائشة # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها و امرأة تعالجها أو ترقيها , فقال : " فذكره . قلت : و إسناده صحيح . و في الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى و نحوه مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث ( 178 ) عن الشفاء قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة فقال لي : " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ? " . و أما غير ذلك من الرقى فلا تشرع , لاسيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة و الرموز المغلقة التي ليس لها معنى سليم ظاهر , كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ " شمس المعارف الكبرى " و نحوه .
1932" من قال : ( لا إله إلا الله ) أنجته يوما من دهره , أصابه قبل ذلك ما أصابه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 566 :
أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( ق 88 / 2 ) و ابن حيويه في " حديثه " ( 3 / 2 / 2 ) و ابن ثرثال في " سداسياته " ( 227 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 46 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 205 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 56 - هندية ) كلهم عن عمرو بن خالد المصري أخبرنا عيسى بن يونس عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن # أبي هريرة # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن خالد المصري و هو ثقة من شيوخ البخاري . و قد توبع , فرواه أبو سعيد أيضا ( 112 / 2 ) : أخبرنا إبراهيم بن راشد أخبرنا داود بن مهران أخبرنا عيسى بن يونس به . و رواه الثقفي في " الفوائد " ( ج 9 / 5 / 2 ) عن سعيد بن الصلت حدثنا أبو ظبية عن هلال بن يساف عن أبي هريرة لم يذكر بينهما : الأغر . و أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 3 ) و عنه البيهقي حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي هريرة به . و قال البزار : " لا نعلمه يروي عنه صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد , و رواه عيسى بن يونس عن الثوري عن منصور أيضا . و قد روي عن أبي هريرة موقوفا , و رفعه أصح " . قلت : كذا وقع فيه أيضا لم يذكر في إسناده ( الأغر ) , و ظاهر كلامه أن رواية عيسى كذلك , فلا أدري أكذلك وقعت الرواية عنده عنه , أم هو تساهل منه في حمل روايته على رواية أبي عوانة ? و سواء كان هذا أو ذاك فالسند صحيح أيضا لأن هلال تابعي معروف الرواية عن الصحابة كعمران بن حصين و عائشة و أدرك عليا رضي الله عنه . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 238 ) : " رواه البزار و الطبراني , و رواته رواة الصحيح " . و هو عند الطبراني في " الأوسط " ( 6533 ) من طريق حديج بن معاوية حدثنا حصين عن هلال بن يساف عن الأغر به . و قال : " لم يروه عن حصين إلا حديج " . قلت : و هو صدوق يخطىء كما قال الحافظ في التقريب , فهو ممن يستشهد به , و يرجح ثبوت ذكر الأغر في السند . و الله أعلم . و للحديث طريق آخر يرويه حفص الغاضري عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " و لو بعدما يصيبه العذاب " . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( رقم - 1156 - الروض ) و " الأوسط " ( رقم - 363 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 28 ) و قال الطبراني : " الغاضري هذا هو حفص بن سليمان أبو عمر القارىء " . قلت : و هو متروك , فالاعتماد على ما قبله . 1933" عرضت علي الأيام , فعرض علي فيها يوم الجمعة , فإذا هي كمرآة بيضاء , و إذا في وسطها نكتة سوداء , فقلت : ما هذه ? قيل : الساعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 568 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 48 / 2 ) عن أبي سفيان الحميري : حدثنا الضحاك بن حمرة عن يزيد بن حميد عن # أنس بن مالك # مرفوعا و قال : " لم يروه عن يزيد إلا الضحاك , تفرد به أبو سفيان " . قلت : هو صدوق وسط كما في " التقريب " , و اسمه سعيد بن يحيى الحميري . و نحوه الضحاك بن حمرة , فقد اختلفوا فيه ما بين موثق و مضعف , و حسن الترمذي حديثه , فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 164 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني و هو ثقة " . كذا قال , و الضحاك بن حمرة لم يخرج له الشيخان شيئا . و أورده هو و المنذري ( 1 / 248 ) عن أنس به نحوه بأتم منه , و قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات " . و قال المنذري : " ... بإسناد جيد " . و قال في مكان آخر ( 4 / 274 - 275 ) : " رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني في " الأوسط " بإسنادين أحدهما جيد قوي , و أبو يعلى مختصرا , و رواته رواة الصحيح و البزار " . قلت : في إسناد الطبراني خالد بن مخلد القطواني و هو و إن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف , و هو راوي حديث " ... من عادى لي وليا ... " و هو مخرج فيما تقدم برقم ( 1640 ) مع بيان شواهده التي تقويه . و بالجملة فالحديث بمجموع الطريقين حسن على الأقل . ثم وجدت له طريقا أخرى أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 72 - 73 ) عن يزيد بن عبد ربه الجرجاني قال : حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك به . و قال : " غريب من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلا مرفوعا و لم نكتبه إلا من هذا الوجه , و قيل : إنه تفرد به يزيد " . قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , لكن الوليد و هو ابن مسلم يدلس تدليس التسوية . و يحيى بن أبي كثيرا رأى أنسا لكنه رمي بالتدليس . و له طريق ثالث , فقال أبو يعلى ( 3 / 1046 ) : حدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا الصعق بن حزن أخبرنا علي بن الحكم البناني عن أنس بن مالك به . و فيه ذكر يوم المزيد . و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري غير الصعق بن حزن فهو من رجال مسلم و فيه كلام لا يضر . و له بهذه الزيادة طرق أخرى , خرجها ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 101 - 108 ) يزيد بعضهم على بعض , ثم قال : " هذا حديث كبير عظيم الشأن رواه أئمة السنة و تلقوه بالقبول و جمل به الشافعي ( مسنده ) " . قلت : و هو عند البزار ( 320 - زوائد ابن حجر ) من طريق عثمان بن عمير عن أنس . و عثمان هذا هو أبو اليقظان الكوفي الأعمى , و هو ضعيف . و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1934" عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار : عصابة تغزو الهند و عصابة تكون مع عيسى بن مريم عليه السلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 570 :
أخرجه النسائي ( 2 / 64 ) و أحمد ( 5 / 278 ) و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( 102 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا عبد الله بن سالم و أبو بكر بن الوليد الزبيدي عن محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر الوصابي عن عبد الأعلى بن عدي البهراني عن # ثوبان #مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات غير أبي بكر الزبيدي فهو مجهول الحال لكنه مقرون هنا مع عبد الله بن سالم و هو الأشعري الحمصي , ثقة من رجال البخاري . و بقية بن الوليد مدلس و لكنه قد صرح بالتحديث , فأمنا به شر تدليسه . على أنه قد توبع , فقال هشام بن عمار : حدثنا الجراح بن مليح البهراني حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي به . أخرج ابن عدي ( 58 / 2 ) و ابن عساكر ( 15 / 100 / 1 ) . و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , الجراح بن مليح و هو الحمصي صدوق . و هشام بن عمار من شيوخ البخاري و كان يتلقن , لكن تبعه سليمان و هو ابن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 72 ) عنه حدثنا الجراح بن مليح به . قلت : و هذا إسناد قوي , فصح الحديث و الحمد لله . 1935" عقر دار المؤمنين بالشام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 571 :
أخرجه النسائي ( 2 / 217 - 218 ) و ابن حبان ( 1617 ) و أحمد ( 4 / 104 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 427 - 428 ) و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 130 / 1 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 174 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( 6357 و 6358 و 6359 ) من طريق عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن # سلمة بن نفيل الكندي # قال : " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال رجل : يا رسول الله أذال الناس الخيل و وضعوا السلاح و قالوا : لا جهاد , قد وضعت الحرب أوزارها , فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه و قال : كذبوا , الآن الآن جاء القتال , و لا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق , و يزيغ الله لهم قلوب أقوام و يرزقهم منهم حتى تقوم الساعة و حتى يأتي وعد الله , و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة , و هو يوحي إلي : أني مقبوض غير ملبث , و أنتم تتبعوني أفنادا , يضرب بعضكم رقاب بعض و عقر ... " الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و رواه البزار في " مسنده " ( 1689 ) دون قوله : " يضرب بعضكم ... " إلخ . و زاد بعد قوله : " ... يوم القيامة " . " و أهلها معانون عليها " . و قال : " لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا سلمة بن نفيل و هذا أحسن إسناد يروى في ذلك , و رجاله شاميون مشهورون إلا إبراهيم بن سليمان الأفطس " . قلت : و هو ثبت كما قال دحيم . و رواه عنه الطبراني أيضا ( 6358 ) . ( أذال ) أي أهان . و قيل : أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها و أرسلوها . كما في " النهاية " . ( يزيغ ) أي يميل , في " النهاية " : " في حديث الدعاء : " لا تزغ قلبي " أي لا تمله عن الإيمان . يقال : زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه " . 1936" عليك بالخيل فارتبطها , الخيل معقود في نواصيها الخير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 572 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 2 / 184 ) : حدثنا معلى أخبرنا محمد بن حمران أخبرنا سلم الجرمي عن # سوادة بن الربيع # قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم , و أمر لي بذود , قال لي : مر بنيك أن يقصوا أظافرهم عن ضروع إبلهم و مواشيهم , و قل لهم : فليحتلبوا عليها سخالها , لا تدركها السنة و هي عجاف , قال : هل لك من مال ? قلت : نعم , لي مال و خيل و رقيق قال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد أورد البخاري في ترجمة سوادة هذا , و قال : " الجرمي , له صحبة , يعد في البصريين " . و بهذا ترجم له في " الإصابة " و خفي حاله على المناوي فقال : " لم أر ذلك في الصحابة المشاهير " ! و سلم هو ابن عبد الرحمن الجرمي , و هو صدوق , و مثله محمد بن حمران كما في " التقريب " . و معلى هو ابن أسد العمي ثقة ثبت من رجال الشيخين . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 259 ) مع القصة مختصرا , و قال : " رواه البزار , و رجاله ثقات " . قلت : و كذلك أخرجه أحمد ( 3 / 484 ) من طريق المرجي بن رجاء اليشكري قال : حدثني سلم بن عبد الرحمن به دون قوله " و قل لهم " . و أورده السيوطي في " الجامع " بلفظ : " عليك بالخيل , فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " . و قال : " رواه الطبراني و الضياء عن سوادة بن الربيع " . قلت : هو عند الطبراني في " الكبير " ( 6480 ) من طريق معلى شيخ البخاري , لكن وقع فيه ابن راشد العمي , و هو محرف من ( أسد ) . ثم روى ( 6482 ) من طريق أخرى عن المرجي بن رجاء عن سلم ( و وقع فيه : مسلم ! ) بإسناده و متنه دون حديث الترجمة , و دون قوله : " و قل لهم ... " . و نحو ذلك عند البزار ( 1688 ) .
1937" عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها ,..., عليك بالصوم فإنه لا مثل له , عليك بالسجود , فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 573 :
رواه الطبراني في " الكبير " كما في " الجامع الصغير " و " الكبير " للسيوطي , من حديث # أبي فاطمة # و لم أقف على إسناده , و لا على من تكلم عليه بتصحيح أو تضعيف , و قد استطعت الوقوف على الحديث كله إلا فقرة الجهاد , مفرقا في عدة مصادر إلا الفقرة المحذوفة و المشار إليها بالنقط و لفظها : " عليك بالجهاد فإنه لا مثل له " . و إليك البيان : 1 - أخرج النسائي ( 2 / 182 - 183 ) من طريق محمد بن عيسى بن سميع قال : حدثنا زيد بن واقد عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة يعني حدثه أنه قال : " يا رسول حدثني بعمل أستقم عليه و أعمله , قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مقتصرا على الفقرة الأولى منه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير ابن سميع , فهو صدوق يخطىء و يدلس كما قال الحافظ , و قد صرح بالتحديث كما ترى . و له في " المسند " ( 3 / 428 ) طريق آخر يرويه ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال : " سمعت أبا فاطمة .. فذكره . و كثير هذا هو ابن قليب بن موهب البصري , و قد فرق بينه و بين كثير بن مرة بن يونس , و عليه جرى الحافظ , فقال في الأول : ثقة , و في الآخر : مقبول . 2 - أخرج ابن شاهين في " الصحابة " من وجه ضعيف عن أبان بن أبي عياش - أحد المتروكين - عن أنس أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكر الفقرة الثالثة في الصوم , كذا في " الإصابة " لابن حجر . لكن لهذه الفقرة شاهد صحيح من حديث أبي أمامة مرفوعا مثله . أخرجه النسائي و صححه ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم و هو مخرج في " تخريج الترغيب " ( 2 / 61 - 62 ) و قد أخرجه الطبراني ( 7463 - 7465 ) و سنده صحيح . 3 - أخرج ابن ماجة ( 1 / 435 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه قال : " قلت : يا رسول الله أخبرني بعمل أستقيم عليه و أعمله , قال : عليك بالسجود .... " إلخ . قلت : و هذا إسناد جيد كما قال المنذري ( 1 / 145 ) . و أخرجه أحمد ( 3 / 428 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 48 ) من طريق ابن لهيعة قال : حدثنا الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال : سمعت أبا فاطمة و هو معنا بذي الفواري يقول : فذكره مرفوعا بلفظ : " يا أبا فاطمة أكثر من السجود ... " , الحديث دون قوله : " و حط عنك خطيئة " . قلت : و رجاله ثقات غير كثير و هو ابن قليب , قال الذهبي : " مصري لا يعرف " . و قيل : إنه كثير بن مرة المذكور في الطريق الذي قبله . و الله أعلم . و في رواية لأحمد من طريق ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي فاطمة الأزدي أو الأسدي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا فاطمة إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود " . و رجاله ثقات غير ابن لهيعة فهو سيء الحفظ , و إسناده الأول أصح لأنه من رواية عبد الله بن يزيد المقرىء عنه عند الدولابي و هو صحيح الحديث عنه . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث صحيح إلا فقرة الجهاد لجهلي بحال إسنادها عند الطبراني , و عدم العثور على شاهد لها . و الله تعالى أعلم . ثم وقفت على الحديث في المجلد الثاني و العشرين من " المعجم الكبير " للطبراني الذي صدر أخيرا بتحقيق أخينا الفاضل حمدي عبد المجيد السلفي , و قد أهداه إلي مع ما قبله من الأجزاء , جزاه الله خيرا , فرأيت الحديث فيه رقم ( 810 ) من طريق زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير ابن مرة أن أبا فاطمة حدثه قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل .. الحديث مثل رواية النسائي الأولى , لكن بالفقرات الأربع كلها . و رجاله ثقات غير بكر بن سهل شيخ الطبراني , قال الذهبي : " حمل الناس عنه , و هو مقارب الحال , قال النسائي : ضعيف " . قلت : و أعله أخونا حمدي بقوله : " و سليمان بن موسى لم يدرك كثير بن مرة " . قلت : و هذا قول أبي مسهر و فيه عندي نظر لأن كلاهما شامي تابعي و إن كان كثير أقدم , فقد ذكره البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 95 ) في فصل من مات " ما بين الثمانين إلى التسعين " , و ذكر ( ص 137 ) أن سليمان بن موسى عاش إلى سنة ثلاث و عشرين يعني و مائة , فهو قد أدركه يقينا , فلعل أبا مسهر يعني أنه لم يسمع منه . فالله أعلم . و قد تابعه عند الطبراني ( 809 ) مكحول عن كثير بن مرة به . لكن في الطريق إليه بقية بن الوليد و هو مدلس و قد عنعنه . و شيخ الطبراني : عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي لم أجد له ترجمة . و بعد , فإن فقرة الجهاد هذه لا تزال بحاجة إلى ما يشهد لها و يقويها . و الله أعلم .
1938" عليك بحسن الخلق و طول الصمت , فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 576 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 834 ) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي أخبرنا بشار بن الحكم أخبرنا ثابت البناني عن # أنس # قال : " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر , و أثقل ( في الميزان ) من غيرهما ? قال : بلى يا رسول الله , قال : " فذكره . و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 7245 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 65 / 1 ) من طريقين آخرين حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي به . و تابعه معلى بن أسد حدثنا بشار بن الحكم أبو بدر الضبي به . أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 4 / 32 / 2 ) و البزار ( ص 329 - زوائد ابن حجر ) , و قال : " تفرد به بشار , و هو ضعيف " . قلت : هو من رجال " الميزان " و " اللسان " , و قد تحرف اسمه في الطرق المذكورة تحريفا فاحشا , و في غيرها أيضا ! فوقع عند أبي يعلى و البيهقي " سيار " و في " زوائد البزار " : " مبارك " ! و في " كنى الدولابي " ( 1 / 126 ) " يسار " ! و كان مما ساعدنا على معرفته أنه وقع على الصواب في كلام البزار المذكور عقب الحديث : " تفرد به بشار , و هو ضعيف " . و قد أشار الحافظ في " اللسان " إلى كلام البزار هذا , و لكنه سقط من الناسخ أو الطابع التضعييف المذكور . و نقل ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 416 ) عن أبي زرعة أنه قال فيه : " شيخ بصري منكر الحديث " . و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " . و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أبي يعلى ثقات " . و مثله قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 258 ) : " رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني و البزار و أبو يعلى بإسناد جيد , رواته ثقات " . قلت : فلعل وجهه - أعني التوثيق المطلق الشامل لبشار هذا - إنما هو الاعتماد على قول ابن عدي : " أرجو أنه لا بأس به " كما في " الميزان " . لكن ذكر الحافظ بن حجر أن أول كلام ابن عدي و هو في كتابه " الكامل " ( ق 35 / 1 ) : " منكر الحديث عن ثابت و غيره و لا يتابع و أحاديثه أفراد و أرجو أنه لا بأس به و هو خير من بشار بن قيراط " . قلت : ابن قيراط كذبه أبو زرعة و ضعفه غيره , فكأن ابن عدي يعني بقوله أنه لا بأس به من جهة صدقه , أي أنه لا يتعمد الكذب و إلا لو كان يعني من جهة حفظه أيضا لم يلتق مع أول كلامه : " منكر الحديث ... " , و قال ابن حبان : " ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه " . قلت : فمثله إلى الضعف بل إلى الضعف الشديد أقرب منه إلى الصدق و الحفظ . و الله أعلم . لكن قال المنذري عقب ما سبق نقله عنه : " رواه أبو الشيخ ابن حيان في " كتاب الثواب " بإسناد واه عن أبي ذر , و لفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة و أخفها على البدن و أثقلها في الميزان و أهونها على اللسان ? قلت : بلى فداك أبي و أمي , قال : عليك بطول الصمت و حسن الخلق , فإنك لست بعامل مثلهما " . و رواه أيضا من حديث أبي الدرداء قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الدرداء ألا أنبؤك بأمرين خفيف مؤنتهما , عظيم أجرهما , لم تلق الله عز وجل بمثلهما ? طول الصمت و حسن الخلق " . قلت : و وجدت له شاهد آخر مرسل . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 4 / 39 / 2 ) عن محمد ابن عبد العزيز التيمي عن جليس لهم عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " ألا أدلك على أحسن العمل و أيسره على البدن ? قال : بلى بأبي أنت و أمي , قال : حسن الخلق و طول الصمت عليك بهما , فإنك لن تلقى الله بمثلهما " . قلت : و هذا إسناد مرسل حسن لولا أن الجليس لم يسم , و على كل حال , فالحديث به و بحديث أبي ذر و أبي الدرداء حسن على الأقل إن شاء الله تعالى .
أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 79 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 2 / 9 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 23 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 4 ) عن يزيد ابن المقدام بن شريح بن هاني عن المقدام عن أبيه عن # هاني # " أنه لم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول أي شيء يوجب الجنة ? قال : " فذكره , و قال الحاكم : " حديث مستقيم , و ليس له علة قادحة " . و وافقه الذهبي و هو كما قال و لذلك أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1937 و 1938 ) و في رواية له : " عليك بطيب الكلام و بذل السلام و إطعام الطعام " . و هي شاذة لمخالفتها لما قبلها , و عليها جمع من الثقات بخلاف الشاذة هذه , فقد تفرد بها أحدهم . 1940" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج و مأجوج و نشابهم و أترستهم سبع سنين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 579 :
أخرجه ابن ماجة ( 4076 ) : حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا ابن جابر عن يحيى بن جابر الطائي : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أنه سمع # النواس بن سمعان # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم غير هشام بن عمار , فإنه على شرط البخاري إلا أنه قد تكلم فيه لأنه كان يتلقن . لكنه قد توبع , فقال الترمذي ( 2 / 37 - 38 ) : حدثنا علي بن حجر أخبرنا الوليد بن مسلم و عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر - دخل حديث أحدهما في حديث الآخر - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به . و هو عنده قطعة من حديث النواس الطويل في خروج الدجال و يأجوج و مأجوج و قيام الساعة على شرار الخلق . و قد أخرجه مسلم ( 8 / 198 - 199 ) بإسناد الترمذي هذا , و لكنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ قبله , ساقه من رواية زهير بن حرب : حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي ... الحديث بطوله دون حديث الترجمة . و لكنه قد أشار الإمام مسلم إليه بقوله عقب سوقه لإسناد علي بن حجر : " نحو ما ذكرنا " . و أكد ذلك رواية الترمذي على علي بن حجر , ففي سياقه - كما رأيت - حديث الترجمة , فالغالب أنه عند مسلم أيضا لأن شيخهما واحد , فالسياق ينبغي أن يكون واحد و إنما لم يسقه مسلم اكتفاء منه بسياق زهير بن حرب , و لم ينبه على زيادة ابن حجر هذه اختصارا منه , و له من مثل هذا شيء كثير لا يخفى على المتبحر بدراسة كتابه , و الله أعلم . ثم قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر " . 1941" عليكم بالجهاد في سبيل الله تبارك و تعالى , فإنه باب من أبواب الجنة , يذهب الله به الهم و الغم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 580 :
رواه الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 137 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 74 - 75 ) و الضياء في " المختارة " ( 69 / 1 ) من طريق أحمد بن أبي إسحاق الفزاري عن عبد الرحمن بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا . ثم رواه الأولان من هذا الوجه إلا أنهما أدخلا سفيان بين الفزاري و ابن عياش ثم قال الضياء : فلعل أبا إسحاق سمعه من عبد الرحمن و من سفيان عنه , فكان يرويه مرة عن عبد الرحمن , و مرة عن سفيان . و الله أعلم . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . ثم رواه الهيثم و كذا الضياء ( 69 - 71 ) عن عبد الرحمن بن الحارث ( و هو ابن عياش ) عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت به . قلت : و رجاله ثقات على الخلاف المذكور في إسناده غير أني لم أعرف أبا سلام الباهلي و قد قيل فيه أبو سلام الأعرج . رواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلام الأعرج عن المقدام بن معدي كرب عن عبادة الصامت به نحوه . أخرجه أحمد ( 5 / 314 و 316 و 326 ) . و أبو بكر هذا ضعيف لاختلاطه . و تابعه سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام نحو ذلك . أخرجه أحمد ( 5 / 326 ) . و يحيى بن أبي كثير ثقة و لكن الراوي عنه سعيد بن يوسف و هو الرحبي الصنعاني ضعيف و لولا ضعفه لكان من الممكن أن يقال : إن أبا إسلام هذا هو الحبشي : ممطور لأن ابن أبي كثير يروي عنه كثيرا , و يؤيد ذلك أن أبا بكر بن أبي مريم قد وصفه في روايته بالأعرج , و هو ممطور نفسه . و الله أعلم . و ثمة اختلاف آخر على مكحول , فقد قال عبد الرحمن بن ثوبان : عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت . أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 87 / 2 ) . قلت : و أسقط واسطتين بين مكحول و عبادة , و لعل ذلك من مكحول نفسه , فإنه موصوف بالتدليس . و الله أعلم . و جملة القول إن الحديث بمجموع الطريقين عن عبادة صحيح , لاسيما و له طريق ثالث عنه بسند جيد بنحوه و هو الآتي بعده : " كان يأخذ الوبر من جنب البعير من المغنم ثم يقول : مالي فيه إلا مثل ما لأحدكم . ثم يقول : إياكم و الغلول , فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة , فأدوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك , و جاهدوا في الله القريب و البعيد , في الحضر و السفر , فإن الجهاد باب من الجنة , إنه ينجي صاحبه من الهم و الغم . و أقيموا حدود الله في القريب و البعيد , و لا تأخذكم في الله لومة لائم " . 1942" كان يأخذ الوبر من جنب البعير من المغنم ثم يقول : مالي فيه إلا مثل ما لأحدكم . ثم يقول : إياكم و الغلول , فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة , فأدوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك , و جاهدا في الله القريب و البعيد , في الحضر و السفر , فإن الجهاد باب من الجنة , إنه ينجي صاحبه من الهم و الغم . و أقيموا حدود الله في القريب و البعيد , و لا تأخذكم في الله لومة لائم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 582 :
أخرجه عبد الله بن أحمد ( 5 / 330 ) و الضياء في " المختارة " ( 67 / 1 ) عن عبد الله بن سالم المفلوج حدثنا عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا . و لابن ماجة ( 2540 ) الفقرة الأخيرة منه التي فيها إقامة الحدود . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات غير ربيعة هذا فقد وثقه الحافظ فقط تبعا لابن حبان . لكن رواه أحمد ( 5 / 316 و 326 ) و ابن عساكر ( 8 / 428 / 1 ) من طريق المقدام بن معدي كرب أنبأنا عبادة بن الصامت به . و ستأتي طريق المقدام هذه و لفظها برقم ( 1972 ) . 1943" عليكم بألبان البقر , فإنها ترم من كل شجر , و هو شفاء من كل داء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 582 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 403 ) من طريق إسرائيل عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قد تابعه شعبة عن الركين لكن في الطريق إليه من في حفظه ضعف و هو الرقاشي كما سبق في " ما أنزل الله من داء " ( رقم - 518 ) . و بالجملة فالحديث صحيح بهذين الطريقين عن ركين . و له طريق أخرى عن ابن مسعود بزيادة فيه بلفظ : " عليكم بألبان البقر و سمنانها و إياكم و لحومها , فإن ألبانها و سمنانها دواء و شفاء و لحومها داء " . أخرجه الحاكم ( 4 / 404 ) من طريق سيف بن مسكين حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي في " التلخيص " بقوله : " قلت : سيف وهاه ابن حبان " و قال في " الميزان " : " شيخ يأتي بالمقلوبات و الأشياء الموضوعة , قاله ابن حبان " . قلت : و له علتان أخريان : اختلاط المسعودي , و مظنة الانقطاع بين عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود و أبيه . قال يعقوب بن شيبة : ثقة مقل , تكلموا في روايته عن أبيه لصغره . و قال ابن معين : سمع من أبيه , و قال مرة : لم يسمع منه " . كذا في " الميزان " . و في " التقريب " : ثقة من صغار الثانية , و قد سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا " . فالحديث بهذه الزيادة ضعيف الإسناد . لكن يأتي ما يقويه قريبا . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 27 / 1 ) من طريق عبد الرزاق عن الثوري و من طريق المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود موقوفا عليه باللفظ الأول دون ذكر الشفاء . و أخرجه الفاكهي في " حديثه " ( 27 / 10 ) عن المسعودي به لكن رفعه . و كذلكأخرجه أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 15 / 1 ) . و كذلك أخرجه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 9 / 79 / 1 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 84 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 8 / 242 / 2 ) من طرق عن قيس بن مسلم مرفوعا به . ثم أخرجه البغوي و ابن عساكر و كذا عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 65 / 2 ) من طريق أخرى عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب مرفوعا مرسلا لم يذكر ابن مسعود , قال ابن عساكر : " المحفوظ الموصول " . قلت : و هذا ما كنت رجحته فيما تقدم تحت هذا الحديث بلفظ آخر ( رقم - 518 ) . و من هذا التخريج يتبين أن الحديث مرفوعا صحيح الإسناد , لاتفاق جماعة من الثقات على روايته عن قيس بن مسلم عن طارق عن ابن مسعود مرفوعا باللفظ الأول . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و أما الزيادة فهي و إن كانت ضعيفة الإسناد , فقد مضى لها شاهد من حديث مليكة بنت عمرو مرفوعا نحوه , فراجعه برقم ( 1533 ) . و لها شاهد آخر دون ذكر اللحم و لفظه : " عليكم بألبان البقر فإنه شفاء و سمنها دواء " . رواه أبو نعيم في " الطب " كما في " الجزء المنتقى منه " ( 81 - 82 ) عن دفاع بن دغفل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب الخير مرفوعا . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , و هو على شرط ابن حبان , فإنه وثق جميع رجاله , و في بعضهم خلاف . ( تنبيه ) زاد ابن عساكر وحده في روايته زيادة أخرى منكرة , فقال : " عليكم بألبان الإبل و البقر ... " . فزاد لفظة " الإبل " , و لم ترد في شيء من طرق الحديث و شواهده مطلقا - فيما علمت - فهي زيادة باطلة . و يؤكد ذلك أن ابن عساكر رواها من طريق البغوي أخبرنا محمد بن بكار أخبرنا قيس بن مسلم به . و البغوي نفسه أخرجه في المصدر السابق بهذا الإسناد عينه دون الزيادة , فثبت بطلانها , و كنت أود أن أقول : لعلها زيادة من بعض النساخ و لكني وجدت السيوطي قد أورد الحديث بهذه الزيادة في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر , فعلمت أنها ثابتة عنده , فهو وهم من بعض رواته بينه و بين البغوي . و الله أعلم . 1944" فضل الله قريشا بسبع خصال : فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي , و فضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل و هم مشركون , و فضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم : *( لإيلاف قريش )* , و فضلهم بأن فيهم النبوة , و الخلافة , و الحجابة , و السقاية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 586 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 341 ) , فقال : في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدار بن قصي المدني : قال لي أبو مصعب حدثنا إبراهيم عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبيه عن جدته # أم هانىء # مرفوعا به . و من هذا الوجه أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 5 / 1 ) و الطبراني و البيهقي في " مناقب الشافعي " ( 1 / 34 ) , و قال الحافظ العراقي في" محجة القرب في محبة العرب " ( ق 25 / 1 ) بعدما ساقه من طريق الطبراني بنحوه : " هذا حديث حسن و رجاله كلهم ثقات معروفون إلا عمرو بن جعدة بن هبيرة , فلم أجد فيه تعديلا و لا تجريحا , و هو ابن أخت علي ابن أبي طالب , و هو أخو يحيى بن جعدة بن هبيرة , أحد الثقات " . قلت : في هذا الكلام نظر من وجوه : الأول : أنه مع جهالة عمرو بن جعدة التي أشار إليها العراقي , فإن ابنه سعيدا حاله قريب من حال أبيه , فإنه لم يوثقه غير ابن حبان لكن قد روى عنه جمع . و الثاني : أن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 156 ) من رواية إبراهيم هذا و سليمان بن بلال عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لعله في " ثقات ابن حبان " . الثالث : و هو الأهم أن علة الحديث إبراهيم المذكور , فإنه مختلف فيه , فقد وثقه ابن حبان , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 125 ) عن أبيه : " صدوق " . و قال ابن عدي : " روى عنه عمرو بن أبي سلمة و غيره مناكير " . و كذا قال الذهبي , و استنكر له هذا الحديث كما يأتي . لكن ختم ابن عدي ترجمته بقوله : " و أحاديثه صالحة محتملة , و لعله أتي ممن قد رواه عنه " . قلت : كيف يصح هذا الاحتمال و ممن روى عنه المناكير عمرو بن أبي سلمة كما سبق عن ابن عدي نفسه , و عمرو ثقة حافظ ? ! و روى عنه هذا الحديث ذاته أبو مصعب كما رأيت , و هو أحمد بن أبي بكر الزهري المدني الفقيه , و هو ثقة أيضا من رجال الشيخين . و بالجملة , فإبراهيم هذا لا يخلوا من ضعف ما دام أن الثقات رووا عنه المناكير و مما يؤيد ذلك أنه خولف في إسناده , فقال الإمام البخاري عقبه : " و قال لي الأويسي : حدثني سليمان عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق عن ابن جعدة المخزومي عن ابن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " . قلت : فأرسله أو أعضله و رجحه البخاري فقال عقبه : " بإرسال أشبه " . و سليمان الذي أرسله هو ابن بلال المدني ثقة من رجال الشيخين أيضا , فمخالفة إبراهيم إياه في وصل الحديث مردودة كما لا يخفى على من كان عنده أدنى معرفة بقواعد هذا العلم الشريف . ثم إنه قد رواه جمع غير أبي مصعب , منهم يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت به . أخرجه الحاكم ( 2 / 536 ) , و قال : " صحيح الإسناد " ! و تعقبه الذهبي , فقال : " قلت : يعقوب ضعيف , و إبراهيم صاحب مناكير , هذا أنكرها " . قلت : لا دخل ليعقوب في هذا الحديث فإنه متابع كما تقدم بل أخرجه الحاكم ( 4 / 54 ) أيضا من طريقين آخرين عن إبراهيم , فسلم يعقوب من عهدته , و انحصرت العلة في إبراهيم . لكن ذكر العراقي له شاهد من رواية الطبراني في " المعجم الأوسط " أخرجه في ترجمة مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام برقم ( 9327 ) فقال : حدثنا مصعب حدثني أبي حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعا به , و سياق الحديث له قال : " لا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد " . و قال العراقي : " هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به و الاستشهاد , فإن عبد الله بن مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان في " الثقات " , و ضعفه ابن معين " . قلت : هو صالح للاستشهاد كما يشير إليه كلامه , فقد روى عنه جمع من الثقات , و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 178 ) عن أبيه : " هو شيخ , بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد " . يعني أنه نحوه في الرواية , و المتقرر فيه أنه حسن الحديث , فابن مصعب عنده مثله أو قريب منه , فهو على الأقل صالح للاعتضاد به و الاستشهاد بحديثه . و سائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني مصعب فإني لم أجد له ترجمة كما كانت ذكرت في تخريج حديث آخر في " المعجم الصغير " ( رقم - 56 - الروض النضير ) لكنه قد توبع , فقد أخرجه البيهقي في " المناقب " ( 1 / 33 ) من طريق إبراهيم ابن حمزة : حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت به . و أخرجه ابن عساكر ( 17 / 493 / 2 ) من طريق أخرى عن عبد الله به . و إبراهيم هذا صدوق من رجال البخاري . و لذلك فقد انشرح الصدر و اطمأنت النفس لقول الحافظ العراقي المتقدم : إنه حديث حسن . يعني لغيره . لاسيما و لبعض فقراته شواهد , فالفقرة الرابعة مثلا شاهدها في " المعجم الكبير " للطبراني ( رقم 368 ) . و الخامسة مضى لها شاهد برقم ( 1851 ) . و الأحاديث في معناها كثيرة بل إنها بلغت مبلغ التواتر . 1945" عجبت لصبر أخي يوسف و كرمه - و الله يغفر له - حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤية , و لو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج , و عجبت لصبره و كرمه - و الله يغفر له - أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره , و لو كنت أنا لبادرت الباب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 589 :
أخرجه الطبراني ( رقم 11640 ) عن إبراهيم بن يزيد عمرو بن دينار عن عكرمة عن # ابن عباس #مرفوعا به , و زاد : " و لولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي الفرج من عند غير الله , قوله : *( اذكرني عند ربك )* " . و من هذا الوجه رواه ابن جرير و غيره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , إبراهيم هذا هو الخوزي متروك الحديث كما في " مجمع الزوائد " ( 7 / 40 ) و " التقريب " . و لذلك قال ابن كثير : " هذا الحديث ضعيف جدا " . و قد عزاه لعبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة به مرسلا لم يذكر ابن عباس في إسناده , و لا قوله : " و لولا الكلمة ... " في آخره . و هو الصحيح . و إنما صح هذا بلفظ آخر . فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 50 / 1 رقم الحديث 52 ) قال : قرىء على أبي نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي - في المحرم سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة في دار بكار و هو ينظر في كتابه - قيل : حدثكم محمود بن آدم قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به إلا أنه قال : " حين سئل عن البقرات العجاف كيف أخبر حتى يخرجوه " . و هذه متابعة قوية , و إسناد جيد , فإن ابن عيينة ثقة حافظ . و محمود بن آدم و هو المروزي ثقة . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 290 - 291 ) : " كتب إلى أبي و أبي زرعة و إلي , و كان ثقة صدوقا " . و أبو نصر المطوعي من شيوخ الدارقطني و قال : " هو ثقة حافظ " . فثبت الحديث بذلك و الحمد لله . و قد جاء الحديث بنحوه من رواية أبي هريرة , و قد مضى برقم ( 1867 ) و في بعض طرقه الزيادة التي في آخر الحديث و قد استنكرها الحافظ ابن كثير كما سبق بيانه هناك . 1946" صومي عن أختك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 590 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2630 ) : حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت مسلم البطين يحدث عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # : " أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أن أختها نذرت أن تصوم شهرا و أنها ركبت البحر فماتت و لم تصم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و أخرجه أحمد ( 1 / 338 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه من طرق أخرى عن الأعمش به نحوه بلفظ : " أمك " . لكن علقه البخاري فقال : " و يذكر عن أبي خالد هو " الأحمر " : حدثنا الأعمش عن الحكم و مسلم البطين و سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير و عطاء و مجاهد عن ابن عباس : قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أختي ماتت " . و و صله مسلم ( 3 / 156 ) و لكنه لم يسق لفظه , و غيره كالنسائي في " الكبرى " ( 4 / 42 / 2 ) من هذا الوجه , و قال الترمذي ( 1 / 138 - بولاق ) : " حسن صحيح " و قال هو و النسائي : " صوم شهرين متتابعين " . و الحديث من معاني قوله صلى الله عليه وسلم : " من مات و عليه صيام صام عنه وليه " . متفق عليه من حديث عائشة لأن الولي أعم من أن يكون ابنا أو أختا , و هو محمول على صوم النذر أيضا كما حققه ابن القيم في بعض كتبه , و لعله " تهذيب السنن " فليراجع . 1947" كان يعرض نفسه على الناس في الموقف , فيقول : ألا رجل يحملني إلى قومه , فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 591 :
أخرجه البخاري في " أفعال العباد " ( ص 77 - هند ) و أبو داود ( 4734 ) و الترمذي ( 2 / 152 ) و الدارمي ( ص 428 - هند ) . و ابن ماجة ( 201 ) و ابن منده في " التوحيد " ( 113 / 2 ) و ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 2 / 239 / 1 ) عن إسرائيل حدثنا عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال : فذكره مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث غريب صحيح " . قلت : و هو على شرط البخاري . و أخرجه أحمد ( 3 / 322 و 339 ) من طريق أبي الزبير عن جابر نحوه مختصرا . و هو على شرط مسلم . 1948" والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي و في الذكر , لصافحتكم الملائكة على فرشكم و في طرقكم , و لكن يا حنظلة ! ساعة و ساعة , ثلاث مرات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 592 :
أخرجه مسلم ( 8 / 94 - 95 ) و الترمذي ( 2 / 83 - 84 ) و ابن ماجة ( 2 / 559 ) و أحمد ( 4 / 178 و 346 ) من طريق أبي عثمان النهدي عن # حنظلة الأسيدي # قال - و كان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت يا حنظلة ? قال : قلت : نافق حنظلة ? قال : سبحان الله ما تقول ? ! قال : قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار و الجنة حتى كأنها رأي العين , فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات فنسينا كثيرا , قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا , فانطلقت أنا و أبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما ذاك ? قلت : نكون عندك تذكرنا بالنار و الجنة حتى كأنها رأي العين , فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات فنسينا كثيرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و السياق لمسلم . و قال الترمذي : " حديث صحيح " . قلت : و له طريق بنحوه مختصرا سيأتي بلفظ : " لو كنتم تكونون " رقم ( 1976 ) مع شاهد من حديث أنس يأتي برقم ( 1965 ) .
المفضلات